|
من الأبيض ... دعوة للتأريخ
|
لكل موقع طفولة دون شك رصيده الارشيفي الكبير الذي نجتره كلما مر بنا موقف نقيض أو مررنا بآهة من آهات الحجياة المتلاحقة التي نصطدم فيها بأشخاص وأمكنة وأحداث تثير فينا مختلف الانفعالات . عندما تكون كردفان هي ذلك الموقع فلحديث الذكريات شذى يضوع وأريجيا حنينيا عارما يعبق في جو المكان فيحوله لاحساس تعجز عن وصفه الكلمات ... وكغيرنا نلعن الزمن ونصب جام غضبنا عليه وتتقمصنا تلك الشخصية العائدة نحو الوراء المكاني والزماني فنجد عروس الرمال تلك المدينة الساحرة تنقش بين أسطر التاريخ الكثير من الكلمات الخالدة فهاهو ذا العملاق العظيم محمد عثمان الحلاج يتكيء على أرضية جيل كبير قام بتدريسه في قنوات التدريس وتثقيفه في محافل التثقيف ..... عبدالله الحيوان إسما آخر ارتبط بثقافة الأبيض وولعها بالمعرفة ولازال جيلنا يردد مواقفه الظريفة الساخرة ومعه في الجوار المكاني ( أبودقن ) ذلك الدلال الشهير الذي عاصر الدلالة الرئيسية الكائنة بالقرب من قبة وددرو والى الغرب منه شرق جامعالأبيض الكبير العريق مكانا كان الراحل العملاق ابراهيم موسى أبا يمارس فيه مهنة تصليح الساعات ... وتمر القاطرة تتوقف في محطات اسمية شهيرة ... الفاضل ( مكتبة الجيل ) ... طه الدقيل ... المرحوم أبوشوك ... المرحوم الشاعر عوض الكريم القرشي ... حسين جون ... المبدع الفاتح النور ... عبدالرحمن عبدالله وعبدالقادر سالم وصلاح محمد الحسن ومحفوظ عليش وعمر بانقا وغيرهم وغيرهم من محطات عديدة لازالت راسخة في إرشيف طفولتنا في أواسط ونهايات السبعينات من القرن المنصرم . الأبيض نجدها عندئذ مدينة تهتم بتاريخ أشخاصها ولذلك نجد الجميع متمسك بحبها درجة الشغف .... إنه طرف من حديث إجتررته مع الأخ عصمت الراخي ( أحد الزملاء الذين افترقت عنهم منذ مرحلة المتوسطة ولم ألتقيه إلا قبل أيام وقد تغيرت الملامح ولاتزال في ذاكرتي صورته برداء الدمورية الواسع والقميص الذي يحمل في أعلاه نجمة صغيرة كنا نسميها نجمة داوود . وطال بنا الحديث ليتحول الأمر لدعوة للجميع بأرشفة ذكريات الطفولة .... فتعالوا جميعا نؤرخ لمرحلتنا
|
|
|
|
|
|