لحين بدء تقتيلنا و مثول أهلنا في لاهاي و التمثيل بهم في غوانتانامو إسمعوا ما يقول الطيب مصطفى

Quote: ولا احسب ان فى كل هذا السودان الطويل العريض -غير قلة من المهووسين والعنصريين- من يفضل الحرب بكل ويلاتها ليحرم أبناء الجنوب مما تحقق لهم من مكاسب، بل اؤمن بأن أغلبية أهل السودان بما جبلوا عليه من سماحة وفطرة إنسانية لو خيروا طوال سنوات الحرب العبثية الطويلة، لوافقوا عن طيب خاطر على تمتع أهل الجنوب بكل المكاسب التى تحققت لهم عبر اتفاقية نيفاشا. وما حدث منذ فجر الاستقلال لم يكن إلا سلسلة من اخطاء القادة وسوء تقدير الصفوة الحاكمة وقلة خبرتهم. الخطر لا يكمن فيما حصل عليه اهل الجنوب من مكاسب، وهى فى النهاية حق لهم كان يجب ان يستمتعوا به، ويتأهلوا له منذ الاستقلال. وعلى أهل السودان جميعاً ان يفرحوا، ويتمنوا لهم نجاحاً ووعياً يكفيهم طائلة الوقوع فى براثن مخططات اجنبية لا تخدم مصالحهم، وألا يصبحوا مخالب قط لقوى خارجية تريد ان تدفعهم الى صراعات لا تهمهم أو ان تخدعهم بعض همسات الشياطين من قبل مجموعات ايدلوجية تريد ان تستخدمهم للحصول على مواقع يعرفون أنهم غير بالغيها بما لديهم من بضاعة بائرة خاسرة. أن أية محاولة لتعويق اتفاقية السلام او التنكر لها او الغائها او تعديلها، ضرب من المزايدة الرخيصة والمكايدة السياسية الخبيثة يعرف مثيروها ألا سبيل اليها فى مواجهة موقف دولي حازم والتزام لا سبيل الى التنصل منه. والاستناد فى هذا الموقف الى ان الاتفاقية تمنح ابناء الجنوب مكاسب عظيمة لا يستحقونها، ضرب من الاستعمار والاستعلاء. فما حصلوا عليه كان يجب ان يحصلوا عليه بلا حرب. وقد دفعوا لإحقاق هذا الحق ثمناً باهظاً.