حدثني صديقي الصغير حسام بالوفاة عندما طلب مني ان انزل بدلاً عنه بوستاً فيه رساله من صديقه امين والذي تربطه بالأستاذ علاقة حميمه طلب أمين منه ان ينزل مداخلته بإسمه اعني حسام ولكن بعد فصل حسام لجأ حسام لي وهاهي الرساله وشكراً حسام وشكراً أمين
أبداً علاء ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلي ربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي وادخلي جنتي" (صدق الله العظيم).
لا اعرف من أين ابدأ فالفقد جد عظيم العم علي التوم رحمه الله وأسكنه فسيح جناته شخصية من الصعب أن تتكرر في مثل هذا الزمن لقد كان انسان عظيم بمعني الكلمة انسان كريم انسان عطوف انسان حبوب انسان مثقف وسياسي واقتصادي مخضرم أهمته هموم الناس فلم يتواني يوماً عن مساعدتهم ومساعدة وطنه.
لقد شاءت الأقدار أن أؤجل دخولي للجامعة لظروف طارئة لمدة السنتين الماضيتين كنت خلالهما ملاصقاً للعم علي رحمه الله فقد كان صديقاً عزيزاً لوالدي عبد المنعم عثمان. تعلمت خلالهما منه الكثير والكثير لقد كان العم علي يعطيني الإحساس بأنه صديق وعم وأب وناصح لي في كل تصرف أو كلمة معه لقد توغلت في شخصية العم علي بحكم (وظيفتي) إذا صح القول معه فقد كنت أقوم له بأعمال الكمبويتر من طباعة واستقبال رسائل البريد الالكتروني وإرسال الرد وما إلي ذلك، فتعلمت الكثير كان العم علي مهموم بقضايا الوطن وظل حتي اخر يوم قبل سفره الأخير للسودان يكتب بالرغم من بعض المشاكل الصحية التي كان يعاني منها لم يتواني يوم عن التوقف عن الكتابة فكتب عن كل الموضوعات التي تهم الوطن، كما كان يختم كل مقال بآية قرآنية ألا وهي " وأمّـا الزبد فيذهب جفاءً ، وأمّـا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض " " صدق الله العظيم " فقد كان حريصاً علي منفعة الناس وكان صريحاً جاداً لم يتحيز إلي طرف من الأطراف قط، كما كان العم علي رحمه الله (موسوعة) إذا صح القول فلقد وجدت لأسئلتي كلها الرد الشافي الوافي في كل المجالات والعلوم. كما كان شخصية اجتماعية ودودة يتعامل مع كل أصناف البشر رجال ونساء أطفال وشباب وكبار وكان يكسب محبة الجميع بأسلوبه المميز فلا تشعر وأنت معه بفارق في العمر.
ومن صفات العم علي أيضاً الكرم الشديد جداً فمن مصاحبتي له في مشوايره كان إذا وصل امام المبني الساكن فيه ينادي علي الأطفال أولاد حراس المباني ويعطي كل واحد منهم جنيهاً في يده لا أستطيع أن انسي هذا المشهد عندما كان واقفا في المنتصف وحوله دائرة من الأطفال السعيدين بعطايا عمهم كذلك كنا نتردد علي مكتب للطباعة بالقاهرة وكان الموظفين هناك يستقبلونه احر استقبال ويسألونه عن صحته وأحواله من اصغر موظف إلي رئيس العمل فقد كان العم علي رحمه الله شخصية محبوبة للغاية من كل من عمل معه أو صاحبه في فترة من الفترات. كان أول ما يفعله في الصباح بعد انتهائه من شراب الشاي أن يقوم بكتابة ورقة بأسماء الذين يريد الأتصال بهم ليطمئن عليهم أو يقضي لهم حاجة أو ما إلي ذلك فقد كان العم علي متواصلاً مع الناس إلي أقصي درجة.
لقد خيم الحزن علي البيت والأسرة كلها بعد وصول الخبر إلينا فقد لامسنا من صغيرنا لكبيرنا من العم علي الاهتمام والحنان كعادته مع الناس جميعا فكان بمثابة الأب عندما كان أبي مسافراً للخارج وكان يسأل عن امتحانات أخوتي يومياً ويحفزهم علي النجاح والتفوق.
لقد فقدنا انسان رائع وكريم وعطوف سوف ينير الله قبره بدعوات الناس الذين ساعدهم أو فرج عنهم كربة في يوم من الأيام ويكفيني ان انهي حديثي عنه بكلمة سمعتها من البواب عندما كنت ذاهباً لعزاء مهند ابن اخته لقد كان البواب متأثراً للغاية وقال لي ان العم علي كان يعامله كأبن له وقال لي أيضا انه اتصل مخصوص من السودان ليوصي بإعطاءه حلوي المولد في يوم المولد النبوي الشريف ثم ختم كلامه عنه بإختصار شديد بكلمة اثرت في اعمق تأثير لأنها فعلاً خلاصة لشخصية عظيمة كشخصية العم علي لقد قال لي البواب " بصراحة العم علي حببنا في السودانيين ".
نسأل الله العلي القدير ان يلهمنا وأهله الصبر وخالص عزائي وأسرتي لكي أستاذة مها وللدكتور أكرم والأستاذة مني وهدي وسعدي علي التوم والخالة العزيزة بثينة التوم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Ala Asanhory
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست