شخصيات من الشعبية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 01:32 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
منبر الشعبية
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-24-2011, 10:59 AM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شخصيات من الشعبية (Re: Emad Ahmed)

    أبو آمنة حامد: خصوصية في الإبداع والحياة!!

    بقلم صلاح شعيب


    "..نحن البجا نستقبل الشمس بجباهنا الشماء, أما أنتم "الغرابة" فتتلقفونها باردة وعذابية" هذه ضمن عبارات ساخرة حواها حواري الاول معه والذي نشر عبر "الخرطوم" القاهرية في النصف الاول من التسعينات, حيث أذكر آنذاك إنني وجدت نفسي في عصريات يوما ما أطرق باب منزله المتواضع ببحري الشعبية, وما ثوان ٍ ألا وفتح الباب فإستقبلني هاشا باشا.."..تفضل..تفضل في هذا الهباب, فأنا لست ملكا أو أميرا للمؤمنين" هكذا قالها لي ثم إستلقي علي كرسي قبالتي, واضعا يديه وسادة لرأسه وأرجله مرفوعتان فوق "العنقريب"...قبل أن أعدل من جلوسي أزحت ما علي الهباب من حزمة كتب ومجلات قديمة متناثرة في أرجاء العنقريب وبعض منها تحف أرضه..منظر وضعية تلك الكتب يذكرني الآن بما قاله ــ إن لم تخني الذاكرة ــ الزميل فيصل محمد صالح مرة عن الفراش الذي يرقد فيه الاستاذ السر أحمد قدور, حيث ينام مع كتبه المتناثرة في فراشه ويصحي معها..! هكذا بدا لي الراحل أبو آمنة حامد في لقائي الاول به والذي حرضني عليه شائعة قوية سرت وقتها إنه قد أصبح في ذمة الله, حيث أن التلفزيون كان قد أذاع الخبر وأن الاستاذ موسي يعقوب قد رثاه, وأي رثاء..؟..إنه كان يتضمن اجمل العبارات في صحيفة "الانقاذ الوطني" ولم تخلو مأثرة أستاذنا من لوم تجاه الدولة التي لم تهتم بالمبدعين, ولكن..؟
    لكن الذي إتضح فيما بعد أن المواطن والعبد الفقير لله أبو آمنة حامد ما يزال حيا يرزق, وإنه هو نفسه تفاجأ كما الكثيرين بخبر موته, وما لبث أن سعي في صبح اليوم التالي في حواري وازقة بحري لمعرفة إنطباع الناس الذين تفاجئوا بتسكعه في شوارع الشعبية وهو الذي يفترض أن يكون قد وري الثري..وأن منكرا ً ونكيرا ً قد فرغا من مهمتهما.!!
    عالجته بالسؤال: ما هو إنطباع الناس حينما رأوك بكامل قواك الجسدية والعقلية..؟
    " ..لقد ظنوا إني بعاتيا في بادئ الامر..وبدأوا يثرثرون :أمك..داك ما ابو آمنة حامد..تاني قام ولا شنو ..؟..ياخي الانقاذ دي حتكتلنا كلنا وتمشي في جنازتنا..الناس دي جنت ولا شنو ..الله أكبر عليهم.." كذلك كان يخلط أبو آمنة العربية الفصيحة بالدارجية الساخرة, ولا يلتفت إلي أية مرجعيات خوف حينما يتعلق الامر بالتعبير, لقد كان يعيش حياته بتلقائية, لا يصطنع السلوك والعبارات, ضحكته المجلجلة التي سيفتقدها الناس الآن لم تكن لتفارقه حين يسخر من نفسه وزوجه والناس كل الناس..!
    هو أبو آمنة حامد الذي لا بد ان تتقبله بكلياته, ببوهيميته...سخريته, هلالابيته, ناصريته, بجاويته, دبلوماسيته, صحافيته, شاعريته, وكونه ضابط بوليس حيث كان يعرف نفسه, بإختصار أبوآمنة في إطار حياته التي تجاذبتها أقاليم سياسية وفكرية ومنابر إجتماعية متعددة شكلت خصوصيته كمبدع وكأنسان إكتسب أسمه دلالات عميقة.
    إن هو ذاك البوهيمي الذي يستحق رواية بحالها ــ تبدأ من وصف الاقدار التي ساقته لأن يتربي في منزل الاميرلاي عبدالله خليل بك, فهو أيضا ذلك الشاعر الذي أحب من بلده ولم ينساه, رغما عن نسيانه لمحبوبه الذي ضيعه..إن هو أيضا ذلك الدبلوماسي في ملحقية القاهرة التي قضي فيها جل وقته في مقاهيها ومجالس أنسها, فهو أيضا الناصري الذي هام بالناصرية ولم يكن ليخشي أن يؤكدها علي الملأ عبر ذلك الديوان, هذا برغم الخيبات العروبية التي جلبتها الفترة الناصرية التي أعيدت لها الثقة في إستقبال الزعيم الخرافي في الخرطوم وإعلان اللاءات الثلاثة التي أعادت الروح للعرب العاربة والمستعربة
    إن هو ذلك الهلالابي الذي صاغ أجمل الكلمات دفاعا عن أمة الهلال بما فيهم من عبدالله رابح وزروق وعبدالخير صالح وسليمان فارس" السد العالي" ومنزول وجكسا والرشيد والنقر فهو أيضا الرياضي الذي كان يعشق اللعبة الحلوة وتتعاظم صداقاته مع رؤساء وأعضاء وأقطاب ومشجعي الاندية الاخري ..إن هو ضابط البوليس الذي أعطي التعليمات كما قال لي لتفريق مظاهرة ما فما لبث أن وجد نفسه وسط الطالبات الجميلات يهتف مع الهاتفين باليونيفورم: تسقط ..تسقط حكومة ال...فكان مصيره الاعفاء, فهو ايضا الصحافي الذي مارس الصحافة بعض الوقت فما حبسته الصحافة في ربواتها ومطابخها ودهاليزها..إن هو ذلك البجاوي الذي لم يهمش نفسه في أقاصي أركويت وكسلا, وهو أيضا البجاوي الذي ربما شعر بشاعرية أبن منطقته محمود ابوبكر فتقفي أثرها, فهو أيضا ذلك الظريف الذي لا تقل ظرافته عن الهادي نصر الدين " ال....." أو مصطبجية دار الرياضة أم درمان الذين ينثرون عبيرالضحك في وجوههم بعضهم البعض..
    نعم إن تلك الخصوصية التي عرف بها أبو آمنة لهي من "نادرات" الشخصية السودانية..خصوصية ركبتها الهويات المتصادمة فهدهدها في داخله وأخرجها في كتيب سيرته الذاتية كمبدع من جيل الستينات, هذا الجيل الذي ما زال منافسا بعطائه القوي في جيناته الحميمة بالارض , وربما لهذا يكمن سر حب الناس لابداعاته الغنائية والشعرية والمسرحية والفنية والرياضية.. عليه إن الابداعية الشعرية للراحل ابو آمنة جاءت من ذلك الزمن وتصالحت معه فكان لا بد ان يحمل الاثير صوته الشاعري المتفرد عبر صوت وردي الذي غني له " بنحب من بلدنا " و"قالوا بنحبه" وهاتان الاغنيتان عززت تجربة وردي الغنائية ووضعت ابو آمنة في مصاف المجيدين من كتاب الاغنية آنذاك لا يقل شأنا عن الحلنقي أو باذرعة أو اسماعيل حسن رغم قلة إنتاجه, ومع الجابر ي كانت له "ما نسيناك" هذه الاغنية التي ما يزال ناشئة الغناء يتوكأون عليها في المشوار الغنائي العصي, ثم كان التعاون مع صديقه الفنان صلاح بين البادية من خلال "وشوشني العبير" و" شعرها الذهب " وهل ننسي الكابلي الذي غني له "ما بصدق". وأخيرا وليس آخرا الاستاذ محمد الامين الذي غني له "هش الزهر".
    هذه النماذج من الاشعار تضيئ لنا جانبا مهما عن طبيعة العلاقات العاطفية التي "إنشبك" فيها شاعرنا الراحل وألهمته دررا من المفردات الشفيفة والغنية بمضامينها وبمواقف الشاعر تجاه المحبوبة.

    نعم إن تلك الخصوصية التي عرف بها أبو آمنة لهي من "نادرات" الشخصية السودانية..خصوصية ركبتها الهويات المتصادمة فهدهدها في داخله وأخرجها في كتيب سيرته الذاتية كمبدع من جيل الستينات, هذا الجيل الذي ما زال منافسا بعطائه القوي في جيناته الحميمة بالارض , وربما لهذا يكمن سر حب الناس لابداعاته الغنائية والشعرية والمسرحية والفنية والرياضية.. عليه إن الابداعية الشعرية للراحل ابو آمنة جاءت من ذلك الزمن وتصالحت معه فكان لا بد ان يحمل الاثير صوته الشاعري المتفرد عبر صوت وردي الذي غني له " بنحب من بلدنا " و"قالوا بنحبه" وهاتان الاغنيتان عززت تجربة وردي الغنائية ووضعت ابو آمنة في مصاف المجيدين من كتاب الاغنية آنذاك لا يقل شأنا عن الحلنقي أو باذرعة أو اسماعيل حسن رغم قلة إنتاجه, ومع الجابر ي كانت له "ما نسيناك" هذه الاغنية التي ما يزال ناشئة الغناء يتوكأون عليها في المشوار الغنائي العصي, ثم كان التعاون مع صديقه الفنان صلاح بين البادية من خلال "وشوشني العبير" و" شعرها الذهب " وهل ننسي الكابلي الذي غني له "ما بصدق". وأخيرا وليس آخرا الاستاذ محمد الامين الذي غني له "هش الزهر".
    هذه النماذج من الاشعار تضيئ لنا جانبا مهما عن طبيعة العلاقات العاطفية التي "إنشبك" فيها شاعرنا الراحل وألهمته دررا من المفردات الشفيفة والغنية بمضامينها وبمواقف الشاعر تجاه المحبوبة.
    وفي إطار الاشارة إلي صاحب " أيام لها إيقاع " تناهي إلي مسامعي أن ذلك البرنامج عمق العلاقة بين الاستاذ حسين خوجلي والراحل وكثيرا ما قابلت الاخير في السوق العربي راجلا أو منتظرا في موقف مواصلات بحري وقد عاد محملا ببعض النقود من مكتب صحيفة ألوان التي كان يكتب لها وسمعت, والعهدة علي الراوي, أيضا إنه كان يجلس الساعات الطوال ليكتب ثلاثين عمودا ليقبض بعدها المكافأة, ولو صح ذلك أو لم... فإن الاوضاع المادية الحرجة التي لاقت رمزا ثقافيا مثل أبو آمنة تضعنا أمام إستنتاجات عن الكيفية التي بها كان يعتاش في سنين عمره, فما أعرفه إنه لم يكن صحافيا ملتزما خلال صحيفة ما حتي يساعده هذا الالتزام في سد حاجته وأسرته المادية.
    المحتم أن المعجزات ــ والتي قال الراحل أن زمنها ولي وأن الخليفة ما عاد يمنح الدنانيرــ لم تساعده في العثور علي الدعم المالي المطلوب للوفاء بمتطلبات الحياة, ولكن المتوقع إن الكثير من أصدقائه الذين كان يزاوهم بين الفينة والاخري إنما يبدون وكأنهم هم الذين يعينونه كلما إدلهمت أمامه الظروف.
    إنها لمأساة حياتية كبيرة حقا لا نعرف وقتها والآن كيف كان أبو آمنة حامد يتفنن في تجاوزها ولا ندري كيف كان تأثيرها في أن يكون مقلا في إبداعه, ولا ندري كيف أن مبدعا مثله كان يحتمل هذه الحياة وقد يكون الاستنتاج إننا نري في سخريته اللاذعة وضحكاته المجلجلة تلك تفريغا لشحنات من العسر وللاسف كنا نستمتع بشخصه وبإبداعيته وبالكيفية التي بها يسخر دون أن نلم بتفاصيل حاجته الملحة في الاجابة الصعبة علي أسئلة الحياة اليومية.
    الشاهد أن الحياة البسيطة التي مارسها الراحل , وكثير من المبدعين الراحلين قبله تضعنا في محكات التأمل حول دور مؤسساتنا الثقافية والفنية الرسمية , مضافا إليه المؤسسات الاعلامية والصحافية والفنية الخاصة في تجاهل أو غمط حقوق المبدعين, والسؤال الجوهري هو إلي متي نظل نستمتع بإنتاج هؤلاء المبدعين من دون التفاكر حول سبل إعانتهم ودعمهم في مشوار الحياة في سودان لم ينضج بعد لكف غائلة حاجة المبدع في التطلع المبسط لتحقيق الكرامة طوال سنين عطائه.
    والغريب إنه في الوقت الذي وجدنا فيه الراحل أبو آمنة وقد عاش حياته فقيرا دون أن يطرق بوابة الوزراء والسلاطين كان هناك الكثير من أنصاف و أرباع المبدعين يملأون الاثير الاعلامي بالضجيج ويتسابقون في إمتطاء العربات الفارهة والسكن في البيوت الفخمة, ولعمري أن أمة لا تقدر المفكر والفنان حري بها أن تظل متصدرة قوائم الفشل في التقدم.
    إن شخصا إستثنائيا مثل ابو آمنة لو كان مصريا مثلا لكفلت له تلك الكينونة أن يكون ليس أكثر إثراء للشعر العامي مثل الذي أتي به شاعر مصر أحمد فؤاد نجم

    والذي يشبهه في كثير من تفاصيل حياته وإبداعه, فالاثنان يعتبران من ذات الجيل ويعبران في شعرهما عن عامية قلقة بالتجديد ويعيشان بالشكل الذي لا يأبهان

    بما هما فيه, سواء كان شكل الحال أو الملبس أو قضاء ليل كيفما يسنح مزاج التعاطي مع عصارة الذبيب والبلح.
    أبو آمنة, إذ هو ينتمي لقومية البجا الأشداء علي أن يرنوا واحدهم إلي الشمس بهزء ٍ وهاماته مرفوعة "تنلسع" بحرارتها, كان نموذجا للانصهار القومي ولتجاوز

    القبائلية في الإنتماء السياسي والوجداني, ولم يكن يوما قد بدا جهويا في فكره أو شعره, إنما كان هو من ذلك الرهط الذي رضع من ثدي قومية عربية وحاول

    بصعوبة مزجها بسودانوية, والاحتمال الكبير في هذا التوجه العروبي لابو آمنة إنه تم تحت ضغط أجواء نهايات الخمسينات والستينات والتي تعتبر الفترة الذهبية

    لقبول الفكر القومي العربي كعنصر أساس للتحديات التي واجهت الاقطار العربية الخارجة من نير الاستعمار اللدود إلي براح الاستقلال الموعود, والحقيقة أن

    تسمية أبنه البكر بجمال عبدالناصر ربما تبرر كنوع من حالات التماهي مع هالة الزعامة التي تمثلت في الراحل جمال عبد الناصر كرمز للتحرر الوطني.
    وكثيرا ما يستغرب المرء من الكتابات التي صاحبت وفاته كونها أشارت إنه كان مستلباً ثقافياً وإنه لم يمتلك الفكر الثوري الجهوي الذي يدفع به "ظلامات الشرق" المسببة بواسطة السلطة المركزية, والمدعاة لذلك الاستغراب أن تعامل الراحل ابو آمنة حامد مع الفكر والفن كان تعاملا ليتجاوز التقوقع علي فكر القبيلة أو المناطقية, إنه تعامل قوميا بالقدر الذي لا يحصر فيه تأثيره وصيته وقبوله كمثقف قومي وكمبدع إنسان, إضافة إليه أن شاعرنا كان يدرك أن ليس للفكر الوطن المحدد الذي يظلله ومع ذلك ظل أبو آمنة فردا لم ينس من اية قومية هو قد أتي.. يعتز بإنتمائه لمجتمعه االبجاوي ويفاخر به من دون أن يوظف هذا التفاخر لرؤي جهوية أو منطلقات عنصرية,حاله في ذلك مثل حال معظم مبدعي السودان إلا أولئك الذين عادوا ليتقوقعوا جهويا.
    واحدة من النشاطات التي لازمت أبو آمنة كانت إرتباطه بنادي الهلال وربما يتذكر القراء نشاطه هنا بأنشطة كتاب وشعراء وأدباء إرتبطوا بالرياضة وزانت أمسياتها ولياليها بهم, ومن هؤلاء نذكر الاديب مؤمن الغالي شاعر المريخ محمد عبد القادر كرف الذي صاغ أجمل الكلمات حول المريخ, وهناك صالح بانقا " أبن البان" وهو الاديب الاريب الذي غشته صوفية متحدرة من مناخات يغمرها صدي نوبة العيلفون, وكان معروفا بدرره المريخية التي " يجادع " بها الكتاب الاهلة, فضلا عن ذلك كان علي المك مشاهدا في المقصور والمساطب الجانبية يمارس النوستالجيا نحو إبداعات قرعم وود الاشول وجادة الله وصديقه برعي أحمد البشير, وكان هناك ايضا القبطان حاج حسن عثمان وهو من أعظم كتاب المريخ الذين نافحوا بأقلامهم من أجله وكان يطلق صواريخه الادبية " أرض ــ جو" ولا يمكن نسيان الشاعر الدكتور عمر محمود خالد والاديب فتح الله إبراهيم صاحب "ماجدولين" وكذا محمد عثمان دلدوم وبدرالدين ابو رفاس وأميقو, وعلي الضفة الهلالية كانت هناك أدبيات أبو آمنة حامد المناكفة لقرنائه المريخاب, مدافعا عن الهلال الذي عشقه, ويتساند بزملائه الكتاب الأهلة أمثال دياب إدريس وكيشو وأحمد الطيب المحينة وكمال آفرو ومحمد الساري إبراهيم وعوض عشيب وود الهلال الذي برع في تلغرافاته المبدعة. .....
    والواقع أن كتابات أبو آمنة العاشقة للفانلة الزرقاء والهلال يزين أعلاها, وكذا كتابات أنداده بقيادة أبن البان وحاج حسن عثمان كانت تزاول ثقافة رياضية واعية وتسهم في تشويق لقاءات القمة بنثرها االجيد السبك, والجميل أن هذا الأدب من "المجادعات" الرياضية المحتوي علي قصائد ومقالات نارية كان متلقفاً بحيوية وكثير إرتياح من قبل قراء ومشجعي الناديين الكبيرين, والمعروف أن إسهامات ابو آمنة حامد وأنداده خلقت جسرا بين الثقافة والرياضة وعمقت الوصل بين جمهوريهما, ولعل الذين سيأتون من بعد للتوثيق لمسار الرمز أبو آمنة بحاجة إلي نفض الغبار عن الارشيف الصحفي الرياضي لإستخراج تلك المقالات الرائعة التي كتبها حول مناسبات وإنتصارات نادي الهلال وليعرفوا إلي اي مدي كان حبه له, والذي كما نظن يعود إلي بواكير حياته حين كان الهلال يضم أفذاذ اللاعبين المسطرين للمستطيل الاخضر بفنونه وتابلوهاتهم الرائعة.
    رحم الله الشاعر آبو آمنة حامد الذي عاش حياة خاصة في محافل الابداع وأرجاء الحياة, والعزاء لأ سرته ومحبيه علي إمتداد الوطن.
                  

03-24-2011, 11:01 AM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شخصيات من الشعبية (Re: Emad Ahmed)

    sudansudansudansudansudansudansudan112.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

03-24-2011, 11:02 AM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شخصيات من الشعبية (Re: Emad Ahmed)

    الأستاذ وجدي الكردي وأجمل ما كتب عن الراحل أبو آمنه:

    شاعر سال من عمره التعب

    أبو آمنة حامد : ليتنى كنت فى هيا ارعى الغنم ... بدل غنم ابليس فى الخرطوم .!



    في بيت مثل كهف تتدلى منه خيوط الفقر.. باض فيه حمام البؤس وافرخ، وجدته نصف مستلقٍ على سرير عالٍ حتى ان احدى قدميه تخلصت من فردة السفنجة لانها لا تكاد تلامس الارض..
    امامه صحن من (محلول الفول) كان يغمس فيه رقائق من (رغيف الصبر) لم اتبينه او انه انتهى من تناوله، او ربما لم يجده من الاصل فطفق الصحن يفغر فاهه الضيق ينظر لصاحبه الذي تلهى عنه بدخولي عليه..
    علي حامد علي ايلا آدم ، الشهير بأبي آمنة حامد، اول ما سألته ساعة نطق اسمه الرباعي هذا، ان كان
    على علاقة بالسيد محمد طاهر ايلا، والي البحر الاحمر.. اهتز ابو آمنة لوقع الاسم
    علي حامد علي ايلا آدم ، الشهير بأبي آمنة حامد، اول ما سألته ساعة نطق اسمه الرباعي هذا، ان كان
    على علاقة بالسيد محمد طاهر ايلا، والي البحر الاحمر.. اهتز ابو آمنة لوقع الاسم وقال:
    - بالله اسألو يمكن يكون ود عمي..!
    في العاشرة من عمره، بعثه جده محمد الامين ترك، ناظر عموم الهدندوة الى بيت عبدالله بك خليل ليتعلم ، فهبط بامدرمان ليتخذها مقراً ومتاعا الى حين..
    لاحقاً حصل على درجة البكالريوس في الاعلام من جامعة القاهرة التي عاد منها يتأبط دكتوراة غير مرئية في التعلق بالزعيم جمال عبدالناصر، الذي من فرط تعلقه به اطلق على مولوده الاول اسم: جمال عبدالناصر حسين أبو آمنة حامد..!
    وحين سأله الزعيم ناصر عن ذلك قال له ابو آمنة: لو كنت اعرف (ابو حسين) لالحقته ببقية الاسم..!
    شاعر وساخر فقير، وحين يجتمع الفقر والسخرية، كلاهما يعزى الآخر، لحظت حرصه على الاّ يذكر تاريخا بعينه، وكنت اعلم في قرارة نفسي ان ذاكرته الواهنة لا تقوى على ذلك لكنه برر زوغانه قائلاً:
    ــ شوف .. الشعراء والمؤدباتية زي حالتنا كدا ما بيذكروا تواريخ عشان ما تقدر تعرف عمر الواحد فيهم كم..!
    ابو آمنة يبدو ستينياً ضامراً عصرته اصابع الفقر الغليظة الذي ترك توقيعه بخط « شين» على وجهه، وفمه الواسع يبتسم ساخراً من فعلته.. اجاباته اقصر من قبلة مودع يكاد قطار بورتسودان ان يفوته.

    × ما لا نعرفه عن «ابو آمنة حامد»؟
    ــ كنت راعيا لغنم الحلة في هيا.. والان ارعى غنم ابليس في الخرطوم.. ولهذا لم اصلح ضابطاً في الشرطة ولا قنصلاً اعلامياً ولا انساناً يصلح للقرن الحادي والعشرين.

    × ماذا حملته من هيا ولم تفارقه حتى الآن؟!
    ــ كل شئ.. وينتابني الاحساس بالغربة في شوارع الخرطوم، واتمنى امتلاك مراح من الضأن ارعاه في استاد الخرطوم.

    × ماذا بقى لك من كلية الشرطة؟
    ــ تخرجت فيها برتبة ملازم، ومن دفعتي الفريق عثمان الشفيع وعباس ابو شامة.. ومدربي كان هو السر الباتيرا..

    × هل كان معك أبّارو؟
    يا راجل (ابّارو) شنو.. قول كمان معاي عثمان دقنة..!

    × لماذا لم تستمر في الشرطة؟
    ــ والله قدمت استقالتي .. ما نافعة معاي.

    × طيب جيت من هيا ليه أصلاً؟
    × جابتني شقاوتي.. لا قعدت مع الهدندوة بقيت سعيد.. لا لقيت « سعية» في الخرطوم.

    × لماذا توقف ابو آمنة عن كتابة الشعر؟
    ــ اكتب لي منو؟

    × للجمال والوطن والمبادئ؟

    ــ يا سلام عليك، انت الظاهر رسلوك من السما الليلة.

    × ليه؟
    ــ انا لا ارى في الوجود شيئا جميلا غير المرتب والمصاريف.. حتى دا ما لاقيهو عشان اكتب فيهو شعر.

    × واين المبادئ؟
    ــ ياخي خليك من الرومانسيات دي..

    × وماذا يفعل ابو آمنة الآن؟!
    ــ زي ما شايف.. اتأمل فنجاني المقلوب.

    × طيب ماتشتغل؟
    ــ اشتغل شنو... انا كنت مدرس في بربر الثانوية سنتين، ومن تلاميذي البروفسير احمد علي قنيف.. ياخي ناس بربر ديل اجمل ناس، شكلاً ومضموناً..!


    × من هم الذين غنوا لابي آمنة؟
    ــ وردي غنى بنحب من بلدنا وقالوا بتحب..

    × وانت لسع بتحب من بلدك؟
    ــ والله اعفيني من السؤال دا.

    × ليه؟
    ــ لاسباب قد تجعلني معتقلاً ..!

    × من السلطات الرسمية؟
    ــ لا.. من السلطات المنزلية..!

    واين التي سال من شعرها الذهب؟
    ــ في ملكوت الله.. الله يرحمها كان عندها (صوت وصورة) مش زي (البيشخشخو) حسع..!

    × متى تعرفت على الحب؟
    ــ تعرف انا اول مرة اعرف انو الحب غير منطقي وعميان وعبيط كمان كان في القاهرة، عندي واحد صاحبي حسع من اشهر الشعراء العرب، 36 ساعة في اليوم يكتب شعر في زوجتو. تعرف يوم مشيت معاهو البيت لقيت زولة شينة خلاص.. قال دي مرتو.. حكمة ربنا..!

    × يعني انت ما بتحب الشينين؟!
    ــ يا اخي اقطع قلبي ليه معاهم..

    × اغنياتك يا ابو آمنة .. هل قبضت ثمنها؟
    ــ والله ما قصروا معاي.. محمد الامين عندو جانا الخبر شايلو النسيم وسيد خليفة عندو جاري وانا جارو، الله يرحمو .. خلانا نتعذب بي نارو!

    × نار منو؟
    ــ نارالفلس طبعاً.

    × وتاني؟
    ــ ما نسيناك للجابري... والفنانة المصرية فايزة احمد قربت تغني لي اغنية.. لكنها ما صبرت .. ماتت!

    ×رأيك في تعدد الزوجات؟
    والله المرا اذا شدت حيلا ما في داعي.. واذا الراجل مقتدر وحيعدل يتوكل طوالي.

    × يعني انت سعيد؟
    ــ ابداً.. مفلس بس..!

    × كم رصيدك في البنك الآن؟
    ــ بنك.. والله بنك الدم ذاتو ما يلقى فينا قزازة.. انا اسمي ابو آمنة ما ابو العلا.

    × هل كان بامكانك ان تكون ثريا؟
    ــ شوف، انا احساسي بالحياة لم يكن عن طريق الثراء.. لذا لم اناضل لجمع المال.

    × ألست نادماً الآن؟
    ــ ابداً.. نفسي التي قد تملك الاشياء ذاهبة.. فكيف ابكي على شئ اذا ذهبا؟

    × لماذا ترك ابوآمنة رياضة المشي؟
    ــ يا بوي الشعب السوداني كلو ماشي..تصدق اطلع الشارع القى الدنيا كلها ماشة..

    × شخص فقدته..؟
    ــ الفنان ابو داؤود.. كان صديقي وجاري.. ومفلس زي حالتنا كدا.

    × هل تفتقد في حياتك شيئاً؟
    ــ ايوه افتقد ان اكون وزيراً.

    × وزير شنو؟
    ــ وزير اعلام .

    × ليه ما تبقى وزير مالية؟
    ما بعرف حساب.. لو مسكت الوزارة دي بعد يوم واحد البلد كلها تفلس..!

    ابو آمنة رئيس جمهورية.. اول قرار؟
    ــ كنت حاقدم استقالتي طوالي

    × ليه ؟
    يا خي دا شعب صعب... يحلم وهو صاحي.

    × صحفي سوداني؟
    ــ حسن ساتي.

    × وحسين خوجلي؟
    ــ رجل فنان . احبه ولا احبه.

    × كيف ؟
    ــ اختلف معه واحترمه.

    × اسحق احمد فضل الله؟
    ــ جبهجي .. مرتاح في الدنيا وداير يرتاح في الآخرة..!

    × السودان ناقص الانقاذ يساوي ؟
    ــ يساوي ########ة هايصة.

    × الحب ناقص المال يساوي؟
    ــ يساوي حُمى ورمتلة ساكت..

    × القصيدة ناقص الفكرة تساوي؟
    ــ تساوي اسهال حروفي مزمن.

    × هل تخاف من الغد؟
    الهدندوة علموني الآّ اخاف إلا من رب العالمين.

    × لماذا تبدو حزينا؟
    ومن قال لك ذلك.. ياخي شكلي كدا.

    × آخر مرة بكى فيها ابو آمنة؟
    عند وفاة والدتي.. انا بقيت يتيم حسع..!

    × بماذا تحلم؟
    احلم بمجاورة أمير المؤمنين الذي يدفع لي خمسين الف دينار من (حقات زمان) وجارية وغلاماً ..
                  

03-24-2011, 11:06 AM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شخصيات من الشعبية (Re: Emad Ahmed)

    ولازلنا في رحاب الشاعر أبو آمنة حامد ونواصل مع الأستاذ عصمت معتصم :

    الحلقـــــة الثانـــــــية:-


    **أبو آمنة حامد شاعرٌ يمتلك كل أدوات الشاعر العربي الأصيل.. والأجمل إنه واثق من ذلك، ومن نفسه..
    عصمت معتصم البشير:

    أبو آمنة حامد شاعر.. مفكر.. دبلوماسي.. فيلسوف.. رياضي.. ساخر.. عسكري .. فوضوي.. رقيق.. مشاكس.. صعب.. شرس..وجميل.. كلها أوصاف تجتمع في هذا الرجل.. عرفته في أوائل تسعينات القرن الماضي .. عرفته عندما كنا نلتقي جماعة في مكتب صديقي وأستاذي الشاعر الإعلامي المرهف عبد الوهاب هلاوي.. كان يأتي كما الهبوب.. تارة يجدني وأخري أجده في تلك النهارات الساخنة.. كان يأتي من جلسات مؤتمر الحوار الوطني لقضايا السلام علي ما أذكر..كان يأتي وكله بساطة ورقة ودعابة ######رية وكبرياء وفلس.. أتذكره تماماً.. كان يجلس علي الكرسي الأول بقرب مدخل المكتب.. وكنا نتحلق حوله نسمعه يطلق نكاته وتهكماته يسخر من كل شئ و يطلق ضحكاته المجلجلة، والتي كنا نضحك لها.. كنت أستغرب في تلك البساطة والتواضع والفهم العالي والفوضي والسخرية من رجل كتب أغنيات (نحن ما ناسك).. (ضاحك المقلتين).. (اللقاء المستحيل)..(سالت مشاعر الناس جداول) ..(وشوشني العبير) (سال من شعرها الذهب).. وغيرها من الأغنيات الكبيرة.. حقيقة كنت أحدث نفسي بأن في هذا الإنسان شي من حياة جان جاك روسو، أو البير كامو، أو صمويل بيكت، أو برنارد شو.. حياة فيها شئ من البساطة والعبقرية، والفوضوية.. وبلا شك هي فوضي النبوغ والعبقرية، وتعدد الشخصيات في ذات واحدة.. أدركت أن هذا الرجل يشبهنا ولا نشبهه، رجل مختلف في كل حاجياته.. حتي في بساطته.

    كل هذه التداعيات تمر علي مخيلتي عندما يأتي إلي ذلك المكتب الذي كنا نلتقي فيه.. يأتي ويجلس بالطريقة التي تعجبه هو وتريحه، ولا يهتم بمن كان موجوداً أياً كان.. كان يجلس ويقول قوله ويعلق علي قول القائلين ولايبالي، وفي النهاية عندما يريد أن يغادر، يطلق قولته المشهورة (يللا بلا لمة) ويتواري عن الأنظار..

    مرت سنوات لم أره فيها.. فكرت في إدارة حوار معه لصيحفة الإتحاد الظبيانية.. طرحت الأمر علي مدير مكتب الصحيفة بالخرطوم الأستاذ محمد الفاتح سيد أحمد.. رحب بالفكرة جداً وسألني ( هل ممكن أن تخرج بحوار فكري عميق؟).. رددت عليه (أحاول).. ظلت الفكرة تراوح مكانها لعدة أيام.. في كيفية الدخول إلي أعماق رجل أعرفه وربما لايتذكرني.. حتي ذات نهار حملت جهاز التسجيل وإنطلقت (بدون ميعاد مسبق) حيث يسكن.. بالخرطوم بحري جوار مدارس الشعب.. طرقت الباب.. جاءت إمراة.. سألتها عن الأستاذ قالت:- موجود.. أخبرتها بما أريده.. سمعت صوته ينادي ده منو؟.. ذهبت المرأة إلي الداخل ثم عادت تسألني بلسانه قال ليك إنت منو وجاي من وين؟.. رددت عليها .. ذهبت ثم عادت مرة أخري قائلة: ( قال ليك إتفضل).. وإتفضلت طبعاًً.. ورغم قرب المسافة ما بين الباب والفرندة التي كان فيها علي ما يبدو إلا أنه جاء من حيث يجلس أو يتكئ، ليستقبلني بإبتسامة ترحيب عريضة.. لا أدعي أنه تذكرني أم لا.. ولم أعتمد علي بقايا تلك المعرفة القديمة خوفاً من إنهيار الذاكرة..

    مابين الترحيب وزجاجة الميرندة التي بعثت الأسرة بإستجلابها من الدكان المجاور.. كانت عدة أسئلة طرحها عليّ.. (أها قلت لي إت جاي من وين؟).. حقيقة جاي من صحيفة الإتحاد الظيانية.. (يعني إت جاي من أبي ظبي؟).. لا أنا هنا بتعاون مع مكتب الخرطوم.. (يعني ناس أبوظبي قالو ليك تمشي لي أبو آمنة و تقعد تحاورو؟).. والله الفكرة أساساً مني.. وفضلت أعمل معاك الشغل دة لأنك إت راجل قدمت الكثير في مجال الشعر والغنا، وبعرف إنك رجل مفكر، وتَعنِي بقضايا الجمال وعائزين نشوف فكرك دة.. ضحك.. وقال لي ويني أسئلتك.. والله ما كاتبها في ورقة شائلها في رأسي.. (طيب دائر تسأل عن شنو؟).. طبعاً كل هذا وأعاصير من الهواجس تجتاح النفس، وشعور ما بين الفرح والخوف.. الفرح بأنني قريب من ما جئت من أجله، والخوف من الطرد إن لم يكن أقله رفضه التحدث .. هذا غير أحاديث داخلية تعتمل في النفس.. ياربي أنا الجابني هنا شنو؟.. يا ربي أنا جاي أسأل واللا يسألوني؟.. المهم طرحت عليه الاسئلة التي أحملها في رأسي بإختصار.. وهنا دخلت عليه بمدخل أنني أعرفه منذ عدة سنوات عندما كنا نلتقي في مكتب ذلك الصديق.. حدث شئ من الوئام، وربما الإلفة والقفشات.. فرحت حقيقة، ويبدو أن نشوة الفرح أخذتني.. ومن ثمّ قلت له:- طبعاً يا أستاذ الصحيفة دي خارحية ونحن عاوزين نتكلم عن فكرك الجمالي وتكوينك الشعري بشئ من العمق؟.. ودة لأنكم تعرفون الرجل وطبيعة ردوده، فهو دائماً ما يميل إلي الإجابات القصيرة ، وفي كثير من الأحيان لا تشفي قليل، وفيها جانب كبير من السخرية.. فماكان منه إلا أن قال لي:- إت أسأل وأنا برد والبعجبك أكتبو والما بعجبك خليهو؟.. قلت في نفسي الله الله.. وهنا مددت عليه سيجارة، وأوقدتها له قائلاً أحسن أمشي الدكان أجيب سجائر وأجي.. فعلا ذهبت الدكان المجاور.. لكن لم أشتر ما ذهبت إليه.. بل أشتريت حجارة بطارية، وقمت بإستبدالها سريعاً في جهاز التسجيل ثم عدت، وجلسنا.. وخرجت بحوار لم أكن أحلم به علي الإطلاق..

    ولأنني أعلم أن الرجل لديه رأي، أو قل حساسية ضد كثير من الأسلئة التي تطرح.. فقد سألته في النهاية عن تاريخ ميلاده كمحاولة للتوثيق.. فقال:- (إت مالك ومال تاريخ ميلادي؟.. ياخي زول بسأل أسئلة زي دي مالو ومال الأسئلة البائخة. أقول لك نوع الأسئلة دي ما بحبها).. بس لأني عائز أعرف أبناء جيلك.. طيب من هم أبناء جيلك؟.. (ياخي ألعب غيرها يعني دائر تجني باللفة.. يللا بلا لمة).. طبعاً الحوار كان علي مدي أكثر من ساعتين ..جري في جو حميم، تخللته كثير من القفشات والنكات والذكريات التي تجول بخاطر شاعرنا الكبير.. منها ما يقال، ومنها ما لا يقال.. ومنها ما ينشر ومنها ما لا ينشر.. ومنها ما ينشر في صحف الداخل ولا ينشر في صحف الخارج..
                  

03-24-2011, 11:09 AM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شخصيات من الشعبية (Re: Emad Ahmed)

    أبو آمنــة حامـــد شاعراً:-

    لقد كتب أبوآمنة حامد العديد من القصائد الشعرية بالفصحي والعامية الدارجة.. نشر بعضها في ديوانيه (سال من شعرها الذهب) و(ناصريون نعم).. هذا بجانب ديوانه الذي إحترق في بيروت.. كما نشر العديد منها في الصحف، وكانت كلها صادقة معبرة، هي من روحه وإليها.. وهذا ما يؤكده في قوله الذي جاء في مقدمة ديوانه – سال من شعرها الذهب-:
    )هذا ما أردت أن أقوله للعينين الرائعتين تخفقان- في صبا العمر نبضاً.. هو إلي الله أقرب !.. فإن إرتعش القلم.. وألجمت مشاعر التعبير.. فيه خلال اللحظة التي يلتقي فيها بالجمال .. فصلوا من أجله!.
    وإن حمل الكأس بيد.. ورنق صفاء الحس علي حباب الشوق.. علي ضفافه .. فصلوا معه .!

    تأله الجمال عليه.. وهو غر غرير..
    فحمل لوحاته.. ومشي.. ولا زال ..
    كانت الصفحات.. مدار الفرشاة عنده..

    كانت الحياة عنده .. حقاً.. وخيراً وجمالا..ً ومن العفوية المطلقة التي غسلت حياته بالنقاء البدوي في مضارب الهدندوة في الشرق ..
    ومن إضطراب الحس العاصمي .. وتألق النور علي ضفاف المقرن الضاحي يتسلل هذا الصوت.. إلي الأسماع..
    مزيجاً قلقاً.. نابضاً بالحياة.. يحمل أحزان الصباح.. في مشاعره تعلق بالحياة لا حد له.
    وفي حسه ضراعة.. ملتاعة.. لا تنتهي..
    "يريد" أن يغرقها في إرتواء.. السلام الروحي الأخضر.. ومشاتل الضياع الأحمر.. تهدر عواصفها.. وتقلع به.. إلي مشارف العدم.. فيستجير بالوجه الجميل فيبقي..!
    هذا شعر من الصبا الباكر حملته لكم عصافير الأمس الندي.. علي صحائف.. فجــر).***

    والمتأمل لقصائد أبو آمنة حامد يجد فيها كثير من التراكيب والمضامين التي تضج بالصور الجمالية الغرائبية، والمفردات التي قد لا يستخدمها إلا شاعر في مصافه.. فأنظر علي سبيل المثال (أبحر فوق شراع أنسجه من شعر الفتيات).. (مقلة الجؤذر يا ديري).. (قافلة الضوء السادر في ليل الجاز).. (أنا من تلاشي علي المقلتين)..(عصبة الآثام في قاع سقر).. (تحلينا في شعرها الشكين).. (الله ساجٍ مثله ونائم).. (فيه من خمرة الأصيل شعرها المسهب الجميل)..(ثغرها اليانع البليل كرزة حفها العنب).. (نفسي الضميخة) " هي كدة" .. (بالهوي ينساب منها الكبرياء).. (آمنت بالحسن لما إلحاده فيك صلي).. ( يا عذب أهمي ضياءاً فكلنا مستضيء).. (يا اريحية حسن تكاثرت فى بخيل).. (شربت من مقلتيه وعد اللقاء المستحيل).. (هشّ الزّهر بكت الورود سالت مشاعر النّاس جداول).. (يا الكبرياءك في شموخو إستعصي حتي علي الزمن).. (طمعت إنت محبتك في الشوق).. (صبية العطر يشتهيها أمذنب أنا إذا اشتهيت؟).. (الرهيف قلبُو بيعيش في شكُّو أكتر من يقينُو).. (فلتركعي في رهبة النساك طهر المؤمنين).. (انت ما ضيعت أرواحنا في صحارى التيه).. وهكذا..
    وكلها نابعة من نفس تنضح بالرهافة والصدق والجمال، وكلها تنبع من ثقافة عالية وإضطلاع كثيف، وكلها مضمخة بعبير الأيام السعيدة التي عاشها، فضلاً عن أنها تحمل معاني الإباء والكبرياء الذي تشربه من بيئته بعد أن أرضعته إياه أمه..
    وإلي جانب هذا فالقارئ لأشعار أبوآمنة يجد فيها كثيراً من الحيرة والتساؤلات.. حيرة الشاعر وتساؤلاته حينما تجتاحه الأشواق والهواجس.. مثل.. (ليه تلوعنا وتسيبا ليه؟)..) وهل عاد الهوي يضنيني؟)..(أسمعتم رنة الحرف الرقيقة ؟)! .. (لم نكن إلا ضياءاً طاهراً من تراكم يا فقاقيع العمر؟).. (أسأل الخرطوم عن آمالنا وأسأل الضحكة في ثغر القمر؟).. (لكن مثلي هل يرتضي بالقليل؟).. (وكيف ستمضي إلى الموعد؟)..) فهل كان زاد إرتحالي قليل؟).. (أتدرون ماذا المسافر قال؟).. (هم الهجير بالإحتشاد والغربة يا وطن الظلال كيف نلتقي؟).. (أأنكر شوقي إلي مقلتيها أنا من تلاشى علي المقلتين؟).. ( جاي تعمل إيه معانا بعد ما بدّلتنا؟).. (وليه عيونُو العمرها ما خانتك تبكي وتسهر؟)..) وليه توشّح فجرُو بالأحزان بعد ماقلبُو نوّر؟).. (كم ضوّت دنياي؟).. (هل شاعر حب مثلي لا يسمع بالحور العين؟).. (وكيف طاف الثّغر في إبتهال؟)..) وكيف في محرابها صلّيت؟)..) ليه يتموك إتناسوا في جرح الليالي محبتك؟).. (قالو بتحب.. وقلت ليهم مالو ؟).. (فكيف إرتحالك عنا أمراً وكيف المجئ؟).. (كيف نسيبك تمشي تاني وإنت نوّرت البلد؟).. (كيف بعد الرحلة الظامئة .. الجوعى يهش الحب في اعماقه؟).. (وكيف يطير لعشُّه عصفور منكسر مكسور جناحُو؟).. (انا موقن إني انتصرت وكيف يخشي منتصر؟. وهل يملي علينا من خسر؟)..
    وهذا قليل من كثير جداً.. وربما القارئ لشعره يجد في كل قصيدة من قصائده بالفصحي، أو بالعامية إستفهام علي الأقل..
                  

03-24-2011, 11:11 AM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شخصيات من الشعبية (Re: Emad Ahmed)

    كما أن الشاعر دون غيره من شعراء السودان فقد إستخدم مفردة العطر كثيراً جداً في قصائده، وحتي القصائد التي لم يذكر هذه المفردة فيها فتشتم رائحة العطر في ثناياها.. وهذا ما جعلني أن أطلق عليه (مهرجان العطر).. ولعل هذا بجانب أن سعة خيال الشاعر وأفقه اللا محدود، وقراءاته في الفكر الجمالي والفكر السياسي، وإطلاعه علي شعر القدماء والمحدثين.. هذا المزخوز كون لديه رصيداً هائلاً من المعرفة والمفردات اللغوية، مما جعله يتخير أجملها وأغربها و أكثرها وقعاً في نفوس الناس منذ بداياته الأولي في عالم الشعر.. وها هو يقول:-
    (هذه المجموعة الشعرية – فهي حصيلة شعر- كُتِب في عهد من الصبا باكر – هو بالتأكيد عهد الدراسة الثانوية.. وشيئاً يسيراً من العمر قبله.. أو بعيده وبضع قصائد تشابه وروح الديوان).***

    فنظرة تأملية إلي واقع الشاعر أبو آمنة وشعره تؤكد بأنه ولد شاعراً ذو خيال لا نهائي، وذو ذكاء متقد، ودونكم قصيدته (سال من شعرها الذهب) والتي كتبها وهو في المرحلة الثانوية:-
    فيه من سمرة الأصيل
    شعرها المذهب النبيل
    ثغرها اليانع البليل
    كرزة حفها العنب...
    رقص الورد والزهر
    مهرجاناً علي النهر
    سال في الشط وانهمر
    عطرها الحلو وانسرب...
                  

03-24-2011, 11:12 AM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شخصيات من الشعبية (Re: Emad Ahmed)

    كتب الشاعر والفنان العربي الكبيرعبد الرحمن الخميسي في مقدمة ديوان "سال من شعرها الذهب" الذي صدر بالقاهرة عام 1987 م :-

    أخذتني في شعر الشاعر (أبي آمنة حامد) خصائص جوهرية متي توفرت في عمل.. أصبح ذلك فناً صِرفاً.. ومن تلك الخصائص أذكر ذلك الرنين الذين يمكن أن يقودنا إلي الموسيقي في الشعر عامة – وإلي قدرة الشاعر علي |إستعمال تلك الموسيقي بطرائق مختلفة، متعانقة أو متضادة الأنغام بهدف فني مقصود.
    نظرة متفحصة مستوعبة يلقيها الناقد علي شعر أبي آمنه حامد يستطيع أن يستخلص منها ما يتمتع به الشاعر من القدرة الفائقة علي إستخدام الموسيقي والتحكم في إيقاعاتها ورنينها.. ومَدَّاتها.. ومتحركاتها وسواكنها...شأن الشاعر في ذلك شأن المايسترو الذي يقود اوركسترا كاملة العدد والآلات بموهبة مسيطرة وتفهم فني ناضج عن ماهية الدور الذي تلعبه الموسيقي.
    والموسيقي في شعر أبي آمنه حامد تنهض بدور فعال في الإيحاء وحسب الفن أن يوحي .. لا أن يفصح ، وان يشير لا أن يخطب وان يهمس لا أن يزعق."
    إستمع إلي قوله:-
    مشينا الطـريق يـداً بيــدٍ وأسكـرنا الحب جفـن بجفـن
    ونبقــي شـموخاً تعـالي وحُباً عصياً علي كل شكٍ وظـن
    فـلا ذبـُُل الورد في حقلـه ولا جفّ في الحرف نبض التغني
    إن شحنة الإيحاء المتدفقة من هذا الشعر كفيلة أم تنقما يسميه "تولستوي" العدوي الفنية إلي قارئ الشعر.. وإذا كان ذلك واضحاً لدي "أبي آمنة حامد" في الشعر العمودي، وهو أيضاً واضح في شعره المرسل.. أي ما يسمي بالشعر الحديث..
    الحور العين سمعت بهن..
    هل شاعر حبّ مثلي ..
    عن قلت دخلت الجنة..
    او أطللت علي واحة رضوان..
    فأنا شاعر حب قلق.. متعب..
    أجمل لحظاتي تقلع في شفة يانعة الرعشة..
    ومصيري ترسمه الأعين..
    حين يضج بهاى الصمت المشتاق!..
    فأنا بحــار..
    ضيع حلم الإقـلاع مع الأحداق!..
    مركبة تسبح في أمواج الشوق.. ولا تغرق..!
    ومصيبته أن المركـب لا تغرق!!..
    ألواني تعرفها الآفاق..
    كل الآفاق..
    ومدار الفرشاة مدار وهمي الأشواق
    ولأني أبحر فوق شراع أنسجة من شعر الفتيات
    أبقي مخضر الكلمات..
    ***

    وأبو آمنة حامد شاعرٌ.. شاعرٌ.. شاعرٌ.. بل شاعر يمتلك كل أدوات الشاعر العربي الأصيل.. والأجمل إنه واثق من ذلك، ومن نفسه.. ويتبين هذا في قوله:-

    أنا شاعر لكنما أنا لست أول من شعر!

    والشعر فن الخالدين إذا تباهي واقتدر

    يا ويحهم! قالوا وصفتك أين من وصفي القمر

    بدر تحف به الكواكب في متاهات السحر

    ويظل في عليائه بدراً يكلله الزهر.
                  

03-24-2011, 11:17 AM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شخصيات من الشعبية (Re: Emad Ahmed)

    وهو من أعظم الشعراء الذين كتبوا القصيدة الغنائية في بلادنا.. ورغم أن قصائده قليلة في هذا المنحي، إلا أنها حققت ذيوعاً وإنتشاراً ورسوخاً بين الناس علي مر السنين، لرصانة كلماتها، وجماليات حرفها، ولعل الشاعر أبو آمنة بنبوغه المعروف إستطاع أن يتخير المناجم الإبداعية التي تخرج منها هذه الكلمات مدوزنة لتبقي في ذاكرة الأمة.. فكان أن غني له عمالقة الغناء بالسودان أحمد المصطفي، سـيد خليفة، محمد وردي، صلاح بن البادية، عبدالكريم الكابلي، احمد الجابري، عثمان مصطفي، صالح الضي، والفنان محمد الأمين.. وإذا حاولنا أن نجرد هذه القصائد (الغنائية فقط) تجد أن كل واحدة منها تختلف عن الأخري في موضوعاتها، ومفرداتها، وأخيلتها، وإحساسها، مما يعني أن الشاعر كتبها بمزاج عالٍ، في ظروف مختلفة وأوقات مختلفة، وربما متباعدة..

    فإذا تأملنا أغنية الحريرالحرير صلاح بن البادية نجد أن الشاعر كتبها بالعربية الفصحي السهلة، وإستخدم مفردات رقيقة، بجانب أنه إستخدم تشبيهات غاية في الجمال وصورها بخيال شاعر متمرس رغم أنها كانت من بدايات قصائده الغنائية
    حبيبتي أغرودة العذارى
    ورنّة الأفراح إن غنّيت
    حبيبتي أنيقة العطايا
    تهمي هوى إذا أنا هميت
    أجمل منها ما إحتوى فؤادي
    فالعبق الصّادح ما إحتويت

    أما في أغنية -ما نسيناك- التي أداها الفنان الراحل أحمد الجابري نجد الشاعر الرقيق أبوآمنة ينتفض فجأة، ويرجع إلي أصله البجاوي.. الرجل الشامخ الذي لا تهزه العواصف، ولا ينكسر أمام جبروت الحب، ولايتنازل عن كبريائه مهما كان الأمر، ولا يرخص مشاعره تجاه من إمتلكها..

    ما نسيناك جاي تعمل إيه معانا بعد ما بدّلتنا؟
    وما سقيناك أحلي ما في عمرنا
    من عواطف وما لقيناك

    والملاحظ أن المفردات التي إستخدمها الشاعر أبو آمنة حامد في شعره، بل في شعره الغنائي تحديداً مفردات ذات وقع خاص وجرس رقيق هادئ، وهي من جماليات العربية..
    وهذا ما نلحظه في أغنية - ضاحك المقلتين- التي أداها المطرب الراحل صالح الضي..
    إحتشد العمر حباً
    في لحظة لحظتين
    وطاب ثم تلاشي
    في ضحكة المقلتين
    إلا بقايا إرتعاش
    تلوذ بالشفتين


    وكذلك في أغنية اللقاء المستحيل التي غناها أيضاً الراحل صالح الضي

    فى نظرة الورد لينا
    فى شموخ النخيل
    هل سطوة الحسن
    إلا إعتداد ظبى كحيل
    أرخى المساء عليه
    خصلات ليل جديل
    و الحسن صور فيه
    حقيقة المستحيل


    أغنيته (كبرياء) والتي يؤديها الفنان القدير عثمان مصطفي نجد فيها كثيرمن العمق الفلسفي، إن لم أقل الحكمة، ويقيني أن هذا التصوير البالغ الذكاء، هو جزء من تكوين شاعرنا الفذ أبو آمنة..
    ما بتنشتل الزهره في الأرض اليباب
    ما كل نجمه تضوي ليل
    ولا كل سحابه بتنهمل....
    طمعت أنت محبتك في الشوق...
    في الخير .. وفي الأمل
    أهو إنت لا قادر تعود من تاني تنساه
    ولا قادر تصل..

    كما نجد شاعرنا الراحل قد تغني له الفنان الكبر محمد وردي بأغنية (فرحـة)
    وفيها أفصح عن حبه بجرأته المعهودة في وقت كان في إطلاق مثل هذه التصريحات جهراً وعلي الملأ عيباً مجتمعياً، ولا شك أن هذا البوح الصريح كان جديداً علي المجتمع السوداني آنذاك.. ولكن رغم ذلك فلم يكن هو الوحيد في هذا التوجه فقد سبقه شعراء كبار في أواخر خمسينات وأوائل ستينات القرن الماضي ، وكان هذا شكل من أشكال التجديد في الشعر الغنائي في السودان،
    أنا بحبُّه أكتر ياما هوايَ بيكبر
    ياما مشاعري بتسكر
    حبُّه النّامي الأخضر راعيناهُ وأزهر
    في قلبينّا ونوّر
    والعزّال كدناهم في لحظة نسيناهم
    حقّقنا أحلامنا
    والعاشق عقبالُه

    أما في أغنيته (جاري وأنا جارو)، والتي غناها الفنان الراحل سيد خليفة فيبدو أن الشاعر فيها قد رجع إلي أصله ######ريته التي لا يجاريه أحد فيها..(دور أوعي توقف).. وفي رأيي أن هذه القصيدة رغم أن الفنان سيد خليفة قد أداها بصورة راقية إلا أنها في كلماتها لا تشبه الشاعر، خاصة فإذا ما قارناها بأغنيات أخر فنجدها موغلة في العامية، ومن الأغنيات ذات الإيقاع السريع..

    التُّوب سيبيهو يهفهف
    شعرك سيبيهو يرفرف
    حلاة الشّعر السّادل في كتيفها موجو يصفصف
    ولمّا الرّقصة تسخّن دوّر أوعَىَ توقّف


    *****
    قلبي العاش يهواكِ ما قادر يتخلَّىَ
    يا أجمل بت في فريقنا شوقي الزّاد ما قلّ
    يا ناس أنا ود الحلّة عاشق وحياة الله
    والله والله..
                  

03-24-2011, 11:19 AM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شخصيات من الشعبية (Re: Emad Ahmed)

    sudansudansudansudansudansudansudan113.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

03-24-2011, 11:21 AM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شخصيات من الشعبية (Re: Emad Ahmed)

    الراحل المقيم أبو آمنة حامد - الحلقة الثالثة

    بقلم : عصمت معتصم البشير


    نحن ما زلنا في حديثنا عن شاعرية الشاعر أبو آمنة حامد كما بين في قصيدتة- بهجة- التي تغني بها الفنان محمد الامين لواعج الشوق التي تجتاح النفس الملتاعة،عندما تستبد بها الغربة، والبعد عن الديار والوطن..
    و(سالت مشاعر الناس جداول) هذه قمة الرومانسية، وتؤكد بأن شاعرنا لديه من الخيال ما يجعله يحلق إلي ذري لا نهائية..
    جانا الخبر شائلو النسيم
    في الليل يوشوش في الخمائل
    هش الزهر بكت الورود
    سالت مشاعر الناس جداول
    **
    في عيونو فاض شوق إنهتن
    لي حبو للناس لي الوطن
    ما غيرت ريدتو السنين
    وما بدل إحساسو الزمن
    وشفنا المشاعر الحلوه
    في ساحاتا بالآمال بكن
    يا حليلو ما رجع البلد
    وعيونا ما سهرن هجد...

    و في قصيدته(غريب) والتي تغني بكلماتها عميد الفن الغنائي في السودان الراحل أحمد المصطفي فنجد أن الأستاذ الشاعر (أبو آمنة) إستطاع أن يعبر بصدق حبه لوطنه..
    ليالي البلد الحلوه حليلا
    يا حليلك انتي ويا حليل الريده
    ليل الحرمان أضناه زمن
    طريقو دموع وزادو شجن
    يا ويلو الشايل الشوق في عيونو
    الخالي وراهو حبيبو وطن


    وفي أغنية( نحن ما ناسك) للفنان الرقيق صالح الضي
    إنت ما علمتنا الحب بسمة صافية
    فيها عزة وفيها بهجة بتسجير بعاطفة دافئة
    نحن عشناها بشعورنا وبعواطفنا الرحيبة
    إنت ما ضيعت أرواحنا في صحارى التيه
    ما ترجع تجيبها
    لية تلوعنا.. وتسيبا ليه؟..

    هذه كلها (أغنيات) مختلفة في أخيلتها وتعابيرها وحروفها تفيض رقة وعذوبة وصدقاً وإحساساً بالجمال، وإن أخذت المرأة الجميلة الشامخة ذات الكبرياء نصيباً كبيراً من أحاسيسه..كما أخذ حبه لبلاده كل أحاسيسه, بل عاش غير مهيأ نفسياً ولا جسدياً لمبارحته أوالبعد عنه، إلا عند الضرورة القصوي.. ومهما يكن من أمر فإن شاعرنا الراحل كتب قصائد سواء بالدارجة أو الفصحي تعبر عن حاله، كما إستطاع أن يستلهم من الجمال مواضيع شعرية مختلفة.. ولذا فلا غرو إن قال:-

    (لأن المواضيع نفسها كانت مختلفة، ومتعددة، من حب تصوفي نقي للجمال في الإنسان والطبيعة، إلي تأمل معطيات هذه الأشياء والإعتناق الحميم بها يعطي خصلة الصدق في التعبير والمعايشة، وهو أمر شديد الضرورة للإبداع والخلق) .
                  

03-24-2011, 11:25 AM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شخصيات من الشعبية (Re: Emad Ahmed)

    ولكن رغم إتجاهات أبو آمنة حامد الفكرية والفلسفية والسياسية إلا المرأة وجمالياتها وأوصافها إستحوذت علي أشعاره بشكل كبير.. مثله مثل غالبية شعراء السودان، ولكن – كما يقول هو- برؤية فكرية واسعة ومختلفة..

    (المرأة ليست موضوعاً يخص المرأة كتكوين بايولوجي، والمرأة قد تعني الوطن.. الرحمة.. المُثُل العليا.. التراث.. وغيره.. وغيره.. وهذا شئ طبيعي فليس هناك شاعر لم يتزوج إلا عن حب.
    والشعراء بعيدون عن البنت الغنية مادياً لتكوينهم الطبيعي والفكري والإنساني.. لأن الإرتباط بالبنت هو إرتباط بالبيئة والأخلاق والدين والتراث.. وهو أمر يستحيل الخروج منه، وليس هناك داعياً للخروج.

    لا غناء الآن للجمال.. لأن الجمال مباح.. و لابد أن نعيد للجمال عذريته ونقاءه وصوفيته من خلال إسترداد كبرياء البنت الجميلة والخبز والكرامة) .


    ولكن رغم ما كتبه شاعرنا أبو آمنة من أغنيات كبيرة راقية، إلا أنه ترك الكتابة في هذا المجال، غير آسف علي ما ترك، بل تعامل في هذه المسالة كتعامله مع العمل الوظيفي.. غادر تلك المراحل الحياتية وفي نفسه شئ من الكبرياء، وعدم الإهتمام، والسخرية من المناخات التي صادفته.. وها هو يعضد ما ذهبنا إليه بقوله:-


    (العمل الفكري عموماً يجب أن يكون صادقاً لكي يؤثر في الآخرين.. بمعني أن تكون القصيدة الغنائية نتاج لتجربة حقيقية ومعايشة ذاتية.. طبعاً في حدود التقاليد والأخلاق السودانية التي لا أعرف شاعراً واحداً تخلي عنها.. ولكن تغيُر الظروف وفلسفة قضايا المجتمع تُغيِِِر هذه الأشياء، وهذا أمر طبيعي.
    والقصيدة الغنائية يجب أن يستمع إليها الإنسان بتأمل حقيقي، لذلك يقضي علي هذه الأشياء الشعر الراقص الذي يهتم به الراقصون، والمُغني كدفوف الغابة لا معني له من ناحية جمالية تأملية أو إنسانية الراقص.. هذه هي مسألة الأغنية.
    ولذلك لم ولن أعطي شعري لأحد.. فشعري لا يصلح للرقص.. وليس من أدواتي أن أرقص أحداً..
    وبصراحة شديدة- أخي عصمت- ليست لدي الرغبة في الكتابة الشعرية) .
                  

03-24-2011, 11:29 AM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شخصيات من الشعبية (Re: Emad Ahmed)

    وهذا القول يقودنا إلي مناخات الغناء السوداني في سبعينات و ثمانينات القرن الماضي حيث أفرزت المهرجانات الثقافية التي أقيمت وقتذاك كثير من الأصوات الغنائية فمنها من واصل المسيرة بتؤدة ومنها من سقط في أول الطريق مما شكل عند أبي آمنة رأي واضح في شأن الغناء السوداني وجعله يطلق تصريحاته الجريئة الساخرة في كل الإتجاهات ويقول:-

    (قضي علي عصر الفن السوداني العملاق ( أولاد المحطات).. أنا أسمع محمد كوستي، وأحمد عطبرة، ومحمود المعهد الفني، وإدريس المنطقة الصناعية، وأدروب طوكر.
    هذا عصر الأقزام .. فوجود واحد من هؤلاء يغني عن وجود الكابلي مثلاً إذا تعذر وجوده لاي سبب.
    لذا اصبح الفن السوداني كصلاة الجنازة إذا قام بها البعض سقطت عن الباقيين).

    يقف رأيه عند هذا الحد فقد تعداه إلي ما هو أبعد فحتي عندما يسأل عن الفنانين الكبار يقول رأيه دونما تردد..
    (الاستاذ محمد وردي هو مساحة فنية ضخمة جداً في الغناء السوداني، وفنان عملاق، وعطاء دائم،ومتجدد لكنه يملك عبقرية أخري وهي -عبقرية إستعداء الناس عليه).

    وبإعتبار أن شاعرنا الراحل أبو آمنة حامد – رحمه الله- رجل مفكر وشاعر لا يجاري في ساحة الشعر السوداني، وتلك رؤيته حول ساحة الغناء السوداني، فبالضرورة أن لديه رؤيته لواقع القصيدة والتغير الذي طرأ في شكل القصيدة الشعرية، أو الشعر عامة.. بعد التغيرات التي حدثت في الساحة السودانية والعربية عامة سياسياً وثقافياً وفكرياً..
    يقول عن ذلك التغير الذي حدث في الساحة السودانية بالذات:-

    ( بالنسبة للسودان هناك تغير، ولكن في حدود التقاليد السودانية المرتبطة بمعاني عزة وكبرياء البنت السودانية، وإحترامها المطلق للتقاليد والدين.. هذا وارد.
    وطبيعي أن يكون هناك تغير في شكل القصيدة العربية، ولكن في حدود الثوابت الأخلاقية المعروفة. لكن بكل أسف.. أن ثقافات الشعراء أخذت تضمحل، لأن الحياة بدأت تأخذ المفكر إلي متاهات البحث عن الرزق، وإطعام الأبناء.. في وقت يحتاج فيه هو نفسه إلي الإنخراط المطلق في عالم الفكر.. بعيداً عن مصارعة الحياة في شكلها المادي، وهو أمر صعب في المجتمعات المتخلفة.
    والمفكر يجب أن يجد الحد الأعلي للإستقرار المادي.. أما المصارعة في أمور الحياة لا تصنع مفكراً..
    والقصيدة هي نوع من التأمل الجمالي المطلق.. بعد أن يصبح الفنان في سعة واسعة من الحياة تقترب إلي الترف.. فالمفكر الفقير مادياً هو تماماً مثل علبة الصلصة الفارغة.. وهذا بالتأكيد إنعكس علي شكل القصيدة في المضامين الأساسية لها وفي مفرداتها، وهذا ليس في السودان فحسب .. بل في كل أرجاء العالم.. وهذا قانون إنساني مطلق.
    ويبقي السؤال.. كيف تكون هناك قصيدة متطورة في هذا التطاحن؟؟) .

    وكانت رؤيته تلك قد حملها في مقدمة ديوانه (سال من شعرها الذهب)، منذ النصف الثاني من عام 1988 إذ يقول:-
    ( إن الشاعر ضائع.. في هذا الوطن .. كرامته مهدورة ومكانته مغدورة..وحسب الناس أن يأخذوا أروع ما عنده..حتى إذا إمتصوا النور من أوردته الخمرية المعطاءة .. داسوه بأقدامهم بلا رحمة..
    قتلتم التجاني..
    وأضعتم توفيقاً..
    وأسكتم جماع .. وألبستموه ثياب القتلة في المصحات الرمداء ..لا زالت فوهات النار عندكم تتربص بالصدور المبدعة الخلاقة.

    ولكنهم سيفتحون صدورهم ويمضون!

    فلقد احترقوا قبل أن تنتبهوا إليهم..

    ولا يموت الإنسان مرتين..! ***

    وهذا ما جعلني أن أسأله مباشرة عن ما إذا كان شعراء السودان إستطاعوا أن يعبروا عن واقعهم بما يواكب هذه التغيرات السياسية والثقافية والفكرية..

    نعم.. بعكس الشعوب الأخري.. مثل اللاتينيين.. وبهذا أقول بدون نفاق وخوف بأنه لم تأت سلطة تقهر الشاعر في السودان.. الناس تختلف أو تتفق لكنهم في النهاية سودانيون حقيقيون أمام التاريخ، وأمام الوطن، وأمام الله.
    والشعراء أدوا دورهم بإمتياز وتفرد، وكان نتاج ذلك تلك المُثُل البازخة التي ترعاها الأمة من جيل إلي جيل.و ودونك شعراء الحركة الوطنية مثل قصيدة المؤتمر، وشعر توفيق صالح جبريل ، ومحمد المهدي المجذوب وآخرين ) .
    والشاهد أن أبو آمنة حامد رجل مبدع خلاق.. فيلسوف تختلف نظرته للأشياء عن غيره من المبدعين، فبالرغم من كونه كاتباً ومفكراً وشاعراً، ورغم صداقاته مع كثير من الذين تربطهم لحمة الإبداع، إلا أنه لم ينضو تحت أي كيان من الكيانات التي يتبوتقون فيها.. ولِما عُرِف عنه فلم يكتف بالنأي عنها وتركها و شأنها، بل كان يقول..

    (لست عضواً في إتحاد الكُتاب بالرغم من كوني كاتباً وصحافياً ومُحللاً سياسياً وكتبت منذ الثامنة عشر من عمري عشرات المقالات السياسية والتحليل الإعلامي دارساً وخبيراً بتواضع.. ولست عضواً في إتحاد شعراء الإغنية علي الرغم من أن كل الفنانين تقريباً الكبار غنوا أغنياتي.. ولست عضواً في إتحاد الأدباء علي الرغم من أني أصدرت دوانين من الشعر.. وإحترق ديواني الثالث في مطبعة بيروت.. وديواني الرابع علي وشك الصدور ويحمل عنوان( محادثات ودية مع الأمام- واسط بن عطاء).
    العطاء الفكري والثقافي والوجداني في نظري ليس إجتماعات ووفود، وحفلات شـاي.. ولأن الذين يتصدون الآن لهذه الشوامخ الفكرية أغلبهم يفتقدون أبسط مقومات الفكر الإبداعي ألا تري أن فاقد الشئ لا يعطيـــه).


    وحسبما كنت أعتقد بان الشاعر أبو آمنة حامد بما أتيح له من مكونات بيئية وثقافية.. نجح نجاحاً بارزاً في كتابة القصيدة.. بيد أنه حسبما ذكر لي فهو يري أن:-

    (المسألة ليست مسألة نجاح أو فشل.. وإنما كانت بيئة غنية في كل الإتجاهات أتيحت لي ولغيري من الذين يعملون في ميادين الشعر والفكر.. لكنني كنت محظوظاً بالصلات الوثيقة التي تهيأت لي، وهذا قدري ) .
                  

03-24-2011, 11:30 AM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شخصيات من الشعبية (Re: Emad Ahmed)

    sudansudansudansudansudansudansudan114.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

03-24-2011, 11:34 AM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شخصيات من الشعبية (Re: Emad Ahmed)

    نتوقف مع الشاعر الرقيق إسحق الحلنقي في هذا المقال :

    أبو آمنة حامد

    بقلم إسحق الحلنقي


    تخرج أجمل الشعراء أبو آمنة حامد برتبة الملازم في الشرطة السودانية بعدها بأيام جاءته إشارة بالنقل إلى مدينة ودمدني؛ انبهرت مشاعره الشفيفة بالجزيرة وأهلها؛
    فأخذ يوزع أيامه بينهما نغماً حلواً ربما استمر رنينه إلى الساعات الأولى من الصباح. جاءه أحد أفراد الشرطة بعد أن تهالك الليل مرهقاً على سواعد المدينة ليبلغه أن جريمة قتل قد ارتكبت في إحدى القرى النائية، إلا أن صاحبنا الذي لم يكن يتحمل قتل فراشة أمام عينيه أمره بالانصراف. في اليوم الثاني تقدم شاعرنا باستقالته من العمل بالشرطة.
    يحكى أن أبا القاسم محمد إبراهيم والذي كان يعمل أيامها نائباً لرئيس الجمهورية عز عليه أن يرى شاعراً بمثل قامة أبي آمنة يتمشى بين الظلال فأصدر أمراً بتعيينه مستشاراً إعلامياً بالسفارة السودانية في القاهرة، بعد أشهر قليلة عاد شاعرنا إلى الخرطوم وهو يقول: (إن قبضة رياح الهبباي في بلادب أجمل بكثير من جنة في وطن آخر).
    وتروي الأيام أن فنان الشرق آدم شاش الذي اشتهر بأغنيته (قهوة بشمالو) حمل عدداً من قصائده الغنائية إلى مدير الإذاعة السودانية بهدف تسجيلها. إلا أن مدير الإذاعة أبدى عدم الموافقة على تسجيل الأغنيات حيث أنها مكتوبة باللهجة الهدندوية، وقال إنه سيعمل على تسجيل هذه الأغنيات في حالة واحدة وهي أن يعمل أبو آمنة على ترجمة معانيها. استمر شاش في البحث عن شاعرنا لكنه كان كمن يضع الملح على جرح قديم. فذهب إلى الراحل عمر الحاج موسى الذي أصدر أمراً للإذاعة بتسجيل كافة الأغنيات المكتوبة باللهجة الهدندوية على مسؤوليته الخاصة. علم أبو آمنة بالخبر؛ فقالها صادقاً: لو أن كل الوزراء كانوا مثل عمر الحاج موسى لما ناحت يمامة في الشرق حزناً على وليفها.
    فرحت كثيراً حين أبلغني الأخ كمال طه أن الشاعر أبا آمنة حامد قد وصل إلى الإمارات العربية المتحدة للعمل بصحيفة البيان واستمرت اللقاءات بيننا في الإمارات كأنها عطر عروس يتوزع بين النسائم.. ذات مساء لم أصدق عيني وأنا أراه يضع حقيبة على كتفه عائداً إلى السودان. قال يخاطبني: إن الأسماك تسبح طرباً في أحضان البرك الآسنة لمدينة (هيا) ولكنها تموت اختناقاً وهي تسبح في أحواض الكولونيا في بلد غريب. ثم حلقت به الطائرة إلى عودة طيبة مثل عينيه الطيبتين.
                  

03-24-2011, 11:39 AM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شخصيات من الشعبية (Re: Emad Ahmed)

    الراحل المقيم الشاعر أبو آمنة حامد

    بقلم : عصمت معتصم البشير

    الحلقة الرابعـــة


    أبو آمنة حامد مفكراً وكاتباًً :

    لقد كانت كتابات ومقالات الأديب الكبير أبو آمنة حامد للصحف والمجلات السودانية في مجالات الفكر، والسياسة، والرياضة، وكان لكتاباته ومقالاته قراء ومعجبين، خاصة وأنها تحمل كثيراً من آرائه الصائبة الجريئة والحادة جداً في كثير من الأحايين، والمفردات التي لا يأتي بها إلا شخصه هو تحديداً.. رغم ما فيها من سخرية وتهكم علي ما يجري، وما ينوء به الواقع..

    يري البعض أن هذا البجاوي النحيل قد دخل مجالات الفكر والسياسة بحكم تواجده في منزل رئيس الوزراء لحكومة السودان عبد الله خليل و ما تهيأت له من ظروف.. إلا أنه أكد أن لقرآءاته وعمق نظرته بجانب تواجده في تلك الديار فتح عليه نوافذ المعرفة بشتي طرقها، وأن الأمر لم يكن صدفة.. وها هو يقول لي عندما سألته في هذا الشأن :-

    (أنا قارئ شديد التأمل في دراسات الفكر السياسي بالذات، ولكن وجدت أؤلئك الساسة يفسحون لي آفاقهم الرحيبة، وكان لدي طموحاً إنسانياً وفكرياً وليس زعامياً – لأنني لا أصلح للزعامة السياسية، ولا الفكرية، ولا الروحية- فأنا متمرد بطبعي، وكما تعلم أنني طالبت في مقابلة تلفزيونية أخيرة في السودان بالليبرالية الديمقراطية الغربية، بإعتبارها فكراً إنسانياً مباحاً ومتاحاً، ويناسب المجتمع السوداني.
    وهذا هو إعتقادي الأساسي، ولا أعتقد أن شيئاً ما قد أدي إلي تغيير المفاهيم في نفسي، وهذه قناعة شخصية عندي، وليس نوعاً من أنواع التطرف والمغالاة في الفكر السياسي.
    الإتحاد السوفيتي عاد إلي الليبرالية الديموقراطية.. من كان يحلم بهذا؟.. هذا هو المعتقد الأساسي عندي.. يعني مع إدراك الظروف التي أتت بنظم سياسية أخري.. مع تقديري التام للقائمين بهذا.. فهم سودانيون حقيقيون، وحبهم لهذا الوطن ليس فيه شك.. لكن طبيعة مثل هذه النظم هو الإنضباط التام، وهو أمر يخالف ما أؤمن به.. والسودانيون حكاماً ومحكومين عرفوا بالتسامح والحب لهذا الوطن.
    وأشعر بتقدير كبير لكل الذين حاولوا أن يرتفعوا بهذا الوطن من خلال فلسفات آمنوا بها ، وإعتقدوا أنها هي الأصلح في الزمان والمكان) .

    وإذا كان هذا قوله وفكره في الشأن السياسي، فأما فكره التأملي والجمالي فيتخلق في قوله:-

    (أعتقد أن التصنيف العقائدي في علم الجمال- مسؤول بشكل تاريخي- وربما "مستقبلي" عن تشويه العمل الخلّاق المرهق – بكسر الهاء- والمرهَف – بفتح الهاء- معاً.
    فالرقابة الصارمة علي الفنان - أي رقابة وفي أي بلد- كانت من اللجنة المركزية للحزب التقدمي –أو من جمعيات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي سد حصين أمام إستشراف الذوات الخلّاقة – للتقدم.. والحب.. والجمال – متي ما أسئ إستخدام تلك الرقابة.
    وأتوقف هنا للحظة - وبشكل حاسم – فأنا لا أعني ولا يمكن أن أعني أن يكون الفن المنتج في شكل حر في ذات حرة.. ذا صيغية إعتدائية أو تخريبية علي قيم وتقاليد وتراث المجتمع.
    فالغبي وحده هو الذي يتصدي لقيم مثل قيم (الدين) و (الأخلاق) و (التقاليد) بشكل فجائي و متدرج.. إذا إستثنيت طبعاً – التقاليد غير البناءة.
    فلكي تعترض علي فصل من فصول علم الجمال لابد أن تكون جميلاً.. والجمال هنا ليس جمال الجسد، وليس بداهة هو جمال العقل، إنما هو جمال ممتزج فيه (تمرس) العقل بتراث الجمال – وأصالته المعاصرة (كلام نخبة هذا موش؟.. معليش)!..
    بمعني أن يكون عقلك مُدرباً أو متدرباً علي تذوق جمال"فكري" ما.. قد يكون قصيدة.. أو لوحة.. أو لحن .. و حتي جسداً إنساني جماله (الهادئ) يدعوك للتأمل والتصوف، فالجسد الصارخ – بالجمال- تابع لقانون الجنايات الحدي، وليس هذا مجالي.
    ما أريد ن أقوله: إن التأمل في الجمال مران وموهبة وممارسة، وتحقيق لشيئين معاً.. هو ممارسة "إنسانية الإنسانية".
    ثم يقول في ذات المقال:- لا زلت أعيش ولا زلت أكتب.. ولكني أركب (البوكس)، وكلما تجئ إمرأة سمينة لتركب معنا يأمرنا (الكمساري) أن نتصلح فنتصلح!..
    أيهما العقائدي في الإثنين – البوكس- أم المرسيدس .. بلا لمـــة.
    حاشية: علم الجمال يعني لدراسات التي تجري في كل مجال الإبداع الإنساني – كل الدراسات).

    وعن قضايا الفكر والادب كان له رأياً بيناً:-
    (إن قضية الفن والفكر في بلادنا.. يجب أن تبقي مرفوعة الراية... إلي آفاق النصر...
    قد يكون المبدع "ذاتياً".. وقد يكون ملتزماً .هذي ليست قضية إنما القضية أن يكون موهوبا ..صادقاً وفناناً حقيقياً .. ولكني ارفض وبكل أنواع الرفض المتاحة وصاية البعض باسم الإلزام ..إنما أدعو المفكرين أن يكونوا صادقين .. أن ينبع الأدب من ضمائرهم لأنهم يريدون أن يغمسوا ريشاتهم من خلال الالتصاق بالناس.. بمشاكلهم في أهداب الفجر الآتي بإرادتهم وان يحبوا .. فالحب هو الهدف النهائي لكل الشرائع والمعتقدات ذلك أن الفنان الحقيقي هو الذي ينبع في قلب الجماهير ويحتضن أملها الحقيقي ويسعي به .
    ولكن الفن الخالد هو الفن الصادق الذي يستاف ضمير الفنان ويندفق من الذري الشامخة في أعماقه بالعفوية التي تكفل له الخلود.
    وعلي المجتمع.. وعلي الدولة.. وعلي الجماهير أن يكفلوا لهذا الفنان جواً نقياً صحياً.. يستطيع أن يتنفس فيه بحرية.. ويستطيع أن يبدع فيه- علي المستوي العريض - بحيث يشتعل الأدب الجماهيري عندنا بالصدق ويتطرز برضي الشعب عنه .. حين يكون له لساناً ... ومعنيً.
    أقول هذا.. لأن إرهاب المفكر وحمله علي السير في أي – مبدأ - عن طريق الإيحاء - بأنه سيكون مرفوضاً إذا لم يقل كذا.. يقتل الأدب.. ويجعل من الأديب قلماً ينقل الشعارات الميتة.. علي الصحائف أدباً ميتاً.. لا يستطيع أن يؤدي دوره.. ولا يستطيع أن يسكت).

    وعندما سألته عن فلسفته للجمال.. في إجابة مباشرة قال لي:-

    (إن الله جميل يحب الجمال.. والمحبون دائماً هم أكثر الناس إيماناً بالله.. وأعتقد أنه لو هُيأ للمفكرين الجماليين أن يحكموا الناس لإستقرت أمور الناس بالرحمة والشفافية والحرية المسؤولة، وإحترام مشاعر الآخرين وحرياتهم، والتواؤم معهم بعدالة وبعشق وحب ) .

    لقد عاش أبو آمنة حامد مفكراً جمالياً ومفكراً سياسياً، وقد كان يري ثمة بين علاقة الفكر الجمالي، والفكر السياسي وقد عبّر عن هذه العلاقة بقوله:-

    (علاقة أساسية، والمفكر الجمالي هو مرتبط إلي حقيقة، وحال متجرد بالغد الأكثر حرية وعبقاً وجمالاً وكرامةً) .

    وقد ذهب في منعرجات السياسة وتقاطعاتها مذاهب شتي فتارة مع الناصريين، وتارة مع الإتحاديين وتارة مع الإنقاذيين، فكان قد أشيع أنه غادر الناصرية وفكرها الذي أسسه جمال عبد الناصر، ولكنه أكد علي ناصريته..

    (لست عضواً في الحزب الناصري، ولكنني ناصري أياً كان موضعي السياسي.. فأنا الشاعر الوحيد في الوطن العربي الذي وقف جمال عبد الناصر تحية لشعره أمام الجماهير، ولوّح بذراعيه.. ومثلي لا يتخلي عن الناصرية وزعيم الأمة العربية الخالد يقف لشعره تقديراً.
    وأنا أقدم ناصري في السودان من حيث الزمن.. ولكن السياسة هي من الممكن، والمهم ألا أنتمي إلي حزب يعادي الوحدة العربية أو الشعب المصري.. وذلك ما فعلته طيلة حياتي).**

    ولكن رغم ذلك قدم نفسـه للإتحاديين حتي كان مرشحاً في إحدي دوائرهم الإنتخابية بمدينته الأم هيا إبان الديموقراطية الثالثة التي اعقبت إنتفاضة أبريل 1985، ولكنه عاد ونقض عهده معهم ######ر منهم ومن حالهم وقال:-
    (حصيلة التجربة هي أن الطائفة السياسية الحاكمة هي ضد المثقف بشكل عام، وضد المثقف البجاوي بالنسبة لقيادات الختمية بشكل خاص.. فهي تريد نواب (دواجن) وتسعي لفوزهم حتي تسهل قيادتهم.. لذلك فإن الواجب المُلِح والأساسي والرئيسي أن يناضل المثقفون الإبداعيون بالذات من أجل إجتثاث كل مرتكزات الطائفية السياسية ومقاتلتها كعائق أساسي ضد التقدم والحرية الديموقراطية).**
                  

03-24-2011, 11:41 AM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شخصيات من الشعبية (Re: Emad Ahmed)

    أبو آمنة رياضيا:-

    وكما خاض ابوآمنة غمار الفكر والسياسة خاض أيضاً غمار الرياضة مشجعاً محترفاً لنادي الهلال العاصمي، وحبه لناديه الهلال لا يدانيه حب منذ أيام صباه الأولي وقد خاض في ذلك معارك كتابية صحفية مع كتاب الند التقليدي لهم المريخ خاصة مع الأستاذ حاج حسن عثمان، وقد كان لكتاباته ومقالاته الصحفية وقعها لدي جماهير الهلال.
    وغير هذا فقد وظّف بعض كلماته الشعرية لخدمة إنتصارات فريقه، ووأبرزها عندما فاز الهلال في مباراة المولد الشهيرة بهدف اللاعب الشهير نصر الدين عباس (جكسا) فوقتها كتب أبو آمنة يقول مخاطباً شاعر المريخ ود الرشيد:

    المباراة يا ود الرشيد
    كانت شوطين من لهيب
    تعرف براك مين إنتصر
    مين فينا نام ببسمتو
    ومين فينا أضناه السهر
                  

03-24-2011, 11:56 AM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شخصيات من الشعبية (Re: Emad Ahmed)

    قبل الدخول في الحلقة الخامسة والأخيرة للشاعر الراحل أبو آمنة حامد

    نتوقف مع هذا الحوار الذي كان قد أجراه عصمت معتصم البشير مع الشاعر الراحل أبو آمنة حامد لصحيفة (الإتحاد الظبيانية) في منتصف تسعينات القرن الماضي.. وذلك إحياءاً لذكراه، وقراءة لأفكاره، وتجلياته في سموات الإبداع السوداني


    إلي أي مدي إستفدت من بيئة وثقافات شرق السودان في تكوينك الثقافي والفكري والشعري؟..

    انا كهدندوي، وهم كرعاة غنم.. فهذا يعني سيادة مثل الإعتداد بالأرض والإعتزاز بها.. وإعتبارها أمر مقدس حقيقة.. وأعتقد أنني في هذا التكوين الأولي كنت محظوظاً بغعتباري حفيد الناظر (تِرِك) ناظر قبيلة الهدندوة، وهي إحدي القبائل الكبري في شرق السودن.

    فمن هذا تشربت كبرياء الراعي وإعتزازه بالأرض، ومفهوم الكرامة عند القبيلة، والحب للجمال الطبيعي والأنثوي، وأنهار مثل أنهار خور بركة‘ والقاش و ما يلتف حولها من إخضرار، وتكوين الإنسان الجميل.. كل هذا بجانب ما أتيح لي من دراسة في كلية الحقوق، والشرطة، وكلية الإعلام بالقاهرة ربما أعطاني نوعاً من الإتساع في النظرة إلي الأفق، وربما العمق.. والنظر إلي الجمال بتجرد فلسفي، وكما هومعروف أنه من خصل الرعاة (التأمل العميق).

    ** وكيف كان التحول من مجتمع رعوي جبلي إلي مجتمع المدينة أو العاصمة؟..

    التحول البيئي كان عميقاً، ويعني هذا أن تخرجي من ثلاث كليات أعطاني نوع من الإتساع في المعرفة، ربما أقولها بتواضع التعددية.. وأنا نشأت في عرين عبد الله خليل الفارس والإنسان .. رئيس الوزراء الأسبق، والذي يمثل في نظري قمة من قمم الكبرياء والفروسية والوطنية والتجرد.. وأظُنها كانت محطة رئيسة في مساري، وأتاحت لي اللقاء بعمالقة الفكر السياسي في البلد علي أعلي المستويات، ومختلف وجهات النظر من أقصي اليمين إلي أقصي اليسار والوسط.
    هذه الأشياء الرئيسة مضافاً إليها حبٌ تصوفي للجمال الإنساني، والطبيعي معاً.



    هل .. وإلي أي مدي أثّر ذلك التحول في شخصيتك، وما هو نتاجه؟..

    بالتأكيد لأن مجتمع المدينة له قوانينه الصارمة، بعكس حرية الإنسان في مجتمعه ، وطبيعي جداً أن يكون في مثل هذا نوع من الصدمة في مختلف نواحي الحياة.
    ومن حسن حظي أنني جئت من قمم جبال البحر الأحمر، وإلتصقت مباشرة، وبالصدفة ربما بعمالقة هذا الوطن.. منهم كما ذكرت عبد الله خليل الذي تربيت علي يديه لعلاقته الوثيقة بجدي ناظر الهدندوة (تِرِك)، ومن حسن حظي أيضاً صادقت الأستاذ الصحفي رحمي سليمان، والفنان حسن عطية، والمبدع صلاح بن البادية، وصديق منزول، وأمين زكي لاعبي فريق الهلال العاصمي.. بالطبع كل عملاق في مجاله، وأنا قصدت ذلك، ولكن ربما كان الأمر مرسوماً.
    وحقيقة كل هذا شكل شخصيتي الحالية، وأهمها راعي الغنم الهدندوي بكبريائه، وتجرده، وعمق تأمله للأشياء الجمالية، وكان نتاجه ما صنعناه من شعر، وما طرحناه من فكر.


    وكيف إستطعت أن تستلهم من الجمال مواضيع شعرية مختلفة؟..

    لأن المواضيع نفسها كانت مختلفة، ومتعددة، من حب تصوفي نقي للجمال في الإنسان والطبيعة، إلي تأمل معطيات هذه الأشياء والإعتناق الحميم بها يعطي خصلة الصدق في التعبير والمعايشة، وهو أمر شديد الضرورة للإبداع والخلق.

    إذن ماهي فلسفتك للجمال؟..


    إن الله جميل يحب الجمال.. والمحبون دائماً هم أكثر الناس إيماناً بالله.. وأعتقد أنه لو هُيأ للمفكرين الجماليين أن يحكموا الناس لإستقرت أمور الناس بالرحمة والشفافية والحرية المسؤولة، وإحترام مشاعر الآخرين وحرياتهم، والتواؤم معهم بعدالة وبعشق وحب .

    هذا يعني ضرورة العلاقة بين السياسيين والمفكرين الجماليين؟..

    علاقة أساسية، والمفكر الجمالي هو مرتبط إلي حقيقة، وحال متجرد بالغد الأكثر حرية وعبقاً وجمالاً وكرامةً.

    دخولك المجال السياسي.. هل كان من قبيل الصدفة، وصداقة السياسيين.. أم عن قناعة ذاتية؟..

    أنا قارئ شديد التأمل في دراسات الفكر السياسي بالذات، ولكن وجدت أؤلئك الساسة يفسحون لي آفاقهم الرحيبة، وكان لدي طموحاً إنسانياً وفكرياً وليس زعامياً – لأنني لا أصلح للزعامة السياسية، ولا الفكرية، ولا الروحية- فأنا متمرد بطبعي، وكما تعلم أنني طالبت في مقابلة تلفزيونية أخيرة في السودان بالليبرالية الديمقراطية الغربية، بإعتبارها فكراً إنسانياً مباحاً ومتاحاً، ويناسب المجتمع السوداني.
    وهذا هو إعتقادي الأساسي، ولا أعتقد أن شيئاً ما قد أدي إلي تغيير المفاهيم في نفسي، وهذه قناعة شخصية عندي، وليس نوعاً من أنواع التطرف والمغالاة في الفكر السياسي.
    الإتحاد السوفيتي عاد إلي اليبرالية الديمقراطية.. من كان يحلم بهذا؟.. هذا هو المعتقد الأساسي عندي.. يعني مع إدراك الظروف التي أتت بنظم سياسية أخري،.. مع تقديري التام للقائمين بهذا.. فهم سودانيون حقيقيين، وحبهم لهذا الوطن ليس فيه شك.. لكن طبيعة مثل هذه النظم هو الإنضباط التام، وهو أمر يخالف ما أؤمن به.. والسودانيون حكاماً ومحكومين عرفوا بالتسامح والحب لهذا الوطن.
    وأشعر بتقدير كبير لكل الذين حاولوا أن يرتفعوا بهذا الوطن من خلال فلسفات آمنوا بها ، وإعتقدوا أنها هي الأصلح في الزمان والمكان



    تري هل أثّر التأمل في دراسات الفكر السياسي في مضامينك ومفرداتك الشعرية؟.. علماً بأن لديك فلسفة خاصة للجمال..بالتأكيد التأثير موجود، والشعر واحد من أبرز الفنون التي تصور حركة الوجدان الإنساني.. والجمال الإنساني نفسه يعتمد علي طبيعة النظام السياسي.. هل يوفر هذا النظام الحرية المسؤولة في ضمير كل فرد بحيث يحمي هذا الفرد التراث بقناعة ذاتية محضة وحب.. وإذا توفر هذا فيصبح الأمر إنسانياً ورفيعاً.
    والفكر السياسي وسيلة المثقف لإسعاد الإنسان، وطبيعي أن يتواءم هذا الأمر مع التراث، وأخلاقيات الناس، وتاريخهم الوطني والنضالى والفكري، والسودانيون بطبعهم محبون للحرية والديمقراطية، وليس هناك نظام ديكتاتوري بالمعني اللاتيني للكلمة.. وإنما نوع من التغيير الذي يحس به قطاع معين سيقوم بشئ، وإيمانه أن هذا في مصلحة الوطن.
    وأنا كمفكر سياسي أنتمي إلي الناصريين الليبراليين، وكتبت في هذا المنحي قصائد عديدة منها ما نُشِر في ديواني الشعري(ناصريون نعم) ومنها ما لم ينشر

    بعد التغيرات التي طرأت علي الساحة السودانية والعربية عامة سياسياً وثقافياً وفكرياً.. تري هل هناك تغير في شكل القصيدة الشعرية، أو الشعر عامة؟..
    بالنسبة للسودان هناك تغير، ولكن في حدود التقاليد السودانية المرتبطة بمعاني عزة وكبرياء البنت السودانية، وإحترامها المطلق للتقاليد والدين.. هذا وارد.
    وطبيعي أن يكون هناك تغير في شكل القصيدة العربية، ولكن في حدود الثوابت الأخلاقية المعروفة.
    لكن بكل أسف.. أن ثقافات الشعراء أخذت تضمحل، لأن الحياة بدأت تأخذ المفكر إلي متاهات البحث عن الرزق، وإطعام الأبناء.. في وقت يحتاج فيه هو نفسه إلي الإنخراط المطلق في عالم الفكر.. بعيداً عن مصارعة الحياة في شكلها المادي، وهو أمر صعب في المجتمعات المتخلفة.
    والمفكر يجب أن يجد الحد الأعلي للإستقرار المادي.. أما المصارعة في أمور الحياة لا تصنع مفكراً.. والقصيدة هي نوع من التأمل الجمالي المطلق.. بعد أن يصبح الفنان في سعة واسعة من الحياة تقترب إلي الترف.. فالمفكر الفقير مادياً هو تماماً مثل علبة الصلصة الفارغة.. وهذا بالتأكيد إنعكس علي شكل القصيدة في المضامين الأساسية لها وفي مفرداتها، وهذا ليس في السودان فحسب .. بل في كل أرجاء العالم.. وهذا قانون إنساني مطلق.
    ويبقي السؤال يا أخي – عصمت- كيف تكون هناك قصيدة متطورة في ظل هذا التطاحن؟؟..


    ولكن الملاحظ أن غالبية شعراء السودان يكتبون الشعر العاطفي.. أو للمرأة.. وأنت واحد منهم؟..

    المرأة ليست موضوعاً يخص المرأة كتكوين بايولوجي، والمرأة قد تعني الوطن.. الرحمة.. المُثُل العليا.. التراث.. وغيره.. وغيره.. وهذا شئ طبيعي فليس هناك شاعر لم يتزوج إلا عن حب.
    والشعراء بعيدون عن البنت الغنية مادياً لتكوينهم الطبيعي والفكري والإنساني.. لأن الإرتباط بالبنت هو إرتباط بالبيئة والأخلاق والدين والتراث.. وهو أمر يستحل الخروج منه، وليس هناك داعياً للخروج

    السودان بلد متعدد الطبيعة، وغني بالصور الجمالية.. تري إلي أي مدي إستطاع شعراؤه أن يسفِروا بما لديهم من أدوات شعرية عن هذا الجمال؟..

    شعراء السودان هم الرئيسيين في هذا المضمار في الوطن العربي.. وفي رأيي أنهم كتبوا شعراً رفيع المستوي، ودونك الشاعر التجاني يوسف بشير، وإدريس جماع، وحسين بازرعة، وإسماعيل حسن، وآخرين.. وكل هؤلاء إستطاعوا أن يستلهموا من الصور الجمالية أشياء خالدة تتميز علي كل شعراء الوطن العربي تقريباً.. بما فيها من صدق، وتصوف، وعشق، وإحترام.
    والسودان جميل بالشكل الطبيعي.. فالجنوب بغاباته، والشرق بجبال البحر الأحمر، ونهر النيل في الشمالية.. جمال لا يضاهيه جمال.. وإنسان حقيقي مرتبط بكرامته، وقيمه الإنسانية الجمالية.. فكل هذه المؤثرات إستطاع الشاعر أن يتفاعل معها ويعبر عنها بسلاسة.

    وإلي أي مدي إستفاد المثقف السوداني من الجذور المكونة للثقافة السودانية؟..

    الإستفادة من الجذور مسألة لا إرادية مندمجة بشكل أساسي بشخصية المفكر.. و الإندماج الإرتباطي يأتي من المعايشة اليومية اللصيقة بالمجتمع، ومُثُله العليا.. فلابد أن يكون هذا الفكر بهذه الأشياء لجذرية.
    الطيب صالح عاش في مجتمع بريطاني، لكنه كان من أصدق الذين كتبوا عن أعماق الباطن السوداني.. تلك هي المسألة بإختصار.

    هل تعتقد أن مجتمعكم الجبلي.. الرعوي ، ومجتمع شرق السودان بصفة عامة تمكن من اللحاق بعجلة التطور الفكري والثقافي الذي تراه الآن، وما هو نتاجه؟..

    طبعا هذه سنة الحياة، وطبيعياً أن يتطور هذا المجتمع بتكونه البيئي، وإرتباطه بالفكر العالمي عبر أجهزة الإعلام المختلفة.
    لكن يظل متسماً بسماته الأساسية البيئية التي تجعله بخصائصه الخاصة تاريخياً وبيئياً وثقافياً.
    ولكنه في النهاية هو جزء من العالم.. خاصة في عصر التكنولوجيا والأقمار الصناعية والصحف، الزيارات، وبمعني آخر إستطاع أن يصبح جزءاً من الفكر العالمي زائداً خصائصه الذاتية.
    وأعتقد أن نتاج ذلك كأي نتاج إنساني آخر هو تعانق بين الخصائص الخاصة والذاتية مضافاً إليها قضايا الفكر الإنساني العالمي.

    بما أتيح لكم من مكونات بيئية وثقافية.. هل كنت تتوقع النجاح في كتابة القصيدة؟..

    المسألة ليست مسألة نجاح أو فشل.. وإنما كانت بيئة غنية في كل الإتجاهات أتيحت لي ولغيري من الذين يعملون في ميادين الشعر والفكر, ولكنني كنت محظوظاً بالصلات الوثيقة التي تهيأت لي، وهذا قدري

    نعرف أنك كتبت في الشعر الغنائي قبل أكثر من عقدين، ولكنك توقفت عن ذلك، فهل من رؤية خاصة حول هذا الأمر؟..
    العمل الفكري عموماً يجب أن يكون صادقاً لكي يؤثر في الآخرين.. بمعني أن تكون القصيدة الغنائية نتاج لتجربة حقيقية ومعايشة ذاتية.. طبعاً في حدود التقاليد والأخلاق السودانية التي لا أعرف شاعراً واحداً تخلي عنها.. ولكن تغيُر الظروف وفلسفة قضايا المجتمع تُغيِِر هذه الأشياء، وهذا أمر طبيعي.
    والقصيدة الغنائية يجب أن يستمع إليها الإنسان بتأمل حقيقي، لذلك يقضي علي هذه الأشياء الشعر الراقص الذي يهتم به الراقصون، والمُغني كدفوف الغابة لا معني له من ناحية جمالية تأملية أو إنسانية..
    وأعتقد أن الفنانين إستغرقهم التكنيك الفني اللحني، وكان ينبغي عليهم أن يكونوا ذوي ثقافة عالية في الفكر واللغة والشعر.. والكارثة تأتي من الفنان الراقص.. هذه هي مسألة الأغنية.
    ولذلك لم ولن أعطي شعري لأحد.. فشعري لا يصلح للرقص.. وليس من أدواتي أن أرقص أحداً..
    وبصراحة شديدة- أخي عصمت- ليست لدي الرغبة في الكتابة الشعرية

    السودان زاخر بالنوابغ في شتي المجالات الأدبية والفكرية.. لكن قليل منهم الذين أثبوا وجودهم خارج الحدود.. تري ما هي الأسباب التي أقعدت غيرهم عن الإنتشار؟..

    في رأيي هي عواصم التي تسيطر علي دور النشر والمطابع.. وصعوبة إنتقال المفكر السوداني إلي تلك العواصم.. كما أن أجهزة الإعلام عندنا مقصرة، فلا تصل تكنولوجياً إلي علياء الوطن العربي..
    ولكن حين إقتحمها البعض من هؤلاء سادوا الساحة بإمتياز وبقدرات فائقة، مثل الطيب صالح، والفيتوري وآخرين.
                  

03-24-2011, 11:58 AM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شخصيات من الشعبية (Re: Emad Ahmed)

    sudansudansudansudansudansudansudan116.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

03-24-2011, 12:05 PM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شخصيات من الشعبية (Re: Emad Ahmed)

    الشاعر الراحل المقيم أبو آمنة حامد

    بقلم عصمت معتصم البشير بانقا

    الحلقة الخامسة والأخيرة


    في ختام حلقاتنا عن الشاعر الراحل (مهرجان العطر) أبو آمنة حامد كان لابد لنا أن نطوف علي أصدقائه في الحرف والكلمة والروح، لنعرف منهم ما جهلناه عنه أولاً، وليجتروا معنا بعض رحيق وصفاء تلك الأيام التي عاشوها في رحابه ودنياواته..


    الشاعر محمد يوسف موسى رئيس إتحاد شعراء الأغنية السودانية :

    أبو آمنة حامد شاعر من الجيل الذي سبقنا في مجال كتابة الشعر.. فهو من جيل الأستاذ سيف الدين الدسوقي. تقلد عدد من الوظائف في الشرطة ، والإعلام، والخارجية وفي التعليم فقد عمِل معلماً، لكنه غير مستقر في وظيفة.. له ديوانين من الشعر ديوان(سال من شعرها الذهب) و (ناصريون نعم).. فقد كان ذو فكر ناصري، ومتعلق بجمال عبد الناصر حتي سمي إبنه الأكبر - جمال عبد الناصر حسين أبو آمنة حامد.

    وأبو آمنة كان صديقاً عزيزاً جداً لدي، رغم فارق السن بيني وبينه.. فقد كنا لا نفترق أبداً كلما كان متواجداً بالعاصمة، وكان يتميز بأنه ودود .. بشوش ويمتاز كذلك بالطرفة والسخرية، فقد كان أبو آمنة رجل يلفت الأنظار إليه بطرفته ######ريته، فقد كان ساخراً حتي علي نفسه، وكان زاهداً، لم يكن يشغل نفسه بأي شئ، ولا يحمل هماً أبداً، وليس لديه مشاكل مع الآخرين، وإذا في كان عليه مأخذ فيؤخذ لكونه رجل واضح وصريح، وهذا في رأيي قمة التصالح مع النفس فالصراحة والوضوح أمر ضروري في شخصية الإنسان مهما كان، ولذلك لم يكن منافقاً، أو مرائياً.

    وإذا تحدثت عن شاعريته فهو شاعر بحق له قاموسه الشعري، ومفرداته التي يعرف بها، فقد كتب بالفصحي والعامية، وكتب أغنيات جميلة ورائعة جداً، وعلي قلتها إلا أنها ظاهرة عند الفنانين الذي تغنوا بها، وقد تغني بأغنياته كبار الفنانين السودانيين، حيث غني له عبد الكريم الكابلي (قم صلاح الدين).. و أحمد المصطفي (غريب)، وصالح الضي (نحن ما ناسك، وضاحك المقلتين و اللقاء المستحيل)، وصلاح بن البادية (سال من شهرها الذهب، والحرير)، وأحمد الجابري (مانسيناك)، والفنان محمد الأمين(جانا الخبر شايلو النسيم)، ومحمد وردي( بنحب من بلدنا، وفرحة)، وعثمان مصطفي (كبرياء)، وسيد خليفة (جاري وأنا جارو).. كلها أغنيات كبيرة جميلة لفنانين كبار، ما زالت في ذاكرة الناس.

    وهذا يرجع لكون أن أبو آمنة رجل مثف وقارئ جيد هو وأبناء جيله، وكيف لا؟.. وقد كانت الظروف مهيأة لهم تماماً للقراءة والإطلاع، وكان هذا الأمر بالنسبة له ولنا جميعاً شيئاً مكملاً للحياة، وفي ذلك الوقت إن لم تكن مثقفاً فلن تستطيع الجلوس مع المثقفين، وإن لم تكن شاعراً فلن تستطيع الجلوس مع الشعراء، فهم يهتمون ويدورون حول مجالاتهم في الكتابة ومتابعة الإصدارات ، والشعر وهكذا.. ولعل هذا المناخ هو الذي شكل أبو آمنة حامد.

    أخيراً أقول حضرت ليلة تشيعه إلي مقابر شمبات فهو توفي في مساء (حوالي التاسعة) الحادي والثلاثين من ديسمبر 2006، وتم دفنه في الساعات الأولي (حوالي الثانية) من صباح الأول من يناير 2007، في وقت كان فيه البرد قارساً لدرجة لا توصف، ورغم ذلك شيعه عدد مقدر من الناس، وهذا لأن أبو آمنة رجلاً عزيزأ و محبوباً وجميلاً – رحمة الله عليه-.
                  

03-24-2011, 12:08 PM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شخصيات من الشعبية (Re: Emad Ahmed)

    الشاعر عبد الوهاب هـــــلاوي :


    أبو آمنة حامد.. بنحب من بلدنا.. أبو آمنة حامد لا أذكر متي إلتقيته أول مرة.. كلما أذكره أن سيرته سبقته إلي نفسي بكل الخصوصية فيها والجمال.. خاصة أنه كان أحد شعراء الشرق الذي أنتمي إليه وأحبه.. مثله في ذلك مثل الشاعر محمد عثمان (كجراي).. وإسحق الحلنقي، محمد عثمان جرتلي، حسان أبو عاقلة، وروضة الحاج، وغيرهم من المبدعين.. المهم أن كلما أذكره أنني إلتقيت به لأول مرة في أحد الشوارع بمدينة الخرطوم بحري حيث كنت أسكن.. لتمنحني الأيام وأتعرف به بمودة تكسرت من خلالها كل الحواجز.. بإعتباره ملكاً عاماً وشخصية يسهل إليها التسلل والإختراق.. لقد تعرفت وصادقت وصادقوني في حياتي عشرات الشعراء.. وهناك خيط واحد أو سَمِه – إن جاز التعبير- يميزهم عن غيرهم من البشر فكلهم يملكون مذاقاً خاصاً إلا أن مذاق أبو آمنة حامد كان الأكثر خصوصية.. فالعاطفة عنده مجنونة.. حرة .. طليقة.. تبدو في كل حركاته وسكناته، كما تبدو شعراً يقال أحياناً أو لا يقال.. وكفاه بأنه - شاعر سال من شعرها الذهب- وكفاه رقة بأنه صاحب وشوشني العبير.. تأملوا معي هذه الحروف..
    وشوشني العبير فإنتشيت
    وساقني الهوى فما أبيت
    يد الحرير إرتعشت بكفيّ
    بكيت من رعشتها بكيت
    *****
    صبية العطر يشتهيها
    أمذنب أنا إذا اشتهيت
    جدائل الليل على كتفيها
    تهدّلت حولي فما أهتديت
    *****
    حبيبتي أغرودة العذارى
    ورنّة الأفراح إن غنّيت
    حبيبتي أنيقة العطايا
    تهمي هوى إذا أنا هميت
    أجمل منها ما إحتوى فؤادي
    فالعبق الصّادح ما إحتويت
    *****
    لا تسألوني كيف كان الملتقى
    وكيف في دروبها مشيت
    وكيف طاف الثّغر في إبتهال
    وكيف في محرابها صلّيت
    سرّ عميق حبها بقلبي
    ما قلته للناس ما حكيت
    *****
    فإن روى القيثار سرّ قلبي
    قولوا لها ما قلت ما رويت
    لكنه حين بكى حنيناً
    بكيت من رقّته بكيت

    تجددت علاقتي بالشاعر أبو آمنة حامد يوماً إثر يوم.. كان يزورني في مكتبي الصغير بعمارة الضرائب ببحري وأنت تعلم ذلك يا –عصمت- كنا نتبادل الأخبار، وبعض أطراف الحديث.. وأنا أسعد الناس ببساطته وتلقائيته، وسحره في الكلام.. بل وبطرفته في الإستماع غير المهتم، وإن بدأ الأمر مهماً في حقيقته..

    ما كانت الحياة بكل زخرفها وبهرجتها تعني شيئاً لديه.. ولعل أبو آمنة قد أدرك سِرها وفك شفرتها وصارت له فلسفته الخاصة في التعامل معها.. النكتة حاضرة في حضرة أبو آمنة.. والسخرية مثقفة وذكية يطلقها مشفوعة بضحكته تلك الكبيرة القصيرة لتنطلق من بعدها ضحكات الجالسين..
    وأبو آمنة حامد سيد كل مجلس يؤمه الناس علي إختلاف ميولهم وإتجاهاتهم فهو الكفيل دائماً بأن يحتوي الكل صدقاًً وعفويةً وتلقائية في قول كل الأشياء مهما كلفه الأمر.
    حدثني ذات مرة بتلك الدعوة التي قدمت له لحضور أحد المؤتمرات.. وكيف أن مسؤولاً كبيراً أمسك بيده وإصطحبه لتناول وجبة الإفطار في مكتبه.. حيث لم يتمالك نفسـه أمام المائدة الكبيرة, وقال للمسؤول بالحرف الواحد:_( بالله عليك دي مائدة ثائر دي؟).. فرد عليه المسسؤول في غضب يا أبو آمنة :- (عاوز تفطر أفطر.. ما عاوز.. ما تقل أدبك).. فقال له أبو آمنة:- ( ما أفطر ليه؟!.. إت جايبو من بيت أبوك؟!..).. وضحكا معاًً، ثم فطرنا..

    هكذا كان أبو آمنة حامد ساخراً وجريئاً وشجاعاً لا يخشي في قول الحق لومة لائم.. وهكذا أضاع عليه الكثير من الحقوق بفعل ما قدم لســانه..


    أكثر من حوار إذاعي أجريته مع الشاعر أبو آمنة حامد في داره المستأجر بالشعبية ببحري - شارع المدارس- ، وأذكر أنني في إحدي المرات أوكلت الأمر لإحدي مقدمات البرامج.. فأوقف أبو آمنة التسجيل عند بدايته، وقال لي علي مسمع منها طبعاً..(يا خوي دي جبتوها من وين؟..)..

    الحقيقة لا يستطيع أي شخص عادي أن يجري حواراً مسؤولاً مع أبو آمنة حامد.. فهو يستنكر كل الأسئلة الساذجة والتقليدية التي درج عليها مقدمو البرامج.. كما أن كل الإجابات متوقعة منه.. لتبقي مهمة المونتاج من أصعب المهام حتي يخرج البرنامج للناس دون ثورة أو عاصفة.. سعدت كثيراً بتلك السهرة التلفزيونية التي قدمتها مع شاعرنا الكبير جداً أبو آمنة، وقد تم تسجيلها بمنزل صديقنا (مشترك) المهندس صلاح مطر.. كما سعِد كل من شاهدها بردودها اللطيفة والجريئة.. وكان قد سألته عن رائعته أغنية " وشوشني العبير" التي يغنيها ابن البادية.. فقال أبو آمنة:
    لقد قمت بتأليف أغنية "وشوشني العبير" في زوجتي الحالية.. و ذلك قبل أن أتزوجها.. و لو قدر لي أن أعيد تأليفها الآن لقلت "وشوشني العوير "وأطرف ما في الأمر أنني قدمت ضمانات مادية لأبي آمنة (المفلس) بحكم العادة.. لكي يأتي لتسجيل تلك الحلقة، وإن كان المال لا يعني شيئاً في حياته إلا بما تملـيه الضرورة القصوي..

    كل الأوساط الثقافية والفنية والرياضية ووغيرها تعشق أبو آمنة حامد.. الكل يتذوق أبو آمنة بطريقته الخاصة.. وفيه متسع للجميع في كل الأمكنة والأوقات.. أكثر ما كان يحزنني أننا كعادتنا لم نول كل أموره ما يستحق منا الإهتمام .. فعاش ملكاً حقيقياً في حياتنا بلا قصر أو تاج.. ولقد إكتفي في حياته بحب الناس.. وكان ذلك الحب الوسيلة والغاية.. كما كان المطلب الحقيقي لشاعر عظيم قل أن يجود الزمان بمثله.. شاعر درس الحقوق والإعلام والفلسفة.. وكان دبلوماسياً وهو يدخل الدنيا.. دبلوماسياً يعيشها ويخرج منها بعد أن منحنا الدفء والحكمة.. وأعطانا درساً لن تنساه الذاكرة.. هذا الدفء.. وماذا تفيد الكلمات..
    وأبو آمنة حامد شاعر كتب وكتب وكتب .. وجاي تعمل أيه بعد ما ودرتنا.. مانسيناك جاي تعمل إيه معانا بعد ما بدّلتنا
    وما سقيناك أحلي ما في عمرنا
    من عواطف وما لقيناك

    **********

    الرهيف قلبُه بيعيش في شكُّه أكتر من يقينُه
    تستبيهُ نظرة جارحة وتحترق بالحب سنينُه
    قلبُه ضايع في العيون الشاربة من حبُّه وحنينُه
    وناكرة حتّى إنُّه إنسان يسعى لي قلباً يعينُه
    **********
    ما كفاهُ العذاب الهو فيهُ ليه تزيد آلامُه أكتر
    وليه عيونُه العمرها ماخانتك تبكي وتسهر
    وليه توشّح فجرُه بالأحزان بعد ماقلبُه نوّر
    أضحى جرح الفرقة في قلبُه الحزين من حبُّه أكبر
                  

03-24-2011, 12:14 PM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شخصيات من الشعبية (Re: Emad Ahmed)

    الشاعر السر أحمد قدور :

    عرفت أبو آمنة حامد أولاً في منزل المرحوم عبد الله بك خليل، في البداية لك أن تتخيل أن ابو آمنة ناصري وعبد الله خليل يمقت الناصرية مقتاً شديداً..ولكن كانا يعيشان مع بعضهما البعض، وأبو آمنة رجل فارس، وكذلك المرحوم عبدالله خليل، وأنا عشت معهما فترة، وعمل محرراً معنا في جريدة الناس لفترة، ولكنه ترك العمل ودخل كلية الشرطة ونحن شهود علي ذلك، ترك الشرطة وإلتحق بكلية الحقوق، لكنه ترك الكلية ونحن شهود علي ذلك.. مما يعني أن أبو آمنة كان حالة من الفوران والجيشان والقلق .. حالة مستمرة.. حالة إنسانية مستمرة.. حالة من التوتر الفني مستمرة.. حالة من الرؤيا الجمالية مستمرة .. حالة من الإبداع مستمرة.. وهو رجل مختلف.. مختلف تماماً.. ولم أر في حياتي إنسان بذلك الإختلاف والجمال.. وهو شخصية لم ولن تتكرر، ويكفي أنه عندما يقابلك لأول مرة يدخلك في عالم من الجمال والأحاسيس.

    قابلته في القاهرة عندما كان ملحقاً إعلامياً وطالباً بكلية الإعلام، وكانت لنا جلسات معه.. وأتذكر أن الشاعر الهرم الأستاذ محمد المهدي المجذوب كان معنا ذات مرة في القاهرة.. فطلب منا أن نحضر إليه ألشاعر أبو آمنة حامد، وفعلاً تم ذلك.. فلما جلس معه أبو آمنة وجسلنا.. وكلنا شعراء طلب المجذوب منه أن يقرأ له من شعره.. ورفض أن يسمع من شعرنا شيئاً.. بل كان يستمع لأبي آمنة أمسية كاملة.. فقد كان المجذوب يري أن أبو آمنة حامد يكتب الشعر بقلبه وليس بعقله.. لأن في شعره كثير من الأحساس الوجداني.. وأنه يستخدم عقله في ترتيب أوضاع القصيدة، وأنما غيره كثيرون يكتبون الشعر بعقولهم.

    أتذكر أنني جمعت ديوانه ( سال من شعرها الذهب)، وقد تم ذلك طريقة غريبة جداً.. لقد كان قي تلك الفترة إذاعة (ركن السودان) بالقاهرة والتي تعرف حالياً بـإذاعة (وادي النيل)، وكانت بها مكتبة تحوي الصحف السودانية، فعكفت علي تلك المكتبة فترة من الزمن أقلب وأستخرج القصائد المنشورة له في تلك الصحف حتي بلغت حوالي الثلاثين قصيدة، ثم عملت منها الديوان، وطبعته ووزعت بعض منه بالقاهرة.. ورغم أن عدد كبير من الإخوة قالوا لي:- أن أبو آمنة سوف يثور غضباً عليك، ولكنه عندما قابلني وكان معه وقتذاك الأخ أسعد محمد طه الريفي شكرني علي ما قمت به بإعتبار أنني عملت عملاً رائعاً.. ثم كررت ذات التجربة في ديوانه الثاني (ناصريون نعم)، إذ قمت بجمعه وطباعته، فلم يغضب أو (يزعل)، بل شكرني وقال لي:-( ضيعت قروشك ساكت.. الشعر ما بيتباع)، وفعلا لم يحقق الديون عائداً لسنوات طوال حتي أقيم معرض للكتاب في السودان، ومن ثمّ تم توزيعه بوجوده هو، وحقق لنا عائد الطباعة.. وتخيل لو كان هذا الفعل فعلته لأي شخص خلاف أبو آمنة لاتهمني بأنني تكسبت منه.

    أبو آمنة حامد عمل في وظائف كثيرة وكبيرة وتركها، فمن طبيعته أن يترك الوظيفة لأنه رجل غير روتيني، فهو غير منضبط تجاه الوظيفة، كان لا يحضر أو ينصرف في معياد العمل، وهذه من أهم واجبات الوظيفة.. لأنه فنان، وهذا ربما شأن كثير من المبدعين حتي في مصر, ولذلك عندما أدرك الرئيس الراحل جمال عبد الناصر طبيعة المبدعين عمل علي تفرغهم عن العمل، ولكن نحن لم نعمل ذلك لأننا لم ندرك هذ الطبيعة.. وحتي عندما كان يعمل قنصلاً إعلامياً لسفارة السودان بجمهورية مصر، فلم تكن تهمه الوظيفة، فقد كان يري أن كل الاشياء تشبه بعضها البعض.

    وأبو آمنة حامد الذي نتحدث عنه هو شخصاَ مختلفاً، ولا يمكن أ ن يكون هو الذي نتحدث عنه إلا شخصاً مختلفاًً.. فإذا تحدث معك هو شخص مختلف، وإذا قرأ لك شعراً فهو مختلف، وإذا جادلك فهو مختلف، وهكذا..

    أذكر أنه دعاني ذات مرة للعشاء معه في شقته بالقاهرة ، وكان معه مجموعة من أبناء أهله البجا، بينما كنا نقرأ الشعر فإذا بثلاثة من أبناء الشرق تشاجروا مع بعضهم البعض، وإستلوا سكاكينهم، وحدث هرج ومرج، وكان الموقف حرج بالنسبة لي.. حقيقة خفت وحاولت أن أغادرالمكان (أتخارج)، لكن ابو آمنة حامد كان عادياً جداً.. لم يهمه شئ، وكان يقرأ في شعره كأن شيئاً لم يكن..وكان يقول لي أجلس عادي جداً هذا الذي يحدث (دي حركات ساكت) سوف يتركون سكاكينهم بعد قليل، ويجلسوا.. وفعلاً بعد فترة تركوا ما كانوا يفعلونه، ثم جاءوا وجلسوا معنا.. فقلت له:- أيه دة.. أيه دة يا أبو آمنة؟.. فقال لي:- دي رياضة.. فرغوا شحنتهم، و دة زي لعب السيوف.. وهم هناك يلعبوا بها..

    ومن الأشياء الغريبة فيه كنا نجلس دائماً مع بعض ومعنا الراحل صالح الضي، أو بعض الشعراء والأدباء والمعارف، فكان عندما يريد أن يغادر المكان الذي نحن فيه كان لا يخبر أحد بأنه مغادر.. فجأة نجده غير موجود.. وعندما نسأله لماذا لم تخبرنا بأنك ذاهب عنّا.. كان يقول:- أكلمكم ليه؟..

    وبالمناسبة أبو آمنة رجل ساخر جداً.. ذو طرفة ,و أذكر مرة وهو معنا مصر- طالباً بكلية الإعلام- بعد ماصرف الإعانة الخاصة به، وهي مبلغ (300) جنيه قابله أحد السودانيين وكان يعرف أنه رجل ودود وكريم، فطلب من أبو آمنه أن يسلفه مبلغ (200) جنيه.. فما كان من أبو آمنه وإلا قال له:- (إت قائل رقبتك بتتكلم مع منو؟.. أنا أبو آمنة حامد، وليس أبو العلا)..

    ومن جانب آخر أن أبو آمنة حامد مفكر جمالي، والفكر الجمالي لديه مرتبط بالجمال من حيث هو الجمال المطلق مثل جمال الطبيعة، جمال المنظر، جمال الكلم، وهكذا،وفي الكلام نفسه كان يبحث فيه عن الجمال، يتخير الكلام الجميل، ويبحث عن زهوره وليس عن أشواكه، بالرغم من أنه أحياناً يستخدم أشواك الكلام عندما يغضب.. لكن طالما هو يتحدث الكلام العادي فدائماً يبحث عن الجمال فيه.
    والجمال كذلك عند أبو آمنة ليس وقفاً علي المرأة، والتدقيق في ملامحها، وإنما جمال مكونات الحياة.. بل كان صاحب نظرة شاملة للجمال وليس نظرة تفصيلية.. وهذا هو حال الشرقيين عامة فالجمال عندهم حالة كاملة، وليس تفصيلاً.. غير أهل الغرب الذين لديهم معايير للجمال.. والدليل علي ما أقول إختيارهم لملكات الجمال.
    وأخيرأ لا أستطيع إلا أن أقول أبو آمنة حامد ليس إنسان له قلب، وإنما قلب له إنسان.
                  

03-24-2011, 12:15 PM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شخصيات من الشعبية (Re: Emad Ahmed)

    sudansudansudansudansudansudansudan117.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

03-24-2011, 12:21 PM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شخصيات من الشعبية (Re: Emad Ahmed)

    وأخيراً أخي صديقي – عماد أحمد- بعد أن توقفت عن الكتابة إعدتنا للمربع الأول.. غاية المني أن نكون قدمنا عن شاعرنا الكبير ما يفيد وينفع الناس.. ولك ولكل الأخوان في بوست الشعبية نجمة المودة والتقدير والسلام، وأهديكم هذه الكلمات الرائعات..

    ضاحك المقلتين - كلمات أبو آمنة حامد
    لحن وغناء - صالح الضي
    إحتشد العمر حبا
    في لحظة لحظتين
    وطاب ثم تلاشي
    في ضحكة المقلتين
    إلا بقايا إرتعاش
    تلوذ بالشفتين
    *******
    تفتح الكرز حلو
    لكن ثغرك أحلي
    والبان عالٍ شموخٌ
    لكن جبينك أ
    بعضي لبعضك كلٌ
    هل يعشق البعض كلاّ
    آمنت بالحسن لما
    إلحاده فيك صلي
    ******
    الليل داجٍٍٍٍٍ
    ولكن هل زملته الضفائر
    والورد نادٍ
    ولكن هل ذاب لمّ المشاعر
    وفي الجبين إئتلاق
    مضوع والبدر عابر
    يا حزن مليون عامٍ
    دارت عليك الدوائر
    بين بدرين يا قلب
    سافر وخبئ
    كان التلاشي تلاشٍ
    والإلتياع ظمئ
    يارفيق العمر قل لي
    والليل رحب وضئ
    فكيف ارتحالك عنا أمراً
    وكيف المجئ
    يا عذب أهمي ضياءاً
    فكلنا مستضيء
    أو فاصطلينا عذاباً
    يا رحمةً لا تفيء
    فأنت طفلٌ مهذبٌ
    مشاكسٌ وبريءُ.....






    ( الشكر الجزيل لك أخي وصديقي عصمت على هذا التوثيق الوافي والعميق للشاعر الراحل أبو آمنة حامد ,, كل كلمات الشكر والثناء لاتوفيك حقك فقد كفيت ووفيت والشكر يمتد ايضا للشاعر الرقيق عبد الوهاب هلاوي )

    (عدل بواسطة Emad Ahmed on 03-25-2011, 07:03 PM)

                  

04-05-2011, 12:10 PM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شخصيات من الشعبية (Re: Emad Ahmed)

    sudansudansudansudansudan180.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    عبد الكريم الكابلي
                  

07-10-2011, 04:25 AM

احمد محمد بشير
<aاحمد محمد بشير
تاريخ التسجيل: 06-17-2008
مجموع المشاركات: 14987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شخصيات من الشعبية (Re: Emad Ahmed)
                  

08-22-2011, 00:18 AM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شخصيات من الشعبية (Re: احمد محمد بشير)

    Quote: بوست ممتع


    حباب طلتك

    أحمد محمد بشير

    في منبر الشعبية

    ومشكور على الإشادة

    كن بخير
                  

04-27-2013, 06:10 PM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شخصيات من الشعبية (Re: Emad Ahmed)



    الشيخ الراحل المقيم : محمد الحسن محمد علي

    الشيخ محمد الحسن محمد علي شيخ شيوخ الحركة الإسلامية في السودان، ولِد في عام 1929م، بمدينة سواكن ويعود أصله من المديرية الشمالية قرية (الجريف نوري) بمروي، القرية التي خرج منها الشهيد أحمد محجوب حاج نور القاضي والإمام، والمرحوم محمد محمد صادق الكاروري، وإمام مسجد الشهيد عبد الجليل النذير الكاروري، والكثيرون من البارزين ثقافياً وسياسياً واقتصادياً وعسكرياً وآخرهم الفريق صلاح قوش. لقد بدأ هذا العمل السري لحركة الإخوان المسلمين منذ عام 1954 م هو ورفيق دربه الشيخ عبد الكريم صالح من أهالي منطقة أبو روف بأم درمان.

    تلقى الشيخ محمد الحسن محمد علي تعليمه الاولي بمدينة سنكات والثانوي بمنازل الخرطوم وبدأ حياته العلمية ترزيا وأستهوته القراءاة وكان من رواد مكتبات جامعة الخرطوم وأم درمان المركزية ومكتبة بلدية الخرطوم بحري..

    لا الباحثون ولا المؤرخون لحركة الإسلام يدركون هذا حتى الذين كتبوا عن الحركة الإسلامية في السودان أمثال البروفيسور حسن مكي في كتابه (الحركة الإسلامية في السودان 1944) حتى عام 1996 لم يتطرق إلى ذكر أسمه. وكذلك الدكتور محمد الخير عبد القادر في كتابه (نشأة الحركة الإسلامية الحديثة في السودان (1964 – 1965 م) لم يتطرقوا له.

    والمعروف بدأت حركة الإخوان المسلمين في العام 1949 م كحركة سرية كان عدد المنتمين إليها يعدون على أصابع اليد. يقول الشيخ محمد الحسن محمد علي عندما بدأنا هذا العمل في العام لم يكن عددنا كثيرًا وعندما وصل العدد 21 شخصاً قال إن العدد أصبح كثيرًا. وعندما زاد عددهم إلى 42 شخصاً قال إن المهنة أصبحت صعبة والبرنامج والمنهج يحتاج إلى الشدة في التطبيق.

    قال رفيق دربه النقابي والإسلامي فيما بعد عبد الرحمن قسم السيد إننا طلبنا من الشيخ محمد الحسن محمد علي أن يعطينا الأسماء السرية للذين بدأوا هذا العمل فلم نجد منه استجابة. انخرط الشيخ محمد الحسن محمد علي في هذا التنظيم وكانت له صلات واتصالات مباشرة بروادها الأوائل في الجامعة ومصر أمثال الأستاذ مصطفى جبر من موظفي الري المصري في الخرطوم.

    لم تنقطع اتصالات الشيخ محمد الحسن محمد علي مع إخوانه المصريين منهم جمال البنا شقيق حسن البنا مؤسس حركة الإخوان المسلمين. كانت بينهم الكتب والرسائل والإهداءات.
    في فترة ما قبل الخمسينات كان انتظامهم في دار الأرقم وهو منزل لنشاط مجموعة من شباب الحركة الإسلامية. إلى أن تم افتتاح أول نادٍ ثقافي إسلامي بالخرطوم بحري في عام 1952 م فأصبح أول سكرتير له وعندها كان الشيخ الترابي بالمرحلة الثانية بجامعة الخرطوم كلية القانون.

    أصيب الشيخ محمد الحسن محمد علي في رجله بالرصاص إبان المظاهرات التي استنكرت إعدام القيادات الإسلامية في مصر أمثال عبد القادر عودة في مظاهرة مشهورة بتاريخ 41/ يناير 1954 م معه من الإسلاميين (مرفق صورة للحدث) استمرت معه الإصابة لأكثر من خمسين عاماً تنزف دماً والآن يتم تدارسها في جامعات لندن كمسألة غريبة وعجيبة دون أثر لأي مرض آخر معها والذي قام بهذا العمل دكتور باكستاني اسمه أبرار ينتمي إلى أحد المستشفيات بلندن في عام 1989م والذي كان يعمل بالمستشفى العسكري بدولة الإمارات. يقول الشيخ حمزة الأمين إن أول دم نزف من الإسلاميين هو دم الشيخ محمد الحسن محمد علي 1954م.

    شارك الشيخ محمد الحسن محمد علي في تكوين أول مكتب عمالي للحركة الإسلامية لوضع دراسات في مجال العمل والعمال وكان من المؤسسين له لتكوين نواة من العمال الإسلاميين مما ساعد هذا المكتب في إحداث ثورة شعبان 1973م من جانب العمال وبالأخص السكة حديد فكانت تجمعه صداقة مع موسى متى رئيس نقابتها منذ عام 1965 - 1967م. قبل ظهور الشيخ الإسلامي عباس الخضر. تعرَّض الشيخ محمد الحسن محمد علي للمضايقات عن طريق وحدة الفرع بالاتحاد الاشتراكي وعن طريق الوشايات ورفع التقارير لجهاز الأمن ولكن الله سلمه من مكرهم رغم مداهمة منزله وتفتيشه بحثاً عن منشورات أو ما كان يقلق جهاز الأمن من مجلة النقابي التي كانت توزع سراً.

    كان الشيخ محمد الحسن محمد علي بحوزته ماكينة طباعة للمنشورات ولكنه لم يكلم بها أحداً من الإخوان وكان النقابي عليه رحمة الله سليمان سعيد يمتلك ماكينة طباعة رونيو بمنزله ولقد تم إلقاء القبض عليه ودخل السجن هو وآخرون وعندما سأل الإخوان الشيخ محمد الحسن محمد علي أين الماكينة قال لهم هذا سر من الأسرار لا ينبغي لأحد أن يعرفه ولو كان من الإخوان.

    يقول الشيخ محمد الحسن محمد علي سوف نكون أقوى من CIA وأقوى من KJB بكوادرنا السرية إذا ما تمسكنا بمنهجنا وسوف نكون القوة الضاربة في العالم بعون الله ويصدق توجهنا وسوف تكون لنا السطوة على الناس بالحق والعدل رويداً رويداً لا بالباطل والنفاق يتنزل منهجنا على الناس شورياً وعدلياً ليس بيننا ظالم ولا آكل لأموال الناس بالباطل ولا نلتفت إلى الوراء إلا خيراً لخير ولا يشق صفوفنا أحد ولو كان الشيطان إلا إذا انتكست الجماعة. منهجنا الاستقامة والصدق والنزاهة والأمانة، فنحن مطمئنون نمشي بين الناس وسوف تدنوا السلطة لنا ونركلها بأقدامنا إذا ما أرادت أن تخرجنا من المنهج أو أن تفرق بين الناس فتجعلهم أغنياء وفقراء. وإذا ما دنت السلطة علينا وبيدنا القرارات فسيكتب لنا التاريخ ما نريد وما نقول هذا ما قاله الشيخ محمد الحسن محمد علي عندما أقلعت الطائرات الحربية في السماء لضرب الجزيرة أبا في عام 1970 م واستشهاد رفيق الدرب محمد صالح عمر.

    رفض الشيخ محمد الحسن محمد علي العمل بمنظمة الدعوة الإسلامية عند بداية تأسيسها بعد أن حثه التنظيم ثلاث مرات خوفاً من الشبهات ورفض سياسة التمكين التي فرضها الإسلاميون عند بداية حكمهم مع ثورة الإنقاذ مما حدا بالشيخ يس عمر الإمام أن يقول إن الشيخ محمد الحسن محمد علي أتقى وأنظف شخصية من رجالات الحركة الإسلامية في السودان كله. وأشار بيده وقال أنا مسؤول عن ذلك.

    يمتلك الشيخ محمد الحسن محمد علي منزلاً شعبياً من الفريق إبراهيم عبود عليه رحمة الله بالخرطوم بحري كتب الشيخ محمد الحسن محمد علي مذكرات مليئة بالأحداث والمتغيرات وكتب عن الله والكون وأمراض القلوب والإسلام وأولاد جابر والإسلام عبر القرون وكتب مذكراته عن النقابات وكتب مذكرات بعضها لم يرَ النور.

    عمل مراسلاً ومندوباً لصحيفة الميثاق وجريدة السياسة والفكر الإسلامي في تاريخ 28/4/1965 م مغطياً للأحداث والمؤتمرات في عطبرة وبورتسودان وكسلا ومهام أخرى تتعلق بالعمل الإسلامي.

    سمى الشيخ محمد الحسن محمد علي ابنته المولودة في عام 1966 م م باسم سعاد إعجاباً بالبروفيسور سعاد الفاتح البدوي عندما كانت في عنفوان شبابها نشاطاً وحيوية وحماساً للعمل الإسلامي من جانب المرأة عندما كانت تأتي وتجتمع بمنزله بالشعبية جنوب في بداية الستينات، وتنبأ لها بمستقبل يخدم حركة الإسلام والمسلمين. وسمى أحد أبنائه بالمعتصم والآخر بصلاح الدين وأسامة وكان يحلم بتحرير فلسطين والجهاد ضد إسرائيل كان إيمانه بقوة المنهج وتمسكه كفيلاً بذلك. كان الشيخ علي عثمان محمد طه من المعجبين به ودوره في اللجنة المركزية إذ أنه كان صاحب فكرة البريد السري للحركة الإسلامية من طلاب الجامعات والمعاهد للربط بين المركز والأقاليم كل على منطقته ونجحت فكرته.

    اعتبر تاريخ 28/7/1970م أيام ضرب وحادثة ود نوباوي ناجحاً للسرية يتمثل في الإذاعة المتحركة عبر التاكس لمناهضة نظام مايو وقتها. كتب في مذكراته رسالة للشباب وكان الشيخ محمد الحسن محمد علي شديد الإعجاب بأفضال ثلاثة شبان من الحركة الإسلامية يمتازون بالنشاط والحيوية وركائز أساسية وفعالة في العمل الإسلامي وهم الشهيد عبد الإله خوجلي 1947م بالقاهرة والشهيد الدكتور محمد أحمد عمر 1981م والأستاذ الشيخ علي عثمان محمد طه 1980 ـ 1983م كان لهم الفضل في الوقوف معه في فترة حياته العلاجية من جراء إصابته في قدمه اليمنى في مظاهرات 1954م كان الشيخ محمد الحسن محمد علي يافعاً وكان يأتي إلى والده العم خوجلي وكان معه وقتها ابنه الصغير حسين خوجلي الصحفي المعروف وصاحب جريدة (ألوان)ان والدهم عنده ماكينة خياطة بالقرب من الشيخ محمد الحسن محمد علي. لقد كرّمه الشيخ حسن الترابي عندما جاءت الإنقاذ من ضمن السابقين في هذا العمل الإسلامي بتاريخ 4/21/1990م وكتب له الآتي في الإهداء وتظهر فيه مقاصد الشيخ لما يعنيه: (نهدي إليك كتاب الله الذي وثقنا عليه أمس وعد الحق ونحقق به اليوم وعد الصدق ونرجو به غداً عافية الخير والحمد لله أولاً وأخيراً) عن إخوانك دكتور حسن الترابي..

    كان ضمن نقابة عمال المخازن والمهمات في العام 1953 م وشارك في تكوين أول مكتب عمالي للحركة الإسلامية وانتخب رئيسا لنقابة عمال المخازن والمهمات في العام 1973 م.

    تزوج الشيخ محمد الحسن محمد علي من السيدة الكريمة جمال حمد محمد أحمد وله من الأبناء :
    معتصم وصلاح وأسامة وصبري وعلي
    ومن البنات : سمية وسعاد وسلمى.

    انتقل الشيخ محمد الحسن محمد علي في يوم 2 من شهر ابريل 2004 م إلى جوار ربه .. ألا رحم الله الشيخ محمد الحسن محمد علي الذي نذر حياته للعمل الإسلامي لأكثر من تسعة وخمسين عاماً والذي ترك مكتبة مليئة بأحداث الإسلاميين طيلة هذه الفترة.


    المصادر :
    - صحيفة الانتباهة السودانية بتاريخ 23 نوفمبر 2012
    - بعض المعلومات والصور من الأصدقاء الأعزاء أبناء الراحل (أسامة وصبري)
                  

04-27-2013, 06:12 PM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شخصيات من الشعبية (Re: Emad Ahmed)

                  

04-27-2013, 06:14 PM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شخصيات من الشعبية (Re: Emad Ahmed)


    صورة للشيخ محمد الحسن محمد علي توضح الاصابة التي استمرت معه لأكثر من خمسين عاماً تنزف دماً والآن يتم تدارسها في جامعات لندن كمسألة غريبة وعجيبة دون أثر لأي مرض آخر معها والذي قام بهذا العمل دكتور باكستاني اسمه أبرار ينتمي إلى أحد المستشفيات بلندن في عام 1989م والذي كان يعمل بالمستشفى العسكري بدولة الإمارات. يقول الشيخ حمزة الأمين إن أول دم نزف من الإسلاميين هو دم الشيخ محمد الحسن محمد علي 1954م
                  

04-27-2013, 06:15 PM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شخصيات من الشعبية (Re: Emad Ahmed)

                  

04-27-2013, 06:16 PM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شخصيات من الشعبية (Re: Emad Ahmed)

                  

04-27-2013, 06:24 PM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شخصيات من الشعبية (Re: Emad Ahmed)



    نادر منصور

    بدأ نادر منصور السربندي مسيرته الرياضية برابطة الدناقلة مع فريق أشبال الاتحاد البحراوي مع زملائه جمال الثعلب وأزهري علي حسن وخالد العطا وسامي الصادق وغيرهم وفي تلك الفترة قام المدرب صلاح ناجي بتجديد جلد فريق نادي الاتحاد البحراوي حيث تم تصعيد عدد كبير من لاعبي أشبال النادي للفريق الأول ولم يصعد نادر منصور مع تلك المجموعة لصغر سنه رغم تمتعه بإمكانيات فنية كبيرة.

    تفاجئ نادي الاتحاد بعد فترة وجيزة بتسجيل نادر منصور لفريق أشبال التحرير الخصم اللدود لنادي الاتحاد مع أصدقائه وأبناء حلته ( الشعبية ) علي حسن ( كدمبس ) وصبري إسماعيل وعصمت كربوج وبعد موسم واحد تقريبا تم تصعيده للفريق الاول لنادي التحرير ولموهبته العالية التي حباه الله بها برز بصورة طيبة مع فريق التحرير وتسابقت الفرق الكبيرة لكسب تسجيله وكان قريبا من اللعب للهلال العاصمي ولكن نادي حي العرب بورتسودان كان الأسرع في ضمه لكشوفاته حيث تسجل مع عدد من أبناء بحري أذكر منهم عائد الشيخ لاعب نادي الصبابي ونصر الدين يانكو لاعب نادي الكوكب البحراوي.

    لعب نادر منصور موسمين رائعين لنادي حي العرب عاد بعدها للعب مع فريق التحرير حيث لعب له موسم واحد .. إنتقل بعدها لفريق الهلال العاصمي حيث أمضى معه عدة مواسم كانت عامرة بعدد من البطولات والإنجازات من أبرزها وصول الهلال إلى نهائي كاس أندية إفريقيا أمام الوداد المغربي في العام 1992 م وأنهى نادر منصور مسيرته الرياضية وهو لاعبا بفريق الهلال.

    شارك نادر منصور مع الفريق القومي السوداني في الكثير من المباريات الدولية منذ فترته الأولى مع فريق التحرير .. كان يجيد نادر منصور اللعب في خط الدفاع والوسط بنفس الاجادة وإضافة إلى حرفنته الشديدة تميز بالصلابة وبقوة الانقضاض وبمحافظته على لياقته البدنية العالية التي كانت تمكنه من أداء المباراة بنفس واحد وهو أفضل من يبث الحماس وسط زملائه اللاعبين لانه كان يؤدي بجدية وبروح قتالية شديدة ولديه ميزة أخرى نادرة في اللاعب السوداني وهي ثبات مستواه فنادرا ماكان يؤدي بمستوى ضعيف ورغم طول فترة إعتزاله اللعب إلا أنه لازال في مخيلتي لانه كان لاعب من طينة الكبار ومشاهدته كانت تمثل متعة كبيرة لمن يحب اللعبة الحلوة وبإختصار نادر كان لاعب نادر وخارج الملعب عرف نادر منصور بأخلاقه الرفيعة وبأدبه الجم.

    يعتبر نادر منصور أكثر لاعب سوداني ظلم أعلاميا مقارنة بما كان يمتلكه من موهبة فذة.. ربنا يديهو الصحة والعافية ويطول عمرو إن شاء الله.
                  

04-27-2013, 06:25 PM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شخصيات من الشعبية (Re: Emad Ahmed)

                  

04-27-2013, 06:26 PM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شخصيات من الشعبية (Re: Emad Ahmed)


    المرحوم الشيخ إدريس كباشي ونادر منصور
                  

04-27-2013, 06:28 PM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شخصيات من الشعبية (Re: Emad Ahmed)


    الهلال في العام 1992 م :
    وقوف من اليمين : هشام الطيب, منقستو, جلال كادقلي, وليم, عاكف عطا, تنقا , صبري الحاج, كومي, خالد الزومة
    جلوس من اليمين : حموري أبو عنجة, جمال الثعلب, طارق أحمد أدم, كندورة, عقيد, نادر منصور, سليمان بمبي
                  

04-27-2013, 06:39 PM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شخصيات من الشعبية (Re: Emad Ahmed)

    Quote: أين عز الدين الصبابي ( الله يرحمو ) واين نادر منصور (كابتن السودان سابقا) وشقيقه عاطف . وين المرحوم برعي محمد شافي (مدير تعاون بحري وشرق النيل) . وين مبارك عثمان رحمه (وزير الدفاع سابقا) . وين السيد _ محمود بشير جماع ( متعه الله بالصحة والعافية)
    وزير الري في الديمقراطية و أين الشهيد - خوجلي حماد ثم أين مؤسس طابونة الشعبية جنوب المرحوم حاج عبد القادر وأختم بسؤال مهم من هو الشخص الذي قتل التمساح الضخم المعروض في محلية أمدرمان ؟ إنه أحد أبناء الشعبية شمال

    سلام ابوبكر الصديق احمد

    المرحوم عز الدين الصبابي ستجده قريبا وكذلك كل الأسماء الذكرتها إنشاء الله.

    نادر منصور تم إنزاله في هذه الصفحة اما شقيقه عاطف ستجده في الصفحات السابقه من هذا البوست

    اذا لم يتمكن الاخوان من الاجابة على تساؤلك بخصوص قتل التمساح ..

    نرجوا ان لاتبخل علينا بذكر ذلك الشخص.

    نسعد كثيرا بمشاركتك أبو بكر الصديق أحمد

    ودي وتقديري
                  

04-27-2013, 06:43 PM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شخصيات من الشعبية (Re: Emad Ahmed)

    Quote: الكابلي كان يسكن الشعبية ولكن الشعبية لاتسكن بدواخله أبدا . ويمكن أن تسأله شخصيا عن أقرب جيرانه وستفاجأ بالإجابة ؟؟؟


    ابوبكر الصديق احمد

    المهم انه كان يسكن في الشعبية

    لذا تم التوثيق له كهرم غنائي بعيدا عن خصوصياته

    تقديري
                  

04-27-2013, 06:46 PM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شخصيات من الشعبية (Re: Emad Ahmed)

    Quote: عمل عظيم وجهد مقدر نرجو ان يتواصل

    سلام محمد المنصور

    شكر جزيلا وربنا يسهل ونواصل

    منورنا

    تقديري
                  

04-27-2013, 06:53 PM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شخصيات من الشعبية (Re: Emad Ahmed)

    محمد المنصور
    راجع ردي على أبو بكر الصديق أحمد بخصوص الكابلي




    الأخوان أبوبكر الصديق أحمد ومحمد المنصور
    نأمل أن تقدما طلبا للباشمهندس بكري ابو بكر مدير الموقع
    لنيل العضوية اذا لم يكن لديكما مانع في المشاركة معنا.
    تقديري

    (عدل بواسطة Emad Ahmed on 04-28-2013, 02:45 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de