الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري

Quote: وأصدقك القول بأني ومنذ ذلك التاريخ لدي قناعه مطلقه بأن الأستاذ"صلاح شكوكو" هو أفضل من يلعب الباص البيني ..والذي يجعلك في مواجهه مع المرمى..فقذ كنا كثيرآ ما نحاول تقليده..

الأخ الأصغر (( عبد الوهاب على الحاج ))
لك التحية ندية
رغم غيابنا الطويل عن الوطن .. ورغم أنني لم التقيك منذ أمد طويل .. لكن صورتك المتميزة لم تغادر دهاليز الذاكرة أبدا .. لأنك كنت ممن نلتقيهم في ميدان الجهاد دائما .. حتى ترسخت صورتك عندنا .. حينما بدأت سرد حكاياتك الجميلة بهذا الأسلوب الشيق وهذه الدقة الكبيره .. وقر في ظني أنك قريب الى الذاكرة فطفقت أجول إجترارا بين الوجوه التي كنا نلتقيها وأنتم حينئذ صبية صغار تتابعون الجهاد بجهابزته (( عزالدين الصبابي - موني -الجولط - سيف الدين والرحوم سيف النصر - عابدين - مبارك - وآخرين كثيرين )) كنتم تتابعوننا أينما ذهببنا متباريين .. لكن سمتك حينذاك كان يذكرني دوما بالأخ (( أحمد كربوج )) في صباه .. ففي سمتك حينذاك شيء منه حينما كان صبيا .. ورغم أنني لم أتعرف عليك (( يقينا )) من أول وهلة .. إلا أن مجرد ذكر إسم ( عبد الوهاب ) هنا قد ضاق حيز التفكير عندي وضاق الخناق المعرفي في خيالي حولك .. وحالما شاهدت الصورة رغم بعدها الزمني إلا أنك لم تختلف فيها كثيرا عن سمتك القديم .. بل أنك في معية بعض الذين كانوا في سنك أنذاك كنتم تشكلون نوعين من الناس لنا .. نوع كنا نظن أنفسنا مسؤولين عنهم بحكم أننا كنا حينئذ نعمل في سلك التعليم .. ونوع آخر هم أهل الحي وهم أيضا في دائرة أخوتنا الذين يصغروننا وأن هناك واجبا تربويا تجاههم ..
لكن روعة اللحظة هنا أن يتحول الزمن الى وجهته وتتلاحق الكتوف وتنمحي التوصيات التربوية والأخوية وتبقى مدى مقدرتنا على أن نكون مقنعين لكم ونحن نقوم بذاك الدور .. فإن كنا نستحق أن نكون قدوة فذاك أمر في النفوس وإن كنا غير ذلك فهو أيضا مكنون في الدواخل لن نستطيع أن نقتلعه منكم ولو بالمغالبة .. لكننا كبشر وككل الناس في الحياة نشتاق الى مرآة نرى فيها أنفسنا بحياد كبير .. بل نقيم مراحل حياتنا من خلالهم .. ( وهذا بالطبع ليس تحفيزا مني لك لكي تكتب عني ) ولكن هذه العفوية التي تتحدث بها كاشفا الغطاء عن سلة من الذكريات التي نتفهم نبل نفسكم من خلالها .. حيث نعلم أنكم تقومون بدروركم كذلك تجاه أصاغركم الذين هم أمانة لديكم بذات الكيف القديم ربما ..
وأستدرك في هذه العجالة .. أن صبيا من قرنائكم (( .... )) مع مجموعة من زملائه.. وكما كانت العادة كانوا متحلقين حول الميدان يشاهدون المران .. زكان يضع في مخبأ أسنانه(( سفة كاربة )) فلاحظت ذلك فناديته وطلبت إليه أن يقطع خط مزاج الكيف في نفسه .. فأتجاب دون تردد .. وأن يحاول تركه الى غير رجعة ووضعنا آلية لذلك .. بل أنني أذكر أنني كنت أداهمه كلما إلتقيته فجأة للتأكد من مدى إلتزامه بالعهد وكان قضية مهمة لي كأنه من أهلي وظللت على ذلك لفنرة من الزمن .. وأفترقنا في دروب الحياة ومتاهاتها .. وحينما عدت في إحدى إجازاتي وجدتني أمام (( ضابط )) عريض المنكبين والساعدين يقف بين يدي فجأة (( إنتباه )) في الطريق العام ورفع يده يحيني تحية إهتزت لها جنبات المكان وظن الناس أنني ربما أكون (( جنرالا )) لأنه لم يبتسم بل حياني في يدي التي أودعتها يده القوية ثم طفق يشكرني ويجاهد نفسه بتذكيري ذلك الموقف وهو ممتن لي بذلك .. رغم أنه كان موقفا طبيعيا والمشهد في كلياته ثقافة شائعة في أهل ذاك الأوان ..

أما ( الباصات ) فقد ولى أوانها وبقيت الذكرى فقط موصولة بالماضي .. كما قال صديقي العزيز (( عبدون محمد عبدون )) أن بدلة التدريب أصبحت بجامة للنوم ..

المهم له ولك التحية ولكل الذين كانوا يتحلقون حولنا التحية
وواصل في البوست لأن لك نكهة خاصة
ومقدرة جيدة على تطويع الحروف
أما الصور فهي أبلغ من الحديث

ولك التحية

وميدان الجهاد لمن لا يعرفون في الشعبية جنوب بمربع ( 8/9 )









....