المشنقة الأفقية - قصة قصيرة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 04:41 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-09-2013, 09:58 PM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المشنقة الأفقية - قصة قصيرة

    هذه القصة من مجموعتي القصصية الثانية ( أزرق اليمامة) التي نشرت عام 1995 كثيرون هنا لم يطلعوا عليها
    وقد طلب مني بعض القراء و بعض أعضاء المنبر نشر بعض قصصي وها أنا افعل وهذا بمثابة تحية
    واعتذار لجميع من رأوا في بعض مساجلاتي ومداخلاتي شيئاً من عسف وغلظة.


    المشنقة الأفقية

    مختار لا لون له، علماً بأنه أسمر، لكنه ليس يسارياً ولا يمينياً ولا مستقلاً ولا محايداً
    حين أصبح الأخيران بألوان . وهو يقول إنه لم يضع جسمه ولا عقله في ميزان السياسة
    حتى يتحدد ثقله النوعي الذي يقذف به في أحد الأكوام سالفة الذكر. وهو يتأفف من كافة السّاسة
    ويكره الحديث في السياسة، من شعاره: لعبة قذرة. هكذا عرف في زمن الدراسة. لكنه لم ينجح
    من هجمة خنجر تفاداها بأعجوبة أو كلمة ساخنة سكت عنها تجاوزاً. وكان مختار متوسطاً في دروسه
    أما علاقاته الاجتماعية فلا بأس بها. كان مقبولاً بشكل عام، هو من ذلك الصنف الذي يشبه الماء لا يضر
    إطلاقاً ولا يحس أحد مع ذلك بشدة نفعه لشيوعه. وكانت ستمضي الحياة بمختار إلى غايتها دون ضجيج
    لولا ظهور الطفابيع في مدينة القصبة.


    كان لظهورهم وقع مفاجئ على المدينة، استقامت الشمس عامودية طوال السنين التي مكثوا فيها حاكمين -
    حكم الطفابيع لسنوات وقال بعض المؤرخين لو أنهم استمروا أكثر لفتكوا بنصف الشعب.
    كانت ستعلق لافتة في مكان القصبة التي ستكون مندرسة. ولكن الطفابيع هزمتهم بصورة حاسمة خراطيم المياه.
    فقد اكتشف طفل من أبناء القصبة أن الطفابيع يخافون من الماء مثل الكلاب المسعورة.
    وحكى أول من هدد طفبوعاً بكوب ماء كيف أن ذلك الطفبوع هرب من الماء حتى وقع في السلك الشائك
    الذي أعد أصلا لزرب الناشزين من الشعب في الزرائب البشرية بأطراف المدينة . وكان من رأي ذلك المكتشف
    أن خرطوماً واحداً يكفي لدحرهم جميعاً ولكن الشعب عدّل في الاكتشاف. وذات صباح هبّت الجموع
    \ التي آلمها الفتك الطفبوعي بأصحابهم وذويهم، هبوا في حملة غسيل جماعية.
    وشهدت القصبة اندفاع المياه من الخراطيم التي كانت بيد إدارة المطافئ
    وفي هذا اليوم أدرك الشعب لماذا هدّد الطفابيع إدار المطافئ ولماذا أحرقوا عرباتها.


    سكان القصبة استعانوا بميكانيكي من قسم هندسة الشاحنات الأهلية فرمم لهم بعض
    عربات المطافئ القديمة. أما الخراطيم فعددها وفير، وما أن بدأت الحملة حتى تساقط الطفابيع
    كذباب في حضور مبيد حشري جديد. قصة اندحار الطفابيع فكهة،
    لكن الطفابيع كانوا قد فتكوا بنحو من نصف مليون مواطن من كافة الاتجاهات.
    أما مقتل مختار فهو الذي حير المؤرخين ذلك أنه كان مهندساً كهربائياً فحسب.
    ولم تشهد إدارته تمرداً أو انقطاعاً للتيار في القطاع المسؤول عنه ولا قرأ ولا اشتغل ب/ أو حمل منشوراً.
    ولا كان باعه أو اشتراه. ولم يقرأ إلا الكتب العامة - قليلاً ما كان يقرأ - ولكنه حين يقرأ يختار شيئاً في التفسير
    وسيرة ابن هشام والسودان عبر القرون وأيام طه حسين والشوقيات وإشراقة. وهي كتب جيدة لا شك لكن مختار لم يخرج عنها قط.
    كان باختصار يقرأ تلك الكتب قريبة الشبه بمناهج المدرسة الوسطى.
    وفيما عدا ذلك فإن جل اهتمامه انصب في الكتب العلمية في مجال الفيزياء والكهرباء والهندسة ونحوها.

    لكن الطفبوع الواقف في ركن الشارع أمسك بمختار ذات يوم وذلك في الشهور الأولى لسعرهم العام.
    وسلمه ذلك الطفبوع ذو اليد الحديدية دون أن يتكلم معه، رغم استغراب مختار، لثلاثة طفابيع ذهبوا به راكبين على ظهر (دابة )
    والدابة الطفبوعية حيوان يشبه البعير في كل شيء إلا انه من الحديد واخترعت بإحدى الدول المتقدمة في العسف التكنولوجي الطفبوعي
    وميزة الدابة الطفبوعية أنها تمشي بأرجل بدلاً من العجلات وفي غياب النفط فإن الدابة الطفبوعية تسير ببدالات
    يديرها عادة الشخص المقبوض عليه من أبناء الشعب، ممن يضعه الطفابيع على ظهرها. ولا يحلم بركوب الدابة غير مبدّل.


    والدابة هي حيوان– آلة(حيوالة)التوقيف. وسارت الدابة بمختار وهو مبدِّلاً حيث كانوا يأمرونه ويضربونه بالسوط كأنه هو الحيوان لا الدابة . إلى أن وصل لميدان به أطفال لا حصر لهم. وظن للوهلة الأولى أنهم يلعبون، وما أن وصلت الدابة حتى هلل الأطفال (كانوا أطفالاً نعم – ولكن أبناء طفابيع) وتصايحوا:
    - اللعبة جات .. اللعبة جات.
    وضحك مختار وهو ينزل منهوك القوى بصحبة حراسه وهو يردد مع الأطفال:
    - لعبة فعلاً .. لكن ببدالها المزعج.

    ولطمه أحد الحراس بقوة حتى وقع قلمه من جيبه وحياده من دماغه وصاح فيه الطفبوع القاسي:
    - اللعبة إنت يا مغفل.
    وملأت الدهشة فم مختار مع الغضب والتراب فوقف بصعوبة وهو يزفر حقداً وتأججاً وقد كره الوطن كله بطفابيعه وجرابيعه ومهندسيه وصاح باستغراب ورعب:.
    - أنا؟
    وضربه الحارس الطفبوعي الآخر بكعبه، ولكمه ثالث وهما يصيحان..
    -إنت آي. اخرس..
    - منافق..
    وسكت مختار. في تلك اللحظة أصبح مختار المحايد حزبياً. وأصبح اسم حزبه الباطني (حزب معاداة الضيم والطفابيع وأطفالهم) ولكنه حزب بعضو واحد وبلجنة عضوها واحد هو المختار. ورفع الطفبوع الأول مختاراً من رقبته إلى أعلى ورمي به وسط الأطفال حتى أنه سحق به طفلاً حتى برزت نواجذه جزعاً وصاح الطفبوع الأول آمراً:
    - خذوا هذا المارق واشنقوه.
    وصاح مختار وهو ما زال على الأرض:
    - أنا؟..
    ورد عليه الطفبوع الثاني:
    - اخرس..
    وتقدم أحد الأطفال (وهو طفلبوعي بدين) ووضع قدمه على عنق مختار ثم أمر كتيبة الأطفابوعيين بأن يتقدموا لحمل اللعبة الجديدة فتقدم نحو من خمسمائة (طفلبوعي) في تدافع كتدافع العجول تهرع نحو العلف. ورفعوا مختار إلى أعلى مثل جنازة وهو يتوجع ويئن ويذهل وتقدموا به حتى المنصة. كانت المنصة أشبه بتلك التي توضع عليها هياكل الطائرات في المعارض، وكما هيكل طائرة وضع مختار عليها. يداه ممتدتان ومرميتان في الفراغ كجناحي الطائرة ورجلاه كذيل الطائرة، وصاح أحد الأطفابوعيين وهو طفل ذو شارب داعياً الإمساك باللعبة من يديها ورجليها ثم أمر أطفال الميمنة بأن يذهبوا باليدين أماماً بضع خطوات، وأمر أطفال الميسرة بأن يذهبوا بالقدمين وراءً لبضع خطوات ثم صاح:
    - ستوب.
    وأمر نحواً من خمسين طفلبوعي بأن يتقدموا تجاه رأس وعنق مختار فيجلعوه موازياً لليدين، يسندوه ويمطون الرقبة، وبعد نصف دقيقة من التعاويذ الطفبوعية أمرهم ذلك الطفلبوعي ذو الشارب صائحاً:
    - سيروا للأمام بسرعة .
    والتفت بصرامة للذين يحملون الأرجل وصاح:
    - سيروا للخلف عكسهم . سريعاً.
    ومطّ الاطفابوعيون مختاراً ومطوه ومطوه حتى أصبح صاروخاً من البالون. دخل مختار منذ الدقائق الأولى للمط في إغماءة حين تمطى جسده فأصبح بطول مترين. ثم طال وطال أفقياً. صارت الأيدي كحلوى من الصمغ وتمطّى العنق كعلكة. وصاح الطفلبوعي ذو الشارب. - استوب. وتقدم إلى رقبة مختار وأخرج منقاشاً من ثنايا سرواله فوخز به الرقبة الممطوطة حتى انبثق منها دم كثير أسود. وصاح الطفلبوعي القائد لدى رؤية الدم يهدر من الرقبة وينسكب على الأرض:
    - فاسد.
    وأقبل الاطفابوعيون على الدم يتلمظون، ترجف شفاههم وتلمع عيونهم لدى رؤيته، وأوشك بعضهم على غرفه من الأرض براحات أيديهم وشربه بكفوفهم لولا أن انتهرهم الطفلبوعي الزعيم. فالطفابيع وأطفالهم يشربون الدم. هكذا نفق مختار..

    لم يكن موته سهلاً – ففي البداية حين مطوه تهتكت أنسجة عضلات البطن والصدر والأيدي والرقبة، ثم أصيب بنزيف داخلي أدخله في إغماء أعفته من الآلام حين انفصلت الرقبة. مرّت مأساة الرقبة بمراحل. في البدء تقطعت أوصال الأعصاب والعضلات، ثم تهتكت الأنسجة فانقطع اللحم من العظم، ثم انفصلت السلسلة الفقرية فأصبحت هنالك عظمتان بينهما دم تجمع في الج مّامة بينهما. أما الجلد فلم يتمزق وظل سليماً، ثم أصبحت الرقبة طويلة. طويلة جداً ثم مطوها حتى أصبحت مشدودة كطبل حُمِّي في النار، صارت ملأى بالدم حتى اكتسبت لوناً قاتماً ثم اقبل ذلك الطفبوعي البصير وثقبها. ثقبها وثقب مخيلة الراوي معها فتوقف عن البث العام وكتب في مفكرته:
    - هكذا ابتدع الطفابيع، إذن، المشنقة الأفقية.

    (عدل بواسطة Bushra Elfadil on 01-10-2013, 09:43 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-09-13, 09:58 PM
  Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-10-13, 09:51 AM
    Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة ibrahim fadlalla01-10-13, 01:26 PM
      Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-10-13, 02:58 PM
        Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Isa01-10-13, 04:46 PM
          Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-10-13, 06:14 PM
            Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-10-13, 10:38 PM
              Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-10-13, 10:59 PM
                Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-10-13, 11:07 PM
                  Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-11-13, 00:44 AM
              Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة فتحي الصديق01-11-13, 08:30 AM
                Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-11-13, 12:32 PM
                  Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-11-13, 04:15 PM
                    Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-12-13, 07:19 AM
                      Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-12-13, 04:20 PM
                        Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة مصطفى عبيد01-12-13, 06:55 PM
                          Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-12-13, 08:34 PM
                            Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-13-13, 08:21 AM
                              Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة محمد فضل الله المكى01-13-13, 09:00 AM
                                Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-13-13, 05:46 PM
                                  Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-23-13, 06:37 PM
                                    Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة عبيد الطيب01-23-13, 08:20 PM
                                      Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-24-13, 07:53 AM
                                        Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-24-13, 12:34 PM
                                          Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-25-13, 09:30 PM
                                  Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة درديري كباشي01-26-13, 11:42 AM
  Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة طه جعفر01-25-13, 10:52 PM
    Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-26-13, 10:55 AM
      Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-26-13, 01:26 PM
        Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-26-13, 09:38 PM
          Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة munswor almophtah01-27-13, 00:48 AM
            Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-27-13, 01:07 AM
              Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-27-13, 11:27 AM
                Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-28-13, 08:28 AM
                  Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Mohamed Abdelgaleel01-29-13, 12:54 PM
                    Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة عبيد الطيب01-29-13, 07:06 PM
                    Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-29-13, 11:13 PM
                      Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-30-13, 08:05 AM
                        Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة درديري كباشي03-16-13, 01:34 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de