الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري

Quote: قصة قصيرة - علي وحلم لم يتحقق‎ أخي العزيز وليد هذه محاولة متواضعة لقصة قصيرة كتبتها في العام 2003م ، عنوانها (علي وحلم لم يتحقق) فيها بعض من العبر ولكني أول من لم يعتبر إليك القصة دعني أقص عليك قصتي سيادة القاضي: بحثا عن تحسين المعيشة وإصلاح الحال سعادة القاضي أصابني داء الغربة، فتركت زوجتي والتي كانت تحمل ابني في بطنها ذا الثلاثة أشهر، فكان كل ما آمله في هذه الدنيا أن أوفر العيش الرغد والمأوى لزوجتي وابني. علما سعادة القاضي أن زوجتي قد يتمها القدر وأخذ منها والديها فكنت أنا لها الزوج والأب والأم والأخ والصديق والحبيب..... ترقرت عيناه بالدموع .... ثم وقف متأملا سقف قاعه المحكمة وأطلق زفرة طويلة رجت إرجاء القاعة، قال : لقد تركت كل هذا سيادة القاضي وتركت ابني في بطن أمه ورحلت بعيدا عنهم،،، وكان حزني على فراقهم يغطيه فرحتي بأنني بدأت طريق المستقبل لي ولهم، فلماذا أبكي ولماذا أنوح فأنا ذاهب من أجلهم، وسأبذل قصارى جهدي لكي أعود إليهم في القريب العاجل سالما غانما مكللا بكل ألوان النجاح... وعندما وطئت قدماي أرض الغربة ومن أول لحظة عاودني الحنين لوطني الرؤوم ولزوجتي الحبيبة ولكنها كانت بداية القساوة، فضغط بقدمي على قلبي وسألت الله أن يوفقني ..... توجهت بعدها مباشرة إلى مكان إقامتي عند أصدقائي وهم من ساعدوني في تغربي،، ولكن كانت المفاجأة بعد أن مر علي وجودي أكثر من ستة أشهر دون عمل ودون أن اسمع صوت زوجتي وأنا أعلم أن هذه الأيام أيام وضع حملها لابني ،،، فانتابني القلق وبت لا أنام الليل ولا أتذوق المآكل والمشارب ... فنحل جسدي وقصر بصري ، وخارت قوتي ،،،،، فصرت على هذا المنوال سيادة القاضي لفترة من الزمان،،، ثم كان ما لم يكن في الحسبان .. ثم أجهش باكيا من جديد واسترسل فيه بعدها تمالك نفسه قليلا ،، وقال فقد قادني الحنين لزوجتي أن استدين ما يكفيني من مال للاتصال بها، وبعد عدة محاولات تحصلت على ما يكفيني، فذهبت لأقرب مركز للهاتف وأنا سعيد لأنني بعد لحظات سأسمع صوت زوجتي حبيبتي،،، طلبت هاتف جيراني فلم يكن لدي هاتف بمنزلي، فرد علي أحد الضيوف في منزل الجيران وقال لي لا يوجد أحد في المنزل فالجميع ذهبوا لمنزل في الجوار ، فلقد توفيت امرأة ومولودها الجديد وزوجها غائب، قال هذا الكلام ولم يكن يعلم إن من معه على الهاتف هو الزوج المنكوب،،، وهنا انهار جسدي وتملكني الفزع وبت اصرخ بكل ما املك من صوت،،، فلقد ماتت زوجتي ومات ابني وخسرت كل شئ،،، وكدت أموت سيادة القاضي بحسرتي وأنا لا أستطيع العودة إلى وطني وهاأنذا قد فقدت زوجتي وابني الذي لم أراه،،، ولكني جمعت قواي وعزمت على العودة فساعدني أخوتي من كانوا معي في غربتي وجمعوا لي ما يسد حاجاتي ويعيدني إلى موطني، وذهبت إلى من كان يحتفظ بجواز سفري ليبدأ لي بإجراءات سفري،، ففاجأني بالرفض وقال لي عليك التزام مالي يجب عليك دفعه ولن أسمح لك بالذهاب قبل أن تدفع لي،،، قلت له أي التزام؟؟ فأنا لم أتفق معك على هذا ثم إني لم أتحصل على عمل طيلة وجودي ، وأنا عائد الآن إلى بلدي في ظروف مختلفة ،،، قال لي هذا لا يعنيني بشئ،!!! فعندها سيادة القاضي لم أستطيع أن أتمالك نفسي فضربته ، بكل قسوة وبكل قوتي حتى لفظ أنفاسه ...... فهذه هي قصتي سيادة القاضي ... وانهار باكيا القاضي وبصوته القوي : رفعت الجلسة ....الحكم بعد المداولة صمت رهيب يدب في قاعة المحكمة والجميع في حالة ترقب وإنتظار وبعدها منادي المحكمة وبصوت قوي : محكمة القاضي : حكمة المحكمة حضوريا على المتهم بالإعدام... رفعت الجلسة وصاح علي بكل صوته ..............أنا مظلــــــــــلوم ثم إستيقظ علي من نومه مفزوعا قابضا على عنقه، والتفت إلى زوجته وهي في سبات عميق بجانبه، وتحسس بطنها وهي منتفخة،،، فابتسم وذكر الله كثيرا،،، ثم سمع صوت المنادي ينادي لصلاة الفجر فذهب إلى المغسلة للوضوء ليصلى الفجر . لمحة أقسم علي بأن لا يترك زوجته وابنه حتى ولو كان في غربته مال قارون. ياسر سعد 2003م