ركـــن بنات وأبناء كســـلا ( خيــرات)

Quote: عندى طلب صغيرونى كدة يا غالى دايرين رابط الحفظ لهذه الاغنية الخالدة

Quote: ظهرت الألغام في السودان خلال الحرب الأهلية التي إنتهت بتوقيع إتفاقية السلام الشامل، ولكن تأثيرها كان ولا يزال كبيراً، إذ شملت تأثيراتها (20) ولاية من ولايات السودان الـ (25)، بتأثير متفاوت من ضمنها (14) ولاية تأثرت تأثيراً كبيراً شمل الألغام المضادة للمركبات وتشمل قنابل الطائرات، دانات المدفعية، القرنيت، الصواريخ والألغام التي تنفجر من خلال الأشراك وخلافه. وقبل ذلك ظهرت الألغام في السودان منذ الحرب العالمية الثانية، حيث قامت جيوش الحلفاء بزرع الألغام في المنطقة الواقعة بين الحدود السودانية المصرية الليبية وأيضا في الحدود السودانية الأرترية، وما زالت هذه الألغام موجودة حتى الآن، وأيضا ظهرت خلال الحرب الأهلية الأولي في السودان، حيث تمَّ استخدام الألغام بشقيها المضاد للإنسان والآليات، وقد تمت إزالة جزء منها في عامي 1972 و1983م، إلا أن الجزء الأكبر تبقى في المناطق التي لم تكن مأهولة بالسكان، والتي هي غير ذات أهمية تنموية. ولقد تأثرت المنطقة الشرقية من السودان بالحروب والنزاعات المسلحة الخارجية والداخلية منذ الحرب العالمية الثانية، مروراً بالصراع المسلح الأثيوبي والأرتري والنزاع المسلح الداخلي الذي إنتهى بسلام الشرق في العام 2007م. وطول فترة هذه الصراعات والحروب أدى إلى انتشار الألغام ومخلفات الحرب غير المتفجرة، مما جعلها أكثر مناطق السودان تأثرا وتضرراً، وتقدر مساحات ولايات الشرق الثلاث بـ (965.323) كلم مربع والمساحة المتأثرة بالألغام حوالي (800.70) كلم مربع بنسبة (21%) من المساحة الكلية، وتوجد الألغام في مساحات كبيرة تشمل طرق حيوية، واراضي زراعية وسكنية مما أثر كثيراً على مواطني المنطقة في جميع نشاطاتهم.. حيث تمثل الشرائح المتأثرة حوالي (58%) وكثيراً ما كان ينفجر اللغم بأحد البصات السفرية داخل الولاية، وخاصة في مناطق اللفة وعواض وأروما.. وبما أن السودان موقع على إتفاقية «أتو» وصادق عليها، فعليه بموجبها تدمير مخزون الألغام لديه وإزالة الألغام المزروعة داخل السودان بحلول العام 2014م. وبما أن منطقة شرق السودان من أكبر المناطق تأثراً بالألغام قام الجهاز الوطني لمكافحة الألغام بوضع خطة تنفيذية كبداية عمل لنظافة الألغام في الشرق لأهم الطرق في ولاية كسلا، لتسهيل حركة المواطنين حسب الطرق القومية، وبدأ مشروع دقنه «1» لنظافة ألغام الشرق الذي بدأ العمل فيه بداية سبتمبر الماضي و (آخر لحظة) كانت حضوراً في إحدى عمليات النظافة في منطقتي اللفة وتلكول بولاية كسلا، ويشمل المشرف منطقتي عواض وقلسه ففي منطقة اللفة التي تبعد مساحة (500) متر عن الحدود الأرترية يوجد حقل للالغام في مساحة (1200) متر يتوقع أن يكون مليئاً بالألغام وما زال يجري العمل فيه.. وإلتقينا بالمهندس عمار خليفة قائد فريق العمل في هذه المنطقة، وقال منذ أن بدأنا في هذه المنطقة وجدنا حتى الآن حوالي (12) لغماً مضاداً للانسان (م.أ) و (9) الغام مضادة للدبابات (م.د) بالاضافة الى (150) قطعة ذخيرة غير منفجرة، وقال إن الألغام المزروعة في المنطقة موزعة عشوائيا دون خرط، مشيراً إلى أن الحكومة والحركة الشعبية وجيش التجمع الوطني قاموا بزرعها، وقال إن وجود الذخيرة الحية يعيق عملية التفتيش، بالإضافة إلى وعورة المنطقة التي لا تسمح باستخدام الآليات في زرع الألغام، وقال العمل يتم بمشاركة القوات المسلحة والحركة الشعبية، وقد لاحظت أن الذين يقومون بعمليات التفتيش يجتهدون كثيراً فيها في كل سنتمتر في الحقل تحت هجير الشمس في نهار رمضاني نصفه قائم في ذلك اليوم.. وتعتبر منطقة اللفه منطقة زراعية ورعوية، حيث أخبرنا المزارعون بأنهم وبحكم وجودهم الدائم في هذه المنطقة يعلمون بأنها مزروعة بالألغام ويعرفون ذلك بسبب البهائم التي تتفجر فيها الألغام ومن هناك غادرنا منطقة اللفه وإتجهنا شمالاً من كسلا إلى منطقة تلكوك التي تتميز بوعورة طريقها، الذي يبدأ حجريا ثم يتحول رملياً تتعثر فيه العربة في سيرها إلى أن وصلنا إليها بعد ساعتين من الزمن، وكان في استقبال الفريق الزائر بحفاوة أهل الشرق العمدة أحمد محجوب معتمد محلية تلكوك وابن الشيخ سليمان علي بيتاي شيخ خلاوي علي بيتاي بمنطقة همشكوريب، وإتجهنا إلى الحقل الذي نجري فيه عملية البحث والنظافة، والذي يترأس فريقه الملازم ثاني المهندس جون أجانق استيفن من الجيش الشعبي، وقال إن لديهم بعض الخرط وبعض العساكر من جنود الحركةالشعبية ليدلوهم على مواقع الألغام المزروعة في هذا الحقل الذي قال إنه يقع على مساحة (198) كلم، وقال إن المسح تم في مساحة (58.) كلم من كسلا إلى تكلوك، وقال إن عملية النظافة تشمل الطريق من كسلا إلى تكلوك في عرض (50) متر.. وأوضح أن هذه المساحة لم يجدوا فيها الغاماً، إلا أنهم وجدوا بعض القذائف التي لم تنفجر، وهذا الحقل مغطى بالحشائش كلياً.. وتجري عملية البحث فيه أولا بقلعها مما يدل على أنها منطقة رعوية، وفي أثناء مشاهدتنا لعمليات البحث التي يقوم بها أفراد سلاح المهندسين حضر إلى الحقل العقيد مهندس بشير حسن أحمد مدير مشروع دقنه «1» لنظافة ألغام الشرق الذي أوضح لنا أن هذا المشروع استراتيجي يشمل مساحة (234) كلم من أربع قطاعات هي اللفه وقلسه وعواض وهمشكوريب، وقال إن العمل اكتمل في منطقة عواض في طول (20) كلم، وقال لقد تم العثور على (73) لغماً في هذه القطاعات حتى الآن، بالإضافة إلى (40) في حقل قلسه. بالإضافة إلى الذخائر غير المتفجرة التي لم تحصَ بعد، وقال إن العمل في هذا المشروع بدأ في 4 سبتمبر وتوقع أن ينتهي بداية شهر نوفمبر القادم.. والمشاكل التي تواجه عمل المشروع تتمثل في مياه الشرب والخرط التي توضح مكان الألغام والمعلومات، وقال لدينا فقط (5) خرط.. وأضاف أن الحركة الشعبية مدتهم بـ (10) أفراد ليدلوهم على أماكن الألغام، وقال إن المشروع تساهم فيه القوات المسلحة والقوات المشتركة والحركة الشعبية بالإضافة إلى وزارة الطرق والجسور وأن تمويل المشروع يأتي من حكومة السودان ممثلة في وزارة الشؤون الانسانية بتكلفة تقدر بمليار و 380 الف جنيه. وفي طريق العودة من حقل تلكوك إلى كسلا التقينا بالعمدة أحمد محمد جامع معتمد محلية تلكوك في خلاوي المنطقة التي تتبع إلى خلاوي الشيخ علي بيتاي، ومن جهته تفاءل المعتمد واستبشر خيرا بهذا المشروع، وقال إنها ستكون بادرة خير لتنمية هذه المنطقة التي تفتقر إلى أبسط الخدمات والبنيات التحتية، وناشد جامع الحكومة ومنظمات المجتمع المدني بدعم المنطقة وتعميرها. نقلاًعن صحيفة اخر لحظة

(عدل بواسطة بجاوى on 11-29-2007, 04:03 AM)

(عدل بواسطة فايزودالقاضي on 11-29-2007, 02:09 PM)
(عدل بواسطة فايزودالقاضي on 12-01-2007, 00:43 AM)

Quote: 29-11-2007, 10:57 ص فايزودالقاضي . تاريخ التسجيل: 27-11-2007 مجموع المشاركات: 1

Quote: شنو الطناش دا ياخ

Quote: كلهم أدركُوا السِّر فأنزلوا الحقائب.

Quote: هذه سلسلة متواضعة.. وكلمات قلائل.. رأيت أعزائي.. أن أسجلها في حق أمهاتي بنات كسلا الأوائل ورعيلها الباكر.. من رائدات الحركة التعليمية اللواتي سطرن وبأحرف من نور أسمائهن على جدران ذاكرة المدينة وحملن مشاعل المعرفة وأوقدن شموع العلم في زمن كانت فيه حواء المدينة ونسائها قابعات في دهاليز الظلام والأمية... أحاول أن أكتب عنهن اليوم... وأمام عينىَّ تتراءى لي صورة كل منهن.. ناظرة ومعلمة وموجهة تربوية ومسيرة طويلة من العطاء والتفاني في أقسى دروب الحياة وأوعرها... مضين فيه بثقة ونكران ذات... فكن جديرات بالاحترام والحظوة والخلود.. ليس في صفحات تاريخ كسلا.. بل في قلوب وأفئدة سكانها وأهلها جميعاً... إن رائدات الحركة التعليمية النسوية في مدينة كسلا وضواحيها.. كن قناديلاً اشتعلت واحترقت طواعية في سبيل إنارة الطريق لكثير من نساء شرقنا الحبيب... ولقد بدأن المسيرة في وقت مبكر.. وظروفاً شاقة.. ما كانت تمهد الطريق أبداً لعمل المرأة في ذلك الزمان.. إلا أنهن ولنبوغهن المبكر وإيمانهن التام لقدسية المهنة وضرورتها فقد حملن مشاعل النور والإشراق وهزمن جحافل الظلام والجهل والتخلف.. أحييهن بهذه الكلمات... وأرسلها طوقاً من المحبة والامتنان للواتي شققن الدرب واحترقن بالممات... بعد أن أدين الرسالة على أكمل وجه وخلدن في نفوسنا وقلوبنا... بل في صفحات التاريخ وذاكرة الأوطان... كما أهديها.. عرفاناً ومحبة.. للواتي ما زلن سائرات على الدرب... التزاماً بالرسالة... وانحيازاً للمبادئ التي آمن بها... فلنجعل من هذه الكلمات.. أحبتي... لوحة شرف لرائدات الحركة التعليمية في كسلا ولنوقع فيها حروف للوفاء لجيل من العظيمات من بنات الوريفة... وسأشرع إنشاء الله على مدى حلقات في إلقاء الضوء على اللواتي شكلن الرعيل الأول بما تيسر لي من سيرتهن العطرة... ونبدأ اليوم... بأول خريجة من بنات كسلا من كلية المعلمات بامدرمان... (1) نفيسة عبد القادر إدريس في حوالي عام 1915 جاء والدها – عبد القادر إدريس.. من تحت جبال البركل من أقصى شمال ضفاف النيل من منطقة جلاس – ريفي مروي.. بحثاً عن لقمة العيش ومعه أخيه عثمان إدريس.. واستقر بهم المقام في المنطقة المسماة حالياً بحي الميرغنية.. والتي كانت عبارة عن جنائن للنخيل والموالح.. وهي ذات المنطقة اليوم التي يتوسطها اليوم جامع البرهانية.. وبعد فترة تزوج الحاج عبد القادر من زهراء بن ود ابنعوف.. من أهالي كسلا القدماء... ولدت.. بطلتنا هذه... في حوالي 1925 وسماها والدها (نفيسة).. تيمناً على والدته على أغلب الظن.. ولقد نشأـ ومنذ طفولتها الأولى نابغة.. قوية الشخصية.. لا منتهى لطموحها.. فتم إدخالها المدرسة الأولية (أولاد) حيث لم يكن بكسلا في ذالك الحين مدرسة أولية للبنات.. وفي عام 1937.. تم قبولها بكلية المعلمات بامدرمان ( التي كانت في بداياتها ذلك الحين)... فدرست فيها سنتان ثم تخرجت فيها في عام 1940 بعد أن نالت دبلوم الكلية على يد مديرتها الإنجليزية مس هارس..ولقد كان من دفعتها في ذلك الوقت الأستاذة/ إنجيلي اسحق ونرجس ويبي وهما قبطيتان من المسالمة بمدينة امدرمان.. كما كان من دفعتها زميلتها ورفيقة دربها الأستاذة/ زهور عبد العزيز وهي من بنات أمدرمان - حي العرب.. جاءت كسلا معلمة ثم تزوجت وأقامت فيها حتى توفاها المولى في بداية الثمانينات كما أن من بنات دفعتها الأستاذة والمربية الفاضلة فاطمة على التوم. عند تخرج الأستاذة/ نفيسة عبد القادر من كلية المعلمات... وتأهلها لتكون معلمة مدارس أولية.. لم تكن قد تجاوزت الـ 14 عاماً.. الأمر الذي دفع بوالدتها لمصاحبتها وذلك عندما تم تعيينها لأول مرة معلمة بمدرسة الغابة الأولية بنات بمدينة دنقلا.. فعملت عاماً كاملاً معلمة بتلك المدرسة والتي كانت مديرتها حينذاك الأستاذة الشهيرة آسيا على نميري.. عمة الرئيس الأسبق جعفر النميري... ثم تم نقلها إلى كسلا في نهاية عام 1941... حيث تم تكليفها بإنشاء منظومة مدارس بنات في منطقة القاش فكان أن:- 1) افتتحت مدرسة أروما الاولية بنات عام 1943 وعملت معلمة فيها لوحدها. 2) افتتحت مدرسة متاتيب الأولية بنات عام 1945 وعملت معلمة فيها لوحدها. 3) افتتحت مدرسة وقر الابتدائية بنات وعملت فيها معلمة عام 1954م... 4) افتتحت مدرسة تندلاي الاولية بنات عام 1955. حيث قابلت زوجها والذي كان يعمل أيضاً في مجال التعليم آنذاك.. وتم زواجها في تلك الفترة من الأستاذ/ التوم علي والذي رحل عنها مبكراً.. حيث ترملت منه وهي في ريعان صباها تاركاً لها ثلاثة أطفال... ثم انتقلت (حال حياة زوجها) إلى منطقة مكلي في عام 1955م.. حيث افتتحت مدرسة البنات فيها..وانتقلت بعدها للقضارف حيث عملت بمدارسها خلال عامي 1955-1956.. عادت بعدها إلى مدينة كسلا حيث عملت ناظرة ومديرة لمدرسة الميرغنية الأولية بنات 1957 ثم مدرسة الحامية الأولية بنات والتي عملت فيها كأول مديرة لها بعد افتتاحها في عام 1964... للأستاذة نفيسة عبد القادر يعود الفضل في تعميم النشاط المدرسي بمدارس البنات بكسلا والنشاط المسرحي والرياضي بصفة خاصة.. اشتهرت الأستاذة عبدالقادر بصرامتها الشديدة وحرصها الدائم على مواصلة تعليم البنات.. حيث يذكر أنها كانت تجوب البيوت للتلميذات اللاتي يتغيبن عن الدراسة وتساهم في حل مشاكلهن... اهتمت اهتماماً خاصاً بتعليم المرأة في ريفي كسلا ووجهت كافة طاقاتها لتحقيق ذلك الحلم.. والذي يتمثل بقيام مدرسة بنات في كل قرية من قرى ريفي كسلا.. وقد كان لها ذلك حيث قامت بافتتاح مدرسة سيلكاى الاولية بنات ومدرسة عدّ سلك الأولية بنات ومدرسة ود شريفي الأولية بنات ومدرسة عواض الاولية بنات ومدارس قلسة وفاتو الابتدائيتان للبنات.. أنجزت كل ذلك بعزم الرجال وإرادة قلما تتوفر لامرأة في ذاك الزمان... ولقد كان ذلك عندما تولت مسئولية إدارة التعليم الريفي بمكتب تعليم كسلا... ثم طافت بعد ذلك وهي تحمل تلك الشعلة كموجهة ثم كبيرة موجهات المرحلة الابتدائية بنات في الفترة من 1968 وحتى 1975... وظلت عطاءً مستمراً وشعلة لا تخبو.. حتى تقاعدت للمعاش في 1987م... في صبيحة يوم الاثنين 15/2/1989 فجع جيرانها وحبانها.. بل فجعت مدينة كسلا كلها بوداعها... حيث أسلمت روحها لبارئها... وهي تمسك بتلك اليد ذات المعول وشمعة على يمناها كانت في أوج اتقادها... رحلت عنا (الناظرة) كما كان يحلو لجيرانها تسميتها... بعد أن خطت سيرة من أنقى السير.. وعبرت فيها طريقاً وعراً وغرست في نفوس أغلب بنات كسلا ونساءها حرفاً أو معلومة... قابلتها قبل وفاتها بأيام وحاولت مواساتها في ما تشكوه من الآلام فقالت لي:- أنا والله يا ولدي.. لو متَّ وأي إنسان علمته حرف واحد.. قال اللهم ارحمها.. فهذا يكفيني... اللهم ارحمها رحمة واسعة وأدخلها جناتك من أبوابها الفسيحة.. فلقد كانت وبحق رسول علم ومعرفة... استدراك: الشكر لكريمتها الأستاذة/ سامية التوم والتي أرفدتني بكثير من معلومات هذا البوست... وإلى لقاء قريب.. مع شعلة قادمة من النور والمعرفة... ولنجعل هذا البوست نصباً تذكارياً لهن وبعض من آيات العرفان. نصر الله علي عيسى

Quote: لأنس الذي لا أعرفه ...حتي أن قرات ما كتب .... اناديه ... هل لك في " حوار " فاق عمره الاربعين

Quote: رغم إنه ما في صور لكن برضو ما شفنا صحبانا أولاد دفعة خالد أري ، أسامة البليل ، عمر حميدة

Quote: رغم إنه ما في صور لكن برضو ما شفنا صحبانا أولاد دفعة خالد أري ، أسامة البليل ، عمر حميدة

Quote: الصور في غاية الروعة كروعة أهل القاش ،،،، جمال في جمال شكراً لكل أبناء كسلا الذين وقفوا خلف هذا العمل المجيد

وشكراً لمعلومة هاشم محمد هاشم قدرماودينا في هاشم الحسن دا يمين شمال ماعارفنا أسمو دا ماشي وين وشكراً لدفعتكم الإستثنائية فقد كانت تزخر بالنجوم (على حليوة (هاشم الوقيع ، والرشيد ، وجودة ، ومعتصم الساحر) ونجوم كثر) وقد أحرزت مدرسة كسلا الثانوية في عهدهم الميدالية الذهبية في الدورة المدرسية لعموم السودان بعد أن فازت مدرسة إسماعيل الولي بالميدالية لاذهبية بموجب قرار إداري كفل لها النتيجة 1/صفر لصالحها بسبب تأخر فريق كسلا الثانوية عن زمن المباراة الرسمي لمدة 15 دقيقة لظروف خارجة عن إرادته والمضحك المبكي أن المبأراة قد أقيمت بعد ذلك (ودية) وفازت فيها كسلا الثانوية 1/صفر بهدف أحرزة جودة.

Quote: وتلك الليلة كانت أول تجربة لي في الإلقاء فأرجو عذركم أن لم أكن عند حسن الظن بي

Quote: سأخصص عدد من الحلقات لإلقاء نظرة عامة على كسلا في بداية عقد الاربعينات من القرن الماضي وذلك للمساعدة في متابعة الاحداث والحكايات التي ستأتي تباعا بإذن الله.

Quote: أيام زمان ....كانت أيام : بانوراما الحلقة (1) بقلم الأستاذ الطيب محمود النور الاحياء : الميرغنية , حلة الجديد القديمة والحامية هي نهاية العمران من الناحية الشرقية للمدينة ,السوق فى الوسط ثم حي الموظفين , الكاره, البوليس القديم , دردق , حي الباشكاتب و الحلنقة القديمة , نهاية العمران من الناحية الشمالية. غرب القاش , حلة سودان, السواقي الشمالية, السواقي الجنوبية والسكة حديد من الناحية الغربية. حي الميرغنية لم تتغير حدوده ,من الناحية الشرقية الخور الكبير , اذا تعديت الكبري (كبري الجمارك(كان اسمه كبري الختمية) ) , على يسارك بعد الخور مباشرة ( الانادي القديمة) تليها شمالا مباني الدباغة’ ( مكان المسجد حاليا) الى الشمال من مباني الدباغة ارض فضاء تمتد حتى حدود حلة الجديد , يتوسط هذه الارض ملعب لكرة القدم ( المنطقة الصناعية حاليا) , حين تقف عند هذا الملعب وأنت متجه شمالا , يسارك وعلى مد البصر تجد غابة الترعة تحيط بترعة المياه التي تتجمع ايام الخريف وتظل فيها لشهور طويلة ربما تمتد حتى فصل الخريف التالي , ثم لاشىء سوى اشجار الدندور والعشر وبعيدا يبدو لك جبل مكرام . نعود مرة أخرى لنقف على كبري الختمية , وانت متجه ببصرك شرقا , على يمينك طريق ترابي يمر جنوب المدرسة الشرقية حاليا (لم تكن موجودة آنذاك) تستخدمه العربات والناس والدواب من والى الختمية القديمة , يمر هذا الطريق جنوب مقابر (الحسن والحسين) شاقا غابة دوم (ود الرتالي) وجنائن السادة المراغنة قاطعا خور ( الاميري) وصولا الى ساحة الضريح . حركة العربات في هذا الطريق قليلة تنشط نوعا ما ايام الجمع والاثنين وهي مواعيد الزيارة للأضرحة وآبار توتيل وأيضا ايام ( الحوليات) وفي الغالب بستخدم الناس هذا الطريق اما راجلين أو على ظهور الدواب . وبعد الغروب لايجرؤ اي انسان على السير في هذا الطريق. في ذلك الوقت لم ينشأ حي السوريبة من الناحية الجنوبية لحي الميرغنية حيث كنت لاترى سوى الجنائن تتخللها بعض منازل القش . من الناحية الغربية , شرق ملعب نادي الميرغني حاليا كان يمتد جسر ترابي ضخم شمالا بخط مستقيم مارا بمكان المدرسة الاهلية حاليا ثم يلتف غربا جنوب نادي الموظفين ليلتقى بشاطىء القاش . وكان مكان حي الجسر حاليا ومحطة اجب وتوتال وحلة ناس (ابوكرة) عبارة عن متنفس للقاش ايام الفيضان ولقد أزيل هذا الجسر لاحقا عند بناء كوبري القاش القديم واصبح امتداده من جنوب محطة أجب الحالية غربا حتى النهر جنوب الكبري القديم , أما مكان نادي الميرغني حاليا وملعبه فكانا غابة من اشجار السنط .... شمال الحي يبدأ امتداد السوق , مكان محطة شل والمحلية وحديقة البلدية تجد دكاكين الصاغة ثم الحدادين والجلادين حتى سور المستشفى ( تم نقلهم بعد حين الى مواقع اخرى داخل السوق) حيث اقيم مكانهم مبنى البلدية والحديقة وموقف التاكسي , مكان مكاتب الثقافة والاعلام (حوش الزبيدية) شمال الحوش تماما بدأت حركة نشطة لبناء المسجد الكبير .... والى اللقاء في حلقة قادمة .

Quote: ايام زمان ... كانت ايام .... بانوراما الحلقة (2) السوق : تخطيط السوق القديم لم يطرأ عليه تغيير انما حدثت اضافات وتبديل للمواقع , سوق الصاغة والجلادين انتقل لموقعه الحالي شرق المستشفى وكانت المباني من الطين, الحدادين ونجارين العناقريب والسمكرية والغسالين والزعافة شيدت لهم مباني من الطين شرق السوق, المكان الذي فيه بنك الخرطوم حاليا والمحلات المجاورة الى الشمال منه , مساحة خالية في جانبها الجنوبي غرفة كبيرة من الطوب هي نقطة شرطة السوق أو (التمنه) كما كان يطلق عليها , الجانب الشمالي ايضا غرفة هي نقطة الجمارك حيث تأتي (القندرانات) من اريتريا واثيوبيا لتسجيل حمولتها ودفع رسوم العبور الى داخل البلاد , يتوسط هذه المساحة بئر ماء تستخدم لامداد المحلات بالماء للشرب والرش امام الدكاكين حيث أن الرش امام الدكان والنظافة اليومية الزامي لكل صاحب محل ومن يخالف يتعرض للغرامة ويشرف مأمور المركز بنفسه على تنفيذ هذا الامر حيث كان يمر يوميا الساعة السابعة صباحا على جميع المحلات والمطاعم والمقاهي والجزارة وسوق الخضار ليتأكد من ذلك, وإذا أنت مررت بالسوق صباحا فلن ترى كيس طاير ولا اوساخ متجمعة امام المحلات , تستقبلك رائحة البخور التي تنبعث من الدكاكين والمطاعم والقهاوي حيث يحرص كل صاحب محل على اطلاقه استفتاحا , اصحاب المحلات كانوا يمثلون خليطا من جنسيات مختلفة , اليونان ,الهنود, الصومال, الشوام, اليمانية ,الحضارمة , الاثيوبيين الحجازيين, بالاضافة الى الموطنين من كافة ارجاء البلاد. لكل جنسية تخصص تجاري مميز . مكان عمارة العمدة الحالية , مبنى من الطوب من عدة غرف هو مقر عمدة المدينة ( العمدة احمد جعفر) عليه رحمة الله , أمام المبنى من الناحية الغربية شجرة جميز ضخمة يتفيأ ظلالها المراجعين واصحاب القضايا. أشهر المطاعم في ذلك الوقت مطعم عمنا (احمد طيارة) ومطعم (يوسف ود النجار ) عليهما رحمة الله , ومطعم الخواجة( مندلي) وكان ملتقى (الموظفين) صفوة المجتمع آنذاك , اشهر القهاوي ( قهوة الممرضين وقهوة زروق ) حيث جهاز الراديو الوحيد بالسوق وربما بالمدينة كلها, والذي يعمل بالبطارية الجافة , يجتمع رواد المقهى عصرا امام المقهى , الارض مرشوشة الكراسي والطاولات منتهى النظافة, يستمعون الى الاخبار من اذاعة لندن واذاعة امدرمان التي كان يبدأ بثها الساعة الرابعة عصرا وحتى التاسعة مساء. اشهر الترزية(بدل وبنطلونات) عمنا (عبد السلام بلال) وعمنا ( علي عبد العزيز) وكان لي شرف العمل معهما صبيا , وهذه حكاية سيأتي ذكرها لاحقا .... اشهر نجارين الموبليا عمنا (مصطفى خليفة) و(محمد الخليفة طويل) الحكم المعروف . رحمهما الله اشهر نجارين العناقريب عمنا (سلمان طيفور) الذي تعلمت نجارة البنابر على يديه , واعمامنا( صديق الامام , محمد الامين المقبول, حسين عبد العال, صديق مصطفى, ابكر قاضي, احمد الريح) اشهر بائع شاي متجول بامتداد سوق الحدادين والنجارين , كان عمنا (احمد عثمان ) الملقب بـ(الجيقني) وهو صاحب قهوة النيمة مقابل الموقف الان. والى اللقاء في حلقة اخرى عن السوق

Quote: ايام زمان ...كانت ايام بانوراما الحلقة (3) السوق الحديث عن السوق لا يكمل , لأن السوق في ذلك الزمان كان هو مرآة المدينة , وكل الناس فى السوق: كبار ,صغار , نساء , اطفال , لاتجد بالاحياء من الصباح حتى المساء سوى النساء والفتيات والاطفال اقل من خمسة سنوات والعجزة , اما البقية فالكل مرتبط بالسوق بصورة أو بأخرى, الذين يعملون بالسوق هؤلاء من صباح الرحمن بالسوق وحتى الغروب , الذين يعملون بدوواين الحكومة , يمثل لهم الحضور الى السوق ترفيها , حيث لكل مجموعة دكان أحد اصدقائهم يجتمعون أمامه للأنس وسماع الاخبار , أما صغار الصبية , فإن الحضور الى السوق الزامي , بعد المدرسة وتناول طعام الغداء , لا جلوس بالبيت ولا تسكع فى الشوارع , كل واحد له مكان صنايعي يذهب اليه حتى مغيب الشمس , ولذلك سبب وجيه , حيث أن الاستمرار بالتعليم كان من الصعوبة بمكان , المدارس قليلة , فرص الوصول الى مرحلة أعلى تكاد تكون معدومة , فكانت نظرة الاباء تطبيق المثل (صنعة في اليد أمان من الفقر) فإن نجحت فى الدراسة وتهيأت لك السبل للاستمرار كان بها ,وإن تعثرت بالدراسة تكون صنعتك جاهزة , وكنت تجد الصبية عند الترزية والنجارين والحدادين والمتاجر بحسب علاقة الوالد بصاحب المحل وليس لك الاختيار, وعموما كانت نظرة صائبة , فأغلب الصنايعية اليوم هم نتاج لهذا الاسلوب . ولا يفوتني أن اذكر أن اصحاب المحلات كانوا على قدر المسؤولية , رعاية لصبيهم وتهذيبا وتعليما للصنعة بكل اخلاص , ليس ذلك فحسب , بل يهتمون بالتحصيل الدراسي لصبيهم , ويتابعونه ويسألون عنه معلميه , عن سلوكه , ومستواه ,ويحتفون بنجاحه , ويتباهون به . وإن لم يسعف صبيهم الحظ بالاستمرار في الدراسة , فإنهم يحتضنونه ويتدرج معهم حتى يتقن المهنة , فإما استمر معهم , أو يساعدونه فى بداية عمله منفردا. أماكن تبدلت مواقعها: السجن فى مكان وزارة التخطيط(الاشغال سابقا) , البريد فى الجزء الجنوبي من رئاسة المديرية( أظن رئاسة المديرية هي المالية حاليا) التعليم فى الجزء الغربي من رئاسة المديرية , بيوت السجانة غرب منازل الاطباء حاليا , مكان السينما الوطنية ,مدرسة صغرى ( والمدرسة الصغرى للعلم هي مدرسة أقل من الأولية ذات ثلاثة صفوف فقط ولمن اراد الاكمال عليه باداء امتحان للالتحاق بالصف الرابع بالمدرسة الاولية), جنوب منازل السجانة وشرق المدرسة الصغرى مساحة كبيرة من الارض مخصصة للاحتفالات الرسمية والدينية وأظن لايزال جزء منها موجود حاليا, المدرسة الاهلية كان سورها الشرقي عند نهاية مباني الصفوف من الناحية الشرقية وبينها وبين (حوش الزبيدية ) من الشرق مساحة خالية وكانت تتكون من مبنيين الجنوبي مدرسة متوسطة والشمالي مدرسة أولية أهلية (أصبحت لاحقا امتدادا للمدرسة المتوسطة) . ............. أشهر الحدادين(ليس حصرا) أعمامنا( موسى مليت, أونور على , عبد الله قريقر, محمد(ابوكراع) اشهر السمكرية ( خليل (كوم اللوم) الذي كان صاحب صوت رخيم لا يتوقف عن الغناء وهو يعمل الا نادرا . اشهر الجزارين (بدون حصر) : ( الجاك النصري وأخيه خليل, ابو حسين, عطية(صاحب المطعم لاحقا) ,عثمان كربن, اولاد الشنوق , الخليفة متولى ابوالنجا ...) والى اللقاء في حلقة أخرى عن السوق.

Quote: كفــر ووتــر أود أن أوضح بأني اكتب الآن عن فترة محددة من تاريخ كسلا , من بعد الحرب العالمية الثانية وحتى الاستقلال , ثم ننتقل بعدها الى فترة أخرى, وهكذا... ....... الكورة كما ذكرت فى حلقة سابقة , كان هنالك ملعب لكرة القدم فى مكان المنطقة الصناعية الحالية, وكانت المساحة التي بها الان نادي وملعب التاكا و (المرحومة)السينما الشرقية , عبارة عن ارض فضاء , في الركن الشمالي الشرقي منها ومقابل حلة الجديد , مخزن حكومي للمواد البترولية. كان الملعب المذكور متاحا لجميع الفرق المتواجدة آنذاك, للتمارين والمباريات , قبل انشاء دار الرياضة, ويعتبر هذا الملعب اخر مساحة لعمران المدينة من جهة الشرق, لا أذكر بالضبط الفرق الرياضية وقتها , متأكد تماما من وجود فريق الميرغني ( ليس انحيازا) وفريق الشباب , التاكا , لكن عموما , فإن الحركة الرياضية كانت محلية بحتة , منافسات حبية , ومبادرات فردية لاقامة مباريات بين الفرق (تحت مسميات مختلفة) وما يهمني هو التحدث عن اخلاقيات الرياضة وقتها واخلاص اللاعبين لفرقهم . حيث كان التنافس شريفا نزيها يتم فى صورة نادرة من الترابط بين اللاعبين من مختلف الفرق, وكان كل لاعب يلتزم بتجهيز ادواته الرياضية من حر ماله , لا مطالب , ولا عدادات , لا معسكرات , ولا حتى حوافز, ولا مدربين , كل واحد عارف مهمته فى الملعب , حتى عصير الليمون اثناء التمرين مشاركة بينهم. وأقول للجيل الحالي أنه كان لدينا لعيبة عباقرة موهبون لو كانوا في الزمن الحالي لتسابقت عليهم الفرق الاجنبية قبل المحلية , ربما يقول البعض انها مبالغة ولكنها الحقيقة , فـ(علي شاويش) كان عبقريا موهوبا , حريفا, لو قارناه بالمتواجدين حاليا لتقريب الصورة , لقلنا أنه مزيج من (ماردونا ورونالدينو) , قناص , مراوغ , ولقد ذكرت كابتن على كمثال , إذ أن هنالك آخرون في نفس المستوى , وبهذه المناسبة ,هناك طرفة كان يتناقلها الناس انذاك , حيث كان لفريق التاكا حارس مرمى أثيوبي اسمه(قرماي) , لا يرعبه سوى كابتن على , فكان كل ما يستلم كابتن على الكرة , يصيح (قرماي ) في المدافعين: ألي ساويس امسكني ..الي ساويس امسكني , أي ماعليكم بالباقين بس امسكوا علي شاويش . اسماء لاعبين (ليس حصرا) : (كنيسة, عبد الكريم اب شاخورة, فرح, عبد العزيز طه, اولاد شاويش , اولاد البيه, جارو, عبد العزيز عطا المنان , تمار (من فريق الاخلاص اروما) ومقولته المشهورة (جرب اخويا) حينما يصل بالكرة الى خط التمنتاشر , سعيد ادم وادريس ادم (الجراح), درنقه...... ) ....... الوتر الحركة الفنية فى ذلك الوقت كانت تنحصر في احياء ليالي الافراح , وربما لم تكن بالزخم الحالي نسبة لنظرة الناس السالبة للغناء والفن عموما , بالرغم من ذلك برز بعض هواة الفن وعطروا ليالي الافراح بفنهم الاصيل , حبا للفن ليس الا , لايأخذون مقابل لذلك , بل يساهمون مع اهل المناسبة بمالهم وجهدهم , وكان التقليد يومها اثناء الحفل أن تجلس الفتيات على الابسطة (السباته) وظهورهم الى الساحة , فى وسط الساحة مجموعة من ( الرتاين ) وهي مصابيح قوية للانارة تعمل بالجاز , فى الناحية المقابلة للسباتة يجلس الفنان وفرقته, بعيدا الى اليسار واليمين يصطف الشباب , ثم يبدأ الفنان بالغناء ( الرمية أولا) , حتى يعطى فرصة لقيام الفتاة التي عليها الدور للرقص بتجهيز نفسها , وحين تتوسط الساحة يبدأ فى غناء الاغنية الرئيسية. كانت هناك فرق حقيبة وفرق الآت حديثة(عود وكمنجة), اذكر منهم عمنا سليمان عبد الله (حقيب’) يوسف عبدالله (يغني بالعود) عبد الكريم ابشاخورة(عود) حسن حسين صومالي (كمنجة) عبد القادر صومالي(مغني) وبين حين واخر (محمد احمد سرور ) بحكم زواجه من كسلا, ولا أنسى حينما حضر ( الكاشف) لاحياء حفلات طهور اولاد (حاج عثمان) حيث امتلأت دار عمنا (حاج عثمان ) والشارع بالمستمعين , طبعا لا يوجد وقتها مكبرات صوت , حيث يعتمد الفنان على قوة حنجرته لاسماع الحضور, وكان ذلك مقياس نجاح المغني,. وبعد الحفل ترى شباب كل حارة يحيطون بفتيات حارتهم لحراستهم حتى تصل كل واحدة الى منزلها , بكل ادب واحترام , يا له من زمن....

Quote: امتحان اللجنة ..عنق الزجاجة الاسفل في المسيرة التعليمية فى اربعينات القرن الماضي وعنقها الاعلى والاضيق كان الامتحان لدخول المدارس الثانوبة . ثم (خرم الإبرة) امتحان كمبردج لدخول الجامعة . .......... كانت المدارس الاولية بالمدينة اقل من عدد اصابع اليد الواحدة , الاميرية الاولية, الاهلية الاولية, غرب القاش, الختمية , وهنالك بعض المدارس الصغرى التي تغذي المدارس الاولية بتلاميذها بعد الصف الثالث, منها مدرسة البوليس الصغرى(مكان السينما الوطنية) الميرغنية الصغرى(مكان المدرسة الشرقية) الحلنقة الصغرى . هذه المدارس الاولية وجميع المدارس الاولية من درديب شمالا الى الحواتة والمفازة جنوبا , يجلس تلاميذها لامتحان يسمى ( امتحان اللجنة) المؤهل للدخول الى المدارس الوسطى والتي كانت في كل هذا الامتداد موجودة فقط بمدينة كسلا( الاميرية الوسطى, الاهلية الوسطى) , أكثر من ألف تلميذ , يتم قبول 80 تلميذا فقط والبقية إما الاعادة لمن له بقية من أمل في الاستمرار أو التوجه لتعلم مهنة تعصمه من الفقر. وسبب تسميته بـ(امتحان اللجنة) , أن التلميذ بعد نجاحه من ضمن العدد المحدد , يقابل لجنة مخصصة للنظر في امكانية قبوله أم لا , حسب عمره , من زاد عمره عن 12 عاما , لايتم قبوله , ويصعد الاحتياطي مكانه , وكان الدخول للمدرسة الوسطى حلما بعيد المنال , وبالرغم من حدة التنافس , إلا أن التلاميذ كانوا لايعرفون شيئا اسمه المذاكرة في البيت أو الدروس الخصوصية , أو المراجعة وفصول التقوية, فقط ما تختزنه ذاكرتهم من شرح المدرس في الفصل , حتى ايام الامتحان عادي جدا أن نذهب الى معلمينا فى السوق ثم نعود الى منازلنا مساءاً , ننام ملء جفوننا , ثم نتوجه صباحا لاداء الامتحان. بعد مدة زاد العدد المقبول الى 120 تلميذا بانشاء نهر جديد بالمدرسة الاهلية الوسطى , مكان الاهلية الاولية, واكب ذلك زيادة عدد المدارس الاولية بالمدينة خاصة وباقي المديرية عامة, وكانت داخلية الاميرية الوسطى تعج بالطلاب من كافة انحاء المديرية , منطقة القضارف , القاش, منطقة درديب, قوز رجب , البطانة , حتى من داخل اريتريا , حيث أنها تتبع الادارة البريطانية آنذاك , أذكر أنه كان معنا تلاميذ من مدرسة (على قدر) . طبعا الاربعين الاوائل يقبلون بالاميرية والبقية بالمدرسة الاهلية, ...... نأتي لعنق الزجاجة الأضيق .. الدخول للمدارس الثانوية .. كل المدارس المتوسطة بالقطر تمتحن امتحانا مركزيا للدخول الى المدارس الثانوية قليلة العدد ( بورتسودان الثانوية, حنتوب , خور طقت , وادي سيدنا , الخرطوم الثانوية) الى جانب معاهد المعلمين فى(بخت الرضا , شندي , الدلنج ) وهذه أضعف الإيمان, وحينهاعرفنا المذاكرة والمراجعة والمذكرات ,الموضوع اصبح(160×5=800) يعني (مخارجة بشق الانفس ). والنتائج تذاع من الاذاعة , وأذكر أن الاميرية الوسطى والاهلية كانتا من أشد المنافسين في هذا المجال , حيث كان 95% من طلابهما يجتازون هذا الامتحان بجدارة , ....... بعد الانتهاء من الدراسة الثانوية , يأتي امتحان كمبردج, ( خرم الإبرة ) للدخول الى الجامعة, (جامعة واحدة)والجامعة يدخلها على الاكثر 200 طالب , وسمي امتحان كمبردج لأنه يحرر ويطبع في بريطانيا , طبعا كما هو معلوم مواد الدراسة بالمدارس الثانوية معظمها يدرَس باللغة الانجليزية . ..... المعلمون في ذلك الزمن الجميل (على سبيل المثال لا الحصر): عبد الحميد جبارة, عبد الرحمن السيد بيه, عمر السيد مسعود , هاشم خليل, محمود عبد الحليم, (الوسطى) محمد جباره , الزين حامد, السيوفي, عصام محمد خير , حسن محمود, بيومي, سيد الياس, مكي محمود الرشيد....

Quote: سينما .. سينما (1) اطلق انشاء السينما بمدينة كسلا في نهاية الاربعينات , صافرة النهاية لعقود من الانغلاق , وانعدام وسائل الترفيه , و(النوم من المغرب), حيث كانت التسلية المتاحة حكايات (الزير سالم) و(عنترة) و(ابوزيد الهلالي) يحكيها أحد الكبار داخل المنازل بين المغرب والعشاء , يتحلق حوله الجميع يستمعون , وكانت هذه الحكايات تُحكى مسلسلة , كل يوم حلقة, حسب مزاج الراوي. ولكم أثرت خيالنا تلك الحكاوي. وكانت ايضاً بداية لتغيير طال كافة أوجه الحياة بالمدينة , تزامن ذلك مع بداية عمل (شركة النور) _ الهيئة القومية للكهرباء حاليا_ وانشاء المجلس البلدي , وما تبع ذلك من إنارة للشوارع والمحلات وبعض المنازل , واصبحت المدينة التي كانت تنام بعد مغيب الشمس , وتخلو شوارعها تماما بعد العشاء, تموج بالحركة مقاهيها ومطاعمها وشوارعها حتى مابعد العاشرة ليلا, حتى الذين لا يرتادون دار السينما , كانت المقاهي والمطاعم ملاذهم لسهرة بريئة , انتظارا لخروج رواد السينما.(سينما اسلام) كما درج الناس على تسميتها نسبة لمديرها وابن مالكها (اسلام السيوفي). وكانت ايضاً مصدر رزق لشريحة من السكان عملوا بها فى مهن مختلفة , بيع التذاكر , حراسة الابواب, الدعاية, تقديم المشروبات داخل صالة العرض, استلام التذاكر عند بوابات الدخول , وآخرون نصبوا طبليات التسالي والطعمية امام الدار , وأولئك الذين يحرسون الدراجات . تصميمها الخارجي ظل كما هو تقريبا حتى ازالتها , اما من الداخل فقد تمت عدة تعديلات من أهمها (الشاشة) ,إذ أن الشاشة في البداية كانت عبارة عن قطعة قماش سميك ابيض اللون , مقاساتها(5×5) تقريبا , مشدودة على عمودين من الحديد على مسطبة من الطوب ارتفاعها متر ونصف , الافلام (ابيض واسود) , ثم تعدلت بنفس مقاساتها وبنيت بالطوب والاسمنت , لأن شاشة القماش كانت عرضة للتمزيق من قبل الجمهور احيانا ,إن لم يعجبهم الفيلم , أو بفعل الرياح , بعد ظهور اسلوب العرض(سينما اسكوب) والافلام الملونة, تم تعديلها لتصبح في شكل مستطيل مقعر قليلا من الوسط. تقسيم صالة العرض لجلوس المتفرجين لم يطرأ عليه تغيير يذكر , إلا في نوعية الكنب والكراسي ربما , اسعار التذاكر في متناول اليد(فريني ) للصالة الشعبية(ثم (شلن )و(سبعة قروش) و(ريال ) للدرجات الأخرى صعودا , (الفريني = قرشان ) (الشلن=خمسة قروش) ( الريال= عشرة قروش) وهذا الشرح لجيل مابعد الحداثة. .... وحتى حلقة قادمة أمدكم الله بالعافية .

Quote: العجلاتية العجلاتي .. كانت مهنة مزدهرة في الخمسينات والستينات وحتى السبعينات من القرن الماضي, وبسبب قلة وسائل المواصلات العامة , فإن كثير من الناس كانوا يعتمدون على (البسكلته) فى حلهم وترحالهم , خاصة من كانوا يقيمون بأطراف المدينة(غرب القاش, الختمية, البرنو...الخ) ومن هنا بدأ ظهور محلات العجلاتية للقيام بخدمة التصليح وتوفير (بسكلتات) بالايجار لمن لايستطيع اقتناء واحدة, وكان العجلاتية يقدمون خدمة الايجار بمنظور تجاري غاية فى البساطة , فهنالك إيجار بالساعة تنازلا حتى ربع ساعة, وإيجار بالليلة , وإيجار بالشهر. لكل حسب احتياجه. كانت محلات العجلاتية غاية في الترتيب والنظافة , وكنت ترى (بسكلتات ) الإيجار مصفوفة أمام المحل , نظيفة , لامعة, متنوعة الاحجام والاشكال , بسكلت بسرج خلفي , وبدون سرج , بسكلتات للصغار , بسكلتة عادي (اطار رفيع) بسكلته دبل ( اطار عريض ) ثم ظهرت مؤخرا بسكلتات الخدمة والتي لها قفص حديدي بالمقدمة للتحميل وكل له أجرة خاصة. الشىء المدهش , دقة االعجلاتية فى احتساب المدة الزمنية للايجار , لا زيادة ولا نقصان للمدة التي تطلبها, والمدهش أكثر أن مستأجر البسكلتة لا (يغالط) والثقة متبادلة . فقط كان هنالك بعض الصبية يتعمدون التأخير ثم مغالطة صاحب المحل , وكانت لدى العجلاتية نظرة ثاقبة في معرفة المتلاعبين وهؤلاء كانوا يعاقبون بالجلد من العجلاتي والحرمان من التأجير لاحقا. من أشهر أصحاب محلات (البسكلتات) .. (سليمان التهامي...سعد عطا الله.. العم عبد الله..عبده محمود(ولع).. احمدون.. ) كان لقيادة البسكلتة قانون يعاقب كل من خالفه ( ممنوع قيادتها ليلا بدون مصابيح أمامية وخلفية..ممنوع ركوب شخصين على بسكلتة واحدة.. ممنوع القيادة بدون (فرامل) ..) وكان من يمتلك (بسكلته) يعتني بها عناية خاصة , تشحيم وغسيل وزينة وأنواع من الاجراس , وهي عنوان لمالكهاا , خاصة إن كان شابا (دون جوان) ... نادرا ما كان طلاب المدارس يمتلكون بسكلتات إلا قلة من أولاد الموسرين ...حينما كنا بالمدرسة الاميرية المتوسطة كنا نسير من حي الميرغنية الى المدرسة (كداري) ولم يكن بالمدرسة كلها طالب يمتلك يسكلتة سوى طالب واحد فقط وكان حديث المدرسة...وهدفا لمشاكسات بعض الطلاب (الحقد الطبقي).... كان محترفي ركوب البسكلتات يقومون باداء حركات مدهشة أثناء القيادة...... القيادة بدون مسك الميزانية, رفع الارجل على الميزانية , القيادة بالاطار الخلفي والامامي مرفوع ... أشهر محترف لقيادة البسكلتة كان شابا من قبيلة النوبة اسمه ( الجيكو) وهو فني اصلاح بسكلتات , كان يقوم باداء حركات بالبسكلتة غاية في الاثارة والروعة . واندثرت اميراطورية البسكلتات أو كادت بامتداد المدينة وظهور وسائط المواصلات الجماعية المختلفة .....( زمن)

Quote: السيرك الهندي محظوظٌ من ولِد في أو قبل العام 1956 م (ق.م) .. لأنه حتماً سيكون قد سمع أو شاهد السيرك الهندي وهو يحط رحاله بالمدينة وينصب خيمته الضخمة .. العالية... في الفضاء شرق حلة الجديد مكان ميدان الجمهورية والمجلس التشريعي .. وتتناثر من حول الخيمة.... المنازل المتحركة لاعضاء السيرك وأقفاص الحيوانات... كان ذلك في بداية الستينات (ق.م) ....الحقبة التي شهدت حراكاً ثقافيا وأدبيا ورياضيا وفنيا .. عم جميع مدن السودان .. وكان ذلك بمبادرات وزارة الاستعلامات والعمل والتي كان من مهامها الاشراف على الاجهزة الاعلامية والرياضية.. وكان على رأس الوزارة المرحوم اللواء(طلعت فريد).. الذي بدأت فى عهده النهضة الرياضية والفنية باستجلاب الفرق الاجنبية لاقامة مباريات مع فرق المقدمة السودانية ..كما أُنشأ فى عهده المسرح القومي .. الذي احتضن الكثير من الفعالبات المسرحية والفنية ومنها مهرجانات الأقاليم التي ساعدت في إبراز العديد من المواهب الفنية الإقليمة .. وشهدت هذه الفترة أيضاً بداية البث التلفزيوني. وكان السيرك الهندي واحدا من وسائل الترفيه التي درجت الوزارة على استجلابها .. وجعلها تطوف بمختلف المدن السودانية... ومنها مدينتنا التي كانت في ذلك الوقت تتلمس طريق الانفتاح الثقافي والحضاري .. الخيمة الرئيسية للسيرك رحبة واسعة من الداخل ... في وسطها دائرة كبيرة تلتف من حولها في شكل دائري أيضا المقاعد الخشبية المدرجة لجلوس المتفرجين .. الدائرة الوسطى تقدم بها عروض السيرك .. ويالها من عروض.. قفزات بهلوانية من أعلى الخيمة التي ترتفع الى أكثر من عشرة أمتار... رقصات الخيل وانصياع الاسود والنمور لأوامر مرويضيها.. الاستعراضات الضاحكة .. التأرجح على الحبال وتبادل الاماكن .. والانفاس المحبوسة والشهقات .. عالم من الحركة والإثارة لا تحس فيه بمرور الوقت .. ولا يعطيك فرصة لالتقاط أنفاسك...وكان حدثاً ملأ ليل المدينة بالحركة .. ومجالسها بالحكايات..واستمرت عروض السيرك اليومية لأكثر من شهر ... ومن الطرائف أنه في ذات مرة ومجموعة من شباب وشابات السيرك كانوا يقومون بالالعاب البهلوانية على الحبال ويتبادلون المراكز وهم فى الهواء بدقة وتنسيق غاية في الروعة.. إذ أفلت الحبل من يد إحدى الفتيات وسقطت من أعلى .. وحبس الجميع أنفاسهم .. ولكن تحسبا لمثل هذه الاخطاء توضع دائما شبكة متينة من الحبال أسفل موضع أداء الالعاب .. فسقطت الفتاة على الشبكة .. وقفزت واقفة تحي الجمهور الذي صفق لها كثيرا.. وتذكرت أن هذا الموقف كان في حاجة لصديقنا الذي وقف في قاعة السينما حين أصيب البطل بالرصاص فصاح في المشاهدين المشدودة أعصابهم( ماتخافوا .,.. البطل ما يموت)......زمن. تنويه: (ق.م) يعني القرن الماضي.

(عدل بواسطة Sidig Rahama Elnour on 01-08-2008, 12:10 PM)

Quote: درب القراية ام دق (1) (خلوة فكي حمزة) كانت الخلاوي تنتشر في أحياء المدينة يرتادها صغار الصبية وكبارهم , بعضها يشرف عليها (مشايخ) مؤهلين.. متمكنين .. والقليل منها أُبتلي بمشايخ كل مؤهلاتهم حفظهم لبعض السور , وعصا غليظة. كل ذلك كان غير مهم بالنسبة لاولياء الأمور المهم إيجاد مكان لإيواء الصبية خلال النهار والتخلص من شقاوتهم ..وشاء حظنا العاثر أن نلتحق بخلوة فكي حمزة.. وياله من رجل .. بسطة في الجسم كمصارعٍ ضل طريقه إلى الحلبة..أسود اللون .. عيون حمراء .. نظراته تبعث الرعب في قلوب الكبار ناهيك عن صبية صغار.. متعته الكبرى الضرب .. بسبب وبدون سبب..وبما أن الخلوة ليس لها قواعد قبول فإنك تجد صبية صغار السن وآخرين على أعتاب المراهقة.. تسمع وأنت تقترب من الخلوة ضجيج أصوات بكل السلالم الصوتية..الرفيعة والخشنة وبين بين..وفي أغلب الاحوال يتعالى صراخ يُنْبِىءُ بعقابٍ يجري تنفيذه..(خلوة فكي حمزة مكانها الآن صف المتاجر الذي يقابل سوق العدة من ناحية الجنوب)..ولقربها الشديد من السوق كنا نخرج حين يكمل أحد الصبية حفظ جزء من القرآن لنجوب المحلات حاملين الواحنا يتقدمنا المحتفى به.. وتسمى هذه الجولة ب(الشرافة)..إن لم تخذلني الذاكرة...نقف أمام المحل ويبدأ المحتفى به في التلاوة ونحن نردد معه .. فيتحفنا صاحب المحل بكمية من التمر والحلوى أو الفول وفي أحيان بضعة قروش .. ثم نتحرك للمحل الذي يليه وهكذا.. في نهاية الأمر نحمل كل هذه الغنائم الى ( الشيخ) ..الذي يتمعن فينا بعيون صقر عله يكتشف إن كنا خبأنا شيئاً من الغنيمة.. وهل نستطيع؟.. في نهاية الاسبوع كان لزاماً علينا إحضار (قرش الخميسية) وهو مبلغ قرش صاغ يدفع للشيخ نهاية كل اسبوع..والويل لمن يتأخر في الدفع .. ( الفلقة) جاهزة.. حبل يتدلى من السقف تربط به الرجلين في وضع بزاوية تمكن الشيخ من إنزال عصاه عليهما وهو جالس على عنقريبه.. بقوة وعنف.. لم نطق صبراً .. وامتنعنا عن الذهاب الى الخلوة زمناً.. وكنا نتسقط أخبارها من بعد.. حتى علمنا أنها قد أغلقت أبوابها بهروب معظم الصبية منها.. ثم سمعنا أن فكي حمزة إلتحق بالعمل مع الشركة التي تشيد كبري القاش (القديم) .. ثم سرت شائعة قوية بيننا أن فكي حمزة اعتقلته الشرطة بتهمة سرقة حديد وأخشاب من موقع العمل .. حقيقة أم لا .. إلا أنها بعثت في دواخلنا شيئاً من الفرح الممزوج بالتشفي .

Quote: أم نــــوِيِــــــــوِيـــــرة وأخـــــواتــــهــــــا أم نويويرة .. تلك العلبة الصفيحية المثقوبُ أعلاها ليُمرر من خلاله شريط قماش يتشبع بالجاز الموجود داخل العلبة ثم يُشعل أعلاه ليعطي ضوءاً اصفراً باهتاً وكثيراً من الدخان الأسود الذي يجعل الدموع تسيل من العيون ...هذه كانت وسيلتنا للرؤية الليلية في الزمن الغابر.. رفيقة مذاكرتنا والتي أورثتنا ضعفُ في الابصار حال لاحقاً دون طموحاتنا والالتحاق بالوظائف المعتبرة التي يتطلب شغلها أن يكون بصرك( ستة على ستة).. المترفون الذين كانوا يسكنون منازل مبنية من الطين أو الطوب,كانت لهم ( أم نويويرتهم) .. مغطاة من أعلى بزجاجة مخروطية شفّافة.. يضع البعض منهم خلفها مرآة عاكسة .. لزوم تكبير مساحة الضوء.. ومن هم أكثر ترفاً استخدموا ( الفانوس) بمقاساته المختلفة .. وماكنا من المترفين .. لذا فإن ( أم نويويرتنا) كان لها بعدها الدرامي أحياناً حين تتعثر بها عجوز نصف عمياء فتسقط منها على جدار الراكوبة ( القصبي).. فتشعل حريقاً يمتد ليلتهم عدداً من القطاطي والرواكيب والدهر تيران.. وينفجر الفضاء بصيحات( الحرييييييييييقة.... الحريييييييييييييييقة).. وكم من أرواح راحت في خضم الفوضى والظلام.. ونكاد حينها نحن الصغار نموت خوفاً ورعبا. أما ( الرتاين) فهذا ترف غير متاح إلا لقلة من الأغنياء ولا تستخدم إلا في المناسبات.. وكان أصحابها لا يبخلون بإعارتها لأهل الحي..وحتى هذه لا تسلم أحياناً من ( عكازة) مخمور استخفه الطرب أو استفزه موقف ما .. فيعلن عن ضربة بداية المعركة( الشكلة) بتحطيم الرتاين .. فيعم الظلام ولا تسمع سوى صوت العكاكيز ( لب .. بردلب..) وصيحات الحنق وآهات المفلوقين..تعانق اصوات النساء الثاكلات ... ويختلط الحابل بالنابل ..ولا تدري من ضد من .. ولماذا..؟ في الصباح تبدأ الرحلات المكوكية لـ( الجودية).. لرأب الصدع واصلاح ذات البين وتصفية النفوس وفي الغالب الأعم ينجح مسعاها. (زمــــــــــــن )

Quote: الإسبتاليـــــة ورغيفها ( الشّحمان) كنا نسعد حين نسمع كبارنا يقولون ( فلان الليلة رقدوه اسبتالية)..ومبعث سعادتنا ليس تشفياً لمرض هذا القريب, إذ مايعنينا هو أن هذا الحدث سيتيح لنا غنيمة معتبرة من رغيف الاسبتالية.. الذي يتحفنا به المريض عند انتهاء الزيارة.. فكنت ترانا نركض ساعة الزيارة صوب الاسبتالية حاملين سلة الزيارة بما تحتويه من نرامس الشاي والقهوة ذات الغطاء الفليني.. وحين نصل تتركز نظراتنا على النملية الموضوعة على الطاولة بجانب المريض لنطمئن على وجود مبتغانا بداخلها..رغيف الاسبتالية وما أدراك ما رغيف الاسبتالية..مدور مكور مقمر منتفخ , يشوب البياض حمرته, يزهو بين الرغيف بـ(لبته) البيضاء الناصعة كالدبلان..وكيف لا يزهو وهو صناعة خاصة بالاسبتالية لا يُستلم إلا بعد فحص وتدقيق ووزن.. يوزع على المرضى مع الوجبات المقررة لكل مريض على حده حسب أوامر الطبيب.. وبمتابعة دقيقة من المشرفين على التغذية وعلى مطبخ الاسبتالية, ذلك المطبخ الذي إن دخلته فكأنك داخل مطبخ فندق (خمسة نجوم) النظافة هي السمة الغالبة عليه من المعدات حتى العاملين ..تخرج منه الوجبات في مواعيدها المحددة وتوضع لكل مريض وجبته المخصصة على الطاولة المجاورة لسريره الابيض اللامع ذو الملاءة التي يجري نبديلها يومياً , وعلى الطاولة نملية صغيرة لتغطية الأكل , تحسباً من الحشرات الطائرة والتي أجزم بأنه لا سبيل لها مع كل هذه النظافة والعناية والمبيدات والمنظفات التي تستخدم من العاملين على مدار اليوم . كانت غرف الاسبتالية مقسمة الى ثلاثة درجات , الثالثة , الثانية ,و الأولى .. لافرق بينهم في النظافة والعناية والاهتمام والتغذية, عدا الخصوصية التي تتوفر لمريض الدرجتين الثانية والأولى. إذ أن غرف الدرجة الثالثة تتسع لما يقارب الثمانية من المرضى, والثانية لمريضين والأولى لمريض واحد, إن خرجت الى الساحات بين الغرف تجدها مغطاة بمربعات النجيلة تحفها الورود من كل جانب تتخلها الممرات المرصوفة وشجيرات الفل .( حاجة تفتح النفس) ولا تسأل عن الممرضين والممرضات واهتمامهم بنظافة الزي الابيض بجانب الدقة والانضباط في العناية بالمرضى . وحين تنتهي الزيارة ترانا قد ملأنا سلة الترامس بعدد من رغيف الاسبتالية وليلتها يكون لنا حديث آخر على العشاء مع رغيف الاسبتالية المغمور بلبن البقر نأكل منه حتى ما بعد الامتلاء ..نبتئس قليلاً حين يتعافى مريضنا ويفارق الاسبتالية .. ونرهف آذاننا لنسمع خبراً عن قريب آخر على حافة الدخول إليها . ( زمن ) تنويه.. ( أوردت الإسم ( الاسبتالية) حسب ماكان سائداً وقتها.. وقليلون هم الذين كانوا يقولون( المستشفى))

Quote: البتكوبة - albatakoba كنا نمر عبر الطابية (المنطقة العسكرية) في طريقنا من البيت إلي المدرسة الأميرية الوسطى ، وكنا كثيرا ما نتدهده (نتأخر) وناخد علقة ساخنة من يحيى أفندي المسئول وقتها عن طابور الصباح والانضباط. كان مما يقود للدهدهة عادة انشغالنا بمشاهدة التدريبات الصباحية للجنود خاصة تدريبات الفرقة الموسيقية التي يرتدي أعضاؤها الملابس الزاهية ويعزفون الموسيقى العسكرية التي كان إيقاع طبلها الكبير يصل للقلوب مباشرة. وقد كانت عجيبة العجائب ذلك التيس الضخم ولا أذكر اسمه حاليا وهو أبيض اللون ويزين بالملابس المزركشة في المناسبات ليرقص على إيقاع الموسيقى. ويقال أنه كان لهذا التيس رتبة عسكرية ومرتبا شهريا وأن أحد الجنود لا عمل له سوى العناية بهذا الحيوان والاطمئنان على صحته. كان طريق الطابية هو الأقصر ولكننا كنا نفضل طريق البتكوبة وهي غابة كانت تقع شمال السوق وبين الطابية وبيوت كبار الموظفين ، وأقام في أحد هذه البيوت الصديق وابن الدفعة عبد الرحيم سيد علي وقد شربت في بيتهم ماء الثلاجة للمرة الأولى في حياتي. كنا نفضل البتكوبة للتخلص من تعقيدات دخول المنطقة العسكرية حيث كنا نسأل عن اسمائنا ووجهتنا وما إلى ذلك ، وقد يبالغ الديدبان أحيانا ويمنعنا من الدخول. في زياراتي المتباعدة لمدينتي الحبيبة لاحظت اختفاء المساحات الخضراء شيئا فشيئا واعتقادي أن غابتي المفضلة قد اختفت أيضا خاصة وأنها أصبحت جزءا من المنطقة العسكرية. في زيارتي الأخيرة للمدينة في نوفمبر 2002 حز في نفسي كثيرا قطع شجرة النيم التي كانت تزين حوش بيتنا في القشلاق ولا زلت أذكر اليوم الذي غرست فيه وقد أحضرها أخي الأكبر من البتكوبة شتلة لم يتجاوز طولها السنتمرات القليلة عندئذ ثم كبرت حتى ضربت فروعها في عنان السماء وكنا نختبئ بين هذه الفروع أحيانا حتى لا نكلف بمشاوير السوق البعيدة أو يقع علينا عقاب لذنب ارتكبناه. كانت البتكوبة مليئة بأنواع الحياة المختلفة فبالإضافة للأشجار والنباتات العديدة المستوطنة منها كالنبق والحنبك واللالوب والمستوردة كالنيم وبعض أنواع الزهور البرية ، فقد كانت تعيش فيها مجموعة هائلة من الحشرات والزواحف الحيوانات. كانت الحشرا ت هي غرامنا الأول فقد كنا نتابع باهتمام أبو الدردوق وهو يبذل جهدا يحسده عليه عتالة سوق الخضار (اسماعيل ورقبه الجمل) في السعي لتنظيف الأرض مهرا لزواج القمرة. وكان هناك عدد من الجعارين ذات الملمس الناعم والألوان الزاهية التي تتراوح بين البني والأزرق والكحلي والأخضر وكنا نقوم باصطياد بعضها ، وكانت من بين الحشرات جرادة بطيئة الحركة سهلة الاصطياد جميلة المنظر خاصة النقاط البيضاء والسوداء على بطنها وكنا نطلق سراحها فور إلقاء القبض عليها ونسميها جرادة فاطنة بت الرسول ولا أدري لهذه التسمية سببا إلا إذا كان ذلك حماية من رب العالمين لهذه الحشرة المسالمة. شاهدت في البتكوبة ولأول مرة في حياتي ثعبانا يبتلع فأرا وكنت أعتقد أن العملية سهلة وسريعة كما هو الحال بالنسبة للأكل عندنا ولكن الموضوع كان يستغرق وقتا طويلا للغاية فيما يبدو والثعبان يبسط ويقبض عضلاته بينما يتحرك الفأر للداخل ، وكان الثعبان في حالة يرثى لها من قلة الحيلة وكان بإمكاننا قتله بسهولة ولكن الرهبة من شكله حالت دون ذلك. غني عن القول بالطبع أننا قد تلقينا في ذلك اليوم علقة ساخنة غير أن منظر الثعبان وهو يبتلع الفأر كان حريا بأن يتحمل الإنسان في سبيله ما يأتي من يحيى أفندي. كانت هذه الغابة مقرا دائما لعائلة السناجب أو الصبرة كما كنا نسميها ، وبعض سكان شمال السودان يطلقون اسم الصبرة على بعض أنواع الثعالب. وصبرة كسلا حيوان حذر وسريع للغاية ويبدو أن والدة الصبرة قد أوصتها وصية الغراب لإبنه فهي ما أن ترانا حتى تندفع بسرعة شديدة نحو جحورها ، وكنا في الكثير من الأحيان نحمل ذخيرتنا من الحجارة قبل دخول البتكوبة لاصطياد هذا الحيوان الحذر ولكن هيهات. والغابة غنية كما هو متوقع بكل أنواع الطيور وكانت شقشقة العصافير ونحن في الطريق للمدرسة من الأصوات التي ستظل عالقة بالذهن دائما. وأذكر أننا وجدنا في الغابة يوما صقرا كبير الحجم غريب الشكل يبدو عليه الإرهاق الشديد وفي إحدى ساقيه علقت حلقة كتب عليها عنوان في السويد أو النرويج ويبدو أنه كان من الطيور المهاجرة. وفي الغابة حسبما أذكر كان هناك ميدانا للاسكواش وقد شاهدت بعض موظفي الحكومة يمارسون هذه الرياضة في ذلك المكان ولا أدري إن كان لا يزال الميدان قائما في مكانه أو إن كان هناك من لا زال يمارس هذه الرياضة في مدينتي الحبيبة. كم كانت طفولتنا مدهشة وكم أرثى لحال أطفالنا الذين لا يشاهدون مثل هذه الأشياء إلا في القنوات الفضائية. وفعلا أيام زمان كانت أيام.