|
Re: مقاربة النقد المفقود : طائر الشؤم وموسم الهجرة للشمال من منظور المعادل الموضوعى ت.س اليوت (Re: Abuelgassim Gor)
|
لكن ليس الحديث هنا عن ت.س.اليوت الشاعر بل ت .س الناقد والكاتب المسرحى وبالتحديد رؤيته المعادل الموضوعى ، والتى ظلت لفترة طويلة محل جدل بين النقاد. ويجد الباحث فى نظرية المعادل الموضوعى أثر تطور تاريخ نظرية النقد المسرحى وتاريخ وتراث من سبقوه من نقاد المسرحية الأوربي . لذلك يعتقد ت .س اليوت فى المبدأ التتبعى وهذا مانشرحه لاحقا. " يرى اليوت أن الفن ليس تحويلا ، للالم أو العاطفة فحسب ، بل كلما كان الفن أحسن ، كان التحويل أكمل ، وهذا نوع من التطهير لأنفس النظارة " وتقوم نظرية المعادل الموضوعى على فرضية تبدو بعض الشيئ منطقية "ان تمييز اليوت بين العاطفة والشعور بالغ الاهمية والغموض فى آن واحد ويبدو أن العاطفة كائنة وغائرة فى الشاعر نفسه أما الشعور فانه مخبوء للشاعر فى كلمات و عبارات وصور خاصة.ويتصل بهذه النظرية مبدا التعادل الموضوعى الذى وضحه اليوت لاحقا فى مقالة له بعنوان هاملت ومشكلاته من حيث أن التبادل الموضوعى حالُ أو موقف تكمن فيه "مشاعر " تعبر عن " عاطفة" الشاعر وتثير عاطفة مشابهة فى القاريئ. ويضرب ت.س.اليوت مثلا فى ذلك من مسرحية هاملت للكاتب الاسكتلندى وليم شكسبير قائلاً " ثار هاملت الانسان لأن أمه تزوجت من عمه بعد مقتل أبيه وكانت ثورته اقوى من أمه لأن شخصيتها سلبية ، أى ان عاطفته كانت طاغية ، لا تفسير لها ، ولا يستطيع نقلها موضوعيا ليقنع الآخرين بصواب موقفه ، لذلك بقية هذه العاطفة تسمم حياته وتعرقل ارادته ، فهنا فقدت ( الحتمية الفنية) التى تفرض التساوى بين هذه العاطفة الداخلية وبين ما هو فى الخارج .ومن هنا لم يقع التاثير من حالة فى أخرى موضوعياً" ان قول ت.س . ان الفن تحويلا للألم ، قول قديم ، فمن قبل تحدث الفيلسوف اليونانى أرسطوطاليس عن نظرية التطهير التى تسعى الى ( الاسهال النفسى) عبر الخوف والشفقة . كان ذلك بالطبع ابان الكلاسيكية فى النقد المسرحى ثم تبعه هوراس ، ثم جاء نقاد الكلاسيكية العائدة من أمثال روبرتلو ، ومارتينو ، وبن جونسون ، وستانلى ، وآخرين تابعين ذات الاثر . والكلمة التى استعملها ارسطوطاليس هى ( اسهال) أما الى وظفها أليوت هى ( تحويل) ، ولا يبدو هناك فرق واضح بين العبارتين عندما يقول اليوت (من حيث أن التبادل الموضوعى حالُ أو موقف تكمن فيه "مشاعر " تعبر عن " عاطفة" الشاعر وتثير عاطفة مشابهة فى القاريئ)
|
|
|
|
|
|