|
Re: صورة ( الزّووووووول) في المخيلة العربية !!! (Re: emadblake)
|
الأخ عماد البليك
شكراً على الموضوع القيم
سعدت بتناول هذا الموضوع وكنت أحضر فعلا لطرقه من قبل وتتوفر عندي معلومات عملية عن الأمور ذات الصلة بصورة المواطن السوداني في المهجر.
في الحقيقة, أعتقد برسوخ أن التجربة السودانية في المغتربات تنفصل بصورة أساسية لفترتين هي الهجرة ما قبل الإنقاذ وفيما بعد الإنقاذ.
كانت الهجرة فيما قبل مجئ الإنقاذ هجرة منظمة تتمثل في الإبتعاث المنظم لأغراض الدراسة بالخارج وحالات إعارة الموظفين السودانيين لإعانة دول الخليج العربي ودول المغرب العربي في وظائف التعليم والطب والهيكلة الحكومية وغيرها وقد كانت تلك الفترة من أخصب فترات تاريخ الإغتراب السوداني وعادت بالفوائد القيمة المادية والمعنوية وترك المغتربون الأوائل أطيب الأثر في نفوس مواطني البلدان المستقدمة لهم ولا تزال بقية من سمعة طيبة خلفها هؤلاء ينتفع بها المواطن السوداني إلى الأن. كان المبتعثون والمعارون دائمي العودة لممارسة وظائفهم في الفطاع العام السوداني وكانت فترة الغربة تمثل لهم رافداً إضافياً من روافد الدخل كما تمثل فترة شدة حينما كان الناس لا يطيقون البعد عن مرافئ الوطن وينتظرون حلول فترات الإجازات بنافذ الصبر.
في تلك الفترة لم يسمع أحد بكلمة الزول هذه ولم يتسنى لها أن تأخذ شكلها القبيح الذي تلقى به في وجه السوداني ملغية شخصيته وملغية كذلك وشائح القربى التي تجمع بينه وبين أنسبائه الخليجيين والشوام وحتى المصريين وإن كان بعض الودودين من المصريين يستعملون لفظة (ابن النيل) والتي لم أحبذها أيضاً لأنها تربط القربى بصلة جغرافية أكثر منها صلة روابط الدم المختلط في مداخل خلجان العقبة والسويس وبورسعيد أيام الشدة والنجدة والعراك صعب المراس.
أما الفترة الأخيرة لتغريبة بني السودان فهي الفترة التي اعقبت مجئ الإنقاذ والتي (طفش) فيها السودانيون من بلادهم بفعل ضغوط الحياة اليومية وانعدام الأمل في المستقبل وضغوط التجنيد الإجباري على الشباب وضفوط القلق من الحالة السياسية المتشنجة السائدة والتي وصلت حد إنفاذ أحكام الإعدام في امتلاك بضعة دولارات لا تسد الرمق.
واتسمت هذه الفترة الأخيرة بصعوبات بالغة وضربات موجعة أنزلتهاسياسات الإنقاذ بشعب السودان حيث مارست السياسة الخارجية ضغوطات إضافية على الفئات المهاجرة التي وجدت المنافي وبالذات الخليجية متبرمة من مواقف حكومة السودان في حرب الخليج الأولي ولولا تفهم العديد من الجهات الرسمية في الخليج والثقة التي لم تتزعزع في شخصية المواطن السوداني وأمانته ومسالمته بالإضافة لجهود قيادات التجمع الوطني الديمقراطي لتكبد السودانيون خسائر جسيمة في إنزال الترحيل القسري عليهم مثلما حدث للإخوة اليمنيين.
وجدت الفئات المغتربة هرباً من سياسات الإنقاذ والضيق الإقتصادي وحالة (القرف) والهلع التي انتابت الشارع السوداني من وجود حكومة تستطيع اتخاذ (أي قرار) مهما كانت قسوته وتقدم على تنفيذه بالفورية والحدة التي عهدها الناس, وجدت الأوضاع غير مهيأة تماماً ووجدت أسواق العمل مغلقة أمامها رغم أنها محتاجة بالفعل للغمالة السودانية إلا أنها لا تستطيع تشغيلها للموانع القانونية ويجدر بالذكر هنا أن تأشيرات العمل توقفت عن الصدور للمستقدمين السودانيين لفترات وصلت إلى خمسة عشر عاماً, ويكفي أنها متوقفة إلى الأن في دول كالكويت وهي الدولة التي ضرب فيها السودانيين أروع الأمثلة في الوفاء وفي المساعدة على حفظ أموال الكويتيين وأعراضهم أثناء الغزو العراقي وكل الناس يعرفون قصص السودانيين الذين هربوا أسر الكويتيين واموالهم إلى مدن كالقاهرة والرياض وجدة وكانوا مواطنين بسطاء يعملون كسائقين في خدمة هذه الأســر.
لذا فقد اضطرت جموع هائلة من المواطنين السودانيين للعمل بصورة غير نظامية واستجلبت هذه الأوضاع عليهم أخطار الرضا بالأجور التافهة ومآسي الترحيل القسري وحالة الظهور بالمظاهر غير اللائقة في اللبس والمركبات وأماكن السكن وأنماط الحياة.
كما أورثتهم هذه الأوضاع الوضاعة في المهن والتي اضطروا للرضا بها لعدم وجود البدائل ولا تزال الأعداد الهائلة من السودانيين تعمل في دول الخليج وهي تحمل تراخيص عمل لمهن لا تتفق مع المؤهلات العلمية والخبرات العملية لهذه الكفاءات المهاجرة على حين غــرة.
إذن, وعندي على الأقل, تتحمل الإنقاذ مسئولية هذه الأيلولة والصيرورة القاسية والتي انعكست بالسلبية على النظام نفسه ولم أدر ما ذا كان شعوري حينما سمعت خظاب الرئيس السوداني وهو يعلن من جدة تخفيض المساهمات والضرائب المفروضة على مغتربي (الغفلة) من الطافشين من قسوة الظروف تحت حكم الإنقاذ.
لا تنحصر السلبيات في مظهر السوداني وفي نظرة الخليجيين من البشر للسوداني المستغل في بلادهم (ولا ألومهم أبداً), ولكنها تتعدى ذلك لحالات يعلم عنها قناصل ودبلماسيي سفارات السودان في البلدان العربية وكم كنت لا أحتمل الرد حينما أسمع من أحد القناصل الوصية الذهبية لأحد المتورطين في مشكلة داهية من المغتربين, أن ارجعوا بلادكم أفضل لكم.
سادتي الكرام هذا البوست في غاية الأهمية ولاجل ذلك سأواصل محاولاً اقتراح الحلول ومزيد من التحليلات وأملي أن لا يتسع الخرق ليشمل من ينظرون (للزول) نظرة تهكمية فليسو هم أصل المشكلة وإنما علينا التحليل وطرح الحلول لمشكلاتنا قبل المضي في تقريع الآخرين لان المشكلة ستبقى إذا لم نجد لها المعالجات.
عظيم امتناني
أحمد الشايقي
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
صورة ( الزّووووووول) في المخيلة العربية !!! | emadblake | 06-11-04, 10:54 PM |
Re: صورة ( الزّووووووول) في المخيلة العربية !!! | theNile | 06-12-04, 00:15 AM |
Re: صورة ( الزّووووووول) في المخيلة العربية !!! | newbie | 06-12-04, 08:14 AM |
Re: صورة ( الزّووووووول) في المخيلة العربية !!! | ترهاقا | 06-12-04, 09:09 AM |
Re: صورة ( الزّووووووول) في المخيلة العربية !!! | zoul"ibn"zoul | 06-12-04, 04:32 PM |
Re: صورة ( الزّووووووول) في المخيلة العربية !!! | تاج السر حسن | 06-12-04, 04:54 PM |
Re: صورة ( الزّووووووول) في المخيلة العربية !!! | brakat | 06-12-04, 05:31 PM |
Re: صورة ( الزّووووووول) في المخيلة العربية !!! | Elkhawad | 10-05-04, 01:30 AM |
Re: صورة ( الزّووووووول) في المخيلة العربية !!! | أبو ساندرا | 10-05-04, 02:14 AM |
Re: صورة ( الزّووووووول) في المخيلة العربية !!! | أحمد الشايقي | 10-05-04, 04:08 AM |
|
|
|