|
Re: الان في القرين فلديج يتمايل شرزمة منى اركوي طربا بينما يتضور اهلهم جوعا في المخيمات البائس (Re: محمد الامين محمد)
|
الأخ العزيز أبو القاسم والإخوة المتداخلون
تحياتى الطيبة
يحاول الكثيرون من أبناء دارفور حصر حركة تحرير السودان فى زاوية إنها حركة مطلبية إقليمية خاصة بأقليم وأبناء دارفور وبتحقيق مطالبهم فقط لا غير , وما تطرحه هذه الحركة من فكر فى إصداراتها وندواتها, وما هو معروف وعن أجندتها, كله يثبت أن حركة تحرير السودان حركة علمانية قومية مهمومة بكل الشأن السودانى . وهنا , يمكن القول أن طرح حركة تحرير السودان لا يختلف كثيرا عن طرح الحركة الشعبية لتحرير السودان ورؤيتها لخلق سودان جديد .
لسبب أو لآخر , وهذه خسارة كبيرة , إنفصل الأخ عبد الواحد عن هذه الحركة العملاقة وهو منشئها , ومع بعده عنها , لم يتغير فكره أو طرحه عن ضرورق التغيير وخلق السودان الجديد , ولكنه فضل الوقوف موقف المعارض من إتفاقية أبوجا , وربما كان السبب الوحيد لموقفه هذا هو الموقف الذى أتخذته منه قيادات الحركة فى مسألة عزله وتنصيب الأخ مناوى رئيسا للحركة فى مؤتمرها الأخير .
وهناك الكثير من الحقائق الهامة التى يتعمد الناس تجاهلها تماما فى طرحهم لحسابات الربح والخسارة فى نتيجة إتفاقية للسلام مثل إتفاقية أبوجا , فالحرب فى دارفور شأنها شأن اى حرب فى اى مكان آخر فى العالم , طال الزمان أم قصر , لا بد لها فى النهاية من أن تنتهى بحل سياسى . وشأنها شأن أى محادثات أخرى , لا بد لها من وسيط ومجموعات ضقط وترغيب لتتحقق , وفى محادثات أبوجا بين الحكومة والحركات المسلحة فى دارفور , كان المجتمع الدولى كله حاضرا , وكان كله مهتما ومصرا على إيقاف الحرب فى دارفور ورفع المعاناة عن أهلها . وتحت هذا الضقط الدولى , لم يكن للمتحاورين فى محادثات أبوجا من خيار أو مناص سوى التوقيع على إتفاقية السلام , والتى لم تجد فقط التأييد والدعم الكامل من كل المجتمع الدولى , بل أعتبر , ولا يزال , كل من يحاول تغويضها أو مناهضتها خارجا عن الإجماع الدولى المساند بقوة لهذه الإتفاقية .
ومع إن إتفاقية أبوجا لم تحقق كل المطالب العادلة والمشروعة لأهل دارفور , على الرغم من جبل التضحيات الذى بُذل , ولكنها , وكما يقول الأخ محمد سليمان , تمثل فقط الخطوة الأولى فى رحلة الألف ميل . والآن , وأبناء دارفور قد عرفوا تماما أهمية التنظيم والتنسيق فى أركان اللعبة السياسية , فالتحدى الذى أمامهم وأمام كل قوى السودان الجديد هو تكوين جبهة قوية وواسعة من كل القوى الحريصة على التغيير , فهذه الجبهة هى الوحيدة القادرة على الصمود السياسى الذى يستطيع هزيمة قوى السودان القديم وخلق التغيير الذى يعيد الحقوق لأهلها ويحفظ وحدة السودان .
لكم الشكر
|
|
|
|
|
|