بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 03:19 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة صفاء فقيرى(Safa Fagiri)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-03-2008, 09:36 PM

خالد حاكم
<aخالد حاكم
تاريخ التسجيل: 08-25-2007
مجموع المشاركات: 3434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس (Re: Mohamed fageer)

    (صالح شبر) هو صالح ادريس صالح شقيق الاستاذ سيد ادريس صالح والد زميلة المنبر المختفية( سماح سيد ادريس)
                  

02-04-2008, 07:12 AM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: Mohamed fageer)



    بوابة نوبية تقليدية
    ليست قديمة جداً انما هي جديدة لحد ما
                  

02-04-2008, 02:38 PM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: Mohamed fageer)



    كرمةــ الدفوفة
    هل عرفنا كل اسرارها المدفونة؟؟
                  

02-05-2008, 11:05 PM

خالد حاكم
<aخالد حاكم
تاريخ التسجيل: 08-25-2007
مجموع المشاركات: 3434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس (Re: Mohamed fageer)

    UP
                  

02-06-2008, 07:21 AM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: Mohamed fageer)

    قلت ان الأثافي (وانا لا اعرف الكلمة الدارجية للاسم)
    قلت ان اسمها (قُـفَدْ)
    ولكن اسمها ( اُبـرْتي) بفتح الباء،(بضم الباء تصبح بمعني الرماد) وهذا الأبرتي ثلاثة حبات حجر توضع قرب بعض
    ويضعون فوقها الحلة ويشعلون النار تحتها للطبخ او الغلي، او انها حاجة رسمية مبنية من الطين كابرتي،
    وايضاً اذا أصاب احدهم مغص شديد كانوا يسخنون الأبرتي ويلفونه بقماش
    ويضعونه في مكان الألم في البطن او الجنب

    اما القفد فهي المبخرة التي يشعلون فيها البخور
                  

02-08-2008, 06:16 AM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: Mohamed fageer)

    رسالة طويلة إلي إبـني عـَـلِـي
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    فيا برق ليس الكرخ داري وإنـّما ::: رمـاني الـيه الدهــر منذ ليـال ِ
    فهل فيك من ماء المعـّرةِ قطـرة ٌ ::: تغيـثُ بها ولهــانَ ليس بسـال ِ

    تـَمثلتُ قول الحكـيم الفيلسوف قبل اسابيع وأنا وإبني علي، أو إبني علي وأنا، نعــافـر الـ Snow لتخليص عربتي من الثلج الذي إرتفع لعدة سنتيمترات عن الأرض، قـال Snow shovel قـال، مالي أنا وما للإسنو، مالي انا وما للشفل، مالي وما لهذا الصقيع أصلاً، مالي وما لهذه الشقاوة، كنت هناك مرتاحاً، هناك في بدين، جزيرة في شمال السودان، هناك ولدت ونشأت، طفولتي وصباي وبداية شبابي، هناك في ذلك القطس الدافئ الحميم، جزيرة في منتصف النيل، يحيط بها الماء من كل جانب، Swimming pool طبيعي يا إبني، تنزل وتسبح مع الأسمـاك والتماسيح والسلحفاء، تشرب من نفس الماء ولا يصيبك ضرر، لا برد هناك ولا ثلج ولا جليد، جزيرة ( مهمشة) إذا قسناها بالمعطيات العصرية، ولكنها جزيرة منعشة جداً في (العصرية)، تخرج من البيت فيتلقاك الهواء رقيقاً نظيفاً منعشاً، هواء نقي، مشبع برائحة الجروف، لم يتلوث بسموم العربات ولا الموترات، ولا المصـانع ولا الـ Green House ، فلا قرين هاوس هناك ولا وايت هاوس، هناك طين هاوس، بيت من الطين، مسقوف بمروق السيسبان وجريد النخل، دافئ حميم شتاءٍ، بارد لطيف صيفاً، هناك يا إبني تسير الحياة بهدوء، علي فطرتها، دون عجلة، تخرج من البيت فتجد الناس هاشين باشبن، ضاحكين مبتسمين ، :ـ
    وعم عبدالرحيم ما بيخبر زعـل
    كل الناس هناك ما تخبر زعـل
    يزعلوا لشنو، يزعلوا من منو
    كل الناس هناك، كل الناس صحاب
    كل النـــــــاس أهـــل ،

    نعم، كل الناس صحاب، كل الناس أهل، ولكنك لن تعرف عم عبدالرحيم، ولن تعرف الحاج ود عجبنا، ولا حميد ولا الفرجوني ولا مصطفي سيداحمد: ـ

    الحاج ود عجبنا في الفريق يا هو الركيزة
    هو البشيل حمل الرضاعة، وعندو كلمة علي الجماعة
    في الطريق باقيلنا .. تاية، وكل طيب ليه غاية
    للضعيف تلقاه ساند، ويقهر الكعب المعاند
    وللضيوف ديوانو فاتح، ديل يهلو، وديل يقومو
    عمنا الحاج ودعجبنا، من سنين ايام جهلتو
    يسأل المولي السلامة، وسترة الحال والكرامة

    نعم يا بـُـنيّ، عندنا عم عبدالرحيم، وعندنا الحاج ود عجبنا، في كل بيت، في كل حي وكل حلة، كبار المقام، محترمون مبجلون، اصحاب كلمة علي الصغير والكبير، بسطاء انقياء، عفيفو القلب واليد واللسان، ما كانوا ليهانوا، ولكن جاءهم زمان تعيس اهينوا فيه، و لن يرحم اللهُ ولا التاريخُ من اهانوهم، وتلك قضية اخري، وما أكثر القضايا الأخري، هناك يا إبني يعيش الناس في امان، يقضون أغراضهم بتأني وهدوء، والوقت هناك غير محسوب، واليوم طويل طويل، وليست كأيام هذا البلد المستعجـلة. Shovel يا ابني Shovel، فأنت مستمتع بهذا البرد وهذا الإسنو، أما أنا فقد تجمدت أطرافي، واصتكت اضراسي، وتوقف الدم في عروقي، أما أنا فليست لي في هذه متعة، أنا لا أنتمي الي هنا، لا أنتمي إلي هذا الطقس، إنما أنتمي الي هناك ، الي بدين، حيث لم تكن فيها عربات، فلم نكن نحتاج إليها، ماذا نفعل بها؟، المشاوير تـُقضي علي الأرجل، مشياً علي الأقدام، او علي ظهور الدواب، هناك الحمار يعتبر The man's best friend وليست الكلاب كما هنا، لم يكن في الجزيرة بوليس، فالناس لا يخالفون القانون أصلاً ، لم يكن في الجزيرة مستشفي ولا Family Doctor ، ولا اسعاف ولا مطافئ ولا 911 ، لم نكن نعرف الحكومة، ولا الحكومة تعـرفنا، تركتنا الحكومة في حالنا، وتركناها في حالها، رغم كل هذا التهميش، كانت الحياة سهلة ويسيرة، لا عناء فيها ولا شقاء. فيا برق ليس الكرخ داري وإنما .... ، أقرأ أبيات المعري علي إبني، ذو الثلاثة عشر عـاماً ، وهو يقول لي Dad, what you talking about? ، فاقـــول له never mind, never mind ، فأنت لن تفهم، وأنا ماذا فعلت ؟، ماذا صنعت بك ؟، أتيت بك الي هنا ولما تكمل عــامك الأول، ويبدو انني سوف أتركك هنا وارحل عن الدنيا، ولا ادري انفعتك ام أصبتك بضرر، هل أذنبت في حقك؟، هل كان يجدر بي ان اربيك هناك؟، ام ان هـذا افضل، لست ادري، ولكني ادري انني سعيت للأفضل، للحياة الكريمة، من هناك، من بدين سافرت الي الخرطوم، بحثا عن حياة أخري، تخيلناها افضل، ولمـّا ( غـرّبْ حامد وشـرّقْ بلّـة)، تركنا الوطن بأكمله وإغتربنا، وطاب لنا المقام في الخليج سنوات طوال، صعدت بنا الحياة ونزلت، واستوت وتعرجت، أفرحت وأحزنت، ثم رمتنا الأقدار في ضواحي الإسكيمو، وها انا الآن، اقف معك هنا، ألبس الكوت والبوت والهات والقلفز والإسكارف، وأعافر معك الإسنو، هناك يا ابني، هناك في بلدي يا حبوب، نلبس الجلابية والتوب، ولكن أين هناك من هنا ، وأنت، ماذا تعرف عني، ماذا تعرف عن ماضييّ، ماذا تعرف عن ابي وامي، ماذا تعرف عن أهلي وعشيرتي، ماذا تعرف عن وطني، أنت لن تعرف شيئاً عن حلفا، ولا عن نمولي، ولا عن الجنينة، ولا عن الكرمك، وتلك أركان الوطن الأربعة، أنت لن تعرف وردي، ولا مسونكيل، ولا فقن ونجي، ولا صواردن شو، وكما أنك لن تعرف وردي فإنك لن تعرف أبوآمنة، أبوآمنة حامد، ولن تعرف أنهم غنوا، وما أحلي ما غنوا، حينما إلتقوا في حلفا بأم الضفائر، النافرة الأليفة، وفي كريمي شايقية بشلوخا، وفي شندي بنات جعل، نايرات خدودن زي فجرا اطل، وفي سنكات سمرا أبية، حلوة هدندوية، وفي قلب الجزيرة الحلوة النضيرة، وفي الغرب اغيد، تراقص المشاعر مع دقة النقارة، وفي الجنوب ساحرات سارحات في السهل والغابة، أنت لن تعرف عبدالقادر سالم، ولن تغني معه لكردفان، انت لن تعرف محجوب شريف، ولن تجلس معه في حضرة الوطن حيث يطيب الجلوس، وأنت لن تعرف المكي، محمد ابراهيم المكي، ولن تشعل معه الحقول قمحاً ووعداً وتمني، أنت لن تعرف ودالأمين، ولن تشدو معه لأكتوبر، ولن تتعلم معه من الأيام، أنت لن تعرف عثمان حسين، ولن تعشق معه الجمال، أنت لن تستمتع بذلك اللحن الشجي الذي ينبعث من زمان الناس، وضنين الوعد، وتفشي الخبر، لن يطربك صوت الطنبور في (بت البلد عرفت تحب) او(حتي الطيف رحل خلاّني)، لن يثملك ذلك الصوت الأسطـورة، صوت أبو داؤود، في زهـرة الـروض الظـليل او انـّة المجروح او هات لينا صباح، لن تعرف ابراهيم عوض، ولن (تججن) الناس معه طرباً، أنت لن تعرف الصوفي المعـذب، ولن تستمع له وهو يحدثك عن النيل، سليل الفراديس، لن تعرف جماع، إدريس جماع، لن تمشي معه في مواكب الليل، حاسر الرأس، تستشف معه من كل شئٍ جمالا،أنت لن تعرف عنـّا شيئاً، لن تعرف الفـركة والقـرمصيص، لن تعرف قطع الرحط ، لن تعرف الخُمرة والدلكة، والطلح والدخان، انت لن تعرف المجذوب، محمد المهدي المجذوب، ولن تقرأ غـمائم الطلح، ولاكـنِيّ اروي لك منه:ـــ

    وحفرة بدخان ِ الطلح ِ فاغـمة ٍ::: تندي الرَوادِفِ تلويناً وتعطيرا
    لمحت فيه وما امعنت.....::: ...........................مذعورا
    مدت بناناً به الحِناءُ يانعة ً::: ترد ثوباً الي النهدين مَحْسورا
    قد لفها العطرُ لف الغيمِ منتشراً:: بدر الدجي وروي عن نورها نورا
    يزيد صُفرتها لمعاً وجدتها::: صقلاً وناهدها المشدودَ تدويرا
    أرخي الدخان لها سِتراً فبعّدها ::: كدرةٍ في ضمير البحر مَسْجورا
    حتي اذا ضاق كِـنّ عنه أنفذه ::: هين الصعودِ خصاصُ الباب مكسورا

    أنت لن ترافق عمنا صالح جبريل الي كسلا، ولن تزور معه حديقة العـشاق، بين صب في حبه متلاشٍ وحبيب مستغرق في عناق، أنت لن تعرف الهادي آدم، ولن تكتب معه الشعر علي ضوء ثقاب .
    انت لن تعرف نوباتيا ولا المقرة ولا علوة، لن تعرف تهراقا وبعانخي، لن تعرف السلطنة الزرقاء ولا سلطنة دارفور، لن تعرف تقلي ولا المسبعات، لن تعرف معركة القلابات ولا كرري ولا ام دبيكرات، لن تعرف عَـلِي عبداللطيف، لن تعرف حريق المك في قلب الدخيل، لن تعرف الجسارة، حينما أستشهد في مدفعه عبدالفضيل، لن تعرف مهيرة، ملهمة الفـرسان جيلاً بعد جيل، لن تعرف الإمام المهدي، لن تعرف القرشي ولا التاية . انت لن تعرف عبدالخالق محجوب، نجم نجوم الوطن، ولن تسمعه وهو ينادي بلسان الفيتوري :ـــ
    لا تحفروا لي قبـراً
    سأرقد في كل شبر من الأرض
    أرقد كـالماء في جسد النيـل
    أرقد كالشمس فوق حقول بلادي
    مثــلي أنا لا يسكن قبـرا
    لا تحفروا لي قبرا
    سأصعد مشنقتي
    وأغسل بالدم رأسـي
    وأقطع كفي
    وأطبعها نجمة فوق واجهة العصر
    فوق حوائط تاريخه المائلة
    وأبذر قمحي للطير والسابلة

    نعم، مثله لا يسكن قبرا، فالقبر يسع المقبورين، وهو ليس مقبورا، هو راية فوق هامات الوطن، فوق رؤوس الجبال وجريد النخل، هو في صوت العاصفة وصرير الريح، هو في رمل الصحراء وثمـار الغابة هو( في كل عين وفؤاد، وسيبقي رغم سجن الموت، غير محدود الإقـامة).
    أنت لن تعرف العباسي، محمد سعيد العباسي، ذاك شاعر يا بني مجيد، وما أكثر الشعـراء المجيدين في بلادي، لا احصيهم، ولكني اقتطف لك من عهد جــــيرون :ــ
    ارقتُ من طول هم باتَ يعروني ::: يثير من لاعج الذكري ويشجوني
    منيت نفــسي آمالاً يماطــلني ::: بها زماني من حين الي حين
    ألقي بصبري جسام الحادثات ولي ::: عزم أصد به ما قد يلاقيني
    ولست أرضي من الدنيا وإن عظمت::: الا الذي بجميل الذكر يرضيني
    وقد سلا القلب عن سلمي وجارتها::: وربما كنت ادعوه فيعصيني
    يا بنت عشرين والأيام مقبلة ::: ماذا تريدين من موعود خمسين
    قد كان لي قبل هذا اليوم فيك هوي::: اطيعه وحديث ذو افــانين
    ازمان امرح في برد الشباب علي ::: مسارح اللهو بين الخرد العـين
    والعود أخضر والأيام مشرقة ::: وحالة الأنس تغري بي وتغريني
    في ذمة الله محبوب كفلت به ::: كالريم جيداً وكالخيروز في اللين

    وأنت لن تعرف الأزهـري ولا المحجوب، لن تعرف قادة الإستقلال في وطني ولا في القارة السمراء، لن تعرف جمال عبدالناصر، ولانكروما ولا نايريري ولا سيكتوري، ولا سنقور ولا لوممبا، انت لن تعرف ماندلا، نلسون مانديلا، ذلك الرجل القارة، جدير بك ان تعرفه، وسوف احدثك عنه، كما انني سوف احدثك عن الأستاذ، ذلك الجسور، الفيلسوف الشهيد، الباسل،
    عملاق شنقه أقـزام، إغتالوا فيه علماً غزيراً ومعـرفة حقة، راح ضحية الهوس الجبان، ضحية التخبط والإستهتار، عندما إتخذوا الدين سلعة رخيصة، تباع وتشتري في أسواق النخاسة السياسية الكاسدة، سلعة رخيصة فرشوها في شوارع الخرطوم المنكوبة، أخذوا بالشبهة، وتعاملوا مع الظنة، أقاموا المحاكم تحت الأشجار وفي ظل البرندات، أبتدعوا ما ليس في الدين، تخبطوا يميناً وشمالاً شأن المسعورين الخائفين، فوزعـوا التهم وأحضروا شهود الزور، وأتوا بقضاة وصفهم الأستاذ فما ظلم ( أنا أعلنت رأي مرارا ، في قوانين سبتمبر 1983م ، من أنها مخالفة للشريعة وللإسلام .. أكثر من ذلك ، فإنها شوهت الشريعة ، وشوهت الإسلام ، ونفرت عنه .. يضاف إلي ذلك أنها وضعت ، واستغلت ، لإرهاب الشعب ، وسوقه إلي الاستكانة ، عن طريق إذلاله .. ثم إنها هددت وحدة البلاد .. هذا من حيث التنظير ..
    و أما من حيث التطبيق ، فإن القضاة الذين يتولون المحاكمة تحتها ، غير مؤهلين فنيا ، وضعفوا أخلاقيا ، عن أن يمتنعوا عن أن يضعوا أنفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية ، تستعملهم لإضاعة الحقوق وإذلال الشعب ، وتشويه الإسلام ، وإهانة الفكر والمفكرين ، وإذلال المعارضين السياسيين .. ومن أجل ذلك ، فإني غير مستعد للتعاون ، مع أي محكمة تنكرت لحرمة القضاء المستقل ، ورضيت أن تكون أداة من أدوات إذلال الشعب وإهانة الفكر الحر ، والتنكيل بالمعارضين السياسيين ) هكذا تكلم الأستاذ في شجاعة لم تكن لتنقصه، ألم يكن اول سجين سياسي في البلاد؟، هكذا حكم عليهم قبل ان يحاكموه، مهلاويٌ أفل نجمه ولم يهل، ومكاشفيٌ لو كشف الله له جزءاً يسيراً مما كشفه للأستاذ، لما فعل ما فعل، وابو قرنين مسدلين، ولم نر القرون الاّ واقـفة منتصبة، اراد ان يأخذ التاريخ من قرنيه، (كناطح صخرة يوماً ليوهنها :: فلم يضرها وأوهي قرنه الـوعلُُ ) أنهم إتخذوا الدين سلعة رخيصة اشتروا بها بعض الوقت في كراسي السلطة، فما نفعتهم، أخذهم الطوفان الذي ثحدث عنه الأستاذ، ذهبوا غثاءً كـغثاءِ السيل، وبقي في الأرض ما ينفع الناس‘ بقي الشهيد بإنتاجه الفكري الثر‘ أقوال مأثورة وكتب منشورة، بقي العالـِمُ الجليل، ينتفع الناس بعلمه الصادق النبيل، بقي، وما غاب ابداً، فمثله لا يغيب، ، ساقوه الي المشنقة بامر مشيرهم الجاهل ، فجاء شامخاً يبتسم، ملؤه الشفقة علي جلاديه، جاء وئيداً ولسان حــاله يقـول، اللهم أغفر لهم فإنهم لا يعـلمون،
    ويخلع النعلين عند سفح المشنقة
    كأنها المصلى ، وهو يصعد الخطى الواثقة الموثقة
    كأنه المحب فى لقاء محبوب مهاجر يرنو لأن يعانقه
    ويكشف الغطاء عن بوارق ابتسامة
    عن أنضر ابتسامــة
    عن أجسر ابتسامــة
    كالشمس لم تخامرها غمامة
    برهانه على اليقين والصمامة
    رسالة الى الأحرار بالخلاص المرتجى
    حرب على الفجار فهى فى حلوقهم شجى
    وفى عيونهم قذى وفى صدورهم لظى
    فقد أبى أن يعطى الدنية فى دينه من نفسه الأبية
    لله وحده أعطى زمامه
    أقام دينه أوفى تمامه
    تبت يداهم يقتلون فى الضحى السلام
    والغصن والحمامة
    وحوله هتافهم كجوفهم مباءة المساءة
    قاماتهم قماءة ، وجوههم دمامة
    أليسوا الساقطين فى شر الفتن ؟
    البائعين الدين ، والمبايعين التالف المتلاف
    بيعة الإمـامــة
    هكذا قال عوض الكريم موسي، وهذا نذر يسير مما قيل في الشهيد، في ذلك اليوم الكئيب جاؤوا به الي المشنقة في مـأسـاة كمأسـاة الحلاج، توضأ شيخنا فاسبغ الوضوء، وجاء يصلي صلاة العشق، تماماً كما فعل الحلاج، ألم يقطعوا كف الحلاج فرفع يده المقطوعة، ومسح بها وجهه وهو يقول( ركعتان في العشق لا يصح وضوؤهما الاّ بالدم ) ، لا بد ان الأستاذ في ذلك الموقف المهيب تمثل بقول الحلاج في مثل ذلك الموقف ( اللهم إنك المتجلي عن كل جهة، المتخلي عن كل جهة، بحق قدمِكَ علي حدثي، وحدثي تحت الملابس قدمك، أن ترزقني شكر هذه النعـمة التي أنعمت بها عليّ، حيث غيبت أغياري كما كشفت لي من مطالع وجهك، وحرمت بها غيري ما ابحت لي من النظر من مكنونات سرك، هؤلاء عبادك قد إجتمعـوا لقتلي، تعصباً لدينك، وتقرباً إليك، فأغفر لهم، فإنك لو كشفت لهم ما كشفت لي لما فعلوا ما فعلوا، ولو سترت عني ما سترت عنهم لما إبتليت، فلك الحمد فيما تفعل، ولك الحمد فيما تريد . ) نعم يا بُنيّ، هكذا ناجي الحلاج ربه وهو يـُقطـّع قطعاً علي حبل المشنقة، وهكذا قال الأستاذ الشهيد، محمود المحمود، وبعد شنقه لم يعرف الأقزام ما يفعلون، فرفعوه الي أعلي، الي السماء، طاروا به في الفضاء، إعتلي بهم حين ارادوا ان يخفضوه، ذلك ما يفعله أصحاب العـُلي والسمو، إنها مواقف منحوتة في ذاكرة التاريخ، وذاكرة التاريخ لا تَـنسي، وأنت كما انك لن تعرف صاحب الطواسين ولا صاحب الرســالة الثانية، فإنك لن تعرف صاحب الفتوحات المكية، أنت لن تعرفه، ولكنه قال:ــ
    نَعْـتُ المهيمن بالأطلاق تقييد ::: وكل ما قيل فيه فهو تحديدُ
    وإن سكتُ علي عجز أفوز به ::: فذلك العجز أيضاً فيه تقييدُ
    فليس يخرج في ظني ومعرفتي ::: شئٌ عن القيد لاشرك وتوحيدُ
    تنزيهك الحق حدٌ انت تعــلمُهُ ::: إن النزيهَ بنفي الحد محدودُ
    إن قلت ليس كذا،اثبتـّهُ بكذا ::: وذا لباسُ نزيه فيه تجريدُ
    سَـلْبُ التحير عنه لا يشرفهُ ::: وكيف يَشرُفُ بالتنزيه معبودُ
    لو لم يكن في كذا لزال عنه كذا ::: وزال عنه به حمدٌ وتمجيدُ
    أسماؤه تطلب الأكوان أجمعها ::: فنعتها بالغني المعلوم مفقودُ
    لولا القبول الذي منا لما ظهرت ::: آتارها فلنا من ذلك الجودُ
    إن الوجود الذي أثبته نسبٌ ::: فلا وجودَ فما في العين موجودُ
    بذا المحال الذي ترمي به فطرٌ ::: وكيف يقبـلـُه والكونُ مشهودُ
    أثبتّ عينك عند النفي نافية ::: فمن نفيتَ وباب النفي مسدودُ
    وكيف تنفي وجوداً أنت تثبته ::: عقلاً وعيناً، وحوض العقل مورودُ

    ذلك ابن عربي، وذلك قول كبير، ولذلك سمي قائله بالشيخ الأكبر، ذلك قول كبير كالكون واكبر، قول عميق كالبحر وأعمق، لا بد ان تتكبد المشاق، وتعاني الصعاب حتي تفهم، لا بد ان تسبح في فضاء الكون، وتغوص في قاع البحر حتي تفهم، لابد ان توقد ذهنك حتي تفهم، وإن فعلت، فلك مني ضمان المتعة، ضمان المتعة الفكرية، وتلك متعة لن تشبع منها، فأفعـل .
    فيا برق ليس الكرخ....Dad, what you?? Never mind ، فانت لا تفهم ما أقول، فأنت لن تعرف أبوالعلاء، حكيم المعرة، رهين المحبسين، فيلسوف الشعراء، وشاعر الفلاسفة، أنت لن تعـرفه، ولكـنه قــال: ــ
    إذا لم تكن دنياكَ دارَ إقامة ::: فما لك تبنيها بناءَ مُـقـيم ِ
    أري النسلَ ذنباً للفتي لا يُقاله ::: فلا تنكحنّ َ الدهـرَ غير عقيم ِ
    وأعجبُ من جهل الذين تكاثروا ::: بمجد لهم من حادثٍ وقديم ِ
    وأحلفُ ما الدنيا بدار كرامة ::: ولا عَمَـرتْ من أهلها بكريم ِ
    سـأرحل عنها لا أُؤّمل أُوْبـَـة ::: ذميماً توَلي عن جوارِ ذمـيم ِ
    وما صحّ وُدّ ُ الخِلِ فيها وإنما ::: تغـُرّ ُ بودّ ٍ في الحياة سقيم ِ
    فلا تتعلل بـالـمُدام وإن تجـُزْ ::: إليها الدنايا فاخش كل نديـم ِ
    وجدت بني الدنيا لدي كل موطنٍ ::: يعـدون فيها شـقـوة كنــعيم ِ
    يزيدك فقـراً كلما ازددتَ ثروة ً ::: فتلقي غنياً في ثياب عـديم ِ
    فسـادٌ وكـونٌ حادثان كلاهما ::: شهيدٌ بأن الخلقَ صنعُ حكيم ِ

    هـكذا قـال حكيم المعرة في اللزوميات، ولكن ما لي أحكي لك؟، أنت لن تعرف كعب ابن زهير ولا إمرؤالقيس، انت لن تعرف البحتري ولا ابوتمام، لن تعرف التوحيدي ولا ابن المقـفع، لن تعرف جعد بن درهم ولا معبد الجهني، لن تعرف النظام، ابراهيم النظام، ولا الجاحظ ، ولا ابن سيناء ولا ابن رشد، لن تعرف ابونواس ولا بشار بن برد ولا ابن الرومي، لن تعرف السيوطي ولن تقرأ تاريخ الخلفاء لتعرف الحقائق، لا جرير ولا الفـرزدق، لن تعرف امل دنقل ولا محمود درويش، لا طه حسين ولا العقاد ، لانجيب محفوظ ولا يوسف إدريس، أنت من ستعرف؟، الي اي الحضارت تنتمي؟، الي اي مستقبل؟، أنت لن تعرف حتي المتنبي، أستاذ الشعراء، ولكنه قال : ــ

    مالَنا كُلُّنا جَواٍ يا رَسولُ ::: أَنا أَهوى وَقَلبُكَ المَتبولُ
    كُلَّما عادَ مَن بَعَثتُ إِلَيها ::: غارَ مِنّي وَخانَ فيما يَقولُ
    أَفسَدَت بَينَنا الأَماناتِ عَيناها ::: وَخانَت قُلوبَهُنَّ العُقولُ
    تَشتَكي ما اشتَكَيتُ مِن أَلَمِ الشَوق ::: إِلَيها وَالشَوقُ حَيثُ النُحولُ
    وَإِذا خامَرَ الهَوى قَلبَ صَبٍّ ::: فَعَلَيهِ لِكُلِّ عَينٍ دَليلُ
    زَوِّدينا مِن حُسنِ وَجهَكِ مادام ::: فَحُسنُ الوُجوهِ حالٌ تَحولُ
    وَصِلينا نَصِلكِ في هَذِهِ الدُنـيا ::: فَإِنَّ المُقامَ فيها قَليلُ
    مَن رَآها بِعَينِها شاقَهُ القُطـطانُ ::: فيها كَما تَشوقُ الحُمولُ
    إِن تَريني أَدِمتُ بَعدَ بَياضٍ ::: فَحَميدٌ مِنَ القَناةِ الذُبولُ
    صَحِبَتني عَلى الفَلاةِ فَتاةٌ ::: عادَةُ اللَونِ عِندَها التَبديلُ
    سَتَرَتكِ الحِجالُ عَنها وَلَكِن ::: بِكِ مِنها مِنَ اللَمى تَقبيلُ
    مِثلُها أَنتِ لَوَّحَتني وَأَسقَمـ ::: ـتِ وَزادَت أَبهاكُما العُطبولُ
    نَحنُ أَدرى وَقَد سَأَلنا بِنَجدٍ ::: أَقَصيرٌ طَريقُنا أَم يَطولُ
    وَكَثيرٌ مِنَ السُؤالِ اِشتِياقٌ ::: وَكَثيرٌ مِن رَدِّهِ تَعليلُ
    لا أَقَمنا عَلى مَكانٍ وَإِن طاب ::: وَلا يُمكِنُ المَكانَ الرَحيلُ
    كُلَّما رَحَّبَت بِنا الرَوضُ قُلنا ::: حَلَبٌ قَصدُنا وَأَنتِ السَبيلُ
    فيكِ مَرعى جِيادِنا وَالمَطايا ::: وَإِلَيها وَجيفُنا وَالذَميلُ
    وَالمُسَمَّونَ بِالأَميرِ كَثيرٌ ::: وَالأَميرُ الَّذي بِها المَأمولُ
    الَّذي زُلتَ عَنهُ شَرقًا وَغَربًا ::: وَنَداهُ مُقابِلي ما يَزولُ
    وَمَعي أَينَما سَلَكتُ كَأَنّي ::: كُلُّ وَجهٍ لَهُ بِوَجهي كَفيلُ
    وَإِذا العَذلُ في النَدا زارَ سَمعًا ::: فَفِداهُ العَذولُ وَالمَعذولُ
    وَمَوالٍ تُحيِيهِمِ مِن يَدَيهِ ::: نِعَمٌ غَيرُهُم بِها مَقتولُ
    فَرَسٌ سابِقٌ وَرُمحٌ طَويلٌ ::: وَدِلاصٌ زَغْفٌ وَسَيفٌ صَقيلُ
    كُلَّما صَبَّحَت دِيارَ عَدُوٍّ ::: قالَ تِلكَ الغُيوثُ هَذي السُيولُ
    دَهِمَتهُ تَطايِرُ الزَرَدَ المُحـ ::: ـكَمَ عَنهُ كَما يَطيرُ النَسيلُ
    تَقنِصُ الخَيلَ خَيلَهُ قَنَصَ الوَحـ ::: ـشِ وَيَستَأسِرُ الخَميسَ الرَعيلُ
    وَإِذا الحَربُ أَعرَضَت زَعَمَ الهَو ::: لُ لِعَينَيهِ أَنَّهُ تَهويلُ
    وَإِذا صَحَّ فَالزَمانُ صَحيحٌ ::: وَإِذا اِعتَلَّ فَالزَمانُ عَليلُ
    وَإِذا غابَ وَجهُهُ عَن مَكانٍ ::: فَبِهِ مِن ثَناهُ وَجهٌ جَميلُ
    لَيسَ إِلاكَ يا عَلِيُّ هُمامٌ ::: سَيفُهُ دونَ عِرضِهِ مَسلولُ
    لَستُ أَرضى بِأَن تَكونَ جَوادًا ::: وَزَماني بِأَن أَراكَ بَخيلُ
    نَغَّصَ البُعدُ عَنكَ قُربَ العَطايا ::: مَرتَعي مُخصِبٌ وَجِسمي هَزيلُ
    إِن تَبَوَّأتُ غَيرَ دُنيايَ دارًا ::: وَأَتاني نَيلٌ فَأَنتَ المُنيلُ
    ما أُبالي إِذا اتَّقَتكَ الرَزايا ::: مَن دَهَتهُ حُبولُها وَالخُبولُ

    ذلك هو المتنبي، مالئُ الدنيا وشاغل الناس، ما كان الدهر بالنسبة له الا من رواة قصائده، اذا قال شعـرا أصبح الدهـر منشدا، ذلك الذي نظر الأعمي الي أدبه، وأسمع كلماته من به صممُ، ذلك الذي عرفه الخيل والليل والبيداء، والسيف والرمح والقرطاس والقلم، ذلك هو المتنبي، قال ما قال ونام قرير العين هانيها،
    وسهر الخلق جراها واختصموا. أنت لن تعرف عبدالرحمن منيف ولا ابراهيم الكوني، لن تعرف حسين مروة ولا نصر حامد أبوزيد، لن تعرف فرانسيس دينق ولن تقـرأ طائر الشؤم، لن تعرف محمد ابوالقاسم حاج سعيد ولن تفهم جدلية التركيب، والمـأزق التاريخي في السودان، لن تعرف الشهيد جون قرنق، نجم سياسي آخر، رفع لواء المسـاواة في الوطن الواحد، حارب التمييز والإستعلاء العرقي السخيف، حارب الإستعلاء الديني الخاطئ، ولكنه مات، ليلاً فوق الجبال، من يدري كيف مات، لن تعرف أبيل ألير، حكيم عملاق، لو تركوا له ولأمثـاله الحكم في السودان لكنا الآن في وضع آخر، أنت لن تعرف شنوا اشيبي ولا وول سوينكا ولا سنغور ليوبولد، لن تعرف منابع النيل ولا مصبه، لن تعرف الهلال ولا المريخ، لن تعرف الزين ولا ضو البيت ولا الطاهر ودالرواس ولا سعيد عشا البايتات، لن تعرف حسنة بت محمود ولا ودالريس ولا بت مجذوب، واذا لم تقل لك بت مجذوب كل شئ، فلن يقل لك احد شيئا، ربما اخذك القطار يوماً الي محطة فكتوريا، وعــالم جين موريس وايزابلا سيمور وآن همند، ربما زرت قاعة البرت، ومسرح البرنس اوف ويلز،ولكنك لن تذهب الي هناك برفقة مصطفي سعيد، لأنك لن تقرأ موسم الهجرة الي الشمال، رواية ولا كل الروايات، تحفة نادرة، ولوحة بديعة، معين لا ينضب، عمل عبقري، عمل كتبه ذلك الساحر، وحقن به عروق الثقافة والأدب، واجراه في شرايين الإبداع، إستودعه رفوف المكتبات فلم تقعد، فطبع ثم طبع، وترجم وترجم، إنه عمل خالد، والخوالد قليل. انت لن تعرف الحردلو، ابوسـن، ولكـنه قــــال: ــــ
    الشـّمْ خَوخـَتْ بردن ليالي الحـَرة
    والبـَرّاق برقْ من مِنا جاب القِرة
    شوف عيني الصقيرْ بي جناحو كَفتْ الفِرة
    تلقاها أم خدود الليلة مرقت برة
    ******
    البارح أنا وقصبة مدالق السيل
    في ونسة وضحك لمن قسمنا الليل
    وكتين النعام إتشقلببوا الخيل
    لا بخلت ولا جادت على بلحيل.

    وانت لن تعرف المديح، ولن تعرف البرعي، ولا حاج الماحي، ذلك المتبتل في محراب الحب النبوي، ذاب وجداً حين إهتدي، انت لن تعرفه ولكنه قال:ــــ
    عــيب شــبابي الْ سـرَحْ ::: والله لأبْ شوقاً جرحْ
    قام العبيدْ من نومه صحْ ::: لقي جنبه لبناً في قدحْ
    سمي وشربْ زين إتنتَحْ ::: حمد الإله حالُه انصلحْ
    جدْ في السؤال لربّه لحْ ::: قال يا كريم بابه إنفتحْ
    اعطوه تـُفاحات بلحْ ::: حين ذاقها قال دماعُه تحْ
    راد الجليل قلبُه إنشرحْ ::: طابْ عقلُه مسرور بالفرحْ
    جابْ لي شفيع الناسْ مَدحْ::: شَتمُه الهبيس دقّ ونـَبحْ
    السمعُه في جوفُه إنجرحْ ::: من شوف حبيبُه يسوي أحْ.


    وأنت من قبل ومن بعد، لن تعرف الخليل، خليل فرح، قيثارة الوطن، ذلك الشرف الباذخ، والصباح الفـالق، والنجم الآلق، خليل، قامة الوطن السامقة، انت لن تذهب معه الي الضواحي، وطرف المدائن، لن تنظر معه شفق الصباح:ـــ
    شوف صباح الوادي وجماله
    شوف خدارو وصيده ورماله
    شوف يمينو وعاين شماله
    شوف نسيم الليل صاحي ماله
    شوف فريع الشاو مين أماله
    القمر خجلان من كـمـاله
    والصباح لاح بهل الوشاح

    جاء الي الخرطوم صبياً، لايعرف العربية، ولكنه جاء بعبقرية لا تضاهي، وتحدث بالعربية وكتب بها وكأنه من ارض البطانة او بادية الشكرية:ـــــ

    وقت الليل برد طلع البدر بكواكبو
    ولحقت الإبل وادي الأراك برواكبو
    جادت وأسبلت عين المحب بسواكبو
    وإحتل الفؤاد ملك الغرام بمواكبو
    من أين له سليقة البادية، وقريحة الدوبيت والمسدار، وهو الأعجمي، نوبي هو، سقط رأسه في حلفا، عاش طفولته في بلدته جزيرة صاي، حيث اللغة (رطانة)، وان كانت احدي اقدم اللغات، وإن حملت إحدي اقدم الحضارات، إلا أنها رطانة، بعيدة عن اللسان للعربي، إذاً كيف أجاد الخليل تلك اللغة التي كتب بها تلك الدرر، إنه النبوغ:ــــ

    نجومك يا ليل ولاّ جيش معبي وغاير
    ومشتاق مثلي يا ليل ولاّ ساكت غاير
    طويل مسيخ ومعتم لاك مريح لا غاير
    أضاير في همومك ويمشي جرحك غاير

    او ان شئت فأســمع هـذه :ـــــ
    ياليل صباحك مالو
    اصحابك جفوني ومالو
    شوف صحبك فقد راس مالو
    لا يعرف يمين لا شمالو
    يا ليل بدري شاغلك مالو
    نايم وصاحي مالك ومالو
    لاتقول لي هواه امالو
    ايه ضيعني غير إهمالو

    هكذا يتلاعب بالكلمة الواحدة، ويستخرج معانيها المتعددة، اجاد الخليل فنون الشعر، وفي شعره واقعية ورمزية كأجود ما تكون، قال يرثي صديقاً له من حلفا دغيم اسمه سـري:ــــ
    آه وا حسرتاه يا سـري
    يا اخوي ورفيقي وسـري
    أحداثك جسام يادنيا ما بتسـري
    ونادر نلقي فيك اللي همومنا يسـري

    وأنظر إليه كيف يفخر بقومه بأحسن مما فعل الحردلو او ودشوراني او ودضحوية:ــ
    أنحنا المحس يحسن وليدنا حتوفو
    متحمل جبال الواقعة ساندة كتوفو
    ناره بتوقد الغيرة وتناجي ضيوفو
    فرة سنو في داره تحاكي سيوفو
    هذا غير درره المغناة، في الحقيبة والوطنيات، انت يا بني لا تعرف ذلك، ولكنني اهديك هذا اللحن الخالد::ــــــ

    عـازة في هواك عازة نحن الجـبال
    وللبخوض صفاك عازة نحن النبال
    :::::::::::::
    عازة ما سليت وطن الجمال
    ولا ابتغيت بديل غير الكمال
    وقلبي لسواك ما شفتو مال
    خذيني باليمين وانا راقد شمال
    ::::::::::::
    عازة ما نسيت جنات بلال
    وملعب الشباب تحت الظلال
    ونحن كالزهور فوق التلال
    نتشابي للنجوم وانا ضافر الهلال
    ::::::::::::
    عازة في الفؤاد دوا يشفي الوبال
    عازة في الفؤاد سحرك حلال
    ونار هواك شفي وتيهك دلال
    ودمعي في هواك حلو كالزلال
    تزيدي كل يوم عظمة وازداد جلال
    :::::::::::::::::::::::::::::::

    ودعنا في الختام نأمل بلقاء الوطن و نغني هذا المقطع

    ما يئسنا الخير عوده سايق
    الحي يعود إن أتي دونه عايق
    الي يوم اللقا وإنت رايق
    السلام يا وطني السلام











                  

02-08-2008, 06:29 AM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: Mohamed fageer)

    كل الصور التي وضعتها في البوست
    اختفت مع تغيير السيرفر من جانب المهندس بكري
    وسوف احاول وضعها مرة اخري
                  

02-08-2008, 08:56 AM

فيصل محمد خليل
<aفيصل محمد خليل
تاريخ التسجيل: 12-15-2005
مجموع المشاركات: 26041

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: Mohamed fageer)

    محمد فقير

    مسكاقنا
                  

02-08-2008, 02:21 PM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: Mohamed fageer)

    اهلأ فيصل
    هكرفي ياخي
    بتاني هكرفيجنا
                  

02-08-2008, 02:37 PM

عبدالأله زمراوي
<aعبدالأله زمراوي
تاريخ التسجيل: 05-22-2003
مجموع المشاركات: 744

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: Mohamed fageer)

    شقيقي محمد فقير...

    مسكاقمي..

    أراك تنداح ما بين الثلوج وطين الجروف ومعك صغيرك الذي لا يعرف
    غير الثلوج (والشوفلينغ)، غير ان الحنين يعاودك للفرار بجلدك
    نحو بلاد لها طعم آخر. هنالك في بدين حيث الجياة باسمة والأرض
    حانية!

    قرأت الرسالة الفقيرية وسعدت بمفرداتها العبقة وسرحت نحو أفق
    بعيد حيث كنا نعيش عيشة راضية، فيها هناء البصر والبصيرة...

    أكتب لنا عن المرحلة المتوسسسطة بالبرقيق وحمارتي تلك التي فقدتها
    وكان ذلك الفقد حزنا مقيما حتى هذه اللحظة!

    أكتب ولا تتوقف....
                  

02-09-2008, 04:29 AM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: Mohamed fageer)

    اخوي عبدالإله زمراوي
    لك من الأواصر اسماها ومن الشوق اصدقه
    مرحلة البرقيق فصل من العمر غني
    والحديث عنها ذو شجون، والفقيدة حمارتك (تجرد) المرحلة كلها
    لك لي ان اكتب عنها في القريب العاجل
                  

02-09-2008, 05:52 AM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: Mohamed fageer)





    منظر آخر للبوابات النوبية
    انظروا الي موقع البيت من النيل
    ثم ظل الشجرة والأزيار
    (وميمد فقير) يحلب البقرة
    اليس بديعاً ورومانسياً





    ( الكُنتي)
    وهو اناء كان يستعمل بمثابة الأكياس البلاستيكية هذه الأيام
    كثير ومتنوع الإستعمال







    القساسيب ، جمح قسيبة (قسي) بضم القاف
    وهي هنا صغيرة الحجم
    كانت توجد منها عدد كببر في بعض البيوت وباحجام مختلفة
    كانت تستعمل لتخزين المحاصيل
    وكانت هذه المحاصيل توضع في القسيبة من فوق
    ثم يحكم قفلها فلا يفتح من فوق
    للاخذ من المحصول تستعمل فتحة صغيرة من الأمام في نهاية القسيبة






    القبة
    توجد منها في جزيرة بدين سبعة او ثمانية







    (الأسكلي) اي الساقية
    لا تظهر كاملة ولكنك تري (الأورتي) والبقرتان(تيقو)
    وتري (الفيشي) هذه القلل التي تحمل الماء من المتر من النيل
    وتصب في بداية الجدول






    الخلوة
    وسوف يأتي الحديث عن الخلاوي
                  

02-10-2008, 07:56 PM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: Mohamed fageer)

    كنت في احدي المقالات قد ذكرت الاستاذ الناظر فضل عثمان فضل
    وقد بلغني اليوم خبر وفاته الذي حدث قبل ايام
    والناظر فضل من جيل المدرسين العمالقة
    الذين افنوا حياتهم في مجال التعليم بكفاءة عالية
    والي ذلك تمتع الناظر فضل بروح دعابة مرحة جميلة حببته
    الي الناس كثيراً
    عاش في بدين سنين وخلق علاقات حميمة
    الا رحم الله الناظر فضل واسكنه فسيح جناته
    لاسرته وتلاميذه الكثر الصبر والسلوان
                  

02-12-2008, 02:46 PM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: Mohamed fageer)

    الحلقة الحادية عشر

    بدين ـــ خواطر وذكريات
    الحلقة 11
    اشخاص ومواقف
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    وفي الجزيرة شخصيات عرفت بالمبالغات، والكذب المتعمد والمقصود في حد ذاته، والتعليقات الساخرة، والمواقف الطريفة، ودعنا نسمي اولهم الخال حسن، وقد كان الخال حسن، رجلا أُميا ،لم يفتح الله عليه بحرف، إلا أنه كان يملك خيالاً واسعا، وذهناً مبدعا، لو وجد فرصة تعليم لكان روائيا شهيرا، كان يتعمد الكذب ويتحراه بصدق وإصرار، يبدأ قصصه القصيرة، والتي كانت في منتهي الجودة من حيث الحبك والسبك وترتيب الأحداث، بإبتسامة (ظاهرة)، تقول لك أنه يعرف أنك تعرف أنه كذاب، ولكنه يلمح لك أن تستمع له متغاضيا انه كذاب، فـالمهم ان يحكي هو وان تستمع انت، والقضية كلها بالنسبة له ترفيهية، وكنت كلما وجدته اتعمد الجلوس بجانبه لأن له بعض التعليقات الساخرة والجريئة جدا والتي كان يطلقها بصوت خافت، وكان يحتفي بي ويعتبرني مستمع جيد ومثالي، ومرة ونحن جلوس بجانبه، اخذ الناس يتحدثون عن قطع الأراضي وأسعارها، فجاء أحدهم من المسجد بعد الصلاة، ولما وجد الناس يتحدثون عن الأراضي طلب منهم السكوت، قائلاً ان الإمام قال ان كل الناس سوف يحملون أراضيهم علي رؤوسم اثناء الحساب يوم القيامة، فما كان من الخال حسن إلا ان سخر من هذا القول وعلق بصوت خافت (طيب الناس حيشيلو الأراضي فوق رؤوســم وحيقيفو وين؟ ، يا غـشـيم إنت وإمامك ) ، وحكي الخال حسن انه مرة غضب من شخص عاكسه امام جمع من الناس، فرفع المسكين وقذف به الي اعلي، فانطلق كالصاروخ حتي اختفي في الفضاء، فانتطره الناس وهم في دهشة حائرون، فلم يظهر، وبعد ان يأس الجميع وقرروا الذهاب، إذا بحذاء المسكين يرتطم بالأرض، ويتحول الي قطع صغيرة، وإذا به يظهر نازلاً من السماء، وما ان إقترب من الأرض ووقعت عيناه علي الخال حسن، حتي طار عائداً الي السماء، ولم ينزل المسكين حتي الآن . رحم الله الخال حسن.
    أما الخال (مختار شركابة) فكان لا يقل سخرية عن أي كوميدي معروف، يذكرك بفلاسفة التشاؤم والإلحاد، او الشعراء الصعاليك، شخصية متميزة، نادر علي طريقته، لو وجد فرصة تعليم، وصادق الطيب صالح، لقام بدور منسي تماماً، كان يعمل مزارعاً في جزيرة زراعية تابعة لجزيرة بدين، اسمها موقة، وكان الموسم موسم حصاد الفول، فجاء الخال ادريس الي المركب وهو يحمل علي حماره شوال فول واحد، هو كل الذي خرج به من الموسم، ثم وضع الشوال في المركب، واستلقي علي جنبه متكئاً علي الشوال، وانحني برأسه مغمضاً عينيه، فسأله احدهم، اها يا خال، الفول السنة دي طلع كم ؟؟، فما كان منه ، ودون ان يرفع راسه او يفتح عينيه الأ ان قال، وهو يتبتب علي الشوالوالله ياخي لسع ما حسبته) ، كان ساخراً، حاضر البديهة بصورة مذهلة، وكان يتحدث مع نفسه في الطريق، معلقاً علي كل الذي يراه، وكان يأتي الي بدين يوم الجمعة للصلاة، كان الدين كله يتلخص عنده في ركعتي الجمعة، يأتي بنفس ملابسه التي يعمل بها(عراقي وسروال وطاقية)، ويطبق الجلابية ويضعها علي كتفه مع العمة، ويؤدي الصلاة ويعود الي مزرعته دون ان يهبش الجلابية والعمة، وكما قلت كان يعمل مزارعاً في جزيرة موقة، وله زرع وبقر وبهائم، تحتاج الي رعاية يومية، وذهب اليه واحد من اصحاب الدعوة، الذين يخرجون في سبيل الله، ويسافرون بالأسابيع والشهور، الي باكستان وافغانستان والشيشان، (وكأن السودانستان استقام امره)، زاره شيخنا الداعية، وطلب منه الخروج في سبيل الله معهم، فأعتذر الخال مختار بموضوعية شديدة، موضحاً ظروفه العملية التي لا تسمح له بالغياب، والزرع والبهائم، لمن يتركهم ويسافر، فقال له صاحبنا الداعية ( اتركهم لله وسافر) فقال له الخال (إنْ أمّا بوم خالصا) يعني زي(يا اخوانا الزول ده بوم ولآ شنو). رحم الله الخال مختار واجزل له العطاء.
    اما صاحبنا الثالث، فاكثرهم كذبا واستهبالاً، يذكرك بالممثل المصري احمد بدير، ويومك (سعيد) اذا لاقيته، يبدأ معك الحديث متفضلاً عليك برتبة ملازم ثاني، وبعد دقيقتين من الكلام المتواصل، والذي لا تفهم منه شيئا، يعطي لنفسه الحق في ترقيتك الي ملازم، ثم يخاطبك قائلا، شفت يا سيادة الرائد، وقبل ان تستمتع يهذه الترقيات السريعة، يقنعك بانك عقيد، ثم يواصل حديثه مذكرا اياك بذلك اليوم الذي اصبحت فيه عميدا، وكيف انك من كرمك الحاتمي ذبحت توراً اكله الناس، ودون اكتراث لدهشتك يواصل حديثه المتسارع قائلآً: تعرف يا سعادة اللواء، وهكذا في خمس دقائق تكون انت قد دخلت الكلية الحربية وتخرجت ووصلت رتبة لواء، ويكون صاحبنا السعيد قد تحصل منك علي (حركة) وذهب لإستهبال ضحية اخري. اما اذا عملت نائم، ولم يجد منك شيئاً ، فأنت في رأي صاحبنا السعيد، (امة متقلة ارض الله ساكت). ويسافر صاحبنا سعيد بطرق عجيبة، فيقول لك انا ماشي بورتسودان لكن يمكن اخش الكويت بهناك، او يقول انا ماشي كسلا لكن يمكن اخش ليبيا بهناك، فبالنسبة له كل الطرق تؤدي الي الإستهبال.
                  

03-27-2008, 01:52 AM

عمار محمد حامد
<aعمار محمد حامد
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 650

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: Mohamed fageer)

    [QUOTE]فقال له الخال (إنْ أمّا بوم خالصا)




اله اكه فايرو

مع خالص ودى واحترامى .ولما عوده
                  

03-27-2008, 01:57 AM

عمار محمد حامد
<aعمار محمد حامد
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 650

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: Mohamed fageer)

    فقال له الخال(ان اما بوم خالصا)

    اله اكه فايرو
                  

02-13-2008, 04:32 AM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
rd (Re: Mohamed fageer)

    ////
                  

02-15-2008, 06:05 AM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: Mohamed fageer)

    في يدي كتاب عن التاريخ/واللغة النوبية
    المؤلف محمد متولي بدر
    عنيبة في 15 يوليو 1955
    ولكن الكتاب بدون عنوان

    جاء في صفحتي 35 و 36 ما يلي:ـــ


    ((ثبت بالبحث ان معظم قبائل الكنوز ترتبط برباط وثيق بقبائل لا تزال قائمة في دنقلة، ويروي افراد هذه القبائل قصص كثيرة تشير كلها الي ان اجدادهم الأول نزحوا من منطقة دنقلة الي منطقة الكنوز، ومن المفيد ان نورد بعض هذه القصص، يروي افراد قبيلة المهناب ، التي تسكن في دهميت، ان السيد محمد مهنا، وهو رأس قبيلة المهناب، كان والياَ بجهة بدين بدنقلة، وحدث ان قدم الملك من سنار لزيارته، ورأي عنده جواداِ اعجبه حسنه، فطلب منه ان يهديه اليه، فأبي، فعاد الملك الي مقر ملكه متألماً من مسلكه معه، وأعلن فصله من الأمارة، عندئذ لم يجد مهنا بداً من مغادرة البلاد، فأتخذ له عوامة حمل فيها اسرته ومتاعه، وانتقل بها شمالاً مع النيل حتي نزل بدهميت، وصحبه في هذه الرحلة شخصان، هما، سالم ومدب، وقد نزل سالم في دبود، وله ذرية تنسب اليه الآن في دبود وغرب اسوان، وتسمي سالماب، اما مدب فقد اقامت ذريته في الشلال,))

    الخط تحت السطر من عندي
    ولكن هذا يفسر سر وجود لغة الدناقلة في تلك النطقة، ويدو ان اللغة الأصلية للمهناب في بدين هي الدنقلاوية، ولذلك كان الكبار يجيدونها
                  

02-15-2008, 07:21 AM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: Mohamed fageer)

    بدعوة من مدير معهد ومتحف الآثار الشرقية في مدينة شيكاقو
    للنوبيين الموجودين هناك ذهبنا الأخ عادل توفيق وانا
    ووجدنا المتحف عامر بالآثار النوبية وصور مأخوذة في
    المناطق النوبية في عام 1905
    من هذه الصور




    الحفير



    الحفير عبدالرازق




    اكد



    اكد


    وهذه الصور (تحت) مكتوب عليها كبان بالإنجليزية (KUBAN)
    ولا ادري ان كانت هناك منطقة اخري بنفس الإسم ام انها في بدين
















    ثم هذه الصور الرائعة عن الشلال الثالث (كجبار)






























    وهذه مكتوب عليها مصل(mossul)






    اما هذه ففي عمارة قرب عبري


                  

02-16-2008, 04:38 AM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: Mohamed fageer)

    ببالغ الحزن والأسي تلقينا نبأ وفاة
    اخونا العزيز محمد عبدالرحيم علي بشير(ويسي)
    شقيق صديقنا علي عبدالرحيم علي بفلادلفيا
    فقد كبير ومصاب جلل
    له الرحمة والمغفرة وحسن الجوار عند غفور رحيم
    ولأهله وذويه الصبر والسلوان

    وانا لله وانا اليه راجعون
                  

02-16-2008, 06:00 AM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: Mohamed fageer)

    صلعتي الخايف عليها
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ولمـّا أصبحت صلعـتي (بجـــلاجل) ، إقترح عليّ احد الأصدقاء من ذوي الشـَعـْر الكثيف،
    والذي يخفي بياض شـَعره الكثيف بلون اسود شفيف (يعني فيه شفافية)،(يعني صبغة ظاهرة)، اقترح عليّ هذا الصديق
    الشقي ان اقوم بزراعة صلعتي (الراقدة بور) حسب تعبيره، فقلت له الموسم موسم شنو؟ ،
    ماذا ازرع ؟ ، هل ازرعها تفاؤلاً أم أملاً أم تمني ؟ ، ولماذا ازرع وقد ضاع العمر يا صديقي، هذه القطعة (الناصية) تصحرت واصبحت جرداء قبل الأوان، ورقدت بور منذ سنين طويلة، والأرض البور ـ يا رعاك الله ـ تحتاج الي معالجات كثيرة ومعقدة والي خبرة اجنبية مكلفة، وانا كما تعلم، منفوض اليدين والجيوب، فقال وهو يشجعني ان (ترابلة) زراعة الشعر لديهم تقنيات عالية وسريعة ورخيصة، ويمكن ان تدفع بلأقساط ، وانهم يستعملون شعرك انت وليس شعر احد غيرك، فهم يقلعون شتول الشعر، من لحيتك مثلاً، ويزرعونها في رأسك، فقلت له ياصديقي ، انا لا استطيع ان اتخيل نفسي وانا احمل شعر لحيتي فوق رأسي واسير بين الناس، وامشي في مناكب الأرض، فقال ان بالإمكان ان يزرعوا لك شعر إنساني، فقلت له ماذا تعني بإنساني ؟، فقال يعني شعر من زول تاني، شعر انسان ما شعر حيوان، فاستعذت بالله من هذا الشيطان الشَعري، يا اخي كيف لي ان اعرف ان ذاك الشعر من انسان، وليس من حيوان، من الفئران مثلاً، وهي حيوانات التجارب المفضلة، وحتي لو من انسان، كيف لي ان اعرف انه شعر راس، وليس من مناطق اخري موبوءة؟، اعوذ بالله، يا اخي ما لك وما لصلعتي، دعني واياها في سلام، فانا اخاف عليها، ثم يا اخي انا لا اهتم بالشعر، لأن شعري خانني خيانة عظمي، فقد كنت من الذين يعتنون برؤوسهم اية عناية، علي الأقل الشعر، فقد كنت اعتني به عناية خاصة، وصرفت عليه مبالغ كبيرة، واموال طائلة، كم من شامبو اشتريته بمبلغ وقدره، وكم من دهان غال ٍ كنت اراه رخيصاً،
    وكان شعاري في ذلك الوت( لا شيئ يغلي علي شعري)، كم كنت اصففه بعطف وحنية، كم كنت اهتم بنظافته، وكم كنت اختار الحلآق اختيارا، الاّ ان شَعري المدلل خدعني خدعة سخيفة، فبعد كل ذلك الإهتمام الكبير، وكل تلك العناية الفائقة، بعد كل ذلك الإجتهاد، بدا وكأنه آخذ في النعـومة، وبدأت احس به هيناً ليناً ، فاستبشرت خيراً وقلت ربما يتحول تدريجياً من قرقد الي سبيبي، فإذا به يسيبني، لم يتحمل معي صدمات الزمان الخائن، ولا كدمات الحياة الجائرة، ولا ضربات الدنيا التي تساقطت فوق رأسي، لتجد شعري قد هرب، فتمعن في الوجع وتزيد في الإيذاء. بعد كل ذلك الإحتفاء من جانبي، اصبح شعري يتساقط عند كل منعطف، ويتخلي عني عند كل محنة، ويفر من جلده عند كل مصيبة، تاركاً المجال للصلعة التي بدأت صغيرة عند منتصف الرأس، ثم اخذت راحتها وتمددت حتي إحتلت معظم الرأس، تاركة شريط حدودي بسيط بالأجناب والقفا، وبما انه لا حول لي ولا قوة في مواجهة هذه الصلعة الغاشمة، فقد عقدت صلحاً بيني وبينها، واتخذتها صديقة، وبدأت معها علاقة حميمة، وأصبحت أشكو اليها هموم الدنيا، وألجأ اليها عندما يصيبني الحزن، او عندما احتار في مسائل الدنيا الشائكة، فأمسح عليها بيدي، فأشعر بها ناعمة ناصعة، صامدة مستقرة، فأشعر بالأمان، وأحس بالإطمئنان. واذا كان شعري الذي ولد وترعرع معي خانني وتخلي عني في عز الشباب، فدعني يا صديقى مع صلعتي التي تحملت معي سنوات الغربة، وصمدت امام تحديات العصر، وبقيت مخلصة في منعطفات العمر الخطرة ، نعم، ولم تشرد مني في مفارق الطرق، صمدت ولم تسمح ان تنهزم، لم تسمح لشعرة واحدة ان تقوم لها قائمة، قاومت حر الصيف اللافح، وبرد الشتاء القارص، فدعني من زراعة الشعر، ثم يا اخي فان كل التيراب والأسمدة والكيماوي المستعملة في زراعة الشعر، تتسبب في أمراض خبيثة، بالإضافة الي ان الشعر المزروع غير مضمون البقاء ولا الإستمرار، ولذلك فقد اصبح شعاري الآن( صلعة ظاهرة ولا شعر مشبوه).

    وسامح الله ابن الرومي إذ قال : ــ

    أصـلعٌ يـكني بأبي الجـلــحْـت ِ:: حــبــقٌ كالماعز الـكلـوَكـت ِ
    ذو هـامة ٍ مثل الصّـفاة ِ المرتِ :: تنصـبّ ُ في مهوي جـبـين صـلتِ
    تـبرقُ باللـيل بريق الـطســتِ :: صبــحها اللهُ بقـفـد ٍ ســخـتِ

    والفرق بين العام 1981
    والعـــــــام 2008
    هو الفرق بين الصورتين











                  

02-17-2008, 12:18 PM

خالد حاكم
<aخالد حاكم
تاريخ التسجيل: 08-25-2007
مجموع المشاركات: 3434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس (Re: Mohamed fageer)

    Quote: ببالغ الحزن والأسي تلقينا نبأ وفاة
    اخونا العزيز محمد عبدالرحيم علي بشير(ويسي)
    شقيق صديقنا علي عبدالرحيم علي بفلادلفيا
    فقد كبير ومصاب جلل
    له الرحمة والمغفرة وحسن الجوار عند غفور رحيم
    ولأهله وذويه الصبر والسلوان
    وانا لله وانا اليه راجعون

    احر التعازى للاخوة على عبد الرحيم وعباس عبدالرحيم والى جميع الاهل بجزيرة بدين
    انا لله وانا اليه راجعون
                  

02-17-2008, 10:27 PM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: Mohamed fageer)

    حمارة عبدالإله زمراوي ... وذكريات البرقيق
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    تقدر منظمة الفاو عدد الحمير في العالم اليوم ب22 مليون حمار، وأكثر الدول امتلاكاً للحمير هي الصين، ثم الحبشة، ثم المكسيك، السودان، وللعجب، غير مذكور، وكنت اعتقد اننا بلد (حمير)، ولكن والحمد لله، وبشهادة الفاو، فاننا لسنا كذلك. وذكرت المنظمة ان المهام التي انيطت بالحمير تاريخياً، ومنذ 6000 سنة، هي نفسها الي تاريخ اليوم، نقل الناس والأسفار، جر العربات، توليد البغال، حراسة الماشية، والترفيه عن الأطفال، وعلي هذا التقرير، فحميرنا متخلفة، ولا تعرف مهامها الأساسية، فهي لا تلد البغال، ولا تحرس الماشية، ولا ترفه عن الأطفال،وقد فكرت، بعد قراءة التقرير، ان اذهب الي الصين او المكسيك، واشحن من هناك، الي السودان، عدد كبير من الحمير المدربة علي الترفيه عن الأطفال، فأطفالنا المساكين هناك، لا يجدون من يرفه عنهم، فالكل مشغول عن الأطفال بما هو اهم، مثل التوجه الحضاري، الذي لا يتضمن الأطفال، فالتوجه الحضاري يهتم بالمستقل، ولا علاقة للأطفال بالمستقبل، حسب فهم التوجه الحضاري، ربما قامت حمير الصين بالمهمة. قال التقرير ان عمر الحمار في البلدان الغربية، يتراوح ما بين 35 الي 40 سنة، بينما في الشرق الأوسط لا يتجاوز سبع سنوات، حتي الحمير عندنا لا تستطيع ان تعيش كثيراً.
    اما في مصر ام الدنيا، وارض العجائب، فهناك حتي من الحمير شعراء ساخرون، انظروا الي هذه القصيدة الحمارية الدارجية الساخرة : ـــــ

    عجبي يا ابن آدم، قومت الدنيا لم قالو لك حمار
    هو إسمي شتيمة؟، ولاّ جنسي ده عار
    عايش في حالي متهني وليّا افكار
    باكل وبشرب وبنهق وبجامع، ومافيش اسرار
    وعندي ابن آدم يخدمني، ليل ونهار
    إن جعت يشتري برسيمي بأغلي الأسعار
    خادم امين من غير راتب ولا حتي ايجار
    الحين عرفت يا ابن آدم مين فينا حمار؟

    اما امير الشعراء شوقي فقد كان قاسياً علي الحمير، وانا اعتقد انه لم يكن يقصد الحمار الحيوان، بقدر ما كان يقصد الأغبياء، الثقلاء من بني آدم، عندما قال:ــــ

    سقط الحمار من السفينة في الدجي :: فبكي الرفاق لفقده وترحموا
    حتي اذا طلع الـنهار أتـت بـه ::: نحو السفينة موجة تتقدمُ
    قالت خـذوه كـما اتـاني سـالماً ::: لم أبتلعه لأنه لا يهضمُ

    ويقال ان اول رواية في التاريخ هي (الحمار الذهبي) للروائي لوكيوس أيوليوس في القرن الثاني الميلادي، وهناك كتاب حمار بوريدان، لكاتب الماني، عن تجربة قام بها جان بوريدان عميد جامعة السوربون، حول سلامة الإختيار الحر عند الحيوان، اما في كتاب جورج ارويل (مزرعة الحيوانات) فالحمار لا يضحك ابداً، لأنه ما من سبب في الدنيا يدعو الي الضحك، وهناك اديب اسباني فاز بجائزة نوبل للآداب عام 56 له كتاب اسمه (الحمار ذو اللون الفضي).


    وعلى عكس الصورة الشائعة عنه يثبت العلم والواقع: أن الحمار حيوان ذكي يتعلم ويفهم، ويتحمل الإنسان الذي بكل ظلمه وحماقاته، والحمار مذكور في مخطوطات كثيرة، منها ما قال الدميري في حياة الحيوان الكبرى عن الحمار:ــ الحمار جمعه حمير وأحمرة وربما قالوا: للأتان حمارة، وتصغيره حُمَيّر، وكنية الحمار أبو صابر وأبو زياد.
    قال الشاعر:ـــ زياد لست أدري من أبوه ولكن الحمار أبو زياد
    وقال: يقال للحمارة أم نافع، وأم تولب، وأم جحش، وأم وهب، ومنه نوع يصلح لحمل الأثقال ونوع لين الأعطاف سريع العدو يسبق براذين الخيل. ويوصف بالهداية إلى سلوك الطرقات التي مشى فيها ولو مرة واحدة، كما يوصف بحدة السمع. وللناس في مدح الحمار وذمه أقوال متباينة، بحسب الأغراض، فمن ذلك كما قال الدميري في حياة الحيوان الكبرى: أن خالد بن عيسى الرقاشي كان يختار ركوب الحمير، فلقيه بعض الأشراف بالبصرة على حمار فقال: ما هذا يا ابن صفوان؟! فقال: عير على نسل الكدار , يحمل الرحلة , ويبلغني العقبة، ويقل داؤه، ويخف دواؤه، ويمنعني من أن أكون جباراً في الأرض، وأن أكون من المفسدين.
    وفي الفكاهة فقد كان لجحا حمار لا يفارقه، وحدث ان جاءه رجلٌ ذات يوم وطلب منه أن يعيره الحمار،
    فقـل له : غير موجودٍ الآن
    فنهق الحمار وقال الرجل : وهذا ؟ !
    فأجابه جحا : أتكذّبني وتصدّق الحمار ؟!

    اما بشار بن برد، الشاعر المجيد، وصاحب الروح المرحة، والدعابة الذكية، وهو شاعر احبه كثيراً، فقد مات له حمار، فلمّا زاره أصدقاؤه للعزاء، أظهر لهم أنَّه مغموم محزون، فألحّوا عليه في السؤال يريدون أن يعرفوا سبب حزنه وغمّه، فقال لهم: إنَّني رأيت حلمًا مزعجًا، رأيت حماري في النَّوم، فقلت له: ويلك! مالك مِتّ؟. قال: إنَّك ركبتني يوم كذا، فمررنا على باب الأصبهاني، فرأيت أتانًا (أُنثى الحمار) عند بابه، فعشقتها فمِتُّ. وزعم بشّار أنَّ حماره أنشده المقطوعة التّالية

    سَيِّدي مِلْ بِعَناني نَحوَ باب الأَصْبهاني
    إنَّ بالبابِ أتانًا فَضَلَتْ كُلَّ أتانِ
    تيَّمتني يَومَ رُحْنا بثناياها الحِسانِ
    تيَّمتني بِبَنانٍ وَبِدَلٍّ قد شجاني
    وبِحُسنٍ ودلالٍ سَلَّ جِسمي وبراني
    ولها خَدٌّ أسيلٌ مِثلُ خَدِّ الشَّيفرانِ
    فبها مِتُّ ولوعِشــتُ إذن طال هواني
    فقال له أحد جلسائه: ما الشَّيفران ؟!. قال: ما يُدريني؟! هذا من غريب الحمر، فإذا لقيتم حمارًا فسلوه.
    هذه الأبيات الغزلية العذبة، تسوقني الي الحديث عن (الداراوي)، حمارة صديقنا عبدالإله زمراوي، فقد تزاملنا في مدرسة البرقيق الثانوية العامة، وكنا نحن في الداخليات، بينما كان هو (خارجي)، يأتي الي المدرسة ممتطياً حمارة، ليست كمثل الحمير، وربما جلب الحديث عنها، كثير من الحزن والذكريات لمولانا، فلم يكن تعامله مع حمارته كتعامل الناس مع حميرهم، فقد كان معجب بها تماماً، وكانت هي غراء، فرعاء، ملساء، جدلاء، نجلاء، واسعة الجُفرة، مُنْدحَّة السُّرَّة، شديدة العكْوة، بعيدة الخطوة، ليِّنة الظهر، مُكْرَبَة الرُّسْغ، سفْواء جرْداء، عنقْاء طويلة الأنقاء، مصقولة العوارض، تمشي الهوينا كما يمشي الوجل الوحل، ممشوقة القد، ذات دلال وغنج، وكان عبدالإله يحبها لدرجة انه كان يشرب لبنها لعلاج (الكدكود)، تلك القحة العجيبة، التي لم تكن تعالج إلاّ بلبن الحمير، وقد ثبت الآن ان لبن الحمير يحتوي علي مواد مفيدة جداً، ويقال ان الملكة كيلوباترا، كانت تحرص علي استعمال لبن الحمير، لتفتيح بشرتها، والحفاظ علي نضارة وجهها، واذا وجد عبدالإله في مرضه الأخير شربة من لبن تلك الحمارة، لشفي في الحال، وكثير من الرموز الغامضة، وغير المفهومة في شعر مولانا لا تخلو من اشارة الي (إتانه) الفاتنة، التي سبب فقدها لمولانا حزناً مقيماً كما قال. ولكنه بعد ذلك درس القانون، وعشق الوطن، وذاب فيه وجداً، فكتب الملحمة.
    عبدالاله زمراوي
    • مواليد 1959 بكرمة البلد، شمال السودان.
    • تلقى تعليمه الجامعي بجامعتي الخرطوم والملك محمد الخامس بالرباط
    • عمل قاضياً بمختلف المحاكم بالسودان حتى أحيل للصالح العام بعيد انقلاب يونيو 1989م.
    • يعمل حالياً مترجماً ومستشاراً قانونياً بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا.
    • متخصص في القانون الدولي وقانون الهجرة.
    • مقيم حالياً بشلالات نياجارا

    مَلْحمَة للِوطَنْ
    لا تَحْزَنْ مثلى يا مولايْ
    لا تَحْزَنْ من صحراءِ التِّيهِ وجورِ السلُطْان!
    إضْرِبْ بعصاكَ اللْحظَةَ جوفَ البحرِ
    خُذْنا مُقْتَدِراً كالبرقِ الخاطفِ نحو الشطآن
    خَبِّئنا بين النهرِ وبين الوَرْدِ وغاباتِ الريْحانْ!

    (2)
    حين أتاكَ الليلُ بناحيةِ العتْمور،
    زَحَف النيلُ وسار الجمعُ
    وسِرْنا نحوَك تسبقُنا الخُطُواتْ.
    وبلِيلٍ يُخْفى أسراراً تحت خدودِ النجماتْ،
    كُنْتَ بقلبِ العصرِ وحيداً و شهيداً
    تُوفى الكيلَ وتُقْرِي الضَيْفَ
    ولا يُظْلَمُ أحدٌ عندكَ يا مولاي
    آهٍ لو ألقاكَ وحيداً تَقتُلُني الكلمات!
    ما ضَرّك يا مولاي
    إذْ ما أقبلْتَ علينا ذاتَ صباحٍ
    مؤتلقَ الوجْهِ، سليمَ الخاطر،ِ مُتّسِقَ الوجدان
    وطفقْتَ تُغنِّى للخُرطوم
    تَتَغَزَّلُ في الأنْثَى أُمدرمان!

    ودَلفتَ بليلِكَ هذا مُنْطَلِقاً كالسَّهمِ النوبيِّ
    قُبَّالةَ كَرْمَةَ، كُنْتَ تُشِعُّ ضياءً تُومِضُ بَرْقا
    وتهَارقَا يدعوكَ الليلةَ بنخبِ نبيذٍ نوبيٍّ
    بالقصرِ الملكيِّ الكائِن،ِ
    بين طلولِ العصرِ، وفوقَ قِبابِ الأزمانْ!

    وبليلك هذا أسْرجتَ الخَيْلَ لِعَبْرِي
    تِلك الحَسْناءُ المَلأىَ بالأسرار
    ولُقْمانُ العَبْريُّ الخَالِصُ، كان يوزِّعُ حِكمته
    مِثْلَ حكيمٍ نوبيٍّ آخرَ،
    يَرتَشِفُ العَرَقَ الأبيضَ مُنْتَشِياً
    ويُغَنِّى للفجرِ الحالِمِ بالَطَمْبُورْ !


    (3)
    ما ضَرَّكَ يا مولاي
    إذْ ما أقْبَلَ شَرْقٌ نحوكَ بالدُّفِّ
    وبيسُراه السيفَ، ويُمناه سواكنْ
    يَرْتَشِفُ القهوةَ بالهيلْ،
    مَمْشُوقَ القامَةِ طارَ إليك،
    تَحْكِي مَشْيَتُه دِقْنَةَ عثمانُُ
    كَأنَّ القادِمَ في ظُلَلِ غَمَامٍ،
    كصلاةِ الفجرِ، بهاءً وحُضُورْ
    كالقاشِ الصّاخبِ حينَ تَجِفُّ الوديانْ
    كجبالِ التَّاكا وسواقِي توتيلْ،
    كالمارِدِ طُوكَرْ، حين تغازِلُها الرِّيحْ،
    كجبينِ الشَيْخِ الخَتِمِ الصُّوفِي،
    كأنَّ القادِم نحوك يمضي
    ليشُقَِّ تلال الشَرْقِ بسيفٍ قُرَشِيّ!



    (4)
    ما ضَرَّكَ يا مولايَ إنْ جاءتْ مِلِّيطُ تُغَنِّي
    خَرَجَتْ من تحت عباءتها أُنْثَى
    تَنْتَقِشُ الحِنَّاءَ بيُمْناها
    وبِيُسْراها تُخْفِي قلب حبيبْ،
    اذ سَاَفَرَ عصراً كالشَّفَقِ الأَحْمَرَ
    نحو بلادٍ لا تعَرفُها،
    ومدائِنَ أخْرى غَارقة في الأحْزَانْ!

    ما ضَرَّكَ يا مَوْلايْ
    لو كان العُمْرُ فَسيحاً في مِحْرابِكَ،
    أو كُنَّا بالحَضْرَةِ
    مُنْقَسِمينَ على الذَّاتِ ومجذوبينْ،
    وبَعثْتَ بهُدْهُدِكَ العَارف بالبُلدانْ،
    ليُنَقِّبَ عن ذاك العاشِقَ، يُحْضِرَه مَخْفُوراً
    ليُقَبِّلَ عينَ المحبوبِ،
    ويُسْقِيهَا خمرةَ باخوسْ،
    لأنَّك يا مولاي
    ترومُ الحبَ وتهفو للإحْسَانْ !
    (5)
    هل جاءكَ بعضُ حديثي
    عن طِفْلٍ تُورقُ عيناه بروقاً
    وقف نحيلاً في مِحرابك
    يَشكو من رَعْدِ الأيَّام و شُحِّ الدُنْيَا
    فَقْرَ الخاطِرِ يَشْكُو وضُمُور الوِجْدَانْ،
    وبِخِصْرِ الأيَّامِ تَعلَّقَ
    يحكِي دوماً سِيرَتَهُ
    فَيُبَّكي الغُرَبَاءَ، ولا نَبْكي
    يَبْكِي ظُلْمَ ذوِي القَُْربى، يَفْتَرِشُ الأحزان!

    من بين ثنايا الكوخِ المَهْجُورْ،
    يَخْرُج بَرْقٌ مِنْ دارفورْ،
    يُزَلْزِلُ عَرْشَ الدُّنْيَا،
    تبدأُ ثَوْرَتُها من عِنْدِ سلاطِينِ الفَوْرْ
    الثورةُ ضِدَّ الظُلْم و ضِد القَهْرْ،
    الثورةُ ضِدَّ فَساد السُّلطانْ!


    (6)
    ما ضَرَّكَ يا مولايْ
    لو أَنَّ العَيْنَ تُكَحِّلُهَا
    من لونِ (الأَبَنوسِ) ورائحةِ )الأنانَاسْ(
    إذ كُنْتَ تُهِيمُ بتركاكا وتُغَنِّي:
    "من نَخلاتِكِ يا حلفا للغَاباتْ ورا تِركاَكا"
    ودَلَفْتَ تُحَدِّقُ في الوادي الأخضَرَ مُنْتشِياً
    لحقولِ الباباي ولِلْبَفْرةْ!
    ما ضَرَّكَ يا مَوْلايْ
    لو أنَّ العُمْرَ طويلٌ فى مَلَكَالْ
    لوهبتْ قطيعَ الثيرانِ مُهُوراَ للفاتنةِ السمراءْ
    وكَسَوْتُ الغابَةَ باللؤْلُؤْ
    ونفيس المُرْجَان!

    (7)
    يا وطَني الشامخْ مِثلَ جبين الشَمْسْ،
    إلي محرابك آتي كالدرويشْ،
    تركُلُنِي الأرجُلُ بالطرقاتْ،
    بالطرقاتِ أؤذِّن مِثْلَ بِلالْ
    وأردِّدُ في سِرِّي ما قالَ الحَلاَّج:
    "ما في هذي الجُبِْة غَيْر الله"
    أفْنِي ذاتي في ذاتِك، في ذاتِ الله !
    وحين توَّحدَ عِشْقي في ذاتِك
    رأيتُ نبيَّ اللهْ،
    ورَشَفْتُ القَهْوَةَ في حَضْرَتِهِ
    خَلَعْتُ رداءَ العَصْرْ،
    وتَوشَّحْتُ ثيابَ العِزَّةِ،
    ثم لَبِسْتُ حَرير العرفان.



    شلالات نياجارا/ نيويورك
    17 نوفمبر 2006 ‏
    في 1972 إنتقلنا من بدين الي البرقيق الثانوية العامة، بكل ذلك التشوق لإرتياد مرحلة اخري، وبكل ذلك الإحساس المتضارب عن السكن في الداخليات، والتعرف علي (غرباء) ليسوا من بدين، وكان للكثيرين منا هي المرة الأولي التي نخرج فيها من الجزيرة، فاذن هو مشروع اغتراب وابتعاد عن الأهل، ذهبنا ونحن نحمل شنط الصفيح، بها قليل من الملابس مع الردة والقميص الكاكي، وكثير من البلح والقرقوش، والبرقيق تقع جغرافياَ في منتصف الطريق تقريباً، ما بين كرمة النزل وأرقو، جنوب كرمة البلد، شرق جزيزة آرتقاشي، وهي منطقة زراعية اساساً، بها احد اقدم واكبر المشاريع الزراعية في الشمالية، وبها ايضاً المستشفي الرئيسية للمنطقة بأكملها، من فَرّيق شمالاً، الي حدود دنقلا جنوباً، والمدرسة، والمستشفي، والمشروع الزراعي، كلها منشآت (استعمارية) من ايام الإنجليز، كانت الفصول، ومكاتب المدرسين، والداخليات، والصفرة، وبيوت المدرسين مبنية بتخطيط جميل جداً، الفصول ومكاتب المدرسين من الناحية الجنوبية، وامامها ساحة لطابور الصباح، وبها مسرح الجمعية الأدبية، وعلي البعد من هناك تري المستشفي بحديقتها الجميلة، ومن خلف هذه المباني من الناحية الشمالية، فسحة كبيرة، بها ميدان كرة السلة، وبها ايضاً مبني صغير مكون من غرفة وبرندة وحمام، كان هو سكن المدرس المشرف والمسئول عن الداخليات، وفي نهاية هذه الفسحة، توجد مباني الداخليات، وخلف الداخليات ميدان كرة القدم، في مساحة كبيرة مفتوحة علي الفضاء، وفي نهاية الداخليات من الناحية الشرقية، المطبخ والصفرة، وعلي مسافة ليست بعيدة تري الترعة، الجدول الرئيسي للمشروع الزراعي، ومن الناحية الغربية للداخليات بفاصل صغير توجد بيوت المدرسين، وكانت المدرسة بكل ملحقاتها تحتل مساحة كبيراً جدأ ، ولذلك لم يكن هناك سور، وعدم وجود سور يعطي المرء احساس بالحرية المكانية، وعدم الإختناق، عرفت الآن انهم بنوا سور شوهوا به منظر المدرسة. بين المدرسة والمستشفي من الناحية الغربية، كان يوجد سوق البرقيق، الذي لم يكن يهمنا منه غير مطعم واحد، كنا نأكل عنده الفول، صباحاً او مساءً، اذا سمحت الإمكانية المادية، التي لم تكن تسمح إلاّ قليلاً.
    عندما كنا (نسافر) من جزيرة بدين الي البرقيق، كنا نضرب مشوار طويل (كداري)، الي مشرع البنطون قصاد كرمة النزل، ثم من كرمة النزل، كنا نأخذ البكاسي، ومن اشهر سواقي البكاسي في ذلك الوقت، محمد محمود. وفي مشرع البنطون ومحطة البكاسي كان يلتقي (الجمعان)، اولاد مدرسة البرقيق، وبنات مدرسة كرمة البلد، هناك كان يتم كثير من حديث العيون ذو الشجون، والفنون، والفتون، العيون الحوراء، والساحرات، والفاترات، والناعسات، والماكرات، والكحلاء، والداعجة، والنجلاء، وعيون المها، والتي تجلب الهوي والسهر، كلها كانت تنطق وتتحدث، وتبتسم وتضحك، وتقول (تعال وتعال، ثم تقول لا لا مافي مجال)، كل هذا والأفواه صامتة،
    أشارت بطرف العين خشية أهلها :...: إشارة محزون ولم تتكلّم
    فأيقنت أنّ الطـّرف قد قـال مرحــباً :...: وأهلاً وسهلاً بالحبيب المتيّم

    وكانت تتم محاولات يائسة لتبادل الرسائل، القصيرة منها والطويلة، الجيدة والركيكة، ثم تتحرك البكاسي نحو الجنوب الي المدارس، فتنزل البنات في كرمة البلد قبل البرقيق، فيحس الشباب بفراغ البكاسي، وفراغ الأفئدة والقلوب، وتبدأ أحلام اليقظة، والإنتظار المشوق للخميسيات القادمة.
    نذكر من المدرسين في تلك الفترة، الناظر فؤاد، والأستاذ عبدالفتاح محمود، ومولانا الأستاذ محمد الحسن محمد موسي، رحمه الله، والأستاذ عبدالله سخانة، ولا اذكر ان جاءنا بهذا اللقب، ام اننا من اكرمناه بها، كان استاذ لغة انجليزية ممتاز، كان اسمراً قصيراً، يدخل الفصل وهو يحمل سوطاً اطول منه، كان يدرس المادة بعشق شديد، يضع اختبارات اللغة بصورة جميلة، مختصرة وشاملة في نفس الوقت، كان يوزع ورقة الإختبار علي الطلبة، وبينما هم مشغولون بالإجابات، يتجول في الفصل، ويراجع عمل كل واحد، ولم يكن يتحمل ان يخطئ الطلبة في الإجابة، فيصلح لك الإجابة الخطأ، كانت مادة اللغة الإنجليزية هي مادتي التي احبها، له التحية والتجلة اينما كان، ان كان ما زال علي قيد الحياة، وله المغفرة، اذا انتقل الي رحمة مولاه. ثم الأستاذ محمد ابراهيم تركمان، والأمين حسن خيري، ومحمد ساتي زيادة، من جزيرة آرتقاشي، كان يمثل جيل جديد من المدرسين المتخلصين من تقاليد المدرسين القديمة، في اللبس والكلام، عرفت انه في مكان ما في امركا، له التحية ، ومحمد ابوبكر، وعبدالماجد سيد طه، ومحمد عبدالقادر قورتي، ويوسف الفرجابي، وجمال عباس، والأستاذ عبدالمجيد، لا اذكر اسمه كاملاً، كان هو المشرف علي الداخليات، ومن الطلبة المميزين والشطار جداً، الأخ محمد عثمان سلامة، الذي تنبأ له الجميع بأول السودان، كان حاد الذكاء، متوقد الذهن، اول المدرسة دون منازع، كانت فيه اشارات لبعض القلق، وعدم الإستقرار النفسي، كان كثير الحركة سريعها، لا يطيق الجلوس لمدة طويلة في مكان واحد، انتقل الي مدرسة دنقلا الثانوية العليا، ثم تحت ظروف غامضة انهي حياته انتحاراً.
    اما المطبخ والصفرة فكانا علي مستوي عال من الأكل الشهي والمتنوع، وكان عمنا خميس من اجود الطباخين، ومن ايام الأكلات المفضلة في الأسبوع يوم الفصوليا، اما اكثرا الأيام الذي كان يتذمر فيه الطلبة فكان يوم (البراطيش)، ملاح الأسود، ومن الطرائف هنا اننا بعد التخرج من البرقيق تفرقنا في المدارس الثانوية العليا، ومن الذين ذهبوا الي كورتي، الأخوة فاروق جمعة، وعبدالرحمن عبدالرحيم، وعندما سافروا الي كورتي توقفوا في احدي المحطات، ودخلوا احد المطاعم، وطلبوا اكلاً، ومن ضمن ما عدده لهم الجرسون كان (مُصقـّع)، وبدا لهم الإسم شهياً، فطلبوه، فإذا بالجرسون يأتيهم بالبراطيش، الذي تركوه خلفهم في البرقيق.

                  

02-18-2008, 02:04 AM

Safa Fagiri
<aSafa Fagiri
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 3642

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بدين درة السودان (Re: Mohamed fageer)


    شكرا أخي
    Mohamed fageer

    لهذا التوثيق الجيد
    لدرة السودان
    بديـــــــــــــن
    unlucky me
    أيضا..
    لم يتسنى لي زيارتها
    ولكن حتما سنرجع
    يوما
    .....




    I cought you this
    wonderful article
    **

    ...
    Written by Louis Werner
    Photographed by Michael Nelson

    The region of Upper Nubia in Sudan, lying between the Nile’s Second Cataract near the Egyptian border and the river’s distinctive S-bend some 350 kilometers (200 mi) to the south, is a land where the clock ticks to non-Arab time. Within Upper Nubia, north of the Third Cataract near Kerma, where the Mahas district begins and the asphalt and electricity end, Nubian villagers maintain their linguistic and cultural differences with great pride. To be Mahasi means to be a true Nubian, to speak a pure Nubian language and to live in the Nubian heartland.

    But Mahas was recently spared a project whose benefits would surely have despoiled it, a project aimed dead center at the village of Kajbar at the Third Cataract and the Nubian fields and homesteads upstream. The government had planned a hydroelectric dam at Kajbar that would have flooded out tens of thousands of families and covered countless archeological sites in and around Kerma, the ancient *Ku####e capital. This, all agree, would have been a tragic reprise of the losses in Lower Nubia, on the Egyptian side of the border, with the building of the Aswan High Dam in the 1960’s.

    Luckily, the Kajbar dam never got past the blueprint stage. An international campaign publicized the threat and successfully petitioned the Sudanese government to reconsider. A dam now under construction at an alternative site, at the Fourth Cataract of the Nile near Karima, will displace fewer non-Nubian farmers and will not disturb the archeological sites at Napata and Jebel Barkal.

    If the Kajbar dam had been built, perhaps its saddest casualty would have been not a site but a type: the Nubian house, a mud-walled, stand-alone family compound centered on a courtyard and surrounded by an extensive layout of men’s and women’s quarters. The Sudanese novelist Tayyib Salih has compared such a house, often built on heights above the flood plain, to “a ship that has cast anchor in mid-ocean.”



    Above: Dried crocodile *#########, one dried and one painted fish and geometric plaster-carving decorate the doorway and wall of a home in the village of West Sahel, near Abu Simbel in Egypt. In the courtyard of another home, top left, the wings of a dried pelican echo the arches behind it. Top right: The village of West Sahel hugs the bank of the Nile. Many of its residents, ethnic Nubians, were displaced during the building of the Aswan High Dam in the 1960’s.
    Even more distinctive than the floor plan of a Nubian house is the decoration of its exterior doorway, or bawaba, which mixes vivid color, adobe brick filigree, figurative and geometric images in mud and white lime-plaster relief, and wall-mounted objects like ceramic plates, automobile headlights, mirrors, cow horns and dried crocodiles. While the full range of these decorative materials has shrunk in recent years, the impulse to draw attention to one’s home, and to its doorway as a symbol of the family, remains strong.

    Farther north, this homegrown architecture did not survive the displacement of the Egyptian Nubians. Relocated into concrete, common-walled shells in a new-lands development at Kom Ombo, north of Aswan, this change in architectural space, more than anything else that happened to them in their move, has been a main reason for their gradual “arabization” over the last 40 years. Something similar has happened to a smaller number of Sudanese Nubians relocated from Wadi Halfa, at the southern reaches of Lake Nasser, to Khashem al-Girba east of Khartoum on the Atbara River.

    Because of the clear demarcation of cultivable and uncultivable land along the Nubian Nile, houses there can be built right at the edge of the green fields, taking advantage of the view and the cooling humidity. Unlike, say, in the Nile Delta or in a new agriculture development off-river, a Nubian house could be amply proportioned and comfortably situated because it did not occupy otherwise productive land.

    Abdallah Salih Suleiman, age 75, lives in such a house near Kerma. He was born on Badeen Island in mid-channel and remembers his old home’s outer wall adorned with a white lime-plaster image of a lion holding a sword, surrounded by sunbursts. “Whenever a child in the family lost a tooth, he would throw it at the wall, and where it struck, in that place we would then paint a sunburst as a wish for a new tooth. Our doorway also had a plaster cattle egret, which we call here sadeeq al-mazreeq, or friend of the fields, because it is always a welcome guest.” Egrets eat insect pests and make the farmer’s job that much easier.


    Painted motifs, plaster carving and—in the blind arch above the door—a crocodile head decorate this home.

    As do many people his age, Abdallah regrets that times seem to change for the worse. “Before, we put a lot of effort into our house designs and into things around the house, like pottery and floor mats. But now we think we can buy beauty, so we stop making it—but we are wrong. There is nothing better than something homemade.”

    A Nubian proverb has it that “one man cannot build a house, but 10 men can easily build 20 houses.” This sense of the collectivity of household architecture, both for those who build and those who dwell within, remains valid today. Extended families live under one roof, and houses are expanded when newly married couples take up residence and require their own private room.


    Nubian houses today increasingly resemble Arab ones in the use of separate men’s and women’s rooms built off a central shaded courtyard. Both painted and three-dimensional objects, here fans and baskets woven of palm fronds, are part of the decoration.
    The late art historian Marian Wenzel was a member of a multidisciplinary team that documented Nubian life and culture in the mid-1960’s, before it was submerged by Lake Nasser. Her book House Decoration in Nubia (1972, University of Toronto Press), which applied the methods of art criticism to social anthropology, established the chronology of design motifs and techniques in Upper Nubia during the 20th century. Starting with the supposition that no artwork is anonymous and no folk tradition is truly timeless, she determined that the iconography of Nubian house décor was a 20th-century phenomenon, traceable to the handiwork of a few known builders-turned-artists.

    A primary demand for decorated walls was created because of a new building material suddenly available—the iron railroad rail—which increased the practical dimensions of interior rooms, and thus the length of otherwise plain exterior walls. The rails were salvaged from a British railroad extended from Wadi Halfa to Kerma as part of Kitchener’s campaign to reconquer Sudan. It was abandoned in 1905 when construction began on the direct line from Halfa to Khartoum via Abu Hamid.


    While many motifs recur frequently, the differences in decoration from one house to another are often lively. The home at right has an all-geometric decoration. Much of the Nubian style is attributed to a builder-artist of the early 20th century named Ahmad Batoul, whose iconography has become “traditional.”


    Wenzel found that what once had been an anonymous profession of masons and plasterers became, through the work of a house builder named Ahmad Batoul, an artistic specialization. Batoul, who was born in Lower Nubia before moving to Sudan in the 1920’s, established the accepted images and treatments for decorating exterior walls, and his style became so recognizable that, decades later, Wenzel could spot his handiwork throughout the Halfa and Mahas districts.

    At the same time, the intrusion of the import market economy, in the form of product advertising and logos brought home by Nubian laborers returning from domestic-service jobs in Egypt, provided Batoul with his imagery. The sword-carrying lion that is such a common sight on Nubian houses represents Ali, son-in-law of the Prophet Muhammad. The image arrived in the form of tin cutouts tacked onto wedding chests imported from Egypt and stuffed with the consumer goods of Cairo and Alexandria.

    Huntley & Palmers brand tea-biscuit tins, imported into Sudan from the famous Reading firm from the 1880’s onward, were decorated with images of flowers and Art Deco geometrics; those later ended up as standard design motifs on the walls of houses. The tins were ubiquitous throughout the country by the turn of the 20th century. After the 1898 Battle of Omdurman, an abandoned Mahdist sword scabbard was found that had been repaired with strips cut from such a tin.

    By far the most distinctive materials, however, were ceramic plates and saucers. Adhered to the wall, they were believed to guard the house against the evil eye, superceding the earlier reliance on shiny pebbles and shells. Nubians returning from hotel work in Egypt brought with them these icons of the western, individually served meal. (Many Nubians still eat their food communally, and in earlier days served it on woven reed disks, which are still used as tray covers.)



    Muhammad al-Shazali, president of Khartoum’s Nubian Club, is particularly proud of the club’s own doorway, a freshly painted assemblage of semiabstract zoomorphic images—crocodiles, hippos and egrets—in two-tone stucco. “For guests,” he says, “it is a sign that they have come to Nubia. For Nubians, it is a sign they have come home.” Like similar clubs in Aswan, Cairo and Alexandria, the Khartoum club caters to nostalgic Nubians, living far from their home villages, who yearn to gather regularly among compatriots.

    Kerma is the site of ancient Deffufa, a settlement dating from Nubia’s First Intermediate Period (2500–2050 bc), which had trade relationships with Egypt from the Middle Kingdom onwards. The site has been excavated over the last 25 years by a Swiss team led by Charles Bonnet. Deffufa consists of a 50-foot-high mud-brick citadel, a landmark for miles around, surrounded by cemeteries and residential quarters.

    The German Egyptologist Karl Richard Lepsius visited Deffufa in 1842 and called it “an extensive city spread wide over the plain in which two large monuments were conspicuous. They are not pyramids but oblong squares quite massive and strong and built of good firm unburnt Nile bricks.” His book Discoveries in Egypt, Ethiopia, and the Sinai… (1852) contained a good color lithograph of the citadel.

    Bonnet’s excavation of a modest dwelling in the residential quarter shows architectural parallels to contemporary Nubian houses, with their buttressed and pilastered doorways and courtyards—and probably also with their geometric wall decorations, which Bonnet postulates because of similar designs he found on Deffufan pottery.

    The decorative use of ceramics and white lime-plaster decreased as colored paints became available on the market. In the rocky parts of northern Mahas, yellow and red stone-based pigments had made possible a broader palette, but the introduction of brighter artificial pigments in the first decades of the 20th century quickly pushed out the monochromatic look. As wooden doors gave way to sheet metal, oil-based paints could be applied to their best reflective, smooth-coated effect. Today, the art of polychrome doors with tinted stucco on their flanking pilasters has reached its own pinnacle of inventiveness.

    Yet Nubians are nostalgic for their lost wooden doors. Salih Ibrahim Ahmad, a Halfawi now living in Khartoum, remembers the Nubian exodus from his homeland when neighbors could salvage only their doors and their personal effects. In Khartoum’s Ethnographic Museum, the only Nubian artifacts on display are two old doors (kobid, in Mahasi Nubian) with their wooden locks (dogul) and keys (kushar)—symbols, says Salih, of male and female fertility.

    Osman Muhammad Orsud, a 50-year-old Mahasi living in the hamlet of Buyud (“Eggs”) near Argo, offers a tour of the old gateways near his house. “Most face south,” he notes, “in order to stay clear of the north wind. That also helped them to survive as long as they have. Otherwise, the wind would have erased them completely.” Osman’s house may be freshly plastered and painted, but every day he takes time to admire the old details.


    The “chicken-and-shrub” design becomes a frieze that defines the bottom of a band of decoration that goes all around this house; the top is marked by a repeated “tree-and-grass” pattern. Color marks the door and windows on the front.

    The same architectural finishes on 20th-century walls and gateways—blind arches over doors, openwork in the shape of tented bricks as a running wall cornice, and square cross reliefs—were also found north in Faras and south in Old Dongola in houses dating from Nubia’s Christian period (sixth to 14th centuries). Some historians say that many elements of Nubian folklore, such as immersing newborns in the river, crossing their foreheads with kohl, and rattling a copper mortar and pestle in their ears, also date from this period.

    The Nubian crowns found painted on Christian-era tomb frescoes at Faras West, merging upturned cow horns with a crescent held aloft on a stem, were adapted in the 20th century as a purely decorative motif on household walls, both in whitewash and as actual horns set over doorways. Such imagery predates even the medieval era. Under New Kingdom pharaohs and then under the Ptolemies, Nubians were permitted to take statues of the cow goddess Hathor and moon goddess Isis from the Philae temple to their own sanctuaries south of Abu Simbel each year in a pilgrimage.

    In the river town of Kerma al-Nuzl (“the Alighting”), named for the former train terminal built here, two traders nearing 70 years of age remember the days gone by. Kamil Hamid Harun, a Mahasi, and Abd al-Latif Abaa Yazeed, a Kenzi Nubian from Aswan who came here as a boy, reminisce about how they had to learn Arabic because Kenzi and Mahasi dialects are so different, how the first automobiles that came to town had headlights brighter than the moon, and how the Nile flood of 1946 changed their childhood. “The waters stayed high for 20 days,” says Kamil, “and then came the disease and the dying—malaria.”

    Many houses were destroyed then, especially the grandest ones because they were closest to the water, they recall. Abd al-Latif mentions how a boat carrying the umda’s (town leader’s) mother away from her flooded home capsized; she drowned, but 30 other passengers swam to safety. Kamil’s father rebuilt his house on Simit Island but did not stay. “Our fields were full of sand.” Kamil did go back to the house four years ago, just to see. “It was partly collapsed,” he said. “But it was still beautiful, and big, just as I remember it.”

    “A maze of a house,” as the author Tayyib Salih remembered it from his own childhood, “cool in summer, warm in winter…. Somehow, as if by a miracle, it has surmounted time.”





    the two deleated*
    words are
    رؤوس
    كوشيت
    ...
    the article included several images**
    reflect different house styles
    I just put included one here..
    واصل
    ومتابعين


    تحياتي لحبايبي
    الصغار

    خالص إحترامي
                  

02-18-2008, 07:17 AM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: Mohamed fageer)

    صفاء انسي
    مسكاقمي
    يتشرف البوست وصاحبه وجزيرة بدين واهلها بحضورك ومساهماتك التي اتمني ان تدوم
    كنتِ تنزلي كل الصور وارجو ترجعي تنزليها
    سوف اقوم بالتعليق علي المقال في وقت لاحق
    لك التحية
                  

02-18-2008, 08:00 AM

مرتضى الكجم
<aمرتضى الكجم
تاريخ التسجيل: 02-12-2008
مجموع المشاركات: 409

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس (Re: Mohamed fageer)

    Quote: بدين ـــ خواطر وذكريات


    مسكاقنا محمد فقير
    سعدنا معك فى هذا السرد الجميل عن بدين , طبعا انا ما محسى ولكن ظروف العمل جعلتنى ابحر فى مناطق المحس (كرمة- 1994), وبالرغم من ان جذورى من الشمال (ريفى الدبة) الا اننى اعتبر فترة كرمة من اجمل فترات عمرى وخصوصا زياراتى المتلاحقة لجزيرة بدين ( شبة الشابة فوق النيل وتشى ودقرتاوسلنارتى وسقدان الجميلة بخضرتها) بالاضافة لى ناسا الطيبين الكريمين وكان لايمر اسبوع الا وزرنا بدين اكثر من مرة ولى فيها علاقات طيبة .

    واذكر هذه الطرفة : تمت دعوتنا من قبل احد الزملاء وكان يصادف رمضان , ولبينا الدعوة وكلنا من اواسط السودان . وبعد الآذان وضعت امامنا صينية كبيرة بها التمر والبليلة واصناف متعددة من الحلويات والتحليات و( الحاجات الحلوة) وطبعا (اكلنا اكلاً مبرحاوما خلينا فرقة للتنفس)وبعدها غسلنا ايدينا وصلينا.
    طبعا المفاجأة كانت بعد الصلاة حيث وصلت صينية الافطار الحقيقية وكنا مفتكرين الصينية الاولى هى الافطار وكان الموقف عجيبا ( والضحك شرطنا) بعد ان رجعنا البيت.
                  

02-18-2008, 08:31 AM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: Mohamed fageer)

    الأخ مرتضي الكجم
    تحياتي
    ما تتحدث عنه كان في زمن من الأزمان هو الإفطار فعلاً، مع القراصة طبعا
    وهي وجبة كاملة بدليل انكم شبعتوا بيها
    عموماً اذا زرت الجزيرة الآن ربما وجدت بها مطاعم
    مكدونالد وبرقر كنق، ووجبات الهوت دُق وربما درايف ثرو(drive through )
    فالزمن دوار
    لك الود ً
                  

02-18-2008, 08:44 AM

مرتضى الكجم
<aمرتضى الكجم
تاريخ التسجيل: 02-12-2008
مجموع المشاركات: 409

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: Mohamed fageer)

    Quote: فالزمن دوار


    يعنى يا محمد ما حا نركب البنطون من كرمة ,,, نمشى بالكوبرى الجديد ان شاء الله
                  

02-19-2008, 11:01 PM

خالد حاكم
<aخالد حاكم
تاريخ التسجيل: 08-25-2007
مجموع المشاركات: 3434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: Mohamed fageer)

    Quote: وعبدالماجد سيد طه،

    ميميد
    هو عبدالماجد سيد طاهر و من الازهرين الذين تم ترفيعهم معلمين فى المدارس الثانوية العليا فى اواخر السبعينات !
                  

02-18-2008, 08:16 PM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: Mohamed fageer)

    الأخ مرتضي
    بالكبري الجديد او ربما نفق تحت النيل
    كالتي بين فرنسا وانجلترا
    وما فيش حد احسن من حد
                  

02-18-2008, 08:45 PM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: Mohamed fageer)

    في مكالمة من الأخ الحبيب محمد محي الدين زمراوي لامني علي عدم ذكر
    جزيرة دقرتي في البوست
    والحقيقة انني اعتبرت دقرتي شياخة تابعة لأكد
    ولكن اتضح انها الشياخة الخامسة لبدين
    ومن المدرسين المعروفين في المنطقة عمنا الأستاذ محي الدين زمراوي
    وانا لم اكن اعرف انه درّس في بدين
    وايضاً الأخ الأستاذ خالد عبدالله
    كما انني علمت منه ان الأخ مساعد طبي صلاح علي نصر
    عمل لمة طويلة في بدين وها نحن نذكره
    ولأهل دقرتي العزيزة الأعتذار والعتبي حثي يرضون
                  

02-20-2008, 06:54 AM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: Mohamed fageer)

    ((منطقة النوبة العليا في السودان، والتي تقع بين الشلال الثاني قرب الحدود المصرية، وانحناءة النهر المميزة علي بعد نحو حوالي 350 كيلو (200 ميل) الي الجنوب، هي ارضٌ تدق فيها الساعة زمناً غير عربي. ضمن النوبة العليا، شمال الشلال الثالث، قرب كرمة، تبدأ ارض المحس، وتنتهي الطرق الأسفلتية والكهرباء، هناك أبقت القري النوبية، لغتها وحضارتها وتراثها بفخر وإعتزاز، ان تكون محسياً، يعني ان تكون نوبياً حقيقياً، وان تتحدث اللغة النوبية الصافية، وان تعيش في قلب ارض النوبة.))
    هذه ترجمة من عندي (غير رسمية) للفقرة الأولي من المقالة الإنجليزية، والحقيقة ان تحديد منطقة المحس في هذه المقالة غير دقيقة، ثم ان الطرق الأسفلتية والكهرباء تنتهي من قبل تلك المنطقة بكثير، والمقالة في مجملها غير جيدة، ولكن ما يهمنا هنا، هو ابقاء اللغة والتراث، وضرورة ان يستمر ذلك التمسك باللغة والتراث، وقد علمت، بكل أسف، من الكثيرين، ان اللغة بدأت تندثر في بعض مناطق النوبة، من ضمنها جزيرة بدين، التي طال الزمن ولم ازرها، رغم حبي وشوقي الامحدود لها، ورغم الحوجة النفسية والعاطفية والفكرية، وقد علمت ان الجيل الجديد، وبالذات الأمهات، لا يتحدثون بالنوبية مع الأطفال، ولا يشجعون الأطفال علي الكلام بالرطانة، بل يتعمدون الحديث معهم بالعربي حتي لا يرطنوا، وذلك خطأ كبير، فليس الحديث بالعربي تمدن، ولا تطور، ولا حداثة، كلنا كنا نتحدث بالرطانة وتعلمنا العربي، ومعرفة أكثر من لغة ميزة حسنة وليست سيئة، ومعرفة اكثر من لغة، من الأشياء التي تفتح الذهن، وتمرن العقل، وتصقل الذكاء، وتخفف الفهم، وفي كل انحاء العالم، كل الأقليات التي لها لغتها الخاصة، تتمسك بلغاتها وتراثها، وتخوض الحروب، وتواجه الموت، لتبقي علي لغاتها حية، واللغة النوبية، في النهاية لغة، ولغة قديمة، لها حروفها وقواعدها، وكانت تكتب في البداية، بالأحرف الهروغليفية، ولما انفصلت بلاد النوبة عن مصر، وانتقل ملوكها الي مروي، تخلوا عن الأحرف الهيروغليفية، وبدءوا كتابة لغتهم باحرف جديدة، والتي سميت فيما بعد بالكتابة المروية، ولما جاءت المسيحية، استخدمت الحروف القبطية في الكتابة، وأصبحت القبطية هي لغة الدين، والكتاب المقدس، واستمرت الكتابة بالقبطية، حتي جاء الإسلام، فتحولت الكتابة الي اللغة العربية بإعتبرها لغة الدين والكتاب المقدس الجديد، وبطل كتابة اللغة النوبية تماما، فنحن تنازلنا عن لغتنا مرتين، بفهم خاطئ، يربط اللغة بالدين، وكان يمكن ان نكون مسلمين، ويحسن اسلامنا،دون ان نترك لغتنا، دون ان نتنازل عن نوبتنا، دون ان نستعرب، وغالباً حسب الآراء الراجحة، فإن لغة النصوص، هي اللغة التي نتحدث بها الآن، وقد حكمت الممالك النوبية السودان من شماله حتي سوبا، وفي ذلك الوقت كانت اللغة النوبية هي اللغة السائدة، واذا إجتهد النوبيون لأحيوا لغتهم، ولفرضوا تدريسها في مدارس المنطقة، ولولا الغزو المسيحي ثم العربي لكانت اللغة النوبية هي لغة السودان الرسمية اليوم، فاتمني ان لا (يستحي) الناس من هذه اللغة بإعتبارها (رطانة) متتخلفة، فهي ليست كذلك، وكثير من علماء الآثار من كل أنحاء العالم، يتعلمون النوبية، لدراسة التاريخ النوبي العريق. وسوف انقل لكم لاحقاً قواعد اللغة النوبية من كتاب عن تاريخ النوبة.
                  

02-22-2008, 04:20 AM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: Mohamed fageer)

    كُـلّ ما في الأمر
    ــــــــــــــــــــــــــ

    كُـلّ ما في الأمر
    طيفٌ وخيالْ
    مقلة ٌ نعْسَي
    وسحرٌ وجمالْ
    طلة تضوي المساحات
    وتحتل المجالْ
    :::::::::::::::::::::::::
    كُـلّ ما في الأمر
    صوتٌ ناعمُ عذبٌ طروبْ
    في الدجي يأتي شجياً
    في شروق الشمس دفئاً
    حالماً عند الغروبْ
    ::::::::::::::::::::::::
    كُـلّ ما في الأمر
    رؤيا وسرابْ
    يتراءي في دروب اليأس
    والعمر اليباب
    ::::::::::::::::::::::
    كُـلّ ما في الأمر
    ان الوطن العملاقْ
    اضحي ممزقاَ مقزماً معاقْ ،
    من شدة الإملاقْ
    يشحذ في الأسواقْ ،
    رئيسه المصداقْ
    يمارس السياسة
    بمنتهي الكياسة
    فيحلف الطلاقْ
    :::::::::::::::::::::::
    كُـلّ ما في الأمر
    ان الوطن المهذب المسالمْ
    اضحي يوزع المظالمْ
    :::::::::::::::::::::::
    كُـلّ ما في الأمر
    ان وطن العزة والأمانة ْ
    والصدق والكرامة ْ
    اضحي منافقاً وفاسقاً
    يغرق في الفسادْ
    والكذب والخيانة ْ
    ::::::::::::::::::::
    كُـلّ مافي الأمر
    ان الوطن الموعود بالرخاءِ والإعمارْ
    الوطن الحالم ازدهارْ
    إزداد فقراً مدقعاً
    حين جرت من تحته الآبارْ
    ::::::::::::::::::::::::
    كُـلّ ما في الأمر
    ان الوطن المشرور في الغابة والرمالْ
    الوطن الممتد مليوناً من الأميالْ
    ضاق بالرجال والنساء والأطفالْ
    فمارسوا الترحالْ
    :::::::::::::::::::::
    كُـلّ ما في الأمر
    ان الوطن الملاذ ْ
    يجأر بالشكوي
    يصيح للخلاصْ
    يصرخ للنفاذ ْ
    من قبضة الإنقاذ ْ
    :::::::::::::::::::::::
    كُـلّ ما في الأمر
    ان وطن الخليل والتجاني
    وطن الألحان والأفكار والمعاني
    من لوثة طارئة يعاني
    فيمنع الأشعارْ
    ويقتل الأغاني
    ::::::::::::::::::::::
    كُـلّ ما في الأمر
    ان ساسة الهناء والسرورْ
    يتاجرون بالإله والنبي والدستورْ
    يكبرون الله جهراً
    ثم يرتادون سراً
    كل حانات الفجورْ
    :::::::::::::::::::::::
    كُـلّ ما في الأمر
    ان الوطن الجالس فوق النيل
    قد فقد الدليل
    جنوبه مهددٌ، شماله عليلْ
    شرقه مهمشٌ، وغربه قتيلْ
    :::::::::::::::::::::::::
    كُـلّ ما في الأمر
    ان الوطن المحكوم بالشريعة
    حماته عصابةٌ لصوص
    يسرقون مال الشعب
    ويشترون منه البيعة
    ::::::::::::::::::::::
    كل ما في الأمر
    ان الوطن الشقيانْ
    الوطن المنكوبِ والمسلوبِ والمنهوبْ
    الوطن المبخوس والمنحوسْ
    الوطن المُجوّع المُخوّف المهانْ
    اسمه السودانْ

    محمد فقير
    تورنتو 2008-02-09
                  

02-22-2008, 07:35 PM

خالد حاكم
<aخالد حاكم
تاريخ التسجيل: 08-25-2007
مجموع المشاركات: 3434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس (Re: Mohamed fageer)

    ميمد
    وين ياخى قصص ومواقف ناس موسلينى والزعيم عكاشة ادريس؟!
                  

02-23-2008, 04:23 AM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: Mohamed fageer)

    الأخ العزيز مبارك كنة
    تحياتي وشكراً علي المداخلة
    وانا كنت بفتش علي واحد يديني سيرة كويسة عن عمنا وأستاذنا
    الكبير الناظر عثمان كنة
    وافتكر انت ممكن تقوم بالمهمة دي
    رسل لي علي الإيميل ضروري [email protected]
    لو ممكن نلقي كتابه عن بدين يكون ممتاز
    وبالمناسبة انت موجود وين
                  

02-25-2008, 05:45 AM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
rd (Re: Mohamed fageer)

    الأخ خالد حاكم
    الحديث عن الزعماء مسوليني وعكاشة ادريس طبعاً صعب وطويل
    وما زلت بجهز فيه
                  

02-25-2008, 05:52 AM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: Mohamed fageer)

    وصلتني هذه الرسالة من الأخ حسن حامد
    وأنا انزلها هنا كما هي



    بسم الله الرحمن الرحيم
    تبصرة وذكري

    الاخ االعزيز محمد فقير.
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
    ارجو ان تكون والعيال بخير.
    كما اسلفت اسف جدا علي التأخير . وكما لاحظت اثناء الحديث الذي دار بيننا اثنا محاولة ارسال البريد الالكتروني فانا زلت اميا في التعامل مع الحاسوب – اي لازلت اتاتي اتاتي زي جنا الوزين اتاتي كما يقول صاحبكم وردي .
    أخي محمد
    كتب صديقي الاخ شهاب الدين الي الاخ جعفر عباس معلقا علي احدي مقالات جعفر في جريدة الرأي العام السودانية وقال لجعفر اين خالتكم حسن حامد جاري فرد جعفر ان حسن كتب لي مرة ثم vanished
    الحقيقة انني قد كتبت له رسالة من حاسوب صديق اخر ولم اكن اعرف عنوانه الالكتروني ويبدو ان الصحيفة نفسها تشير الي عنوان جعفر بصورة غير صحيحة –حسب اشارة جعفر اخيرا .
    في احدي مقالاته الاخيرة ربط الاخ جعفر بين جزيرة ارتقاشة ومناطق اخري مع خزان كجبار وتعرض لبدين وانه سيفاوض الحكومة ممثلا عن بدين ووددت لو استرسل الاخ جعفر واضاف بعض الحقايق التي لانمتلكها علي البعد انت وانا وربما اخرون مثلنا .
    وسألت نفسي ياتري هل يتذكر جعفر –فعلا - جزيرة بدين ثم سرحت بخيالي الي تلك الايام التي عاشها جعفر في بدين – ايام كانت (للحياة حلاوة –النبق والحمبك ربما الجريه-والدوم -) .وهل يتذكر الاحياء التي ارتبط بها – فيده واباد مار واشجار الطلح البيضاء الضخمة الغائرة في قيزان الرمل واشجار السنط الطويلة التي كان (يحت) منها القرض لغنيمات الوالدة امنة فقير .كان يمشي وسط الغابات فوق الاشواك و (الكركتي _ كما يمشي الوجي الوحل ) .
    اتذكر واتخيله ثالث ثلاثة مع المرحومين الشيخ عبد الرحيم عمر وعبد اللطيف الطيب واحيانا رابع اربعة اذا انضم اليهم الاستاذ حسن عيد الله ادريس . كنا نجلهم وحفطنا بعض الامثال ( الانقليزية ) نقلا عنه مثل Birds of feather flock together : .
    نعم .... هل يتذكر جعفر ولو احيانا ( ابو جازة ) والقصر والمسيد والقية والمقابر وزوايا الاجداد . والذكريات مع الشيخ حاج فرحان وصالح كنة .
    وهل يتذكر الخال الطيب _ابيد_ محمد فقير . ورحلته اليومية من البيت الي المزرعة وبالعكس صباح مساء في دقة (تضبط ) عليها الساعة . وجلسته الفريدة التي لم تتغير مع الزمن علي حماره الطائع المأمور –المبرمج –الذي لايحيد عن الطرق ولا يميل عنه . ولا يقف الا في احدي المحطتين المزرعة او البيت . وكأن الحمار العجيب يعرف سايكولوجية الخال –ابيد _ -ويقدر ظروفه ويعرف محدودية ارتباطاته وعلاقاته الاجتماعية .
    وهل يتخيل الاخ جعفر بدين وقد علت الامواج المرتدة من خزان كجبار وزحفت للاعماق وايقن الناس انهم لا محالة مغادرون بدين التي قال عنها احد الصحفيين الذين زاروها انها قطعة من الجنة اخطأت طريقها الي الارض . الان تري كوبان من امام مسجد الشيح محمد احمد فقير في فيدة .
    وهل يتخيل الاخ جعفر ان الاهل من جميع مناطق بدين سيغادرونها شرقا وغربا ينظرون الي الخلف المرة تلو الاخري وهم يسيرون الي المشرع. يلقون نظرات اخيرة علي الارض والنخيل ومقابر الاجداد والاباء والمساجد ويحملون معهم فقط مايستطيعون تاركين ما ثقل من العدة –كالقساسيب-
    ربما تجد احدهم يجلس علي القيف وقد وضع يديه علي راسه المثقلة اصلا بالهموم والهواجس . يفكر اين يتجه ويتمني الا يجد الوسيلة التي يعبر بها النيل . وربما اخرون نزلوا الي اقرب نقطة للماء الرملة المبتلة التي انحسرت عنها الامواج واخذ احدهم ( عويشة )يخط بها علي الرمل ذكرياته دون ان يعي ماذا يكتب ولا يدري ان الامواج التي ستجعل اطول نخلة –تغرغر- وستجعل الوطاويط تخرج من القبة وتبحث عن ملاجئ –لن تدع هذه الذكربات الا للحظات.
    أخي محمد .... لكن هل اثار خزان كجبار كلها سلبية -حتي وان كان الاخ جعفر سيفقد البقعة التي شكلت حياته في الصغر ...ام ان كجبار بوادر خير وبركة ونماء وتتبدل معه حال سوجا مار – وأمن كجنة- وكوسي كوجة وارض الحجر- الي ارض الينابيع و من ثم تتطور الحياة وتبرز جزيرة بدين اخري في اعماق التيل او علي شواطئه في مكان اخر..اللهم اجعله سقيا رحمة ....
    الي اللقاء في رسالةاخري.
    أخوكم ابدا
    حسن حامد.
    أيوا 21/ فبراير/2008.
                  

02-26-2008, 02:23 PM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
rd (Re: Mohamed fageer)

    ( )
                  

03-04-2008, 05:03 AM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: Mohamed fageer)

    عفواً علي هذا الإختفاء الغير مقصود
    نعود الي البوست بهذا النقل من كتاب قيم ولكن لا اسم له
    ـــــــــــ
    هذه مقتطفات انقلها لكم من كتاب لـ محمد متولي بدر اصدره في مايو 1955 وهو من ابناء عنيبة/تبج .
    (..... اما لغة النوبة فقد اندثرت من السودان الأوسط والمناطق المجاورة لها شمالاً، وحلت محلها اللغة العربية، ولكنها ثبتت في الجزء الواقع بين الشلال الرابع والشلال الأول، ولعلك تسأل: لماذا بقيت اللغة النوبية في هذه الجهة دون بقية الجهات؟ والجواب: أن طبيعة البلاد الجبلية وفقر الإقليم كان سبب البقاء علي الأرجح. فمثل هذه الأقاليم الفقيرة المزدحمة بالسكان لا تحتمل نزوع جماعات من الغزاة دفعة واحدة، ولذا فمن المرجح أن العرب الذين نزلوا هذه البلاد إنتقلوا إليها في متفرقين في جماعات صغيرة واضطروا علي توالي الأيام إلي تعلم لغة النوبة وهكذا فعلت الجماعات التي نزلت بعدهم من مصريين وأتراك . يقول الأستاذ نعيم شقير في هذا الصدد: ((والظاهر أن العرب الذين بقوا في النوبة السفلي بعد فتحها كانوا قليلين فاضطروا الي ان يتعلموا لغة النوبة وكلما هاجر اليهم جماعة من العرب تعلموا لغة النوبة ونسوا لغتهم وهكذا فعل الأتراك. هذا ما كان في الشمال.
    اما في الجنوب فقد اتفق الباحثون علي ان لغة سكان جبال النوبة الواقعة جنوبي كردفان ذات صلة وثيقة بلغة النوبة سكان النيل، وان اللغتين ترجعان الي اصل واحدولكنهم اختلفوا في نشأة هؤلاء السكان، فمن قائل انهم اصل النوبة الذين يسكنون النيل، ومن قائل انهم سموا كذلك لأن النوبة سكان النيل ملكوا بلادهم وادخلوا اليها لغتهم، ومن قائل انهم سموا باسم النوبة الذين فروا الي كردفان من سوبة بعد سقوطها. ونحن لا نستبعد انيكون نفوذ مملكة النوبة قد امتد الي هذه الجهة وانها سميت بهذا الاسم لهذا السبب. ولاكنا نرجح اارأي الأخير وهو انها سميت باسم النوبة الذين فروا اليها من سوبة بعد سقوطها، فمن الجائز ان عددا من النوبة قد انتقلوا اليها فرارا من الغزاة والتماسا للامن واعتصموا وراء جبالها واستطاعوا بهذه الوسيلة ات يحتفظوا بصفاتهم الحسمية والخلقية وان يحتفظوا بلغتهم علي مر الاجيال، ولعل مما يؤكد ذلك أن هذه البلاد لم يرد لها ذكر في تاريخ أثيوبيا القديم.
    أشرنالا فيما سبق إليإختفاء اللغةالنوبية من السودان الأوسط، والمنطقة المجاورة لها شمالاً بعد سقوط النوبة العليا، ونحب الآن ان نلفت النظر الي ان هذه اللغة لم تنقرض تماماً من المنطقة، فقد خلفت وراءها عدداً ضخماً من الكلمات في لغة السكان وفي اسماء بعض المناطق، ففي اللغة العربية السودانية عشرات من هذه الكلمات تجري بها السنة السودانيين العرب دون ان يفطنوا الي انها انحدرت إليهم من لغة النوبة القديمة. وفبل ان ننتقل الي موضوع الكلمات يجدر بي ان أشير إلي مسألتين جديرتين بالنظر: (الأولي) أن أكثر هذه الكلمات أسماء لمسميات لم يعرفها العرب في الصحراء كبعض أدوات الزراعة والساقية وكبعض الغلات الزراعية.
    .......الثانية) أن معظم الكلمات تنتهي بأحد الأحرف الآتية: القاف/الكاف والتاء، وهي الأحرف التي تلحق المفعول به في اللغة النوبية، وقد أطلقنا عليها في هذا الكتاب اسم (حرف المفعول)، وإالي القارئ بعض الكلمات التي أشرنا إليها باللغات العربية المصرية، والسودانية، واللغة النوبية:ــ
    اللغة المصرية ................ اللغة السودانية ..............اللغة النوبية
    ذرة عويجة ................... mare` Mar`g…………..............
    ذرة شامي.....................makkada ..........................makada
    بسلة .......................... Orre.................................. Worreg
    رجلة جبلي................... Tabsange.......................... Tabsangeg
    بامية جافة...................Woyye...............................weka
    عيدان القمح الجافة....... Ased ................................Ased
    عطرون................... Jaddi ...................Jardiga
    صومعة................... Gusse ..............................Gusseba
    خيمة...................... Kerri ............................Kerriga
    لوف النحل.............. Ashme..........................Ashmeg
    سمك قرموط............ Kour..............................Kour
    سمك شال............... Dashko ..........................Dashkoog
    وعاء من خشب........ Koos ...............................Kous
    صف..................... Sarri....................................Sarreg
    سباطة للسقف......... Silstte................................Silatteg
    صاج للخبز............ Dew ...............................Dew
    بئر....................... Mitter ................................ Mittara
    ::::::::::: :::::::::::::::::::::
    ,الي هنا وإنتهي الإقتباس من الكتاب
    والقائمة طويلة جداً
    وكل هذا يؤكد عدم إختلاط سكان المحس والسكوت وحلفا ودنقلا، عدم إختلاطهم بالعرب بالدرجة التي يصورها الناس، فقد كان الإختلاط قليلاً جداً، ولذلك فالدماء العربية فينا بسيطة جداً، ولكننا خلطنا ما بين الدين والعروبة، أقصد ربطناهما ببعض لدرجة أن التنكر للعروبة كأنه تنكر للدين، وذلك خلط لا يستقيم.
    نواصل
                  

03-05-2008, 05:51 AM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
rd (Re: Mohamed fageer)

    ////
                  

03-07-2008, 04:25 AM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: Mohamed fageer)

    الأعزاء
    علي عبدالرحيم (أبسكو)
    وزوجته سهام
    رزقا بمولود سمياه محمد
    علي اسم الراحل العزيز محمد عبدالرحيم(ابومصباح)
    تهانينا الحارة للعزيزين
    وأهلاً وسهلاً بابي حميد، تتربي في عز الوالدين سودانيا سئت او امريكياً، زولاً شئت او يانكي
                  

03-07-2008, 09:54 PM

خالد حاكم
<aخالد حاكم
تاريخ التسجيل: 08-25-2007
مجموع المشاركات: 3434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعيداً عن السياسة***جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات ... حلقات مهداء للأستاذ جعـفر عبـاس (Re: Mohamed fageer)

    ودفقير يا اخ .. بسميق ايق ! انت اصبحت بعيد خالص عن مضمون البوست .. كده راجع العنوان عشان تتذكر !.
                  

03-09-2008, 03:21 AM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: Mohamed fageer)

    الأخ خالد حاكم وانت وين سايب البوست
    الحقيقة انا مشغول شديد وعندي وجع ظهر وما قادر اقعد اطبع
    بالإضافة لأنو المعلومات صعبة الجمع ، وده توثيق ما دايرين نغلط فيه
    او ما نذكر شئ مفروض نذكره
    وانا قلت بين الحلقات ممكن اكتب حاجات تانية
    عموماً ان شاء الله قريباً نعود للحلقات
                  

03-09-2008, 03:47 AM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: Mohamed fageer)

    جاءتني هذه الرسالة من شقيقي شيخ طويل
    وارجو ان يأتينا بمداخلته، فسوف تكون إضافة قوية وكبيرة
    وهو رجل متمكن من اللغة وعلوم الدين
    وارجو ممن يستطيع ان يتصل به ان يحرضه علي المشاركة

    ـــــــــــــــــــــــــــــ



    أخ وفىّ ثم والد بعد ما مضي * وقل من كان اخاً ثم أصبح والدا
    حباك الله قلبا رحيما بأهلـك * لله درك أبا أليسة انى اراك مجالدا
    الأخ \ محمد \ تحية خاصة \\
    أتابع كتاباتك .. بعيدا عن السياسة .. ومداخلة الاخوان .. والآن أتأملها.. وأحب ان تكون
    مشاركتى مستفيضة فيما بعد بعنوان :-
    تأملات ونبض القلب الشفيق ..... على خواطر وذكريات الأخ الشقيق
    وهذه الرسالة للمداخلة بها الآن والتواصل مع الاخوان حتى اللقاء ببدين الحب
    والحنان باذن الواحد الديان فى مقبل الزمان بمنزلنا أول الأوان لتتعانق الأرواح
    والأبدان مع الأهل والجيران وسائر الضيفان
    الإيميل [email protected] وهاتفى 0060176606930

    شقيقك \\ شيخ طويل
                  

03-11-2008, 00:53 AM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: Mohamed fageer)

    وهذه رسالة أخري من الأخ حسن حامد

    السلام عليكم وعلي كل الذين يعرفون قدر هذه الجزيرة المعطاءة
    والتحايا والود للاخ والزميل السابق جعفر عبد المطلب . أخي محمد بالرغم من احترامي لعبارتكم( بعيدا عن السياسة) فمعلوم أن أهل بدين يتنفسون السباسة وكنا نسمع من اجدادنا أنقتيرا وهم يعنون انجلترا وكأنه شأن سوداني
    وقد قال المرحوم ادريس أحمد همت في اجتماع عقد لاختيار اعضاء الوفد الذي كلف للسفر الخرطوم لمقابلة المسؤولين بشان البنطون قال لهم يا اهل بدين مصيبتكم انكم تخلطون السياسة في كل شئ فالشاهد انهم رواد في هذا المجال وفي العمل العام اينما كان وهم كانوا اعضاء ولايزالون في الكثير من اللجان فعلي سبيل المثال لجنة شريان الشمال منذ ان كانت فكرة لذا أطلب من الوالي الجديد ان يكمل هذاالطريق الي اقصي نفطة في الشمالية غرب النيل وسيكون له انجازا عظيما حين يودعه اهل الشمالية بعد عمر طويل في الولاية بأذن الله
    أخوكم
    حسن حامد
    ولاية ايوا امريكا
                  

03-12-2008, 05:06 AM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: Mohamed fageer)

    جاءتني هذه الرسالة من أخي شيخ طويل
    ــــــــــــــــــــــــــــــــ

    هذه القصيدة بعنوان ((حدائق... غناء))
    أهديها للشقيق محمد فقير / مع الحب والتقدير
    شيخ طويل فقير

    أنا من أرض بدين المعطاء
    أرض الأجداد الكرماء
    أرض الآباء
    أرض رجال عمروا الأرض
    أشاعوا الدين
    وسنوا سنناً حسناء
    ولـــكن!!! أين الأبناء؟؟
    راحوا.....
    كندا .... أمريكا ... ماليزيا
    كل في واد
    يبحث عن عيش رغد وهناء
    تاهوا في كل الأنحاء
    لكن معهم حب بدين
    حياً يتماوج في الأحشاء
    غابوا بالأجساد
    لكن الأرواح هنـاك
    تحلق في أجواء بدين
    تنظر في الأرض الخضراء
    تسبح في أمواج الماء
    تمرح كالطير
    تروح تجئ
    من غير شقاء وعناء
    تحملني الذكري كالطيف
    تعبر بي الآماد
    تسمعني صوت القمري العذب
    صوت حمامة بلدي، تلك الشدواء
    ********************************
    كشنتا ..... يا عشقي
    يا مزرعتي، يا روض حناني
    يا أجمل شلال يتدفق بالخير
    وآب الأمين
    يا جدي
    يا رجلاً سمحاً وكريماً
    يا حلواً كالتمر
    وعذباً كالماء
    ألا رحم الله الرجل الطيب
    وأسكنه جنات الخلد مع الشهداء

    ويا حي الله حي القبة
    كنت مليئاً صبحاً ومساء
    بأبناء (جبال)* النجباء
    ووقفت الآن كما الأطلال
    تحكي للأجيال
    حال الدنيا الفانية
    حال الأيام القاسية
    يــا الله !!
    كيف تشردنا؟
    كيف تفرقنا ؟؟
    هل ضاقت ارض السودان
    ارض المليون من الأميال
    نيل يجري وسط الصحراء
    جنوب فيه الغابة عامرة
    والخير وفير
    وابقار تُهدي مهراً للحسناء
    والغرب ملئ إبلاً وملئ بالضان
    والشرق جميل ونبيل الإنسان
    وشمال خصب
    ونخيل تنظر للعلياء
    ***************************
    ما كنا لنهاجر
    ماكنا نترك ارضاً نهواها
    لكن ظلم بالداخل شردنا
    شتتنا في كل الأرجاء
    فهجرنا وطناً معشوقاً
    وتركنا ارضاً خيرة ... وحدائق غناء
    ***************************


    القصيدة القادمة (ان شاء الله) ... إهداء للخال عبدالقادر همت/ابو هشام/وقيل ابو هالة/ وقد يكون الرجل ممن يقول (انا ابوك يا هيثم) والكل للفؤاد ثمرات حفظهم الله جميعاً، احببته لتواضعه الجم، وخدمته للأهل من خال وعم.
    والقصيدة (3) ان شاء الله، اهداء للشقيق(عبدالله) ابو الأمين، او أبو أب آلمين، وهو جدي من امي، وعشان نعرف عمره سالناه ــ انا وعمر نوري ـــ عن آخر شئ يذكره في صباه فقال ( كنت أورتي في الأسكلي) ، خلف الثيران في الساقية، فجاء أنصار المهدي الذاهبون لفتح مصر، وأخذوا الثوريين، فحسبنا عمره فإذا هو حوالي 120 سنة عند وفاته في 1996 م ، رحمه الله، وكان محافظاً علي صحته، كان لا يحب الأكل فوق الأكل، واذكر أنه دعي مرة الي الطعام بعد ان أكل، فأبي ولما الح عليه الداعي قال مغاضباً، ((كَلَسِّي)) يعني (( كَبَدِسْ)) يعني(أكلتُ)، وأشبه الأهل به هو الخال عبدالعال احمد همت ــ وله سلامي ـــ وكان يسميه (أبديل)، وإذا أراد ان يفرق بين عبدالقادر همت وعبدالقادر النذير، كان يقول للأخير ( شَيْ ) علي جده، ويعني السيد او الزعيم، ولعلي أكتب عنه لاحقاً مع السيدة حرمه جدتي خديجة رحمها الله، ويجدر الإشارة أن كلاهما مات يوم جمعة، نحسبهما صالحين، وأظن أن كلاهما صام أكثر من مائة رمضان، والحمد لله رب العالمين.

    • قلت في القصيدة /أبناء جبال/ لأن النسب:ـ شيخ طويل فقير علي محمد فقير علي محمد نور محمد جبال، تأكدت منه من جدنا محمد سعيد حاج طويل، خال الوالد، وقال لي أنه جاء للخرطوم لأول مرة في سنة 1935 وعمره 16سنة، فيكون من مواليد 1919 ، يناهز الآن الـ 90 عاماً ، أمد الله في عمره مع الصحة والصلاح.

    أخوكم شيخ طويل فقير
    ماليزيا/كوالالامبور/2008/03/ 10
                  

03-27-2008, 01:36 AM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: Mohamed fageer)

    بعد كل هذا الغياب عن البوست نعود الي الحلقات الرسمية
    وإليكم الحلقة 12

    بدين ـــ خواطر وذكريات
    12 ــــ
    جاءت بوجهٍ كأنّ البدرَ بَـرْقَـعَـهُ :: نوراً علي مائسٍ كالغُصن ِمعتدِلِ
    إحـدي يديها تُعاطيني مُشَعْشعَةً :: كخـدها أصْفًـرَتْهُ صُبـغَة الخَجــلِ
    ثمّ إستبدت وقالت وهي عَالمَةٌ :: بما تقول وشمسَ الرّاحِ لم تَـفـلِ
    لا ترحلنّ فما أبقَـيتَ من جلدي :: مـا أســتطيعُ به توديـعَ مُــرتحلِ
    ولا من النومِ ما ألقي الخيال به :: ولا من الدمعِ ما أبكي علي الطللِ
    يزيد بن معاوية

    نالت القصائد علي يد يزيد ما لم تنله علي يد أُخري، فقد نقشها بخيال واسع، ورصعها بمعان بديعة، فتناثرت كقطع اللؤلؤ علي وادي عبقر .

    كانت الجزيرة تتبع إداريا لمجلس ريفي أرقو، وأرقو لي فيها ذكريات، فقد كانت اُسرتنا من (خلفاء) الأدارسة، وكنا نجمع لهم محصول البلح، وكان العادة عندنا ان المزارعين واصحاب الحواشات كانوا يهدون نخلة او اثنتان للأشراف، طلباً للبركة، وتقرباً لله، وكان لهم خلفاء او وكلاء في كل منطقة يقومون علي هذه الممتلكات والهبات بالرعاية وجمع المحصول في الموسم، وزرت أرقو مع والدي ، لبيوت الأشراف، او الأسياد، اسرة السيد الإدريسي فرع ارقو، ورغم ما كان في القضية كلها من إستغلال للبسطاء، ورغم تمردي علي القضية برمتها فيما بعد، (وتلك قضية اخري، وما أكثر القضايا الأخري) الا أنها ذكريات لمواسم في الحياة، عاشها أهلنا بصدق وأمانة، فوالدي لم يكن يسمح لنا بأخذ بلحة واحدة من محصول كنا نتعب في جمعه دون مقابل، ألا رحمه الله، فقد علمنا الصدق والأمانة، وكانت له ارتباطات روحية واسرية بتلك المناطق تمتد حتي شيخ شريف، وكانت هناك صداقة أسرية وزمالة خلوة تربط اسرتنا مع اسرة الشيخ الكبير (حسن بُـجـّة) في الترعة، وخلوة الشيخ حسن بجة من اكبر وأقدم الخلاوي في المنطقة كلها، ويقدر عمرها بأكثر من 800 عام، وكان يقوم عليها اجداد الشيخ حسن، ولم تزل الخلوة موجودة حتي الآن، ويشرف عليها الآن عمنا الشيخ أحمد كامل حسن بجة، وكان الأستاذ الطيب محمد الطيب قد سجل حلقة عن الخلوة في برنامجه (صور شعبية) عرضت في تلفزيون السودان، كما ان الأستاذ الطيب قد ذكر هذه الخلوة في كتابه القيم( المسيد)، وفي عهد مايو اُخـُذتْ بعض الأشياء من الخلوة الي متحف الخليفة عبدالله التعايشي، منها (انـْقـَري دوول) وانقري دوول يعني (السرير الكبير)، وهو عنقريب ضخم، ربما مترين في مترين، وإرتفاعه تقريباً متر، وكان موجوداً في كل الخلاوي، وكان يستعمل لأغراض كثيرة، وبالمناسبة الشيخ حسن بجة هو جد زميلنا في المنبر أخونا مهتدي الخليفة َمحمد نور، ووالده هو الشيخ محمدنور المقرئ المعروف، وقد وعدني الأخ مهتدي بمساهمة كبيرة في البوست بخصوص تفاصيل اكثر عن الخلوة وتاريخها. وسوف آتي علي ذكر الخلاوي في بدين والمنطقة في حلقة لاحقة.
    في زمن العموديات كانت في الجزيرة عموديتان، عمودية سقدان وعمودية بدين، وعلاقة سقدان ببقية الجزيرة عجيبة، هي إحدي قري بدين، وليست جزيرة منفصلة، ولكنها في الماضي كانت تنفصل في مواسم الفيضانات، حسب رواية الكبار، ولذلك ابقت علي اسم جزيرة سقدان، مع انها الآن ليست جزيرة، عموما، عمودية سقدان اول عمد لها العمدة حمد حاكم وخلفه العمدة محمد حمدالله ابراهيم الى ان تم حل النظارة والعموديات فى الشمال فى نظام مايو
    شياخة سقدان اول شيخ لها الشيخ فضل حاكم وخلفه ابنه شريف فضل حاكم ومن ثم حفيده الشيخ عبدالرحيم محمد فضل حاكم فى بداية نظام الانقاذ ، وعمودية بدين بقيادة العمدة محجوب، هكذا كان يعرف بإسمه الأول، وعند تصفية الإدارة الأهلية في العام 1969 بقيت في الجزيرة اربع شياخات، هي بالترتيب من الجنوب إلي الشمال سلنارتي وسقدان وتُشي وشَبة، حتي جاءت اللجان الشعبية، وما أدراك ما اللجان الشعبية . أمـاالزعامات ألإجتماعية فقد تمثلت في شخصيتين اساسيتين هما محمد عثمان موسوليني والزعيم عكا شة إدريس، رحمهما الله. أما موسوليني، فقد كانت فيه موسولينية معدلة، حسب المعطيات المحلية، ومن هنا أخذ الإسم، كان يتمتع بثقة مفرطة في نفسه، أخذ من الدنيا أكثر مما أعطته . أما والدنا الزعيم عكا شة فرجل ولد بنزعة زعامية أصيلة، وطموح سياسي كبير، ولكن غلبته الأمية، كان ذو بنية برلمانية، ولو وجد فرصة تعليم لكان له شاُن آخر، توفي رحمه الله ولسان حاله يقول ( أضاعوني وأي فتي أضاعوا )، رحل وترك كوكبة من أبناء بررة ذوي أيد حاتمية بيضاء، أفاض الله عليهم من فضله فتفضلوا به علي من احتاج من ذوي القربي والغرباء، هـذا وقد أرسلت الجزيرة الي الساحة السياسية وأهوالها بالشهيد محمد صالح عمر، والسيد عزالدين السيد، والسيد محمد شريف حاكم، وإلي عالم الإقتصاد والمصارف السيد الحاج عبدالقادر احمد همت وإلي الساحة الفنية الفنان الممثل القدير محمد خيري أحمد، والد التومات الرائعات، ذائعات الصيت، الفنانات إيمان وأماني، والي عـــالم الصحافة والإعلام ، الكاتب الشهير والمميز جعـفر عباس(أبو الجعافر) والذي هو في الكتابة ماهر، وفي التعبير ساخر، صاحب العمود المقروء ، زاوية حادة، والذي شجعني علي الكتابة، فأهديته هذه الحلقات، وهو إبن بدين، وكثيراً ما يتحدث عنها في مقالاته الممتعة. وسوف يأتي الحديث عن الشخصيات المذكورة وبعض الشخصيات الأخري بصورة تفصيلية لاحقاً.
                  

03-27-2008, 02:14 AM

عمار محمد حامد
<aعمار محمد حامد
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 650

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: Mohamed fageer)

    المحترم محمد فقير :

    مقالاتك هذه لاتقل عن المقالات الجميلة للابو الجعافر فلماذا لا تنشرها فى احدى الصحف

    وعلى فكره جعفر عباس والده من جزيرة سمت وهى نفس الجزيره التى انحدر منها .

    لك منى كل الود والاحترام

    (عدل بواسطة عمار محمد حامد on 03-27-2008, 02:15 AM)

                  

03-27-2008, 05:37 AM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: Mohamed fageer)

    الإخ العزيز عمار
    شكراً علي المرور والإقتراح
    والحقيقة ربما وافقت بعض الصحف علي نشرها ولكني لم أحاول الإتصال بالصحف
    ربما افعل قريباً
    والله يسهل
                  

03-27-2008, 08:03 AM

فيصل محمد خليل
<aفيصل محمد خليل
تاريخ التسجيل: 12-15-2005
مجموع المشاركات: 26041

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: Mohamed fageer)

                  

04-01-2008, 01:30 PM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: Mohamed fageer)

    شخصيات من بدين
    1 ــ عبدالقادر أحمد همت
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    الخال عبدالقادر همت رجل يمثل الشخصية السودانبة الأصيلة، أكرمه الله بأدب جم، وتواضع محبب، عقل راجح، ورؤية صائبة، لسان عفيف، ويد معطاءة، رزق مبارك موسع فيه، كرم سخي، بيته بيت ضيافة، أسرة بشوشة وطعام طيب .
    ولد بجزيرة بدين في العام 1940 ، تلقي تعليمه الأولي في مدرسة بدين الأولية التي إلتحق بها في العام 1948 ، وكان منتظماً في خلوة الشيخ حاج فرحان، وكان الناس في ذلك الوقت لا يحبذون إرسال ابنائهم الي المدارس، كانوا يرسلونهم الي الخلاوي، منها خلوة الشيخ حاج فرحان، وبعد إنشاء المدرسة جاء المفتش الإنجليزي، ودرس الوضع، وبدهاء المستعمر عين الشيخ حاج فرحان مدرساً للدين في المدرسة حتي يرسل الناس أبناءهم الي المدرسة، وقد كان، فذهب الكثيرون الي المدرسة وتوقف التعليم في الخلوة علي ايام الجمعة، وإكتسب الخال عبدالقادر من روحانيات الشيخ الكبير ما صبغت نفسه وقلبه بإيمان نبيل، ونزاهة في القول والفعل، والحديث عن الشيخ حاج فرحان محبب الي الخال، ومما حكاه أن الشيخ كان يشرب الشاي ببراد أصفر صغير، وكان هذا البراد الصغير يكفي كل الحيران، وكانت له حاسة غريبة بوجود ما يضر بالقرب من الخلوة، فكان مرات يقف فجأة ويطلب الأبريق، ثم يخرج ويصب الماء علي حجر معين فتخرج عقربة فيقتلها ويعود، وكان في المدرسة في حصة الدين عندما يأتي المفتش الإنجليزي يطلب من التلاميذ قراءة سورة (الكافرون) قل يا أيها الكافرون، الي آخر السورة، وإذا حدث أن صافحه المفتش كان يخرج سريعا من الفصل ويمسح يديه بالتراب ويغلسها بالماء، والمفتش ينظر ويبتسم.
    في العام 1952 إنتقل الخال إلي وادي حلفا للإلتحاق بمدرسة حلفا الأميرية الوسطي، وكان معه عدد 11 طالب من بدين، منهم ارصد أحمد، عوض إبراهيم، عثمان قرشوم، خيري ملجاب، كمال محمد أفندي وآخرون، وكان في حلفا مدرستان، الأميرية والأهلية، يذهب الطلبة من المناطق للإمتحان والمنافسة في المدرستين، وفي تلك السنة كان عدد الطلبة المنافسين 360 طالباً، يقبل منهم اولاً 42 طالب في الأميرية وهي مجانية، ثم 42 في الأهلية وفيها رسوم، وعلي بقية الطلبة العودة أو الذهاب للمنافسة في مدارس أخري، وكان ترتيب الخال هو 28 من الــ 360، وكان المفروض أن يقبل في الأميرية، ولكن حدثت مؤامرة من تجار حلفا وبالإتفاق مع المفتش الإنجليزي أكملوا العدد المطلوب في الأميرية من ابنائهم، وقـُبل الخال في الأهلية، وكان مبلغ الرسوم 150 قرشاً، وما أن إنتظمت الدراسة في المدرسة حتي جاء عرض(مغري) للخال من مصر للسفر إليها والدراسة هناك، فمرة، وهو في الفصل ناداه الناظر وقال له أن إخوانك في مصر يريدون منك السفر لمواصلة الدراسة هناك، فإحتار الخال وشاور زملاءه، وهو يريد المواصلة في حلفا ولكن مصر بدت مغرية، وفهم الناظر أنه سوف يسافر فقبل طالب آخر في الداخلية بدل الخال، ولما عاد الخال الي الناظر وقال له أنه ربما يواصل قال له الناظر أن فرصته في الداخلية ضاعت وأنه يمكن أن يواصل خارجي، وقد عرض الإخوان إدريس بدوي وعوض بدوي السكن معهم في البيت، وهم من أبناء المحس الذين تربوا مع الخال في بدين، ولكن في النهاية قرر الخال السفر الي مصر، وكان الطلبة في الفصل، ومن الشباك وعدعهم وقال لهم أنه مسافر، وفي الميناء وجد العم سعيد هاشم الذي إشتري له تذكرة بــ ( 7 قروش) الي الشلال ثم من هناك الي القاهرة، ولم تكن جوازات السفر مطلوبة، بل كان السودانيون يذهبون الي مصر بدون اي أوراق ثبوتية، وثاني يوم وصوله الي القاهرة قامت الثورة، أنقلاب جمال عبدالناصر، كان إخوانه وأبناء عمومته في الأسكندرية، فسافر الي هناك، ونافس في مدرسة ثانوية مع 800 طالب، وكان ترتيبه الأول في الــ 800 ، ولكن ما أن إنتظمت الدراسة حتي تم قفل المدرسة من قبل الثورة بإعتبارها مدرسة برجوازية، فعاد الخال الي القاهرة للإلتحاق بالأزهر، وكان بالأزهر في ذلك الوقت عدد كبير من أبناء بدين،حوالي 42 طالباً، منهم:ـ محمد عثمان موسي، الذي عمل في وزارة التربية والتعليم في السودان، قسم المناهج المدرسية، وكان له كتاب شرح لمعلقة عنترة التي درسناها في الثانوية العامة، ومحمد علي موسي، ومحمد الحسن موسي، ومحمد حسنين، والطاهر سيد ترجمان، وعبدالرازق عبدالودود، وعبدالمجيد عبدالرحمن، الذي عمل مديراً زراعياً في عسلاية، وعمسيب محمد فضل، وفضل عكاشة، وعبدالماجد خليل ، وإبراهيم حسن وآخرون.
    وبينما كان الخال يدرس في الأزهر إلتحق بمدرسة عابدين الإعدادية الليلية، ثم في العام 1955 إلتحق بثانوية(مساءية) وفي 1957 سمح للطلبة السودانيين بالتحول الي المدارس الأكاديمية، فألتحق الخال بالثانوية التجارية ومعه الطاهر سيدأحمد، وإلتحق عمسيب بقسم الكهرباء، وعبدالمجيد بالقسم الزراعي، وكانت المنحة الحكومية للطالب السوداني في ذلك الوقت 8 جنيهات من الحكومة المصرية، وفي العام 1960 تحصل الخال علي دبلوم التجارة الثانوية، وكان مع الدراسة يمارس الرياضة، وبين عامي 57 و 1960 تحصل علي بطولة جمهورية مصر للملاكمة للمدارس الثانوية (وزن الريشة) وأيضاً علي بطولة الجمهورية في ألعاب القوي في الجري مسافات طويلة ومتوسطة، ثم إنضم الي الفريق القومي المصري مع أعضاء النادي الأهلي، وفي 1960 تقرر أن يسافر الفريق القومي الي روما للأولمبياد، فأستخرجوا له بطاقة بإعتباره من مواليد أسوان، وكان خط سير الرحلة الي سوريا ثم الي ألمانيا ثم من هناك الي روما، ويوم السفر وبعد الصعود إلي الطائرة وبعد أن شحنت حقيبته الي روما ، أنزلوه وقالوا له لا بد من إستخراج جواز سفر، ولا بد له من الجنسية المصرية، وكلفوا ضابطاً ليأخذه في اليوم التالي الي المجمع لإستخراج الجنسية والجواز ثم اللحاق بالفريق في سوريا مع الضابط ، فتردد، ثم شاور إخوانه في الجمعية والنادي السوداني، فقالوا له (إذا اتجنست مصري تاني ما تعتب الجمعية والنادي) فقد كان التجنس بجنسية أخري في ذلك الوقت عيباً ومرفوضاً، بالذات الجنسية المصرية، وفي صباح اليوم الثاني وهم في القهوة رأي الضابط المكلف قادماً، فأختبأ في الحمام، وجاء الضابط يبحث عنه، ويسال السودانييبن (يا قماعة ما شفتوش عبدالآدر، بتاع الملاكمة، حيكون راح فين يعني ، يخرب بيته، ده حيطلعني من السفر، لازم تجيبو من تحت طآطيق الأرض)، وفي اليوم التالي والضابط يبحث عنه سافر الخال وهرب الي السودان، وصل الخرطوم في اغسطس 1960 ، وذهب الي طلعت فريد وزير الإعلام في حكومة عبود، وكان بينهم معرفة، فطلب منه طلعت السفر إلي مدني مسئولاً عن الإعلام الرياضي هناك، وفي اليوم التالي وبينما هو وجمعة خليلي ذاهبان الي وزارة الإعلام، توقف في البنك العربي لتقديم إستمارة طلب وظيفة، وكان المدير أردني، وبعد مقابلة قصيرة ارسله لموظف حلفاوي إسمه حافظ البارودي، فأجلسوه الي طاولة وسلموه الشغل فوراً، فبدأ العمل، وبعد أكثر من ساعة تذكر أن جمعة خليلي منتظر في الخارج، فذهب وقال له (إنت ممكن تمشي، أنا إشتغلت)، ثم ذهب الي طلعت فريد وأعتذر عن السفر الي مدني بحجة الوظيفة في البنك، فطلبوا منه تدريب الملاكمة وألعاب القوي في الفريق القومي، ثم تقرر أن يسافر الفريق القومي الي الرباط في الدورة العربية، فرفض البنك ، فقامت (شكلة) بين البنك والوزارة، وتعاملت الوزارة بأسلوب العساكر فرضخ البنك وسمح له بالسفر، وفي الرباط ، ونتيجة الفساد والإستهتار الذي يصاحب المسئولين السودانيين فقد تم إختلاس الميزانية المخصصة للاعبين ولم يتم تجهيزهم كما يجب، فقد زودوا فريق الجري للمسافات المتوسطة والطويلة بأحذية (باتا) الرخيصة والتي لا تناسب تلك الرياضة، فلم يتمكن اللاعبون من احراز أي نتيجة، وقد وصل بعض اللاعبين الي نهاية الخط وهم حفايا بعد أن تمزقت تلك الأحذية الرخيصة، وعندما عاد الفريق قدم الخال إستقالته إحتجاجا علي ما حدث.
    بينما هو يعمل في البنك العربي إلتحق بالقسم الليلي في المعهد الفني (جامعة السودان حالياً) ، وفي 1967 تحصل علي الدبلوم العالي من معهد المصارف (الدفعة الثانية في المعهد)، وفي 1971 كان مقرراً أن يسافر الي لندن من قسم المحاسبين القانونيين ولكن صدر قرار جمهوري بمنع السفر، في 1973 إنتقل الي بنك النيلين فرع الأمم المتحدة، وبعد التدرج في وظائف إدارة البنك،
    وفي 1981 اُنتدب لمدة 4 سنوات لتأسيس بنك التنميةالشعبية، حيث تم تأسيس 4 فروع.
    في 1988 أنتدب مرة أخري لتأسيس بنك العمال، ولا تسمح القوانين بإنتداب الموظف الحكومي مرتين، ولكن تدخل د. بشير عمر وزير المالية في ذلك الوقت واستعمل حق الوزير في إنتداب الخال مرتين، فأسس البنك وعمل مديراً حتي 1993 ، وبعد مجابهة بينه وبين بعض الإسلاميين احيل الي المعاش.
    في نفس العام 1993 سمع من الإذاعة وبصوت ريئس الجمهورية عمر البشير تعيينه مدير عام الإتحاد التعاوني لولاية الخرطوم، وفي صباح اليوم الثاني سافر الي بدين تهرباًً من الوظيفة، فأرسل إليه يوسف عبدالفتاح نائب الوالي ومسئول الحركة التعاونية في الولاية مذكر صغيرة تقول( ممكن تقعد هناك سنة لكن حتجي تستلم التعاون)، فعاد وذهب الي اللواء الزبير نائب رئيس الجمهورية، فأفهمه الزبير ان هذا القرار تكليف ولا بد له من التنفيذ، فاستفسر الخال عن المدة، فقال له الزبير بالاُشكر ( سنة دج بتيقي) يعني حتقعد خمسة سنين، فذهب الي يوسف عبدالفتاح، وكان يوسف يعرف راي الخال في إدارة التعاون التي كان يهاجم فيها الفساد، فقال له يوسف أنه تم تعيينه حتي يحارب الفساد، فأشترط الخال تطبيق شروط البنوك التجارية في التعاون، فلم يمانع يوسف، وفور إستلامه العمل إجتمع ببعض الموظفين وطلب منهم الذهاب الي 3 بنوك وإحضار شروط العمل فيها، وخلال 48 ساعة تم تعديل شروط العمل فتمتع الموظفون بكل إمتيازات موظفي البنوك، وكان كل ذلك حافزاً لهم للإلتزام الكامل بمواعيد العمل وترك التسيب، وأخذ الاتحاد التعاوني في تطور لا مثيل له، وأحضر الخال عدد من المطاحن من الصين، ثم مصانع زيوت ومصانع صابون وجراكن وأفران آلية من تركيا، وكان ذلك بداية التبادل التجاري الكبير بين تركيا والسودان، فقد مهد له الخال بصفقة المصانع، وأصبح الإتحاد التعاوني أحد أنجح المؤسسات في الدولة، ولكن (السوس) الذي يصيب كل نجاح زحف علي التعاون، فقد تآمر اصحاب العمل وإتحاد الصناعات علي هذا النجاح، فجاء توجيه من أمانة التنظيم الي الخال بقفل هذه المصانع وشراء المواد من مصانع التجار وتوزيعها علي التعاونيات، بحجة أن التجار شريحة لا يمكن الإستغناء عنها وعن دعمها، وهكذا أجهض ذلك النجاح الإقتصادي الكبير، وقد تطورت المواجهة بين الخال وبين الجهات الفاعلة في الدولة وتم قفل المطاحن والمصانع التي تحولت الي خرابة ينعق فيها البوم ، وتقف شاهدة علي الفساد الجائر، وهكذا قدم الخال إستقالته من التعاون، حتي معاشه الرسمي من البنك (ومعه آخرون) توقف عندما باعوا البنوك، وقد رفعوا دعوي أمام المحاكم وكسبوها، ولكن رأي محافظ بنك السودان أنه أكبر من القضاء فرفض تنفيذ قرار المحكمة، وهكذا ترك الخال كل شئ وتفرغ لرعاية أبناءه وأحفاده، ألا أبقاه الله لهم وأبقاهم له.

    إهــــداء للخال مع التحية
    ــــــــــــــــــــــــــــــــ
    رجل يخطو علي وجه الثري هوناً
    ويرتاد الثريا شرفا
    حاتمي الكف مبذول العطايا
    دونما مَـنٍّ ولا سلوي
    يساعد ويساند
    يتفاني كرما
    ...............................
    في مجال الخير تلقاه
    يخدم الأهلين من خال وعم
    يعدل المعوج
    وللصلح يسابق
    ................................
    وهو (الحاج) الموقر
    ملجأ عند الخطوب
    حاضر عند الكروب
    وحين العوز يذكر
    ...........................
    فيه المكارم والعزائم والتقي
    حياه الحيا دوماً
    وللعمر الطويل سقي
    ..........................
    باسم بشر حفي
    واسع الصدر
    رحيم القلب
    إنسان وفي
    ..........................
    بارك الله له في عزه عزاً وجاها
    ورعاه الملك القدوس وأرضاه جزاءا
    وأجتبي من نسله جيلاً كريماً ومعافي

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

    ملحوظـــة
    ـــــــــــــــ
    حدثني الخال ان عمنا الأستاذ الظريف حسن عبدالله عرضوا عليه وزارة التعليم في ولاية الخرطوم فرفضها بحجة أنه لا يريد أن يلبس الكرافتة.
                  

04-01-2008, 11:23 PM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
rd (Re: Mohamed fageer)

    //
                  

04-04-2008, 02:41 AM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
rd (Re: Mohamed fageer)

    ....
                  

04-20-2008, 10:02 PM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: Mohamed fageer)

    جزيرة بدين ــ خواطر وذكريات
    الخــــــــلاوي
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    في ربى القرآن الكريم
    شعر عبدالله الحطامي

    يا أيها الكَلم العلى الشان
    يا من أضأتَ غياهبَ الإنسان
    فبذكر حرفكَ تطمئنُ قلوبُنا
    وبعلم نِحوكَ يستقيمُ لساني
    والنفسُ تدخلُ في محاريب الهدى
    والروحَ تسبحُ في سنا الشطآن
    يا حصن أمن المسلمين وفخرهم
    يا خير ما نطقت به الشفتان
    ما دمت فينا لن يتوه سفيننا
    فالحرف نور في يد الربان
    من عند ربي قد أتيت مفصلاً
    وبقيت وحياً دائم التبيان
    تؤتى ثمار الأمن في كل المدى
    فالغرس نور والشذى نوراني
    لك في صدور المسلمين رحابة
    ولك الفيوض تموج بالأزمان
    يا حظ من حفظَ الكتاب بقلبه
    يا سعده بتلاوة القرآن
    يلقى من المولى الكريم وصاله
    ويفوز بالفردوس والرضوان
    هو حبلُ ربى للوجود جميعه
    جَمع الأمور وصاغَ كل بيان
    هو قول حق غير ذي عوج أتى
    أَنْعِم به - قد جاء من منان
    وتكفّلَ اللهُ الحفيظُ بحفظه
    ليعيش صرحاً كامل البنيان
    يا أيها العطشى تعالوا نرتوي
    ونعيش أمناً في رُبى الفرقان



    كان في الجزيرة عدد كبير من حـفظة القـرآن، حفـظـوا القرآن في خلاوي كبيرة في مقاصر (الشيخ هارون)، وشيخ شريف، والترعة، ومناطق أخري، ثم عــادوا وفتحوا الخلاوي في الجزيرة‘ فدرس خلق كثير علي أيديهم، من هؤلاء الشيوخ جدنا الشيخ محمد فقير، وأخيه جدنا الشيخ عثمان فقير، ووالدي فقير علي، الذي قرأنا الخلوة علي يديه، ، وجدنا الشيخ بشير صالح تور، وإبنه الشيخ سعيد بشير، ووالدنا الشيخ عبدالحميد محمد، الذي كان من القلائل الذين يحـفظون القرآن علي أكثر من رواية، وبتجويد متمكن، كان جيد الحفـظ، يتحدي الجميع، ومرة أثار خلافا فقهياً، فقد كان يتلو من المصحف في المسجد، وداهمته غفوة ، فتوسـد المصحف تحت رأسه ونام، فأيقـظه عمنا عبدالله شريف، الذي كان مشاغباً، ولامه علي توسـد المصحف ، فوجد الشيخ لنفسه مخرجاً فـقهيا بأن أشار الي راسه قائلاً ان رأسه في الحقيقة مصحف، فلا تعـدو المسألة من أن تكون مصحف فوق مصحف، وكان لغوياً يحفظ الكثير من قواعد اللغة المتعلقة بالقرآن، كما أنه كان يحفظ ألفية إبن مالك، ومن الحفظة أيضاً الشيخ سيد عبدون (سيد مايو) (والد الأستاذ عبدالوهاب سيد)، وأيضاً الشيخ عكاشة أرو، والشيخ الحاج حمزة حاج، والأستاذ محمد حسنين (والد الأستاذ سعيد محمد حسنين)، والشيخ عوض الله طه، والأستاذ محمد علي محمد موسي، والشيخ حاج فرحان، والشيخ محمد حاج عبدالعزيز، وأخيه الشيخ عثمان حاج، والشيخ محمد عبدالعزيز الزين، والشيخ فقير همت، رحمهم الله جميعاً وأثابهم بالقرآن، ومن الأحياء أطال أعمارهم وأبقاهم والدنا الشيخ محمد طه صالح، والشيخ عبد الله محمد موسي (عبدالله فقير)، والشيخ أبوزيد حمزة، والأستاذ طاهر سيد ترجمان، والشيخ عبدالله محمد همت (عبدون ميمد)، ومن الجيل الجديد الأستاذ الشيخ أنور عبدالصادق، وعبدالباقي إدريس كجر، وعبدالغفور محمد علي محمد موسي.، والشيخ أمير السر سعيد أحمد.
    من الخلاوي القديمة والمعروفة في جزيرة بدين خلوة الشيخ شيخ طويل في شبة، التي تولي أمرها أجدادنا حتي انتهي أمرها إلي والدي فقير علي الذي كان آخر شيخ في تلك الخلوة، وخلوة الشيخ عبدالحميد محمد الذي قرأنا عنده بعض الوقت، وكانت خلوته في مكان مدرسة شبة الإبتدائية بنين الحالية، هناك كنا نكنس الحوش بأيدينا، كنا نقف صفاً في خط مستقيم ثم ننحني ونغرس أصابعنا في التراب ونمشي للخلف (حركة ورا) ونحن ننشد
    أقــَسِّـنْ قِـسِرْ وللاّ جلبو
    تـَكـّا جلبون قـِسر وللاّ جلبو
    وكان الشيخ عبدالحميد حليماً، ولكنه عندما يغضب كانت له شراسةلا تقاوم، كان يحمل العصا ويحجز الطلبة في ركن ويضرب حيث إتفق، ينزل العصا ولا يبالي، وكان إذا غضب من طالب يجلده (فلقة) بأربعة كبار وهو يسأل الطالب:ــ
    إر كجا؟ (يعني هل أنت حمار؟
    فيقول الطالب (أييّ) يعني نعم
    فيقول:ـ قيدتا فَـكَـبْـنا (يعني هل ستأكل قش) فيقول الطالب (أيي)
    فيقول :ــ دقرْكا اُكـّرْ دوقوا (يعني هل نضع عليك السرج ونركبك) فيقول الطالب نعم
    فيقول:ـ نزلوه.

    وكانت هناك خلوة الشيخ محمد شوكت الكبير في تشي، وجاء من بعده الشيخ حامد صوفي الكبير، تم الشيخ حاج فرحان، وخلوة الشيخ عبدالله محمد موسي والتي مازالت مستمرة، وخلوة الشيخ محمد الحاج عبد العزيز في سلنارتي، التي تولي أمرها لفترة الشيخ محمد عبدالعزيز الزين، وخلوة الشيخ إسحاق يعقوب في سقدان، وفي سلنارتي أيضاً خلوة الشيخ محمد أحمد حاج علي (صايم)، وهو من خريجي الأزهر في 1845 ميلادية، وكانت الخلوة ((مسيدا)) صغيراً ثم قام أحفاده بتحويله الي جامع كبير ملحق به خلوة تقوم الآن بتحفيظ القرآن وتخصص جائزة كبيرة للحفظة في رمضان من كل عام، ثم خلوة (آل خطيب)الشيخ حاج شوكت إمام جامع سلنارتي، وخلوة الشيخ أبوزيد حمزة التي خرجت بعض الحافظات من النساء في السنوات الماضية، والخلوة لها فرع في أبوسقان، ثم هناك مركز الشيخ صالح شبر الإسلامي في سقدان، والذي اسس في العام 1998 ، جاء في تعريف المركز في منتدي بدين هذه الفقرة :ـ ((ويقوم المركز بأعمال الإشراف والتنسيق للمحاضرات والندوات والدروس الدينية العلمية بجزيرة بدين وما جاورها من الجزر والقرى والهجر ، مسترشداً فى ذلك ومهتدياً بالشيخ صالح شــــبـــر ( رحمه الله ) الذى كان يوزع محاضراته ودروسه وكلماته التوجيهية فى جميع جوامع جزيرة بدين وما جاورها ..
    كما يشرف المركز على إحدى عشرة داراً لتحفيظ القران الكريم والسنة النبوية للنساء داخل جزيرة بدين موزعة توزيعا جغرافيا على الشياخات الاربع ، كما يشرف على ثلاث خلاوى لتدريس وتعليم القران للناشئة من الجنسين تلقيناً ثم بإستخدام الالواح الخشبية للمتفوقين فى مراحل متقدمة حسب التقاليد التراثية . دون إغفال الوسائل الحديثة .. كما يعمل المركز على إحياء دور ورسالة المسجد داخل الجزيرة وخارجها.)) والشيخ حنفي عثمان الطيب هو إمين الدعوة وإمام وخطيب مسجد المركز.

    وكان من المتعارف عليه في كل أنحاء السودان، عند اكتمال قبول الحوار في الخلوة أن يقدم ولي أمره هدية للشيخ حسب طاقته وإمكانياته، يبدأ الطالب الجديد بكتابة الحروف على الأرض ويظل يكررها في كل يوم إلى أن يستقر رسمها في ذهنه، وتسمي هذه العملية عندنا (أرمي) بعد ذلك يستحق الغلام حمل (لوح) وهو عبارة عن قطعة مستطيلة من الخشب، وفي الخلاوي الكبيرة ألواح مشهورة اكتسبت شهرتها من كثرة عدد الطلبة الذين حفظوا عليها فيتنافس عليها الطلبة ويتفاءلون بها، وتجري عملية التعليم الأولى في اللوح بأن يكتب الشيخ للطالب في البداية بنواة التمر على اللوح المطلي بالجير الأبيض، ثم يمرر الحوار القلم عليها إلى أن يثبت القلم في يده ثم يوالي الكتابة كل يوم وبذات الطريقة حتي يتمكن من الكتابة بنفسه مباشرة علي اللوح.
    يجري في الخلاوي استعمال وسائل وأدوات معينة في التعليم وهذه الأدوات جلها من البيئة المحاطة بالخلوة؛ فنجد أن اللوح الذي يكتب عليه الطلبة هو من خشب الأشجار الموجودة في نواحي القرية، كما أن القلم المستخدم في الكتابة يجري صنعه من مواد محلية أشهرها سيقان نبات الذرة(مَـري) أو أشجار البوص وهي أشجار رقيقة ومجوفة فيصنع كل طالب أقلامه بنفسه ويضعها في كنانة (يسميها الحوار قلامة أو مقلمة من قلم ) كذلك على الطالب في الخلوة أن يؤمن لنفسه حبر الكتابة ويسمى ( العمار) ويصنع من الصمغ مضاف إليه السكن والشّـعَر، وبعد أن يكمل الطالب صناعة العمار يصنع له أناء خاص لوضع العمار يسمى (الدواية) ، وحسب حديث والدنا الشيخ حمزة أبوزيد الذي حفظ في شيخ شريف فقد كانت مدة الحفظ تتراوح مابين الخمسة إلي السبعة أعوام، وكان الطلبة موزعون علي البيوت في القرية، يستضيفهم الناس بفرح وسرور وتفاؤل، وقد قرأ هو وجيله بقراءة ورش ولكنهم الآن يعلمون التلاميذ بقراءة حفص لصعـوبة ورش، وختم القرآن كان أهم مهرجانات الخلوة، وكان يتم الخــتمة ( الختمي) عادة في يوم أربعاء معين في شهر صفر، وفي كثير من مناطق السودان تقام وليمة (كرامة) كبيرة يعدها أهل الطالب الحافظ ، وبعد تخرج الطالب جرى العرف إذا كان الطالب ممن يجيدون الخط أن يكلفه الشيخ بكتابة مصحف هدية للخلوة. أما إذا كان المتخرج لا يجيد الخط فعليه أن (يدلي) يتلو القرآن مائة مرة ويهدي ثوابه لمؤسس الخلوة. وكلا الأمرين ليس شرطاً ولكن أغلب الخلاوي تآخذ به. غالباً ما كانت الخلاوي ملحقة بالمساجد (المسيد) كما يعرف، كان يوجد في الخلوة حجر كبير مقعر يسمى حجر (المحاية) وهو المكان الذي تمحي (تغسل) فيه الألواح المكتوبة كل صباح لتعاد الكتابة عليها مرة أخرى، ، وفي وسط الخلوة يلاحظ الداخل موضع نار وهي معلم كبير لأهل الخلاوي في السودان،(نار القرآن)، وتبدأ قراءة القرآن عندها مع مغيب الشمس ، فتشعل النار بالحطب الذي يحضره الطلبة، ويجلس الشيخ والطلبة (الحوار) ملتفين حول الحلقة.
    وكان المشايخ قديماً يهتمون بتعليم الطلاب ألفية ابن مالك التي تحوي قواعد اللغة بعدما يكون الطفل قد بلغ مرحلة "الشرافة" في القرآن أي حفظ ربع القرآن وما فوق؛ وعندها يلبس ثياب جديدة ويزين لوحه ويخرج في زفة مع أقرانه ليطوف على أهله وجيرانه فرحًا بما أنجز، فيعطونه كل بحسب سعته من المال ما يعطيه لشيخه.
    ويقوم نظام التحفيظ على القراءات السبع المتواترة برواياتها المختلفة وخاصة روايتي حفص عن عاصم وورش عن نافع والأخيرة يعتقد عدد غير قليل من شيوخ الخلاوي أنها رواية أهل الجنة؛ لأن أهل المدينة المنورة يقرءون بها، ويأتي علم التجويد على رأس العلوم التي يتلقاها طلاب الخلاوي بقواعده وأسسه وتعاليمه وهي إخراج كل حرف من مخرجه وإعطاؤه حقه دون تكلف أو تعسف، وهو واجب على كل مسلم بالغ يحفظ القرآن أو جزأً منه. ومن الأمور العجيبة في الخلاوي أن الشيخ يستطيع تصحيح كل الطلبة عندما يخطئون رغم أنهم يقرءون في سور مختلفة .
    وفي نهاية اليوم وعندما ينتهي "الحيران" من عرض ألواحهم يقومون بوضع الألواح في مكان مرتفع، يسمي عندنا ( الكَـبَـسْ ) وهو شئ مربع أو مستطيل كالشبكة منسوجة من أخشاب رقيقة مربوطة بخيوط من الجلد أو سعف النخيل يعلق من الأربعة أركان في سقف الغرفة بحبال متدلية.
    في كل شياخات بدين عدد كبير من المساجد، ففي شبة هناك مسجد بدبن ساب والذي أسسه وقام علي إمامته والدنا الشيخ عبدالرحيم محمد أبداب رحمه الله، ثم مسجد جبرين، وكان قائماً في موقع جميل جداً فوق شاطئ النيل مباشرة، وكان يؤم الناس فيه اليشخ المتمكن عبدالحميد، ثم تم بناء مسجد جديد بعيداً عن القديم، ويتولي أمره الآن الأستاذ الشيخ أنور عبدالصادق، ثم مسجد قبة وهو من أقدم المساجد في الجزيزة، يقوم علي الإمامة رسمياً والدنا اليشخ محمد طه صالح ويساعده الأستاذ نجم الدين عبدالمجيد نصر، ثم جامع شبة الشرقية وكان يؤم الناس فيه عمنا الشيخ عثمان محمد خليفة رحمه الله، ثم مسجد أبوسقان. وأعتقد أن في دقرتي مسجدان.
    وفي شياخة تشي هناك مسجد كبان ، ومسجد بدين كنج، ومسجد ابجازي، ومسجد سابلكي، ومسجد تشي الشرقية (فنتي أُرمن تو)
    وفي كل من سقدان وسلنارتي عدد من المساجد.


    خاتمــــة
    هذه القصيدة جمعت اسماء كل سور القرآن ، ولم أتكمن من معرفة إسم الشاعر.

    في كلّ فاتحــــــة للقول معتبرة ** حق الثنــاء على المبعوث بالبقـرَه

    في آل عمران قِدماً شاع مبعثه ** رجالهم والنساء استوضحوا خبَرَه

    قد مدّ للنـــــاس من نعماه مائدة ** عمّت فليست على الأنعام مقتصرَه

    أعراف نعماه ما حل الرجاء بها ** إلا وأنفــــــــال ذاك الجود مبتــدرَه

    به توســـــل إذ نادى بتوبتــــــه ** في البحر يونس والظلماء معتكرَه

    هــود ويوسف كم خوفٍ به أمِنا ** ولن يروّع صوت الرعــد من ذكَرَه

    مضمون دعوة إبراهيم كان وفي ** بيت الإله وفي الحجـر التمس أثرَهْ

    ذو أمّـة كدَوِيّ النحــل ذكرهــم ** في كل قطــر فسبحــان الذي فطرَهْ

    بكهف رحماه قد لاذا الورى وبه ** بشرى بن مريم في الإنجيل مشتهِرَهْ

    سمّاه طـه وحضّ الأنبياء على ** حجّ المكـــان الذي من أجله عمــرَهْ

    قد أفلح الناس بالنور الذي شهدوا ** من نور فرقانه لمّا جلا غـُـــــــرَرَهْ

    أكابر الشعراء اللّسْنِ قد عجــزوا ** كالنمل إذ سمعت آذانهـــم ســــورَهْ

    وحسبـه قصص للعنكبــــوت أتى ** إذ حــاك نسْجا بباب الغار قد سترَهْ

    في الروم قد شاع قدما أمره وبه ** لقمــان وفــّـى للـــدرّ الذي نثـــــرَهْ

    كم سجدةً في طُلى الأحزاب قد سجدت ** سيوفــــــه فأراهــم ربّـه عِبـــــــرَهْ

    سباهــم فاطــر الشبع العـلا كرمـا ** لمّا بـِــياسين بين الرسل قد شهــرَهْ

    في الحرب قد صفت الأملاك تنصره ** فصــاد جمع الأعـادي هازما زُمَـرََهْ

    لغافــر الذنب في تفصيلــه ســــور ** قد فصّلت لمعـــان غير منحصـــرَهْ

    شــوراهُ أن تهجـر الدنيا فزُخرفُهـا ** مثل الدخان فيُـغشي عين من نظرَهْ

    عزّت شريعته البيضـــاء حين أتى ** أحقــافَ بــدرٍ وجند الله قـد حضـرَهْ

    فجــاء بعد القتال الفتــحُ متّـصِــلا ** وأصبحت حُجــرات الدين منتصـرهْ

    بقـافٍ والذاريـــــات اللهُ أقسم في ** أنّ الذي قـالـــــه حقٌّ كمـا ذكـــــرهْ

    في الطور أبصر موسى نجم سؤدده ** والأفق قد شقّ إجـــلالا لــه قمـــرهْ

    أسرى فنال من الرحمن واقعــــــــة ** في القرب ثبّت فيه ربــّه بصــــــرهْ

    أراهُ أشياء لا يقوى الحديــــــد لهـا ** وفي مجادلــة الكفـــار قـــد نصــرهْ

    في الحشـر يوم امتحان الخلق يُقبل في ** صفٍّ من الرسل كلٌّ تابـــعٌ أثــــرهْ

    كفٌّ يسبّــــح لله الطعــــــــــام بهــا ** فاقبلْ إذا جاءك الحق الذي نشـرهْ

    قد أبصرت عنده الدنيا تغابنهـــــــا ** نالت طــلاقا ولم يعرف لها نظـرهْ

    تحريمـه الحبّ للدنيـــا ورغبتـُــــه ** عن زهرة الملك حقا عندما خبـرهْ

    في نـــونَ قد حقـّت الأمداح فيه بما ** أثنى به الله إذ أبدى لنا سِيـــــــرَهْ

    بجــــاهه سأل نــوح في سفينتـــــه ** حسن النجاة وموج البحر قد غمرَهْ

    وقالت الجن جــاء الحق فاتبِعـــوا ** مزمّـــلا تابعــا للحق لــن يــــذرَهْ

    مدثـّــــرا شافعا يوم القيامة هــــل ** أتى نبيٌّ له هــذا العـُــلا ذخــــــرَهْ

    في المرسلات من الكتب انجلى نبأ ** عن بعثــه سائر الأحبــار قد سطرَهْ

    ألطافه النازعات الضيم حسبك في ** يوم به عبس العاصي لمن ذعـــرَهْ

    إذ كورت الشمس ذاك اليوم وانفطرت ** سماؤه ودّعت ويلٌ بــه الفجـــــــرَهْ

    وللسماء انشقاق والبــــروج خلت ** من طارق الشهب والأفلاك منتثـرَهْ

    فسبح اسم الذي في الخلق شفعــه ** وهل أتاك حديث الحــوض إذ نهّرَهْ

    كالفجر في البلد المحروس عزتــه ** والشمس من نوره الوضاح مختصرَهْ

    والليل مثل الضحى إذ لاح فيه ألــمْ ** نشرح لك القول من أخباره العطرَهْ

    ولو دعا التين والزيتون لابتـــدروا ** إليه في الخير فاقــرأ تستبن خــبرَهْ

    في ليلة القدر كم قد حاز من شرف ** في الفخر لم يكن الانســان قد قدرَهْ

    كم زلزلت بالجياد العاديات لـــــــه ** أرض بقارعة التخــــويف منتشـرَهْ

    له تكاثــر آيـــــات قد اشتهــــــرت ** في كل عصر فويل للذي كفـــــــــرَهْ

    ألم تر الشمس تصديقا له حبست ** على قريش وجاء الدّوح إذ أمــــرَهْ

    أرايت أن إلــه العرش كرمــــــــــه ** بكوثــر مرســل في حوضــه نهــرَهْ

    والكافرون إذا جاء الورى طردوا ** عن حوضه فلقــد تبّت يــد الكفـــرَهْ

    إخلاص أمداحه شغلي فكم فلِــــق ** للصبح أسمعت فيه الناس مفتخــرَهْ
                  

04-20-2008, 10:15 PM

فيصل محمد خليل
<aفيصل محمد خليل
تاريخ التسجيل: 12-15-2005
مجموع المشاركات: 26041

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: Mohamed fageer)

                  

04-21-2008, 12:38 PM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: Mohamed fageer)

    فيصل أنّنقا
    سكرفي
    منقيوا منقا إيقوا
    تانيقون منجا كدا كجكوقا
                  

04-21-2008, 01:24 PM

الفاضل يسن عثمان
<aالفاضل يسن عثمان
تاريخ التسجيل: 04-17-2008
مجموع المشاركات: 3279

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: Mohamed fageer)

    التحيه لبدين و ابناءؤها الاوفياء

    متابع بلذة ما تسطرون عن بدين و شخوصها في الامكنه و الاعلام و غيري كثيريين

    انا الفاضل يسن عثمان حسين حفيد عثمان حسين فاكهه جزيره سمت و مليحها و شقيق فضل المولي حسين
    من جهه الام خيلاني دكتور عثمان حامد بينوزلندا و الباشمهندس الياس حامد و اسماعيل حامد و فاروق حامد اليهم هناك معروف و بر كثير

    واصلواتوثيقكم عن الجزيره مثلنا يحتاج لمعرفه المزيد عن بدين و نتواصل
                  

04-22-2008, 04:04 AM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: Mohamed fageer)

    الأخ الفاضل الفاضل يسين عثمان
    أهلاً بك
    والحقيقة أن الكثيرين من سكان بدين من أصول سمدية
    واجدادنا من هناك
    شكرا سيدي
                  

04-22-2008, 11:56 PM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
rd (Re: Mohamed fageer)

    ...
                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de