دفتر احوال ضابط الشرطة المناوب{2011}

Quote: في الذكرى الخامسة للباهى طيب الله ثراه إلى إيهاب باهي الدين بحيري في علاه يا صديقي برغم إبتعادي عن الوطن أجزم بأن مدني وأهلها وبوليس السودان يبلغونك التحايا وصادق الدعوات .. فبركات الخضراء كما هي وأزقة المدنيين كذلك والأطفال (الشمس) أتذكرهم ألقابهم أكثر منهم الذين ....... كانوا يلتحفون أسوار أقسام الشرطة تستدعيهم أواخر الليل لتتلمس يوميات متاعبهم بحنو رقيق لضابط شرطة غريب يتمم على نجاح مجازفاتهم ليطمئن أنهم باتوا ليلتها وقد أصابوا ما يكفي من طعام يسد رمقهم... أين هم بكوارث البلد النائمة فوق حيشان الزمن التي إرتدوها أسمالا مثقوبة وحوجات , كما أرتدى الوطن مشاوير سياسات معطوبة .. عموما بقية الحال تغني عن السؤال ..... أحاول أن أخرج عن الإطار في زمن إنتظم فيه الجميع إنتظار .. لا أدري الصحو أم النسيان ما برحا يلازمان روحك الصفية في رحلتها عبر مدارات قصية , رحلة ما بعد الموت فلم يسبق لي صديقي أن تواصلت مع العالم الآخر إلا دعاء للراحلين ..... فدعني أدعو الله ما أستطعت بأن يجعلكم من أصحاب اليمين في أعلى عليين . ظللت على الدوام أخاف حتى من قراءة الكتابات عن الميتافيزق والغيبيات فأعذرني إن ذللت قليلاً أو كثيراً فالتواصل معكم أسرار لا اعرف كنهها .. مثلكم تماما لا زالت سيرتك لدى أسرار وغيبيات فما أنا بزاهد لأبحر فيها ملء البصر والروح والغور تعوزني سيدي ملاءة الصلاح لأرافق قامة خيرة وأرتاد دواخلها النقية وألحق تلابيب بعضها ما أبعدني وأقصرني لحاقا عن ما هو متدثر بصمت بليغ ومتزمل بحديث شفيف ... أنت تعلم هرجلتي التي لا تزال فقد تعودت أن ترتبني وترتب كذلك ليلى ومخدعى الذى يستظل بك بداية إلتحاقنا بكلية الشرطة وما سارت به الدنيا بنا سويا من تنقلات في دهاليزها (وميزاتها ) سنوات تتمم حتى على رباط بوتي وتتأكد من تلميع البوت وتصفير قاش الوسط أتذكر عندما دلفنا سويا يوما ما كملازمين في أول يوم لنا في وزارة الداخلية مبهورين بنجومنا التي علت كتوفنا لتوّها كنجوم السماء لتنتبه كعادتك أنني بلا كاب عندها غصت في ضحكتك الحبيبة وهمست بجدية محببة كيف ترد التحية فإنتهيت لأحد العساكر والذي كان يلبس سايد كاب بحسمك المعهود ( أجمع يا عسكري سلم كابك للسيد الملازم ) وعندما إنتهينا نسيت أنا أمر العسكري تماما فأصريت أن لا أتجاوز باب الوزارة بدون أن أرد الأمانه... لازال صداها عالق يملأ رحابات الفراغ ضجيج دواخل فقد تعودت عدم الإكتمال حتى تمارس وصاياك في إكمال جاهزيتي سامحني سيدي فقد كنت أتمادى فيها سهواً وقصداً... لا زلت سيدي أفتقد إكتمالي بيد أن دموعك الغالية عند إحالتي للصالح العام ملأت نفسي تماسكاً قبل أن تكون عزاء لي ولبوليس أحبه ولوطن أعشقه برغم بؤس ساسته 0 سيدي مهما حاولت أن استدعي دفاتر أيامنا القديمة علني أتمدد بدونك قصدا أو حتى ( بعفو الخاطر المغيب ) أتذكرهذه العبارة , كم كانت تعجبنا سوياً .. وكم كان يعجبنا قائلها العلامة القانوني د . عبد الله النعيم في المسؤولية الجنائية ( ما بين الضمير والخاطر المغيب ) .. تمثلتها تماما معكم صحوت أم غفوت حضوراً بوضاحات النهار وتراخي ليل عشاق لا يرخي سدوله بقدر ما يسعى بين الناس آخاءً بصدق المعايشة ... ربما حكاياتي لا تعني أحدا فربما المكوث ممل لدى غائب , بيد أني أدفع وبيقين كامل بأنك حاضر ملء المداخل والدواخل والمسام فما ضر أحدا مطرا وثمرا وينيفورم كاكي خير غيبته المقادير من مشوار أخير لمسجد منه مباشرة لموت كمسك ختام بهيج يسر الناظرين .. إنها ليست نهاية المطاف إنها بداية الطواف لرحاب سنية إستدعتك كأمر تحرك لها كيفما وقد إستهوتك وإستهويتها فإنصرفت لها قبل الأوان كعادتك تدلف بلا إستئذان وتغادر أيضا بلا إستئذان ... أين نحن ممن يعملون لدنياهم كأنهم يعيشون فيها أبداً ، و يعملون لآخرتهم كأنهم يموتون غداً فأبتسمت بإطمئنان 0 في طريقي للوطن تعودت ومنذ خمس سنوات أن أطرق باب بيتكم قبل بابنا .. لا أدري إن كنت اسعى لإكتمال كما تعودت أم أنه الحزنً النبيل .. لا أملك نحوكم إلا دعوات طيب الله ثراك .. قف يومية التمام تضم شخصكم حتى تاريخه بدون توزيعات غياب... وستظل في دواخلنا حزيه للأمام من على الوسط معتدل مارش ....... وستبقى طابور لليمييييييييييين لأصحاب اليميين في أعلى عليييين أنظر..... وسنكون طابور للإمام انظر ... إنها مشيئة الله التي نقبل بها برضي وقناعة كاملة أسأل الله عز وجل في سري وجهري أن يجعلكم في أعلى عليين و لأهلك وأحبابك ورفاقك صبراً جميلاً وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين