"قطر" أهلها سلفيون كرام،وأميرها يسمي أكبر مسجد"جامع محمد بن عبدالوهاب"

Quote: الدوحة في 16 ديسمبر/ قنا/ تفضل حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى فشمل برعايته الكريمة افتتاح جامع "الامام محمد بن عبدالوهاب" في الدوحة قبل ظهر اليوم . حضر الافتتاح سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد وسمو الشيخ عبدالله بن خليفة آل ثاني المستشار الخاص لسمو الامير. كما حضر الافتتاح معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وسعادة السيد محمد بن مبارك الخليفي رئيس مجلس الشورى وعدد من اصحاب السعادة الشيوخ والوزراء والاعيان وعدد من أصحاب السعادة رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى الدولة وضيوف البلاد. وقد ألقى سمو الأمير كلمة أعرب فيها عن يقينه بأن هذا المسجد، الذي ينبت من أرض قطر، سيكون منبراً للاصلاح والدعوة الخالصة إلى الله عز وجل، بعيداً عن البدع والأهواء بما ينفع الناس في دنياهم مما يواكب روح العصر وبما ينجيهم في أخراهم. وقال سموه "إننا أطلقنا على هذا المسجد اسم الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب، ذلك العلم الكبير والمصلح القدير والمجدد الرائد، تكريماً للعلماء الذين ما زالوا يحملون فكره ودعوته، خدمة للإسلام والمسلمين". ونوه سمو الأمير المفدى بأن النور الذي مشى به الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب، رحمه الله، انتشر في الناس في أنحاء جزيرة العرب، فأعادهم إلى الطريق القويم وهداهم إلى المنهج السليم وفق القرآن الكريم والسنة المطهرة وأزال ما اختلط في الأذهان من زيغ وما داخل النفوس من انحراف. وقال سموه "لن ندخر جهداً من أجل أن نواصل حمل الرسالة ونشر تعاليم الإسلام السمحاء في كل الدنيا. وإننا نرى أن الأمة باتت اليوم بحاجة للتجديد واستلهام عزم وتجربة الدعوة الوهابية بما يواكب العصر وتطوراته". وزير الأوقاف: إنه ليوم مشهود يوم افتتاح هذه المعلمة الحضارية الحبلى بالدلالات وقد بدأ الافتتاح بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم تم عرض فيلم وثائقي عن جامع الامام محمد بن عبدالوهاب، وبعد ذلك ألقى سعادة الدكتور غيث مبارك علي عمران الكواري وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية كلمة أكد فيها على الدور الحضاري الكبير الذي اضطلعت به مؤسسة المسجد عبر تاريخ المسلمين في صيانة هوية الامة الاسلامية، وصون القيم الروحية والاخلاقية وتحقيق الأمن الثقافي والروحي للأمة المسلمة وبعث الطمأنينة وإشاعة الخير بين المؤمنين. كما لفت سعادته الى الدور الطليعي الذي تحقق للمساجد خلال تاريخ نشر العلم وتطويره والحث على التنافس في طلبه والتفوق في خدمته للبشرية جمعاء. وأشار الى أنه انطلاقاً من هذا الأدوار المهمة لبيوت الله، ووفقاً لارشادات وتوجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى وسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي عهده الامين، أولت وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية اهتماماً خاصاً بالمساجد داخل قطر وخارجها. وقال "هي في هذا الامر مؤمنة بما للمساجد من أدوار في تعزيز الاستقرار والامن الروحي للمجتمع". كما شدد سعادة وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية على انه علاوة على كون المساجد بيوتاً يعمرها عبادالله للعبادة والذكر ونهل العلم، فهي منارات للدعوة الى الله تعالى وصروح للتربية لها حصتها المعتبرة في تكوين المواطن الصالح الواعي بحدود هويته، المؤمن بقدرة الدين على تحقيق التوازن للأفراد والجماعات وما يترتب على ذلك من مآلات موجبة تؤسس التراحم والتواد والتكافل والتكامل والتسامح والعدل وتفضي الى صون حقوق الغير ونبذ الأنانية وسائر الأمراض التي تتسبب في انقراض الأمم وهبوط فكرها وزوالها، مستشهداً بالأيات القرآنية التي أثنت على من يعمرون مساجد الله تعالى. واعتبر سعادة الدكتور غيث بن مبارك الكواري وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية، جامع الامام محمد بن عبدالوهاب معلماً حضارياً ذي دلالات. وقال "إنه ليوم مشهود، يوم افتتاح هذه المعلمة الحضارية الحبلى بالدلالات بدءاً بعمارة المساجد وانتهاء بالوفاء لعلماء الأمة ودعاتها وتذكيراً بجهودهم الجبارة فى تجلية الحق ونصرة وتعليم الناس دينهم". ونبه سعادته إلى أن الاخراج النهائي لجامع الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله صورة واضحة المعالم لرؤية قطر، التي شدد على أنها انطلقت بنجاح من وسطية الاسلام ورصانة تقاليد الاجداد الى الأفاق البعيدة للابداع والتميز والتجديد وبناء الانسان الفاعل والمجتمع العالم فى ظل الحكم الرشيد لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى. وأشار إلى أن هذا الجامع كان مدرسة حقيقية للمبدعين والمهندسين والحرفيين في قطر الذين اجتهدوا في إبراز المهارات التراثية الموروثة والمهارات العلمية الحديثة المكتسبة، كما أكد "أن الجامع شاهد حي للاجيال القادمة على مدى سمو قيم الجمال حين تتضافر مع قيم الاعتدال والعلم الباني بحراسة الاسلام، فتطلق القدرات الخلاقة للفرد المسلم وتتجدد روح العطاء والتميز والابداع في مجتمع المؤمنين معلنة سمو الاسلام وقدرته على البناء". وفي ختام كلمته رفع سعادة وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية أسمى أيات التهاني والتبريكات الى مقام حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى وإلى سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد بمناسبة افتتاح هذا الصرح الحضاري المنيف. وقال سعادته "ماكان لنا أن نشهد اليوم انطلاقة بذرة الخيرهذه، لولا فضل الله تعالى على أهل هذا الوطن ثم دعم وتوجيهات القيادة الرشيدة التي ما بخلت بشيء يخدم الاسلام وأهله عزة ورفعة للاسلام"، داعياً الله المولى العلي القدير أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم وأن يجعل الجميع من عمار المساجد وأن يوفق المسلمين الى العناية بها. سمو الامير يؤدي صلاة الجمعة في جامع الامام محمد بن عبدالوهاب وعقب ذلك قام حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير البلاد المفدى يرافقه ضيوف الحفل، بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية لجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب ايذاناً بافتتاحه، ثم أدى سموه بعد ذلك صلاة الجمعة فى الجامع. وألقى فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن حسن المريخي الخطيب والداعية بوزارة الأوقاف والشئون الاسلامية - خطبة الجمعة - وهي اول جمعة في جامع الامام محمد بن عبدالوهاب - أكد فيها ان من عظمة هذا الدين ان الله حفظه من التغيير والتبديل، مشيرا الى ان مما يحفظ الله به الدين الاسلامي ان يهيئ له العلماء المخلصين الربانيين الذين يدعون الى الله وفقا لنهج نبيه صلى الله عليه وسلم، وينشرون رسالة الاسلام مبرأة من البدع والخرافات. ولفت الدكتور المريخي الى ان الاهتمام بالمصلحين وتخليد ذكرهم يشد العزائم ويشحذ الهمم ويبعث الأمة من السبات، وان دراسة سيرهم تورث الاحساس بالعزة وتدعو الى التسمك بالحق والاستقامة على نهجه وحب الخير وترسيخ القيم والفضائل. وتطرق خطيب الجمعة في هذا الاطار الى سيرة الامام محمد بن عبدالوهاب - الذي اطلق اسمه على اكبر جوامع قطر - ودوره فى محاربة البدع والخرافات والجهل والتخلف التى سادت الجزيرة العربية في ذلك الزمان، وقال " ان الامام كان صوت الحق وهو من أشهر المصحلين حظا فى الدعوة الى الله، وشهرته عمت الأفاق". حديث عن صفات الامام محمد بن عبدالوهاب وتناول الدكتور المريخي جانباً من صفات الامام محمد بن عبدالوهاب كجرأته فى الصدح بالحق، وتعلقه بالدين، واتسامه بالتقوى والصلاح، كماأاشار الى مؤلفاته فى مجال التوحيد والعقيدة الصحيحة، وافراده مؤلفات لمحاربة البدع والخرافات التى كانت منتشرة حينها في مناطق مختلفة من بلاد المسلمين. وذكر ان دعوة الامام كانت شاملة عمت الحضر والبادية، وشملت علية القوم وعامة الناس، وركزت على تعليمهم اصول الدين ومبادئه، حتى استحق أن تسمى الجوامع والمعاهد والجامعات باسمه رحمه الله. وتحدث الشيخ الدكتور محمد بن حسن المريخي في خطبة الجمعة عن مؤسس دولة قطر الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني .. مؤكداً أن الشيخ المؤسس أقام دولته على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. كما اشار خطيب الجمعة إلى أن المؤسس رحمه الله كان يوصي بالاتصال والتواصل مع علماء الأمة ومنهم الامام محمد بن عبدالوهاب. وشهدت اول جمعة في جامع الامام محمد بن عبدالوهاب حضوراً كبيراً من المواطنين والمقيمين الذين توافدوا لأداء صلاة الجمعة والاطلاع على هذه التحفة الفنية المعمارية الرائعة. ويقع الجامع الذي بدأت اعماله الانشائية اواخر العام 2006 ، بمنطقة الجبيلات إلى الشمال من وسط مدينة الدوحة بالقرب من نادي قطر ، ويتسع لأكثر من 30 الف مصل على مساحة تقدر بأكثر من 175 الف متر مربع، اضافة الى مصلى النساء يتسع لحوالي 1200 مصلية. وتصميم الجامع مستوحى من فن العمارة القطرية التاريخية للجوامع، وبني على نمط مسجد "القبيب" الذي شيده مؤسس دولة قطر الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني على ثواب والده وهو نموذج لفن العمارة القطرية. ويضم الجامع مراكز للقرآن وعلومه ومكتبة علمية متخصص بالإصدارات الاسلامية، ويحتوي في تصميمه الخارجي على منارة واحدة و 28 قبة كبيرة تغطي صالة الصلاة الرئيسية الى جانب 65 من القباب الصغيرة مصممة بشكل مزدوج حول الساحة الخارجية اضافة الى قبتي المحراب، وتحيط به مساحات خضراء ومواقف للسيارات، إلى جانب المرافق الخاصة بدورات المياه واماكن الوضوء المؤهلة أيضاً لذوي الاحتياجات الخاصة، والمياه العذبة، ونحوها من المرافق. يشار الى ان افتتاح جامع الامام محمد بن عبد الوهاب يأتي متزامنا مع احتفالات البلاد باليوم الوطني الذي يصادف 18 من ديسمبر.