السجن الكبير - فصول من رواية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 05:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عماد البليك(emadblake)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-14-2009, 00:21 AM

emadblake
<aemadblake
تاريخ التسجيل: 05-26-2003
مجموع المشاركات: 791

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السجن الكبير - فصول من رواية




    1


    منذ متى ورائحة القطارات تطارده؟
    ليس هو حنين جارف، كذاب.. أو غضب على اللحظة، ورغبة في تمجيد الأمس، لأن الحاضر متعفن وقذر.. هي رغبة ملحة لا تفسير لها بدأت منذ سنوات بعيدة وما زالت تعيش في الدماغ، لا تملك الشجاعة الكافية لمغادرته، لأن صاحب هذا الرأس الكبيرة، عنيد جدا، مثابر، مخيف في بعض الأحيان، ليس له هدف محدد. لو تحدد هدفه لضاع.
    بعض الناس في هذه العالم، خلقوا لكي يعيشوا الحياة برغباتهم، وبعضهم تجرّه الحياة نحو رغباتها، ما تتمنى، وما تريد. فإلى أي الفئتين ينتمي صاحب الرأس؟
    سيكون مشغولاً بهذه الدوائر المتلاحقة من الأسئلة، قبل أن يسارع لأخذ موقعه في القطار، في الدرجة الثالثة. مظلمة بضوء شحيح. لا خيالات فيها للأشياء العميقة في الذهن. ثمة بصيص أمل ينسكب من وراء كل ما هو سطحي وعابر. لكن يبدو أن هذه الرحلة ستكون مختلفة.
    بعد دقائق، ربما أقل من ذلك.. فالزمن لا قيمة له هنا. سيكون الشاب صاحب المغامرات المدفونة في القلب، قد استغرق في النوم. ليبدأ في ترتيل سورة حزنه. حزن دفين وغريب ممزوج بذكريات غامضة، عذابات، وآهات مرة.
    سيرى في حلم عابر، أنه ركب قطاراً، شحيح الضوء كهذا القطار الذي يحلم داخله. ليس مهما إلى أين هو مسافر، أو ما هي المحطة التي انطلق منها. ففي عالم الأحلام العابرة لا توجد قواعد، هناك فقط صور تتركب بغرابة تجعل الحالم ينزف داخل نومه. نزيف التيه، الغربة، الانكسارات المتواصلة في حياة لم تبدأ بعد، كما يتصورها.
    ينطلق القطار كعاصفة وسط الثلوج..
    في حياته لم ير الثلوج وهي تتساقط على الأرض، على الأعشاب المبتلة ذات الروائح الذكية. فالثلوج التي يعرفها رآها في الأفلام الرومانسية، في السينما. قرأ عنها في روايات متناثرة لا يتذكر عناوينها الآن. ربما في أشعار قديمة، لتائهين مثله، أردوا أن يغيروا العالم بالشعر، ففشلوا. لكنه ليس شاعراً، إنه كاتب فحسب. كاتب يحلم أن يغير العالم برواية، بقصة، بكتاب، بحكاية عن الأجداد، أو عن ذاته على الأقل. لكن هل في حياته ما يستحق أن يحكى، أن يقال، ما يمكن أن يصبح رواية ممتعة يقرأها رجل تحت الظل في جلسة، رقدة واحدة؟
    الظل الذي يتخيله، وهو يحلم بالطبع.. ظل له صورة محددة في خياله الباذخ. ظل لا ينتمي للأشجار ولا المباني القائمة من الطين، أو حتى لكائنات غريبة الأشكال يمكن أن تهبط ذات يوم من السماء على الأرض، فتكون مثار لغز بشري على مدار التاريخ. إنه ظل صعب التوصيف، التحديد. يمكن تخيله، مراقبته، الاستمتاع به داخل حلم، أما خارجه فلا معنى له، لأنه لن يكون ممكن الحضور.
    في حياته، تتداخل الأحلام مع الواقع. الوقائع مع الأساطير. سنجد له العذر لأنه كاتب يعيش الحياة على أنها حلم. أو الحلم على أنه حياة. ليس ثمة فرق.
    بعد أن يستيقظ وسط الظلام، يتذكر بصعوبة أنه داخل قطار، وأن الليل يغلف الأشياء بالسكينة والخوف. لن ينظر من النافذة ليراقب أي شيء. يكفيه مراقبة ما رآه في الحلم. لقد كان يقرأ رواية داخل القطار الذي كان يشق دربه وسط الثلوج، فوق سكة من الحديد الصلب.
    كان البرد شديداً، لكنه لم يلبس معطفه الذي اشتراه قبل يومين، من تلك العاصمة التي لا يعرف اسمها. كان قد دخل المحل الجديد، دون أن يقرأ اللافتة. تنازل هذه المرة عن هوايته في مراجعة أسماء المحلات، لأن لكل جديد سحره الذي يجعل الإنسان ينسى.
    إذن كانت حكايته مع النسيان، فالتنازلات بالنسبة له مفردة لها مدلولات سياسية غبية. مرتبطة عنده بشروط ومصالح آنية ضيقة. بروتوكولات يوقع عليها أكثر من طرف على مضض. لا أحد يرضى بأن يخصم من أناه أو تعلقه بهذا العالم المثير للغرائز، غريزة البقاء، الانتماء، التعلق، الانتشاء، التأرجح بين أكثر من حلم، أو الموت.
    كيف سيقاوم الطقس الساخط؟ بعد أن نسي (النسيان أيضا).. كان قد نسي المعطف الراقي على أريكة خشبية في المحطة، قريباً من فتاة بشعر أشقر، كأنها فارسية. كانت تنظر إليه، كأنها تعرفه. هو لا يعرفها. ربما نسي. ليس بإمكانه أن يصل إلى قرار بشأنها.
    يركز النظر تجاهها. لا تهتم به. يزيد من مغامرته الهوجاء في التحديق، التلصص على جسد أبيض كالثلج. شعر منساب كالحرير. أرداف مصنوعة بآلة دقيقة، تبيّن دقتها بمجرد أن وقفت الفتاة ساعة سمعت صفارة القطار.
    لم تكتمل مغامرته، فكلما تمعن في جزء من أجزاء الكون الفارسي، رغب في رؤية مجرة أخرى. كوكب. نجم. سأل روحه، بصوت مسموع لمن حوله: "كيف هي روحها؟".
    مهتم بالروح. فالأرواح بالنسبة له مهمة، غاية. ولأن انكساراته في الحياة تسببت فيها الأرواح، فمغامراته الجسدية، كانت ناجحة دون فخر. قال لروحة مرة أخرى. هذه المرة بصوت غير مسموع: "لو عرفت اسمها لاستطعت أن أحدد هوية روحها". يعتقد ذلك، ويشك في اعتقاده. فأحياناً يفشل في التحديد، ومرات ينجح. ليست الحياة تأتي على قدر واحد.
    تخيلها تضحك. له هو وحده. تخيل أشياء أخرى. وتوقف عند خيال أخير.. رحلة بالقطار يأخذهما سويا من حدود بحر البلطيق، إلى مدينة بعيدة جداً.. مدينة لا يربطها قطار ببحر البلطيق. لكن الأحلام لا تعرف الشروط الرديئة التي يتمسك بها الواقع ويصرُّ عليها.
                  

العنوان الكاتب Date
السجن الكبير - فصول من رواية emadblake01-14-09, 00:21 AM
  Re: السجن الكبير - فصول من رواية emadblake01-14-09, 00:25 AM
    Re: السجن الكبير - فصول من رواية emadblake01-14-09, 00:27 AM
      Re: السجن الكبير - فصول من رواية emadblake01-14-09, 00:30 AM
        Re: السجن الكبير - فصول من رواية emadblake01-14-09, 00:31 AM
          Re: السجن الكبير - فصول من رواية emadblake01-14-09, 00:35 AM
            Re: السجن الكبير - فصول من رواية emadblake01-14-09, 00:39 AM
  Re: السجن الكبير - فصول من رواية سفيان بشير نابرى01-14-09, 01:24 AM
    Re: السجن الكبير - فصول من رواية emadblake01-18-09, 00:21 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de