|
|
 نافذة علي صحافة الخرطوم
|
فى مسرحية (بيان هام من عجائز السودان)
قمة الدراما ان يحتضر صوت الشيوخ وسط صحب العصر الجاحد
اعداد : اسامة عباس
* تنتظم هذه الايام بمسرح البقعة بام درمان بروفات مسرحية جديدة (بيان هام من عجائز السودان) للكاتب المسرحى الكبير الاستاذ عادل ابراهيم محمد خير، مؤلف الخالدات (عنبر المجنونات، ديك الحجة بهانة، يا نحنا ياهم، الملك) وغيرها من الاعمال التى احبها الناس ورسخت في اذهانهم. وعن هذه المسرحية التى من المفترض عرضها في اليوم الاول من ابريل بالمسرح القومى بام درمان يقول الاستاذ عادل ابراهيم : (هذه المسرحية كتبت بوحى من دافع اخلاقى عظيم وهو احترام الشيوخ. وتقدير ما انجزوه وقدموه لهذا الوطن بطرق كثيرة ـ لا نعرفها بالتأكيد ـ من الابعاد والمعاناة. وقمة الدراما ان يحتضر صوت هؤلاء الشيوخ وسط صخب العصر الجاحد. الاهم من ذلك احترام شيوخ المسرح السودانى بالذات فى عمل مسرحى ذى طابع خاص ومنجز لتحقيق هذا الهدف ... شيوخ مثل محمود سراج ومحمد خلف الله وابراهيم حجازى ويسن عبدالقادر وفايزة عمسيب وآخرين. وبالنسبة لى كمؤلف مسرحى عاش بعضا من هذا الزمن النادر فان افضل ما اكرم به هؤلاء الشيوخ الافذاذ ان اتيح لهم (فنيا) فرصة الصعود على خشبة المسرح معا وربما للمرة الاخيرة ...).
أردنا ان نكرم (بأنفسنا) آباءنا المسرحيين !
* وفى لقاء (الايام) بالاستاذ صالح عبدالقادر مخرج المسرحية قال (تقديم مثل هذه المسرحية هو حلم قديم غرضه تحقيق التواصل بين الاجيال المسرحية، وهى محاولة منا نحن شباب الدراميين للاحتفاء برموزنا المسرحية وآبائنا الدراميين الذين لم يجدوا التقدير والتكريم من الجهات الرسمية والشعبية، ومن ان نحتفى بهم فهم جذورنا. ومن ناحية اخلاقية فقد قدم هؤلاء الاباء ما قدموا وعانوا ما عانوا لارساء دعائم هذا الفن الجميل في السودان) وعن المسرحية (بيان من عجائز السودان) سألت الاستاذ صالح عبدالقادر فقال (المسرحية تدور في ملجأ للعجزة به المهندس واللواء معاش وبائعة الشاى والممثل والطباخ والضابط والناظر، وقد جسد هذه الشخصيات كل من العمالقة عبدالرحمن الشبلى، موسى الامير، فائزة عمسيب، والسر محجوب، فتح الرحمن عبدالعزيز وانور محمد عثمان وعبدالعزيز جلال ونفيسة محمد محمود. ويشترك معى في الاخراج محمد المجتبى وفى الادارة الفنية الرشيد احمد عيسى) فسألته ارى في كاست التمثيل عمالقة مثل السر محجوب وموسى الامير والشبلى وحسبو وفائزة عمسيب وغيرهم فكيف تستطيع ان تخرج نصاً فيه كل هؤلاء. فقال (نعم لذلك ليس على الا تقديم افضل ما يمكن، اننا نحاول ان نقدم هؤلاء الرواد فى اجمل عرض يمكن ان يليق بهم وبالجمهور). واخيراً سالته هل وجود مثل هؤلاء الممثلين فى مسرحية يصعب الامر على المخرج ام يسهله ؟ فقال (بالطبع يصعب الامر على المخرج، فجميعهم ممثلين محترفين ومخرجين مارسوا هذا الفن منذ اكثر من ثلاثين عاما، ولكن الفن لا كبير فيه او صغير، ومما يسهل الامر اكثر اننى عملت مع معظمهم ممثلا او مساعد مخرج في مسرحيات وافلام ومسلسلات كثيرة).
ليس عملية تكريم فقط
* يقول الفنان حسبو محمد عبدالله عن فكرة التكريم بواسطة عمل مسرحى (فى هذا العمل لا انظر لعملية التكريم فقط، لان الفنان تكريمه يكون من خلال اقبال الجمهور على عمله وعطائه. وفى اعتقادى ان مسرحية بيان من عواجيز السودان، وليس عجائز هى الجسر الحقيقى الذى كان من المفترض ان يكون ممتدا بين الاجيال المسرحية المتعاقبة، وقد كان هذا الجسر منسوفاً من قبل لعدم الرغبة في التواصل الحق، اعنى ان هناك جفوة مفتعلة تجد ارضا خصبة بين الاجيال المتعاقبة، ما عدا بعض العارفين ببواطن الامور. اما كلمة التكريم هذه فلتكن بالنسبة للفنانين او المؤسسات بايجاد مناخ معافى من قبل الدولة تسير عليه المسيرة المسرحية القادمة، والتى هى فى امس الحاجة اليها. واخيراً المسرح هو الوسيلة الحقيقية لخلق هذا الترابط بين الدولة والفنان والعطاء الفنى. اما الجمهور فهو الوقود الحقيقى للفنان).
لقد اعتدنا على هذا الظلم !!!
* اما الفنان عبدالرحمن الشبلى فقال (نعم انه شعور مقدر من جيل الدراميين الشباب ونبرة لها اعتبارها تجاه العجائز من هذه القبيلة. ان شعورهم ان الجهات الرسمية قد قصرت في حقنا ...) فقاطعته سائلاً : انت الا تظن ان الجهات الرسمية قد صقرت في حقكم، فاجاب ضاحكاً (لقد اعتدنا على هذا الظلم وصار عادياً بالنسبة لى ما يحدث تجاهنا. ولعل هذه المسرحية تكون بداية خطوة لتغير الجهات الرسمية والوسائط التى يتعامل معها الممثل نظرتها وتعاملها مع الممثلين والفنانين جميعهم، واظن ان أي مسئول اذا شاهد هذه المسرحية سيتوارى خجلا تجاه العواجيز ممثلين وغيرهم).
* وتقول الاستاذة نفيسة محمد محمود (انها فرصة جميلة مع ممثلين لم التق بهم في عمل منذ سنوات طويلة. اما الرشيد وصالح ومحمد المجتبى فانا لم التق بهم ابدا على خشبة المسرح، وذلك كله هو مصدر سرور وفرح بالنسبة لى) وسألت كذلك الاستاذ موسى الامير الذى يعد اصغر الممثلين في هذه المسرحية سنا ويقولون عنه (طفل المسرحية) سألته عن شعوره بالعمل في هذه المسرحية فقال (اعتقد ان الفكرة فى حد ذاتها جميلة من شباب الدراميين، والعمل نفسه يطرح قضية تهميش واضطهاد كل العجزة فى كل الطقاعات وتعبر عن رفض الدراميين لهذا التنكر والعقوق، وعليه اقول رسالتى للجميع ان صونوا وراعوا كرامة عجائزكم وحافظوا عليهم).
يريدون الحب والاحترام
* واخيراً سالت الاستاذ عادل ابراهيم محمد خير ما الذى يريده عجائز السودان فقال (هذا سؤال كبير جداً، ولن اقول لك يريدون الاحترام والحنان. ومن حقهم يعيشوا ويدافعوا عن وجودهم ومن حقهم ان ينقلوا كلماتهم الاخيرة للحياة، وفى نهاية المسرحية هناك بيان يقدمونه فيه مطالبهم ورأيهم في الحياة وفى كل شئ فيها).
* هذه كانت جولة الايام) بين بعض كاست مسرحية (بيان هام من عجائز السودان) التى سوف تعرض في اليوم الاول من ابريل بصالة المسرح القومى بام درمان. وهى مسرحية يراها كثير من الدراميين جمعت عمالقة من رواد الفن المسرحى في السودان على خشبة واحدة، فهلموا للمتعة فى عمل جديد للفنان عادل ابراهيم محمد خير مؤلف الخوالد.
http://arabic-media.com/newspapers/sudan/alayaam.htm
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست