دفتر احوال ضابط الشرطة المناوب 2012 {توجد صور}

Quote: احد من «ناسُم» (حسبي الله ونعم الوكيل) 18/3/2008 د. الرشيد ابو شامة • في حوالي عام 1990م وحينما كنت المسؤول الأول بالسفارة السودانية في لندن، وصلني خطاب بتوقيع السيد وكيل وزارة الخارجية بالخرطوم يفيدني فيه بأن الاحتياطي من جوازات السفر الدبلوماسية برئاسة الوزارة قد نفذ تماماً، وطلب مني ان اتصل بإحدى المطابع التي تقوم بطباعة جوازات السفر الدبلوماسية وان اعرض عليها رغبتنا في طباعة جوازات سفر دبلوماسية حسب النمط المعمول به، مع معرفة الاسعار والمدة الزمنية التي يستغرقها تجهيز هذه الطلبية، وان افيدهم على وجه السرعة بنتيجة اتصالاتي لاتخاذ القرار ووضع الامر موضع التنفيذ. • أوليت الموضوع اهتمامي الشخصي وعنايتي الخاصة، وعرفنا بأن الجوازات الدبلوماسية تطبع في مطابع العملة الورقية، واتصلنا بالمطبعة التي كانت تقوم بطباعة العملة السودانية واستقبلت مندوب المطبعة بالسفارة، وعرضت عليه الأمر وأطلعته على نسخة من جوازات السفر الدبلوماسية المستعملة بحوزتنا. • تمكن مندوب المطبعة من الإجابة عن كل تساؤلاتي حول الأسعار والمدة التي يتم فيها الإنجاز وغيره، إلا انه قال بمقدورهم تقديم جواز مختلف عن النمط الذي أطلعناه عليه، وذلك بتخفيض حجم الجواز الى النصف وبالتالي تخفيض السعر بنفس النسبة. • أعجبتني الفكرة وطلبت منه أن يجهز لي عينة من الجواز المقترح (صغير الحجم) حتى ابعث بها الى الخرطوم مع ردي على خطاب السيد الوكيل، وطلبت منه ان يرسل لي رداً على تساؤلاتي المذكورة كتابة، كما سلمته مكتوباً بما نطلبه نحن واقترحت عليه أن أزور المطبعة حتى اطمئن بنفسي على وجودها أولاً وإمكانياتها من الماكينات والمعدات وحجم العمالة والعمل وفعاليتها وكفاءتها... الخ. • وفي الموعد المحدد، استقبلوني بالمطبعة وأطلعوني على سير العمل واقتنعت بمقدرتها على تنفيذ العمل المطلوب، ثم سلموني ردهم على تساؤلاتي السابقة مطبوعاً على أوراق المطبعة الرسمية موثقاً بأختامهم، بما في ذلك عينة من الجواز المقترح (صغير الحجم) • عدت الى السفارة وكتبت تقريراً وافياً لم اترك فيه شاردة ولا واردة، مرفق معه العينة الجديدة من الجواز وسعرها مقارنة مع سعر الجواز التقليدي القديم، مدعماً بالوثائق التي تسلمتها من المطبعة وكذلك الفترة الزمنية التي تستغرقها الطباعة حتى وقت التسليم، واسم المطبعة وعنوانها وكفاءتها ومقدرتها على تنفيذ ما هو مطلوب، وقد كان تقريري في واقع الأمر مشروعاً متكاملاً تجاوزت صفحاته العشر غير المرفقات، وبعثت به الى السيد الوكيل عن طريق الحقيبة الدبلوماسية، وذلك في الأسبوع التالي لوصول خطاب السيد الوكيل. • انتظرت طويلاً ولم يصلني رد من رئاسة الوزارة بالخرطوم، وتجاوز الزمن كل تفكير في الموضوع حتى أسقطته تماماً من ذاكرتي ولم أعد أحفل به، وظننت حينها بأن رئاسة الوزارة قد صرفت النظر عن الموضوع لسبب أو لآخر. • بنهاية عام 1991، تلقيت خطاباً من نفس وكيل الوزارة يفيدني فيه بحالة الضعف التي يعاني منها ديوان الوزارة بالخرطوم، وان السلطات قد ارتأت نقل السفراء من ذوي الخبرة والمعرفة لتدعيم فعالية الديوان، وان الاختيار قد وقع عليّ للنقل الى الخرطوم، وبالفعل وصلت منقولاً الى الخرطوم ولكن وجدت الحال على غير ما اشار به إلىّ الوكيل، حيث ان كشفاً باحالات على التقاعد قد صدر بعد وصولي بحوالي اسبوع، كنت واحداً في قائمته. http://www.alsahafa.info/news/index.php?type=...id=784&col_id=1&bk=1 • فكرت أن أسافر... إلا ان جواز السفر الذي احمله قد امتلأت صفحاته تماماً ،ولم يكن فيه من مزيد وكلفت أحد الزملاء بالوزارة ان يجدد لي جواز السفر بآخر غيره، وسلمته الجواز القديم وبالفعل قام ذلك الأخ باللازم وسلمني الجواز الجديد بعد ان حضر إليّ بالمنزل. • صعقت عندمارأيت الجواز الجديد وصرخت دون ان أعي.. ما هذا! وكيف؟ حيث ان الجواز الجديد قد كان هو من نفس العينة التي أرسلتها للخرطوم مع تقريري المشار إليه (أي الجواز صغير الحجم). ضحك ذلك الأخ الزميل ضحكة عميقة إلا انها كانت تحمل كل دلالات السخرية، وذكر لي ما لم يكن يخطر على بالي أو يطوف بخاطري، حيث قال: بأن التقرير الذي بعثت به في شأن الجوازات قد أرسل الى (واحد من ناسم) في لندن، وهو الذي قام بتكملة الإجراءات وإرسال الجوازات الجديدة (صغيرة الحجم) • أصبت بشيء من الإحباط والحزن وقلت في خاطري «الحابل بالنابل». الجديد في الأمر اني قد التقيت في الاسبوع الماضي وبعد طول غياب، ذلك الأخ الزميل المشار إليه، فالتقاني وما زالت تلك الضحكة الساخرة ترتسم على وجهه، ويبدو انه لم ينسََ الموضوع كما نسيته أنا، وفي هذه المرة سمى لي بالاسم «ذلك الواحد من ناسم). QUOTE]• د. الرشيد أبو شامة