باستفتاء او بدونه الانفصال اصبح امرا واقعا ( توجد مرارات....!!!!)

Quote: الشمال والوحدة المستحيلة!! الكاتب الطيب مصطفى الاثنين, 21 يونيو 2010 08:07 «تطير عيشة الشمال» المتهم على الدوام بالتقصير في حق الجنوب فها هو رئيس الحركة الشعبية ورئيس الجنوب والنائب الأول لرئيس جمهورية الشمال الفريق أول سلفا كير يقول: «إن سياسات الحكومة طوال الفترة الماضية لم تُسهم في جعل الوحدة جاذبة» ثم قال: «لم تفعل القوى السياسية الشمالية ما يجعل الوحدة خياراً جذّاباً للجنوب». سلفا كير الذي أدلى بتصريحاته هذه خلال مخاطبته وزراء الحركة الشعبية المعينين في الحكومة المركزية قال: «إن سياسات الشمال خلال الفترة الماضية جعلت من الصعب إقناع الجنوبيين بأن الوحدة مع الشمال هي الخيار الأفضل» متناسياً أن المسؤول الأول عن الوحدة هو الجنوب الذي مُنح حق تقرير المصير بينما حُرم الشمال والشماليون من هذا الحق كما أنه ليس مطلوباً من الشمال أكثر من تنفيذ اتفاقية نيفاشا التي ألحقت به ظلماً فادحاً لكنه رغم ذلك بذل وسعه في إنفاذها وبدلاً من الاكتفاء بذلك عمد إلى الهرولة نحو استرضاء الجنوب مخصصاً أموالاً طائلة من خلال بند ضخم سمَّاه بصندوق دعم الوحدة قام من خلاله بإنشاء الطرق والبنيات الأساسية والمنشآت والمطارات بالرغم من أنه كان في أمس الحاجة إلى تلك الأموال للصرف على مدنه وأريافه التي هي في أمس الحاجة لتلك المنشآت والبنيات التحتية.. لكن متى كفَّ القومُ وتوقفوا في يوم من الأيام عن الابتزاز والنِّقة وماذا فعلوا هم من أجل هذه الوحدة اللعينة التي يتباكى عليها بعضُ النعام كما يتباكى السجينُ المعتوه على سجّانه اللئيم والعبدُ الذليل على سيده الطاغية!! تنص اتفاقية نيفاشا على دَور شريكي نيفاشا في تضميد الجراح خلال الفترة الانتقالية من أجل جعل الوحدة جاذبة فتعالوا نتحاسب «والحساب ولد» عمّا فعله كلٌّ من الطرفين لتحقيق تلك الغاية المجنونة.. غاية نصبها بعضُنا إلهًا مقدساً كما فعل المشركون قديماً وهم يعكفون على أصنام لا تضر ولا تنفع. من نصبوا مشانق يوم الإثنين الأسود في قلب الخرطوم لأبناء الشمال هل كانوا يضمِّدون الجراح أم يُحيلونها إلى غرغرينا لا يُجدي معها غيرُ البتر؟! هل يعلم قادة الحركة الشعبية وأخص باقان وإوارد لينو اللذين «بشّرا» باندلاع تلك الأحداث قبل حدوثها.. هل يعلمون ما أحدثته تلك الأحداث في نفوس أبناء الشمال الذين شعروا أو اقتنعوا ربما لأول مرة بأن الشماليين والجنوبيين شعبان مختلفان في أشياء كثيرة أولها مشاعرهما تجاه بعضهما البعض؟ عندما أقدمت الحركة الشعبية على نفض الغبار عن أحداث توريت وقامت بكامل قواها العقلية بإحياء تلك الذكرى بعد أكثر من خمسين عاماً من اندلاعها وبإطلاق اسم الأبطال على أولئك المجرمين المتمردين الذين قتلوا مئات الشماليين نساءً وأطفالاً وشيوخاً في 13 مدينة ومركزًا وجعلت من تلك الذكرى الأليمة يوماً وعيداً وطنياً يُحتفل به كل عام في جنوب السودان بل وأحيت الذكرى لأول مرة في مدينة توريت بالقرب من مقبرة شهداء الشمال الذين تشرفتُ ذات يوم بالوقوف أمام قبورهم وترحمتُ عليهم.. أقول عندما فعلت الحركة ذلك وظلت بعدها تحتفل بتلك الذكرى كل عام في مدينة جوبا بحضور سلفا كير هل كانت تضمِّد الجراح أم كانت تنتهك اتفاقية نيفاشا وتُهيل عليها التراب؟! لقد أعطى الشمالُ ولم يستبقِ شيئاً في سبيل تضميد الجراح ولم تحدِّثه نفسُه يوماً بأن يخرج عن طبعة الرؤوف الرحيم الكريم حيث كان يفتح صدره لأبناء الجنوب الفارين من جحيم التمرد في جنوب السودان ولم يقل الشماليون إن أولئك اللائذين هم أهل أولئك المتمردين الذين يقتلون أبناءهم في جنوب السودان الذي لم يرحب في يوم من الأيام بأبناء الشمال بل ظل يكيد لهم ويفتك بهم ويترصدهم آناء الليل وأطراف النهار وبالرغم من ذلك يظل ساسةُ الشمال صامتين لا يتكلمون بينما يظل أبناء الجنوب ونخبُهُ هم الأعلى صوتاً المطالبين على الدوام من الشمال وأهله بتقديم التنازلات وأقول وكلي يقين إنهم لن يرضوا مهما فعلنا وقدَّمنا حتى لو أسكنّاهم دُورنا وهِمْنا بعدها في الطرقات!! صحيفة أجراس الحرية بتاريخ ٢٠١٠/٣/٢٥ قبل الانتخابات أوردت خبر زيارة كلٍّ من سلفا كير وعرمان لكلٍّ من ولايتي شمال وغرب بحر الغزال بتاريخ 24/3/2010م والتي شهدت حضوراً كثيفاً تجاوز حسب الصحيفة ١٠٠.٠٠٠ بأويل وراجا حيث حثَّ سلفا كير الجنوبيين على التصويت لصالح عرمان واتهم المؤتمر الوطني بتسليح المليشيات ودعم جيش الرب اليوغندي ووصف سياسات المؤتمر الوطني بأنها الأسوأ حتى حولت جواز السفر السوداني إلى وثيقة تثير المخاوف بسبب دعم الإرهاب الداخلي والعالمي!! وحملت صحيفة أجراس الحرية هذه العبارة في مانشيتها (سلفاكير: الوطني جعل جواز السفر السوداني مخيفاً لارتباط سياساته بالإرهاب)! تماماً كما ظنَّ أن حديثه في كنيسة القديسة تريزا بجوبا والذي حذَّر فيه من التصويت للوحدة لن يخرج إلى العلن ظنَّ سلفا كير أن تلك الجولة الانتخابية لن تذاع أخبارُها وأن الجدران ليس لها آذان ولذلك لا غرو أن يصوِّت الجنوب لعرمان ويمنحه أكثر من ٧٠٪ بينما يمنح البشير ٨٪ فقط الأمر الذي يجعلنا نتساءل عما فعلته الحركة من أجل الوحدة وهي التي توجِّه إهانة بالغة لرمز الشمال وتتعمد أن توجه إليه وإلى الشمال رسالة مفادها أن رئيسكم ليس رئيسنا وبالرغم من ذلك يتحدثون عن الوحدة الجاذبة التي يتعين على الشمال أن ينصب في سبيلها ويعرق ويقدِّم كل مرتخصٍ وغالٍ وبالرغم من ذلك تصر قبيلة النعام على البكاء على أطلال الوحدة، وما أنت بمُسمعٍ من في القبور!!