الى الذين تسللوا الى جامعة فاس المغربية -نداء عاجل

Quote: أيها المرشحون أدركوا خصائص الشعب السوداني ============================================ أحمد عثمان محمد المبارك المحامي ======== لقد بدأت الحملة الإنتخابية وبدأ المرشحون يعرضون بضائعهم دون دراسة وتمحيص دقيق لمزاج ورغبات المشترين ...ومن الملاحظ أن كل ما يعرضه المرشحون من برامج وحلول لمشاكل المواطن السوداني وبرغم إستخدامهم لأجمل العبارات والألفاظ السياسية إلا أنها جاءت جميعها مكررة ومستهلكة وتميزت بإبراز أن الآخر لن يقدم ما سيقدمه هذا المرشح أو ذاك ...فكلهم مع الوحدة ...وجميعهم ضد الفساد ...وجلهم يريد أن يقدم خدمات صحية وتعليمية راقية ... وكافتهم سيطلقون الحريات ...وكل منهم يحمل عصي موسي التي سوف تنتقل بالمواطن من حال الي حال بين عشية وضحاها ...وعندما حاول بعضهم التميز عن الآخرين أعلن إعادة أحد البرامج التلفزيونية التي تم توقيفها في وقت سابق وكأن الشعب السوداني ظل طيلة سنوات أنقطاع هذا البرنامج في إنتظار من ينتخبه ليعيد عليه الصحة والعافية... كما تميز آخرون ببرنامج جاءت علي صدر مقدمته إعادة المتلكات الشخصية لمن تم إعدامهم ..(يعني الساعة والقلم الكانوا في جيب المعدوم).. وآخرون همهم إعادت ما صودر من ممتلكات لا نعرف إن كانت خاصة بحزب أم بزعيم أم بأسرة بعينها... ويستمر المزاد ويزايد البائعون إلا أن البضاعة يبدو أنها ستبور لأن المشتري سئم تلك البضائع القادمة من الصين والتي تميزت بعدم الجودة والإتقان رغم شكلها الملون الجميل... لم نلمس في جميع خطابات المرشحون أي نوع من المعرفة الدقيقة لخصائص الناخب السوداني.. ولم يتعمقوا داخل هذه الشخصية الوطنية المسماة بالسوداني والسودانية قبل عرض برامجهم الإنتخابية مما جعلها تأتي باهنة وغير مثيرة للناخب من حيث أنها لم تأتي بجديد في وقت يحتاج فيه الشعب السودان لتغير حقيقي يشمل كافة نواحي الحياة السياسية والإقتصادية والقانونية والإجتماعية ... فاليعلم جميع المرشحون أن الشعب السوداني سئم التكرار وكل ما هو معروض من بضائع فاسدة غير خاضعة لمواصفات دقيقة تحكم جودتها ..وأعلموا أن هذا الشعب السوداني متميز بخصائص فريدة قل ما توجد عند الشعوب الأخري ..وأعلموا جيدا إن الشعب السودني ليس حديثاً يفترى.. ولا ملهاةً يتنافس حول نعشها جلادوه وسارقوه من ضعاف النفوس المعتدون علي ماله.. وأن الشعب السوداني حر لا يطلب من أحد إطلاق سراحه وكفكفة دموعه وابراء جراحه.. وأنه شعب إنسان شكلت كرامته ومروءته وشرفه عناصر وجوده.. والديمقراطية فيه طبع وليس تطبعا حرسها وقاتل من أجلها...وهو ليس سلعة لاستدارا عطف أحد أو مناورة لاستمالة كل من حمل السلاح.. وأعلموا أيها المرشحون أن الشعب السوداني غني يحمل كل أسباب الرفاه ليس فقيراً معدوماً خاوى الوفاض وما يبدو عليه من مظاهر هو الافقار الذي مارسه عليه من وعدوه بالرفاهية فنهبوا حقوقه وماله وأفقروه... ولتعلموا بأن الوحدة هي وجدان الشعب السوداني يؤمن بها متمازجة عرباً وافارقة ونوبة وبجة ولن يسمح بأي إستخفاف أو عبث يدور حولها أوهمس ينال منها... وهو شعب يعلم يقينا بأن الارهاب ليست أصلاً في عقائده التي عرفها يسراً وآمن بها إقتناعاٌ وطوعاً ولم تمارس في أرضه حروب الاديان ولا صراع الاعراف ولا قسر العقائد واكراه الانتماء . كما لا بد أن تدركوا أيها المرشحون أن المواطنة عند الشعب السودانى نابعة من الاستيطان المرتبط بالارض التي سكنها وعاشها بحقها عليه وحقه عليها حتى صارت رمزا له وصار إسمه عليها... وأن أمكانات الشعب السوداني لاتضيق بالمنافسة وأن الكفاءة والقدرة هي معياره الطبيعي للاسهام في بناء هذا الوطن... وهو شعب وزع ثروته وفقا للتملك العرقي وتبعاً لتعمير الأرض بتراض مفطور به علي مر تاريخه ...فعمر الرعاه مواقع الرعى اختياراً ....وعمر المزارعون مواقع الانهار وكثافة الامطار استثمارا...وعاشت تلك الفئات متسامحة متسالمة قرون من الزمان ولم ًتتعرض إلا إلى قليل من النزاعات والصراعات والتي كانت تنتهى بمجالس الأجاويد التى يعقدها الحكماء وينهون فيها المشاكل بالصلح الذي أصبح من أهم خصائص هذا الشعب... ولتعلموا أن الشعب السوداني يدرك أن القصور الاقتصادي ناشئ من الارتباك الذي صاحب الفترات الطويلة من الحكم العسكري وتقاعس الأحزاب في فترات الديمقراطية مما أثر تأثير كبيرا لاحق البنى الاساسية بالدمار في كل مرفق وكلها تحتاج إلى التقويم واعادة التأهيل ... ورسالتي الأخيرة لكم أيها المرشحون أن تعملوا علي فهم خصائص هذا الشعب النبيل فهما دقيقا يمكنكم من إعداد برامج تلبي طموحات الشعب وليس طموحاتكم... برامج نابعة من ضمير مخلص ومؤمن تكون الوطنية دافعه ، والإخلاص ديدنه لخدمة هذا الشعب الصابر...وتأكدوا من مقدراتكم الشخصية جيدا في إعداد المناخ الملائم للحياة الكريمة ولقوى الاستثمار الكبرى لتسهم في استخراج هذه الكنوز بأيسر الشروط وفي أروع مظهر من تبادل المصالح وحسن العلاقات وتنمية الموارد ومشاركة الشعب في إقامة الامن والسلام والتقدم والاستقرار == أنتهت مقالات الزميل / احمد الأستاذ