|
Re: فتوى عدم التصويت لسلفا كير ... رئيساً للجمهورية .... (Re: على تاج الدين على)
|
Quote: فتوى عدم التصويت لسلفا كير ... رئيساً للجمهورية .... |
أظن مثل هذه الفتوى تقرب الناس من محك الصراع على الأرض. وليس غريبا أن تصدر من ذات القوى السياسي/إجتماعية, التي إختارت سلفاكير نائبا لرئيس الجمهورية, وضالعا فى مشاركته للسلطة والثروة فى السودان. وفي { مرحلية الإختيار } لسلفاكير سياسيا, تتقاصر المسافة بين الدوافع السياسية والدينية لبرتوكولات نيفاشا, وهذا حسن, لانه يعيد إخضاع المنطلق الديني لمرجعية سياسية وليس العكس. فهل يعي أهل الذكر ... المرام؟ عموما ... لسنا بصدد إختيار { خليفة } لمسلمي السودان, إنما حاكما لهم أجمعين ... مسلمين وغير مسلمين, لأن السودان تشكيل إجتماعي جغرافي متداخل المعتقدات ومتباين الثقافات. وهو صيغة عصرية لا يمكن تجاوزها, لجهة أحكام الواقع الموضوعي من ناحية, ولجهة المنزع التاريخي وغلبته التي حملت إسم السودان ووقعته خارطة العالم ... بمعني أن الفرز الذي أفضى للدولة السودانية المعاصرة, لم يكن فرزا دينيا البتة, فقط توافر لتلك الدولة من الخواص وربما المصادفات التاريخية, فرضية الغلبة إسلاميا, لكنه وبحال لا يؤسس لحكم إسلامي, بقدرما يحتمل سيادة الثقافة الإسلامية في المجرى الإجتماعي ... وهي سيادة توطنت عبر التاريخ المرتبط بمستوى المجتمع آنها وحيننا, وفي إرتباط عضوض بمستوى تطوره الإقتصادي والإجتماعي ... لذا ... فليس هناك فرضية تجعل مسلمي السودان هم الحزب الحاكم بالضرورة, ولهذا فإن الدعوة لتصنيف سلفاكير { كمسيحي } هي دعوة لإفراغ السودان من عناصر تكوينه الأولى والتاريخية ... وهي بالطبع دعوة خطيرة, خاصة على أنصار سلفاكير من المسلمين ومن أهل الشمال تحديدا, ليظهرهم أولياء تلك الفتوى وكأنهم خارج عن الملة دينيا وعن السياق أخلاقيا وعن المجتمع سياسيا.
ده ... مسخرة ... ربما تمثل آخر ترهات تيار الإسلام السياسي, وهي من شدة بساطتها, يمكن أن تقبل سلفاكير المسيحي و{ المهزوم إنتخابيا } أن يتولى مجددا منصب نائب رئيس الجمهورية { المسلم } ... فكل الأمر ألا يتولى سلفاكير رئاسة جمهورية السودان { العجيبة } ... ونعيش نشوف.
شكرا أخي د. صلاح ... على هذه الإضاءة المستحقة.
... وكن بخير
|
|
|
|
|
|