الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري (الجزء الثاني)

Quote: الكوميدي د . فيصل أحمد سعد « كبسور ». من المسرحيين الذين لمعت أسماؤهم في سماء المسرح القومي ومن مؤسسي فرقة الأصدقاء المسرحية الشهيرة وامتدت علاقته بالإذاعة والتلفزيون، ومن القلائل الذين يُجيدون فن التمثيل الكوميدي، حتى صار علماً بين زملائه، فشهدت له خشبة المسرح بالعديد من الروائع وما تزال إسهاماته تعطّر سماوات (الحيشان الثلاثة)... وحصل على درجة الدكتوراه في مجاله فصنع لنفسه اسماً من ذهب، وقدم عدداً من البرامج التلفزيونية.. ضيفنا في (رمضان في حياتنا) هو المسرحي د. فيصل أحمد سعد، الشهير بـ(كبسور) ولنقرأ كيف يقضي رمضان.. نتابع الحوار. صمتُ أول رمضان وأنا في سنة خامسة * أول يوم صمته في رمضان؟ صمتُ أول يوم في رمضان وأنا في خامسة ابتدائي، وكان عمري 11 عاماً وهذا هو أول يوم أصمه كاملاً وأتذكره تماماً، وقبله كُنُّا نصوم نصف يوم ونفطر عند الساعة (12).. وكان بالنسبة لي يوماً صعباً وهذا اليوم سبقته تدريبات وتحمّلته وصبرت عليه، ومنذ ذلك اليوم لم أترك الصيام إلى اليوم. انتظرت العصفورة حتى شربت ثم شربتُ بعدها من الماسورة * ماذا يعني لك الصوم؟ الصوم هو عبادة روحية مهمة للإنسان، وشهر عظيم جداً لزيادة الرصيد الديني، وخلال هذا الشهر عليك زيادة رصيدك من العبادة بالتلاوة وعمل الخير والتواصل الروحي، ومواصلة الآخرين ومراحمتهم والتقرّب إلى المولى عز وجل، وعليك انجاز أشياء كثيرة في شهر رمضان، ويكفي يومياً مواصلتي لحلقات التلاوة من صلاة العصر حتى آذان المغرب بالإضافة إلى صلاة التراويح، وهذا هو إنجاز روحي كبير خلال رمضان المعظم.. * هل لديك طقوس معينة في شهر رمضان؟ بالعكس في هذا الشهر إيقاعي يزيد، حيث أذهب للعمل في الوقت المعتاد دون تأخير ونؤدي عملنا على أكمل وجه بلا نوم وبلا (ركلسة) إذا كان العمل الرسمي أو العمل الخاص فكله قائم على أتم وجه وفي وقته، و(النفس) الوحيد هو التلاوة عند العصر، وغير ذلك ليس لدي أعمال أعملها.. * ما هي الأكلات والمشروبات المفضلة في رمضان؟ أحب كل المأكولات الشعبية السودانية والمشروبات من تقليات وعصائر وحلو مر وهو مشروب جميل.. * كيف تقضي ليالي رمضان؟ ليالي رمضان بعد صلاة التراويح دائماً نعملُ في واحدة من الفضائيات أو الإذاعات، ولم يمر عليّ رمضان وأنا بدون عمل فني بعد صلاة التراويح. * ما هي الشخصيات التي تتذكرها في رمضان؟ في الأبيض مسقط رأسي هناك مسحراتي صاحب إيقاع جميل أتذكره دائماَ في رمضان، وهو صاحب أداء وصوت مميّز، وهذا الرجل اذكره كلما جاء رمضان وحتى اللحظة بنغمه الجميل الفرايحي وصوته العذب. والشخصيات الأخرى هي الوالدة العزيزة الله يرحمها لأنها توفيت في رمضان وكانت تقوم على أمورنا وتُعدُّ لنا الإفطار والسحور وتجهّز لنا أشياء مميّزة مع الفطور خاصة مديدة التبلدي والقضيم.. ولها طقس معين في السحور حيث تصحينا من نومنا للسحور وأنا أتذكرها دائماً في رمضان. * هل صمت رمضان خارج البلاد؟ صمت في اليمن وفي مصر، ورمضان خارج السودان تحس فيه بغربة شديدة فالناس ليسوا الناس والأشياء غير الأشياء، أما في القاهرة فرمضان مميّز لأن المصريين لهم طقوس جميلة في هذا الشهر، ومصر هي الأقرب للسودان من حيث العادات.. * هل العلاقات الاجتماعية متوفّرة خلال رمضان؟ نعم وهذا هو الشهر الوحيد الذي نفطر فيه خارج المنزل سواء خارج المنزل أو مع الجيران أو الأصدقاء، وأكبر نعمة خروج الناس للإفطار خارج المنزل. وخلال هذا الشهر نلتقي في الشارع العام ونعرف أحوال بعضنا و(كفاية) يومياً نكون في لقاء مباشر نتفاكر فيه حول الحي وهذه نعمة كبيرة بلا شك. * موقف صعب مر بك في رمضان وآخر طريف؟ أذكر وأنا في طريقي من مصر بالباخرة من حلفا ووصلنا عطشانين شديد ولم نجد أي شيء للفطور والناس هربوا للفنادق والكافتيريات وأنا بالقرب من ماسورة ننتظر الآذان واذكر هناك (طيرة) في الماسورة انتظرتها حتى شربت فلم أكن اعرف هي صائمة أم (تعبانة). أما الطريف وأنا في الأبيض في سنة خامسة والوالدة كانت (بتعمل لينا) السحور ووضعت (كورة) النشا في التربيزة وفي ذلك اليوم لم توقظنا وأنا كنت حريصا عليه فصحوت فجأة والدنيا (ضلام) وكنت عطشان فتحت الكورة وشربت ولما رأيت الضوء بالشباك تأثرت وقضيت اليوم.. * العمل الإداري أبعدك عن الفن؟ بالعكس أنا الآن لدي 4 حلقات جديدة في تلفزيون السودان وهي سلسلة (متاعب) ولقاء كل خميس وفي إذاعة السلام أقدم برنامجاً تفاعلياً شبيهاً بأدوار الدراما كل يوم خميس الساعة 12 ليلاً، ولديّ برنامجاً آخراً في إذاعة ساهرون. وفي تلفزيون السودان أقدم فقرة (أبو مروة) يوم السبت ولقاء الأحد في تلفزيون السودان وكل يوم 5 دقائق في كبسولة.. سجلناها لقناة الشروق. * ما رأيك في الفرق الدرامية ؟ هذه الفرق الدرامية الجديدة تقدّم منوعات فكاهية وقد لاقت نجاحاً كبيراً من قبل الجمهور، وأحبها الجمهور وفيها ناس فنانون استطاعوا أن يخلدوا في وجدان الناس كمحمد موسى ومحمد صديق وطارق الأمين وأتمنى أن يكونوا دائماً في تجديد وأن يقدموا أشكالاً متفردة في هذا المجال.. أما لجوؤهم للإعلان فالمال عصب الحياة. * أين يذهب خريجو الدراما؟ من أكثر الخريجين الذين وجدوا فرصة عمل، والآن الخريجون كلهم يعملون في تخصصاتهم المختلفة منتشرين في كل الأجهزة الإذاعية أو التلفزيون أو النقد، وإن لم يعملوا في الحكومة يعملون في منظمات أخرى مع النازحين حيث شاركوا معهم في تقديم ونشر ثقافة السلام. غير الخريجين العاملين الآن هم كلهم خريجو كلية الدراما.. كما أن وزارة التربية والتعليم تستخدم عدداً كبيراً منهم. * غياب المسرح وغياب آليات الدراما؟ الدراما تعاني معاناة شديدة جداً، في السودان التلفزيون تلفزيون حكومة لا يمكن أن يستوعب كل المتخصصين لذلك يجب أن تقوم أجهزة جديدة خاصة بالدراما، من آليات فنية للدراما وللأسف الإنتاج الخاص يخشى من الدخول في الإنتاج الدرامي والاستثمار فيه