|
Re: هل المثقفين جزء من الازمة السودانية (Re: Abdel Aati)
|
اولا : فى تحديد المصطلحات : جذور ومكونات الازمة السودانية :
لكيما نبنى افتراضاتاتنا على ارضية علمية ؛ او مقاربة للعلمية ؛ نبدا بتحديد وتعريف المصطلحات الاساسية التى يدور حولها بحثنا ؛ وفى هذه المصطلحات يلعب دورا اساسيا مفهوم الازمة السودانية .
لقد درجت الدراسات المعالجة لقضايا الدولة والمجتمع فى السودان على مقاربة قضايا تفصيلية بعينها ؛ من قضايا الثقافة او السياسة ؛ فصدرت ؛ منذ جيل النهضة السودانى ؛ اى ثلاثينات واربعينات هذا القرن ؛ العديد من الدراسات والكتب التى تتحدث عن قضايا مثل " الفكر السودانى وما ينبغى ان يكون " ؛ مشكلة جنوب السودان " " الديمقراطية فى الميزان " ؛ مستقبل الثقافة فى السودان " " النظام الحزبى والتجربة الديمقراطية " الا انه لم تتم محاولات فكرية لمعالجة القضية السودانية فى عمومها؛ والانتقال؛ عبر عملية متصلة من التحديد والتجريد؛ اعنى تحديد التفاصيل وتجريد العموميات؛ الى معالجة الازمة فى اطارها العام المتشابك؛ وليس فى محور واحد من محاورها؛ اقتصاديا كان ام اجتماعيا او ثقافيا . ان محاولة من هذا القبيل؛ تحسب فى مجال الدراسات الاستراتيجية؛ باعتبارها تعالج شبكة من العلاقات المتبادلة ؛ تننتج فى مجموعها وفى حصيلتها؛ حالة التطور المازوم التى تعانى منها بنية الدولة والمجتمع والثقافة فى سودان اليوم . ان هذا النموذج للتطور المازوم يذهب بجذوره فى واقع الدولة الكولونيالية التى حددت المعالم الاساسية لسودان اليوم؛ خلال اكثر من نصف قرن من التحولات؛ التى احدثتها العلاقات الاستعمارية فى بنية الدولة التقليدية قبل الكولونيالية . اننا هنا لا نذهب ابعد من العام 1898 فى البحث عن جذور الازمة؛ وتحليل وتأطير وتحديد المكونات الثقافية والتاريخية التى حكمت تطور الدولة والمجتمع والثقافة فى الحقبة قبل الاستعمارية ( وان كانت الفترة 1821-1885؛ اى فترة الحكم المصرى- المسمى عن جهل الحكم التركى - فى السودان؛ قد شكلت ملامح دولة سودانية تابعة؛ ضمن اطار دولة اقليمية ؛ حاولت مقاربة محاولات التحديث الاوربية؛ و اعنى دولة محمد على فى مصر؛ وقد اجرت ادارتها الكثير من التغييرات الجوهرية في التكوين الاجتماعي السياسي للسودان في ذلك الوقت) وذلك لاعتقادنا؛ انه رغما عن قوة دفع المكونات التاريخية للدولة قبل الكولونيالية؛ وخصوصا فى مجال الثقافة والتقسيم الاجتماعى –العرقى؛ الا ان الدور الذى لعبته الدولة الكونيالية ؛ قد احدث من الهزات فى البنية التقليدية للعلاقات الاجتماعية والاقتصادية؛ وفى اطار تنظيم الدولة والادارة؛ ما نعتبره جوهريا فى صيرورة الدولة (الوطنية ) بعد الكولونيالية(post colonial state)؛ والتى عمقت من الازمة خلال نصف القرن الفائت من تاسيسها؛ وكستها بملامحها الحالية .
|
|
|
|
|
|
|
|
|