الشـــهادة الســـودانية هل تذكرونهـــا...؟؟

Quote: أكل الحمار المدرسة) هذا عنوان مقال للاستاذ علي يس الكنزي في سودانايل نقتطف منه الآتي (قمت بزيارة لولاية النيل الأبيض لتنفيذ مهام تخصني من بينها زيارة مدرسة قرية البراشة... وهناك رأيت بأم عيني كيف يأكل الحمار المدرسة. فقد قمت بزيارة المدرسة برفقة الأستاذ أدم النور أحمد وعدد من المواطنين، ووجدت أن المدرسة تتكون من «كرنك» بيت قش، والجهة الوحيدة التي لا تتسلل منها أشعة الشمس إلى الداخل هي أرضية الكرنك المقسم لقسمين، وإن شئت فقل فصلين مزدوجين. الأول به (2 تلميذة وتلميذاً، والثاني يستوعب (30).. أردف الاستاذ آدم «أن الوزارة الولائية لم تمدهم بشئ غير التصديق الإداري، ولكن مكتباً لمنظمة دولية بكوستى تكفل بتوفير أدوات التعليم من طباشير وسبورة وكتب للمعلم فقط، كما وفر لهم الإجلاس». وانعقد لساني عند سماع كلمة الإجلاس هذه، لأني حقيقة لم أر أي أثر يشير بأن الكرنك الذي أقف بداخله هو مدرسة حقيقة. فلا سبورة رأيت ولا على تلميذ اهتديت ولا مقعد استويت. فعاجلني بالقول بأن السنة الدراسية قد انتهت، وأن السبورة مخزنة بداره. أما الإجلاس فقال لي إن الحصير الذي تطأه قدماي يمثل منحة الإجلاس الذي قدمته هذه المنظمة ولاحظت أن هناك حجارة موضوعة بطريقة مرتبة قال عنها الأستاذ إنها هي مقاعد لبعض القادرين من التلاميذ والبعض الآخر منها يستخدم لوضع السبورة). انتهى، (حلوة بعض القادرين. مش كده). صورة مدرسة في الريف وهذه المدرسة اكتسبت صفة مدرسة بالحد الأدنى سبورة، مدرس، تلاميذ، وهي تابعة لهذه الدولة التي نرى فيها ما نرى في الخرطوم، وكأن شاعرنا ود المكي قال قصيدة قطار الغرب اليوم وليس قبل ثلاثين سنة أو أكثر ومنها (ما أتعس رأسا مشلول الأقدام). نعود لعنواننا هذه الحكومة سفيهة ام فقيرة والسفيه في الشرع هو الذي لا يحسن التصرف في ماله ويحق لوليه الحجر عليه. من يضع لهذه الحكومة أولويات الصرف، المجالس التشريعية، وزارة المالية، الحكماء، أم السماسرة والكمشنرز؟ هل تعرف هذه الحكومة حال ولاياتها أم لها ولاية واحدة هي الخرطوم، حيث الرئيس ينوم والطيارة والمظاهرات بتقوم. يعجبنا جداً أن نرى الخرطوم تتجمل وتتزين وتتبخر لكل قمة وفي كل زمان ومكان وان تنتشر الحدائق والمنتزهات، ولكن بالمقابل لا يمكن أن نقبل هذا الفارق الكبير (حصيرة وطباشيرة وسبورة ومدرس وكتاب واحد وتلاميذ) وبالمقابل مدرسة في الخرطوم في كل فصل 25 تلميذا و25 كمبيوتر و25 مدرسا واستديو فنون وملاعب ومنتديات وصالة نت وكمبيوترات حبل، وفي كل فصل مكيفان فريون. بأي وجه تقابل هذه الحكومة ربها وهي تقسم هذه القسمة الضيزى هذا الريف من له بعد الله. اليخت الذي لن يستعمل أكثر من ساعات معدودة في السنة كم مدرسة كان ثمنه يبني من المدارس 4.5 ملايين دولار =10.350.000.000جنيه = 21 مدرسة من احدث طراز وإذا أردناها متوسطة الحال أو دون الوسط لبنينا بسعر اليخت 100 مدرسة التلاميذ فيها ليسوا على بروش ولا على حجارة. أليس هذا هو السفه عينه؟ أبشروا بالهجرة من الريف الى المدينة ما لم توزنوا اللعبة. http://www.alsahafa.info/news/index.php?type=3&id=2147502112&bk=1