أحلامٌ على قارعةِ الخِرِّيج

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 09:50 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة شاذلى جعفر شقَّاق(shazaly gafar)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-11-2009, 07:27 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أحلامٌ على قارعةِ الخِرِّيج

    أحلامٌ على قارعةِ الخِرِّيج *



    فى كُلُّ محطَّةٍ من محطات العمر تترجَّلُ عن متنه أحلامٌ وتركب أُخرى ..ينتقل بعضها من مقعدٍ إلى آخر بحثاً عن

    وضعٍ أفضل للانتظار ، ويتقدَّم بعضها صوب الباب لدنوِّ محطتَّه بينما يتقهقر البعض من مقاعد (النُّص ) المزعجة

    ليتقرفص فى المقاعد الخلفية ؛ وهذا يعنى عزمَه على مواصلة المسير -وإن طال السفر- إلى المحطة الأخيرة بل

    ربما استزاد مطيَّته خطىً كُتبَ عليه أن لا يخطوها ! هيهات ..هيهات .

    كثيرةٌ هى الدروب التى تتقاطع أمام الأحلام ، والجسور والأنفاق والمواقف المكتظَّة باللاهثين (قديمها

    وجديدها ) التى تمرُ بها ، والمراحل التى تعبرها من لثغة صباك الجميلة مروراً بتسريح البراءة وعصافيرها

    من مرابط الطفولة إلى مراعى صياحها الخشن أو الناعم !وحتى تخرُّجها فى إحدى جامعاتها التى لا تُحصى ولا

    تُعَد !!

    (1)

    خطوةٌ (برلومة)تعثَّرت ثم أصلحت من مشيتها ثم تاهت وسط الضجيج ، ضحكت عليها (البنشات)و قهقهت الأرائك

    الحديدية والخشبية ، تلاقحت الأكُفُّ (ظريفها ولطيفها)، لاكتها ألسُنُ الدُّعابةِ حيناً من الدهر عابرةً من شطِّ

    التعارف إلى شطِّ التآلف ، الغوص المتبادَل فى الأعماق ، الإحلال والإبدال المعرفى ، والاستماتة من أجل الفكرة

    وقضايا البلد والأمَّة ،كُلٌ ينضحُ بما فيه من شتَّى بقاع الحب ومن أقصى أركان الأمل ، وفوق كُلِّ ذلك التسلُّل من

    جحور المكتبات إلى الإصغاءِ النبيه على المدرَّجات الأكاديمية ، الصبر والمثابرة وتطلُّعات الأهل لموسم الحصاد

    لزرعٍ طالما سقوه عرقَهم وكفاحهم وإيثارهم ، خصموا – رُغم قِصَر أياديهم – من متطلَّبات حياتهم الأبجدية

    ليتتبَّعوا ذلك الحلم خطوةً بخطوة .

    وتلوح ذكرى تلك الخطوة (البرلومة) التى تعثَّرت فيضحك رفقاء الدرب وكان الضحك – وقتها – خالياً من كل

    شوائب ما سيحدث من همٍّ وغمٍّ وغصَّةٍ وألمٍ وطولِ انتظار ، كان الضحك خالصاً لأجل الضحك ! القلبُ خالٍ الخطوةُ

    عذراء والدربُ أخضر والحياةُ خصبةٌ والأحلامُ عريضةٌ وسامقةٌ بحجم الدنيا .

    (2)

    (تُرمسة) خُلع عنها قميصُها على عجل ثمَّ زُجَّت فى فمٍ ضاحكٍ حتى نواجذه : كُلْ يا عزيزى فإنَّ الترمس جبَّار

    الكسور والرضوض ؛ (وانا عارفاك انت مكسَّر فينى ضُلعة ضُلعة)

    ترمسة أُخرى وقفشةٌ أُخرى وقفزةٌ مجنونةٌ تجاه الشِّباك الصغير ، الآن سندعم صندوق دعم الطلاَّب من خلال دعم رسوم

    (حُلم) الانتماء إليه السنوية (المسألة مسألة مرازقة : قرقور كبير .. يا عشَّى البيت يا قطع الخيت )ولكنَّه –

    حتماً – سيزدرد الطعم ثم يقطع الخيت ثم لا تنال منه مسكناً طلابياً ولا حفنة دراهم ولا هم يحزنون ! ..وهل

    أنت من أهلِ الحظوة ؟! أم أنَّك مغشوشٌ ونافع يُلوَّح له بالعشم كأنْ تُفرَد له حلمةُ الثدىِ بين الوسطى والسبَّابة

    ثم لا يلبث أن يلتقمها حتى تستحيل إلى إصبع بلاستيك!

    (تُرمسة) أُخرى والأمرُ لم يعُد مُسلِّياً ، العمرُ يمضى والسنين ، تعتزل القمصان سرياليَّتها والضحكةُ طولها

    وحجمها ومنبعها ؛ إذ لم يعُد الضحكُ لأجلِ الضحك ..ونحن فى مفترق الطريق وهاجسُ البحثِ عن العمل يعتمر شارته

    الحمراء فى وجهِ السَّعْىِّ الحثيث!

    (3)

    جولةٌ خاسرةٌ مثل كلِّ السالفات .. عرَقٌ وجوعٌ وظمأ وبنطلون الجينز الذى قُدَّ من دُبُر إثرَ الجلوس الطويل أمام

    مكتب العمل أو قُل مكتب الباحثين عن عنقاءَ العملِ وغولِ الوظيفةِ وخِلِّ الماهية الوفى، العاطلين عن الأمل !

    المُحمَّلين بابتسامات موظَّفى الاستقبال الباهتة وهزّ رؤوسهم يُمنةً ويُسرة وإعراضهم عن السعىِّ الشريف كما

    التكفُّفِ والسؤال ، العائدون – يوميَّاً – من القطاعَين (عامٍ وخاص) بخُفَّىْ حُنيَن !..مُغلَّفاتٌ وظروف تآكلت أطرافها

    ، وشهادات معفَّراتٍ بالأسمنت ، مضمَّخاتٍ بالزيت والخيبة ، ملَلَن الجلوسَ عليهنَّ وإرجاعهنَّ بين الخيبةِ والأخرى

    إلى فناء الجامعة بعد خروجهنَّ منه قبل عدَّة سنوات ؛ تُرى ، ماهو الطائلُ من وراءِ ذلك ؟ بغيةَ التشاكى

    والتآنس والتضاحك من شرِّ البلايا ؟ أم البحث عن برالمة لم يتذوَّقوا طعم الصيرورة أو لذعة المآل أو

    (ماسورة) العطالة ؟ أم (ضرب الهم بالفرح ) أم ماذا ؟ فأنت إذا سألتَ أحدَهم ، فى أىِّ مُستوى تدرس ؟ أجابك

    على الفورِ :سابعة (حوش) أى أنَّه يتسكَّع ثلاث سنوات بالتمام والكمال – عقب تخرُّجه – داخل فناء الجامعة !

    أىُّ سخفٍ هذا والعمرُ يمضى والليالى ، زحف الصَّلْعُ الصحراوى أوالشيبُ اللامبالى ، والأكُفُّ داخل الجيوب والخُطى

    حبيسةُ النَّعال ، الأصوات حبيسةُ الحناجر والظهورُ مرتكزةٌ على جُدٌرٍ مائلة !

    أىُّ زرقاء يمامة هذه التى تُعمِّشُ عينيها ثم تدرأُ أشعةَ الشمسِ بكفِّها ثم لا ترى سوى إهدارٍ لكرامةِ الطاقة

    الشبابية وقصِّ أجنحةِ الحماس ، انتزاعِ الثقة بالنَّفْس ، انبعاج الإحساس بالمسئولية ،ترهُّلِ الضمير الوطنى

    بلعنة العطالة والبطالة والفاقة ، هذا فضلاً عن الاستلابِ والانسلاب الثقافى (طاعون عصرنا هذا ) ، الاهتراء

    النفسى ، التصدُّع الاجتماعى والتحلُّل الأخلاقى !

    (4)

    سقطت ورقةٌ ورقتان يابستان من شجرة (اللَّبَخ ) العتيقة ..تأمَّلتهما الحيرةُ جيِّداً ، ترى، هل أصابتهما لعنةُ

    الجذعِ المتين؟ أم سخط الفروع اليانعة ؟ أم أنَّهما آثرتا السقوط اليابس على البقاء الأخضر فى الأعالى ؟..

    رفرفت نتفةٌ من صحيفة تحملها الرياح ؛ قرأها اليأس : أتبحثُ عن وظيفة؟ ..لا .. أتبحثُ عن مصدرِ عيشٍ ، أىَّ

    مصدر عيش ؟ ..لا لا .. بل أبحثُ - أوَّلاً – عن وجيع ! ..نعم إنِّى أبحثُ عن وجيع !!


    * نُشر بالمستقلة : 8/5/2009م
                  

العنوان الكاتب Date
أحلامٌ على قارعةِ الخِرِّيج shazaly gafar05-11-09, 07:27 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de