الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 11:52 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.منصور خالد
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-09-2003, 02:14 AM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18727

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد

    وصلنى اليوم مشاركة قيمة من الاستاذ احمد سليمان المحامى ردا على مقال د.منصور خالد السابق
    دكتور منصور خالد يرد على الطيب مصطفى
    و المقال مكتوب باليد و قد تم نسخة و حفظه فى شكل pdf فايل لهذا نرجو من لديه الامكانية لتحويل هذا المقال القيم الى text فايل الاتصال بى ويمكن قراءة المقال بالذهاب الى هذه الوصلة
    http://www.sudanhosting.com/Ahmedsuliman.pdf
    و نيابة عنكم جميعا اشكر الاستاذ احمد سليمان المحامى لثقته فى موقع سودانيز اون لاين ليكون بيته لنشر اراوه و افكاره النيرة
    ولا يفوتنى ان اشكر كل من ساهم فى يصل هذا المقال اليكم و هم د.سامية و الاستاذ امين
    والذين قاموا باعادة كتابة المقال فى صورة تكس و هم العزيزة بت الهنا الاستاذ ابو السارة ايهاب الاستاذ نبتا كنج و العزيز ولياب و الشكر الكتير جدا للغالية بت الهنا لاهتمامها بالموضوع
    بسم الله الرحمن الرحيم
    من وراء البحار
    بقلم أحمد سليمان
    المحامي
    كلانا على هذا الجفاء ملوم
    استل الفرسان أقلامهم كالسيوف من أغمادها يتقاتلون ويتجاذبون القراء على صفحات الصحف و الانترنيت ويلعبون بهم لعب الصوالج بالأكر... والسودان مغلوب على أمره وحائر تتنازعه الأطماع ويسعى إلى تقطيع أوصاله وتقصي أرضه من أطرافها وتشليع وحدته الدوائر ...وطائفة من أبنائه تسلب أهل الجنوب أفضالهم بلا استثناء وتنكر عليهم أية محمدة تدمرها تضحية وفداء، وتحملهم سوءات الحكم الاستعماري والكنيسة ومكرهما، وان كان مكرهم لتزول منه الجبال ، ولا تجد حرجا" ولا تأثيما" في الدعوة إلى فهم غرض الوحدة وقطع ما أمر الله به أن يوصل ... وقوم آخرون يحملون أهل الشمال نكوص بعض المتعلمين من قادته وتنكرهم لما التزموا به من الاعتراف للجنوب بالفيدريشن وهو صورة من صور الاتحاد في درجاته الدنيا ، وبالقطع أقل مما يطلبه المطالبون بحق تقرير المصير الذي لا خلاف بأنه يعني ضمن ما يعني أختيار الانفصال التام إذا ما شاء المستغرقين على أمرهم أن يقرروه وهو أمر لم تعد به أحزاب الشمال ولا طالب به أبناء الجنوب عند إعلان استقلال البلاد.
    المدافعون اليوم عن الجنوبيون صوروهم بصورة المقرنين بالأصفاد وبصورة الشقي التعيس الذي لا يملك من أمره حولا" ولا قوة، وتناسوا دورة الكنيسة وأجهزة الإدارة البريطانية وأطماع القوى الاستعمارية في وضعهم في تلك الصورة وتحميل الشمال مغبة ما صارت إليه أحوال الجنوبيين ومعرة الذل والسغبة التي زينت لهم مظاهر الحياة البدائية ومنها التجول حفاة عراة عزلا" في أرض لو أذن الله لانبتت بشرا" في احسن صورة وأطيب زينة .
    من هذه الأقلام التي أثقلت ظهر الشمال وحملت متعلميه وزر سوء حال الجنوب قلم الدكتور منصور خالد الذي حباه الله بسحر البيان وبقوة ""و بطق الحنك "" وهو تعبير أثاره قلم منصور أعاد إلى ذكرياتنا ما كان يدور في مجالس الدرس لآبائنا مع مشايخهم أبناء الصالحين من أولاد عبد الماجد والشيخ الدباغ وشيخ خليل في الآونة الأخيرة رحمهم الله جميعا" ، وهم جدود الدكتور منصور .. كانوا يترأسون حلقات الذكر في مسجد أبناء عبد الماجد بأبي روف ، حيث كانوا يدرسون المختصر من خليل اسحق ويشرحون ما غمض من شروح ومتن لأمهات كتب الفقه والحديث والسيرة النبوية الشريفة ليواصل آباؤنا "" طق الحنك "" والمناقشة والجدل إلى ما قبل حلول وقت العشاء والانصراف إلى دورهم بعد ما تذودوا به من علم على أيدي أساتذتهم أبناء العمراب الصالحين حضرة "" حامد أب عصاية "" رضي الله عنهم جميعا".
    قصد الدكتور وتناسى عامدا" دور الاستعمار وأياديه وأعوانه من المفتشين الإنجليز الذين أبتلى بهم الجنوب وبعض مناطق جبال النوبة والغرب أمثال ديوك وبوستيد ومفتش كتم الذي هز عرشه المرحوم أحمد يوسف هاشم بمقالاته الجريئة الغاضبة في صحيفة السودان الجديد تحت عنوان "حكومة المفتشين"". تناسى الدكتور منصور خالد النداء الذي وجهه النائب البريطاني ج.م روبرسون في عام 1907 من منصة مجلس العموم لرئاسة بلاده في هوايتهول وهو بالطبع غير مستر روبرتسون السكرتير الإداري المشهور والذي أحيل للتقاعد في العشرة الأخيرة من سني الحكم الثنائي والذي عين بعد ذلك حاكما" عاما" لنيجيريا ذلك النداء الذي التمس بموجبه النائب البريطاني من حكومته التدخل لوقف تشجيعها للارسالات التبشيرية في جنوب السودان حتى لا ينقسم السودان على نفسه ويدخل جنوبه وشماله في صراع دموي لا يعلم مداه إلا الله، صراع لا يبقي ولا يذر. ولكن حكومة السودان غضت النظر واستمرت في السياسة التي تبلورت فيما بعد باسم "السياسة الجنوبية" وكانت ملامح تلك السياسة التي ترمي إلى الحيلولة دون تأثير شمال السودان على جنوبه مبادرة جعل يوم الأحد العطلة الأسبوعية بديلا" من الجمعة.
    وكان الحاكم العام سير ريجلند ونجت، وهو منبع الفكرة قد كتب مجندا" الفكرة في عام 1910 إلى مستر أوين مدير الاستوائية ولكن هذا تحفظ مشيرا" إلى المتاعب الذي يثيرها القرار وسط أفراد الجيش واللائمة والدعاة المسلمين المرافقين للوحدات العسكرية، فتراجع ونجت باشا ولكنه نصح بأن (نجرب الإجازة يوم الأحد في لوكا و كاجوكاجي حيث يعمل المبشرون المسيحيون بنجاح ، ولكن لا أوصي بتجربته في الرجاف أو أي مكان قريب من مركز منقلا حيث يوجد المسلمون المتعصبون)... وبعدها بقليل اقترح تشكيل فرقة عسكرية من الجنوبيين وكان أمر تعميم دراسة اللغة الإنجليزية ، والمفارقة أن الإرسالية كانت ترى بادئ الرأي أن يكون التعليم بمدارسهم باللغة العربية لضمان إقبال الجنوبيين لمدارسهم حيث أن تعليم اللغة العربية يفسح المجال للالتحاق بالوظائف الحكومية ولكن ونجت باشا حال دون رغبة المبشرين وفرض تعليم الإنجليزية، وفي عام 1905 كانت محاولة أعالي النيل لاحلال رطانة الشلك محل اللغة العربية وكان اللورد كرومر المعتمد البريطاني في القاهرة والذي كان يشرف على إدارة الحكم الثنائي طلب إرجاء الأمر إلى حين ، وكتب إلى ونجت يقول (عليك أن تختار بين اللغة العربية والقران من جهة وبين الإنجليزية والإنجيل من جهة أخرى إذا قام المبشرون الإنجليز بتحمل تبعاتهم في هذا الشان فسيحلون المشكلة.)
    وخلاصة القول فان السياسة الجنوبية كانت تهدف إلى فصل الجنوب عن الشمال وكانت ذات ثلاث شعب.الأولى إلغاء الوجود العربي والإسلامي وذاك بمنع وتقييد دخول الشماليين إلى الجنوب تحت ستار أن تسلل "الجلابة" إلى الجنوب يذكر الجنوبيين بفظائع الدراويش والنخاسين العرب.... وتم للإنجليز ما أرادوا وكتب مدير منقلا في عام 1908 إلى الخرطوم ( أنه أبعد كافة المتعصبين من الجنود والتجار أمل منكم ألا تعملوا على إعادتهم.)
    وسرعان ما أنشئت فرقة من الجنوبيين بقيادة ضابط إنجليزي حلت محل القوات الشمالية في الجنوب لأن وجود هؤلاء الشماليين يشكل (عقبة في تنفيذ سياسات الجنوب) وأضاف(إذا لم نتخذ الخطوات اللازمة لزيادة عدد كبير من المستخدمين يمكن ربطهم بيوغنده ويكونوا في نفس الوقت حاجزا" يمنع انتشار الإسلام في الجنوب الذي يمكن أن ينتشر في أي وقت بموجات المتعصبين.).... ولم يكن هدف القوات الاستوائية قاصرا" على تكليفها بحفظ الأمن في الجنوب فقط و إنما أراد به ونجت أن تكون نواة لقوات يدرأ بها خطر ثورة عربية إسلامية في أفريقيا والسودان.
    وكان الرجل الذي عمل فترة طويلة كمدير للمخابرات العسكرية في الجيش المصري قبل أن يتبوأ مقعد الحاكم العام للسودان يدرك عمق العقيدة الإسلامية لدى السودانيين والتي تسببت في اندلاع ثورات محلية في السنوات الأولى للاحتلال وكان يشك في ولاء القوت السودانية خاصة عند تكليفها بقمع هبات إخوانهم في الدين ، وقد عرف ونجت بتعصبه الديني وكان يشير دائما" للاستقبال الطيب الذي لاقته المسيحية في يوغنده.
    ولم يمض شهر واحد على مغادرة آخر جندي شمالي لمديرية منقلا حتى صدر الأمر باعتبار الأحد عطلة رسمية في أنحاء الجنوب كافة ، وكان ذلك في الثالث من يناير 1918.
    والثانية نشر ثقافة مختلفة عن ثقافة الشمال وذلك بنشر التعليم بالإنجليزية وحتى باللهجات المحلية وليس باللغة العربية.
    الثالثة نشر دين يختلف عن الإسلام وهو ما قامت به الإرساليات التبشيرية في الجنوب والتي هيأ لها فرصة العمل في الجنوب ولأقصى مدى للقيام بنشر المسيحية على الصورة التي يقبلها الجنوبيون كتعدد الزوجات.... وسيبقى السودان شامخا" يرنو ببصره للإسلام ومنتميا" إليه رغم كيد الاستعمار ومكره وحيله... إن شاء الله.
    وظلت حكومة الخرطوم البريطانية تيسر مهام التبشير في الجنوب وبعض مناطق جبال النوبة وتقمع بمقامع الجديد كل الهبات التي تلمس منها جنوحا" للدين مثل هبة الفكي علي وود حبوبة "و نبي النوير" و أحداث 1924.
    ولم يشأ الدكتور الحصيف إلى أن يشير إلى أي منها... وبهذه المناسبة فقد سألني الكثيرون عن إشارة الدكتور السريعة المقتضبة لسير ستافورد كريبس ، والرد يقودني بدوري إلى الإشارة السريعة إلى مشاريع الإنجليز الأخيرة إلى ما أسموه بالتطورات الدستورية في السودان فقد ذكر مستر نيوبولد يمبثر الإداري الشهير لحكومة السودان انه استقبل سير ستافورد كريبس الذي شغل منصب الرجل الثاني في الوزراء البريطاني بلندن حيث كان يشغل منصب وزير المال Counsellor of Exchequer
    ويسكن في المنزل رقم 11 بداونج ستريت أي في المنزل الذي يلي مقر رئيس الوزراء في 10 داونج ستريت وقد كان الرجل قد كلف بالذهاب للهند لدراسة أحوال الهند السياسية والتقديم بتوصية حول مستقبل الهند التي كانت تعتبر درة الإمبراطورية التي نال دزرائيلي رئيس وزراء بريطانيا الأسبق الحظوة لدى الملكة فكتوريا لأنه اقتراح إضافة لقب إمبراطورية الهند إلى لقبها كملكة لبريطانيا ، وكان هذا أثيرا لديها عن قلادستون رئيس وزراء بريطانيا عدو دذرائيلي التقليدي.
    وقبل سير ستفاورد دعوة مستر نيوبولد وقضى ليلة بالقراند اوتيل بالخرطوم حيث تم إعداد تقرير عن نجاح مهمته في الهند وسماه
    Success Of A Mission
    وفي لقائهما في أمسية القراند شكى نيوبولد الى الوزير البريطاني المشاكل التي تثيرها الحركة الوطنية في السودان ومتاعب المثقفين فأوصى عليه الوزير بتقريب المتعلمين منه وتقديم مشاريع التطور الدستوري ... ومن هنا كان فكر نيوبولد حول المجلس الاستشاري لشمال السودان ، وكان هذا أول تكريس رسمي له لمحاولة فصل الجنوب ، وقد رفضته مصر وحكومتها برئاسة مصطفى النحاس باشا لوصفها شريكه في حكم السودان وقد حاول الإنجليز فرضه رغم معارضة مصر وقد حضر حفل افتتاحه السيدان الميرغني والمهدي وقاومه الأشقاء وقاطعوه وكان هؤلاء يمثلون قطب الرحى في معارضة الإنجليز.... وبهذه المناسبة أذكر أنني كتبت انعي على زعيم الختمية اشتراكه في حفل افتتاحه وتصدى لي الصديق المرحوم الأستاذ محمد أحمد حيمور المحامي.
    ونعى علي بدوره اتهام السيد علي الميرغني بحضوره وما كان مني إلا أن أحلته إلى صحيفة السودان الجديد التي نشرت مقالا" عن حفل الاستقلال وصدرته بصورة الحاكم العام يجلس وعن يمينيه السيد علي الميرغني وعن يساره السيد عبد الرحمن المهدي فلزم الأستاذ الصمت أمام البينة القاطعة التي لا تقبل الدليل العلني كما يقول فقهاء الإثبات ... رحمهم الله جميعا".
    وأذكر أن الأستاذ محمد أبو القاسم حاج حمد في كنابه القيم "السودان المأزق السياسي" أشار إلى حديث منسوب إلى المرحوم السيد علي بأنه كان يرى أن مبادرة المجلس الاستشاري كانت خطوة متسرعة ومتقدمة وأن المصريين الذين عارضوه كانوا من "سلالة منحطة" وأنهم كانوا يعارضون كل ما من شأنه تطوير السودان. وقد جاء مثل ذلك في خطاب بعث به مستر نيوبولد إلى صديق له يعمل ضابطا" بريطانيا" يعمل بليبيا أثناء الحرب العالمية الثانية ، وقد لامني الأخ الصديق الأستاذ الرضي علي المساس بمقام السيد علي وقلت لا أقصد ولا ينبغي لي إلحاق الأذى بالسيد الكريم و إنما هو التاريخ يعلو ... ثم حاول الإنجليز مشروع الجمعية التأسيسية التي ولدت مؤودة كطفل الجاهلية الأولى في مهدها رغم أنهم سمحوا للجنوبيين الاشتراك فيها فاشترك طائفة من الجنوبيين الذين لم يكن بينهم ثمة ما يفرق بينهم وبين أحباء الدكتور من زعامات حزب الأمة وأصدقائه زعماء الجبهة الاستقلالية ، وكان أزهري اشتهر بقولته المعهودة (سنقاطعها ولو جاءت مبرأة من كل عيب).
    وقد سبق لي أن قلت أن مشكلة المعارضة التي كانت تحتكر لنفسها صنعة الأفريقية طيلة العهد الحزبي البائد في أحقابه التاريخية السابقة أنها تفقد الأصالة والإرادة معا" فهي لا تتفاعل مع أحداث أفريقيا ومآسيها وتقصر حديثها وتجاوبها على ما يتصل بجنوب البلاد وحده فكأنما هي معارضة مؤسسية نيابية محلية أو إقليمية لا تعرف هما إقليميا" أو قطريا ولا تشرك قارتها أحزانها ولا تشكو بثها.
    وقلت أن هذه ليست ظاهرة جديدة انفرد بها اخوتنا أبناء الكنيسة الذين تربوا في حجرها قديما" والذين ما زالت أمة منهم ترضع من ثدييها رغم اشتعال الرأس منهم شيبا" ورغم بلوغ بعضهم من العمر عتيا".
    ولم نسمع من الخلف ولا السلف تصريحا"أو نسجل موقفا"طيلة عهود الخمسينات والستينات والسبعينات والثمانينات وما بعدها ما يؤيد نضال أفريقيا السوداء ويحي كفاح أبنائها الميامين في موزمبيق والكاب وروديسيا والكنغو وانجولا وحتى نامبيا التي لم يكن يخلو أي بيان أفريقي سياسي أو ديبلوماسي من الإشارة إليها والتضامن مع نضال أهلها قبل أن يمن عليها بنعمة الاستقلال وحتى بينما كانت أفريقيا تموج حركة وتتسامى نضالا" وتجتاز أزمات الطلق وتعبر آلام المخاض، وتتعالى على الغرب وتنفض غبار السنين ويخرج رحمها سابغة مثل نيكروما و سكيونوري ولوممبا وموجابي وموديبو كيتا وجومو كينيانا ونيلسون مانديلا.
    كان الأقزام في جنوب بلادنا يغطون في نوم عميق لا تقطعه الا فترات التسبيح بحمد الكنيسة والتقرب زلفى من حكام بريطانيا العظمى والهجوم الضاري بالكلمة والمقولة الخبيثة وبالسلاح على الشمال وتحميلنا وزر تخلف الجنوب من ملكال الى كبويتا إلى نملي ... رغم إننا كلنا في الهم شرق " أو كما كنا".
    واذكر أنني أشرت قبل اكثر من عقد من الزمان إلى ذكرى مأساة سوتيو وقلت إنها لم تحرك ساكنا" في المفترين الذين يتسربلون بجلباب النضال الأفريقي رداء" وسترا" ، ورحم الله الرفيق جوزيف قرنق الذي كان نسيج وحده بين زعماء ذلك الزمان من الجنوبيين ولقد مر زعماء الجنوب على خبر المأساة مر الكرام صما" وعميانا"وكانوا مهووسين بحملتهم الظالمة ضد الشريعة ودعاتها
    من اهل القران وقلت انهم حتى في حملتهم الجائره هذه ضد القران واهله يفقدون الاصاله حيث يكررون كالببغاواتعقولها في اذانها اتهامات الرفاق و اعداء الاسلام في اوروبا و يرددون حججهم الداحضه ولا يرون في تطبيق شرع الله الا بتر يد السارق متناسين انه الى وقت قريب كانت هناك المقصله(الجلوتين) التي حزت رقاب الالاف من الابرياء في عهد الثوره الفرنسيه ليس في فرنسا وحدها بل في مستعمراتها في افريقيا السودا غربها و شمالها لعلهم تناسو او اغمضو العينين عن معرفه انه لاكتمال اركان الجريمه التي تسوغ قطع اليد شروط عديده يجب توافرها قبل تنفيذ الجزاء و حكم القضاء وحتى اذا ما تحققت كلها فهناك مبدا الاستتابه.
    و كما اشارت طائفه من اهل الانجيل و بحق فان الاسلام يتميز بالمرونه التي تسمح بالاجتهاد وفق شروط بعينها وذلك ليس من باب التحايل الفقهي ولا القانوني ولكن ليتيسر التعايش مع المعاصره المتغيره..... ومن قبل عطل الخليفه الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه تنفيذ احكام الجزاء الجنائي بسبب الحرب و بسبب المجاعه عام الرماده
    وظل ابناء الكنيسه يرددون ولعلهم الان فريه الرق و يثيرون الضجه حولها كشبهه انفرد بها المسلمون متناسين الرق في الاسلام كان كغيره ابان الجاهليه و غيره من دول فارس واليونان و بيزنطه و الامبراطوريه الرومانيه وهو في صدر الاسلام و بعده لم يكن الا استغلالا منزليا لامكانات الاسرى وطاقاتهم حتى سماه بعض المستشرقين بالرق المنزلي تمييزا عن ذلك الذي كان سائدا قبل الرساله المحمديه و يمكن ان نشير في هذا الصدد الى واقعه اسناد قياده المسلمين الى اسامه بن زيد بن حارثه ووالدته ام ايمن بركه الحبشيه وكلمه حبشيه هنا يجب ان نقراها السودانيه حيث كانت تعني اللون الاسود مثل اسم سيدنا بلال والذي لا نشك في سودانيته و عطاء بن رباح و غيرهما مثل زيد بن حبيب وكان ضمن الجند الذين تراسهم سيدنا اسامه
    ابن زيد سيدنا عمر بن الخطاب وسيدنا عثمان بن عفان وكان الذي اسند اليه القيادة سيدنا ابوبكر الصديق الخليفة الراشد. والى واقعة اخرى هي مقولة سيدنا ابن الخطاب عندما حضرته الوفاة "لو كان سالم مولى حذيفة حاضرا لوليته" واعتقد انه كان من ضمن من يطلق عليهم وصف الاحباش من المسلمين هم من شرق السودان من البجة واهل دنقلا واعتقد ان خير من يمكن ان يعيننا على ذلك هو الدكتور العبقري ابن السودان البار الدكتور جعفر ميرغني حيث كان عبور البحر الاحمر متيسرا لضيق المسافة بين شاطئيه بالقرب من ينبع وسواكن وحيث كانت ثقافة البحر الاحمر في ازدهارها خاصة مقارنة بين ثقافة البحر المتوسط كما يقول علامة السودان فقد اشار الى دور الهدندوة والبجة في حوض الاحمر وفي المحيط الهندي حيث كان لهم فضل السبق في تطهير مياهه من القراصنة وحيث اشتهروا بالشجاعة وقوة الباس حتى كان منهم من تعاقد مع بعض الاسر المالكة الصينية لحمايتهم ولا اريد ان اغلو واقول ان العرب ربما نزحوا من ارض وادي النيل وكذلك لغة العرب.
    وثمة حقيقة يجب الا تغيب على امثالنا من السود ، ان الاوروبيين والامريكيين كانوا يصطادون اهلنا في غرب افريقية وشرقها ووسطها والذين قضى منهم تقريبا في الفترة ما بين اكتشاف امريكا في نهاية القرن الخامس عشر ونهاية القرن السابع عشر ما يقرب من المائة مليون افريقي قتلا وحرقا واغراقا ويشير المؤرخون الى ذلك العدد من ضحايا حملة الاسترقاق لو كانت الحياة كتبت لهم لبلغ تعداد افريقيا اليوم اكثر من الف مليون زنجي، الامر الذي كان يجعل من قارتنا افريقيا ثاني اكبر القارات عددا سكانيا علما بان العدد السكاني لانجلترا عند بداية دخولها معترك الاسترقاق لشعوب افريقية كان يقل عن الثلاثة ملايين نسمة
    وعدد سكان اسبانيا كبرى دول اوروبا حينذاك كان لايزيد عن العشرة ملايين الا قليلا.
    ولا نريد ان نسترسل فالكلام عن الاسلام وموقفه من الرق مقارنا مع ما كان عليه الحال قبل وبعد الرسالة المحمدية يطول ومن يرغب في المزيد المفيد الاطلاع على كتاب "شبهات حول الاسلام" للعالم الاسلامي محمد قطب شقيق المغفور له الامام سيد قطب وهو مؤلف من قبل نصف قرن تقريبا ومن يريد الاطلاع على تاريخ اوروبا الاسود في عمليات استرقاق الشعوب الافريقية فليرجع الى كتاب "Scramble for Africa " لمؤلفه "Thomas Pakenham" ليتبين مآسي الاوروبيين في القارة الشهيدة ونهمس في آذان الرفاق ان المادية التاريخية تقرر ان مجتمع الرق مرحلة حتمية تاريخية تتوسط المجتمع الشيوعي البدائي ومجتمع الاقطاع والذي يطلق عليه كبراؤهم الذين علموهم السحر لفظ المجتمع العبودي .... فلماذا اذن يرفض البعض الفرية ويلصقونها بالاسلام الذي حارب الرق فكرا وممارسة.
    والغريب في الامر انه بقدر ما احسن المسلمون معاملة الكتابيين من يهود ونصارى والذين يتعلق بهم اصدقاء الدكتور والرفاق بقدرما اساؤا الى سمعة المسلمين، ويجدر بنا ان نشير في هذا المقام الى عائلة امام الشيوعيين في مصر والسودان كورييل فهو ينتمي الى عائلة يهودية فرت من اسبانيا ايام عهد محاكم التفتيش ولم تر لها مستقرا وامنا لها غير مصر ايام الدولة العثمانية وكهليل شوارتز الذي كان اسمه الحركي الشيوعي على ايام عهد دراستنا بمصر اسم الزميل "شندي" والذي لا اشك في انه "جند" بعض زعماء التمرد الذين يوادهم الدكتور. يعلم بعضهم الدكتور منصور،
    فقد كان الرجل يعمل مديرا لفرع عمليات شركة الحفر بالشركة الفرنسية التي رسى عليها عطاء حفر قناة جونقلي والتي تقع قريبا من بور موطن العقيد الدكتور قرنق ولا نريد ان نذهب بعيدا ونتكلم على ما اصاب المساجد والمصاحف من هوان على ايدي تلامذة التبشير في قيسان والكرمك، ولا نجد سببا لهذا العداء المستحكم من مواطنينا اهل الانجيل فنحن على اقل تقدير ابناء خؤولة ولا مسوغ لهذا التحرش والاستهانة بكل ما هو عربي "والمسيحية نفسها نشأت وترعرعت في المنطقة العربية ولم تكن امريكا ولا اوروبا مهدها والمسيح عليه السلام خرج من صلبنا ومن ارضنا، كما خرج موسى وابراهيم. والمسيحية عربية اغتصبها الغرب وهي جزء من تراثنا الثقافي" والقول لأحمد بن بلا ورد ضمن حوار طويل اجراه معه صحفي عربي بعد بضع سنين من خروجه من الاعتقال. ولا ندري مسوغا يبرر هذا العداء من جانب اخوتنا الجنوبيين في الوقت الذي صمتوا صمت القبور على ما كان يحدث في جنوب افريقيا ابان عهد "الابارتيد" ونراهم يتمسحون باعتاب مجلس الكنائس ويوادون المستوطنين من الانجليز في شرق افريقيا والفرنسيين في شمال افريقيا والذين عرفوا باسم "الكولون" ويدافعون عن الوجود الاستعماري في الكنغو وبورندي.
    ورحم الله الشهيد النيجيري أحمد بيلو الذي استشهد نتيجة سعيه ليصل الاسلام ربوع القارة ولتنتشر اللغة العربية لغة الدين الاسلامي في صفوف الافريقيين وغفر لأحمد سيكوتوري وموديبو كيتا فقد عرفوا وخبروا البريطانيين والكنيسة كما لم يعرفها الأقزام. ونعود لحديث مستر نيوبولد واستجابته لنصح سير ستافورد كريبس له ونقول انه بجانب اهتمامه بامر التطورات الدستورية فانه اهتم ببعض خريجي كلية غردون فرعى منهم بعض النابهين والتي ظهرت مواهبهم في دواوين
    في مرافق التعليم ومشروع الجزيرة كمكي عباس وبخت الرضا كمحمد عمر وكمثال مكاوي سليمان أكرت الذي ألحقته بوزارة الداخلية وكان يكاتبه ويرعى تقدمه في وزارة الداخلية واذكر إني قرأت ضمن ما قرأت بعضاً من الرسائل المتبادلة بينه وبين مستر نيو بون ومنها رسالة يشكو فيها مكاوي، وكان وقتها يعمل بإدارة مركز الكرمك، من مزاجه الذي اختل بعدم وصول جريدة التايمز اللندنية لمقامه وقال له أن فاتته مركبة التايمز I have missed the Wagon of the London Times وهو تعبير يستخدمه الإنجليز لمن فاته مركبات اللنبي أو ؟؟؟؟؟؟ ، فرد عليه نيوبولد لا تثريب عليك وأمده بما افتقده، وكان يرعى الطلبة المبرزين أمثال حمزة ميرغني وسليمان وقيع الله وعلي عوض الله ونصر الدين السيد والطيب الطاهر وعبدا لكريم ميرغني وغيرهم كثيرون وحتى الصحفيين وكان يلاحق سيرتهم وأذكر أنه أشار إلى الأستاذ المرحوم بشير محمد سعيد بأنه صحفي واعد Budding Journalist
    وكان لنيوبولد قناعة بأن السودان يجب أن يخرج من قاعدة الدول العربية فقد كان يرى أنه أقرب إلى الشعوب الأفريقية مزاجاً وثقافةً وأنه أي الاستعمار لابد من زواله بصورته التي كان عليها أبان الحرب العالمية الثانية وكان يرى مثل بعض مفكري مدرسة القارديان الفكرية وبعض أساتذة مدرسة لندن الاقتصادية التي يشار إليها ب (L. S. E.) أمثال هارولد لاسكي بأن الاستعمار يجب أن يستبدل قواعده العسكرية بالفكرية حتى تحافظ بريطانيا على نفوذها ومن هنا كان اهتمامه برعاية أبناء الشمال والجنوب كل على حده وبقدر ما عجبت لدفاع الدكتور منصور عن سياسي الجنوب في العهد البائد وغضه الطرف عن أفعالهم وعن مآسي الإنجليز
    ونتيجة أعمالهم بقدر ما استغربت لمطالبة الأخ الدكتور الطيب مصطفى بفصل الجنوب (ما ينجم) عن مأساته العائلية وفقده لأحد أكباده واستشهاده وحزنه البليغ إلا انه مسلم وحسن إسلامه، ولا نزكي على الله أحداً، ولا نشك في تدينه وغيرته على السودان ودينه الإسلام ولا شك انه متعلق بأهداب دينه الحنيف ويحرص أن يعم نهجه وشرعه بالحكمة وبالموعظة الحسنة وبذلك ننتشل الضالين من مواطنينا في جنوب السودان وغيره

    ولعل الأستاذ الكريم يدرك أن ترك الإرساليات تعبث وهي التي لا ترع إلاً ولا ذمة إثم وذنب عظيم وهو يدعونه للإنفصال يضعف من فرصتنا لإنتشال إخوتنا في الجنوب من الدعوة للحق ويستبدل أمثال البابا سرور بغيرهم كما أمثل اليابا سرور مكان الأب سترانيو ونبعث من القبور شر أفكار غوردون ايوم وبيا ماما وازبو منديري وبوث ديوينشر أبناء الكنيسة، يتطاول عددهم على عدد المسلمين رغم الفجة المفتعلة والادعاء الكاذب بأنهم أكثر عددا وأعز نفراً وهم يعلمون علم اليقين أن مسلمي الشمال براء ممن تهمة تخلف الجنوب وتردي أحواله والتي لا يخفى عنهم أن مرد ذلك إلى السياسة الاستعمارية التي كانت تمثل الكنيسة المسيحية بمختلف نحلها ومللها ومدارسها أداة تنفي1ها الطيعة بل واضعي أسسها وهم نفر من المفتشين الإنجليز الذين اشرنا إلى بعض منهم مثال مستر مور "إمبراطور كتم" الذي كان يحظر على سكان مملكته لبس الساعات في أيديهم/ أمثال حفدة الأب سترينور اليابا سرور. ولا نحسب أنه يخفى على مثقفي الجنوب الذي يحاول
    دكتور خالد أن يبرأ ساحتهم عن فعلتهم التي فعلوها بالشماليين ممن جنود وتجار وموظفين في أحداث أغسطس 1955 التي أشار إليها تقرير قطران الذي قصد الدكتور أن يتخطاه بدعوة أنه مفقود
    ونقف هنا هنيهة لنعبر سريعاً أحداث الجنوب الدامية التي ورد ذكرها بالتفصيل وهناك أيضا مذكرات المرحوم أحمد عبدا لوهاب(؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟) قد أهدى صورة منها لأبن أختي الفريق محمد زين العابدين قائد المدفعية بعطبرة آنذاك وقد تفضل علىٌَ بالإطلاع عليها وهي بحق سرد وافي ودقيق للأحداث الدامية، ونرجو أن نكتفي بذلك (؟؟؟؟) وعلى من يرغب ويبغي التفاصيل فليرجع إليها.
    شكل السيد علي عبدا لرحمن وزير الداخلية في الثامن من سبتمبر عام 1955 لجنة للتحقيق الإداري في تلك الإحداث ورفع تقرير عنها وعن الأسباب التي أدت إلى وقوعها وتم تعيين لجنة بموافقة مجلس الوزراء آنذاك وجاء تكوينها برئاسة القاضي توفيق قطران وهو فلسطيني الأصل التحق بخدمة المصلحة القضائية السودانية وكان يشغل وظيفة قاضي جنايات الخرطوم والسيد خليفة محجوب مدير عام مشاريع الاستوائية وكان قبلها قمندان شرطة وهو من مواطني رفاعة البررة والأخيار والزعيم الجنوبي لوليك فودو زعيم ليريا(؟؟؟؟؟؟؟) وقد طلبت اللجنة من وزير الدفاع تعيين مستشارين ليقدما النصح في المسائل الحربية وقد عين وزير الدفاع القائمقام محمد بك التجاني واليمباشي علي حسن شرفي وبدأت جلستها بالخرطوم وطافت مختلف مدن الجنوب التي كانت مسرحاً للأحداث.
    ولا يفوتنا أن نذكر أن الجنوبيين ظلوا على مدى سنين من بعد الاستقلال يستغلون عدم اهتمام أحزاب الشمال بمطلب الفيدريشن في وثيقة الاستقلال ويجددون المطالبة به كلما عن لهم ذلك وخاصة اللذين ابعدوا من الحكم ولم تشملهم التعديلات الوزارية المتعددة في حينها واللذين فاتهم قطار الحكم في دورات الانقلابات المتكررة وكان ذلك دأبهم في ألازمات التي تنشأ بين الحين والآخر وخاصة عندما تشعر مجموعة منهم بالغضب إذا نال منها خصومهم من أحزاب الجنوب الحظوة دونهم ويصمتون بعد ذلك.
    وكان ذلك حال اغلبية زعماء الجنوب اللذين استمرؤوا الحكم وعاث البعض منهم فساداً في وزاراتهم ومناطقهم وكان ذلك دأبهم وكانت قيادات أحزاب الشمال لا تعيرهم كبير اهتمام لأنها تعلم الغرض من الحملة المفتعلة المتدثرة
    برداء الفدريشن دون إستثناء وحتى ذلك في إجتماعات أديس أبابا وكان الرجل الرزين السيد ابيل الير يحض المتفاوضين معه من أبناء جلدته ألاَّ يثيروا مشكلة الفدريشن في مؤتمر أديس أبابا حتى لا يتساووا مع بقية أجزاء السودان إذن أن الجنوب كان يستأثر بنصيب الأسد بالنسبة إلى شرق السودان وغربه وشماله .. الأمر الذي كان معروفا لدى تلك الاقسام من السودانيين ومنهم بالطبع الدكتور ، ونعود مرة أخرى إلى المقارنة بين المسلمين وبين مسيحيي الأندلس من الكاثوليك الذين كانوا أكثر ضراوة على المسلمين والذين عذبوا المسلمين في الاندلس حتى أضطر هؤلاء وعهم اليهود إلى الهجرة جهرة وخفية إلى اقطار الدولة العثمانية التي كانت تمنحهم القدر المتيسر من حقوق المواطنة التي تكفلها القوانين الحديثة والمعاصرة الأمر الذي مكن بعض الاقليات المهاجرة من اليهود والمسيحيين من السيطرة الكاملة على مرافق الحياة الإقتصادية والتجارية ومن ثم التسلل إلى مراتب الدولة العليا وهناك من يقول ، وربما بحق، كالشيخ الطنطاوي الفقيه الإسلامي الذي فقدناه قبل بضعة سنوات في السعودية بعد أن هاجر إليها ، أن أسرة كمال أتاتورك يهودية هاجرت من الأندلس إلى تركيا إبان عهد التفتيش وكان أن صار الرجل أعدى أعداء الإسلام وألغى الخلافة ومسح جميع المظاهر الإسلامية من الدولة التركية منها الحكم الإسلامي واتخذ القران هزوا وكان يتطاول عليه ويقول : أي دين هذا الذي يحلف ربه بالتين والزيتون وبالحجر الصلد !!؟ وتناسى متعمداً أن القران يحلف بالمواقع التي نزل بها الوحي وهي أماكن طاهرة يمكن القسم بها مجازاً .
    ولا نحسب أن الكل يعلم أنه ما من دين يرعى حرمة الأديان كالإسلام وأنه ما من أمة أحسنت رعاية رعيتها الدينية مثل ملة الإسلام
    وإنه ليس كمثلها في رعاية رعاياها من ذميين غير مسلمين . الامر الذي جعل كاتب فرنسا وضميرها ( غوستاف لوبو ) يقر في كتابه حضارة العرب ( لم يعرف التاريخ فاتحاً أرحم من العرب ) ، وحدا بأديبها وكبير نقادها اناتول فرانس ليقول على لسان واحد من شخصيات روايته – الحياة الجميلة – ( إن أشأم يوم في تاريخ فرنسا وأعسرها كان يوم معركة بواتييه عندما تراجع العلم العربي والفتح العربي وانحسر مد الحضارة العربية أمام هجمة الفرنجة وقد سبق لي أن أشرت إلى قصة عمرو بن العاص مع القبط عندما كان والياً على مصر أنه كفل لهم حرية مباشرة شعائرهم وممارساتهم الدينية تنفيذاً لوصية نبي الهدى صلى الله عليه وسلم ( إذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيراً فإن لهم ذمة ورحما) وكنت قد علقت على ذلك القول بأن موقف سيدنا عمرو من القبط لم يكن سابقة تميز بها إبن العاص ولا بادرة انفرد بها بين ولاة المسلمين وإنما كان مضطراً للالتزام بالنهج الذي سار عليه الخليفة الراشد عمر بن الخطاب الذي دفع عندما ولج باب إليليا (بيت المقدس ) عهداً التزم بمقتضاه بتأمين أهلها أنفسهم وأموالهم ودور عبادتهم ولم يدخل المدينة إلاَّ استجابة لرغبة كبير النصارى الأسقف سفرنيوس وإلاَّ بعد أن أنفذ صلح أهلها وكتب إليهم بذلك ومن قبل كان تصرف سيدنا سيف الإسلام المسلول خالد بن الوليد عندما فتح دمشق فقد حرص القائد المنتصر أن يحرر لأهلها عهد الأمان وذلك وفق رواية الإمام ابي الحسن البلاذري في كتابه ( فتوح البلدان ) حيث أشار إلى أن خالداً أمر بدواة وقرطاس وكتب : ( باسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أعطى خالد بن الوليد أهل دمشق
    إذا دخلها أعطاهم أماناً من أنفسهم واموالهم وكنائسهم وسور مدينتهم ، لا يهدم شيء من دورهم لهم عهد الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم والخلفاء والمؤمنين لا يعرض عليهم إلاَّ بخير إذا أعطوا الجزية ) .
    ويجب ألاَّ سياسي الجنوب الحزين فضل بعض أبناء الجنوب على السودان بحدوده المعروفة من عشرينات القرن التاسع عشر وتاريخه، والحق فإن عطاء أبناء الجنوب لا يمكن إنكاره او تناسيه فعلي عبد اللطيف عملة نادرة بين السودانيين جميعهم ، وحدة فريدة من مواطنيه الذين خرجوا من رحمه وهو من أبناء الدينكا ونستحي أن نقول أن الأجيال الحديثة تعلم القليل عن تاريخه ولا أزال أحتفظ ببعض آثاره وأحاديث أهله القريبين منه ومنهم ( العازة) زوجته والتي خالتها زوجة خاله وقد تربى في كنف جده الكبير ريحان عبد الله وكانت أسرته تسكن في بري بالخرطوم ودرس بخلوة الخليفة صالح سوار الذهب ببري ثم الوسطى بالخرطوم فبكلية غردون فالمدرسة الحربية سنة 1914م وكانت تبدو عليه بوادر التمرد والثورية والشجاعة منذ الصغر وحوكم بالسجن ونفي إلى واو مع رفاقه صالح عبد القادر وحسين شريف ومحمد المهدي التعايشي وعبيد حاج الأمين الذي توفي هناك ، وفي عام 1934 تم الإفراج عن الجميع وحُجز وحده بعد أن تلقى ضربة دامية في رأسه إثر معركة مفتعلة مع أحد رفاقه من المسجونين الجنوبيين والذي ضربه (بجردل) صلب ، أُحتجز بحجة علاجه من الضرب ، ورُحِّل مرة أخرى إلى سجن كوبر وبقي به إلى عام 1938 حيث طالب به المصريون ليعالج عندهم ونقل بقطار إكسبريس خاص حتى لا تكتشفه الجماهير وذلك من الكدرو إلى حلفا وتوفي عام 1948 بمصر .
    وما أسماء عبد الفضيل الماظ وثابت عبد الرحيم ومحمد سليمان وحسن فضل المولى
    و( النوير) إلاَّ منارات ساطعة في تاريخنا تقف شامخة ، تذكر الناس بأمجاد سلف ما ضعفوا ولا هانوا ، قدموا المهج والأرواح فرباناً وفداءً لوطن ما غضَّ ماؤه وما ضاقت أرضه وما بخل ضرعه وما شح دره ولكنها سنة الحياة والأرض لله يورثها من يشاء والأيام دول يعلو بها الكسب وينحط تموج بالحركة والنشاط ليعقبها ذبول وبثور وبحان الله الجامع للأضداد المفرق للأنداد والمخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ومن قديم كان الحديث ( النار تلد الرماد ) .. وما حال السلف والخلف من أبناء الجنوب إلاَّ تأكيداً للمثل وبالأمس كان هاجس الشمال لم الشمل والدفاع عن الأرض والأهل وأصبح اليوم عند البعض الانفصال الذي يدفع بالجنوب ، رضينا أو أبينا ام بكينا أم ضحكنا ، الانفصال الذي يدفع بنا إلى أحضان المترصدين المتآمرين الذين يطمعون أن ( يتشلَّع) السودان ويذهب الجنوب وينفصل لكي يكون لقمة سائغة في أفواه أهل الجوار الذين يبلغ تعدادهم أربعة أضعاف سكان الجنوب الذي تحوي أرضه البترول واليورانيوم والذهب والذي يشكل الخشب رصيدا ضخما لميزانياته .
    نقول بمليء أفواهنا فلتحيا ذكرى جوزيف قرنق وزميل دربه هنري لوقالي فقد كانا يدركان المخاطر التي يقوم عليها الجنوب إذا انفصل وإذا تصادمت قبائله في مناطق التماس بسبب المرعى والسقي ويدركان أن المخرج هو في وحدة السودان شماله وجنوبه بالتراضي ونبذ أسباب التفرقة الدينية والعرقية الجنسية ، وكانا يثقان أن البلاد ستتخلص من العادات السخيفة التي تفرق بين أبناء السودان وتقوض اندماج اسره وتضع العراقيل أمام فرص الزواج والتراحم بين قبائله وشعوبه . كما كان يدعو جوزيف إلى وحدة
    أفريقية تشمل شمال وادي النيل والسودان وأثيوبيا ويوغندة وكينيا وتشاد ومن يرغب ويريد من الدول الأفريقية ويقول أن الذي يجمع بين هؤلاء أكبر من الذي يجعل من الولايات المتحدة أمة تصل الي الحالة التي هي فيه . آلاف من وحدة بين الهنود الحمر وشعوب أوربا المتشابه من إنجليز وإيرلنديين وألمان وأسبان وغيرهم وتجعل من الزنوج مواطنيين صالحين متآخين بعد كل تجارب وظروف شدة وألزمات التي نعيشها الآن ستدعونا في يوم من الأيام وقريباً إن شاء الله إلى الوحدة المنشودة ، وأرجو أن أحكي أني قرأت فقرات من قصة حياة المناضل الأفرقي سيد فرح من أبناء المحس النوبيين ومن أبطال ثورة 1924 .
    كان يقود بعض الجنود أثناء حوادث 1924 أن إستدعاه رئيسه * عبد العظيم الماظ وكان في عز المعركة بالقرب مستشفى الفهد الآن وأمره بأن يتسلم منه قيادة الفرقة العسكرية المتمردة من العسكريين السودانيين حيث أنه من الضباط سيد فرح أقل منه رتبة إلا أن ظروف السودان القبلية المتخلفة تستدعى أن يتنازل هو عن القيادة إلى أن يقضي الله أمر كان مفعولا فما كان من الضابط سيد فرح إلا أن حيا القائد وقبله في وجنتيه ونفذ الأمر .... قرأت ذلك ضمن ذكريات الضابط سيد فرح لدى أخي الأكبر محمد سليمان سفيرنا بمصر حينئذ .
    * عبد العظيم الماظ ( حسب ما جاء بخط الأستاذ أحمد سليمان ، هل يا ترى يقصد عبد اللطيف الماظ ) هذه ملاحظتي الخاصة أثناء الطباعة ( أخوكم ولياب )
    ولقد خيلت من قبل أنه ليس من المقبول ولا المعقول أن رجالا من أمة أبيل ألير وبونا ملوال وبشير عبادي ويحيى عبد المجيد يجلسون على الترتوار يرقبون مسيرة البلاد وغيرهم يدير الحركة دون أن ]أنس برأيهم ودون أن يبدو حراكا .... لا أقول هذا جزافا أو تودداً فما بي من حاجة إليهم ولا إلى غيرهم بحمد الله وإنما أقول قول الحق فقد عرفتهم زميلا في مجلس الوزراء وفي الشارع أيضا .
    فأبيل ألير خبرته منذ أن كان قاضياً جزئياً في أول درجات السلم وكنت وقتها محتميا في أول درجات المحاماه ثم بكونه وزيراً للتموين وأنا وزيراً للإقتصاد والتجارة الخارجية ... وغيرها وعرفته كذلك وكلانا يرقب من منازله مسيرة الإنقاذ
    الظافرة بإذن الله وأعتقد أنه يكون أصلح من يشغل منصب الرئيس لمجلس الشيوخ إن أراد الله لحكامنا التوفيق والسداد
    بارك الله في وحدة السودان وغي رد غربة فكري الأخوين الدكاترة الأماجد منصور ومصطفى والسلام على من اتبع الهدى

    (عدل بواسطة بكرى ابوبكر on 04-09-2003, 04:28 AM)
    (عدل بواسطة بكرى ابوبكر on 04-11-2003, 08:03 AM)
    (عدل بواسطة بكرى ابوبكر on 04-11-2003, 08:22 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد بكرى ابوبكر04-09-03, 02:14 AM
  Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد Elmosley04-09-03, 02:49 AM
    Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد بكرى ابوبكر04-09-03, 06:39 AM
      Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد SAMIR IBRAHIM04-14-03, 01:46 AM
  Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد abuelsora04-09-03, 03:31 AM
    Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد بكرى ابوبكر04-11-03, 08:04 AM
      Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد Elmosley04-11-03, 02:02 PM
        Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد SAMIR IBRAHIM04-20-03, 04:18 PM
  Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد sari_alail04-11-03, 04:03 PM
  Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد awadnasa04-11-03, 04:20 PM
  Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد kamalabas04-11-03, 05:26 PM
    Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد بكرى ابوبكر04-12-03, 07:03 AM
      Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد أبنوسة04-12-03, 09:53 AM
  Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد SAMIR IBRAHIM04-12-03, 03:10 PM
  Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد Deng04-12-03, 03:43 PM
    Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد doma04-12-03, 05:11 PM
      Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد SAMIR IBRAHIM04-12-03, 06:36 PM
    Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد SAMIR IBRAHIM04-12-03, 06:33 PM
    Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد EXORCIST704-12-03, 07:34 PM
      Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد SAMIR IBRAHIM04-12-03, 08:11 PM
        Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد doma04-14-03, 11:18 AM
  Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد Auditor04-12-03, 07:00 PM
    Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد abdel abayazid04-12-03, 09:10 PM
      Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد SAMIR IBRAHIM04-12-03, 09:56 PM
  Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد Napta king04-12-03, 11:17 PM
  Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد elmahasy04-13-03, 00:33 AM
  Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد intehazy04-13-03, 01:00 AM
  Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد kamalabas04-13-03, 02:21 AM
  Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد SAMIR IBRAHIM04-13-03, 02:33 AM
  Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد Moawia04-13-03, 02:31 PM
  Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد SAMIR IBRAHIM04-13-03, 04:31 PM
  Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد ودقاسم04-14-03, 09:18 AM
    Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد أبو ساندرا04-14-03, 10:59 AM
    Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد SAMIR IBRAHIM04-14-03, 01:51 PM
  Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد ودقاسم04-14-03, 02:12 PM
    Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد SAMIR IBRAHIM04-15-03, 03:53 AM
  Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد ودقاسم04-15-03, 07:05 AM
    Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد SAMIR IBRAHIM04-15-03, 01:29 PM
  Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد ودقاسم04-15-03, 01:52 PM
    Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد بكرى ابوبكر04-17-03, 06:44 AM
      Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد SAMIR IBRAHIM04-27-03, 09:34 PM
    Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد بكرى ابوبكر04-17-03, 06:44 AM
      Re: الاستاذ احمد سليمان المحامى يرد على د.منصور خالد بكرى ابوبكر04-26-03, 09:22 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de