تساءلت كثيرا إن كان ما سأكتبه هنا يجب أن يكون منفصلا أم يكون أسطرا في كتاب بدأت نشره بعنوان آخر في هذا المنبر ... وبعد حيرة من أمري اهتديت لنشره منفردا بسبب أن وقائعه لاتملك شروط انتظار دورها في السرد لارتباطها بعامل الوقت والحاجة للتوثيق وربما المساندة لو لزم الأمر واقتضت الحاجة . ما حدث لي بعد أكثر من عقدين غبتهما عن تراب الوطن واعتقالي القصير في المطار بسبب وجود اسمي في اللائحة أو ( القائمة السوداء ) كاسم يعرفه الجميع ؛ والموقف المشرّف من زملاء الوفد الاعلامي الذي قدمت ضمنه بدعوة من الحكومة لحضور ملتقى الاعلاميين السودانيين العاملين بالخارج وتدخل مجلس الوزراء لانهاء الأزمة ؛ والسودان الذي رأيته برفقة الحكومة والسودان الآخر الذي رأيته بعد انفضاض سامر الملتقى ومدى العلاقة بينهما تقاربا وتباعدا وغير 1ذلك من الأخداث والمشاهدات والرؤى والانطباعات كلها أحداث سأدلفها بالتحليل خلال صفخات الكتاب القادمة بعنوان آخر في المنبر غير أنني هنا أبدأ من مطار الخرطوم وأنا في طريقي إلى دبي . بعد نهاية الملتقى قررت الاعتماد على نفسي وممارسة دوري في الحياة كمواطن عادي بعد انقطاع طويل ... كان يصحبني دائما إبن أخي الذي تركته طفلا ووجدت اسمه عند عودتي ممهورا بتوقيع طفلتين وثالث على وشك القدوم وذلك بعد أن أكمل تعليمه و( تساوت الكتوف ) . ذهبنا إلى شارع الجمهورية حيث مقر ( طيران الامارات ) لحجز موعد إستفزتني فيه كلمة ( العودة ) وأحسست حينها أن الأمور والمفاهيم في وطني لازالت مقلوبة ... حتى في تذكرة السفر ذات العبارة استوطنت الكلمات ... رباه هل هذا هو الفهم ؟؟؟ وهل الأصل في الخروج عن وطني هو العودة ؟؟؟ العودة يجب أن تكون إلى البلاد وليس منها وأنا أعلم أنني ذاهب لا عائد ... بصعوبة تجاوز ذهني هذه العبارة وأنا أتعرض لموقف آخر حيث لم أجد إسمي بين الأسماء التي احتوتها كشوفات المدعويين للمؤتمر والذين يستحقون تذاكر العودة ... لم تفلح صورة الجواز ولا الجواز نفسه ولم تفلح تأكيداتي إلى أن تذكرت أمرا يحدث معي كثيرا فقمت بتملية الموظف إسمى بتقليب الحروف الأخيرة باللغة الانجليزية فبان الاسم في الكمبيوتر وتم الحجز حمد الله تعالى . دخلت المطار حاملا حقيبة مملوءة بأشياء سودانية مختلفة بعد أن تركت كل ملابسي هناك وكان ذهني يفكر فيما نبهني به صديق عمري الأستاذ / أسامه أحمد المصطفى رئيس برامج قناة الشروق بأن أحمل في جيبي مبلغا من المال كضريبة بديلة للخدمة الالزامية أو التجنيد الاجباره حسب استحقاقه الاصطلاح وكنت أرى أن الخدمة الالزامية يجب أن يتم احتسابها للمهاجر بما يقدمه من خدمات جليلة لوطنه في الخارج ... وبحمد الله بصعوبة نمكنت من إجتياز هذا المطب ... دفعت بدل مغادرة الوطن كالعادة وليت المبلغ الرمزي الذي دفعته يكون بدلا للمغادرة فالناس لايعلمون ما يدفعه المهاجر من بدلات مادية ومعنوية ونفسية يستحق معها أن تعطيه الدولة بدل مغادرة لا تأخذه منه ودلفت إلى موقع الميزان . جنسيات كثيرة غلب عليها العرق الأصفر كانت تتزاحم على ميزان طائرة الامارات وأخذت دوري مصطفا في أوسط الصفوف الثلاث ... ثلاث أشخاص أمامي ولكنني زدت على الساعة وقوفا لأن معيار الدور ليس أسبقية الوقوف بالصف وإنما شفرة خاصة بين الحمالين والوزانين ( بفتح الواو وفتح وتضعيف الزال ) ... وقفت أرقب وأذني تلتقط احتجاجات الواقفين اليائسة التي تصل حد سب الحكومة والبلد وكل من بالمطار ولكن آذان الحمالين والزانين ( طرشاء ) وألسنتهم ( خرساء ) وهدفهم لا يعيقهم عنه مطب مهما ضخم . أخيرا جاءني الفرج من أحد أقاربي ويعمل بالمطار والذي جاء وحمل حقائبي ورفعها بنفسه على الميزان وذهب معي حتى بوابة الجوازات حيث قمت بتعبئة الاستمارة المعدة لذلك ثم ودعني ودخلت بمفردي لعسكري الجوازات لختم الخروج في بلادي . لحظات ورفع رأسه عن الكمبيوتر وأعاد إلى جوازي دون ختم وأشار على بالذهاب إلى غرفة الأمن ومقابلة الضابط ولما ألححت في سؤاله عن السبب قال بأن إسمي يوجد في كشف المحظورين . ثارت ثائرتي وتساءلت بصوت مرتفع هل هو جزء من حرب نفسية منظمة بدأت بالدخول وجاءت لتشكيل رسالة قوية عند الخروج لما يمكن أ، يحدث لو إستمر القلم في نزفه أم هو الارتباك الواضح في فهم التعقيدات الاجرائية والقانونية بينالجهات الرسمية أم أن رجلا بمستوى وزير ينسى متابعة أقواله بما يشكل كارثة للكثيرين ؟؟ أم هو خطأ غير مقصود أوقعني فيه حظي العاثر ... وتحركت غاضبا نحو الضابط المناوب ونداءات طائرتي تقوول أنها آخر نداءات قبل الاقلاع . لم أجد الضابط في مكتبه وقالوا أنه ذهب لطائرة الامارات المسافرة مع أحد أقربائه المسافرين تاركا موقعه ومكتبه خاليا وكان هناك مصري وصيني ينتظران مقدمه . لاح لي من بعيد فاندفعت نحوه وشرحت له الأمر دون أن ألقي عليه التحية وكانت ثورتي تتخلل أسلوب كلامي ولكنه هدأني وتعامل معي بلطف وأعطاني كشوفات الأسماء التي قدمت للمؤتمر وكانت المفاجأة الكبرى أن إسمي ليس من بين الأسماء .
قبل المواصلة أرجو قبول اعتزاري حول استبدال حرف (الزال ) بالزين أو الزاي ) وزلك لعيب في الكيبورد وسأستخدم الحرف بدل الحرفين .
الحقيقة كان الضابط لطيفا جدا معي رغم ثورتي ... قام بمراجعة الكشوفات مرة ومرتين وثلاث ولكن إسمي بالفعل لم يكن بينها ... قلت له بنفاز صبر هل سأسافر أم لا ؟؟؟ فأجابني بهدوء أنه يسعى لحل المشكلة والطائرة قد تجاوزت موعد إقلاعها وموظفة سودانية تتحرك هنا وهناك بحثا عن الشخص الوحيد الزي لم يركب الطائرة ... والغريب في الأمر أنني كنت أحمل في يدي تأشيرة الخروج وهي عبارة عن صورة لورقة صغيرة مكتوب عليها ( تأشيرة مهمة ) وصادرة عن مجلس الوزراء ومشار فيها إلى الكشوفات . الضابط قال لي طالما أن إسمك قد تمت معالجة وجوده في القائمة لمازا لم تحضر ورقة من الشرطة ؟؟؟ قلت له بأن الوزير كمال عبداللطيف شخصيا قال لي بأن بإمكاني الخروج والدخول متى أشاء ولم يقل لي عن ورقة يتم استخراجها بل قال لي أن إسمي قد تم حزفه من الكمبيوتر فهل عصي من أمر بزلك الأمر أم كزب الوزير ؟؟؟... ونواصل ....
Quote: الضابط قال لي طالما أن إسمك قد تمت معالجة وجوده في القائمة لمازا لم تحضر ورقة من الشرطة ؟؟؟ قلت له بأن الوزير كمال عبداللطيف شخصيا قال لي بأن بإمكاني الخروج والدخول متى أشاء ولم يقل لي عن ورقة يتم استخراجها بل قال لي أن إسمي قد تم حزفه من الكمبيوتر فهل عصي من أمر بزلك الأمر أم كزب الوزير ؟؟؟... ونواصل ....
يئست تماما من ركوب الطائرة وبدأـ في داخلي أحاول التفكير بهدوء ... جال بخاطري الاتصال بالسيد / كمال عبداللطيف ولكني عدلت عن ذلك وحتى أقربائي في الحكومة لم أفكر في الاتصال بهم وقررت خوض المعركة منفردا فأنا مواطن وحقوقي لن أحصل عليها بواسطة ..... أخيرا قلت للضابط .. لاوقت عندي هل سأذهب أم سأبقى ؟؟؟ صمت طويلا وقال لي إنتظر قليلا فقلت له لا وقت للانتظار والطائرة لن تنتظر ... فجأة وجدت أمامي أحد أقاربي هو لايعمل بالمطار ولا أدري ماذا أتى به وكأنما الله قد بعثه لي في هذه اللحظة ... ونواصل .....
Quote: الضابط قال لي طالما أن إسمك قد تمت معالجة وجوده في القائمة لمازا لم تحضر ورقة من الشرطة ؟؟؟ قلت له بأن الوزير كمال عبداللطيف شخصيا قال لي بأن بإمكاني الخروج والدخول متى أشاء ولم يقل لي عن ورقة يتم استخراجها بل قال لي أن إسمي قد تم حزفه من الكمبيوتر فهل عصي من أمر بزلك الأمر أم كزب الوزير ؟؟؟... ونواصل ....
يئست تماما من ركوب الطائرة وبدأـ في داخلي أحاول التفكير بهدوء ... جال بخاطري الاتصال بالسيد / كمال عبداللطيف ولكني عدلت عن ذلك وحتى أقربائي في الحكومة لم أفكر في الاتصال بهم وقررت خوض المعركة منفردا فأنا مواطن وحقوقي لن أحصل عليها بواسطة ..... أخيرا قلت للضابط .. لاوقت عندي هل سأذهب أم سأبقى ؟؟؟ صمت طويلا وقال لي إنتظر قليلا فقلت له لا وقت للانتظار والطائرة لن تنتظر ... فجأة وجدت أمامي أحد أقاربي هو لايعمل بالمطار ولا أدري ماذا أتى به وكأنما الله قد بعثه لي في هذه اللحظة ... ونواصل .....
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست