|
|
 لغة هذا الزمن – 2/ عمر الشريف
|
لغة هذا الزمن – 2
اعزائى القراء تحدثنا سابقا عن لغة هذا الزمن على نطاق العالم والدول واليوم كما وعدناكم بتكملة لغة هذا الزمن على نطاق سوداننا وشعبنا . شعبنا الذى عرف بأخلاقه وأحترامه لغيره ظل محافظ على اللغة العربية رغم تنوع ثقافاته ولهجاته المحلية واحترامه للغير سوى احترام الصغير للكبير او احترام المقامات بين الناس ونادرا ما تسمع كلمات خارجة عن المألوف الاجتماعى بينهم حتى الذين يتعاطونا المسكرات كانوا غالبا يحافظون على السنتهم ويستحون من غيرهم ويخفون ما ابتلاهم الله به ليحافظوا على مكانتهم وخوفا من مجتمعهم .
اليوم اصبحت لغة الكذب والخيانة والفساد والرشوة هى اللغة السائدة ليعيش الانسان وسط مجتمع كان يشهد له بصدقه واخلاقه والفاظه ويرى من يخرج عن ذلك يعتبر ليس بشخص سوى او خارج عن عقله . لقد اصبحت لغة الشباب لغة الكلمات الخادشة وتقليدهم الاعمى للموضة واصبحت لغة أغلب الفتيات يعتقدنا أن جمالهم فى ابراز مفاتنهم وترك رأسهم مكشوف وأصبح الصداقة بينهم طبيعية واعياد الحب اعياد شرعية . اصبح طبيعى أن ترى اصغر طفل يسب هذا الدين ويتلفظ عليك بكلمات يصعب عليك مجاراته أو عقابه فى هذا الزمن فى حين سابقا تستطيع عقاب اى طفل او شاب وأنت واثق من شكر اهله لك .
اصبحنا نرى أن الشاب يجلس على المقعد فى المواصلات بينما المرأة او الشخص الكبير واقف وأصبحنا نرى أن لا يتورع بعضهم ليستغل انشغالك بأزمة المواصلات والمدافعة لتجد لك مقعد أن يسرقك . أصبحت الحفلات يستأجر لها بالملايين لتستمتع بالهوى والغناء فى ساعة ينزل فيها الخالق ليسأل هل من سائل يعطى ... أصبحت حفلات التخريج من الجامعات تشبه حفلات الغرب وتقليدها بكل ما تحمل الكلمة من معنى حتى فقدنا هويتنا واسلامنا . اصبحت الانسانية والضمير معدوم وأنت ترى المنكر والخطأ ولا تستطيع ان تقومه او تدفعه . اصبح جارك ينام جائعا وأنت لا تعلم عنه شىء او يصبح مريضا ولا تسمع عنه الا فى المستشفى او محمولا الى المقبرة .
اصبح المأتم هو تجمع للضحك والنكت للرجال وتفاخر ومكياج واستعراض للنساء لاحوله ولا قوة الا بالله . اصبح انهاء المعاملات بالرشوه والواسطة .. اصبح تقديم العون والمساعدة لمن ترجى منه فى المستقبل .. اصبح الاخ غريب والغريب قريب واصبح الدنيا تسير عكس اتجاهها حتى كادت الشمس ان تطلع من مغربها . إذا بحثنا لنعرف سبب هذا التغير وهذه اللغات الدخيله علينا لوجدنا اولا بعدنا عن الله وانشغال الناس فى الدنيا وعدم التدخل فى شئون الغير وتقبل المجتمع لتلك العادات والتصرفات الغير لائقة اسلاميا واجتماعيا وفوق كل هذا هو التوجه الحكومى الذى أغفل عن التوعية والتربية الاسلامية والاجتماعية التى تميز بها شعبنا وعلاء بها اسم بلادنا سابقا حتى التوجيه الاعلامى او التعليمى اصبح بعيدا عن رسالته والمجتمع اصبح متفرق لا يهمه من الامر شئ.. لنسأل انفسنا اين دور المجتمع والحى والاسرة والتعليم والمسجد والاعلام هل كلها مات ضميرها او تطورت مع تطور الزمن لنرمى كل شىء فى التكنولوجيا التى غيرتنا وغيرت حياتنا .. والزمن الذى قسى علينا .. إذا لم نتدارك الوضع ونغير تلك اللغات الدخيله علينا لضاع الشباب وضاع شعب كان يعتز به الكثيرون حولنا.
|
|
 
|
|
|
|
عمر الشريف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست