|
Re: منتدانا المسرحى الاسبوعى (Re: mohmmed said ahmed)
|
استعاد المترجم زكريا أحمد إبداعات المسرحي السويدي سترندنبرغ بمناسبة اقتراب الذكرى المئوية على رحيله، في واحدة من أماسي منتدى الاثنين المسرحي، وذلك بحضور أحمد بو رحيمة مدير إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة التي تنظم المنتدى، وأدار الأمسية المسرحي السوداني محمد السيد أحمد .
مهّد أحمد في توصيفه لسترندنبرغ بالحديث عن الملهمين أو المبدعين والمفكرين الذين تأثر بهم المؤلف السويدي، وذكر منهم شكسبير، وجان جاك روسو، وإبسن، وإميل زولا، معتبراً أن هؤلاء الكتّاب الكبار كان لهم دور في تكوين سترندنبرغ وخياراته التأليفية، والموضوعات التي اشتغل عليها، والمحطات التي مرت بها سيرته التأليفية، وذكر أحمد أن سترندنبرغ كتب المسرحية التاريخية، وانتقل بعدها إلى الواقعية الطبيعية، وانتهى إلى التعبيرية .
وقال أحمد “سترندنبرغ كان غزيراً في إنتاجه، ومتنوعاً في كتاباته، وقد ترك وراءه 55 مجلداً، وفيها 66 مسرحية، وأعمال روائية، وشعرية، وقصصية، و10 آلاف رسالة، وهو ما يؤكد -حسب أحمد- أن سترندنبرغ كان منهمكاً في العملية الإبداعية، خاصة أن هذه العملية كانت جزءاً من الدور التغييري الذي أولاه سترندنبرغ للإبداع والفن، حيث كانت الكثير من تلك الأعمال نقداً للنظام الاجتماعي والسياسي” .
كما أن سترندنبرغ -حسب أحمد- كان مهتماً بالشرق، وبالرؤية الصوفية، وقد ترك مسرحية “الحلم” التي تشير إلى ذلك الاهتمام، واستند فيها سترندنبرغ إلى الإرث الهندي، حيث تبرز شخصية “أندرا” الذي يتساءل عن التذمر الدائم من قبل الناس من الحياة نفسها، وإحساسهم الدائم بالنقص، وقال زكريا إن أسئلة أندرا هي ذاتها أسئلة المؤلف أو بالعكس، فقد كانت حياة سترندنبرغ مملوءة بالكثير من المنغصات، خاصة على المستوى الشعوري، حيث عرفت حياته الكثير من خيبات الأمل، وتحديداً في علاقته بالمرأة، فقد آلت زيجاته الثلاث إلى الفشل” .
أما المسرحيات الأكثر للمسرحي السويدي سترندنبرغ فكان لها وقفة خاصة من قبل أحمد، وتحديداً مسرحيات “الآنسة جوليا” و”الأقوى” و”الأب”، وذكر أن تلك الأعمال تنتمي إلى فترة الواقعية الطبيعية في سيرة المؤلف الإبداعية، ورأى أحمد أن تلك الأعمال ظلت حاضرة بقوة على خشبات أهم مسارح العالم، وهي ما زالت تعرض حتى يومنا هذا، وقد عرضت في معظم المهرجانات في العالم .
وذكر أحمد أن “سوناتا الأشباح” التي تنتمي إلى مسرح الحجرة أو المسرح الحميمي تعبر عن ميل سترندنبرغ إلى التخلص من كل ما يعيق التواصل بين المتلقي والعرض، حيث ألغى في تلك المسرحية الديكور والأزياء، فقد أراد لقاء حميماً بين الجمهور والعرض .
وأشار أحمد في نهاية الأمسية إلى أن استعادة مؤلف بحجم سترندبرغ أو سواه في منتدى الاثنين أو أية فعالية ثقافية أمر مهم ليس فقط كنوع من الاستعادة السردية لحياة المبدعين من مختلف المدارس أو الاتجاهات، بقدر ما تشكل حالة فكرية تثير الأسئلة حول الإبداع نفسه، وتوضح التأثر والتأثير المتواصلين في تاريخ المسرح، وقال إن سترندبرغ بقدر ما تأثر بمن سبقوه، فقد تأثر به الكثيرون ممن أتوا بعده، ومنهم فرانز كافكا، ويوجين أونيل، ومكسيم غوركي .
|
|
|
|
|
|
|
|
|