مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 06:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الشاعر اسامة الخواض(osama elkhawad)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-08-2007, 08:32 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20424

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد (Re: osama elkhawad)

    الصديق صديق عبد الهادي
    و
    الصديق معز العجيمي
    شكرا لكلماتكما الطيبات الزاكيات
    وفي حضرتكما الزكية ،
    نختتم كتاب المواقف للنفري،
    نفعنا الله بروحه و ابداعه الشفيفين.



    موقف التمكين والقوة

    أوقفني في التمكين والقوة وقال لي انظر قبل أن تبدو الباديات واستمع لكلمتي قبل أن تحدو الحاديات، أنا الذي أثبتك فبي ثبت وأنا الذي أسمعتك فبي سمعت وأنا لا سواي فيما لم أبد وأنا لا سواي فيما أبدي إلا بي.
    وقال لي احفظ مكانك من قبل الباديات فإليه أرجعك من بعد الموت.
    وقال لي إن صاحبتك الباديات تحولت ناراً فأحرقتك وخيرها يتجول حجاباً فيحترق بنار الحجاب وشرها يتحول عقاباً فيحترق بنار العقاب.
    وقال لي أريد أن أبدي خلقي وأظهر ما أشاء فيه وأقلب ما أشاء منه، وقد رأيتني وما أبديته وشهدت وقوفك بي من قبل إبدائي له، وقد أخذت عليك عهداً بتعرفي إليك أن عن تخرج عن مقامي إذا أبديته، فإني أظهره يدعو إلى نفسه ويحجب عني ويحضر بمعنويته ويغيب عن موقفي، فإن دعاك فلا تسمع وإن دعاك إلي بآيتي وإن حضرك فلا تحضره وإن حضرك بآيتي، وأوقفني وأبدى الباديات وخاطبني على ألسن الباديات وخاطب الباديات لي على لساني فأبدى القلم.
    وقال لي جاءك القلم، فقال كتبت العلم وسطرت السطر السر فاسمع فلن تجاوزني وسلم لي فلن تدركني.
    وقال لي قل للقلم عني يا قلم أبداني من أبداك وأجراني من أجراك وقد أخذ علي العهد للاستماع منه لا منك وميثاق التسليم له لا لك، فإن سمعت منك ظفرت بالحجاب وإن سلمت لك ظفرت بالعجز، فأنا منه أسمع كما أشهدني لا منك وله أسلم كماأوقفني لا لك فإن أسمعني من جهتك كنت لي سمعاً لا مستمعاً.
    وقال لي جاءك العرش وجاءتك حملته فحملوه بقوتي القائمة فسبحتني ألسنتهم بأذكار قدسي الدائمة وانبسطت ظلاله بجلال رأفتي الراحمة.
    وقال لي قل للعرش عني يا عرش أظهرك لبهاء ملك الديمومية وجعلك حرماً للقرب والعظمة وأحف بك من يشاء من المسبحة، فقدرته أعظم منك في العظمة وبهاؤه أحسن من بهائك في رتبة الزينة وقربه أقرب إليك من نفسك في موجبات الوحدانية، فأنت قائم في ظل قيموميته بك وظلك قائم في ظل تخصيصه لك فطاف بك طائفون رأوه قبل رؤيتك فقاموا كما قمت في ظله فسبحوه كما سبحت له ومجدوه بمحامدك التي بها مجدته فأنت لهؤلاء جهة كاشفة، وطاف بك طائفون علموه وما رأوه وسمعوه وما شهدوه وسبحوه بتسبيحاتك وقدسوه بمحامدك فقاموا له في ظلك القائم في ظل تخصيصه لك فأنت لهؤلاء جهة منجية، وطاف بك طائفون جبلوا على تسبيح العظمة وخلقوا لتحميد كبرياء العزة فهم قائمون بإدامة إشهاد الجبروت ومسبحون بتسابيح العز والملكوت فأنت لهؤلاء جهة مقربة.
    وقال لي أنت في علمي وما ترى سواي، وأنت تحت كنفي وما ترى سواي، وأنت بمنظري وما ترى سواي.
    وقال لي أحذر لا أطلع على القلوب فأراك فيها بمعناك ذاك تعرفي، أو أراك فيها بفعلك ذاك تقلبي.

    موقف قلوب العارفين
    أوقفني في قلوب العارفين وقال لي للعارفين إن رجعتم تسألوني عن معرفتي فما عرفتموني، وإن رضيتم القرار على ما عرفتم فما أنتم مني.
    وقال لي أول ما ترث وتأخذ معرفتي من العارف كلامه.
    وقال لي آية معرفتي إن لا تسألني عني ولا عن معرفتي.
    وقال لي إذا ألفت معرفتي بينك وبين علم أو اسم أو حرف أو معرفة فجريت بها وأنت بها واجد وأنت بها ساكن فإنما معك علم معرفة لا معرفة.
    وقال لي صاحب المعرفة هو المقيم فيها لا يخبر وصاحب المعرفة هو الذي إن تكلم تكلم فيها بكلام تعرفي وبما أخبرت به من نفسي.
    وقال لي أنت من أهل ما لا تتكلم فيه وإن تكلمت خرجت من المقام وإذا خرجت من مقام فلست من أهله وإنما أنت به من العالمين وإنما أنت له من الزائرين.

    وقال لي الأمر أمران أمر يثبت له عقلك وأمر لا يثبت له عقلك، وفي الأمر الذي يثبت له ظاهر وباطن وفي الأمر الذي لا يثبت له ظاهر وباطن.
    وقال لي لن تدوم في عمل حتى ترتبه وتقضي ما يفوت منه وإن لم تفعل لم تعمل ولم تدم.
    وقال لي كيف لا تحزن قلوب العارفين وهي تراني أنظر إلى العمل فأقول لسيئه كن صورة تلقي بها عاملك وأقول لحسنه كن صورة تلقي بها عاملك.
    وقال لي قلوب العارفين تخرج إلى العلوم بسطوات الإدراك وذلك كبرها وهو الذي أنهاها عنه.
    وقال لي يتعلق العارف بالمعرفة ويدعي أنه تعلق بي ولو تعلق بي هرب من النار كما يهرب من النكرة.
    وقال لي قل لقلوب العارفين أنصتوا له لا لتعرفوا، واصمتوا له لتعرفوا، فإنه يتعرف إليكم كيف تقيمون عنده.
    وقال لي قل لقلوب العارفين رأيت معرفتي أعلى من معرفة فوقفت في الأعلى ووقفت في حجابي، فأظهرت الوصول إلى عند عبادي فأنت في حجابي تدعيني وهم في حجابي لا يدعوني.
    وقال لي قلوب العارفين أعرفي حالك منه فإن أمرك بتعريف العبيد فعرفيهم وأنت في تلك الحال أدرك لقلوبهم ولا نجاة لك إلا به.
    وقال لي لقلوب العارفين لا تخرجي عن حالك وإن هديت إلي من ضل، أتضلين عني وتريدين أن تهدي إلي.
    وقال لي وزن معرفتك كوزن ندمك.
    وقال لي قلوب العارفين ترى الأبد وعيونهم ترى المواقيت.
    وقال لي أصحابي عطل مما بدا، وأحبابي من وراء اليوم وغداً.
    وقال لي لكل شيء أقمت الساعة فهي له منتظرة وعلى كل شيء تأتي الساعة فهو منها وجل.
    وقال لي قل للعارفين كونوا من وراء الأقدار فإن لم يستطيعوا فمن وراء الأفكار.
    وقال لي قل للعارفين وقل لقلوب العارفين قفوا لي لا للمعرفة، أتعرف إليكم بما أشاء من المعرفة وأثبت فيكم ما أشاء من المعرفة فإن وقفتم لي حملتم معرفة كل شيء وإن لم تقفوا لي غلبتك معرفة كل شيء فلم تحملوا لشيء معرفة.
    وقال لي قل لقلوب العارفين لا تستقيموا على خلة فتقلبكم الخلة إلى الخلة.
    وقال لي الأكل والنوم يحسبان على الحال التي يكونان فيها، إن كانا في العلم حسباً فيه إن كانا في المعرفة حسبا فيها.
    وقال لي قل لقلوب العارفين من أكل في المعرفة ونام في المعرفة ثبت فيما عرف.
    وقال لي قل لقلوب العارفين من خرج من المعرفة حين أكله لم يعد منها إلى مقامه.
    وقال لي أنت طلبتي والحكمة طلبتك.
    وقال لي الحكمة طلبتك وإذا كنت عبداً عبداً فإذا صيرتك عبداً ولياً كنت أنا طلبتك.
    وقال لي إلتقط الحكمة من أفواه الغافلين عنها كما تلتقطها من أفواه العامدين لها، إنك تراني وحدي في حكمة الغافلين لا في حكمة العامدين.
    وقال لي أكتب حكمة الجاهل كما تكتب حكمة العالم.
    وقال لي أنا مجرى الحكمة فمن أشاء أشهده أنني أجريت فذلك حكيمها، ومن أشاء لا أشهده فذلك جاهلها فأكتب أنت يا من شهدها.
    وقال لي القلوب لا تهجم علي ولا على من عندي.
    وقال لي إذا هجمت على قلبك ولم يهجم عليك قلبك فأنت من العارفين.
    وقال لي ما قدر المسئلة أن يناجي بها كرمي فبهذا فادعوني وقل يا رب اسألك بك ما قدر مسئلة أن يناجي بها كرمك.
    وقال لي الشك حبس من محابسي أحبس في قلوب من لم يتحقق بمعارفي.

    موقف رؤيته

    أوقفني في رؤيته وقال لي أعرفني معرفة اليقين المكشوف وتعرف إلى مولاك باليقين المكشوف.

    وقال لي أكتب كيف تعرفت إليك بمعرفة اليقين المكشوف وأكتب كيف أشهدتك وكيف شهدت ليكون ذكراً لك وليكون ثبتاً لقلبك، فكتبت بلسان ما أشهدني ليكون ذكرا لي ولمن تعرف إليه ربي من أوليائه الذين أحب إثباتهم في معرفته وأحب أن لا يعترض قلوبهم فتنة، فكتبت تعرفا إلى ربي تعرف أشهدني فيه بدو كل شيء من عنده فلما رأيت بدو كل شيء من عنده أقمت في هذه الرؤية وهي رؤية بدو الأشياء من عنده، ثم لم أقو على مداومة رؤية من عنده فحصلت في رؤية البدو وفي علم أنه من عنده لا في رؤية أنه من عنده، فجاءني الجهل وجميع ما فيه فتعرض لي من قبل هذا العلم، فأعطاني ربي إلى رؤيته وبقي علمي في رؤيته ليس نفاه حتى لم يبق لي علم بمعلوم لكن أراني في رؤيته أن ذلك العلم هو إبداؤه وهو جعله علماً وهو جعل لي معلوماً فأوقفني في هو وتعرف إلي من قبل هو التي هي هو ليس من قبل هو الحرفية ومعنى هو الحرفية إرادتك هو إشارية وهو بدائية وهو علمية وهو حجابية وهو عندية، فعرفت التعرف من قبل هو التي هي هو ورأيت هو فإذا ليس هو هو إلا هو ولم ما سواه هو يكون هو ورأيت التعرف لا يبدو من سواه ورأيت سواه لا يتعرف إلى قلبي، فقال لي إن أعترض قلبك من دوني شيء فلا تستدل بالأشياء ولا بسلطان بعض الأشياء على بعض فإن الأشياء تراجعك في الاعتراض والمعترض لك من وراء الأشياء يراجعك في الوسوسة واستدل علي بآيتي لعينها التي هي تعرفي إليك فإنك ترى الأشياء كلها لا تعرف لها إلا لي وتراها مشهودة الأعيان وترى أن لا تعرف إلا لي وتراني لا مشهوداً بالعيان.
    وقال لي آيتي كل شيء وآيتي في كل شيء فكل آيات الشيء تجري في القلب كجريان الشيء فهي تارةً تتطلع وتارةً تحتجب تختلف لاختلاف الأشياء وكذلك الأشياء مختلفة وآياتها مختلفة لأن الأشياء سيارة وآياتها سيارة، وأنت مختلف لأن الاختلاف صفتك فيا مختلف لا تستدل بمختلف فإنه إذا دلك جمعك معك من وجه وإذا لم يدلك تفرقت باختلافك من كل وجه.

    موقف حق المعرفة

    أوقفني في حق المعرفة وقال لي آما الآن ففوق وتحت وكل ما بدا فهو دنيا وكله وكل ما فيه ينتظر الساعة وعلى كله وكل ما فيه كتبت الإيمان وحقيقة الإيمان ليس كمثله شيء.
    وقال لي فاشهد جبريل وميكائيل واشهد العرش وحملة العرش واشهد كل ملك وكل ذي معرفة ترى حقائق إيمانه تقول وتشهد أنه ليس كمثله شيء وترى علمه بذلك هو وجده ووجده بذلك هو علمه وترى ذلك مبلغ معرفته وترى ذلك هو حق حقيقة وترى ذلك هو علم الرؤية الحقيقي لا هو الرؤية، فانظر كلهم كيف يرتقب الساعة وإنما يرتقب كشف الحجاب عن ذا وإنما ينتظر رفع الغطاء عن ذا وذا لا يحمل أحكام الحقيقة من وراء الحجاب إلا به فكيف إذا هتك الحجاب.
    وقال لي الحجاب يهتك وللهتك صولة لا تقوم لها فطر المخترعين.
    وقال لي لو رفع الحجاب ولم يهتك سكن من تحته وإنما يهتك فإذا هتك ذهلت معرفة العارفين فتكسى في الذهول نوراً تحمل به ما بدا بعد هتك الحجاب لأنها لا تحمل بمعارف الحجاب ما بدا عند هتك الحجاب.

    موقف عهده

    أوقفني في عهده وقال لي احفظ عليك مقامك وإلا ماد بك كل شيء.
    وقال لي لا يفارقك إذا كتبته لتنفذ إذا نفذت به ولتتأخر إذا تأخرت به.
    وقال لي مقامك هو الرؤية وهو ما رأيت من ورود الليل والنهار وما رأيت من كيف ورود الليل والنهار وإنني أرسل هذا رسولاً من حضرتي وأرسل هذا رسولاً من حضرتي وكيف مددت الأبد وكيف أرسل بالنهار وكيف أرسل بالليل فقد رأيت الأبد ولا عبارة في الأبد.
    وقال لي سبح لي الأبد وهو وصف من أوصافي فخلقت من تسبيحه الليل والنهار وجعلتهما سترين ممدودين على الأبصار والأفكار وعلى الأفئدة والأسرار.
    وقال لي الليل والنهار ستران ممدودان على الجميع من خلقت وقد اصطفيتك فرفعت السترين لتراني وقد رأيتني فقف في مقامك بين يدي قف في رؤيتي وإلا اختطفك كل كون.
    وقال لي إنما رفعت السترين لتراني فأقويك على رؤية السماء كيف تنفطر وعلى رؤية ما يتنزل منها كيف يتنزل ولترى ذلك كيف يأتي من قبلي كما يأتي الليل والنهار فقف وألق كل ما أبديه إليك إلي.
    وقال لي إذا اصطفيت أخاً فكن معه فيما أظهر ولا تكن معه فيما أسر فهو له من دونك سر فإن سر فإن أشار إليه وإن أصفح فأفصح به.
    وقال لي اسمي وأسمائي عندك ودائعي، لا تخرجها فأخرج من قلبك.

    وقال لي إن خرجت من قلبك عبد ذلك القلب غيري.
    وقال لي إن خرجت من قلبك أنكرني بعد المعرفة وجحدني بعد الإقرار.
    وقال لي لا تخبر باسمي ولا بحديث اسمي ولا بعلوم اسمي ولا بحديث من يعلم اسمي ولا بأنك رأيت من يعلم اسمي فإن حدثك محدث عن اسمي فاستمع منه ولا تخبره أنت.
    وقال لي إن أردتك بصاحب كما أردت سواك بك ألزمتك ذلك في سريرتك وفي نومك وفي يقظتك إلزاماً تعرفه ولا تنكره وتراني فيه ولا أستتر فيه عنك ولأن لا تقول له أقوم لك وإبراء لساحة قلبك.
    وقال لي قد رأيتني فالأمر بيني وبينك ليس هو بينك وبين علم ولا بينك وبين معرفة ولا بينك وبين جبريل ولا بينك وبين إسرافيل ولا بينك وبين الحروف ولا بينك وبين الأسماء ولا بينك وبين شيء.
    وقال لي إن أردتني فألق نفسك فليس في أسمائي نفس ولا ملكوت نفس ولا علوم نفس.

    موقف أدب الأولياء

    أوقفني في أدب الأولياء وقال لي إن ولي لا يسعه حرف ولا يسعه تصريف حرف ولا يسعه غيري لأني جعلت له من وراء كل خلق علماً بي.
    وقال لي أدب الأولياء ألا يتولوا شيئاً بهمومهم وإن تولوه بعقولهم.
    وقال لي مقام الولي بيني وبين كل شيء فليس بيني وبينه حجاب.
    وقال لي سميت ولي ولي لأن قلبه يليني دون كل شيء فهو بيتي الذي فيه أتكلم.
    وقال لي قد عرفتني وعرفت آيتي ومن عرف آيتي برئت منه ذمة العذر فإذا جلست فاجعل آيتي من حولك ولا تخرج عنها فتخرج من حصني.
    وقال لي أما أن تدعوني فأتيك وأما أدعوك فتأتيني.
    وقال لي قل لأوليائي قد خاطبكم قبل هياكلكم الطينية ورأيتموه، وقال لكم هذا كون كذا فانظروه وهذا الكون كذا وانظروه فرأيتم كل كون أبداه رأى العيان فكذلك سترونه الآن، ثم دحا الأرض وقال لكم انظروا كيف دحوت الأرض فرأيتم كيف دحا الأرض، وقال لكم أريد أظهركم لملكي وملكوتي وإني أريد أن أظهركم لبرياي وأكواني وملائكتي وإني سوف أخلق لكم من هذه الأرض هياكل وأظهركم فيها آمرين ناهين مقدمين مؤخرين.

    موقف الليل

    أوقفني في الليل وقال لي إذا جاءك الليل فقف بين يدي وخذ بيدك الجهل فاصرف به عني علم السموات والأرض فإذا صرفت رأيت نزولي.
    وقال لي الجهل حجاب الحجب وحاجب الحجاب وليس بعد الجهل حجاب ولا حاجب، إنما الجهل قدام الرب فإذا جاء الرب فحجابه الجهل، فلا معلوم إلا الجهل أنه لا يبقى من العلم إلا أنه مشغول ما هو هو لا مجهول هو أنه، فما تعلم مني وما تعلم بي وما تعلم لي وما تعلم من كل شيء فأنفه بالجهل فإن سمعته يسبحني ويدعو إلي فسد أذنيك وإن تراءي لك فغط عينيك وما لا تعلم فلا تستعلم ولا تتعلم، أنت عندي وآية عنديتي أن تحجب عن العلم والمعلوم بالجهل كما أحتجبت فإذا جاء النهار وجاء الرب إلى عرشه جاء البلاء فألق الجهل من يديك وخذ العلم فاصرف به عنك البلاء وأقم في العلم وإلا أخذك البلاء.
    وقال لي أحتجب عن العلم بالجهل وإلا لم تراني ولم تر مجلسي، واحتجب عن البلاء بالعلم وإلا لم تر نوري وبينتي.
    وقال لي انظر إلى كل شيء يراه قلبك وتراه عينك كيف قلت له كن فكان، ثم انظر إلى الجهل الذي مددته بيني وبينه ولو لم أجعله بيني وبينه ما ثبت لنوري.
    وقال لي الجهل قدام الرب تلك صفة من صفات تجلي رؤيته، والرب قدام الجهل تلك صفة من صفات تجلي الذات.

    موقف محضر القدس الناطق

    أوقفني بين يديه وقال لي أنت في محضر القدس الناطق.
    وقال لي أعرف حضرتي واعرف أدب من يدخل إلى حضرتي.
    وقال لي لا يصلح لحضرة العارف قد بنت سرائره قصوراً في معرفته فهو كالملك لا يحب أن يزول عن ملكه.
    وقال لي لا يصلح لحضرتي العالم الرباني، إنما قلبه أين أثبته أو نسبته قائم فإذا لم أنسبه تاه وإذا لم أثبته ماد وهو لا يقوم إلا باسمه أو علم اسمه.
    وقال لي إذا أتيتك اسماً من أسمائي وكلمني به قلبك أوجدته بي لا بك كلمتني بما كلمته منك.
    وقال لي ليكلمني منك من كلمته وليحذر منك أن يكلمني من لم أكلمه.
    وقال لي إذا رأيتني وكنت من أهلي وأهل اسمي فحادثتك فذاك علم وتعرفت إليك فذاك علم فحصل بيني وبينك علم وحصل بينك وبين العلم يقين.
    وقال لي إذا رأيتني وأردتني وتحققت بي كانت المحادثة عندك وسوسة وكان التعرف عندك وسوسة.

    وقال لي ألفت بين كل حرفين بصفة من صفاتي فتكونت الأكوان بتأليف الصفات لها والصفة لا ينقال هي فعاله وبها تثبت المعاني وعلى المعاني ركبت الأسماء.
    وقال لي إذا جاءتك دواعي نفسك ولم ترني فقد جاءك لسان من ألسنة ناري فافعل كما يفعل أوليائي أفعل بك كما فعلت بأوليائي.
    وقال لي أذنت لك في أصحابك بأوقفني وأذنت لك في أصحابك بي عبد ولم آذن لك بأن تكشف عني ولا بأن تحدث بحديث كيف تراني.
    وقال لي هذا عهدي إليك فحفظه بي وأنا حافظه عليه وأنا حافظك فيه وأنا مسددك فيه.
    64 - موقف الكشف والبهوتأوقفني في الكشف والبهوت وقال لي انظر إلى الحجب، فنظرت إلى الحجب فإذا هي كل ما بدا وكل ما بدا فيما بدا، فقال انظر إلى الحجب وما هو من الحجب.
    وقال لي الحجب خمسة حجاب أعيان وحجاب علوم وحجاب حروف وحجاب أسماء وحجاب جهل.
    وقال لي الدنيا والآخرة وما فيهما من خلق وحجاب هو حجاب أعيان وكل عين من ذلك فهي حجاب نفسها وحجاب غيرها.
    وقال لي العلوم كلها حجب كل علم من حجاب نفسه وحجاب غيره.
    وقال لي حجاب العلوم يرد إلى حجاب الأعيان بالأقوال وبمعاني الأقوال وحجاب الأعيان يرد إلى حجاب العلوم بمعاني الأعيان وبسرائر مجهولات الأعيان.
    وقال لي حجاب الأعيان منصوب في حجاب العلوم وحجاب العلوم منصوب في حجاب الأعيان.
    وقال لي حجاب الحروف هو الحجاب الحكمي وحجاب الحكم هو من وراء العلوم.
    وقال لي لحجاب العلوم ظاهر هو علم الحروف وباطن هو حكم الحروف.
    وقال لي عبدي كل عبدي هو عبدي الفارغ من سواي ولن يكون فارغاً من سواي حتى أوتيه من كل شيء فإذا أتيته من كل شيء أخذ إليه باليد التي أمرته أن يأخذ بها ورد إلي باليد التي أمرته أن يرد.
    وقال لي إذا لم أوت عبدي من كل شيء فليس هو عبدي الفارغ وإن تفرغ مما أتيته لأنه قد بقي بيني وبينه ما لم أؤته، وإنما عبدي الفارغ إلا مني فهو عبدي الذي آتيته من كل شيء سبباً وأتيته منه علماً وأتيته منه حكماً فرأى الحكم جهرة ثم تفرغ من العلم وتفرغ من الحكم فألقاهما معاً إلي فذاك هو عبدي الفارغ من سواي.
    وقال لي لا تبدو الولاية لعبد إلا بعد الفراغ.
    وقال لي أتدري ما قلب عبدي الفارغ قلبه بيني وبين الأسماء وذاك هو مقامه الأول الذي هو مهربه وفيه أيته، فأنقله منه إلى رؤيتي فيراني ويرى الاسم والأسماء بين يدي كما يرى كل شيء بين يدي ويرى الاسم لا يملك من دوني حكماً فذاك هو مقام قلب عبدي الفارغ فذاك مقام البهوت وفي البهوت بين يدي أخر ما وقفت القلوب.
    وقال لي البهوت صفة من صفات الجبروت.
    وقال لي الواقف بحضرتي يرى المعرفة أصنافاً ويرى العلم أزلاماً لانه واقف بين يدي لا بين يدي العلوم فهو يرى العلم قائماً بين يدي أغرس فيه قلب من أشاء وأخرج منه قلب من أشاء، فذاك هو شأني في القلوب إلا قلوبي التي بنيتها لنظري لا لخبري وإلا قلوبي التي صنعتها لحضرتي لا لأمري تلك هي القلوب التي تسري أجسامها في أمري.
    وقال لي في العلوم بيت فمنه أحادث العلماء، ولي في المعارف بيت فمنه أحادث الفهماء.
    وقال لي البيوت حجب ومن وراء الحجب الأستار ولكل من الأستار مقام فإذا تعرفت إلى قلب من ذلك البيت فلا معرفة له إلا ما أبديت.
    وقال لي ما بحضرتي بيوت ولا لأهل حضرتي بيوت، أضعفهم من يخطر له الاسم وإن نفى وأعجزهم من يخطر له الذكر وإن نفى.
    وقال لي إذا نفيت الاسم والذكر كان لك وصول، فإذا لم يخطر بك الاسم والذكر كان لك اتصال وإذا كان لك اتصال فأردت كان.
    وقال لي إذا أردت أن لا يخطر بك الاسم والذكر فأقم في النفى ينتف لأن النفى بي لا بك فإذا أنتفى أثبتك فثبت لأن الإثبات بي لا بك.
    وقال لي إذا وقفت في حضرتي فلا تقف مع الرباني فتحتجب بحجابه ويكون لك كشف ولك حجاب، وإذا رأيت العلم والعلماء في حضرتي فأجلس في حضرتي وخاطبه في حضرتي، فإن لم يتبعك فلا تخرج من حضرتي فيستخرج هو من أقصى علمه ويعلم أنه قد خرج، وإن تبعك فقف به على ما صدق ولا تمش به معك، فإنه لا بد أن يخرج إلى مقامه فإن رجع وحده تاه وإن رجعت معه خرجت من حضرتي فتهت.
    وقال لي كل ما يخاطب به العلم والعلماء فهو مكتوب على ما أقصى علم العالم فهو يريد أن يعبره ويعبره وأنت تريد أن تقف فيه فهو لا يقف لأن العبارة والعبور حده فكذلك أنت لا تعبره لأنه مقامك.

    موقف العبدانية

    أوقفني في العبدانية وقال لي أتدري متى تكون عبدي إذا رأيتك عبداً لي منعوتاً عندي بي لا منعوتاً بما مني ولا منعوتاً بما عني، هنالك تكون عبدي فإذا كنت هنالك كذلك كنت عبد الله وإذا كنت عبد الله لم يغب عنك الله، وإذا كنت منعوتاً بسوى الله غاب عنك الله فإذا خرجت من النعت رأيت الله فإن أقمت في النعت لم تر الله.
    وقال لي العبدانية أن تكون عبداً بلا نعت فإن كنت بنعت اتصلت عبدانيتك بنعتك لا بي وإن اتصلت عبدانيتك بنعتك لا بي فأنت عبد نعتك لا عبدي.
    وقال لي عبد خائف استمدت عبدانيته من خوفه، عبد راج استمدت عبدانيته من رجاء، عبد محب استمدت عبدانيته من محبته، عبد مخلص استمدت عبدانيته من إخلاصه.
    وقال لي إذا استمد العبد من غير مولاه فمستمده هو مولاه دون مولاه وإذا لم يستمد من مولاه أبقى من مولاه، وإذا استمد من مولاه فقد أقدم على مولاه، فقف لي لتستمد مني ولا لتستمد من علمي ولا لتستمد منك تكن عبدي وتكن عندي وتفقه عني.
    وقال لي ما طالبتك بعبدانية الملك عبدانية الملك لي وإنما طالبتك بعبدانية الوقوف بين يدي.
    وقال لي قل لسريرتك تقف بين يدي لا بشيء ولا لشيء أجعل الملكوت الأكبر من وراءك وأجعل الملك الأعظم تحت رجليك.
    وقال لي لا ترجع من هذا المقام فإليه تلجأ الخليقة في شدائد الدنيا والآخرة وإليه يلجأ من رآني ومن لم يرني ومن عرفني ومن لم يعرفني، فالواقفون فيه في الدنيا تعرفهم خزنة أبوابه فإذا جاءوه ولم يحل بينهم وبينه وبحسب ما وقفوا عنه في الدنيا توقفهم الخزنة بالأبواب من دونه.
    وقال لي سيأتيك الحرف وما فيه وكل شيء ظهر فيه سيأتيك منه اسمي وأسمائي وفي اسمي واسمائي سري وسر إبدائي وسيأتيك منه العلم وفي العلم عهودي إليك ووصاياتي وسيأتيك منه السر وفي السر محادثتي لك وإيماني فسيدفعونك عنه فادفعهم عن نفسك.
    وقال لي أنا مرسلهم إليك ابتلاء، وأنا مؤدنك بأني أرسلتهم اجتباء، وأنا معلمك كيف تعمل إذا ما أتوك اصطفاء.
    وقال لي لا تدفعهم بمجاورة فلن تستطيع محاورة حق، وإنما تدفعهم بردهم ورد ما أتوا به إلي وتخلع قلبك منهم ومما أتوا به، لا تخلع ما أتوا به عن قلبك حتى تكون عندي لا عندهم هنالك حويتهم وما حووك وهنالك وسعتهم وما وسعوك.
    وقال لي رب حاضر وقلب فارغ وكون غائب هذه صفة من أستحين منه.
    وقال لي أقرر عيناً بما أشهدتك من النار أشهدتكما تسبحني وأشهدتكما تذكرني وأشهدتكما تعرفني وتفرغ مني وما أشهدك ذاك منها حتى أشهدتها ذام منك فأشهدتك منها مواقع ذكرى وأشهدتها منك مواقع نظري ما كنت لأجمع بين ذكرى ونظري في انتقامي.

    موقف قف

    أوقفني في قف وقال لي إذا قلت لك قف فقف لي لا لك ولا لأخاطبك ولا لآمرك ولا لتسمع مني ولا لما تعرف مني ولا لما لا تعرف مني ولا لأوقفني ولا ولياً عبد، قف لا لأخاطبك ولا تخاطبني بل أنظر إليك وتنظر إلي فلا تزل عن هذا الموقف حتى أتعرف إليك وحتى أخاطبك وحتى آمرك فإذا خاطبتك وإذا حادثتك فابك إن أردت علي البكاء وإن أردت على فوتي بخطابي وعلى فوتي بمحادثتي.
    وقال لي إذا قلت لك قف فوقفت لا لخطابي عرفت الوقوف بين يدي وإذا عرفت الوقوف بين يدي حرمتك على سواي وإذا حرمتك على سواي كنت من أهل صيانتي.
    وقال لي إذا عرفت كيف تقول إذا قلت لك قف لي فقد فتحت لك الباب إلي فلا أغلقه دونك أبداً وأذنت لك أن تدخله إلي فلا أمنعك أبداً، فإذا أردت الوقوف لي فاستعمل أدبي ولك أن تدخل متى شئت وليس لك أن تخرج إذا شئت، فإذا دخلت إلي فقف ولا تخرج إلا بمحادثتي وبتعرفي فما لم أحادثك وما لم أتعرف فأنت في المقام مقام الله وإذا تعرفت إليك فأنت في مقام المعرفة.
    وقال لي إذا قلت لك قف لي فعرفت كيف تقف لي فلا تخرج عن مقامك ولو هدمت كل كون بيني وبينك فألحقك بالهدم، فاعرف هذا قبل أن تقف لي ثم قف لي فلا تخرج أو أتعرف إليك بما تعرف مني.
    وقال لي لو جاءك في رؤيتي هدم السموات والأرض ما تزيلت ولو طاربك في غيبتي طائر بسرك ما ثبت، ذلك لتعلم قيوميتي بك واستيلائي عليك.
    وقال لي أيهما تسألني الرؤية لا عن المسئلة أم الغيبة على المسئلة، الغيبة قاعدة ما بين وبينك في إظهارك.
    وقال لي ألا تعلقت بي في الوارد كما تتعلق بي في صرفه.
    وقال لي التعلق الأول بي والتعلق الثاني بك.

    وقال لي التعلق بي في الوارد لا يصرفه لا لإقراره ولا لمكثه ولا لزواله.
    وقال لي قل يا من أورده أشهدني ملكوت برك في ذكرك وأذقني حنان ذكرك في إشهادي فأرنيك مثبتاً حتى تقوم بي رؤيتك في إثباتك ووار عني ما ارتبط بالثبت مني ومنه وناجني من وراء ما أعلمتني حتى أكون باقياً بك فيما عرفتني وسر بي إليك عن قرار ما يستقر به وصفي بوصفي ونادني، يا عبد سقطت معرفة سواي فما ضرك ثبت تعرفي لك هو حسبك.

    موقف المحضر والحرف

    أوقفني في المحضر وقال لي الحرف حجاب والحجاب حرف.
    وقال لي قف في العرش، فرأيت الحرم لا يسلكه النطق ولا تدخله الهموم ورأيت فيه أبواب كل شيء ورأيت الأبواب كلها ناراً للنار حرم لا يدخله إلا العمل الخالص فإذا دخله صار إلى الباب فإذا صار إلى الباب وقف فيه على المحاسبة ورأيت المحاسبة تفرد ما لوجه الله عما لسواه ورأيت الجزاء سواه ورأيت الخالص له ومن أجله يرفع من الباب إلى المنظر الأعلى فإذا رفع إليه كتب على الباب جاز الحساب.
    وقال لي إن لم تأكل من يدي وتشرب من يدي لم تستو على طاعتي.
    وقال لي إن لم تطعني لأجلي لم تستو على عبادتي.
    وقال لي اطرح ذنبك تطرح جهلك.
    وقال لي ذكرت ذنبك لم تذكر ربك.
    وقال لي في الجنة من كل ما يحتمله الخاطر ومن ورائه أكبر منه، وفي النار من كل ما يحتمله الخاطر ومن ورائه أكبر منه.
    وقال لي الذي يصدك عني في الدنيا هو الذي يصدك عني في الآخرة.
    وقال لي أوقفت الحرف قدام الكون وأوقفت العقل قدام الحرف وأوقفت المعرقة قدام العقل وأوقفت الإخلاص قدام المعرفة.
    وقال لي لا يعرفني الحرف ولا يعرفني ما عن الحرف ولا يعرفني ما في الحرف.
    وقال لي وإنما خاطبت الحرف بلسان الحرف فلا اللسان شهدني ولا الحرف عرفني.
    وقال لي النعيم كله لا يعرفني والعذاب كله لا يعرفني.
    وقال لي لو عرفني النعيم انقطع بمعرفتي عن التنعيم، ولو عرفني العذاب انقطع بمعرفتين بمعرفتي عن التعذيب.
    وقال لي رسول رحمة لا يحيط بمعرفتي ورسول عقوبة لا يحيط بمعرفتي.
    وقال لي يبدو عليك البادي من جنس ما يستقر عليه.
    وقال لي العلم المستقر هو الجهل المستقر.
    وقال لي إنما توسوس الوسوسة في الجهل وإنما تخطر الخواطر في الجهل.
    وقال لي أعدي عدو لك إنما يحاول إخراجك من الجهل لا من العلم.
    وقال لي إن صدك عن العلم فإنما يصدك عنه ليصدك عن الجهل.
    وقال لي الذين عندي لا يفهمون عن حرف هو يخاطبهم ولا يفهمون في حرف هو مكانهم ولا يفهمون عنه وهو علمهم، أشهدتهم قيامي بالحرف فرأوني قيماً وشهدوه جهة وسمعوا مني وعرفوه آلة.
    وقال لي تحمل إلي ومعك ما عرفت وما أنكرت وما أخذت وما تركت فأسألك عن أجلي فتجب حجتي فأعفو برحمتي.
    وقال لي الحرف مكانهم بما به بدا والحرف علمهم بما عنه بدا والحرف موقفهم بما له بدا.
    وقال لي العارف يخرج مبلغه عن الحرف فهو مبلغه وإن كانت الحروف سترة.
    وقال لي مبلغ العارف مستقره ومستقره هو الذي إن لم يكن به لم يسكن.
    وقال لي الحرف لا يلج الجهل ولا يستطيعه.
    وقال لي الحرف دليل العلم والعلم معدن الحرف.
    وقال لي أصحاب الحروف محجوبون عن الكشوف قائمون بمعانيهم بين الصفوف.
    وقال لي الحرف فج إبليس.
    وقال لي بقي علم بقي الخطر، بقي قلب بقي خطر بقي عقل بقي خطر، بقي هم بقي خطر.
    وقال لي معناك أقوى من السماء والأرض.
    وقال لي معناك يبصر بلا طرف ويسمع بلا سمع.
    وقال لي معناك لا يسكن الديار ولا يأكل من الثمار.
    وقال لي معناك لا يجنه الليل ولا يسرح بالنهار.
    وقال لي معناك لا تحيط به الألباب ولا تتعلق به الأسباب.
    وقال لي هذا معناك أنا خلقته وهذه أوصافه أنا جعلته وهذه حليته أنا أثبته وهذا مبلغه أنا جوزته.
    وقال لي أنا من ورائه ومن وراء ما عرفته، لا تعلمني علومه ولا تشهدني شواهده.
    وقال لي إن لم أنتصر بك لم تثبت وإن لم تثبت لم أتعرف إليك.
    وقال لي اذكرني تعرفي وانصرني تشهدني.
    وقال لي أنا القريب فلا بيان قرب، وأنا البعيد فلا بيان بعد.
    وقال لي أنا الظاهر لا كما ظهرت الظواهر، وأنا الباطن لا كما بطنت البواطن.
    وقال لي قل عافني من معافاتك منك وحل بيني وبين ما يحول عنك ولا تذرني بمذاري الحروف في معرفتك ولا توقفني أبداً إلا بك.

    وقال لي تعلم العلم لوجهي تصب الحق عندي.
    وقال لي إذا أصبت الحق عندي أثنيت عليك بثنائي على نفسي.
    وقال لي من تعرفت إليه توليت نعيمه بنفسي وتوليت عذابه بنفسي فأمددت النعيم من نعيمه وأمددت العذاب من عذابه.
    وقال لي الاسم ألف معطوف.
    وقال لي العلم من وراء الحروف.
    وقال لي المحضر خاص ولكل خاص عام.
    وقال لي الحضرة تحرق الحرف وفي الحرف الجهل والعلم ففي العلم الدنيا والآخرة وفي الجهل مطلع الدنيا والآخرة والمطلع مبلغ كل ظاهر وباطن والمبلغ محو في باد من بوادي الحضرة.
    وقال لي الحرف لا يلج الحضرة وأهل الحضرة يعبرون الحرف ولا يقفون فيه.
    وقال لي تستوحش تحت الأرض مما تستوحش منه فوق الأرض.
    وقال لي أهل الحضرة ينفون الحرف مع ما فيه نفي الخواطر.
    وقال لي إن لم تكن من أهل الحضرة جاءك الخاطر وكل السوى خاطر فلم ينفه إلا العلم وللعلم أضداد ولا تخلص إلا بالجهاد.
    وقال لي لا جهاد إلا بي ولا علم إلا بي، فإن وقفت بي فأنت من أهل حضرتي.
    وقال لي انظر إلى قبرك، إن دخل معك العلم دخل دخل معه الجهل وإن دخل معك العمل دخلت معه المحاسبة وإن دخل معك السوى دخل معه ضده من السوى.
    وقال لي ادخل إلى قبرك وحدك تراني وحدي فلا تثبت لي مع سواي.
    وقال لي إذا تعرفت إليك فاحذرني لا أجعل العذاب وما فيه في جارحة من جوارحك وارج فضلي في أضعاف ذلك في كرامتك.
    وقال لي أهل الحضرة هم الذين عندي.
    وقال لي الخارجون عن الحرف هم أهل الحضرة.
    وقال لي الخارجون عن أنفسهم هم الخارجون عن الحرف.
    وقال لي اخرج من العلم تخرج من الجهل واخرج من العمل تخرج من المحاسبة واخرج من الإخلاص تخرج من الشرك واخرج من الاتحاد إلى الواحد واخرج من الوحدة تخرج من الوحشة واخرج من الذكر تخرج من الغفلة واخرج من الشكر تخرج من الكفر.
    وقال لي اخرج من السوى تخرج من الحجاب واخرج من الحجاب تخرج من البعد واخرج من البعد تخرج من القرب واخرج من القرب ترى الله.
    وقال لي لو تعرفت إليك بمعارف السطوة فقدت العلم والحس.
    وقال لي للمحضر أبواب عدد ما في السماء والأرض وهو باب من أبواب الحضرة.
    وقال لي أول باب من أبواب الحضرة موقف المسئلة، أوقفك فأسألك فأعلمك فتجيب فتثبت بتعرفي وتعرف معارفك من لدني فتخبر عني.
    وقال لي ما النار، قلت نور من أنوار السطوة، قال ما السطوة، قلت وصف من أوصاف العزة، قال ما العزة، قلت وصف من أوصاف الجبروت، قال ما الجبروت، قلت وصف من أوصاف الكبرياء، قال ما الكبرياء، قلت وصف من أوصاف السلطان، قلت ما السلطان، قلت وصف من أوصاف العظمة، قال ما العظمة، قلت وصف من أوصاف الذات، قال ما الذات، قلت ما الذات قلت أنت الله لا إله إلا أنت، قال قلت الحق، قلت أنت قولتني، قال لترى بينتي.
    وقال لي الطبقة الأولى يعذبون بالسطوة والطبقة الثانية يعذبون بالعزة والطبقة الثالثة يعذبون بالجبروت والطبقة الرابعة يعذبون بالكبرياء والطبقة الخامسة يعذبون بالسلطان والطبقة السادسة يعذبون بالعظمة والطبقة السابعة يعذبون بالذات.
    وقال لي أهل النار يأتيهم العذاب من تحتهم وأهل الجنة ينزل عليهم نعيمهم من فوقهم.
    وقال لي ما الجنة، قلت وصف من أوصاف التنعيم، قال ما التنعيم، قلت وصف من أوصاف اللطف، قال ما اللطف، قلت وصف من أوصاف الرحمة، قال ما الرحمة، قلت وصف من أوصاف الكرم، قال ما الكرم، قلت وصف من أوصاف العطف، قال ما العطف، قلت وصف من أوصاف الود، قال ما الود، قال وصف من أوصاف الحب، قال ما الحب، قلت وصف من أوصاف الرضا، قال ما الرضا، قلت وصف من أوصاف الاصطفاء، قال ما الاصطفاء، قلت وصف من أوصاف النظر، قال ما النظر، قلت وصف من أوصاف الذات، قال ما الذات، قلت أنت الله، قال قلت الحق، قلت أنت قولتني، قال لترى نعمتي.
    وقال لي الطبقة الأولى يتنعمون بالتنعيم والطبقة الثانية يتنعمون بالكرم والطبقة الثالثة يتنعمون بالعطف والطبقة الرابعة يتنعمون بالود والطبقة الخامسة يتنعمون بالحب والطبقة السادسة يتنعمون بالرضا والطبقة السابعة يتنعمون بالاصطفاء والطبقة الثامنة يتنعمون بالنظر.
    وقال لي قد رأيت كيف يسري العذاب وكيف يسري النعيم وإلي يرجع الأمر كله فقف عندي تقف من وراء كل وصف.
    وقال لي إن لم تقف وراء الوصف أخذك الوصف.

    وقال لي إن أخذك الوصف الأعلى أخذك الوصف الأدنى.
    وقال لي إن أخذك الوصف الأدنى فلا أنت مني ولا من معرفتي.
    وقال لي أجللتك فاستخلفتك وعظمتك فاستعبدتك وكرمتك فعاينتك وأحببتك فابتليتك.
    وقال لي نظرت إليك فناجيتك وأقبلت عليك فأمرتك وغرت عليك فنهيتك وأخلصتك لودي فعرفتك.
    وقال لي القرآن يبني والأفكار تغرس.
    وقال لي الحرف يسري حيث القصد جيم جنة جيم جحيم.
    وقال لي إذا جاءني نطق الناطقين أثبته فيما به يطمئنون.
    وقال لي إن آخذتك بذنب أخذتك بكل ذنب حتى أسألك عن رجع طرفك وعن ضمير قلبك.
    وقال لي إن قبلت حسنة جعلت السيئات كلها حسنات.
    وقال لي من أهل النار، قلت أهل الحرف الظاهر، قال من أهل الجنة، قلت أهل الحرف الباطن، قال ما الحرف الظاهر، قلت علم لا يهدي إلى عمل قال ما الحرف الباطن، قلت علم يهدي إلى حقيقة، قال ما العمل، قلت الإخلاص قال لي ما الحقيقة، قلت ما تعرفت به، قال لي ما الإخلاص، قلت لوجهك، قال ما التعرف، قلت ما تلقيه من قلوب أوليائك.
    وقال لي القول الخالص موقوف على العمل والعمل موقوف على الأجل والأجل موقوف على الطمأنينة والطمأنينة موقوفة على الدوام.

    موقف الموعظة

    أوقفني في الموعظة وقال لي احذر معرفة تطالبك برد معارفي فتقلب وجدك وأختم بها على قلبك.
    وقال لي احذر معرفة تحتج ولا تجيز وتوجب ولا تحمل وتلزم ولا تيسر فيأخذك بها الحاكم وهو عدل وتحق بها الكلمة وهو فصل.
    وقال لي ما تطالب المعرفة برد المعرفة لعجزها عن الارتجاع إنما تثبت لمن سكنته قدماً في الجحود والشقاق.
    وقال لي تب إلي ولست بتائب أو تعلن لي، وأعلن لي ولسن بمعلن أو تصبر، واصبر لي ولست بصابر أو تؤثر.
    وقال لي أعلن توبتك لكل شيء يستغفر لك كل شيء.
    وقال لي تب إلي بمجامع علمك واجتمع علي بأقاصي همك.
    وقال لي اجعل موعظتي بين جلدك وعظمك وبين نومك ويقظتك.
    وقال لي اجعل تذكيري على أدواء أدواءك.
    وقال لي أعلن توبتك بالنهار بالصيام وأعلن توبتك بالليل بالقيام.
    وقال لي قم يا تائب إلى ظهورك أفتح لك بابا إلى حبورك، قم يا تائب إلى قرآنك أفتح لك بابا إلى أمانك.
    قم يا تائب إلى دعائك أفتح بابا إلى كشف غطائك.
    وقال لي قم يا تائب إلى ملاذك أفتح لك باب حطة في معاذك.
    وقال لي أظهرني على لسانك كما ظهرت على قلبك وإلا احتجبت عنك بك.
    وقال لي إن احتجبت عنك بك عصيتني في كل حال وأنكرتني في كل فال.
    وقال لي إن لم تظهرني على لسانك لم أنصرك على عدوك.
    وقال لي لا تذكر عذرك فتذكر ما منه، ولا تذكر ما منه فترد به وتصدر عنه.

    موقف الصفح والكرم

    أوقفني في الصفح والكرم وقال لي انا رب الآلاء والنعم.
    وقال لي تعرفت إلى القلم بمعرفة من معارف الإثبات وتعرفت إلى اللوح بمعرفة من معارف الحزن.
    وقال لي تعلق بي فأول عارض يعترض لك الحسنات فإن أجبتها تعرضت لك السيئات.
    وقال لي الحسنات محابس الجنة والسيئات محابس النار.
    وقال لي اتبعني ولا تلتفت يميناً على الحسنات واتبعني ولا تلتفت شمالاً على السيئات.
    وقال لي ما حسنتك مطيتي فتحملني ولا سيئتك تعجبني فتصدني، أنا أقرب إلى الحسنات من الهم بالحسنات وأنا أقرب إلى السيئات من الهم بالسيئات.
    وقال لي أنا أقرب من الهم إلى القلب المهتم.
    وقال لي الحكم نقيب من نقباء العلم والذكر مادة من مواد الجنة وباب من أبواب الزلفة.

    موقف القوة

    أوقفني في القوة وقال لي هي وصف من أوصاف القيومية.
    وقال لي القيومية قامت بكل شيء.
    وقال لي بين ما قام بالقوة وبين ما قام بالقيومية فرق.
    وقال لي سري وصف القوة في كل شيء فيه قام على مختلف القيام ولو سرى فيه وصف القيومية لرفع المختلف وقام به على كل حال.
    وقال لي القيومية محيطة لا تخرق.
    وقال لي القوة ماسكة والقيومية مقلبة والتقليب مثبت ماح.
    وقال لي قوة القوى وضعف الضعيف من أحكام وصف القوة.
    وقال لي أقوى القوة جهل لا يميل فمن دام فيه دام في القوة ومن تميل فيه تميل في القوة.
    وقال لي كلما قويت في الجهل قويت في العلم.
    وقال لي إن أردت وجهي ركبت القوة.
    وقال لي إن ركبت القوة فأنت من أهل القوة وإن أخذتك القوة بيمينك وشمالك ألقيتها من وراء ظهرك.

    وقال لي إن ركبت القوة نظرت بالقوة وإن ركبت القوة سمعت القوة وإن ركبت القوة تصرفت بالقوة.
    وقال لي إذا تصرفت في كل متصرف بالقوة لم تمل وإذا لم تمل استقمت وإذا استقمت فقل ربي الله تعالى "بسم الله الرحمن الرحيم" إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا ابشروا بالجنة التي كنتم توعدون" صدق الله العظيم.
    وقال لي لن تركب القوة حتى تتفرغ لي من سواي.
    وقال لي أول القوة أن تتفرغ لي ورأس القوة أن تريد بالعمل وجهي.
    وقال لي القوة مطية الحاضرين والحضور بما فيه مطية المنقطعين والانقطاع بما فيه مطية المقتطعين.
    وقال لي المقتطعين جلساء الحكمة وسفراء الملكوت.وقال لي لكل شيء معدن ومعدن القوة اجتناب النهي.
    وقال لي المعدن مستقر وللمستقر أبواب وللأبواب طرق وللطرق فجاج وللفجاج أدلاء وللأدلاء زاد وللزاد أسباب.
    وقال لي حكمي الذي يجري في كل شيء قهراً هو حكمي الذي يدينك إلي طوعاً.
    وقال لي يا كاتب القوة لا بمعناك كتبتها فعرفتها ولا بمعناك عرفتها فحملتها.
    وقال لي إن وقفت والنار عن يمينك نظرت إليك فأطفأتها، وإن وقفت والنار عن شمالك نظرت إليك فأطفأتها، وإن وقفت والنار أمامك لم أنظر إليك لأني لا أنظر إلى من في النار.
    وقال لي لا أنظر إليك والنار أمامك ولا أسمع منك والجنة أمامك.
    وقال لي إنما أنت متوجه إلى ما هو أمامك فانظر إلى ما أنت متوجه إليه فهو الذي ينظر إليك وهو الذي تصير إليه.
    وقال لي أقسمت على نفسي بنفسي لا ترك لي تارك شيئاً إلا أتيته ما ترك أو زكى مما ترك، فإن أقله ما أتيته فذاك جزاء المخلصين وإن لم يقله ما أتيته أتيته الحسنى وزيادة وأنا حسب العالمين الغافلين في أعمالهم عني.
    وقال لي يا كاتب القوة لا بأقلامك سطرتها فأحصيتها ولا بصحائفك أدركتها فاحتويتها.
    وقال لي يا كاتب المعرفة لا بإبانتك أبنتها فأجريتها ولا بتعجيمك عجمتها ففصلتها ولا بتفصيلك رتبتها فألفتها.
    وقال لي يا كاتب القوة كتابة القوة بأقلام القوة وكتابة المعرفة بأقلام المعرفة وكل كتابة فبأقلامها تسطر.
    وقال لي أذنب الواجد بي جعلت عقوبته أن يذنب ولا يجد بي.
    وقال لي إذا أذنب وهو واجد بي استوحش من نفسه واحتج لي عليها، وإذا أذنب ولم يجد بي أنس بمبلغ تأويله واحتج علي.
    وقال لي إذا قلبتك في الذنب بين الوجد بي وفقد الوجد وأشهدتك الاحتجاج لي فقد غفرت الأول والآخر وصفحت عن الباطن والظاهر.
    وقال لي ما أذنب مذنب وهو غير واجد بي إلا أصر فإذا وجد بي أقلع، وما أذنب مذنب وهو واجد بي إلا تاب ولا أشهد وناب فلم يعاود إلا وقد غفرت له وقبلت.
    وقال لي إن لم تنتسب إلي نسبي لم تنفصل عن نسب سواي.
    وقال لي نسبي ما علق بذكرى ونسبي ما علق بي في ذكرى ونسبي ما أدام لي فيما علق بي ونسبي فيما أدام لي من أجلي.
    وقال لي نسب السوى من أجل السوى.
    وقال لي من جاءني بأجل سواي أوقفته مع ما جاء به أين كانت درجته.
    وقال لي الأجل مجمع الواقفين ومفرق المعلولين.
    وقال لي لا تنقطع إلي حتى تنقطع لي ولا أقتطعك حتى تنقطع علي.
    وقال لي إن غذوت بمآكل قوم غذوت بقلوبهم وإذا غذوت بقلوبهم غذوت بأعمالهم وإذا غذوت بأعمالهم غذوت بمنقلبهم.
    وقال لي إن عرفتني بمعرفة الانقطاع إلي لم تنكرني، وإن عرفتني بمعرفة المقام عندي لم تلوعني.
    وقال لي إن لم تنقطع إلي فميزان فيه ما أردت لي وميزان فيه ما أردت لك.
    وقال لي إن لم تنقطع إلي فأنت من أهل الموازين.
    وقال لي أهل الموازين أهل الورع وإن ثقل ما وزنوا.

    موقف إقباله

    أوقفني في إقباله وقال لي لكل ولي باب يدخل منه وباب يخرج منه.
    وقال لي إنما أحشرك مع أبناء جنسك من كانوا وأين كانوا.
    وقال لي أبناء جنسك أبناء شهوتك أو تركك وليس أبناء جنسك أبناء عملك ولا أبناء معرفتك.
    وقال لي إن قلت ما أقول قلت ما تقول.
    وقال لي أول الاستجابة استجابتك للقول بقولك.
    وقال لي الاستجابة أن تقول ما أقول ولا تلتفت إلى عاقبة بضمير.
    وقال لي الدعاء الخالص أدب من آداب الاجتماع.
    وقال لي من إقبالي عليك أني أريدك بأن تريدني لتثبت في الإقبال علي فأردني واشهدني أريدك بأن تريدني فتدوم بي وتنقطع عنك.

    وقال لي فرقت السموات والأرض ومن فيهن من نار العذاب وفرقت نار العذاب من نار الاستتار.
    وقال لي أبناء همك جمع ويفترقون بالشهوات، أبناء علمك جمع ويفترقون بالشهوات، أبناء عملك جمع ويفترقون بالشهوات، أبناء شهوتك جمع ويفترقون بالترك والتاركون أبناء ما أجله تركوا والآخذون أبناء ما من أجله أخذوا.
    وقال لي إن لم يصعد عملك من الباب الذي نزل منه علمك لم يصل إلي.
    وقال لي إن لم تكن في أمري كالنار أدخلتك النار.
    وقال لي انظر إلى النار كيف هي لي لا ترجع فكذلك كن لي لا ترجع قولاً ولا فعلاً.
    وقال لي عقوبة كل مذنب تأتي من مستمده فانظر من أين تستمد فمن هناك ثوابك وعقابك فانظر من أين تستمد.
    وقال لي الصلوات موقوفة على عشاء الآخرة تذهب بها أين ذهبت.
    وقال لي وكلت الظن بالعمل يحسن إذا حسن ويسوء إذا ساء.

    موقف الصفح الجميل

    أوقفني في الصفح الجميل وقال لي أنا يسرت المعذرة وأنا عدت بالعفو والمغفرة.
    وقال لي إن أنزلتني في حسنتك نزلت في سيئتك.
    وقال لي إن أنزلتني في حسنتك باهيت بها وإذا باهيت بها أثبتها في بهائي، وإذا نزلت في سيئتك محوتها من كتابك ومحوتها من قلبك فلا تجد بها فتستوحش ولا تفرغ إليها فتفترق.
    وقال لي إن لم تعرف أي عبد أنت لي لم تعرف مني وإن لم تعرف مقامك مني لم تثبت في أمري وإن لم تثبت في أمري خرجت من ظلي.
    وقال لي اعرف مقامك مني وأقم فيه عندي، فرأيت الكون كله جزيئة في جزيئة موصولة ومفصولة لا تستقل الموصولة من دونه بنفسها ولا بالمفصولة ولا تستقل المفصولة بنفسها ولا بالموصولة، ورأيته قد حجب الموصولات والمفصولات وختم على الحجاب بخاتمته ولم يؤذن المحجوب بختم الحجاب ولا بالحجاب فيكون الإيذان له تعرفاً إليه بحكم من أحكام الفوت فيكون التعرف إليه سبباً موصولاً به فيخرج عن الختم بالتعرف.
    وقال لي اخرج عن الموصول والمفصول واخرج عن الحجاب والختم وعن الخاتم فالحجاب صفة والختم والخاتم صفة، فاخرج عن الصفات وانظر إلي لا تحكم علي الصفات ولا تهجم علي الموصوفات ولا تتعلق بي بالمتعلقات ولا تقتبس مني المقتبسات.
    وقال لي لا تجعل الكون من فوقك ولا من تحتك ولا عن يمينك ولا عن شمالك ولا في علمك ولا في وجدك لا في ذكرك ولا في فكرك ولا تعلقه بصفة من صفاتك ولا تعبر بلغة من لغاتك وانظر إلى من قبله، فذلك مقامك فأقم فيه ناظراً إلي كيف كونت وكيف أكون وكيف قلبت ما أكون وكيف أشهدت وغيبت فيا قلبت وكيف استوليت على ما أشهدت وكيف أحطت على ما استوليت وكيف استأثرت فيما أحطت وكيف فت فيما أستأثرت وكيف قربت فما فت وكيف بعدت فيما قربت وكيف دنوت فيما بعدت، فلا تمل مع المائلات ولا تمد مع المائدات وكن كأنك صفة لا تتميل ولا تتزيل.
    وقال لي هذا مقام الأمان والظل وهذا مقام العقد والحل.
    وقال لي هذا مقام الولاية والأمانة.
    وقال لي هذا مقامك فأقم فيه تكن في إحسان كل محسن وفي استغفار كل مستغفر.
    وقال لي إذا أقمت في هذا المقام حوت صفتك جميع أحكام الصفات الطائعات وفارقت صفتك جميع أحكام الصفات العاصيات.
    وقال لي إذا أقمت في هذا المقام قلت لك قل فقلت فكان ما تقول بقولي فشهدت الاختراع جهرة.
    وقال لي إن ملت إلى العرش حبستك فيه فكان حجابك وإن حبستك فيه دخل كل أحد إلى حبسك فيه فحسبت لشرفه من فعلك فإن رددتك إلى شرفه وإلى فعلك كان حجابك.
    وقال لي جد وجد الحضرة على أي صفة جاءك الوجد، فإن عارضتك الصفات فأدعها وأدع موصوفاتها إلى وجدك، فإن استجابت لك فاهرب إلى الصفة التي تجد بمقامك فيها وجد الحضرة فإن لم تهرب فارقك وجد الحضرة وتحكمت عليك صفات الحجاب وموصوفاتها.
    وقال لي اجعل سيئتك نسياً منسياً، ولا تخطر بك حسنتك فتصرفها بالنفي.
    وقال لي قد بشرتك بالعفو فاعمل به على الوجد بي وإلا لم تعمل.
    وقال لي إن ذهبت عن وجد المغفرة أذهبك ما ذهبت إليه إلى المعصية، فحيث تسألني المغفرة فلا اصدق ما تقول ولا أتعرف من حيث تؤول.
    وقال لي لا طريق إلى مقامك في ولايتي إلا الوجد منك بعفوي ومغفرتي، فإن أقمت في الوجد بما بشرتك به من عفوي ومغفرتي أقمت في مقامك من ولايتي وإن خرجت خرجت وإن خرجت فارقت.
    وقال لي يا ولي قدسي واصطفاء محبتي.
    وقال لي يا ولي محامدي يوم كتبت محامدي.

    وقال لي قف في مقامك ففيه تجري عين العلم فلا تنقطع، فإذا جرت فانظر حكمتها فيما تجري وانظر حكمتها فيما تسقي ولا تمض معها فتذهب عن مقامك وعن العين فيه.
    وقال لي أقم في مقامك تشرب من عين الحيوة فلا تموت في الدنيا ولا في الآخرة.
    وقال لي الذنب الذي أغضب منه هو الذي أجعل عقوبته الرغبة في الدنيا والرغبة في الدنيا باب إلى الكفر بي فمن دخله أخذ من الكفر بما دخل.
    وقال لي الراغب في الدنيا هو الراغب فيها لنفسه والراغب فيها لنفسه المحتجب بها عني القانع بها مني.
    وقال لي إن لم تدر من أنت لم تفد علما ولم تكسب عملاً.
    وقال لي قد رأيت مقامي ورأيت الكون وأريتك نوريتك فأين ذهبت بها ذهبت بها، فعلقت فتمخضت فوضعت فاستسعيتك فاسترهبتك فاستخدمتك.
    وقال لي إن كنت من أهل القرآن فبابك في التلاوة لا تصل إلا منه.
    وقال لي كذلك بابك فيما أنت فيه من أهله.
    وقال لي تلاوة النهار باب إلى الحفظ والحفظ باب إلى تلاوة الليل وتلاوة الليل باب إلى الفهم والفهم باب إلى المغفرة.

    موقف اقشعرار الجلود

    أوقفني في اقشعرار الجلود وقال لي هو من أثار نظري وهو باب محضري.
    وقال لي هو عن حكمي لا عن حكم سواي وهو عن حكم إقبالي عليك لا عن حكم إقبالك علي.
    وقال لي هي علامة حكم ذكرى لك لا علامة ذكرك لي وهي علامتي ودليلي فاعتبر بها كل وجد وعقد فإن أقامت في شيء فهو الحق وإن فارقته فهو الباطل.
    وقال لي هي ميزاني فزن به وهي معياري فاعتبر به وهي علامة اليقين وهي علامة التحقيق.
    وقال لي أبواب الرجاء فيها مفتوحة وأبواب الثقة بي فيها مبشرة.
    وقال لي لا طريق إلي إلا في محجتها ولا مسير إلي إلا في نورها.
    وقال لي هي نور من أنوار المواصلة وهي نور من أنوار المواجهة إذا بدا أباد ما سواه.

    موقف العبادة الوجهية

    أوقفني في العبادة والوجهية وقال لي هي صاحبة الروح والريحان عند الموت.
    وقال لي العبادة الوجهية طريق المقربين إلى ظل العرش.
    وقال لي يا صاحب العبادة الوجهية ستأتيك الجنة فتتراءى لقلبك وتتمثل لنفسك وستأتيك النار فتتراءى لقلبك وتتمثل لنفسك، وأنا الحق الذي لا يتراءى ولا يتمثل فإن نظرت إلى النار فرقت فلم تحمل لي حكمة، وإن نظرت إلى الجنة سكنت فلم تحمل لي أدب المعرفة.
    وقال لي يا صاحب العبادة الوجهية وجه وجهك إلي وجه وجه همك إلي وجه وجه قلبك إلي وجه وجه سمعك إلي وجه وجه سكونك إلي.
    وقال لي يا صاحب العبادة الوجهية إذا أتتك النار والجنة فسأشهدك منهما مواضع المعرفة وسأشهدك في مواضع المعرفة آثار النظر وسأشهدك في آثار الظر مواضع التسبيح فاذهب عن كل آثار بكل آثار تذهب عن زخارف الجنة وعن بأساء النار.
    وقال لي إنما أشهدتك الآثار بعد الآثار لاذهبك عن الجنة والنار لأن الآثار هي الاغيار.
    وقال لي لا أرضى لك أن تقيم في شيء وإن رضيته أنت عندي أكبر منه فأقم عندي لا عنده.
    وقال لي أتدري ماذا أعددت لصاحب العبادة الوجهية، عتب أبوابهم من شرف قباب من سواهم وأبوابهم من شرف مقاصير من سواهم.
    وقال لي كل أحد في الجنة يأتيني فيقف في مقامه إلا أهل العبادة الوجهية فإنهم يأتوني مع الناس عامة وآيتهم من دون الناس خاصة.
    وقال لي فضل المنزل الذي آتيه على المنزل الذي لا آتيه كفضلي على كل ما أنا منشئه.
    وقال لي أهل العبادة الوجهية أهل الصبر الذي لا يهرم وأهل الفهم الذي لا يعقم.
    وقال لي أهل العبادة الوجهية وجوه الناس ترفع إليهم الوجوه يوم القيامة.
    وقال لي أهل العبادة الوجهية أهلي أهل خلتي أهل الشفاعة إلي أهل زيارتي.
    وقال لي كما يأتيك التثبيت في تهجدك كذا يأتيك التثبيت في يوم موردك.
    وقال لي إذا وقفت بين يدي فبقدر ما تقبل الخاطر يأتيك الروع وبقدر ما تنفيه ينتفى عنك الحكم والروع.
    وقال لي أنت على أعوادك بما أنت فيه في القيام، وأنت في مطلعك بما أنت به في الركوع، وأنت في متوسدك بما أنت به من السجود.
    وقال لي يا صاحب العبادة الوجهية وجه كل شيء ما أشهدك أنه متعلق بي منه فتشهده فتعمله فتعرفه لا يتعبر لا فتعبره ولا يترجم لك فتترجمه فذلك من العلم الصامت.
    وقال لي إذا سترت عنك وجه كل شيء رأيت ذلك المعنى الذي شهدته متعلقاً بي منه داعياً لك إلى التعلق به.

    وقال لي إذا كشفته لك فلا أستره أو تستره، وإذا عرفته فلا أنكره أو تنكره.
    وقال لي يا صاحب العبادة الوجهية أتدري ما وجه همك فتقبل به علي أم تدري ما وجه قلبك فتقبل به علي، وجه همك أقصاه ووجه قلبك سكونه.
    وقال لي همك جميعه فكل همك وجه، ووجه قلبك جميعه فكل قلبك وجه، فأين صرفت الوجه انصرف وأين أقبلت به أقبل.
    وقال لي سكون قلبك عين قلبك وهو الطمأنينة، وأقصى همك عين همك وهو موضع الغرض.
    وقال لي إذا سميتك فلم تعمل على التسمية فلا اسم لك عندي ولا عمل.
    وقال لي إذا سميتك فعملت على التسمية فأنت من أهل الظل.
    وقال لي أهل الأسماء أهل الظل.
    وقال لي لا يقف في ظل عرشي إلا مسمى عمل على تسميته.
    وقال لي صلوة المتهجد بالليل بذر يسقيه ماء عمل بالنهار.
    وقال لي اللسان يسقي ما بذر اللسان والأركان تسقي ما بذرت الأركان.
    وقال لي إن أردت أن تنقطع إلي فأظهرني على لسانك وادع إلى طاعتي بمواعظك ينقطع عنك القاطعون ويواصلك في الواصلون.
    وقال لي يا كاتب الكتبة الوجهية ويا صاحب العبارة الرحمانية إن كتبت لغيري محوتك من كتابي وإن عبرت بغير عبارتي أخرجتك من خطابي.
    وقال لي يا كاتب الكتبة الرحمانية ويا فقيه الحكمة الربانية.
    وقال لي يا كاتب النعماء الإلهية ويا صاحب المعرفة الفردانية.
    وقال لي يا كاتب القدس المسطور بأقلام الرب على أوجه محامده أنت في الدنيا والآخرة كاتب.
    وقال لي يا كاتب النور المنشور على سرادقات العظمة اكتب على رفارفها تسبيح ما سبح واكتب على تسبيح ما سبح معرفة من عرف.
    وقال لي أنت كاتب العلم والأعلام وأنت كاتب الحكم والأحكام.
    وقال لي أنت كاتب الرحمن في يوم المزار وأنت كاتب الرحمن في دار القرار.
    وقال لي يا كاتب الجلال في دار الجلال اكتب بأقلام الكمال على أوراق الإقبال.
    وقال لي أنت كاتب المجد المجيد وأنت كاتب الحمد الحميد.
    وقال لي اقرأ كتابك بعين المغفرة واختم كتابك بخاتم الزلفة.
    وقال لي أنت كاتب المنن والإحسان وأنت كاتب البيان والبرهان.
    وقال لي أنت كاتب الحضرة الدائمة وأنت كاتب القيومية القائمة.
    وقال لي أنت الكاتب فاكتب لي بأقلام تسليمك إلي واختم كتابك بخاتم الغيرة علي.
    وقال لي إذا سميتك فتسم ولا تتسم عند نفسك.
    وقال لي علمك يرجع إلي بما حوى ونفسك ترجع إليها بما حوت، فإذا تسميت عند علمك رجع إلي به ربك وإذا تسميت عند نفسك رجعت إليها بها وبك.

    موقف الاصطفاء

    أوقفني في الاصطفاء المصطفين وقال لي أنا المتعرف إلى الحمادين وأنا المستجد الآلاء إلى الأوابين.
    وقال لي إذا أردت لقاء الحمادين آذنتهم بالقدوم علي، فإذا طابت به نفوسهم توفيتهم طيبين.
    وقال لي اليد التي لا تسألني حتى ابتدئ يدي، واليد التي لا تأخذ إلا مني يدي، واليد التي لا تسأل غيري يدي.

    موقف الإسلام

    أوقفني في الإسلام وقال لي هو ديني فلا تبتغ سواه فإني لا أقبل.

    وقال لي هو أن تسلم لي ما أحكم لك وما أحكم عليك، قلت كيف أسلم لك، قال لا تعارضني برأيك ولا تطلب على حقي عليك دليلاً من قبل نفسك فإن نفسك لا تدلك على حقي أبداً ولا تلتزم حقي طوعاً، قلت كيف لا أعارض، قال تتبع ولا تبتدع، قلت كيف لا أطلب على حقك دليلاً من قبل نفسي، قال إذا قلت لك إن هذا لك تقول هذا لي وإذا قلت لك هذا لي تقول إن هذا لك فيكون أمري لك هو مخاطبك وهو المستحق عليك وهو دليلك فتستدل به عليه وتصل به إليه، قلت فكيف أتبع، قال تسمع قولي وتسلك طريقي، قلت كيف لا أبتدع، قال لا تسمع قولك ولا تسلك طريقك، قلت ما قولك، قال كلامي، قلت أين طريقك، قال أحكامي، قلت ما قولي، قال تحيرك، قلت ما طريقي، قال تحكمك، قلت ما تحكمي، قال قياسك، قلت ما قياسي، قال عجزك في علمك، قلت كيف أعجز في علمي، قال إني ابتليتك في كل شيء مني إليك بشيء منك إلى فابتليتك في علمي بعلمك لأنظر أتتبع علمك أو علمي وابتليتك في حكمي بحكمك لأنظر أتحكم بحكمك أو بحكمي، قلت كيف أتبع علمي وكيف أعمل بحكمي، قال تنصرف عن الحكم بعلمي إلى الحكم بعلمك، قلت كيف أنصرف عن الحكم بعلمك إلى الحكم بعلمي، قال تحل بكلامك ما حرمته بكلامي وتحرم بكلامك ما حللته بكلامي وتدعي على أن ذلك بإذني وتدعي على أن ذلك عن أمري، قلت كيف ادعي عليك، قال تأتي فعل لم آمرك به فتحكم له بحكمي في فعل أمرتك به وتأتي بقول لم آمرك به فتحكم له بحكمي في قول أمرتك به، قلت لا آتي بفعل لم تأمرني به ولا آتي بقول لم تأمرني به، قال أن أتيت به كما أمرتك فقولي وفعلي وبقولي وفعلي يقع حكمي وإن أتيت به كما لم آمرك به فقولك وفعلك وبقولك وفعلك لا يقع حكمي ولا يكون ديني وحدودي.
    وقال لي إن سويت بين قولي وقولك أو سويت بين حكمي وحكمك فقد عدلت في نفسك، قلت لا حكم إلا لقولك وفعلك، قال فقهت، قلت فقهت، قال لا تمل، قلت لا أميل، قال من فقه أمري فقد فقه ومن فقه رأى نفسه فما فقه.

    موقف الكنف

    أوقفني في الكنف وقال لي سلم إلي وانصرف، إنك إن لم تنصرف تعترض إنك إن تعترض تضادد.
    وقال لي تدري كيف تسلم إلي لا إلى الوسائط، قلت ما الوسائط، قال العلم وكل معلوم فيه.
    وقال لي تدري كيف تسلم إلي لا إلى الوسائط،قلت ما الوسائط، قال العلم وكل معلوم فيه.
    وقال لي تدري كيف تسلم إلي لا إلى الوسائط، قلت كيف، قال تسلم إلى بقلبك وتسلم إلى الوسائط ببدنك.
    وقال لي تسلم إلي وتنصرف هو مقام القوة، والقوة التي هي مقام قوة وضعف فرقاً بينهما وبين قوة لا ضعف لها.
    وقال لي قوة القوي أن يسلم ولا ينصرف، وضعف القوى أن يسلم وينصرف.
    وقال لي الحقيقة أن تسلم ولا تنصرف وأن لا تأسي ولا تفرح ولا تنحجب عني ولا تنظر إلى نعمتي ولا تستكين لإبتلائي ولا تستقرك المستقرات من دوني.
    وقال لي مقام الصديقية أن تسلم إلي وتنصرف، ومقام النبوة أن تسلم إلي وتقف.
    وقال لي انظر إلى كل بشير يبشرك بعفوي وكل بشير يبشرك بنعمتي وعطفي فاردد ذلك إلي على مطايا الحرف وقل يا ألف هذا الألف فاحمله ويا باء هذه الباء فاحملها ويا حرف هذه الحرف فاحمله، فإني أنا المبدي وأنا المعيد كتبت على جميع ما أبديت لأبدينك وكتبت عليه لما بدا لأعيدنك، فأرجعه إلي أخزنه في خزائن نظري ثم أعبده إليك في يوم اللقاء وقد ألبسته بيدي ونورت له من نوري وكتبت على وجهه محامد قدسي وحففته في يوم لقائك بعظماء ملائكتي.
    وقال لي إن رددته إلي على مطايا الحرف أتلقاه بوجهي وأضحك إليه بحبي وأبوءه داري وأجعله روضة من رياض نظري فيماذا ترى أن أزوده إليك من جلال كرمي.
    وقال لي من لم يرد إلي ما أبديته من كل معرفة أو علم أو عمل أو حكم ارتجعت ذلك منه بصفة ويشاهد من شواهد صفته ثم لك أسكن ذلك المرتجع جواري ولم أجعله في مستودعات نظري وغدوته من يد الضنين به ثم أعيده إليه يوم قيامه فيعود إليه بسوء آثاره ويرد منه على شناره وخسارة.

    وقال لي أردد إلي علمك أردد إلي عملك أردد إلي وجدك أردد إلي أخر همك، أتدري لم ترد ذلك إلي لأحفظه عليك فأودعنيه أنظر إليه في كل يوم فأبارك لك فيه وأزيدك من مزيد نعمتي فيه وأزيدك من مزيد تعرفي فيه، واجعل قلبك عندي لا عندك ولا عند ما أودعتنيه خالياً منك وخالياً مما أودعتنيه أنظر إليه فأثبت فيه ما أشاء وأتعرف إليه بما أشاء تسمع مني وتفهم عني وتراني فتعلم أني.
    وقال لي لن تزال محجوباً بحجاب طبيعتك وإن علمتك علمي وإن سمعت مني حتى تنتقل إلى العل بي وحتى تنتقل إلي عن سواي كما اقتطعت قلبك عن التعلم من سواي وأشرفت به على مطلع الأفئدة في العلوم.
    وقال لي إن الذي تعرفت به إليك هو الأزمة للقلوب إلي وبه تقاد إلى معرفتي، فاجذبهما إلي ولن تجذب بها حتى تنقطع إلي بها وإن لم تقدها إلي لأوتينك أجرها وخفني على تقلبها.
                  

العنوان الكاتب Date
مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad01-23-07, 06:29 AM
  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد عادل عبدالرحمن01-24-07, 07:09 AM
    Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad01-24-07, 07:07 PM
  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد Khalid Kodi01-25-07, 06:20 AM
    Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد Salah Musa01-25-07, 09:26 AM
    Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد Salah Musa01-25-07, 09:26 AM
      Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد مطر قادم01-25-07, 11:20 AM
  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد esam gabralla01-25-07, 11:52 AM
  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد عادل عبدالرحمن01-25-07, 01:19 PM
  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد عادل عبدالرحمن01-25-07, 01:36 PM
  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد esam gabralla01-25-07, 02:03 PM
  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد esam gabralla01-25-07, 02:05 PM
  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد عبدالله الشقليني01-25-07, 02:05 PM
    Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد Emad Abdulla01-25-07, 10:25 PM
      Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد Osman Musa01-26-07, 02:41 AM
  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد عادل عبدالرحمن01-26-07, 03:27 PM
    Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad01-26-07, 11:35 PM
      Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad01-27-07, 07:24 AM
        Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد Osman Musa01-28-07, 04:27 AM
          Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad01-29-07, 08:02 AM
  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد على عمر على01-31-07, 01:27 PM
    Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-01-07, 01:48 AM
      Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد Osman Musa02-01-07, 02:19 AM
      Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد Haydar Badawi Sadig02-01-07, 02:26 AM
        Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-03-07, 02:16 AM
          Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-03-07, 02:42 AM
            Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-03-07, 03:07 AM
              Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-03-07, 10:40 PM
                Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-04-07, 00:10 AM
                  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-04-07, 07:18 AM
                    Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-04-07, 09:44 AM
                      Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-04-07, 09:59 AM
                        Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-04-07, 10:22 AM
                          Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد Osman Musa02-04-07, 04:38 PM
                            Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-05-07, 02:06 AM
                              Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد Marouf Sanad02-05-07, 04:52 AM
                                Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-05-07, 10:01 AM
                                  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-05-07, 09:17 PM
                                    Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-05-07, 11:38 PM
                                      Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-06-07, 07:26 PM
                                        Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-07-07, 01:58 AM
                                          Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-08-07, 08:32 PM
  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد صديق عبد الهادي02-07-07, 05:31 PM
    Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد د.معز عجيمي02-08-07, 05:47 PM
  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد الجندرية02-10-07, 03:36 PM
    Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد تراث02-10-07, 10:37 PM
      Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-11-07, 07:39 AM
  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-11-07, 12:28 PM
  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-11-07, 12:28 PM
    Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد Osman Musa02-12-07, 02:37 AM
      Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-14-07, 06:18 AM
  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد Abdelmuhsin Said02-14-07, 06:33 AM
  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد الجندرية02-14-07, 04:40 PM
    Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-15-07, 07:16 PM
      Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد تراث02-22-07, 10:46 PM
        Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد د.معز عجيمي02-23-07, 03:41 AM
          Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-23-07, 06:18 AM
            Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-23-07, 06:26 AM
              Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-23-07, 08:32 AM
                Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-23-07, 08:39 AM
                  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-23-07, 08:58 PM
                    Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد بدر الدين الأمير02-24-07, 08:38 PM
                      Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد Abuelgassim Gor02-24-07, 08:57 PM
                        Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد عبد المنعم ابراهيم الحاج02-24-07, 11:33 PM
                          Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-25-07, 02:11 AM
                            Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد Osman Musa02-25-07, 08:11 PM
                              Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-26-07, 06:51 AM
  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد أبوذر بابكر02-26-07, 06:59 AM
    Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد Randa Hatim02-26-07, 07:18 AM
      Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-26-07, 08:49 AM
        Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-27-07, 05:12 AM
          Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد عبد المنعم ابراهيم الحاج02-27-07, 05:37 AM
            Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad02-27-07, 07:12 AM
              Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد Osman Musa03-01-07, 06:31 AM
                Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad03-01-07, 06:50 AM
                  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد Sami Talab03-02-07, 07:30 AM
                    Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad03-08-07, 01:44 AM
  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد هاشم الحسن03-08-07, 04:27 AM
    Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad03-09-07, 03:33 PM
      Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad03-16-07, 07:44 AM
        Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad03-20-07, 10:13 PM
          Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد Osman Musa03-22-07, 06:38 PM
            Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad04-06-07, 05:25 AM
  Re: مواقف "المشاء" في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد osama elkhawad04-06-07, 06:41 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de