فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 10:10 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-16-2010, 09:22 AM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء

    على طريقة الفتاوى الدينية، التي تتسابق فيها أجهزة الميديا الشرقية والغربية لاستفتاء الناس (كفرة ومسلمين) حول أغبى فتاوى العام المعني ـ خرج علينا الحزب الشيوعي بفتواه حول جواز الاستفتاء:
    كيف ومتى ولماذا؟

    فأنا، لو تكرّمت علينا إحدى القنوات الفضائية باستفتاء حول أمور السياسة، سأصوّت على أن هذي أغبى فتوى سياسية أخرجها دهاقنة الحزب، منذ فتاواه السابقة التي أباحت لرئيسه ترشيح نفسه لرئاسة "جمهورية السودان"، تلك التي جعلت رئيس الحزب يصرّح في الندوات وصفحات "الميدان" بأن الحزب سيخوض الانتخابات مهما كان!
    وإلى أن نزل الوحيُ على لجنته المركزية بإبطالها في ظل نظام البشير، لأن بها شبهة التزوير.

    تاريخيّاً، كانت مواقف الحزب الشيوعي، مُذ كان اسمه "الجبهة المعادية للاستعمار"، ضدّ رغبة الجنوبيين في إنشاء كيان مستقل لهم.. فالحزب وقف ضدّ فكرة الساسة الجنوبيين حين طرحوا "الفيدرالية" عشيّة الاستقلال؛ وضدّ استفتاء الجنوبيين على أمور ثلاث: الفيدريشن، الوحدة مع الشمال أو الإنفصال، حين طرحت على "مؤتمر المائدة المستديرة؛ ووقف ضدّ "اتفاقية أديس" ذات "الحكم الذاتي الإقليمي" التي بموجبها خمدت نار الحروب من 1973 إلى أن نقض "النميري" عهده عليها في 1983 ، ثمّ عاد الحزب بعد "مارس/أبريل" ليعفو عنها ويجعلها مرجعيّة لحل "معضلة الجنوب"!

    وها هو اليوم يعود، كما عادت حليمة إلى عادتها القديمة، ليطالب بشرط "أجواء الديمقراطية" لإنجاز الاستفتاء، التي لولاها ستتمزّق أوصال الجنوب عن الشمال:

    الحزب الشيوعي يساند تقرير مصير الجنوب
    شريطة إجراؤه في أجواء ديمقراطية

    Quote: قال عضو اللجنة المركزية للحزب
    الشيوعي الأستاذ سليمان حامد
    الحاج إنّ اجواء الديمقراطية
    التي يمكن أن تاتى بنتائج
    استفتاء ديمقراطية غير موجودة،
    وإن المناخ السائد في الشمال
    والجنوب معاً لا يتطابق مع
    ما ورد في نص قانون استفتاء
    تقرير المصير. واضاف في الليلة
    السياسية التي نظمها الحزب
    الشيوعي فرع امبدة بدارة امس
    الاول أنه في مثل هذا المناخ يمكن
    أن يحدث تزويرللانتخابات. وأكدّ
    أنه على يقين أن المؤتمر الوطني
    سيكرر ما حدث في الانتخابات
    العامة.
    وأوضح أنّ الحزب الشيوعي
    يساند حق تقرير المصير لشعب
    جنوب السودان لكن شريطة أن
    يتم في جو ديمقراطي وصحيح
    ليؤدي إلى وحدة الوطن، واشار
    الي أنّ الحقائق تؤكد أن المؤتمر
    الوطني ينظر للجنوب باعتباره
    وعاءً للنفط وأبان أن هذا الحزب
    يعمل الآن لاستنزاف بترول
    الجنوب ليتحول للشمال وأشار
    إلى أنهم يقومون الآن بتشييد
    صهاريج ذات سعات كبيرة
    لتخزين أكبر كميات من النفط قبل
    انفصال الجنوب. وقال إنّ نجاح
    الوحدة الجاذبة يتطلب أن تعمل
    كل القوى السياسية مع الشريكين
    للتوصل لأفضل الخيارات التي
    تحفظ وحدة التراب السوداني


    بِاللايْ!

    ويسألونك عن الأجواء الديمقراطية، التي هي:
    دستور ديمقراطي (عِلماني.. وللا إيراني.. وللا كيف يعني؟!)، وإعلام وصحافة حرّة، وبرلمان مُنتخب مِن قِبَل الشعب، و.. ثمّ و.. وثمّ و.
    ياخي لو أنعم علينا العليم القدير بنفحة من ذلك ـ ما حنحتاج لاستفتاء ولا يحزنون.. ولئن احتجنا له، سيكون مهرجانا لشعوب السودان التي غدر بها الزمان، ليعود إليها الاطمئنان، وتخمد نيران الفتنة في دار فور وكردفان!

    أما أن ينتظر الجنوبيّون إلى أن تهبّ عليهم الأجواء الديمقراطية، لتأتي نتيجة الاستفتاء بما يُرضي قادة الحزب الملهوفة للوحدة ـ فهي فتوى تفوق فتاوى "إرضاع الكبير" و"جواز خلوة العلماء بالنساء" و"أن الأرض ليست بكروية، وأن الأمريكان قصار النظر لم يهبطوا على سطح القمر"، تفوقها جميعاً، في سِعة الخيال والإتيان بما سيلهي السودانيين ليتجادلوا فيه مدى العُمُرْ



    فلنقرأ عن تلك المواقف "التاريخية"، ومن مصادر الحزب، كي نختى القيل والقال:

    تقدمت الاحزاب الجنوبية,حزب سانو,وحزب جبهة الجنوب الى مؤتمر المائدة المستديرة باقتراح لاجراء استفتاء على ثلاثة خيارات.
    1- الفدريشن
    2- الوحدة مع الشمال
    3- الانفصال

    رد عبد الخالق محجوب:




    Quote: انكم تتقدمون لاجراء استفتاء حول نقاط ثلاث
    فدريشن - وحدة - انفصال

    فاذا كنتم تعترفون بوجود اتجاه للوحدة فلماذا رفضتم تمثيله فى هذا المؤتمر؟؟؟ يبدوا اذن انكم تريدون الاستفتاء حول النقطة الاولى والثالثة, ولكن فاتكم ان حق الانفصال يكون:-

    1- للقومية الواحدة ولكن الجنوب ليس قومية واحدة

    2-انه مرفوض بوصفه يفتت وحدة دولة ناشئة وهذا ضد مبادئ وحدة افريقيا

    3- ان المشكلة نتاج لصنع الاستعمار والسودان يجب ان يعطى الفرصه ليبنى نفسه قوة موحدة

    من هذه الزاوية ,زاوية القضاء على تخلف الجنوب- ينظر الحزب الشيوعى السودانى للمقترحات السياسية التقليدية لحل مشكلة الجنوب.فالذين ينادون بالفدرشين مثلا لم يقدموا برنامجا يوضح ان هذا الطريق ينقذ الجنوب من التخلف ونحن نرى ان دعوة الفدرشين لاتلبى احتيجات تطور الجنوب ذلك لان النظام الفدرالى,رغم الغموض وعدم الوضوح الذى يلازم هذا الشعار يتطلب قيام اقتصاد مستقل فى الجنوب وان يكون الاقليم الفدرالى مكتفيا ذاتيا ولكن وضع الجنوب الراهن يوضح ان الحكومة المركزية تغطى سنويا العجز فى ميزانية المديريات الثلاث.ان تجارب البلدان حديثة الاستقلال وبصفة خاصة فى القارة الافريقية تشير الى ضرورة قيادة الحكومة المركزية للاقتصاد الوطنى واحلال القطاع العام محل القائد والموجه لبقية القطاعات.وتطبيق نظام الفدريشين على الجنوب بوضعة الراهن سيظل حبرا على ورق,اللهم الا اذا لجا الجنوب للقروض والمعونات الاجنبية التى جرت على بلادنا الخراب وتحذرها وتحاربها كل الدول المستقلة
    اما دعوة الانفصال فانها تعنى فى نظرنا تسليم الجنوب لقمة سائغة للدول الاستعمارية نسبة لضعف القوى الاجتماعية الحديثة المناهضة للاستعمار فى الجنوب من عمال ومزارعين وطبقة وسطى ومثقفين,وموارد الجنوب الداخلية مازالت معطلة وماينهب منه خيرات يذهب فى النهاية للشركات والمؤسسات الاستعمارية التى تهيمن على الاقتصاد السودانى ككل
    ان الحل السليم والمناسب لاى مشكلة يجب ان يستمد عناصره من واقع المشكلة المعنية بماضيها وحاضرها ومستقبلها,وان يراعى الظروف المحيطة بها من كل جانب. والحزب الشيوعى السودانى عندما يقترح الحكم الذاتى الاقليمى كحل لمشكلة الجنوب ياخذ فى اعتباره,بعد دراسة متواضعة مهام التطور الوطنى الديمقراطى فى السودان وحق الاقليات القومية فى الدولة المستقلة الموحدة,وظروف العالم من حولها,ومسئوليتنا فى بناء الوحدة الافريقية المتحررة,فقيام مجلس تنفيذى خاضع له للاشراف على الشئون المحلية من تعليم وصحة وطرق وماشابه ذلك على ان تحتفظ الحكومة المركزية بسلطاتها فى التخطيط الاقتصادى العام والسياسة المالية وامن الدولة والقوات المسلحة وتوزيعها على القطر وشئون السياسة الخارجية...الخ يضمن فى راينا وحدة البلاد ويستجيب لامال ومطامح القوميات والقبائل المتعددة فى الجنوب ويسد الطريق امام دعوة التفرقة الاستعمارية ويفتح الطريق امام بناء سودان موحد وديمقراطى




    وفي دورة اللجنة المركزية 1975 :

    Quote: "من قناعتنا الفلسفية والنظرية الماركسية اللينينية, وانتمائنا للطبقة العاملة السودانية, ابريا من جرثومة التعصب القومي والعرقي للقوميات الصغيرة, والتعالي القومي للقوميات الكبيرة"

    ( وأيضا )

    " نشرح لقوات الانيانيا أننا لا نعاديها , ولا نعتبرها خائنة للوطن. نحن نقدر الدوافع الوطنية التى جعلتها تحمل السلاح وتدخل الغابة لتحقيق الحكم الذاتي الاقليمي. ولكننا نعترض على قادة التمرد الذين ربطوا مصيرهم بالدوائر الاستعمارية , ونرفض اتفاقية أديس أبابا كحل لمشكلة الجنوب". وتواصل الوثيقة فتدعوا الشيوعيين لكيما يشرحوا لأفراد الانيانيا" بلا ملل وباستمرار أن الحزب الشيوعي... يقف مع أن يكون للجنوب مجلسه النيابي, وحكومته الاقليمية, والاشكال الخاصة للحكم المحلي... وأن تكون الدولة المركزية السودانية مسيطرة على: السياسة الخارجية والتمثيل الخارجي والتجارة الخارجية , والعملة, والسياسة العامة المالية والتخطيط والتعليم العالي, والمواصلات الوطنية, ووحدة القيادة المركزية للجيش والبوليس والسجون"


    جاء في الميدان ـ الجمعة 12 سبتمبر 1986:

    Quote: من بين القضايا التي تثير البلبلة والقلق عدم حسم موضوع الاداراة فى الجنوب والانتقال به من مرحلة المناقشات والمشاورات التي لا تنتهى الى قرار واضح بتعيين المجلس التنفيذي العالي ورئيسه.
    وكان الأستاذ محمد ابراهيم نقد , السكرتير العام للحزب الشيوعي , يعلق على اجتماع رئيس الوزراء بقادة الأحزاب صباح الاثنين الماضى حين قال بضرورة معالجة هذا الموضوع كمسألة قومية والانتقال به من مناقشة بين رئيس
    الوزراء والأحزاب الجنوبية الى مناقشة تشمل كل الأحزاب , وهو اقتراح قديم طرحه الحزب الشيوعي عبر مندوبه فى التجمع الوطني منذ يوليو الماضي.
    وهاهي مجموعة من الأحزاب والمنظمات الجنوبية تتبنى الدعوة الى عقد ميثاق لادارة الجنوب وفقا للدستور والقانون , وناشدت الفعاليات السياسية الأخرى بالانضمام الى ذلك الميثاق.
    اننا نرى ان هذه خطوة الى الأمام , فهى تقترح أن نلتزم بالدستور الانتقالى الذي تنص المادة 16 (2) منه على ان يقوم نظام الحكم الذاتي فى الاقليم الجنوبي وفقا لقانون الحكم الذاتي الاقليمي للمديريات الجنوبية لسنة 1972 م , ان هذا القانون يتضمن أن ينشأ مجلس تنفيذي عال وان يكون له رئيس يتولى تعيين حكام للمديريات الجنوبية.
    ان الدعوة الى الالتزام بالدستور والقانون فى قضية ادارة الجنوب ينبقي أن تكون مخرجا مقبولا من الدوامة الراهنة . فرئيس الوزراء نفسه أكد عدة مرات , اخرها فى لقائه المذكور بقادة الأحزاب , على ضرورة قيام المجلس التنفيذي قبل تعيين الحكام.
    فاذا كانت هذه نقطة اتفاق واسع , بحيث ينبقي أن يكون الالتزام بالدستور والقانون هو الموقف المشترك لمختلف الأحزاب والبت فيها كمسألة قومية تتطلب حسما سريعا.
    ان الوضع فى الجنوب يزداد خطرا كل يوم , والتلكؤ في حسم موضوع ادارته يفاقم ذلك الخطر , واننا لنتفق مع الأحزاب والتنظيمات الجنوبية في الاعراب عن الأمل فى البت فورا فى ذلك الموضوع


    سنعود ،
    لنرى، ولنسأل: لمَ عادت حليمة إلى تناقضاتها القديمو؟!
                  

06-16-2010, 09:46 AM

محمد مدني
<aمحمد مدني
تاريخ التسجيل: 03-17-2003
مجموع المشاركات: 185

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: عادل عبدالرحمن)

    خارج النص / داخل السياق:
    كأنك يا صديقي نسيت حكاية البتاعة القبل عشر سنوات كانت مافي؟

    أم أن تكساس شيء آخر؟

    (إن الذي بيني وبين بني أبي ___________ وبين بني عمي لمختلف جدا)

    ود بثينة ازيَّك ..

    00966596028958
                  

06-16-2010, 10:27 AM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: محمد مدني)

    أخي الفاضل / عادل عبد الرحمن ... تحية طيبة

    أتفق معك في أن مواقف الحزب الشيوعي الحالية ليست مشرفة ولا تشبه مبادئ الحزب التي تأسس عليها وبنى تضالاته التاريخية عليها ...

    وأتفق معك على أن فتواه هذه التي صرح بها الأستاذ سليمان حامد ضعيفة وهذيلة ومضحكة في نفس الوقت ..

    ولكنني لا أتفق معك في أن الموقف التاريخي للحزب كان خاطئاً ، وإذا تمعنت جيداً للوثائق التي أتيت بها على لسان عبد الخالق ستجد أن موقف الحزب حينها كان صحيحاً.

    وأرجو الرجوع لبيان 9 يناير الشهير بعد إنقلاب 25 مايو ، ولقد كان إعلاناً شيوعياً بحتاً ، وتأسست علي ضوئه إتفاقية أديس أبابا ، ولكن إخراجها كان سسيئاً ولذلك عارضها الحزب الشيوعي في مرحلة من المراحل وكانت إحدى الأزمات التي قامت بسببها القطيعة بين نظام مايو والحزب الشيوعي السوداني حينها، بالإضافة لخلافات أخرى مثل طلب نميري أن يذوب الحزب داخل الإتحاد الإشتراكي وكان ذلك مرفوضاً من الحزب الشيوعي مما تسبب أيضاً في إنقسام الحزب بقيادة معاوية سورج الشهير ومن معه بعد المؤتمر الإستثنائي للحزب في 1970.

    ولا تنسى أن الحزب قدم حينها قياداته شهداءاً وكان من بينهم الشهيد جوزيف قرنق.

    الحزب الشيوعي الذي نراه الآن ليس هو الحزب الشيوعي الذي كان تحت قيادة عبد الخالق محجوب.

    تحياتي وتقديري__________ صديق أبوفواز
                  

06-16-2010, 10:34 AM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: صديق عبد الجبار)
                  

06-17-2010, 00:30 AM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: صديق عبد الجبار)

    محمد مدني،

    Quote: (إن الذي بيني وبين بني أبي ___________ وبين بني عمي لمختلف جدا)


    عليْ بالحب (البتعرفو داك) 
    ذكرى ليها أكتر مِن حبيبتين ، و"أسْمَرتيْن"، ووطنين ـ بقت تب ما بتطلع من دماغنا،
    وياخي، نحنا كلام الألغاز ده بقى ما بدخل دماغنا ـ برضو،
    فعليك "سارة"، التي همست لك بحبها قبل أن تقنجر إلى "روما" ـ فخذلتها، وأحرجتنا معاها ـ
    إتكلّم معانا بالواضح ـ ولا تخشى الفضيحة:
    إنتَ قاصدني أنا، وللا الحزب الشيوعي (الذي جنّدك ليهو أبوي، وفطاني أنا)؟!!
                  

06-17-2010, 08:57 AM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: عادل عبدالرحمن)

    العزيز/ أبو فواز،
    لكَ، ولبوستاتك المُحفِزة على التفكير، والواعدة بمتعة القراءة، كل التحايا والتقدير..

    كتبتَ لي:
    {ولكنني لا أتفق معك في أن الموقف التاريخي للحزب كان خاطئاً ، وإذا تمعنت جيداً للوثائق التي أتيت بها على لسان عبد الخالق ستجد أن موقف الحزب حينها كان صحيحاً}


    "حينها" هذي هيَ إحدى دوافعي للكتابة "عنها"ـ فالمواقف لمْ تكن مُتسقة على الدوام. فمنذ حينها وحتى الفتوى الأخيرة (والتي أتمنى بأن تكون الأخيرة في "حق" الجنوبيين)، فالذي ظل هادياً ونبراسا لتلك المواقف، هو رؤية الحزب ل(حل مشكلة الجنوب) المُتمثلة في: الحكم الذاتي الإقليمي ضمن السودان المُوحّد.

    وعلى العكس تماما لما قاله الشهيد/ عبد الخالق محجوب، حين ذكر:
    { ذلك لان النظام الفدرالى,رغم الغموض وعدم الوضوح الذى يلازم هذا الشعار }

    فإذا كان "النظام الفيدرالي" غامضاً، فسيكون الأغمض منه هو "الحكم الذاتي الإقليمي"؛ وببساطة، لأنه أحد أشكال الحكم الفيدرالي ـ قانونيا وسياسيا. وفي الحقيقة،أيضا، أن النظام الفيدرالي ليس غامضاً، بل مُتنوّعا ـ ليُلبّي الحاجة إليه بالنسبة لوضع قوميّة ما، أو قوميات ما (وليس من الصحيح، أيضا، قوله أن "حق تقرير المصير" لا يُعطى إلا لقوميةٍ واحدة على حِدة)! تعيش في دولة ما ـ وتعاني من اضطهاد ما، وهضم حقها لأسباب:
    دينية، أو عرقية، أو ثقافية، أو لغوية، أو ما شاء وعنّ لها من حقوق..
    فكم يا ترى، نصيب الجنوبيين من ضمن هذه الحقوق التي لو عانى أيّ شعب من إحداها، سينال حق تقرير مصيره غير منقوصاً عنه حق الانفصال؟!!
    وفي اعتقادي، أن القوميات/الشعب/الشعوب أو الناس، الذين يقطنون في الرقعة الجنوبية للسودان منذ آلاف الأعوام، ربما سيحتاجون لبنودٍ جديدة لضمّها للقائمة أعلاه!

    ونحن نعلم أن الشهيد/ جوزيف قرنق، هو مَن وضع مسوّدة ذلك المشروع الذي تمخضت عنه "اتفاقية أديس"، ونعلم أيضاً أن الحزب الشيوعي السوداني قد قام بعمل ضخم، وأنجز الكثير منها في جنوب السودان سياسيا وثقافيا ـ مُستهديا بفكره الثوري النابع من النظرية الماركسية ـ اللينينية..
    بيدَ أننا نعتقد بأن الحزب وقع فريسة لنظريّتهِ الثورية ذاتها ـ التي ألهمته، وأورثته على مرّ الأجيال والمراحل، حلاً وحيدا أحدا لإبقاء الجنوب ضمن السودان المُوحد، وبصيغة "الحكم الذاتي الإقليمي" التي ليس لها من بديل.
    وهذه الفتوى التي صدرت الآن، ليست ببدعة جديدة على نهج الحزب الشيوعي، فهي تجد شرعيّتها في نصوص فقه الحزب، ومواقفه السابقة. فرفضه الصريح لاتفاقية أديس في دورة 75 ، لم تكن أسبابه ودواعيه "الإخراج السيئ" لها، وحده. و إلا لما نكص، أو صحّح موقفه السابق بعد الانتفاضة، بل وجعلها مرجعيّة له في سعيه الحثيث لحل "المشكلة التي صنعها الاستعمار"!
    هذا من جانب، وأما على الجانب الآخر، الذي نراه سبباً للعلاقات الواهية حينا، والسيّئة أحايين، ما بين الحزب والكيانات السياسية، والثورية ـ حاملة السلاح، التي تناضل مِن أجل حقوق الجنوبيين.. تكمن هناك ـ مواقف الحزب منذ عشيّة الاستقلال وحتى الآن، المبنية على فكرة "الوصاية" على شعوب الجنوب، والمرتكزة على هاجس الشمال (يساراً ويمينا) و واجبه في القيام بمَهمّة ترقية الجنوبيين والخروج بهم من وهدة التخلف الاجتماعي/ الثقافي/ الاقتصادي/الحضاري.. وحتى الديني، كمان:

    Quote: ان التمايز الاجتماعي والسياسي الذي شمل الأقسام المستنيرة من أبناء الجنوب بعد خمسة سنوات , يقود بالضرورة الى ظهور طلائع جنوبية ثورية متفتحة الذهن , تتفهم قضية الثورة الثقافية - من محو الأمية الى التطور الفعلي الحر للهجات ولغات الجنوب وتفجير مكنون الحضارة الزنجية النيلية من أسار الكجور والغيبيات, الى الاسهام فى الثقافة السودانية, وستجد هذه الطلائع سندها فى حركة الطبقة العاملة والحركة الديمقراطية فى الشمال, وستخوض معها الصراع الرهيب ضد كافة ألوان التعصب القومي وتحجر العقل السلفي, وتتعلم ان الفكر الماركسي, أمين وصادق فى حل مسألة القوميات


    إن هذا المقطع من: "حول البرنامج" مُحمّلٌ ب"الوصايا" والوصاية التي تحدثنا عنها.. ولأنّ الحزب الثوري/الشيوعي هو مَن سيقوم بمَهمّة القيادة لتك الثورة الثقافية المُرتجاة، ولحركة الطبقة العاملة والحركة الديمقراطية في الشمال ـ رسمَ الحزبُ طريق الخلاص لأبناء الجنوب، الذي ليس لسواه مِن سبيل! وأما الثقافة الزنجية النيلية فواقعة بأسرها في "إسار الكجور والغيبيات"، وأيضا، تلك الثقافة، مِن ضمن المُشكلين ل"ألوان التعصب القومي".. وهنا تكمن إحدى الغرائب للماركسية العلمية السودانية ـ فالكجور (الذي لم يذكر غيره مِن طقوس وممارسات دينية مثل: طقوس الرث والمكوك وشروط تنصيب الكهنة عند الدينكا.. سنعتمده مصطلحا لكل الديانات الأفريقية ـ المحلية) الذي ينتشر حتى جبال النوبة، يُمثل عماد الثقافات الدينية لتلك الشعوب، وباعتباره مِن أسباب التخلف، لذا يجب تحرير تلك الشعوب مِن إساره، كيْ تتمكن مِن الإسهام "الثقافة السودانية".. وأما مُشكلة الثقافة العربية ـ الإسلامية لشعوب الشمال، فهي تعاني من "تحجّر العقل السلفي"، فقط! وأعْطتْ صكّ البراءة مِن "الغيبيّات"! ولنضيف، مِن عندنا، أنّ: جلوس الخالق على عرشٍ في السماوات، والفتاوى حول القرآن: مخلوق أمْ أزلي ـ التي أطاحت بالرقاب حسب فقه وهوى السلطان، وطقوس الحج الجاهلية (رجم الشيطان بالحجارة/السعيُ بين الصفا والمروة/الطواف حول الكعبة/تقبيل الحجر الأسود.. وما أشبه) التي أبقى عليها الإسلام، والإسراء والمعراج الذي مِن أجله خرجت الأفواج عن المِلة.. وهلمّ جرّا ـ ليست مِن الغيبيات. وبمعنى أدق: أن الحزبَ ينظر إلى الدين الإسلامي بفؤاده، ولديانات الزنوج بعين العقل النقدي ـ العلمي! حسناً، لو أن مثل تلك النظرة، ظلت مرحلية في سيرورة، ومسيرة الحزب في التقدّم والرقي حول فلسفته وفكره السياسي، لما فتحنا خشمنا بحرف أو بجملة. ولكن، أن تظل تلك "الفكرة"، وحتى الآن، هي مصدر الفتاوى لقادة الحزب فيما يخصّ حق الشعوب في تقرير المصير، فهنا تكمن العَوَجة. أما المغالطات التاريخية، من مثل أن "الأنانيا الأولى ـ دخلوا الغابة فيشان الحكم الذاتي الإقليمي"، فهذه فزورة أخرى.. حيث جاء ردّ الحزب: {انكم تتقدمون لاجراء استفتاء حول نقاط ثلاث فدريشن - وحدة - انفصال فاذا كنتم تعترفون بوجود اتجاه للوحدة فلماذا رفضتم تمثيله فى هذا المؤتمر؟؟؟ يبدوا اذن انكم تريدون الاستفتاء حول النقطة الاولى والثالثة, ولكن فاتكم ان حق الانفصال يكون:- 1- للقومية الواحدة ولكن الجنوب ليس قومية واحدة 2-انه مرفوض بوصفه يفتت وحدة دولة ناشئة وهذا ضد مبادئ وحدة افريقيا 3- ان المشكلة نتاج لصنع الاستعمار والسودان يجب ان يعطى الفرصه ليبنى نفسه قوة موحدة} فكيف تسنى لمن يدخل الغابة ليقاتل من أجل مصيره ضمن "السودان المُوحّد"، ثمَ يأتي ليطالب بانفصال، أو بشبيهه/الفيدريشن؟!! وفي الحقيقة، أننا قدُرْ ما صنقعنا وفكرنا في مِن أيّ فقه أتت هذه الموانع الثلاث، لمْ نصل لهداية: يقول الحزبُ لنا ـ أنّه يعتمد على تعاليم فكره الماركسي ـ اللينيني، ونحن نعلم أن لينين قال يوماً: { وسنري فيما بعد، الأسباب الأخري التي توقعنا في الخطأ إذا فهمنا من حق حرية تقرير مصير أمة من الأمم شيئا آخر غير حق الوجود كدولة قائمة بذاتها} وعمليا، أثبت لينين ذلك، حين وقف إلى جانب "أمّة من الأمم" طالبت بحقها في تقرير مصيرها ـ غير منقوص، وضدّ رغبة وحُجج الحزب الشيوعي لذلك الشعب! وفي تناقض الحُجة الثانية: "تفتيت وحدة دولة ناشئة" ضدّ "مبادئ وحدة أفريقيا"، فالمبادئ التي تحرم شعبا من حق تقرير المصير، لن تبني وحدة إلا على أسنة الرماح. مثلما حصل، وكان، وما هو حاصل الآن للجنوبيين، مرّة بسبب العرق والدين، ومرّة بتقويل اللينينية بما لم يقله لينين! والحُجة الثالثة، "نتاج لصنع الاستعمار" مُضافا إليها الحجتين الأوّلانيين ـ هي نفس حجج الحكومات والأنظمة السابقة، وهي التي تشابهت ما بين اليسار واليمين، فتساوا سوا سوا في نظر الجنوبيين! والكلام ده كلو، كان من الممكن تفاديه، لو فقط اعترفنا بأن مَن يضع الإخراج الكامل لسيناريو الاستفتاء، هو رغبة وطموحات الشعبَ المُستفتى في حق الاختيار: الوحدة، أو الانفصال، وبَسْ فالجماعة ديل (وجايين غيرم) لن يرضوا بغير الحد الأعلى لمطالبهم: دولة علمانية. وهي سوف لن تتم إلا إذا اقتنعت الأحزاب الإسلامية بإبعاد الدين عن السياسة ومشاغل الدولة الدنيوية.. وأيضاً، إلا إذا ابتعدت الأحزاب الأيديولوجية عن رغبتها في "تثقيف الجنوبيين بالفلسفة الماركسية"، وعدم ربط مصيرهم بأهوائها الثورية، ورغباتهم الديمقراطية ـ التي تجافيها مثل هذه الفتاوى التي ـ ستعيد الجنوبيين للغابة ـ والتي هي لن تكون غابات وأحراش ومستنقعات الجنوب البعيدة ديك هذه المرّة ـ بل القريبة، الكائنة في مُقرن النيلين.. أمّا لو كان "الجماعة ديل قطعوها" متل ما سَوّوا في "الحزام الأخضر" الكان بحمي الخرطوم مِن السَموم والكتاحة ـ فأنا على يقين من أن الجنوبيين سيتعلمون حرب المُدن.. وهذه المرّة ـ قطِع شك ـ ما حيكونوا بَرَاهمْ ******* أخي/ أبو فوّاز، لك عذري ـ فقبل قليل، رَجعتَ أشوف أنا بَديت مِن وين؟ فوجدتك، واقِفْ ومسْتني، الكلام ده حَدّو وين، ومِتين! طبعاً أخوك سرَح وتاه في جخانيب وزقاقات هذه المواقف الحزبية في مُنعرجات نهايات هذه المرحلة الانتقالية العويصة التي نتمنى أن نخرج منها بأقل الخسائر: الجنوب، وبسْ! وأصلوا زعلتي دي، الدَخلت فيني مِن زمن قرارات وتوصيات وبرامجات وترشيحات ومرتكزات الحزب الفكرية والفلسفية في ختام مؤتمره الأخير (والذي لا نتمنى بأن يكون الأخير) وقنّعتني من خِيراً فيها.. وما يُعكّر مزاجنا أكثر ـ الهتافات والتباهي ببطولات الحزب في الآونة الأخيرة: مَنعْ الرقيب من دخول "الميدان"، الذي لمْ يمنع منع صدورها.. فالرقيب يعمل الآن من المطبعة، بتركيز ودون شوشرة، لمنع الطبعة.. فصار الحزب، كجنرال في متاهته، فالمعارك تدور في ذهنه دون وصول أخبارها لعموم السودان.. فصرتُ أفكر في هل نسى هذا الحزب تجاربه الثرّة والفاعلة والغنيّة حين كان يُصدر "الميدان" على طابعة الرونيو ـ تلك البيانات والتحليلات والتوجيهات، على ورقاتٍ معدودات، إلا أنها كانت تلهِم وتلهب الجماهير، وتغض مضجع السلطان، ثمّ تجهجه الأجهزة الأمنية ـ السرية والعلنية، وتخليهم في حيص بيص! فأضعفَ البطولة، كما أضعف الإيمان، أن تصدر مكتوباتك بالسرّ/العلني، حين يمنعها أباطرة هذا الزمان.. ويُحزنني، احتفاءُ البعض بمثل "فتوتنا" هذي، ويُعدّونها مِن نوادر وجواهر الفكر، والرؤية النبوية.. وهم غافلون عن ما يُفرح السلطانُ فيها، فحين تجتمعُ فرحة السالبِ لكرامة وإنسانية العباد والبلاد، مع زغاريد المسلوب والنشّاد، ويختلط الحنبليّ، والصوفي الرؤيوي، والمُناضل الشيوعي، والمذهبي الطائفي ـ جميعا، ومع ما يُسرّ ساجن أحلام شعوب السودان.. فما عليْنا ـ إن وقفنا برهة، وفكّرنا في أنّ: في هذا الأمر إنّ؟!!!!! * نقطة أخيرة، سنعود لها لاحقا، حول: مَهمّة الجنوبيين في النضال مِن أجل تحقيق الاستفتاء في تقرير المصير الذي يحملُ الخيارين؛ وواجبُ الشماليين أن يعملوا من أجل أن يكون خيارُ الوحدة هو الجاذب.. ولندَع مقولة ـ أنّ زمان ذلك قد ولى ـ جانباً، ولنسأل: هل مِن الحكمةِ، أن نعمل مِن أجل يتمّ هذا الأمر في سلاسة وسلام، أمْ أن زمان ذاك قد ولى ـ هوَ، كمان؟!

    (عدل بواسطة عادل عبدالرحمن on 06-17-2010, 10:21 PM)

                  

06-17-2010, 09:36 AM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: عادل عبدالرحمن)

    أخي الفاضل عادل عبد الرحمن .. لك التحية والإجلال ..

    والله يا خي لقد إستمتعت جداً بمداخلتك الأخيرة ، ولقد إتفقت معك في أكثر من 90% مما أتيت به ، ولن أشغل نفسي وأشغلك معي بما اختلفت فيه معك ، لأنه ليس بتلك الأهمية ولا يفيد موضوع البوست في شيئ.

    المهم في الموضوع هو أننا نتفق على أن الحزب الشيوعي الآن ما صار هو الحزب الطليعي الثوري الذي كان عليه يوماً ما ، وأنه في الآونة الخيرة ارتكب أخطاء قاتلة في حق نفسه كحزب وحق الحراك السياسي السوداني ؛ وألخص هذه الأخطاء في الآتي:

    أولاً : تمترس بعد ظهوره للعلن خلف سياسات تحالفية خاطئة ، وأصر على ممارسة التاكتيك السياسي مما جعله يغرق في الضبابية وعدم الوضوح التي تتصف بها احزاب الطوائف والدين كما أسماها الأستاذ سالم أحمد سالم فربط مصير أدائه السياسي بأحزاب الأمة والإتحادي والمؤتمر الشعبي ، وكان ذلك على حساب وجوده الإستراتيجي بين الأحزاب الحديثة والتقدمية الأخرى ، وحتى أن ذلك أثر على العلاقة الصحية بينه وبين الحركة الشعبية لتحرير السودان والتي جاءت بمشروع تقدمي لسودان علماني ديمقراطي موحد، ناهيك عن تحفظاتنا عن أداء الحركة نفسها السياسي.
    ثانياً: وهذا كان نتيجة لما جاء في أولاً ، وهو الموقف الغريب للحزب من إخفاقات التجمع الوطني الديمقراطي وتداعيات أتفاقية القاهرة وقبوله مع التجمع بالفتات من التوزير والمناصب التشريعية خلال الخمسة سنوات الأخيرة ورفضهم العمل على عزل الدولة الشمولية طوال تلك الفترة ، وكان من أغرب ما قام به سكرتير عام الحزب ذهابه لإجتماع القصر الشهير واشتراكه فيه والتبرع بالنصيحة لعمر البشير في كيف يتفادى ملاحقات الجنائية الدولية.
    ثالثاً: موقف الحزب السالب أثناء إنتخابات أبريل 2010، فلقد كان من المفترض على حزب مثل الحزب الشيوعي أن يكون له موقف واضح منذ البداية، إما بإعلان مقاطعة الإنتخابات منذ أزمة 9 يوليو 2009 ، أو ومن أضعف الإيمان إعلان تأييده الواضح داخل تحالف قوى الإجماع الوطني(جوبا) الوقوف خلف مرشح واحد ضد البشير وتنسيق العمل في الدوائر الجغرافية ، ولكنه لم يفعل هذا ولا ذاك.

    أخيراً أخي عادل ؛ إن التاريخ لن يغفر لأحزاب الطوائف والدين ، ولن يغفر للحركة الشعبية، ولن يغفر لنا جميعاً ، وفي مقدمتنا الحزب الشيوعي السوداني ، إذا سمحنا للسودان أن يتمزق من أجل شعارات دينية فطيرة أو سياسية ساذجة أو عقائدية حالمة أو من أجل مرارات تاريخية لا تستحق تمزيق وحدة السودان بسببها.
                  

06-17-2010, 09:56 AM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: صديق عبد الجبار)

    Quote: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء


    الأخ عادل عبدالرحمن
    ما يتحيـر إلا متغيــر.

    الحزب الشيوعى السودانى رجعى وطائفى وعنصرى (فى موقفهم من قضية الجنوب)


    الأخ صديق عبد الجبار
    إتفاقيـة أديس عارضها الحزب لأنها لم تأتى عن طريقه كما عارض حزب الأمة إتفاقيـة الميرغنى، لذلك
    أقول أن هـذه الأحزاب كلها من أديم واحد.. عارضوها لأنها لم تكن فى (الأطار العام)
                  

06-17-2010, 10:53 AM

أحمد ابن عوف
<aأحمد ابن عوف
تاريخ التسجيل: 04-26-2010
مجموع المشاركات: 7610

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: Abureesh)

    الاخ عادل عبدالرحمن

    تحياتي

    مع احترامي لرايك في موقف الحزب الشيوعي وتصريحاته

    الا انني ارى ان موقفهم كما جاء في بداية البوست صحيح وكلامهم منطقي

    اي استفتاء في ظل هذا الوضع (برلمان مخجخج في الشمال واحتكار في الجنوب)
    قد لا يؤدي الى النتيجة المطلوبة، وللتوضيح اقصد بالنتيجة المطلوبة ( السلام)
    وليس الانفصال او الوحدة.

    قد يكون الحزب قرأ التاريخ جيدا، فخذ مثلا حالة المانيا

    يظن كثيرين ان الالمانيتين توحدتا بأن قام بعض الغاضبين بتحطيم جدار برلين وانتهى الفيلم
    على كده

    ابدا

    اول انتخابات (ديموقراطية) حقيقية تعددية في المانيا الشرقية وفي اول قرار لذلك البرلمان هو مناقشة
    امر الوحدة مع المانيا الغربية، وقد كان ان تم عرض المسالة الى المانيا الغربية التي
    بدورها عرضت المسالة على برلمانها (الديموقراطي) والذي وافق على الوحدة وتبعاتها

    ما هي تبعاتها؟؟

    واخدة منها: ان تتحمل ميزانية المانيا الغربية مبلغ 1.6 تريليون دولار لتزبيط امر العملة والاستقرار
    المالي والاقتصادي والافلام دي.

    كل الحصل فوق دا اسمه DEMOCRATIC PORCESS بصورة مكثفة وبشفافيه عاليه جدا، لا املك احصائية
    عند نسبة التصويت في اي من البرلمانين، لكن وبالضرورة ان اي حزب افتى، اي الكل شارك
    وهذا هو ما يغيب عن الساحة السياسية اليوم في السودان وبصورة فجة

    اين يمكن ان يوفر المؤتمر الوطني تلك الديموقراطية والشفافية فيما يخص استحقاقات الانفصال
    او استحقاقت الوحدة وهو امر لو تعلمون عظيم.

    كيف سيؤثر حزب الامة وهو يعتقد انه كان من المفترض ان يكون السودان ملكيا لهم؟؟

    ماذا سيفعل الميرغني وهو يعتقد ان معظم السودانيين صوفية تحت عباءته؟؟

    اين بقية الاحزاب، شيوعيين، بعثيين قوميين؟؟؟

    اتركنا من هؤلاء اخي عادل

    انا وانت بس سودانيين لافين ساكت كده

    اذا ثبت غدا ان المؤتمر الوطني سيحملني فاتورة الوحدة (يعني امشي السفارة
    والقى لي ضريبة اسمها ضريبة وحدة بمبلغ 100 ريال عن كل اجراء في السفارة)

    مين القال ليك انا داير وحدة عشان تقرر انت لوحدك يا مؤتمر وطني ان ادفع؟؟

    او مين القاليك يا حركة شعبية تنفصلي عن السودان وتتركي في الشمال 2 مليون من رعاياكي
    يستهلكون مواردنا التعليمية والصحية في الشمال وتنومي انت بمال البترول لوحدك؟؟

    اليس من حقي ان اسال واجد اجابة ام نترك الامر للوطني والحركة يقررون لوحدهم؟؟

    خلاصته، اي قرار يصدر عن هذا البرلمان في الشمال بالضرورة لا يمثلني؟؟ وبالضرورة ساقاوم
    اي تبعات يجرني اليها هذا المؤتمر الوطني المزور، وهذا ما يحذر منه الحزب الشيوعي
    ان صدق حدسي.

    تحياتي
                  

06-17-2010, 05:07 PM

عبد الله حسين

تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 3827

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: أحمد ابن عوف)

    Quote: لو تكرّمت علينا إحدى القنوات الفضائية باستفتاء حول أمور السياسة، سأصوّت على أن هذي أغبى فتوى سياسية أخرجها دهاقنة الحزب





    وهذا أغبى بوست قرأته مؤخراً.
                  

06-17-2010, 05:27 PM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: عبد الله حسين)

    إتفاقيـة نيفاشـا لهـا حوالى الست سنوات، وكانت منشـورة والأحزاب أيدتها، وسارت الإجراءات حسب
    ما هو مرسوم مع تأخير فى الزمن.. فلماذا الحزب الشيوعى يعلن معارضته لها اليوم؟

    هل عندما وقع الطرفان إتفاقيـة نيفاشـا قبل أكثر من خمس سنوات كانت الإنقاذ ديمقراطيـة؟

    الم يكن الإستفتاء جزءا أصيلا فى الإتفاقيـة؟

    وأسأل عن موقف هـذا الحزب لو تنكرت (اليوم) الإنقاذ عن بند الإستفتاء ورفضته؟ يقينى
    أن الحزب سوف يقف مع الحركـة لتنفيـذ كل بنود نيفاشـا، وسيدين الإنقاذ التى (لا تعرف الوعود
    والعهـود).. فإن هم هـذا الحزب هو معارضـة الحكومـة ولا يهم بأى منطق.. يتحالف مع الترابى
    وأحدهم فى هـذا المنبر قال أنهم غفروا للكيزان ما فعلوه بهم (أهل القتيل غفروا والجيران كفروا)
    قالها بالحرف.. حزب لا مبدأ له ولا إستراتيجيـة.. aimless
                  

06-17-2010, 07:42 PM

رؤوف جميل

تاريخ التسجيل: 08-08-2005
مجموع المشاركات: 1870

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: Abureesh)

    وهذا أغبى بوست قرأته مؤخراً.

    لانه يرى ان مشاكل السودان وكل السودان فى الحزب الشيوعى

    وليس فى الانقاذ

    عادل غير مهموم بما تفعله الانقاذ فى السودانين ولكن محلل

    كسول لذهنية نقد وعبدالخالق والقيل والقال فى احداث وحالات

    يسلخها سلخ من سياقها التاريخى ومفاهيمها الوطنية حينها

    فهو بنسى ان كلمات مثل الانفصال والفدرالية والكنفدرالية

    وتقرير المصير فى دول استقلت من الاستعمار حديثا مثلا

    كانت كلمات يتحسس منها الجمبع بما فيهم اغلبية المثقفين الجنوبين

    وقد ظهرت نعرات الانفصال واشتدت عندما اخذت الحروب الاهلية طابع الشدة


    ودعاوى الهوية والجهويةوالدين والجنة والنار

    وقد كانت النتيجة بزوغ شمس مايسمى بتقرير المصير ولم تكن القومية مبرر المطالبة به

    ونما مبرره ان لا نكون اسرى ثقافة واحدة

    وهذا امر طبيعى ومفهوم وله حلول.

    ولكن الذى ليس له مبرر ان يكون استفتاء تقسيم وطن كامل فى طل حكم

    دكتاتورى يكمم رؤيتى الوحدوية ويروج للانفصال

    مما يجعل اى اى نتيجة للاستفتاء مشكوك فيها

    وهو ما عناه الحزب ببيانه الاخير وليس موقف منتقرير المصير كمبدا وحق

    (عدل بواسطة رؤوف جميل on 06-17-2010, 07:43 PM)

                  

06-17-2010, 08:15 PM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7322

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: رؤوف جميل)

    Quote: وهذا أغبى بوست قرأته مؤخراً.

    لانه يرى ان مشاكل السودان وكل السودان فى الحزب الشيوعى

    وليس فى الانقاذ


    الاستاذ الجميل رؤوف جميل
    جميعنا قرأ مثل هذه الغباوات في كتابات ابوالريش و بشاشة و عادل عبد العاطي و آخرين هذا النفر المريب من المتعلمين الذين اهدرو طاقاتهم و جهدهم الفكري و النظري في التهجم علي الحزب الشيوعي السوداني في وقت كان الاجدر هو منازلة النظام الغاشم الاسلامي المستبد و ليس هدر الطاقات فيما لا يفيد مثل المعارك الوهمية ضد الحزب الشيوعي السوداني، لان كتاب النظام سيفعلون ذلك من اجلكم
    الان الفاس وقع في الراس و حصل كل ما كنا نحذر الناس منه
    كان اصحاب الغباوات امثال كاتب البوست يسلطون عدسات عيونهم العمياء علي الحزب الشيوعي ليجدوا عيوبا من العدم في هذا الصرح العظيم الذي صمد كجبل الداير و سيظل صامدا.
    ما هي تصوراتكم للمخرج من هذا الازمة الان
    اتفاق متعثر
    انتخابات مزورة
    احتمالات استقلال للجنوب بادارة الحركة الشعبية التي كانت يوما ما وحدوية
    و الحركة الشعبية التي تدير الان الجنوب بعد الانتحابات المعيبة و كانت قد ادارته قبلها في ظل اتفاق الدكتور قرنق و علي عثمان
    الحركة الشعبية تلوم المؤتمر الوطني شريكها في انه لم يبذل جهدا لجعل الوحدة الجاذبة

    يلا يا علماء و يا عارفين و يا شطار ورونا شطارتكم، الحزب الشيوعي السوداني خراء ... و ######## .. ماذا عندكم يا ايها العلماء!؟؟


    طه جعفر
                  

06-17-2010, 09:31 PM

عبداللطيف حسن علي
<aعبداللطيف حسن علي
تاريخ التسجيل: 04-21-2008
مجموع المشاركات: 5454

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: طه جعفر)

    Quote: جميعنا قرأ مثل هذه الغباوات في كتابات ابوالريش و بشاشة و عادل عبد العاطي و آخرين هذا النفر المريب من المتعلمين الذين اهدرو طاقاتهم و جهدهم الفكري و النظري في التهجم علي الحزب الشيوعي السوداني في وقت كان الاجدر هو منازلة النظام الغاشم الاسلامي المستبد و ليس هدر الطاقات فيما لا يفيد مثل المعارك الوهمية ضد الحزب الشيوعي السوداني، لان كتاب النظام سيفعلون ذلك من اجلكم


    كل هؤلاء تحركهم غبائن شخصية تجاه الحزب الشيوعي

    اتمني اشوف بوست واحد لهؤلاء عن جرائم الانقاذ التي لاتتوقف لحظة

    بما فيها جريمة تهيئة السودان للانفصال..


    من يقرأ لهم يشك في ان الحزب الشيوعي هو الحاكم والذي يصدر

    القرارات الخ

    الحزب والقوي السياسية وافقت علي نيفاشا لانها اوقفت الحرب

    وكان المأمول ترسيخ الديمقراطية (وليس التزوير ) كي تمضي

    نيفاشا الي نهايتها..هل قال الحزب بغير ذلك حتي الان يا ابوالريش ؟

    يا من تلوم الحزب علي تحالف مع المؤتمر الشعبي وتنسي عن عمد

    وجود الحركة الشعبية في هذا التحالف وبقية القوي السياسية

    من اجل هدف واضح ومحدد صاغته تلك القوي في توصياتها بصرف

    النظر عن تحققه ام لا ..

    قانون الانتخابات والاحصاء وجهاز الامن وقانون الصحافة والحريات

    وترسيم الدوائر ، ومن بعد الاتفاق علي مرشح واحد وغيرها من مسائل

    ومعروف كيف تم خرق هذه الاتفاقيات يوما بعد يوم ، فلماذا الهجوم

    والمغالطات المقصودة وإثارة البلبلة عن عمد...وكاذكر رؤوف جميل

    فإن الانفصال لم يكن مطروحا من قبل الا بعد سياسة الاستعلاء الاسلامي

    العروبي ، والحرب الدينية الجهادية واصرار المؤتمر الوطني

    علي هذه الهوية الاستعلائية ..اليس هذا هو مبرر الانفصال الاساسي

    لماذا لا نناقش ونقاوم طرح الدولة الدينية الهادف للانفصال

    مع علمنا انه شعار زائف يسعي لتطويل عمر النظام باستغلال عواطف

    البسطاء ، بدلا من الجدل المثففاتي المأزوم حول اطروحات لا تؤكد

    سوي عزلة المتعلمين وابتعادهم يوما بعد يوم عن قضايا الناس

    الملحة في الشمال والجنوب ومستقبل الاجيال..

    اشك في ان احدا من هؤلاء يعرف شيئا عن الضائقة المعيشية

    وكيف تقضي اسرة سودانية عادية يوما عاديا، لكنني لا اشك

    في مقدرتهم علي الحوار دون كلل او ملل حول التاريخ السياسي

    والحاضر لمواقف الحزب الشيوعي (الحزب المعزول والخائن والذي

    اصبح طللا من الاطلال) ومع ذلك مادة دسمة للتثاقف واظهار العضلات

    الفكرية والمهارات الكتابية والتحليلية العبقرية..

    انكم تخدمون الملك بأكثر مما يخدم الملك نفسه .
                  

06-17-2010, 11:40 PM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: عبداللطيف حسن علي)

    العزيز/ أبو فواز،
    يا غريمنا في مُناطحة الحزب الشيوعي (كما يقولون ويدّعون)!

    في مداخلتي السابقة، والتي ابتدرتها بالتحية والتقدير لكْ، ثمّ من بعدها تهتُ عنكْ ـ وسرحت ما بين "المواقف" وجخانيبها وأزقتها التي لا تُعد..
    المهم،
    أن إخراج الجزء منها، الذي أتى بعد الاقتباس من تحليل الحزب لأوضاع الجنوب، كان سيّئا. حيث أنه كان يتكوّن مِن فقرات ومقاطع، إلا أنني ارتكبت خطأ في طريقة إنزاله فجاء على طريقةِ شيدة وكتلةٍ واحدة، مما يُصعّب طريق قراءته بهذا النفس الطويل ـ دون سندة.
    فأسمح لي، وليسمحوا لي، بإعادة تنزيله، بعد أن صعُبَ علينا التعديل:


    Quote: ان التمايز الاجتماعي والسياسي الذي شمل الأقسام المستنيرة من أبناء الجنوب بعد خمسة سنوات , يقود بالضرورة الى ظهور طلائع جنوبية ثورية متفتحة الذهن , تتفهم قضية الثورة الثقافية - من محو الأمية الى التطور الفعلي الحر للهجات ولغات الجنوب وتفجير مكنون الحضارة الزنجية النيلية من أسار الكجور والغيبيات, الى الاسهام فى الثقافة السودانية, وستجد هذه الطلائع سندها فى حركة الطبقة العاملة والحركة الديمقراطية فى الشمال, وستخوض معها الصراع الرهيب ضد كافة ألوان التعصب القومي وتحجر العقل السلفي, وتتعلم ان الفكر الماركسي, أمين وصادق فى حل مسألة القوميات


    إن هذا المقطع من: "حول البرنامج" مُحمّلٌ ب"الوصايا" والوصاية التي تحدثنا عنها.. ولأنّ الحزب الثوري/الشيوعي هو مَن سيقوم بمَهمّة القيادة لتك الثورة الثقافية المُرتجاة، ولحركة الطبقة العاملة والحركة الديمقراطية في الشمال ـ رسمَ الحزبُ طريق الخلاص لأبناء الجنوب، الذي ليس لسواه مِن سبيل!
    وأما الثقافة الزنجية النيلية فواقعة بأسرها في "إسار الكجور والغيبيات"، وأيضا، تلك الثقافة، مِن ضمن المُشكلين ل"ألوان التعصب القومي".. وهنا تكمن إحدى الغرائب للماركسية العلمية السودانية ـ فالكجور (الذي لم يذكر غيره مِن طقوس وممارسات دينية مثل: طقوس الرث والمكوك وشروط تنصيب الكهنة عند الدينكا.. سنعتمده مصطلحا لكل الديانات الأفريقية ـ المحلية) الذي ينتشر حتى جبال النوبة، يُمثل عماد الثقافات الدينية لتلك الشعوب، وباعتباره مِن أسباب التخلف، لذا يجب تحرير تلك الشعوب مِن إساره، كيْ تتمكن مِن الإسهام "الثقافة السودانية"..
    وأما مُشكلة الثقافة العربية ـ الإسلامية لشعوب الشمال، فهي تعاني من "تحجّر العقل السلفي"، فقط! وأعْطتْ صكّ البراءة مِن "الغيبيّات"!
    ولنضيف، مِن عندنا، أنّ:
    جلوس الخالق على عرشٍ في السماوات، والفتاوى حول القرآن: مخلوق أمْ أزلي ـ التي أطاحت بالرقاب حسب فقه وهوى السلطان، وطقوس الحج الجاهلية (رجم الشيطان بالحجارة/السعيُ بين الصفا والمروة/الطواف حول الكعبة/تقبيل الحجر الأسود.. وما أشبه) التي أبقى عليها الإسلام، والإسراء والمعراج الذي مِن أجله خرجت الأفواج عن المِلة.. وهلمّ جرّا ـ ليست مِن الغيبيات.
    وبمعنى أدق: أن الحزبَ ينظر إلى الدين الإسلامي بفؤاده، ولديانات الزنوج بعين العقل النقدي ـ العلمي!

    حسناً،
    لو أن مثل تلك النظرة، ظلت مرحلية في سيرورة، ومسيرة الحزب في التقدّم والرقي حول فلسفته وفكره السياسي، لما فتحنا خشمنا بحرف أو بجملة. ولكن، أن تظل تلك "الفكرة"، وحتى الآن، هي مصدر الفتاوى لقادة الحزب فيما يخصّ حق الشعوب في تقرير المصير، فهنا تكمن العَوَجة.

    أما المغالطات التاريخية، من مثل أن "الأنانيا الأولى ـ دخلوا الغابة فيشان الحكم الذاتي الإقليمي"، فهذه فزورة أخرى.. حيث جاء ردّ الحزب:

    {انكم تتقدمون لاجراء استفتاء حول نقاط ثلاث
    فدريشن - وحدة - انفصال

    فاذا كنتم تعترفون بوجود اتجاه للوحدة فلماذا رفضتم تمثيله فى هذا المؤتمر؟؟؟ يبدوا اذن انكم تريدون الاستفتاء حول النقطة الاولى والثالثة, ولكن فاتكم ان حق الانفصال يكون:-

    1- للقومية الواحدة ولكن الجنوب ليس قومية واحدة

    2-انه مرفوض بوصفه يفتت وحدة دولة ناشئة وهذا ضد مبادئ وحدة افريقيا

    3- ان المشكلة نتاج لصنع الاستعمار والسودان يجب ان يعطى الفرصه ليبنى نفسه قوة موحدة}

    فكيف تسنى لمن يدخل الغابة ليقاتل من أجل مصيره ضمن "السودان المُوحّد"، ثمَ يأتي ليطالب بانفصال، أو بشبيهه/الفيدريشن؟!!

    وفي الحقيقة، أننا قدُرْ ما صنقعنا وفكرنا في مِن أيّ فقه أتت هذه الموانع الثلاث، لمْ نصل لهداية:
    يقول الحزبُ لنا ـ أنّه يعتمد على تعاليم فكره الماركسي ـ اللينيني، ونحن نعلم أن لينين قال يوماً:
    { وسنري فيما بعد، الأسباب الأخري التي توقعنا في الخطأ إذا فهمنا من حق حرية تقرير مصير أمة من الأمم شيئا آخر غير حق الوجود كدولة قائمة بذاتها}
    وعمليا، أثبت لينين ذلك، حين وقف إلى جانب "أمّة من الأمم" طالبت بحقها في تقرير مصيرها ـ غير منقوص، وضدّ رغبة وحُجج الحزب الشيوعي لذلك الشعب!
    وفي تناقض الحُجة الثانية: "تفتيت وحدة دولة ناشئة" ضدّ "مبادئ وحدة أفريقيا"، فالمبادئ التي تحرم شعبا من حق تقرير المصير، لن تبني وحدة إلا على أسنة الرماح. مثلما حصل، وكان، وما هو حاصل الآن للجنوبيين، مرّة بسبب العرق والدين، ومرّة بتقويل اللينينية بما لم يقله لينين!
    والحُجة الثالثة، "نتاج لصنع الاستعمار" مُضافا إليها الحجتين الأوّلانيين ـ هي نفس حجج الحكومات والأنظمة السابقة، وهي التي تشابهت ما بين اليسار واليمين، فتساوا سوا سوا في نظر الجنوبيين!

    والكلام ده كلو، كان من الممكن تفاديه، لو فقط اعترفنا بأن مَن يضع الإخراج الكامل لسيناريو الاستفتاء، هو رغبة وطموحات الشعبَ المُستفتى في حق الاختيار: الوحدة، أو الانفصال، وبَسْ

    فالجماعة ديل (وجايين غيرم) لن يرضوا بغير الحد الأعلى لمطالبهم: دولة علمانية. وهي سوف لن تتم إلا إذا اقتنعت الأحزاب الإسلامية بإبعاد الدين عن السياسة ومشاغل الدولة الدنيوية..
    وأيضاً، إلا إذا ابتعدت الأحزاب الأيديولوجية عن رغبتها في "تثقيف الجنوبيين بالفلسفة الماركسية"، وعدم ربط مصيرهم بأهوائها الثورية، ورغباتهم الديمقراطية ـ
    التي تجافيها مثل هذه الفتاوى التي ـ
    ستعيد الجنوبيين للغابة ـ والتي هي لن تكون غابات وأحراش ومستنقعات الجنوب البعيدة ديك هذه المرّة ـ
    بل القريبة، الكائنة في مُقرن النيلين..
    أمّا لو كان "الجماعة ديل قطعوها" متل ما سَوّوا في "الحزام الأخضر" الكان بحمي الخرطوم مِن السَموم والكتاحة ـ
    فأنا على يقين من أن الجنوبيين سيتعلمون حرب المُدن..
    وهذه المرّة ـ قطِع شك ـ ما حيكونوا بَرَاهمْ

    *******

    أخي/ أبو فوّاز،
    لك عذري ـ
    فقبل قليل، رَجعتَ أشوف أنا بَديت مِن وين؟
    فوجدتك، واقِفْ ومسْتني، الكلام ده حَدّو وين، ومِتين!
    طبعاً أخوك سرَح وتاه في جخانيب وزقاقات هذه المواقف الحزبية في مُنعرجات نهايات هذه المرحلة الانتقالية العويصة التي نتمنى أن نخرج منها بأقل الخسائر:
    الجنوب، وبسْ!

    وأصلوا زعلتي دي، الدَخلت فيني مِن زمن قرارات وتوصيات وبرامجات وترشيحات ومرتكزات الحزب الفكرية والفلسفية في ختام مؤتمره الأخير (والذي لا نتمنى بأن يكون الأخير) وقنّعتني من خِيراً فيها..
    وما يُعكّر مزاجنا أكثر ـ الهتافات والتباهي ببطولات الحزب في الآونة الأخيرة:
    مَنعْ الرقيب من دخول "الميدان"، الذي لمْ يمنع منع صدورها.. فالرقيب يعمل الآن من المطبعة، بتركيز ودون شوشرة، لمنع الطبعة.. فصار الحزب، كجنرال في متاهته، فالمعارك تدور في ذهنه دون وصول أخبارها لعموم السودان.. فصرتُ أفكر في هل نسى هذا الحزب تجاربه الثرّة والفاعلة والغنيّة حين كان يُصدر "الميدان" على طابعة الرونيو ـ تلك البيانات والتحليلات والتوجيهات، على ورقاتٍ معدودات، إلا أنها كانت تلهِم وتلهب الجماهير، وتغض مضجع السلطان، ثمّ تجهجه الأجهزة الأمنية ـ السرية والعلنية، وتخليهم في حيص بيص!
    فأضعفَ البطولة، كما أضعف الإيمان، أن تصدر مكتوباتك بالسرّ/العلني، حين يمنعها أباطرة هذا الزمان..

    ويُحزنني،
    احتفاءُ البعض بمثل "فتوتنا" هذي، ويُعدّونها مِن نوادر وجواهر الفكر، والرؤية النبوية..

    وهم غافلون عن ما يُفرح السلطانُ فيها،
    فحين تجتمعُ فرحة السالبِ لكرامة وإنسانية العباد والبلاد، مع زغاريد المسلوب والنشّاد،
    ويختلط الحنبليّ، والصوفي الرؤيوي، والمُناضل الشيوعي، والمذهبي الطائفي ـ جميعا، ومع ما يُسرّ ساجن أحلام شعوب السودان..
    فما عليْنا ـ إن وقفنا برهة، وفكّرنا في أنّ:
    في هذا الأمر إنّ؟!!!!!

    *

    نقطة أخيرة، سنعود لها لاحقا، حول:

    مَهمّة الجنوبيين في النضال مِن أجل تحقيق الاستفتاء في تقرير المصير الذي يحملُ الخيارين؛ وواجبُ الشماليين أن يعملوا من أجل أن يكون خيارُ الوحدة هو الجاذب..
    ولندَع مقولة ـ أنّ زمان ذلك قد ولى ـ جانباً، ولنسأل:
    هل مِن الحكمةِ، أن نعمل مِن أجل يتمّ هذا الأمر في سلاسة وسلام، أمْ أن زمان ذاك قد ولى ـ
    هوَ، كمان؟!
                  

06-17-2010, 11:48 PM

معاوية عبيد الصائم
<aمعاوية عبيد الصائم
تاريخ التسجيل: 06-09-2010
مجموع المشاركات: 22458

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: عادل عبدالرحمن)

    هولاء
    الصديقين؟؟؟
    عادل
    محمد مدنى
    السلام وعليكم
    متابعه
    محمد مدنى
    رررررررررررررررررنه ياخ
    معاويه عبيد وكده
                  

06-18-2010, 00:12 AM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: معاوية عبيد الصائم)

    يا أبا الريش،
    تحياتي،
    وشكرا على إتيانك برابط البوست ـ الذي لم أقرأه من قبل..


    Quote: الأخ صديق عبد الجبار
    إتفاقيـة أديس عارضها الحزب لأنها لم تأتى عن طريقه كما عارض حزب الأمة إتفاقيـة الميرغنى، لذلك
    أقول أن هـذه الأحزاب كلها من أديم واحد.. عارضوها لأنها لم تكن فى (الأطار العام)


    نعم،
    هذه الاتفاقية، التي وضع لبناتها الأولى الشهيد/ جوزيف قرنق، والتي أوقفت أوار الحرب لعشرة أعوام، والتي لولا موافقة السياسيين والمقاتلين الجنوبيين ـ لما تمّت، كانت معارضتها من قبل الحزب الشيوعي شيئاً فريّا، وكانت من الأسباب التي دعت الجنوبيين ينظرون إلى الحزب بكثير من الريبة والحذر، وبأنه كمثل الأحزاب الدينية الشمالية ـ التي أذاقتهم أمرّ العذاب حين كانت تأتي لسُدّة الحكم. إلا أن الحزب حسناً فعل حين رَضيَ عنها بعد مارس/أبريل.
    وبئس ما يفعل اليوم بفتواه التي ستعيد السودان ـ شماله وجنوبه، إلى أسوأ مما كان قبل نيفاشا.. حيث أن هذه المرّة، لو انكسرت الجرّة، فستطفح بما فيها على دول الجوار، بل وعلى تلك القريبة والبعيدة!
                  

06-18-2010, 01:25 AM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: عادل عبدالرحمن)

    Quote: جميعنا قرأ مثل هذه الغباوات في كتابات ابوالريش و بشاشة و عادل عبد العاطي و آخرين هذا النفر المريب


    طه جعفـر،
    الخلاك تخرج عن طورك كدا دا ما هين.

    بس ما جاوبت على الســؤال: هل عندما أيدتم نيفاشـا (من أجل حقن الدماء) كما قلت، فهل أعلنتم تحفظاتكم
    على نص الإستفتاء حينهـا؟
    يا سيدى لم يكن تأييدكم مهمـا كما هو ليس مهمـا الان، فإنكم رجعيون وطائفيون، وقعتم أخيرا فى حوض
    طبيعتكم التى تشاركون فيها الأحزاب الطائفيـة.. الجنوبيون حصلوا على حق تقرير المصير بالبندقية قبل
    أن يحصلوا عليه من نيفاشـا، وكانت نيفاشـا تحصيل حاصل.. ألا تخجلون من الدعوة للإنتظار حتى تتحقق
    شروط الحكم الديمقراطى وأنتم تتحالفون مع الترابى ورهطـه الذين قتلوا دكتور على فضل أحمد وغيره من
    الشهـداء؟ وهل يقول لكم ذكاؤكم أن الجنوبيين سيقبلون دعوتكم هـذه ويربعون أيديهم حتى تتحقق الديمقراطية
    على أيدى الطائفيين من أمثالكم؟ ألا تعلم أن نيفاشـا محمية دوليا ولا أحد يستطيـع التلاعب فيها؟ ألا
    تعلم أن الجنوب إستقل بالفعل ولا وجود لأى سلطـة شمالية هناك منذ 2005، وما الإستفتاء إلا شكل فقط؟

    ولكن أنا أعلم إنك حين تصف الناس بالغباء فلا تقصـد الغباء المطلق، يعنى فى نسبـة بسيطـة من الذكاء،
    وهـذه النسبـة البسيطـة من الذكاء تقول لى إنكم فقط تنبحون السلطـة ولا يهم أى منطق.. بس الحكومة دى
    لازم تعارض بأى طريقـة.. لو عملوا إستفتاء نعارضه ولو نكصوا عنه أيضـا نعارض النكوص.
                  

06-18-2010, 02:10 AM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: Abureesh)

    ولسند البوست قليلا قبل أن يميل أكثر،
    وإلى حين نجي صادّين..

    كنت قد كتبتُ من قبل عام أو أكثر أو أقل ـ فما عدت أذكر، في بوست عثمان محمد صالح/ (ماركسي إرتري):


    { وبما أنني أحبّ الحكي ، مثلك تماما يا عثمان ، سأبتدر كلاً بحكاية :

    كان ابن أختي (قصي مجدي سليم) حينها في سنته الثالثة الابتدائية بالمدرسة ، في حصّة الجغرافيا فرَدَت "المعلّمة" خريطة السودان وأشارت إلى مدينة الكرمك موضحة للتلاميذ بأنها تقع في جنوب السودان .. غالطها "الطفل" مجادلا بأنها تقع في الشمال منه ، فحاولت لجمه – قائلة :
    ( يا ولد ! عليك أن تسمع ما أقول وتحفظه فقط ، أنا البعلّمك مش إنتا )
    ردّ الصبيّ المشاغب :
    ( يا أستاذة ! إنتي كان ما بتعرفي جغرافيا ، ما بتعرفي سياسة ؟ ما شايفة العكّة الحاصلة في البلد اليومين ديل: الحيكومة بيجيشا ، والشمال كلو بحاولوا يطردوا الجنوبيين منّها ) ؟!!

    كانت الحركة الشعبيّة لتحرير السودان قد "حرّرت" مدينة الكرمك كواحدة من مدن السودان – حسب هدفها الرئيس من إنشائها وأسمت اسمها به ؛ و"احتلت" ، كما الغازين ، المدينة - في عرف الحكومة ، المؤتمنة على أمن البلاد (الشمال؟) ، وجيشها ، ومناصريهم .
    الجيش الذي جنّ جنون عساكره فأرعدوا وأزبدوا وتوعّدوا ؛ الجيش الذي خاض حربا تلو أخرى ، ومعركة تلو معركة ، من أجل السيطرة على الجنوب ولو بإبادة كلّ أبنائه وحرق بيوتهم وقراهم ومدنهم ، ها هم "أوباش" الدينكا والنوير والشلك ينسلّون من سجن الجغرافيا عابرين بالمعارك لجغرافيا لم تشهد بها من قبل – فأحسّ وشعر بالعار .. الجيش الهُمام ، الذي خاض ما خاض فيه خفية في الجنوب البعيد ، ها هو مجابه الشمال الداني وفي العلن .
    قلت أنّ أولاد الجنوب مدّوا أرجلهم ، قليلا ، أبعد من طرف لحافهم الجغرافي / التاريخي ، فبانت زرقتهم لتهدّد أمن ، وصفوَ نقاء رجال الشمال فجأروا بالويل والثبور وعظائم الأمور .. فتفنّنوا ، كلّ على حدة ، ومجتمعين ، وأخرجوا من عبّهِم ما يحملون من نبال الدين ، والعرق ، والعِرض ..


    فذات صباح من تلك الأيام الملبّدة بغيوم الجهويّة والعنصريّة ، المثقلة بفصاحة الجغرافيا وفداحة التاريخ – أفصحت لنا "الميدان" الناطقة بلسان حال الحزب الشيوعي السوداني بخبرٍ خجول ، فحواه : أن الحزب قد تبرّع بمبلغ عشرة آلاف دولار للجيش السوداني في معاركه الباسلة !
    قلت خبرا خجولا ، لأنه لم يأت بخط عريض أو مانشيت ، بل في وسط صفحة على مربّع صغير لا تتعدّى مساحته بوصتين مربّعتين ؛ خبر مهم وفائق القيمة الماديّة والمعنويّة – لمَ لمْ تفرد له مساحة تليق به ؟!!

    والأمر هنا لا يتعلّق بصحّة ، أو عدم صحّة توسيع رقعة الحرب من قِبل "الحركة" في ذلك الوقت ؛ بسلامة أو خطورة موقفها مما آلت إليه انتفاضة مارس / أبريل .. فالأمر أعمق من ذلك ، فهو يكمن هناك – في الموقف من الحركة الشعبية منذ الأزل ، ومن حرب الجنوب برمتها .
    ما يهمّنا الآن هو موقف "حزب ثوري" من "حركة ثورية" .. لم يتحالف معها ( ما علينا ) ما يهمنا هو الموقف المبدئيّ منها ، من مشروعيّتها ؛ فهل لو أخطأت "الحركة" في تكتيكها العسكريّ ، أن يقف "الحزب" مع المعسكر النقيض لها : العسكر ، والأحزاب الطائفيّة والدينيّة الذين شكّلوا كل حكومات ما بعد الاستقلال التي سعت لقهر الشعب الجنوبي وإذلاله ، بل ومسحه من على خارطة الوجود ؟!
    والأيام جهديّة ؟
    كان جوّا كريها ، ذلك الذي جُمعت فيه التبرعات "من أجل المعركة" ، مليئا باللؤم ومحشوّا بالشعارات البغيضة والهتافات المريضة . كان تأليف القلوب الشماليّة المتباغضة طائفيّا وسياسيّا وحزبيّا وثقافيّا يتم على قاعدة واحدة : طرد الجنوبي من أرض الشمال ..
    ويومها بانت عورة كلّ شمالي !

    فهل يا ترى ، لذلك السبب ( الفضاء المشحون بالبغضاء ) جاء الخبر الصحفيّ ضامراً ؛ أم لأنّ المبلغ المتبرّعْ به كان باهظا على كاهل "دافعي الضرائب" الحزبيين ، الكادحين ، المغلوبين على أمرهم – أولئك الذين حزبهم لا موارد له- كما يقال - سوى أن يتقاسموا معه خبز الجفاف ؟!!

    ناهيك عن أن نسأل : هل تبرّع الحزب يوما لمن حملوا السلاح ضدّ السلطات الغاشمة ، أو لذويهم الهُمّل القابعين في معسكرات الذل والهوان – بقرش أو بقرشين ؟
    هل } !
                  

06-18-2010, 02:42 AM

سيف النصر محي الدين محمد أحمد

تاريخ التسجيل: 04-12-2011
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: عادل عبدالرحمن)

    Quote: ولا: إيقاف الحرب وإحلال السلام في السودان
    أ- حق تقرير المصير:

    تأكيد مبدأ حق تقرير المصير كحق أصيل وأساسي وديمقراطي للشعوب.
    الاعتراف بأن ممارسة حق تقرير المصير توفر حلا لإنهاء الحرب الأهلية الدائرة، وتسهل استعادة وترسيخ الديمقراطية والسلام والتنمية.
    أن يمارس هذا الحق في مناخ من الشرعية والديمقراطية وتحت إشراف إقليمي ودولي.
    أن المناطق المتأثرة بالحرب هي جنوب السودان ومنطقة آبيي وجبال النوبة وجبال الأنقسنا.
    أن مواطني جنوب السودان (بحدوده المعتمدة في 1 يناير 1956) لهم الحق في ممارسة حق تقرير المصير قبيل نهاية الفترة الانتقالية.
    أن يتم استطلاع رأى سكان آبيي حول رغبتهم في الاستمرار في إطار الترتيبات الإدارية داخل جنوب كردفان أو الانضمام لبحر الغزال عبر استفتاء يتم خلال الفترة الانتقالية. وإذا أكد الاستفتاء أن رغبة الأغلبية من مواطني منطقة آبيي هي الانضمام لبحر الغزال فإنه يصبح من حقهم ممارسة حق تقرير المصير كجزء من مواطني جنوب السودان.
    في ما يخص مواطني جبال النوبة وجبال الأنقسنا يؤكد على المعالجة السياسية الهادفة إلى إزالة كافة المظالم القائمة في هاتين المنطقتين على أن تنفذ تلك المعالجة الحكومة الانتقالية، ويستتبع ذلك إجراء استفتاء يتم عبره التأكد من المستقبل السياسي والإداري خلال الفترة الانتقالية.
    تأكيد التزامه بتحقيق السلام العادل والديمقراطي والوحدة القائمة على الإرادة الحرة للشعب السوداني وحل النزاع المسلح الحالي بالوسائل السلمية من خلال تسوية عادلة وناجزة. وفي هذا الصدد يؤكد قبوله لإعلان المبادئ الذي أقرته مجموعة دول الإيغاد ويرى في هذا الإعلان أساسا عمليا ومعقولا لتحقيق السلام الدائم والعادل.
    تأكيد أن السلام الحقيقي في السودان يستحيل رؤيته في إطار مشكلة الجنوب وإنما من خلال إدراك الجذور القومية للمشكلة.
    التأمين على أن قضايا السودان الوطنية لا يمكن حلها إلا عن طريق حوار صريح جاد مستمر بين كل المجموعات الوطنية السودانية وعلى أن طبيعة وتاريخ النزاع السوداني قد برهن على أن السلام العادل والاستقرار في البلاد لا يمكن تحقيقهما عن طريق حل عسكري.
    وأكد المؤتمر أن على قوى التجمع الوطني الديمقراطي أن تعمل بجدية من أجل اتخاذ موقف موحد من الخيارين اللذين سيطرحان على الاستفتاء وهما
    أ- الوحدة (فدرالية/ كونفدرالية).
    ب- الاستقلال.
    أن تعمل سلطة التجمع الوطني الديمقراطي خلال الفترة الانتقالية على بناء الثقة وإعادة صياغة الدولة السودانية حتى تأتى ممارسة حق تقرير المصير دعما لخيار الوحدة.
    وإذ يقر التجمع بأن حق المصير حق إنساني وديمقراطي وحق للشعوب فهو كذلك آلية لوضع نهاية فورية للحرب الأهلية وفرصة تاريخية متفردة لبناء سودان جديد يؤسس على العدالة والديمقراطية والإرادة الحرة. ويلتزم التجمع بقيادة الشعب السوداني ليمارس هذا الحق التاريخي بنجاح.


    مقررات اسمرا 1995
                  

06-18-2010, 02:53 AM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: سيف النصر محي الدين محمد أحمد)

    Quote: مقررات اسمرا 1995


    شكــرا يا دكتور سيف،

    وليل مقررات أسمرا 1995 يمحوه نهار نيفاشـا 2005
                  

06-18-2010, 02:59 AM

خالد العبيد
<aخالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: Abureesh)

    عادل
    سلام يا صاحب

    Quote: ولسند البوست قليلا قبل أن يميل أكثر،

    بدخول ابوالريش المرعب
    بوستك اتحرق حريقة الباشا !
                  

06-18-2010, 06:21 AM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: خالد العبيد)

    أخونا/ أحمد ابن عوف،
    لك التحايا..

    كتبت لنا:


    Quote: الا انني ارى ان موقفهم كما جاء في بداية البوست صحيح وكلامهم منطقي

    اي استفتاء في ظل هذا الوضع (برلمان مخجخج في الشمال واحتكار في الجنوب)
    قد لا يؤدي الى النتيجة المطلوبة، وللتوضيح اقصد بالنتيجة المطلوبة ( السلام)
    وليس الانفصال او الوحدة.

    قد يكون الحزب قرأ التاريخ جيدا، فخذ مثلا حالة المانيا

    يظن كثيرين ان الالمانيتين توحدتا بأن قام بعض الغاضبين بتحطيم جدار برلين وانتهى الفيلم
    على كده

    ابدا

    اول انتخابات (ديموقراطية) حقيقية تعددية في المانيا الشرقية وفي اول قرار لذلك البرلمان هو مناقشة
    امر الوحدة مع المانيا الغربية، وقد كان ان تم عرض المسالة الى المانيا الغربية التي
    بدورها عرضت المسالة على برلمانها (الديموقراطي) والذي وافق على الوحدة وتبعاتها

    ما هي تبعاتها؟؟

    واخدة منها: ان تتحمل ميزانية المانيا الغربية مبلغ 1.6 تريليون دولار لتزبيط امر العملة والاستقرار
    المالي والاقتصادي والافلام دي


    كان مِن الممكن أن تكون هذه الفتوى صحيحة ومنطقية إلى حدٍ ما، لو أنها أتت مُعمّمة على شعوب الأرض كافة، ليأخذوا بنصيحتها حول أهميّة الديمقراطية التي لن يذوق طعمَ حلاوتها إلا مَن ناضل، ومن قاتل، ومن تشرّد في فيافي الدول الغنية والفقيرة ـ مِن أجلها.
    أما أن تأتي مُفصّلة لشعب جنوب السودان كيْ يلزموا الصبُرْ إلى أن يمنّ علينا الرحمن الرحيم بأجواء الديمقراطية كيْ ينتعشوا بعبيرها لحظة الاستفتاء الذي ولا بدّ وأنه سيوصلهم إلى العيش في رخاء السودان المُوحّد ـ فهذا هو الذي حيّرْنا وفكّة صواميل عقلنا!

    لقد ناضل الجنوبيون وقاتلوا وفقدوا اتنين مليون شهيد مِن أجل هذه الديمقراطية باهظة الثمن. ولقد ناضل الحزب الشيوعي من أجلها وفقد شهداءَ لا يُقدّرون بثمن. لكن الفارق بين هذين النضاليْن هو المَقصد النهائي لكل منهما:
    فالحزب بعد إسقاط كل حُكم ديكتاتوري تتغيّر أساليب وأدوات نضاله، ومَقاصدها ـ مِن أجل إسقاط نظام، إلى إصلاح ديمقراطية منقوصة. وأمّا نضال الجنوبيين، وبنفس أدوات وأساليب الكفاح المُسلح، ظلّ على حاله لا يتغيّر ولا يتبدّل لحقب عديدة في هجير النظامين: فلا النُظم العسكرية ولا الديمقراطية غيّرت مِن أساليب حلها لمعضلة الجنوب ـ حرقَ الإنسان والحيوان والأرض في تلك الرقعة المُسمّاة جنوب السودان.

    إن حق تقرير المصير الذي لا يشمل الحق في إقامة دولة (كما قال نبيّ العمال لينين) يُصبح لا معنى له. ولأن حق تقرير المصير يظل قائما لأيّ قومية أو شعب أو شعوب يعيشون في دولة، ديمقراطية أو عسكرية أو عِلمانية حتى، ويعانون مِن الاضطهاد أو درجات المساواة بسببِ واحدٍ من قائمة الحقوق أعلاه، ناهيك عن جُلها أو كلها، مثل تلك التي يعاني منها الجنوبيون، من ضمن شعوب وقوميات أخرى تقطن السودان منذ آلاف السنين.
    فحق أن يُعطى تقرير المصير لشعبٍ من الشعوب، لا تقمطه أيّ مِن الأسباب الاقتصادية أو الحضارية أو النضالية مِن أجل هدف نبيل التي القصد منها "عدم تشتت الأوطان الأفريقية الناشئة والخوف على وحدة السودان" التي كان يتحجّج بها أيامَ زمان، أو تلك التي يُخرجها مِن جرابه الآن.

    وأن عبءَ التكلفة الباهظة للألمان الغربيين في سبيل التوحّد مع الشرقيين، كما وصفتها لنا:
    { ما هي تبعاتها؟؟

    واخدة منها: ان تتحمل ميزانية المانيا الغربية مبلغ 1.6 تريليون دولار لتزبيط امر العملة والاستقرار
    المالي والاقتصادي والافلام دي }

    كانت حُجّة رئيسية، من ضمن غيرها، بأن اقتصاديّات الجنوب غير مؤهلةٍ له لبناء دولة مُستقلة،
    وليس العكس!

    (عدل بواسطة عادل عبدالرحمن on 06-18-2010, 06:43 AM)

                  

06-18-2010, 06:38 AM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: عادل عبدالرحمن)

    Quote: معاويه عبيد وكده


    أيوه كده!

    وربّ الذي بسط لنا بساط الريح : النت،
    مسألة أن يكون "الصائم" اسم جَدِّ واحد اسمو معاوية عبيد وأنا بعرفو ـ توّهتني وجننتني، زيْ جهجهة حبيبنا أبو عركي..
    ولقد طاف بذهني لبرهة "ود الصايم" بتاع بحري (الذي أتمنى أن يكون عمل لينا حزب شيوعي "جديد" بهناك) بيدَ أني طردته مِن بالي..

    وين بلادك وحالك وأحوالك، وبِقيت كم؟
    طبعاً الواحد في الأوال ببقى اتنين، وبعد داك يكون في إمكانه أن يتشارك في صُنع أولاد وبنات..
    ثمّ عيييك!
                  

06-18-2010, 04:26 PM

معاوية عبيد الصائم
<aمعاوية عبيد الصائم
تاريخ التسجيل: 06-09-2010
مجموع المشاركات: 22458

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: عادل عبدالرحمن)

    عادل ازيك تانى
    اخوك ضارب الحجاز
    بيقنا6
    ساره 12 سنه
    باسل 10
    ساريا 7
    بشار 5
    وعييييييييييييييييييييييييك
    تسلم
                  

06-18-2010, 04:26 PM

معاوية عبيد الصائم
<aمعاوية عبيد الصائم
تاريخ التسجيل: 06-09-2010
مجموع المشاركات: 22458

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: عادل عبدالرحمن)

    عادل ازيك تانى
    اخوك ضارب الحجاز
    بيقنا6
    ساره 12 سنه
    باسل 10
    ساريا 7
    بشار 5
    وعييييييييييييييييييييييييك
    تسلم
                  

06-18-2010, 07:51 PM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: معاوية عبيد الصائم)

    العزيز/ معاوية،
    وبهذه المناسبة سأهديك فتوة تهديك سواء السبيل في شئون الأسرة ومشاغل العيال ومطالب الزوجة:

    إيّاك، وإياك وإياك :
    أن تعطِها حق الانفصال،
    ولئن سبق وفعلت، ولم تكن قد حدّدت ميقاتاً معلوما،
    خليك على كده، ولا تشغل بالك،
    فالأسباب والمطالب، من الممكن تفنيدها ـ بأيّ حُجة.

    ولئن كنت قد فعلت وضربت ميعادا موقوتا،
    اتصل بنا،
    فنحن دوما في خدمتك، من أجل صيانة عش الزوجية من الانفصال والانحلال.

                  

06-18-2010, 10:16 PM

عبد الله حسين

تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 3827

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: عادل عبدالرحمن)

    Quote: إنتَ قاصدني أنا، وللا الحزب الشيوعي (الذي جنّدك ليهو أبوي، وفطاني أنا)؟!!



    تفتكروا ليه؟.
                  

06-18-2010, 11:00 PM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: عبد الله حسين)

    Quote: { الاستبداد الذي يتم فرضه من أجل مصلحة ضحاياه هو أكثر أنواع الاستبداد جورا }

    سي إس لويس
    كاتب وصحفي وناقد إنجليزي



    ومن بين أشكال الاستبداد العديدة، الاستبداد الفكري ـ الذي يرتكز على نصّ نظرية واحدة (مثل ما يفعل السلفيون والكهنة والشيوعيّون الأرثوذكس مع نصوصهم المقدّسة) ليفسّر بها كل ما يحمل الكون مِن أسرارٍ ومشاغل وهموم:
    وما يهمنا الآن هو موقف الحزب الشيوعي السوداني من مَطلب شعوب الجنوب..
    حيث أن الحزب، في مرحلةٍ سابقة، كان قد شرح للجنوبيين (أصحاب العقول الكجورية) وبحسب نظريّته الماركسية ـ اللينينية ـ السودانية، ووِفق حالتهم التاريخية والجغرافية والثقافية والاجتماعية/ شكل المَصير الأحسن ليهُم، والذي لن تبين حسناته إلا في ظل الوطن الديمقراطي الواحد المُتحد.
    وفي مرحلة لاحقة، مثل هذه التي يُخيّم عليها شبح الانفصال، وبميقات مرسوم بنصوص اتفاقية وُقعّت في غفلة من الزمان لا تراعي وحدة السودان، تمّ نصحهم بالانتظار إلى أن تأتي الرياح المُواتية بما تشتهي المراكب لتسير من الجنوب نحو الشمال، وليس العكس.

    وبما أن في العادة، لكل فتوى ـ فتوى مُضادة، أتينا بفتوانا التي تبطل الأولى، خاصة وأن طرَفي "نيفاشا" مُعكلِتين، ولازم.. ولازمين. وأجريْنا تعديلاً طفيفا على فتوى الصحابي/ ابن الخطاب التي رفعت حدّ الشريعة عن السارق في زمن الحَرابة.. فقلنا في فحوى فتوتنا: عشان الحرابة ما تحصل مِن أصلو!

    فانهال علينا النصوصيّون بالسباب بدون ذكر الأسباب، وتوعدونا وأنذرونا بالثبور وعظائم الأمور، وعدّونا من الحاقدين الظالمين الذين في نفسهم أغراض وغباين على الحزب الشيوعي القويم، وأخرجونا من زمرِ الوطنيين والعاقلين والموضوعيين والما فاهمين تعاليم الماركسية، من أصلو..

    فالأصولية والسلفية الدينية، لا تختلف، كثيرا أو قليلا، عن تحجّر الفكر ونشاف الراس، لدى هؤلاء الأقوام.

    *

    وبما أننا نؤمن بأن النقد الحقيقي والمُجدي هو "نقد الذات" أولاً، ويليه في المرتبة تقبّل النقد الآتي من الآخر، والأخذ منه إن كان فيه منفعة قليلة أو كثيرة، أو رفضه ودحضه بالحجج والبراهين ـ دون الدخول في أغوار النفس البشرية وجخانيبها ومطباتها العويصة.

    وفي الحقيقة، قد جابهتُ وجُوبهت مع الكثير من الشيوعيين السودانيين، ومُنذ نعومة الفكر والإدراك، بنقاشات وحوارات وحِرابات طويلات، حول مفهوم النقد لديهم. فردّات الفعل منهم كانت دوما من منطلق الريبة والشك في كل ناقد لخط الحزب، أو بتهمة عدم الإطلاع والتفقه في "النظرية العلمية" وتجارب الشعوب التي تنعم بالأنظمة الاشتراكية المُفضية إلى الشيوعية والرفاه.

    ولقد كنتُ محظوظاً إذ نشأت في "برلمان مُصغر"، فبيتنا/ حوشنا الكبير ذو النفاجات لسابع دار، الذي تعداد ساكنيه يفوق الأربعين، كان يعجّ بالأنصار والختمية والوطني الاتحادي والقوميين العرب ومُناضلي إرتريا كتالين الكتلا والشيوعيين القاطنين فيه والجيران. فأبي (زوج أمي) الذي ربّاني، كان شيوعيا من قادة الحزب واتحاد العمال. وإذ كان مُرشح الحزب في الدائرة الثانية بمدينة ود مدني بعد أكتوبر. وجارنا كان الشهيد/ فاروق زكريا.
    وكل ما عنيته من ذلك، أنني كنتُ ألتقي بالشيوعيين، العاملين تحت الأرض أو فوقها، يوميا، وبسهولةٍ ويُسر حين يغشون دارنا.

    أذكر،
    في ذات يوم من عمر الصبا، أن دخل علينا أحد الرفاق، حين كنا أنا و"محمد مدني" الذي كان حينها لم يتخلى بعد عن اسم أبيه/محمود الشيخ أحمد ـ القائد العمالي والتنظيمي الإرتري، حين كنا نقرأ، مُحتفيَيْن، في كتابين أحدهما ل"سارتر" والآخر ل"كولن ويلسون". وإذ كان الرفيق كبيرا في السنّ وفي موقعه التنظيمي، أخذ يعظنا، وبثقة وصيغة الذي لا يقبل الجدال في غزير علمه وتعاليمه، حول الذي يجب أن يُقرأ وما لا يجبُ.

    فأخذ يُفنّد لنا فكر سارتر الوجودي ـ العدَمي، الذي من العقل والتعقل أن لا نضيّع زمننا الغالي في قراءته. وأمّا "كولن" فلقد كان لا يستحق في نبش فكره وأفكاره ـ إذ نوّرنا بمعلومة عنه كال نجهلها: فهو عميلٌ للسي آي إى الذي كُلّف بتسميم عقول الشيوعيين وشغلهم بأمور تشغلهم عن النضال!

    وللمتشككين في نوايانا وأغراضنا مِن الإتيان بهذه الحجوة، نقول بأنها مُجرّد مدخل إلى تفسير هذه الظاهرة العجيبة التي ما زال يتحلى بها بعض الشيوعيين، ولمَ تخلت عن منطق الوعظ والهداية بالخطب الرنّانة التي تدعو الناس غير المُنظمين إلى الدخول، أفواجا وفِرادى، إلى بهو الحزب العظيم.. وتقلصت وانحصرت في نطاق السب والشتم والكلام المُنفر عن مُجادلتهم.

    ولكن،
    هيهات!

    *

    صاحبنا/ خالد العبيد،
    سلام...

    Quote: بدخول ابوالريش المرعب
    بوستك اتحرق حريقة الباشا !


    يازول مافي بوستا بتحرق وبنحرف، لا بالنبز ولا بالتخاريف،
    فالزول هو البحرق بوستو براهو:
    لما يختى الدرب العديل الماشي فوقو، ويلتفت للهتافِ والنواح والكلام العَوَاليق "المغتغت وفاضي وخمج".

    (عدل بواسطة عادل عبدالرحمن on 06-18-2010, 11:44 PM)

                  

06-18-2010, 11:19 PM

تبارك شيخ الدين جبريل
<aتبارك شيخ الدين جبريل
تاريخ التسجيل: 12-04-2006
مجموع المشاركات: 13936

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: عادل عبدالرحمن)

    Quote: منازلة النظام الغاشم الاسلامي المستبد
                  

06-18-2010, 11:51 PM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: تبارك شيخ الدين جبريل)

    أهلين تبارك ود شيخ الدين،

    Quote: منازلة النظام الغاشم الاسلامي المستبد


    جِْبتا الكلام ده من وين ـ
    أوعى يكون كلامنا ومن عندينا ، ونحنا ما عارفين؟!
                  

06-19-2010, 00:00 AM

تبارك شيخ الدين جبريل
<aتبارك شيخ الدين جبريل
تاريخ التسجيل: 12-04-2006
مجموع المشاركات: 13936

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: عادل عبدالرحمن)

    دا الدور الفرضوا علينا "طه جعفر" ...

    التقول موقعين معاهو عقد على انو النظام إسلامى وغاشم ومستبد ...

    (إسلامى دى بى نسبة 69% ... 31% تبع مرتضى جعفر ... وغاشم ومستبد دى اوعى تكون بى معايير الحزب!)








    ... المهم ...
                  

06-19-2010, 02:56 AM

عبد الله حسين

تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 3827

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: تبارك شيخ الدين جبريل)

    Quote:
    يازول مافي بوستا بتحرق وبنحرف، لا بالنبز ولا بالتخاريف،
    فالزول هو البحرق بوستو براهو:
    لما يختى الدرب العديل الماشي فوقو، ويلتفت للهتافِ والنواح والكلام العَوَاليق.




    النبز والتخاريف والهتاف والنواح والكلام العواليق ياهو ده:



    Quote: على طريقة الفتاوى الدينية، التي تتسابق فيها أجهزة الميديا الشرقية والغربية لاستفتاء الناس (كفرة ومسلمين) حول أغبى فتاوى العام المعني ـ خرج علينا الحزب الشيوعي بفتواه حول جواز الاستفتاء:
    كيف ومتى ولماذا؟



    Quote: فأنا، لو تكرّمت علينا إحدى القنوات الفضائية باستفتاء حول أمور السياسة، سأصوّت على أن هذي أغبى فتوى سياسية أخرجها دهاقنة الحزب




    أما الكذب والتلفيق والجهل وعدم المعرفة وإدعاء معرفة تاريخ الحزب الشيوعي بالاستشهاد بالميدان ودورات اللجنة المركزية فهو هنا:



    Quote: منذ فتاواه السابقة التي أباحت لرئيسه ترشيح نفسه لرئاسة "جمهورية السودان"، تلك التي جعلت رئيس الحزب يصرّح في الندوات وصفحات "الميدان" بأن الحزب سيخوض الانتخابات مهما كان!
    وإلى أن نزل الوحيُ على لجنته المركزية بإبطالها في ظل نظام البشير، لأن بها شبهة التزوير.




    ـ لا يوجد رئيس في الحزب الشيوعي، أما الأستاذ محمد إبراهيم نقد فهو رسمياً السكرتير السياسي للحزب وعُرفاً كما يُطلق عليه أحياناً هو السكرتير العام.

    ـ الذي أصدر قرار عدم المشاركة في الانتخابات هو المكتب السياسي وليس اللجنة المركزية.




    Quote: ووقف ضدّ "اتفاقية أديس" ذات "الحكم الذاتي الإقليمي" التي بموجبها خمدت نار الحروب من 1973 إلى أن نقض "النميري" عهده عليها في 1983




    نص الاتفاقية مأخوذ من بيان التاسع من يونيو 1969 الذي صاغه الشهيد جوزيف قرنق عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني، وموقف الحزب من تطبيق الاتفاقية موقف صحيح، إذ لم تمض عشر سنوات حتى ألغاها الدكتاتور المخلوع جعفر نميري عام 1983 فرد عليه أبيل ألير بكتابه " جنوب السودان: التمادي في نقض العهود والمواثيق "، وبالتالي لا يمكن المُزايدة على الحزب الشيوعي سواء في اسهامه في تحقيق السلام أو في نقده للطريقة التي تحقق بها السلام إلا لأصحاب الغرض.



    Quote: وها هو اليوم يعود، كما عادت حليمة إلى عادتها القديمة، ليطالب بشرط "أجواء الديمقراطية" لإنجاز الاستفتاء، التي لولاها ستتمزّق أوصال الجنوب عن الشمال:




    تصريح الأستاذ سليمان حامد يستند أساساً إلى وثيقة أسمرا للقضايا المصيرية 1995 واتفاقية القاهرة 2005، يعني ما كلام جديد قطعو من راسو، أي هو موقف قديم وأصيل ومتواصل، لكن نعمل شنو مع أصحاب الغرض؟


    Quote:
    أ - حق تقرير المصير

    1. تأكيد مبدأ حق تقرير المصير كحق اصيل واساسي وديمقراطي للشعوب.
    2. الاعتراف بان ممارسة حق تقرير المصيـر توفر حلا لانهاء الحـرب الاهلية الدائرة، وتسهل استعادة وترسيخ الديمقراطية والسلام والتنمية.
    3.. ان يمارس هذا الحق في مناخ من الشرعية والديمقراطية وتحت اشراف اقليمي ودولــــي


    من وثيقة أسمرا للقضايا المصيرية



    Quote: ـ العمل المشترك من أجل الحفاظ على وحدة البلاد الطوعية:

    6 ـ 1 يؤكد الطرفان تمسكهما بوحدة الوطن الطوعية القائمة على الديمقراطية والإرادة الحرة، وعلى الاعتراف بالتنوع وبأن السودان بلد متعدد الأعراق والديانات والثقافات واللغات، وتتأسس وحدته على حق المواطنة وعلى المساواة في الحقوق والواجبات وفق المعايير المضمنة في الدستور والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان.
    6 ـ 2 يلتزم الطرفان مع بقية القوى السياسية بصياغة برنامج وطني للحكم في الفترة الانتقالية يعين على تنفيذ بنود هذه الاتفاقية ومرجعياتها بما يحقق الاستقرار السياسي ويؤمن وحدة البلاد، كما يلتزم الطرفان بأن تخطط الحكومة الانتقالية وتضع موضع التنفيذ التدابير اللازمة بحيث تقود ممارسة حق تقرير المصير إلى دعم خيار الوحدة.
    6 ـ 3 وافق الطرفان على تشكيل لجنة من القوى السياسية المختلفة ومنظمات المجتمع المدني يناط بها ابتداع الخطاب والأساليب التي من شأنها التعزيز والانتصار للوحدة خياراً للوطن والشعب




    من اتفاق القاهرة 2005



    ملحوظة


    كثير من ركاب قطار الحركة الشعبية في الساعة الرابعة والعشرين ومُدعي الأفريقانية، من الانتهازيين، يزايدون على مواقف الحزب الشيوعي حول مشكلة الجنوب لتحقيق بطولات وهمية، فالحزب الشيوعي هو الذي مهد الطريق الذي سار عليه هؤلاء، بعلاقاته المتميزة مع الحركة الشعبية منذ نشأتها عام 1983 وباسهامه المٌقدر منذ الاستقلال في العمل على تحقيق السلام والحفاظ على وحدة السودان.
                  

06-19-2010, 08:19 AM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: عبد الله حسين)

    وكما قلنا ـ أنّ فتوى الحزب هذي لم تكن بدعة من البدع في فقهه السياسي النابع من "النظريّة العلمية"، فهو قد استعملها من قبل خارج إطار السودان، فبدل الموقف المبدئي، الذي أرساه الشهيد/ القائد منذ انطلاق الثورة الإرترية/ واستمرّ مِن بعده إلى ظهر وبان نظام الدرق الأثيوبي، فتزعزعت المواقف وتبدّلت وتحوّلت مِن داعم للثورة، المُنادية بحق تقرير المصير للشعب الإرتري، إلى منادٍ وداع إلى "الحكم الذاتي الإقليمي" تحت خوذة "منقستو ولدي ميريام" العسكريّة. وبنفس الدعاوى والمبادئ والحِكم التي يطلقها نحو الجنوبيين:

    فحينها كان هناك حزبان ماركسيان يقودان أكبر جبهتين في ميدان الوغى، والفارق بينهما أن أحدهما لينيني والآخر ماوي. وبما أن الهدف البعيد لهم هو بناء الاشتراكية، كان رأي القادة لحزبنا الثوري السوداني ـ بأن يقبل الإرتريون بحل قضيتهم ضمن إثيوبيا العظمي التي هي بقيادة "حزب الدرق" الماركسي اللينيني الذي هو مكوّنٌ من طلائع الثوريين العساكر ـ من جنرالات وضباط وجنود!

    طبعاً،
    فكرة الوصاية هذه نابعة من خصلة سودانية أصيلة، فلو كنتَ مُترفاً ـ ذهبيّا أو فكريا ـ فلا خيرَ فينا إن لم نتصدّق بما نملك، وحتى سابع جار.

    *

    أيوة ـ تذكرتَ،
    كنا نتحدّث عن النقد الذاتي، وما أدراك ما النقد الذاتي. وحاشا أن ننكر بأن الحزب كان، ولم يزل، يستعمل، ويوميا، مثل هذه الأداة الهامّة، ويحث عضويّته بممارستها وإعلاء شأنها بين الرفاق. وبالطبع، أيضا، كان للحزب أسلوبه الخاص في الممارسة العملية التطبيقية، للنظرية العلمية. فجاءت اللوائح، الداخلية والخارجية، التي تنظم كل ذلك، وبالطريقة التي تتوافق مع عاداتنا وتقاليدنا السودانية!
    (ومفهوم العادات والتقاليد السودانية دي، حنجيها بعدين عشان نفهم المقصود بيها شنو، لأنو في السودان في الذين يعبدون الأوثان، ومن يتعبّدون في الكنائس والمساجد، ومِن الضالين أفواجا هنا وهناك، ومَن يتراكبون دون عقد مختوم أو عهدٍ مصون.. وغيرو، وغيرو ـ من الثقافات والعادات والمأكولات التي بتكهرب التانين من عباد الرحمن)

    فعلى سبيل المثال، وضمن العضوية والمُرشحين للجبهات الديمقراطية وسط الطلاب والدارسين.. وبما أن الخرطوم بها لمّة، من جميع أصقاع السودان المُدلهمّة، وشوارع وحدائق للإنسان وللحيوان وأخرى ذات ضُلمّة، ولأنه لا بُدّ وأن تحصل مشاكل كتيرة: بين السنجك وود المَكْ، وبين مَن يزرعون الدُخن ومن يحلجون القطن، وبين أدروب واساقة وتيّة وبعانخي.. وعيييييك ـ سنجعلها مسرحاً للأحداث والعِبر:

    فبما أن البلاغات التي يُسجلها "الرفاق" ضدّ بعضهم بعضا، هي من المصادر الرئيسية، إن لم نقل المصدر الرئيس، التي تستوجب ممارسة النقد الذاتي، وبشكل يومي من جامعة لجامعة، ومن معهد لمعهد، ومن تدريب مهني ميكانيكي أو كهربائي أو ثلاجاتي وتلفزيونات .. وهلمّ جرّا، ولكثرتها سنشير فقط لبعضها بحسب الفئة والنوع.

    فالملاحظة الأولى التي لا تخطئها أيّ عين بصّاص، أن معظمها ضدّ فتيات/ زميلات، مُسجلة ومُمَمْرَكة مِن قبل شبّان/ زملاء، والقليل منها مِن قبل فتياتٍ زميلاتٍ مُلتزماتْ.. وبنظرة سريعة لا غير، سنمّر على بعض نو عها الغالب:
    بلاغ ضد زميلة دخّنتْ (وعشان بالكُم ما يمشي لأيّ حفرة) سجاير.. وأخرى بتتونّس ونسة دقاقة، وقدام الطلبة من رجال وحريم، ولوقت طويل، وبدّكّ المحاضرات والليلة ما جات ـ لذات الغرض، ومع طالب غير زميل (وأحيانا بكون زميل غير مُنضبط).. وبعضهنَ يلبسن لباساً غير لائقٍ ومُحتشم، ومُتحسّنة ومَكندشة ومَخنفسة وضاربة أحمر شفايف تخلي الزول عامل ما شايف ـ التقول ماشة حَفلة (ما اجتماع أو دراسة)..
    وطبعا انتو، كان زملا وللا غيرو، عارفين النوع ده من الدسائس، والتي تعالج داخل الفرع، بسرعة أو بغيرو، فاعتذار ونقد ذاتي كيْ تعود الزميلة إلى ما هو يوميّاتي. أما تلك التي بتودي ل"المركزية" طوّالي، فهيَ من الأنواع إيّاها، والتي من الممكن أن تلحّق الزميلة أخوات طه ـ لو كانت الزميلة شمّاها زميل أو زميلة شمّتة فيها ريحة خمرة.. ولخطورة هذا النوع من البلاغات، فهو بياخد مدّة أطول، وأخيرا ممكن يتحلة ـ بتوقيف لمُدة واعتذار ونقد ذاتي..
    أما الزملاء فهم بَراءْ من تهمة السُكْر والتمباك والتدخين (إلا البنقو ـ طبعا)، لاكين الواحد يقول يا قولو ويرجى الله يحلها ـ لو جا بلاغ مِن زميلة، وإمكن تكون مَحرّشة، واتهمتو بالشحدة. وطبعا دي أخير منها البنقو ألف مرّة، إلا أنها دون الإنفناسة (ترك الحزب بلا سبب وجيه، سوى أنه شبع من النضال في الفارغة، أو المَليانة).

    طيّب ـ
    وزيْ ما بقول عادل إمام في "شاهد ما شاف حاجة".

    لازم أوضح الغرض المغرور في الصدور، فأنا لا أريد أن أبخّس مِن قدر أيّ من هذه العادات التي يحميها ويصونها كل مَن يؤمن بها، بسْ غرضي حاجة تانية خالص ـ وهو مُجرّد سؤال:

    هل الحزب الذي حرّم مثل هذه الممارسات، هل يطبّقها على كل من يأتي بها، بصرف النظر عن خلفيّة أخونا أو أختنا الثقافية.. وللا كيف يعني؟!!

    وبمعنى آخر، وللا أقول ليكم، سأحكي نكتة ـ كمثال لاختلاف العادات والتقاليد واختلافها فيما يُعيب ولا يعيب:
    بتاعة أخونا الدكتور الخرتومي الودّوه لواحدة من مناطق الشدّة الما بتتعدّه:

    ـ باللاهي يا دكتور أكشف على المَرَة ده شوفو كويّس وللا ما كويّس.. عشان أنا عاوز أعرّسو!

    (الدكتور دخّل الوليّة خلف الدِروة وجا راجع)

    ـ أها يا دكتور لقيتو كيف؟
    ـ (الدكتور مُتلعثماً) والله طبعا أنا لازم أورّيك الحقيقة.. (متلعثماً أكثر) وطبعا نحنا حالفين قسم وكده.. (ويزداد تلعثمه) ياخي.. والله.. الزوو ووولة دي .. حااامل.. وليها شهرين!

    (قفز أخونا الشاب الداير يعرّس ونطط وتشقلب في الهوا وصاح به فرِحاً متسائلاً مُتعجبا):

    ـ مُس كِدا..؟ يا دكتور!



    أها،
    كان الجماعة ديل كانو زملا وعملو شيتاً مِتل دا في الخرتوم:
    اللللللحززززززبْ بسوّي ليهن شنو،
    والمُحاسبة حتكون كيف: بشرايع الكجور، وللا بى شريعة النبي والرسول؟!!

    (عدل بواسطة عادل عبدالرحمن on 06-21-2010, 08:05 AM)

                  

06-20-2010, 00:44 AM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: عادل عبدالرحمن)

    إنّ ابتذال النقد، والنقد الذاتي، من ممارسة فكرية إلى مجرّد محاسبة، مبنية على النميمة والريبة وانتهاك الخصوصية، لزميل/زميلة على "خطأ" الحكم عليه مبني على قاعدة وأساس ثقافة بعينها، دون الأخريات ـ لا علمي ولا قومي ـ في بلد متنوّع الثقافات ـ ولا يحق له أن يخاطب "الآخرين" لنشر دعاواه وفتاواه، ثقافية أو سياسية، ما دامت مبنية على أساس ثقافة لا يؤمن بها.
    فالشعب الجنوبي حين يلتفت ويصغي وينظر نحو الشمال، سيجد، من بعض ما يجد، فريقين متناقضيْن وشبيهيْن، ولكلٍّ شروطاً ورغائب ـ مُختلفتيْن ومُتفقتيْن:
    (غايتو، زيْ فزورة وكدا)

    ـ أن يترك عبادة الأصنام والأوثان والكهّان ورث الشلك: كيْ يسهل عليه دخول الجنّة.

    ـ برضو وشرحو ـ بَس لغرض مُختلف: لتسهل عليه استيعاب "النظرية العلمية" ليلحق بحضارة السودان ويسهم فيها. ولئن أراد المناقشة والمفاصلة في مواضيع الاستفتاء وكدا، فعليه عدم الشوشرة في هذه الأيام من عمر الأحلام، حتى يشرق مُحيّا الديمقراطية ويغمر ربوعات الوطن ويبعد عنه المحن، وبعدين نشوف...!
                  

06-20-2010, 01:18 AM

سيف النصر محي الدين محمد أحمد

تاريخ التسجيل: 04-12-2011
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: عادل عبدالرحمن)

    Quote: فالملاحظة الأولى التي لا تخطئها أيّ عين بصّاص، أن معظمها ضدّ فتيات/ زميلات، مُسجلة ومُمَمْرَكة مِن قبل شبّان/ زملاء، والقليل منها مِن قبل فتياتٍ زميلاتٍ مُلتزماتْ.. وبنظرة سريعة لا غير، سنمّر على بعض نو عها الغالب:
    بلاغ ضد زميلة دخّنتْ (وعشان بالكُم ما يمشي لأيّ حفرة) سجاير.. وأخرى بتتونّس ونسة دقاقة، وقدام الطلبة من رجال وحريم، ولوقت طويل، وبدّكّ المحاضرات والليلة ما جات ـ لذات الغرض، ومع طالب غير زميل (وأحيانا بكون زميل غير مُنضبط).. وبعضهنَ يلبسن لباساً غير لائقٍ ومُحتشم، ومُتحسّنة ومَكندشة ومَخنفسة وضاربة أحمر شفايف تخلي الزول عامل ما شايف ـ التقول ماشة حَفلة (ما اجتماع أو دراسة)..
    وطبعا انتو، كان زملا وللا غيرو، عارفين النوع ده من الدسائس، والتي تعالج داخل الفرع، بسرعة أو بغيرو، فاعتذار ونقد ذاتي كيْ تعود الزميلة إلى ما يوميّاتي. أما تلك التي بتودي ل"المركزية" طوّالي، فهيَ من الأنواع إيّاها، والتي من الممكن أن تلحّق الزميلة أخوات طه ـ لو كانت الزميلة شمّاها زميل أو زميلة شمّتة فيها ريحة خمرة.. ولخطورة هذا النوع من البلاغات، فهو بياخد مدّة أطول، وأخيرا ممكن يتحلة ـ بتوقيف لمُدة واعتذار ونقد ذاتي..
    أما الزملاء فهم بَراءْ من تهمة السُكْر والتمباك والتدخين (إلا البنقو ـ طبعا)، لاكين الواحد يقول يا قولو ويرجى الله يحلها ـ

    الكلام ده غايتو حاصل .
                  

06-20-2010, 04:58 AM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: سيف النصر محي الدين محمد أحمد)

    والأجواء الديمقراطية، إن عمّت أو غابت، فلا علاقة لها بالاستفتاء وأخذ آراء الشعوب في حق تقرير مصيرها.. ولوانقلبت حالة البلد من مايل زيْ برج بيزا إلى واقف صَنَفور، وعمّ الخير الربوع وانقلبت جنة عديل، أو وصل إلى أعلى مراحل الديمقراطية ثمّ الاشتراكية.. لكين شعب الجنوب عَنْقدْ وقال: لأ: ما عاوزين معاكم سياسة أو دين، فذلك من حقهم، وحق أيّ شعب في المعمورة (شايل أحَد الشروط ديييك) داير انفصال، وسيبك مِن أمشي وتعال.
    فلا النظرية العلمية أو الطائفية الدينية، لها حق الإفتاء في حق تقرير المصير، والما مشروط، كمان. و"نظرية علمية" في الأمور السياسية، لا تختلف في ظاهرها ومضمونها، عن مقولة "العلم والإيمان" في أيّ شي..!

    وموش الحزب الشيوعي لوحده، بل كل أعضاء التجمّع مُجتمعة، لا يستطيعون، بأيّ حُجة دينية أو دنيوية، أن يطالبوا الجنوبيين بتأجيل الاستفتاء. وليس لهم من أيّ مواثيق أو عهود وعقود ـ قانونية أو شرعية، تدحض قيام الاستفتاء في يومه المشهود:



    Quote: الصادق المهدي الشريف يحاور السياسي اللُغز .. بونا ملوال

    د. بونا ملوال .. مستشار الرئيس والقيادي الجنوبي اللغز في حوار مع التيار(1/2)


    التيار : سيد بونا …ما هي الاسباب الجوهرية لخلافاتكم مع الحركة الشعبية ؟؟
    = اعتدل في جلسته وقال =
    بونا : ما عندنا اي خلافات … لا توجد لدينا خلافات مع الحركة الشعبية … هناكا خلافات في وجهات النظر.. لديهم نظرية سياسية مختلفة ، ونحن لدينا نظرية سياسية اخري … انا لا اعتبر ذلك خلافا لأن الخلاف يكمن في المبادئ … ونحن ليس لدينا خلاف في المبادئ …لكن انا لدي بعض الاعتراضات علي الطريقة التى يتعاملون بها مع الاشياء وهذا شئ مشروع.
    = مقاطعة =
    التيار : لو تمت تسوية هذه الخلافات هل تنضم الى الحركة الشعبية ؟
    = عقد حاجبيه مندهشاً =
    بونا : لماذا انضم للحركة الشعبية ؟ هل هي التنظيم الوحيد في السودان او الجنوب حتى ينضم الناس اليها… انا لدي آراء سياسية قديمة تحمل مبادئاً وافكاراً وتجمعنا نحن الذين نحمل هذه الافكار تحت مسمي (المنبر الديمقراطي لجنوب السودان) .. وهو حزب مسجُل …
    = مداخلة =
    التيار : اذن لا توجد بينكم اختلاف في وجهات النظر؟؟
    بونا : حتي لو كانت هناك إختلافات في الآراء مع الحركة الشعبية سنصفيها لتصب في مصلحة المسيرة السياسية للمجتمع السوداني عامة .. وللمجتمع الجنوبي على الاخص حتى لا يكون هناك توتر.
    التيار : يعني انك لن تنضم الي الحركة الشعبية ولو حدث الانفصال ؟؟
    بونا : لم يخطر في بالي ابدا ان انضم للحركة الشعبية ، و …
    = مقاطعة =
    التيار : حتى لو اتفقتم في وجهات النظر واساليب العمل ؟
    = قال متسائلا كأنما يريد انهاء النقاش حول هذاه القضية =
    بونا : يا أخي الصادق …لماذا لا تنضم الحركة الشعبية الى المنبر الديمقراطي ؟؟؟
    التيار : لان الحركة الشعبية شريك اصيل في اتفاقية السلام … والمنبر الديمقراطي ليس كذلك .
    بونا : يا اخي انا مؤيد لاتفاقية السلام .. واعمل علي تنفيذها باخلاص … فإذا كان هذا يساعد الحركة الشعبية فاهلاً وسهلاً … انا اعتقد ان الاتفاقية تمثل اتفاقاً حول المبادئ لاهل السودان … وقد حققت لاهل الجنوب طموح سياسي كبير… ونحن نتعامل مع الحركة الشعبية على هذا الاساس.
    التيار : ننتقل الي محور آخر .. كيف تنظر الى قيام الانتخابات مع تهديد الحركة الشعبية وقوى المعارضة بمقاطعتها ؟
    = صمت قليلاً ثمّ اجاب =
    بونا : انا ما داير استبق الاحداث .. الحركة الشعبية لديها حوار مع شريكها وهذا ليس اول خلاف بينهما ، قبل ذلك انسحبت الحركة من الحكومة ، وعادت مرة اخرى ، ونحن ماشين في تطبيق الاتفاق ، هذه مسائل سياسية قد تمثل ضغوط اكثر من كونها مواقف … و مالم تعلن الحركة الشعبية انها لن تذهب الى الانتخابات الى يوم ثلاثين نوفمبر عندها نحكم … لكنني لا اطارد الخلاف بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني ولا اساعد في اشعال النيران بينهما … فليفعلوا ما يشائون بينهم.
    التيار : هل توافق على تمديد الفترة الانتقالية خاصة وانّ جاذبية الوحدة لم تتحقق حتي الآن..؟ ؟
    بونا : الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني هم شريكا اتفاقية نيفاشا .. اذا رأوا وقدموا اسباب وجيهة لتمدبد الفترة الانتقالية سننظر اليها ، لان الاتفاقية لديها فترة محدودة للتنفيذ …المفروض تتنفذ خلال هذه الفترة… و اذا انتهت الخمس سنوات ولم يستطيعوا تنفيذها و كانت هناك اسباب وجيهه فليقترحوها بطريقة مشروعة ، وسننظر فيها في ذلك الوقت ، لكنني لن استبق الاحداث واقول رايي علي اساس افتراضات.
    التيار : ما رايك اذن فيما توصل اليه الشريكان في قانون الاستفتاء ؟
    بونا : هذا الذي توصلوا اليه عبارة عن نتيجة اجتماع بينهما وسيعودون الى اجهزتهم التنفيذية في احزابهم .. لو وافقتتلك الاجهزة سيتجهون للاعلام ليعلنوا ذلك الى الراي العام السوداني وعندما يحصل ذلك يكون لدينا رأي .
    التيار : عملكم كمستشارللرئيس البشير هل هذا يعني رضاكم عن برامج وسياسات المؤتمر الوطني ؟
    = بدأ علي وجهه الغضب وقال =
    بونا : لماذا انتم الصحافيين تحسبون الامور بهذا الشكل … لو كان هذا الامر صحيح ما كان في حركة شعبية في الحكومة ، و ما كان التجمع الوطني شارك في حكومة الوحدة الوطنية … فلماذا تسالني ان اتبنى رأي المؤتمر الوطني ؟؟؟ انا لدي اربعة نواب في المجلس الوطني ووزير في الحكومة لماذا اتبني راي للمؤتمر الوطني ؟؟ هذا الكلام غير منطقي ، انا لدي حزب ذو اطروحات محددة يعلم بها المؤتمر الوطني لذلك قبل بي شريكاً في الحكومة ؟؟
    = مداخلة =
    التيار: لماذا غضبت حين سالناك عن علاقتك مع المؤتمر الوطني ؟؟؟
    بونا : لا ما زعلت ، لكن انت بتسأل سؤال غير منطقي كأني اشارك وحدي في الحكومة … انا مشارك بحزب كامل له ايدولوجياته واجهزته التنظيمية .
    التيار : من هو مرشح حزبكم لانتخابات رئاسة الجمهورية ؟
    بونا : انت بتسأل اسئلة تعسفية … هناك 69 حزب مسجل لدي مسجل الاحزاب ، هل تريد ان يكون للسودان 69 مرشحاً للرئاسة ؟؟؟ لماذا هل تريد ان تلعب بمستقبل السودان ؟؟؟ انا في هذه الحكومة لان المؤتمر الوطني والحركة الشعبية وافقوا ووقعوا على اتفاقية السلام الشامل 2005 م و التى اوقفت الحرب …انا كحزب لدي طموحات سياسية محددة ، ولو هناك شئ يتمناه الواحد هو ان يمضي تنفيذ اتفاق السلام علي الوجه الاكمل … طالما سارت الاتفاقية بصورة صحيحية فنحن ندعمهم .. انتم حتي الآن لا تعرفون ما هو مصير الاتفاقية انتم تريدون الاتفاقية تحل المشاكل الوقتية… وكانما تعني انا اشتغلت مع البشير ، و بمجرد ما جاءت الانتخابات اترك البشير واذهب لاترشح للرئاسة .. هذا كلام لا يقول به حريص علي مصالح السودان … ومن يفكرون بمثل هذا المنهج يكونو حريصون علي مصلحتهم فقط .
    التيار : الامر ليس بهذا التعقيد .. انت مواطن سوداني والدستور كفل لك حق الترشح لاي منصب عام بما في ذلك رئاسة الجمهورية ؟؟
    = قال محتجاً =
    بونا : هذا الراي من الصحافة السودانية مسئول من البلبلة الحاصلة في الشارع السوداني … لأنكم تعتقدون ان الناس لازم يختلفوا … ابداً ليس ضرورياً ان يختلف الناس .. انا اتيت شاركت في حكومة الوحدة الوطنية ولن اذهب الى ان نختلف مع المؤتمر الوطني .. يعني حكاية ان يكون لدي حزبي مرشح غير مرشح المؤتمر الوطني ستصنع مشاكل .. لا اريد ان نخلق مشاكل … اذا الرئيس البشير وحزبه مستحقين ان يواصلوا مشوار تنفيذ اتفاقية السلام فليواصلوا .


    التيار : يُقال انه ليس لديكم قواعد انتخابية … لذلك لا تريدون المشاركة في الانتخابات ؟؟
    = اجاب ببرود =
    بونا : حتى ولو كان السودان كله من قواعدي ليس بالضرورة ان يكون لدينا مرشح للرئاسة … انّ من اهدافنا تنفيذ اتفاقية السلام بالوجه الاكمل حتى يحظي اهل الجنوب بحق تقرير المصير ليقرروا هل هو جزء من السودان ام لا … البرنامج السياسي لدينا لا يشمل حكم السودان ، اذا اهل الجنوب صوتوا وقالوا نريد ان نستمر مع الشمال نحن سنستمر …. المبدا السياسي لنا يكفل ذلك …. الحكم فيه مسائل كثيرة منها ان ترى مصالح شعب السودان من حلفا الى نمولي.
    = مقاطعة =
    التيار : اذن تعتقد ان المؤتمر الوطني احق بحكم السودان ؟؟؟؟
    بونا : الامر ليس بهذا الطريقة … عمر البشير جالس 20 سنه في الحكم … ولا يوجد حاكم يجلس 20 سنه وليس لديه ما يقنع به الناس …صحيح هو جاء بالانقلاب …. فلماذا لا يحصل انقلاب مضاد ويأخذ منه السلطة او ثورة شعبية كما حدث لعبود ونميري … هو رجل يفكر في حكومة السودان وويجب ان يكون لديه برامج يحل عبرها مشاكل السودان … نحن لم نفكر في مسألة الحكم هذه ؟

    التيار : كيف تنظر لما تمّ تنفيذه من اتفاقية السلام الشامل ؟
    بونا : انت هذه الايام لا تستطيع ان تعرف هل الحركة الشعبية شريك مع المؤتمر الوطني ام معارضة للمؤتمر الوطني … هذه مسائل سياسية ، انا اري مثلا انك انت = الصادق = الان تجلس في هذا المنزل ، فهل هذا المنزل متكامل تماماً ؟؟ ربما كانت هناك غرفة ليس فيها كهرباء فهل يعني ان تترك هذا المنزل … كل الاتفاقيات هكذا ، انا شخصيا افتكر ان الاتفاقية ماشه بالشكل المعقول ، لانه لو كان غير ذلك لاختلفوا وبعدين الواحد يذكر الناس انه لا توجد اتفاقية في الدنيا يتم تنفيذها بصورة كاملة ، واي اتفاقية هي مصالح للناس ابتداء بالمؤتمر الوطني الذي وقع علي الاتفاقية لديه مصلحة فيها لاغراض معينه ، كذلك الحركة الشعبية لديها مصلحة ، ونحن
    كذلك في حزبنا لدينا مصلحة الا وهي تقرير المصير لجنوب السودان … انا شخصياً اتمنى ان لا تنهار هذه الاتفاقية في النصف لانّ تقرير المصير اخر شئ في الاتفاقية فادا انهارت في النصف فلن نصل الي تقرير المصير … هذا هو العمل السياسي ، لا يوجد من يلزم شريكه بنص الاتفاقية لان نص الاتفاقية مكتوب وفق رؤي ورغبات اطرافها ، ولكن عندما تاتي الاتفاقية وتنظر الى حالة التنفيذ كما حصل في نيفاشا كل واحد منهم يستطيع ان يراجع نفسه ان كان عقلانياً ويوزن الامور بميزانها الصحيح ، ليس معنى هذا الكلام انه تخلص من الاتفاقية أو تخلي عن بعض بنودها ، الاشياء التى اسمعها واراها ان الناس تنسحب او تذهب لتبحث شراكة مع المعارضة … كل هذا لتدفع شريكك ان ينفذ رأيك ….
                  

06-20-2010, 07:38 AM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: عادل عبدالرحمن)

    Quote: الكلام ده غايتو حاصل


    أخونا سيف النصر محي الدين،

    لو كنت اطلعتَ على نص الطلب الذي قدّمه "ياسر عرمان" للجنة المركزية للحزب، راجياً تجميد عضويّته، لا بدّ وأن تكون قد علمت كم من الزمن والأزمان الذي ضيّعه الطلبة والمتفرغين على مثل جلسات "المحاكم التفتيشية" لقهر الزميلات من العضوية. 90% أو شرحو، من البلاغات ضدّ النساء، وفيما يخصّ أنوثتهنّ وفي حقهنّ بأن يكون لهنّ وقتهنّ الخاص "المنفصل" عن مهام الحزب وتكاليفه. فهنّ يُحاسَبن على شئونهن العاطفية والوجدانية والمزاجية، كيْ يشنفوها، ولا يتقدّموا بنقدٍ لعقولهن ومحاورتهن ـ ولو بِقتْ روزا لوكسمبيرغ التي ناكفت لينين!

    ف"المطوّع الحزبي" يلبد في الكورنات وخلف الأبواب، في بيوتهن وبيوت الجيران وأزقة الفريق، مثل جهاز "الأمر بالمعرف والنهي عن المنكر" السعودي، أو جهاز "النظام العام" في بلدنا الحبيب الذي لا يُعاب.. فكيف لعقلية مثل هذي أن تجادل في المادية الجدلية وانكسار الضوء وأن أقرب طريق بين نقطتين ليس هو الخط المستقيم، أو القويم؟!!

    وقديماً قال "ماركس":
    { أن التقدمي، من الذكور، لا يقاس بموقفه الطبقي، بل بموقفه من قضايا المرأة }

    فكل الشيوعيين السودانيين ـ بحسب شهادة رئيسهم (ولو كره المُنتفخون هذه التسمية) يصلون ويصومون؛ يعني (مثل العريان أمفكوا ولابسلو طاقية ) فهو لا يختلف عن كل أصحاب الديانات السماوية أو الأرضية، في انتماءاتهم الحزبية، أيْ بمعنى أنهم ينتمون إلى الحزب الشيوعي لإيمانهم بحقيقة وصلاح ما جاء به الثالوث إلى يوم تُبعثون: ماركس/أنجلز/لينين ـ مِن يقين، وليس عن طريق العقل والفكر والجدل الذي يقرأ "رأس المال" والمادّييتيْن/التاريخية والجدلية.
    ومن منطلق هذا اليقين، يتصدّون لكل ناقدٍ ومُشكّك في مذهبهم وخط حزبهم. فكما يفعل المُسلمون السلفيّون وحفظة الكتب المقدّسة دون قراءتها جدلياً وفقهيا ونقديا، وبعقل مفتوح. فكما يفعل أصحاب أيّ مذهب ديني في الدعوة إلى تنمية جماعتهم وازدهار وانتشار مُريديهم ـ بتلاوة الآيات والأحدايث ليبرهنوا بها على وجود الله الذي يتكلم للرسل والأنبياء، وأنهم حائزون على الثواب المستديم الذي يُشبع شهوة الفرَجيْن إلى يوم الدين، وبعده.. يفعل أغلب الرفاق هنا، حين يكيلون السباب دون ذكر الأسباب.. ولذا نحرص، قبل وبعد أيّ شتيمة، بذكر "المُبررات"..

    وهذا جلّ ما نبتغيه.. سُنّة النقد والحوار:
    فالاختلاف هو ما يولّد النقد والحوار، بين ضدّين أو رفيقيْن متلازميْن. وما من حوار جدّي، طويل النَفسْ أو قصيره، لا بدّ وأن يفتح لك كوّة جديدة للنظر، وبلا شريطة أن يتمّ ذلك باقناعك بحجة جديدة أو أن يكون مقصودا من محاورك أو خصمك، فلربّما جُملةٍ، كلمة،، شوْلة أن تذهب بذهنك ل"فكرة" لم تخطر لبالك من قبل.
    فعلى سبيل المثال، تذهبُ تهمُ البعض إلى "الحقد التاريخي" و"الغبائن الكامنة في الصدور وجنبات الروح" وأن "لا شغلة لدينا سوى تشويه سمعة الحزب الشيوعي وحد من دون الأديان" وبالطبع أقصد الأحزاب! مع أننا انتقدنا كل الأحزاب الطائفية والدينية التي حكمت بعد الاستعمار، خالق معظلة الجنوب، ولم يفعلوا حيالها شيئا سوى أن أبقوا عليها وزادوا الطين بلّة.
    ومثل هذه القراءة تشبه "القراءة الشبكية" التي تدور سريعا بنظرها على المكتوب لتعثر عن طريدتها..
    فأين ما وجدوا اسم حزبهم تمهّلوا ليستوثقوا من الكلام: هل هو "معنا" أمْ "ضدّنا" ليتخذوا المواقف الحزبية الجليلة.
    وهذه، أيضا، لها جذور في ممارسة الحزب السياسية والعملية، ضاربة في القِدَمْ.. فاللوائح الحزبية الداخلية العتيدة، تلزم الأعضاء بالتصدّي لكل موقف أو تحليل للبرهة التاريخية المعيّنة، صادرا عن القيادة. وبصرف النظر عن اقتناعك بصحّته أو مخالفتك لخطله؛ فما عليك سوى أن تدافع عنه في العلن (الشارع السوداني بطيفه الزاهي بالألوان) وأن تعارضه في السر (داخل الخلية أو الكليّة). وللحقيقة، نحن لا نعلم إلى أي مدى يمكن للعضو غير المميّز بمنصب، يمكن أن يصل إليه في نقده أو اعتراضه على القيادة..!

    وبمثل هذا التوجيه، صاحب هذه التربية الحزبية، يأتي المُنافحون كيْ ينجزوا هذا "التكليف"..!
                  

06-20-2010, 09:11 AM

فدوى الشريف
<aفدوى الشريف
تاريخ التسجيل: 09-14-2006
مجموع المشاركات: 5390

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: عادل عبدالرحمن)

    لا أظن أن الحركة الشعبية الآن تكترث لمواقف الأحزاب الشمالية
    وان كانت معظم حروب الحركة الشعبية الباردة في الشمال بعد الاتفاقية خاضها معهم الشيوعيون جنباً الى جنب
    بعضها في العلن وبعضها في السر

    ولكن الانفصال والاستفتاء بالذات الان في يد حكومة الجنوب التي تتحكم في ارضها وشعبها

    اللهم الا واشنطن في الـextra time!

    رغم عن ذلك ، اثبات المواقف لأجل التاريخ مهم


    ____________________
    تحياتي لكم
    ما يجيني واحد يقول لي عادل عادلنا ، انتي مالك؟!
    على وزن حيدر حيدرنا!
                  

06-20-2010, 10:49 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: فدوى الشريف)

    كتب عادل عبدالرحمن :
    Quote: إنتَ قاصدني أنا، وللا الحزب الشيوعي (الذي جنّدك ليهو أبوي، وفطاني أنا)؟!!


    وكم كان والدكم الكريم الزميل الغيور صاحب نظرة ثاقبة
    رنت للمستقبل فأدرك أي فتى سوف تكون
    فقال أحسن يفطك ويرحم الحزب
    ولكنهم ما التمسوا حكمته يوم ان جندوك ثم كدروك
    وعدت بآخرة لتكدرهم
    لقد كان والدكم أزرق يمامة في بلد طشاش و حول
    لا حولا ولاقوة

    ثم ان جلب اجوبة الأمس لتعالج أسئلة اليوم
    ضرب من ضروب خطل الرأي
    ذات العلة التي أدركها الزميل الوالد من وقت مبكر


    يا محمد مدني ، مشتاقين
    ولا تدع جهدك يروح ، كدر وطين
                  

06-20-2010, 08:29 PM

تبارك شيخ الدين جبريل
<aتبارك شيخ الدين جبريل
تاريخ التسجيل: 12-04-2006
مجموع المشاركات: 13936

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: أبو ساندرا)

    هى "أحزاب الشمال" كما تقول الزميلة "نعمات كوكو" ...













    ... المهم ....
                  

06-21-2010, 10:14 AM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: تبارك شيخ الدين جبريل)

    الأخت/ فدوى الشريف،
    تحياتنا..


    Quote: لا أظن أن الحركة الشعبية الآن تكترث لمواقف الأحزاب الشمالية
    وان كانت معظم حروب الحركة الشعبية الباردة في الشمال بعد الاتفاقية خاضها معهم الشيوعيون جنباً الى جنب
    بعضها في العلن وبعضها في السر


    "الحركة الشعبية"، قبل الهجرة إلى أسمرا زرافاتٍ ووحدانا، كانت قد منحت قوى التجمّع الأخرى مُعسكرا للتدريب في أراضيها المُحرّرة. وبعد الهجرة إلى بلاد الأحباش الإرتريين ـ التي أصرّ كلّ حزب على حِدة على أنّ يحتفظ "بقوّاته الخاصة ـ المُكوّنة مِن عشرة عشرتين" في معسكر خاص ومُجابهة "النظام" مُنفردا والحشاش يملى شبكتو ـ أرسلت لواءً كاملا إلى شرق البلاد وأسمته "لواء السودان" واقترحت بأن يكون نواة لجيش مُشترك ودعت الجميع لبنائه ومقارعة جيش "الوطني" به (لأن اليد الواحدة ما بتصفّق) ولبعد إسقاط النظام المُتسلط ليصبح "جيشاً وطنيا مُحترفا" بحق وحقيقة.. رفضت الأحزاب، بدون فرز، وتمنّعت وصدّت وتكابرت!
    ولكننا لمْ نرَى، في العلن، أيّ علاقةٍ ذات تميّز مُختلف، لحزبنا المعني مع الحركة، عن بقية الأحزاب الطائفية أو غيرو.. أما مسألة علاقةٍ سريّة، فهذه إمّا مزحة أو فرية، لأنّ أيّ حزبين مُنضويين لتجمّع أحزابٍ عديدة ومُتـباينة، يجمعها هدفٌ واحد ـ إسقاط نظام ديكتاتوري وبناء آخر ديمقراطي علماني أو مدني، ويُقيمان علاقة سرية (مثل الزواج العرفي الما محتاج إلى إعلان أو إعلام) فإنّ ذلك لا ضرورة له، ولئن تمّ على مثل تلك الشاكلة، فلن يخرج الأمر مِن سببين:
    فإما أن يكونا مُتآمريْن، أو خجليْن.. فأيّاً مِنهما ارتكبَ الحزبُ الشيوعي؟!!
    أما لو تحجّج أحدٌ على ذلك بأنّ للضرورة السياسية أحكام ـ فلا الضرورة السياسية أو الاجتماعية أو الأخلاقية تمنع وتبطل التنسيق، أو التحالف ذاتو، وفي العلن، لكيانيْن منضويين تحت مظلة تجمّع مثل الذي "كاااااان" لدينا!

    ولو كان لهذين الطرفين علاقات خاصة أو "عامّة" فلماذا لم يستفيدا منها وَكِتْ عكّة الانتخابات، والتي كانت تذخر بالمؤامرات والانتكاسات والأداء المُخزي والركيك بالحق وبدون تنجيم، فما الذي كان يمنع لأن ينسقا ويتحالفاء ويخوضاها سويّا..؟!!

    فحق، لشعوب الجنوب بأسرها ـ لا الحركة الشعبية وحدها ـ أن لا يكترثوا لمواقف الأحزاب السياسية والدينية:
    التي جماعة منها تريد منهم نبذ أديانهم "المُنحطة" ولغاتهم الأعجمية ليدخلوا إلى دين الله أفواجا! وآخرٌ يُريدُ أن يُعلمهم الماركسية العلمية ـ كي يتركوا عاداتهم البالية وطقوس أديانهم التي عفا عنها الزمن!

    وليظلّ أهل الجنوب بين رِحييْنْ وسِندانيْنْ:
    تكبّرٌ وتعالي باسم اللغة والدين،
    وشرْحهَما ـ باسم الغايات النبيلة ذات الهدفيْن ـ وحدة الوطن، وعدم تمزيق أوصال أفريقيا.. ذات الكفايةِ مِن الأقطار، ودسائس الاستعمار.
                  

06-21-2010, 10:50 AM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: عادل عبدالرحمن)

    أبو ساندرا بركات..

    Quote: ثم ان جلب اجوبة الأمس لتعالج أسئلة اليوم
    ضرب من ضروب خطل الرأي
    ذات العلة التي أدركها الزميل الوالد من وقت مبكر


    باللايْ؟!!!!

    من سنة 56 ، سنة حفروا الإنقليز من السودان، ومن نظام مدني ديكتاتوري إلى نظام بدبورة دبورتين وبالعكس، ثمّ العكس، ومن ثمّ حتى الآن، ظللنا نتساءل عن الدستور الدايم وما قايم ـ مشى وين؟!
    فيردّ الحاكم (كان دا كان داك):
    أكلو الدودو!

    ومن زمن حَفرَ الإنقليزُ "الخندّق" الذي يُهدّد وحدة السودان الذي كاد يتمزّق، ونحنُ نتساءل: ردمتو الحفرة؟!
    فيردّ الغاشم (كان دا كان داك):
    لِسّه!

    الدستور؟
    أكلو الدودو!

    والحفرة؟
    ................

    الدستور؟
    .......................


    تقول ليْ قديم وجديد.. وما عارف منو..
    وعادل كتب شنو؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
                  

06-21-2010, 02:01 PM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: عادل عبدالرحمن)

    كتبَ النابغة الذبياني/ عبد الله حسين ـ مُتشهداً بأقوالنا عشان يكشف حالنا:

    Quote: أما الكذب والتلفيق والجهل وعدم المعرفة وإدعاء معرفة تاريخ الحزب الشيوعي بالاستشهاد بالميدان ودورات اللجنة المركزية فهو هنا:




    Quote: منذ فتاواه السابقة التي أباحت لرئيسه ترشيح نفسه لرئاسة "جمهورية السودان"، تلك التي جعلت رئيس الحزب يصرّح في الندوات وصفحات "الميدان" بأن الحزب سيخوض الانتخابات مهما كان!
    وإلى أن نزل الوحيُ على لجنته المركزية بإبطالها في ظل نظام البشير، لأن بها شبهة التزوير.




    ـ لا يوجد رئيس في الحزب الشيوعي، أما الأستاذ محمد إبراهيم نقد فهو رسمياً السكرتير السياسي للحزب وعُرفاً كما يُطلق عليه أحياناً هو السكرتير العام.

    ـ الذي أصدر قرار عدم المشاركة في الانتخابات هو المكتب السياسي وليس اللجنة المركزية


    /كذب وتلفيق وجهل وعدم معرفة وإدعاء معرفة تاريخ الحزب الشيوعي/
    كل هذا لأننا أسميْنا زعيم الحزب (أها دي كيف يا عمّك) بالرئيس..! زعيم الحزب الذي لديه، حسب إفادة الزميل، اسمان: واحد رسمي وآخر عرفي!! والعرفي يُطلق عليه أحيانا، بَيْدَ أن الزميل الفقيه المُتخصّص في تسميات القائد لحزبه (أها دي كيفِنّها) لم يُنوّرنا ـ أين، وكيف، ومتى يُباحُ لنا استخدام الاسم العُرفيّ.. وإذا ما كان في الإمكان مناداته به سرّا أم جهرا أمام الجمهور أم لا..؟! وكيف وأين ومتى ولماذا ومَن أطلق عليه هذا اللقب؟ وهل تمّ "تعميم" ذلك على "المركزية" و"القاعدة" (وعشان بالكم ما يمشي لأيّ جماعة إرهابية) الحزبية، أم أنّ ذلك حِكرٌ للمكتب السياسي فقط؟
    وهذا مما يذكرنا بالسؤال الذي بَهتَ به الجرسون أحد المتضوّرين جوعا، حين سأل:
    * يازول وين الجبنة والزيت؟
    * يعني تفتكر لو انتا طلبتَ كباب بالفرن أو بالحلة، حأجيب الفرن والحلة، وللا كيف؟!! ياخي قوم أكُل أكلك بلا شوشرة وجمجرة معاك!

    قلتَ ليْ المكتب الشنو.. واللجنة ياته؟؟

    وكما نرجو أن تزيدنا علما:
    هل أن "اللجنة" أم "المكتب" ـ أهمّا؟


    كما كتب المُتفقه في النظرية العلمية:

    Quote: Quote: ووقف ضدّ "اتفاقية أديس" ذات "الحكم الذاتي الإقليمي" التي بموجبها خمدت نار الحروب من 1973 إلى أن نقض "النميري" عهده عليها في 1983




    نص الاتفاقية مأخوذ من بيان التاسع من يونيو 1969 الذي صاغه الشهيد جوزيف قرنق عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني، وموقف الحزب من تطبيق الاتفاقية موقف صحيح، إذ لم تمض عشر سنوات حتى ألغاها الدكتاتور المخلوع جعفر نميري عام 1983 فرد عليه أبيل ألير بكتابه " جنوب السودان: التمادي في نقض العهود والمواثيق "، وبالتالي لا يمكن المُزايدة على الحزب الشيوعي سواء في اسهامه في تحقيق السلام أو في نقده للطريقة التي تحقق بها السلام إلا لأصحاب الغرض.




    Quote: وها هو اليوم يعود، كما عادت حليمة إلى عادتها القديمة، ليطالب بشرط "أجواء الديمقراطية" لإنجاز الاستفتاء، التي لولاها ستتمزّق أوصال الجنوب عن الشمال:




    تصريح الأستاذ سليمان حامد يستند أساساً إلى وثيقة أسمرا للقضايا المصيرية 1995 واتفاقية القاهرة 2005، يعني ما كلام جديد قطعو من راسو، أي هو موقف قديم وأصيل ومتواصل، لكن نعمل شنو مع أصحاب الغرض


    ياخي سيبنا مِن أصحاب الغرض والقرَضْ، الحزب رفض الاتفاقية المأخوذة من نص الشهيد/ جوزيف، فعارضها الحزبُ بدون أيّ "أغراض"، ثمّ عاد في أبريل ليجعلها خلفيّة لحل الأزمة والزُكمة، وبدون أدنى أغراض، ثمّ أفتى الآن في آخر الدقائق، في الكان ناسيهو خمسة سنة، واستشهد بى "أسمرا" كمرجعيّة..
    إنتَ يا زول ـ الرفيق/ سليمان حامد ده ما سمع بى نيفاشا، وللا خبَرْ إيه؟!

    قلنا ليك الحزب فعَلَْ وترك في كذا.. وفي كذا، تجي تعدّد لينا أسماء الرفيق/ الرسمية والعرفية، وتجيب لينا اتفاقيات التجمّع ـ الليهو خمسة سنين ما اجتمع!

    أما مسألة إنو اتفاقية أديسْ، أوقفت الحرب عشرة أعوام وبسْ ـ عليك الثالوث: م/إ/ل ـ دي هسّع فرْقها شنو من كلام البشير العوير: الماتو في الغرب ـ عشرَة آلاف بسْ!

    وعامل ليْ تفتيحة ومُقدّده، هل نمى إلى علمكم كم من الجنوبيين بموتو في عشرة يوم ـ أيام الدُواس..؟

    كلّ ما أتذكّر مَن استنكفوا واستنكفنَ، ومن خرجوا بجلدهم وخرجن، مِن الحزب، بالجد جد ما كضِبْ، أعلم لماذا ـ رَقدَ الحزب جنازة!
                  

06-21-2010, 10:58 PM

تبارك شيخ الدين جبريل
<aتبارك شيخ الدين جبريل
تاريخ التسجيل: 12-04-2006
مجموع المشاركات: 13936

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: عادل عبدالرحمن)

    Quote: هى "أحزاب الشمال" كما تقول الزميلة "نعمات كوكو" ...


    اعتقد ان عضوة اللجنة المركزية الموقرة تقصد أن الحزب الشيوعى السودانى حزب "جلاّبة" ...

    وانا لا أتفق معها فى ما ذهبت إليه ...

    فالحزب الشيوعى حزب البرجوازية الصغيرة ... وبمحض الصدفة فقط كانت اغلبية البرجوازية الصغيرة من "الجلابة"!

    هنالك برجوازية صغيرة من "السودان" غير الجلابى أمثال الراحل "جوزيف قرنق" أيضاً ...






    ... المهم ...
                  

06-22-2010, 06:18 AM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: تبارك شيخ الدين جبريل)


    ولماذا أصلاً تشحذ سكاكين الأقلام المبرية السنينة علي أهل الكهف
    أو الحزب الرقد جنازة ما دام هنالك في الضفة الأخري أهل القصر
    الذين هم لا زالوا أصحاء أشداء وعلي بحار من عرق البسطاء يبنون مجدهموا
    ويحققون المكاسب بهزيمة الوحدة الوطنية إن كانت تهدد فليعد للدين مجده أو ترق فيه الدماء
    ويستمر سعي الضفة الاخري لهزيمتي أنا وانت والحزب الرقد جنازة معاً حتي يعد للدين مجده .....
    ولا زلنا منشغلين نبحث عن من إنبطح أنا أم انت أم الحزب الرقد جنازة
    وأصبح بضربة لازب مباركة من تبارك حزب البرجوازية الصغيرة ....
    تلك المتذبذبة دوماً لا إلي هؤلاء ولا إلي هؤلاء ....
    وهو فضل فيها برجوازية صغيرة أو طبقة وسطي حتي ....
    يا برجوازيات العالم الصغيرة إتحدي.....
    إنه أوان التحالفات لا التراشقات ...من يتحالف مع من ...ومن يراشق فيضعف من؟؟ ويرديه جنازة ولمصلحة من؟؟
    ومن سيركب بصات التراشق المكسب
    من حواري الشط الآخر حتي ولو بفضل المديدة حرقتني؟؟
    ولسان حالهم يقول يجب ألا يعلو صوت فوق صوت جحا وعمو...
    إن المواقف في السياسة لا تستقر كما لا يستمر الزمن في لحظة حاضرة
    بل يتقدم منفتحاً حول كل الإحتمالات
    تموت مواقف أصبحت ماض وتتهيأ في أفق الحاضر مواقف المستقبل
    والنفي أصل الفلسفة المادية
    ممارسة فنظرة جديدة فممارسة
    ولا تستقر المواقف علي أرض ثابتة لأن أرض التاريخ هي دوماً في حركة
    تستجيب لكل مستجد وهي تقف دائما في شط للنقائض وفي الشط الأخر النقيض
    وهو هنا سلطة الصيارفة الطفيلية التي تجابهها اليوم القوي في الشط الوطني بكافة الاسلحة
    بما في ذلك سلاح الانفصال
    وللسلاح طبائع مرحلية حين تهيؤه للإقتناص..
    إذن هو لحمة في شط الوطن الديمقراطي والنضال الديمقراطي
    يذوب لحامها في وجه النقيض
    وبالتالي هي مواقف نافذة في قلب الأحداث وعقلها
    ومن الضروري التسلح بالمقدرة علي إستنكاه عقل الأحداث
    حتي نكون في مأمن من أي إلتباس يشكك في المواقف
    ويمتد للتشكيك في صحة الحزب الرقد جنازة
    أو ربما يلغيه بجرة قلم سنين مسنون يعرف كيف ينشر الغسيل ال###### والطعن في الزميلات او كل مدسوس والممنوع مرغوب
    تتوالي الكتابات والخطابات في مجري الصراع بين شطين
    وكل ما يعيث في شط القوي الوطنية خراباً يضمد جروح النظام ولو بنية مخلصة وسيجد من يركبون البص
                  

06-22-2010, 09:20 AM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: Sinnary)

    ويسألونكَ عن المواقف التاريخية المُشرّفة، ويستشهدون بكتاب أبيل ألير (.... ونقض العهود) الذي لم يقرؤون..، أو لم يفهمون، فنحن لاندري!
    فالنابغة الذبياني، المتفقه في العلمية، المُتخصّص في الأسماء الرسمية والعرفية، الذي هدانا وورّعنا:


    Quote: أما الكذب والتلفيق والجهل وعدم المعرفة وإدعاء معرفة تاريخ الحزب الشيوعي بالاستشهاد بالميدان ودورات اللجنة المركزية فهو هنا


    وطبعا،
    بعد ذلك أتى بكلامنا حول الأسماء والألقاب، ثمّ أصلح خطأنا الشنيع وباح لنا بالاسم العرفي والرسمي؛ ومِن سعة إطلاعه وثقافته وفيض علمه، دللَ على جهلنا وافترائنا ودسِّنا للأباطيل والخزعبلات:


    Quote: نص الاتفاقية مأخوذ من بيان التاسع من يونيو 1969 الذي صاغه الشهيد جوزيف قرنق عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني، وموقف الحزب من تطبيق الاتفاقية موقف صحيح، إذ لم تمض عشر سنوات حتى ألغاها الدكتاتور المخلوع جعفر نميري عام 1983 فرد عليه أبيل ألير بكتابه " جنوب السودان: التمادي في نقض العهود والمواثيق "، وبالتالي لا يمكن المُزايدة على الحزب الشيوعي سواء في اسهامه في تحقيق السلام أو في نقده للطريقة التي تحقق بها السلام إلا لأصحاب الغرض


    ولكننا لا ندري كيف ومن أين جاءه الخبرُ اليقين، بأن "الشيوعي" مُستثنى من أرض الشمالِ وفقهِ اليمين!
    فهو لو كان قد صبر قليلا وقرأ فقرة أو فقرتيْن، كان سيجد الكلام الآتي..

    قالَ "أبيل ألير" ، بعد شويّة من الكلام المقطوع من شدَرة الجابو أخونا:


    Quote: وفي يونيو من العام 1965 أجازت الجمعية التأسيسية بالاجماع أقتراحا يخول الحكومة الائتلافية سلطة صيانة القانون والنظام في المديريات الجنوبية . وبهذا اطلقت يد قوات الامن لبلوغ هذا الهدف , مما كان بمثابة إعلان حرب على الانيانا , وبوجه خاص على المثفقين الجنوبيين الناقدين للنظام من المقيمين في الجنوب . وقد صوت لاقتراح صيانة القانون والنظام هذا المتطرفون اليمينيون السائرون في ركاب دكتور حسن الترابي , كما صوت له أيضا المتطرفون اليساريون الممثلون للحزب الشيوعي السوداني , وكان هذا التصويت في الجمعية لبسط القانون والنظام , أول دليل على ما اتفقت عليه الاحزاب السياسية الشمالية لقمع الثورة باستخدام القوة الغاشمة , واتخاذ الهجمة الشرسة للقضاء على الصفوة الجنوبية التي كانت تحسبها الدوائر السياسية الشمالية العقبة الكؤود أمام السلام , وتتهمها بالسعي للانفصال بأستخدام تعبيرات الحكم الفيدرالي وتقرير المصير .
    وكانت القوات المسلحة اداة لهذا القمع


    ولكننا سنحسن الظنّ فيما جرى:
    ولسوفَ نستبعد الخاطرة الأولى التي أوحت لنا بالآتي / (أن الزميل لم يقرأ الكتاب، أو قرأ ما قرأ منه واكتفى، أو قِرا وفاتت عليهو الحِتة دي). أو أن يكون أحد الزملا رمى ليهو المقطع ده وحّدو بالمسنجر، وأخونا لفحو وقام بيهو سدّاري وجانا عشان يفحمنا!

    ولقد كنتُ مذهولا وأنا أتابع العديد مِن البوستات، هنا وهناك، للكثير من الزملا والزميلات، حين أرى تبدّل الأدوات والحالات: من مقارعة الحُجة بالحجة إلى الغلاط، ومن كلام العقل إلى ما تحمل الصدور، ومن الصدق إلى ضرب الأخماس بالغيب والتخمينات..

    { ومن اليسار إلى اليمين إلى الوسط... }

    ـ وطبعا دا كلام الدرويش درويش.. وأقسم بكل عزيز، أنني تذكرته سايْ من دون غرض ـ

    وفي كل الأحوال الزميل معذور، فهو إمّا أن ينفِذ التكليف (بتاع دافع برّة وجوّة .. كِده صاح؟) عليك الخوّة!

    وأضعف الإيمان أن نهتدي بقول الإمام الشافعي:

    (رأينا صوابٌ يحتمل الخطأ ورأيُ غيرنا خطأ يحتمل الصواب ومن جاء بأفضل منه قبلناه)
                  

06-22-2010, 10:00 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: عادل عبدالرحمن)

    كتب عادل عبدالرحمن :
    Quote: وعادل كتب شنو؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


    يا عادل في هذه اللحظة ما مهتم بماكتب عادل
    بالي في إعادة إنتاج جلستين
    واحدة في بيتنا غنى فيها معتصم إزيرق وانت وآمال حسين الزين قريتو شعر
    والتانية في بيت ناس عصام عبدالله سرالختم ومعاك حكيم واخوانه
    واظن محمد مدني وبحضور نصرالدين عبدالجليل في نمرة 2
    هذا إن لم تخن الذاكرة
    كما تخون حاليآ
                  

06-22-2010, 11:09 AM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: أبو ساندرا)

    أخونا سناري،

    سلام..

    لقد طرقتَ جُملة من الأبواب التي لو فتِح أيّا منها سيدخلنا إلى "غرفة بملايين الجدران" كما يقول "الماغوط". فلو أتينا ب"جدارية درويش" ما حتكفينا تغطيتها!

    سأترك هنا بعضا مما كتبته ونشرته قبل شهور لا أذكر عددها،
    ومن الضروري أن أأتي إليك ثانية، وثالثة و..


    { وهذا حزبٌ يتَخوْزقُ مُختاراً
    لا إكراهَ .. ولا بطيخْ }

    من هجائيّات "مظفر النوّاب" لحزبه الشيوعي العراقي !


    عانى الحزب الشيوعي السوداني من عدّة انقسامات، ومن خروج بعض كوادره لأسباب "خاصة" أو لخلافات وصراعات فكريّة وسياسية، وليس في هذا ما يُعيب في حدّ ذاته. ولكن المُلاحِظ أو المتأمّل لمعالجة الحزب أو تعامله مع هذه الأحداث لا بدّ أن يُصاب بالدهشة، والأسف. إذ كان الحزب يمارس الحرقَ السياسي والمعنوي للمارقين عليه، دون تمييز لمن صار عدوّاً أو لمن شقّ له دربا آخرَ للنضال، ويصفهم ويدمغهم بأقبح النعوت:
    فالذين كانوا جماعةً خرَجت، فهم مُنحرفون ومحرّفون لفقه الماركسية اللينينية ـ السويّ. ولئن كانوا أفرادا، فهم مُنفنِسون، أو مُنحلون أخلاقيا أو ماليّاً أو الاثنان معا! فمنذ خروج أحمد شامي وجماعتو .. إلى القطيعة الفكرية التي أعلنها الخاتم عدلان، يكفي أن نشير إلى ما كنا نسمعه من بعض الحزبيين بزعامة "عم تيجاني" في القاهرة.. حتى تصدّى لهذه الحملة "الدفتردارية"، الشيوعيّون الملتزمون قبل غيرهم، ممن يعرفون ويقدّرون سماحة "الخاتم" وعفته وتضحياته وسعة فكره المستنير.. فآبوا إلى محاورته علنا، ومحاربته سرّا، وهو الذي بدأ الدعوة للحوار والتفاكر داخل الحزب، سنينا عددا، فلما صمّوا آذانهم وعقولهم خرجَ ليدعو بأن "آن أوان التغيير".
    وللحزب الشيوعي، أو أيّ حزب، الحقّ في الدفاع عن سلامة خطه الفكري والسياسي، والحفاظ على عضويّته من الذوبان والتآكل، بل وتنميتها علاوةً على ذلك. وإذا سلّمنا بهذه "الحقوق" على قاعدة: أنّ لا حرام في السياسة؛ فإنّ ذلك ليس مشاعا لحزب يتوخى محاربة "الأفكار البالية" و الفَكاك من أسْر "التقاليد الاجتماعية المعوّقة للتطوّر والانتماء الطائفي/السياسي ضدّ المصالح الطبقية ومحاربة "تجار الدين" .. إلخ، لأن ذلك لن يتأتى إلا بنشر الوعي والصراع الفكري وإعلاء مبدأ الحوار.. إلخ، أيضاً. وبنشر ثقافة الإطلاع على العلم والتفكير العلمي والانفتاح على الإنجازات الإنسانية على كافة الأصعدة والمجالات. وأن محاربة "الأفكار الهدّامة" لا تأتي عن طريق الانكفاء على فكر وفلسفة الذات، بل بمواجهة الآخر ومقارعته فكراً بفكر.
    وإذا سلّمنا بأن هذه من البديهيّات، فعلينا أن نمعن النظر بعين فاحصة وناقدة لمسار حزبٍ كهذا؛ لسلوكه الفكري وخطّه السياسي، لمنعرجات الصراعات التي يخوضها، لانتصاراته وكبواته، ولنتيقن مِن هل أنّه، في لحظةٍ تاريخيّة معيّنة، يصعَد إلى درجات التطوّر، أم أنّه يهبِط على سلّمِ الانحدار؟
    وإذا وقفنا لنسأل أنفسنا، أو لو سألَنا الغير:
    لماذا نكلّف النفسَ كلّ هذا الجهد والعناء؟!
    فمن السهل أن نقول: إنّه العَشَمْ.. ونتجنّب اللومَ والعتاب!
    ومن الصدق أن نقول: لأنه تقع على كاهل هذا الحزب مسؤولية تاريخية. فهو حزبٌ شارك، ولم يزل يشارك، في صنع "الأحداث" و"مستقبل" شعوبٍ تبحث عن وطنٍ وملاذ ـ ونتحمّل مسؤولية ما نقول.
    *
    إن الأصوات التي تنحي باللائمة، قليلا أو كثيرا، على "الحركة الشعبية" وعلى "سلوك" زعاماتها "المتناقضة" بين "وحدة" و"انفصال"، عليها أن تبحث في طبيعة الصراع، وتاريخيّته، ومساراته.. منذ "أنانيا" 1 و2 ، وحتى الآن ـ لتجد الإجابة، أو بعضا منها، مِن بين طيّات وثنايا هذه المسيرة، أو السيرة.
    وإذا ما نظرنا إلى "تطوّر" الفكر السياسي، من دعوة إلى الانفصال وإقامة دولة مستقلة عن الشمال.. إلى طرح "فكرة السودان الجديد"، ثمّ الدعوة (التي يعتبرها البعض نكوصا) إلى المطالبة بخيار تقرير المصير بما فيه من حق الانفصال، وتضمينه في اتفاقية السلام والدستور الانتقالي ـ إنّ كلّ ذلك لا يشي بأيّ تنكّر من جانب "الحركة" لمبادئها التي قامت من أجلها، ولا لعهودها أو المواثيق التي أبرمتها مع قوى التجمع.
    وبكل بساطة يمكن القول: أن الحركة ليست اللاعب الوحيد في هذه "الميادين"، ولا ينبغي لها أن تكون. فجدلية الصراع هي التي تصنع الأحداث والمواقف. فالحركة كانت تعلم، ومنذ بداية طرحها الجديد، أن تحقيق ذلك يتوقف على قيام دولة علمانية، أو لا دينية، أو مدنية إن شئنا قول ذلك. وأن قيام دولة كهذي، ليس برغبتها ولا في مستطاعها أن تفعل. فدورها ينحصر في أن تسهم في إنجازها أو تحقيقها، مع شركائها "الآخرين".
    فالحركة تحمل على عاتقها كلّ سلبيّات وإيجابيات مَن سبقوها في النضال من أجل حقوق الجنوبيين ومطالبهم ورفع الضيم عنهم. وكل، أو أقصى ما تستطيع فعله في أرض الواقع "الشمالي" هو أن تتحالف، أو يتحالف معها، مَن هُم على قناعةٍ وناضلوا ويناضلون الآن من أجل إقامة دولة مثل التي نأمل فيها. وأقصى ما يمكن لها عمله مع تلك القوى التقليدية التي كانت تحكم في السابق، وسبق لها أن حاربتهم فعلا لا قولا، أن تصل معهم إلى السقف الذي لا تنازُل عنه ـ الدولة المدنية، أو الانفصال..

    فهل حقاً، وجدت الحركة من جانب القوى "الشمالية" التي ترفع شعار التغيير، وناضلت وتناضل الآن (بطريقتها) من أجل إقامة أساسٍ مدنيّ لا ديني مبني على قيَم المساواة بين الشعوب والعشائر والقبائل لدولة سودانية ـ تجاوباً ونصيراً وتحالفا استراتيجيّا ـ أم لا؟
    وبالطبع، نحن نخصّ الحزب الشيوعي السوداني بهكذا سؤال. ولنرى ما هي أسباب عدم قيام علاقة أمتن وأقوى مما هي "عليه الآن" مع الحركة الشعبية.
    وبعلمنا أن هناك قوىً جديدة وحديثة الفكر والمحتوى، وليست معادية للحزب الشيوعي ولا لطموحاته وأهدافه المعلنة، ولكنها تجد جفاءً من قِبل الحزب للتضامن معها. فبعض هذه القوى (اليسارية) كانت موجودة قبل انتفاضة مارس/أبريل، بل وأسهمت بقدر لا يُستهان به في انفجارها، ولكنها حين عرضتْ على الحزب أن يتحالف معها رفض بحجّة أنه يريد أن يختبر قواه وشعبيته وسط الجماهير!

    وبما أن الظنّ، في عرفنا، له حسَناتٌ وفوائد: هل إنّ الحزب يحبّذ اللَعب مع "الكبار" دون "الصغار"، وأن مسؤوليّاته وهمومه الوطنية العليا تفرض عليه ذلك ـ حفاظاً على وحدة البلد!
                  

06-22-2010, 09:27 PM

عبد الله حسين

تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 3827

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: عادل عبدالرحمن)

    وما زال العقل " صاحب الغباوات " يتهافت:



    Quote: على طريقة الفتاوى الدينية، التي تتسابق فيها أجهزة الميديا الشرقية والغربية لاستفتاء الناس (كفرة ومسلمين) حول أغبى فتاوى العام المعني ـ خرج علينا الحزب الشيوعي بفتواه حول جواز الاستفتاء:
    كيف ومتى ولماذا؟



    Quote: فأنا، لو تكرّمت علينا إحدى القنوات الفضائية باستفتاء حول أمور السياسة، سأصوّت على أن هذي أغبى فتوى سياسية أخرجها دهاقنة الحزب



    Quote: فكل الشيوعيين السودانيين ـ بحسب شهادة رئيسهم (ولو كره المُنتفخون هذه التسمية) يصلون ويصومون



    Quote: كتبَ النابغة الذبياني/ عبد الله حسين ـ مُتشهداً بأقوالنا عشان يكشف حالنا:



    Quote: أما مسألة إنو اتفاقية أديسْ، أوقفت الحرب عشرة أعوام وبسْ ـ عليك الثالوث: م/إ/ل ـ دي هسّع فرْقها شنو من كلام البشير العوير: الماتو في الغرب ـ عشرَة آلاف بسْ!



    Quote: كلّ ما أتذكّر مَن استنكفوا واستنكفنَ، ومن خرجوا بجلدهم وخرجن، مِن الحزب، بالجد جد ما كضِبْ، أعلم لماذا ـ رَقدَ الحزب جنازة!



    Quote: ويسألونكَ عن المواقف التاريخية المُشرّفة، ويستشهدون بكتاب أبيل ألير (.... ونقض العهود) الذي لم يقرؤون..، أو لم يفهمون، فنحن لاندري!
    فالنابغة الذبياني، المتفقه في العلمية، المُتخصّص في الأسماء الرسمية والعرفية، الذي هدانا وورّعنا:



    Quote: ولسوفَ نستبعد الخاطرة الأولى التي أوحت لنا بالآتي / (أن الزميل لم يقرأ الكتاب، أو قرأ ما قرأ منه واكتفى، أو قِرا وفاتت عليهو الحِتة دي). أو أن يكون أحد الزملا رمى ليهو المقطع ده وحّدو بالمسنجر، وأخونا لفحو وقام بيهو سدّاري وجانا عشان يفحمنا!



    Quote: وفي كل الأحوال الزميل معذور، فهو إمّا أن ينفِذ التكليف (بتاع دافع برّة وجوّة .. كِده صاح؟) عليك الخوّة!




    المُسغف المُتشاعر عادل عبد الرحمن

    على وزن النابغة الذبياني وكده

    بعضاً من بُضاعتك الكاسدة رُدت إليك


    وسنردها إليك دائمأً، الصاع صاعين، كلما جاوزت حدود الأدب في مُخاطبة الآخر.



    تمتع بالعداد الرامي، كما هي العادة مع بوستات الحزب الشيوعي، لأنك لو كتبت بوست بعنوان ( عادل عبد الرحمن ـ قصيدة جديدة ) مثلاً، ستجده في الصفحة " الألف " في اليوم الثاني، على العموم لن نحرمك من هذه المُتعة، إذ سنساعدك على رفع البوست بين الحين والآخر، بس ما تكترها، عشان عندنا أشغال أُخرى.
                  

06-22-2010, 11:04 PM

JOK BIONG
<aJOK BIONG
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 5393

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: عبد الله حسين)

    الحزب الشيوعي وغيرهامن احزاب الجلابة عملة واحدة في الحفاظ على السودان الموحد احادي الدين والعرق..
    اجراء استفتاء او دونه لا يهم المواطن الجنوبي الان ولن يوقف مسيرة الحرية والاستقلال الجنوب في 2011..
    الحرية لا تعطى بل تؤخذ بالقوة وثمنها اكثر من 2 مليون جنوبي ومستعدين كمان في تقديم اضعاف ملايين
    من اجل الحرية والتحرر من دولة الهرطقة والدجل الديني في الخرطوم.
    جوك
                  

06-24-2010, 05:59 AM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: JOK BIONG)

    كنت قد كتبت قبل اسبوع في بوست أبو ساندرا/ لا للإستفتاء:

    العزيز/ أبو ساندرا بركات،

    Quote: لذلك وضع الإستفتاء لتقرير المصير ليتم بعد إنجاز مرحلتين مهمتين إنجاز حقيقي وتام
    المرحلتين هما :
    مرحلة التحول الديمقراطي
    تليها ، مرحلة الإنتخابات
    وتختم المراحل ب إجراء الإستفتاء


    للأسف الشديد، أن معكوس النتيجة لهذه الرؤية، هو الصحيح:
    فعدم إنجاز المرحلتين المُشار إليهما، هو ما يُحتم ضرورة إجراء الاستفتاء على تقرير المصير في ميعاده..
    فالحركة الشعبية بزعامة الشهيد/ قرنق، إنما لجأت لهذا الخيار (الحق في الانفصال) في حالة فشل قيام الدولة الديمقراطية ـ المدنية (وبتوصيف أدق: ذات الدستور العلماني)
    وفي الحقيقة، أن فشل قيام دولة مثل تلك، لا تتحمّل وزره وتبعاته سلطة النظام القائم الآن لوحدها؛ بل، وشريكها في هذا الفشل المُزري ـ أحزاب الشمال النيلي وكياناته السياسية كلها. وبالطبع، أن ذلك لا يحتاج لأي فزلكات سياسية أو أيّ تنظير! فشعوب الجنوب لا تستطيع، ولا ترغب، في العيش ضمن دولة عربية ـ إسلامية؛ وأيضا، لأن العديد من المسلمين لا يريدون دولة تدار بعقلية وذهنية ومذهبية "الأخوان المسلمون" الخارجون من صُلب وترائب "الجبهة" إيّاها؛ وفي المسلمين، ومِن ذوي الثقافة العربية الإسلامية (الزيِّ زيّك) مَن لا يرغب في دولة دينية أيّاً كانت؛ ناهيك عن ذوي الثقافات، والديانات الأخرى؛ فهل أصبحت هذي مَهمّة "الحركة" لوحدها، دون غيرها من الأمم والأحزاب؟

    إن "الحركة الشعبية" عندما وضعت شرط الاستفتاء ضمن بنود الدستور الانتقالي، وبميقات مُحدّد، وبشهود دوليين وإقليميين، إنما فعلت كل ذلك لخوفها مما يحدث الآن. فالجنوبيّون لم يجدوا غير نقض العهود مِن الحكومات، والأحزاب الشمالية (بدون فرز)، ومن مثل هذه الدعاوى والحجج المُراد بها حرم الجنوبيين من حقهم في تقرير مصيرهم بفرية "في ظل نظام ديمقراطي"!
    فهل برطعة الأحزاب الشمالية في حوبة الانتخابات (سنخوضها ولن) تمّت في ظل قوانين ديمقراطية؟ أوَلمْ يكن ذانك الشرطان السابقان للاستفتاء، مِن ضرورة قيام الانتخابات كي تكون حرّة ونزيهة ـ أم أن ذلك حلالٌ لها في الوصول إلى سدّة العرش، وحرامٌ على الجنوبيين في تقرير مصيرهم؟!!

    Re: لا للإستفتاء




    وفي ذات البوست أيضاً:

    العزيزة الخاتية اللوم/ تراجي،
    تحياتي..

    أنا وبهاء (وبدون إذنهِ) لا نعفي الحركة الشعبية من تضارب بعض مواقفها التي تصل حد التناقض، أما موقفها من ضرورة إنجاز الاستفتاء وفي ميقاته المعلوم، فهو لم يتبدّل أو يتزعزع في يوم ما؛ وهو شرطها الذي لولاه لما دخلت في مغامرة إنجاز بنود الدستور الانتقالي. وهو الخيار، الذي وعدت به جماهيرها، حين تصبح الوحدة/ جاذبة أو طاردة؛ وفي كلا الحالتين يجب استفتاء الجنوبيين حول تقرير مصيرهم.
    إن الشرطان السابقان للاستفتاء، هما ما سيُحدد في أيّ وجهة ستسير رغبة الجنوبيين؛ فلو نُفذت بنود الدستور الانتقالي (والتي هي من وجهة نظرنا بنودا بعض علمانية ـ وبعض ديمقراطية) كانت سترجّح كفة الجذب المفقود الآن؛ وهي، في كلتا الحالتين، لا يُرتهن بموجبها مصير الاستفتاء.
    ودون ذلك فهي الحربُ الضروس بين طرفي/ شريكي "نيفاشا". وما على الأطراف الأخرى سوى أن تعمل مع الشريكين مِن أجل أن يكون خيار الوحدة هو الجاذب، حين يأتي في صبيحة العام المُقبل!

    فالمُطالبين بتوفير الشروط الديمقراطية ليكون الاستفتاء ديمقراطيا، من أحزاب وأفراد، عليهم أن يعلموا بأن أوان ذلك قد فات وولى بلا رجعة. وعليهم، أيضاً، أن يعترفوا بخيبتهم التي جاءت نتيجة لجلوسهم سنواتٍ عديدات تحت قبّة البرلمان يصارعون طواحين الهواء،
    وعلى قيادات الأحزاب أن يتوبوا بعد تجربتهم السابقة للانتخابات:
    حثوا كوادرهم وجماهيرهم من أجل التصويت، ثمّ تباروا فرداً.. فردا للترشح إلى الرئاسة وحكام الولايات وممثلي الشعب.. ثمّ تذكروا، فجأة، أن "الشروط الديمقراطية" والحرية وسجم الرماد، غير متوفرة! وأن هذا النظام كذاب ابن إنقلاب ـ فبرطعوا، نشارك وللا ما نشارك في الانتخاب!
    وما زالوا يبرطعون: نشارك وللا ما نشارك في رفع الأنخاب الوزارية!

    فنرجوا أن يتعقل العاقلون، ولا يرفعون، ويضمّون صوتهم لهمس بعض أطراف "النظام" من أجل التأجيل والتسويف، الذي لن يقود إلا إلى دوّامة الحرب.. من جديد.
                  

06-25-2010, 09:02 AM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: عادل عبدالرحمن)

    { من الخطر أن تكون مخلصاً ما لم تكن غبيّاً أيضاً }
    برنارد شو



    قال/ عبداللطيف حسن علي:


    Quote: كل هؤلاء تحركهم غبائن شخصية تجاه الحزب الشيوعي

    اتمني اشوف بوست واحد لهؤلاء عن جرائم الانقاذ التي لاتتوقف لحظة

    بما فيها جريمة تهيئة السودان للانفصال..


    من يقرأ لهم يشك في ان الحزب الشيوعي هو الحاكم والذي يصدر

    القرارات الخ

    الحزب والقوي السياسية وافقت علي نيفاشا لانها اوقفت الحرب

    وكان المأمول ترسيخ الديمقراطية (وليس التزوير ) كي تمضي

    نيفاشا الي نهايتها..هل قال الحزب بغير ذلك حتي الان يا ابوالريش ؟

    يا من تلوم الحزب علي تحالف مع المؤتمر الشعبي وتنسي عن عمد

    وجود الحركة الشعبية في هذا التحالف وبقية القوي السياسية

    من اجل هدف واضح ومحدد صاغته تلك القوي في توصياتها بصرف

    النظر عن تحققه ام لا ..

    قانون الانتخابات والاحصاء وجهاز الامن وقانون الصحافة والحريات

    وترسيم الدوائر ، ومن بعد الاتفاق علي مرشح واحد وغيرها من مسائل

    ومعروف كيف تم خرق هذه الاتفاقيات يوما بعد يوم ، فلماذا الهجوم

    والمغالطات المقصودة وإثارة البلبلة عن عمد...وكاذكر رؤوف جميل

    فإن الانفصال لم يكن مطروحا من قبل الا بعد سياسة الاستعلاء الاسلامي

    العروبي ، والحرب الدينية الجهادية واصرار المؤتمر الوطني

    علي هذه الهوية الاستعلائية ..اليس هذا هو مبرر الانفصال الاساسي

    لماذا لا نناقش ونقاوم طرح الدولة الدينية الهادف للانفصال

    مع علمنا انه شعار زائف يسعي لتطويل عمر النظام باستغلال عواطف

    البسطاء ، بدلا من الجدل المثففاتي المأزوم حول اطروحات لا تؤكد

    سوي عزلة المتعلمين وابتعادهم يوما بعد يوم عن قضايا الناس

    الملحة في الشمال والجنوب ومستقبل الاجيال..

    اشك في ان احدا من هؤلاء يعرف شيئا عن الضائقة المعيشية

    وكيف تقضي اسرة سودانية عادية يوما عاديا، لكنني لا اشك

    في مقدرتهم علي الحوار دون كلل او ملل حول التاريخ السياسي

    والحاضر لمواقف الحزب الشيوعي (الحزب المعزول والخائن والذي

    اصبح طللا من الاطلال) ومع ذلك مادة دسمة للتثاقف واظهار العضلات

    الفكرية والمهارات الكتابية والتحليلية العبقرية..

    انكم تخدمون الملك بأكثر مما يخدم الملك نفسه



    قرأت هذه المداخلة ستة وخمسين ألف مرّة، باحثاً عن رؤيةٍ أو فكرةٍ أو جملة أو كلمة أو شولة، أرتكز عليها كمدخل لفهمها ومجادلتها بالتي هي أحسن ـ سوى أني ما قبضتُ سوى الريح، ولم يكن أمامي سوى أن أعلن عن عجزي ويأسي ورفع الراية البيضاء بغية الاستسلام أمام حلزونيّتها وانزلاقها من بين أصابعي وتلافيف مُخي..

    فكيف للإنسان أن يحاور أو يجادل أو يمسك بتلابيب هضربة؟!

    إنّ هذا اليقين الذي يؤمن به صاحبُنا ـ الذي لا يأتيه الباطل مِن ماضٍ أو حاضر أو مُستقبل ـ ما هو سوى إيمانٍ دينيّ سلفيٍّ عميق. فهو يُريح صاحبَه مِن عناء قراءة الآخر/المُختلف (عنه، أو، معه) ما أن يلمح كلمة عتاب أو نبرة نشازٍ عن "خطه المستقيم" إلا وتملكته العواطف والتشنجات فيطلق العنان لغضبه ليصبّ به على رأس "المُفتري" المُفترى عليه، لا على كلامه.
    "فخطّ الحزب" الذي رسمه السلفُ الصالح (ونقولها عن حق وصدق) يصلح لكل زمانٍ ومكان: فالخارج عنه مأبونٌ والمارق عنه خؤون، ومن يُعلن بطلانه وعدم صلاحيّته ونفاد ذخيرته جزاءه الإبعاد عن ساحة المناضلين حرّاس وسدنة دين القرن التاسع عشر..!

    وإنها "لشجاعة" تعجز عنها حيل سحر موسى وسحرة فرعون، في الإتيان بشبيهٍ لها: أن تدعو للحوار، وأنت تُسفهه! وإلى التعقل، وأنت تشعل نار الحروب.. وللصدق، ثم تأتي بالعجيب من الأقاويل.. قال صاحبنا:


    Quote: { الحزب والقوي السياسية وافقت علي نيفاشا لانها اوقفت الحرب

    وكان المأمول ترسيخ الديمقراطية (وليس التزوير ) كي تمضي

    نيفاشا الي نهايتها..هل قال الحزب بغير ذلك حتي الان يا ابوالريش } ؟


    وبدون إذن أبو الريش ـ نعم، قال أسوأ ما يُمكن أن يُقال:

    نهايات نيفاشا (وليس نهايتها) الجنّة، أو النار/ الاستفتاءُ في ميقاته، أو خراب الديار (وبالمناسبة ـ هذه المرّة ـ دنيا وآخرة).
    أ بَ تَ سَ السياسة والقانون والكياسة، تقول أن هذه الفتوى لا سند لها، في نيفاشا.. التي نسخت الاتفاقيات المقدّسة السابقة واللاحقة. فهيَ خاتم الخيارات، والمُحاورات، والمُداولات، والمُساومات، والبتروكيماويات. وبالمُختصر المفيد، لا نصّ في الاتفاقية يرجئ ميقات الاستفتاء لأيّ أسباب "قبلية" أو "بعدية". ولأنّ التفوّهَ بها، وبأسباب إرجائها في هذا الزمان، لا يخدم سوى أغراض السلطان (ودي كمان عايزة درس عصُر)!

    وأن مثل هذه التخريجات ليست سوى تأويلات خاطئة، بل وغبية/ تاني وتالت وتاسع ومية.. كمان..


    Quote: { بدلا من الجدل المثففاتي المأزوم حول اطروحات لا تؤكد

    سوي عزلة المتعلمين وابتعادهم يوما بعد يوم عن قضايا الناس

    الملحة في الشمال والجنوب ومستقبل الاجيال }


    وسيبَك من المثقفاتية المأزومين ومعزولين ـ وشيل الفتوى دي وأمشي بيها في سوق الله أكبر، أدعو بها
    البسطاء ذوي القضايا المُلحّة ـ في الشمال والجنوب:

    وشُووووووووووووفم،
    بِسَوّووو ليك ـ شنو.....!

    وربّ الكنداكة، ورث الشلك، وبَنبَرْ "عجبنا المانجلك":
    لو قلتَ وييييييييييييييييييييي.. حمار الوادي لوهنّق ـ ما بحِلّللللكْ..
                  

06-28-2010, 01:06 PM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: عادل عبدالرحمن)

    (لا تتكلم باحتقار عن مجتمعك، فأولئك الذين لا يستطيعون الاندماج فيه هم من يفعلون ذلك)
    أوسكار وايلد

    وللمتسائلينَ عن مرامينا ونوايانا، أجاب عنا أخونا/ صديق عبد الجبار:


    Quote: المهم في الموضوع هو أننا نتفق على أن الحزب الشيوعي الآن ما صار هو الحزب الطليعي الثوري الذي كان عليه يوماً ما ، وأنه في الآونة الخيرة ارتكب أخطاء قاتلة في حق نفسه كحزب وحق الحراك السياسي السوداني ؛ وألخص هذه الأخطاء في الآتي:

    أولاً : تمترس بعد ظهوره للعلن خلف سياسات تحالفية خاطئة ، وأصر على ممارسة التاكتيك السياسي مما جعله يغرق في الضبابية وعدم الوضوح التي تتصف بها احزاب الطوائف والدين كما أسماها الأستاذ سالم أحمد سالم فربط مصير أدائه السياسي بأحزاب الأمة والإتحادي والمؤتمر الشعبي ، وكان ذلك على حساب وجوده الإستراتيجي بين الأحزاب الحديثة والتقدمية الأخرى ، وحتى أن ذلك أثر على العلاقة الصحية بينه وبين الحركة الشعبية لتحرير السودان والتي جاءت بمشروع تقدمي لسودان علماني ديمقراطي موحد، ناهيك عن تحفظاتنا عن أداء الحركة نفسها السياسي.
    ثانياً: وهذا كان نتيجة لما جاء في أولاً ، وهو الموقف الغريب للحزب من إخفاقات التجمع الوطني الديمقراطي وتداعيات أتفاقية القاهرة وقبوله مع التجمع بالفتات من التوزير والمناصب التشريعية خلال الخمسة سنوات الأخيرة ورفضهم العمل على عزل الدولة الشمولية طوال تلك الفترة ، وكان من أغرب ما قام به سكرتير عام الحزب ذهابه لإجتماع القصر الشهير واشتراكه فيه والتبرع بالنصيحة لعمر البشير في كيف يتفادى ملاحقات الجنائية الدولية.
    ثالثاً: موقف الحزب السالب أثناء إنتخابات أبريل 2010، فلقد كان من المفترض على حزب مثل الحزب الشيوعي أن يكون له موقف واضح منذ البداية، إما بإعلان مقاطعة الإنتخابات منذ أزمة 9 يوليو 2009 ، أو ومن أضعف الإيمان إعلان تأييده الواضح داخل تحالف قوى الإجماع الوطني(جوبا) الوقوف خلف مرشح واحد ضد البشير وتنسيق العمل في الدوائر الجغرافية ، ولكنه لم يفعل هذا ولا ذاك


    ولنعد إلى حديث عضو اللجنة المركزية/ سليمان حامد:

    { وأوضح أنّ الحزب الشيوعي
    يساند حق تقرير المصير لشعب
    جنوب السودان لكن شريطة أن
    يتم في جو ديمقراطي وصحيح
    ليؤدي إلى وحدة الوطن، واشار
    الي أنّ الحقائق تؤكد أن المؤتمر
    الوطني ينظر للجنوب باعتباره
    وعاءً للنفط وأبان أن هذا الحزب
    يعمل الآن لاستنزاف بترول
    الجنوب ليتحول للشمال وأشار
    إلى أنهم يقومون الآن بتشييد
    صهاريج ذات سعات كبيرة
    لتخزين أكبر كميات من النفط قبل
    انفصال الجنوب. وقال إنّ نجاح
    الوحدة الجاذبة يتطلب أن تعمل
    كل القوى السياسية مع الشريكين
    للتوصل لأفضل الخيارات التي
    تحفظ وحدة التراب السوداني }


    كِلا الاتفاقيّتين ـ "القاهرة" و"نيفاشا" ـ أكدتا على ضرورة التحوّل الديمقراطي، والسير قدُماً في إنفاذ نص البنود وروحها. وبما أن الطرفان (الحركة الشعبية والتجمع الوطني) قد أنجزا تلك الاتفاقات، كلٌ على حِدة، مع "النظام القائم" فليس معنى ذلك سوى أنهما تحملان بعض التباينات في الأهداف والمَقاصد. فبند "التحوّل الديمقراطي" لا يعني الشيء ذاته بالنسبة للحليفين ـ التجمع والحركة ـ في مآلاته:

    ف"نيفاشا" لا تحمل بنداّ/نصّاً/شرطاً لإجراء الاستفتاء أمْ لا؛ بل حُدّد له ميقاتٌ معيّن. أما الحديثُ عن "جاذبة" أو "خائبة"، المَعني بها هو "الجنوبي، الجنوبية" حين يأتي موعد الإدلاء برأيه/ها في تحديد المصير.. فالتحوّل الديمقراطي وما يتبعه من إلغاءٍ للقوانين التي تناقض "الدستور الانتقالي"، أو تعديل تلك التي لا تتماشى معه، لكي يتم الفصلُ بين السلطات ـ التشريعية والتنفيذية والقضائية.. زائداً كل مُتطلبات المرحلة الانتقالية، هو ما سيجعلُ خيار الوحدة هو الجاذب للمستفتين في أمرهم؛ وما عدا ذلك، سيكون العكس.

    إنّ ضياع الفترة الانتقالية بلا طائل، بالنسبة لأطراف التجمع المُوقعة على اتفاق القاهرة، المُتمثلة في المُشارَكة في المجلس التشريعي ومناصب الحُكم، بلا طائلٍ أيضاً. والرضا بالعيش تحت هجير القوانين المقيّدة للحريّات في كافة مناحي الحياة السياسية والفكرية والدينية والدنيوية و.. و..، وتزوير التعداد السكاني ورسم الدوائر الانتخابية وفق مصلحة "الحزب الوطني" وطبع البطاقات والرموز الانتخابية.. وما أدراك ما هيَ، والحرب المستعرة في "دار فور" وناس "أبيي" الما عارفين شمالم مِن جنوبُم..! كلّ ذلك، لمْ يمنع "تلك الأطراف" مِن إضفاء الشرعيّة على مَسخرة الانتخابات:

    حين هُرِعوا نحو "خيال مآتة" الرئاسة وكراسي الوزارات ومجالس "تمثيل الجماهير" في الحَضرْ والبوادي و"شلاتين" المُحتلة!

    فأين كانت "أجواء الديمقراطية" التي قالَ فيها "البشير" بأنّ النجم أقربْ، حين جلسوا خمسَة أعوامٍ حُسوماً، وبلا طائل؟!
    وفي هجير "الإنقاذ" ورمضائه ـ كيف تسنّى لهم أن يناموا تحت قبّة البرلمان دون أن يقول أحدهم للغفلان: "يا زول هُوْيْ، وأن يسكروا مِن خمر كراسي التوزير إلى جنب السلطان حتى نسوا مِن أين جاءوا ـ أ"اتفاقاتُ القاهرة" أمْ "تفاهمات أسمرا"؟!!

    مَضيَعة الوقت خمسة أعوام في القاهرة "يتونّسون" مع "الحركة الشعبية" في كيفيّة اقتلاع النظام مِن جذوره وجحوره.. وفي تنويم "الجماهير التي يعلكها دولابُ نار" بالحكاوي والحجاوي عن الفارس المُنتظر. وخمسة أُخرْ، صرّموها على حدود إرتريا يحاربون بسيوف العُشرْ!

    (تهتدون..، تزهجون..، ترجعون) كما قالَ أحد السُفهاء ـ ليْلتها..
    وبعدَ ذلك أتوا يحملون قميص عثمان: الحركة فعلتْ.. والحركة تركتْ..، وكاني ماني.
    ولكنّهم لمْ يقولوا لنا ماذا فعلوا وماذا تركوا.. فمثلما يُكتبُ الشعرُ كتبوا (وهُوْ الكلام بقروش؟):

    دبّجوا أجمل وأروع وأبهج الدساتير الديمقراطية ـ المدنية، التي تُسْكِر الإنسان ولو كان كجوريّا، والتي تحفظ حقوق المواطن الواحد والجماعة، وقالوا "أن الناس سواسية كأسنان المشط" ولو كان حبشيّاً أو زغاويا أو خاتي خُلال ووَدَكْ فوق شعَرو أو داقي شلّوفتو أو ناقِر جَبِهتو ولسانو أغلفْ أو حتى بقول (لا إله.. والحياةُ مادة)!
    ولمْ يخبرونا أسباب الزعل الخلَت دكتور/ جون يفكّر في نيفاشا، ويمشي وحّدو دون جماعة التجمع، ويطلب ديمقراطية ودولة علمية، أو الانفصال يوم الفِصال سنة ألفين وعشرة..

    والحقيقة أنّهم أخفوا الحقيقة،
    فجون قرنق، لمّنْ زهج، قال ليهم:
    والله انتو ما نافعين ـ كان في الحُكُم كان في المعارضة ذاته!

    وفي نهاية الفترة الانتحارية/ الانتقالية/ الانفصالية، قالوا لا بدّ مِن الأجواء الديمقراطية (يعني الموت مع الجماعة عرس) فلوْ نحنا غلطنا وخشينا الانتخابات بدون ضمانات، لا تفعلوا مِثلنا.. وتسِفوا الترابْ بعد الاستفتاءات والإنفصالات..

    كيْ تكون الانتخابات، في أيّ بلد في الدنيا، حُرّة ونزيهة ـ شرطها الديمقراطية الهادية ورضيّة.. أمّا الاستفتاءات التي يُؤخذ حقها غِلابا ، فلا شرط لها.. سوى أن لا تعود الحَرابة!

    *

    أما القول بأن:

    { وأوضح أنّ الحزب الشيوعي
    يساند حق تقرير المصير لشعب
    جنوب السودان لكن شريطة أن
    يتم في جو ديمقراطي وصحيح
    ليؤدي إلى وحدة الوطن }

    فهذا أعجب ما سمعنا:
    قديماً قال الشهيد/ عبد الخالق، في مؤتمر المستديرة، في تعليقه على خيارات الاستفتاء الثلاث (كونفدرالية، وحدة، انفصال) أن ممثلي الجنوب قصدوا بهذا الطرح، خيار الانفصال ـ فدراليا كان أو دولة مستقلة..
    فأتى الحزب الشيوعي اليوم ليُقلّص الخيارين المُقترحين ، إلى واحدٍ ليس إلا ـ الوحدة!
    وهذا ما يُذكرنا بالاستفتاءات المعمول بها في البلاد السجمانة (كان نحنا كان غيرنا) حيث تقام من أجل الرئيس الواحد الأحد، مِن أجل أن يحكم البلد إلى الأبد.. والله الواضح ما فاضح:
    يجب على الجنوبيين أن ينتظروا إلى أن تنجض حلّة الظروف الموضوعية حتى لا يبقى لهم مِن خيار سوى الوحدة، مع الخرطوم وجدّة.. فهل حقيقة أنّ هذا هو ظنّ الشيوعيين في عقول الجنوبيين: أن يذهبوا إلى الاقتراع بورقة مكتوبٌ عليها: نعم للاتحاد لا للانفصال، وما في زول يقول بِغِمْ؟!

    ياخي نميري الطيرة ما قال كده، ولا عمر بشير العوير قادر يقول كدة!

    ومن أعجب ما سمعنا:

    { الوطني ينظر للجنوب باعتباره
    وعاءً للنفط وأبان أن هذا الحزب
    يعمل الآن لاستنزاف بترول
    الجنوب ليتحول للشمال وأشار
    إلى أنهم يقومون الآن بتشييد
    صهاريج ذات سعات كبيرة
    لتخزين أكبر كميات من النفط قبل
    انفصال الجنوب }

    وهل هذا هو ظن السيّد/ عضو اللجنة المركزية، في عقول مَن كانوا يستمعون إليه تلك الليلة الليلاء، وللقارئين له حين أتت به "الميدان" في آخر هذا الزمان ؟!
    غايتو، شِنْ نقول غير ربّنا ـ القادر على كل شي عجيب ـ يغفر ليك في حق الشلك والدينكا واللاتوكا والنوير والأمبررو، وفي حقنا وتسفيه عقولنا..

    أها يا اللَخو:
    صهريجك ده قدُر كيف، وهل هو مثل السدود ذات التخزين لقرن، أم لقرنيْن؟
    وبما أن هذه الصهاريج ما زالت تحت التشييد، قوليهم ألكعوا.. الجماعة ديل فضّل ليهم أقل من نص سنة، وبعد داك إلا تشمّو قدحة!
    وقول ليهم عادل ود بثينة بتحدّاكم:
    لو جابو الصينين والأمريكان، واستعانوا بملك الجان، وبالنبي داوود مُفلفل الحديد بى أصابعينو، والنبي نوح الذي بنى مركبا يسع من كل خلايق الرحمن زوجين، ولمْلمَوا صهاريج البيوت الفي الخرتوم والكاملين والكلاكلات التلاتة ـ سوف لن يسدّوا حاجة "مثلث حمدي" السجمان ورمدان، أكتر مِن يومين تلاتة!

    ويا حليل الميدان أيام زمان،
    لما كان "منعم رحمة" يجينا في الضُلمّة، وشايله تِحت أباطو!
                  

06-29-2010, 06:02 AM

تبارك شيخ الدين جبريل
<aتبارك شيخ الدين جبريل
تاريخ التسجيل: 12-04-2006
مجموع المشاركات: 13936

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: عادل عبدالرحمن)

    شوف يا سنّارى - ولو نفس "سنّارى" الفى بالى، مشتاقين خالس - عشان ما ننطط ساى ...

    Quote: وأصبح بضربة لازب مباركة من تبارك حزب البرجوازية الصغيرة ....


    تبارك ما من أولياء الله الصالحين ... يقول للحزب "كون حزب برجوازية" فيكون ... كان ما بتعرف ألف باء ماركسية وحسابات صراع طبقى؛ فمن حقّك تعيش فى وهم "الطبقة العاملة" البيهوّموا فيهو المثقفاتية فى جنس "قعدات" النضال البيتكلم عنها "بركات" كأنها مرجعية آيديولوجية دى ...

    لاكين تلميحاتك بإنو فى انتهاز لى حالة ضعف فى الحزب وبيتمارس "لمصلحة" جهات وبطريقة خبيثة دى تلميحات بتقلل من قيمة مجهودنا التنويرى البنبذل فيهو لفضح عورة الحزب الشيوعى السودانى بالإستنارة والفكر والنزاهة ...

    وبتقلل من قيمة إنجاز ضخم يهدف لتحرير فكر الطليعة السودانية من دوقمائية الحزب الشيوعى السودانى وعدم جدوى الممارسة السياسية داخل مؤسساتو البتتقمص دور ومشروع سياسى ما بيمت للإشتراكية أو الواقع السودانى بصلة ... وبيصب فى مصلحة علاقات انتاج استعمارية بتستفيد منها البرجوازية الصغيرة فقط ... والشعب السودانى بيتحمّل تبعات أزمة الحكم المصاحبة لعلاقات الإنتاج الـ Neocolonialist دى ...

    تدمير فاعلية الحزب الشيوعى السودانى السياسية .... واجب وطنى على كل مثقف ... البعض وعى بهذا الدور وحاول طرح مؤسسات سياسية بديلة كحركة حق والحزب الليبرالى والجهد الفكرى المبذول وراءهما ... والبعض الآخر تقلّد مسؤولية هذا الواجب الوطنى بتجرّد عن أى مصلحة حزبية بديلة ... انا شخصياً - إذا كنت محايد أو بخدم مصلحة حزب آخر - آليت على نفسى بتقلّد واجب تدمير فاعلية الحزب الشيوعى السودانى السياسية بمنتهى النزاهة والأمانة والبعد عن العداءات الشخصية .... وذلك لإيمانى بسمو الواجب الوطنى الذى اخترته لنفسى فوق مصالح الأفراد والضغائن الشخصية والعداءات مع من يبذلون أحسن ما عندهم للشعب السودانى عبر هذه المؤسسة الخربة بحسن نية وتجرّد ونكران ذات وإيمان مخلص بما يفعلون ... وهم بالمناسبة من خيرة شباب هذا الوطن ... ولكنه الجهل واللعبات السياسية القذرة عدوى وعدوك وليس شباب هذه الأمة المفترض فيه الوعى والثورة كما فى الطليعة ...

    فبالله دافع عن الحزب الشيوعى ما شئت ... ولكن دون "زلق" الإتهامات تحت تحت ....





    ... المهم ...
                  

06-30-2010, 04:57 AM

خالد العبيد
<aخالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: تبارك شيخ الدين جبريل)

    سلام يا تبارك
    ومشتاقين

    Quote: آليت على نفسى بتقلّد واجب تدمير فاعلية الحزب الشيوعى السودانى السياسية

    بالله يا تبارك لمن تدمروا
    دمروا تدمير شامل .. زلزلة ..
    يعني الحركات الكان نميري بيعمل فيها ويصرح :
    دمرناهم .. واصبحو شظايا وبقايا ... انساها
    وما تنسى تشد ليه سلك قول ليه :
    آليت على نفسي ودمرناهم .. قضي الامر .. يا آيل للسقوط !!!
                  

06-30-2010, 01:59 PM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: خالد العبيد)

    كتبَ الأستاذ/ السر بابو (عضو اللجنة المركزية للشيوعي):

    Quote: ما هي متطلبات الاستفتاء علي تقرير المصير؟

    بقلم: تاج السر عثمان

    * معلوم أن تقرير المصير حق ديمقراطي انساني، يتطلب ممارسته اوسع قدر من الحريات والحقوق الديمقراطية مثل: حق التعبير والنشر والتنظيم، وحق المواطنين في الاطلاع علي كل وجهات النظر حول الوحدة والانفصال، كما يتطلب ممارسة هذا الحق حرية الارادة وبعيدا عن الضغوط والاملاءات الخارجية، كما يتطلب ايضا وجود جكومة ذات قاعدة واسعة منتخبة ديمقراطيا تعبر فعلا لاقولا عن اوسع احزاب وطبقات وفئات المجتمع.
    وحسب ماجاء في اتفاقية نيفاشا، فأن تقرير المصير يأتي تتويج للتحول الديمقراطي وتوفير احتياجات المواطنين الأساسية في رفع مستوي المعيشة والتنمية مما يعزز خيار السلام والوحدة، وقيام انتخابات حرة نزيهة في نهاية الفترة الانتقالية تحت ظل مفوضية انتخابات مستقلة ومحايدة، حتي يأتي تقرير المصير تعزيزا لخيار الوحدة.
    * واذا أخذنا حالة السودان الماثلة، نجد انه لم يتم الايفاء بمتطلبات ممارسة حق تقرير المصير، اذا لم يتم التحول الديمقراطي المنشود، بعدم الغاء القوانين المقيدة للحريات، واصبحت وثيقة الحقوق في دستور السودان الانتقالي لسنة 2005م حبرا علي ورق، وهذه الوثيقة في الدستور كفلت الحقوق والحريات الأساسية مثل: حق النشر والتعبير والتنظيم ومنع التعذيب والحق في التعليم والصحة..الخ. ويتضح ذلك من خلال الرقابة القبلية علي الصحف( مصادرة صحيفة (رأي الشعب) ، وتعطيل صحيفتي (الميدان) و(اجراس الحرية) من الصدور بسبب الرقابة ...الخ)، وقمع واطلاق النار علي المواكب السلمية (مواكب: البجا في بورتسودان، مواطني كجبار، متضرري سوق المواسير، طلاب جامعة الدلنج ، موكب قوي الاجماع الوطني 7/12، 14/12 /2009م، الاطباء...الخ)، هذا اضافة لممارسة التعذيب مثل: حالة الطالب محمد موسي بحر الدين حتي الموت، وتعذيب الصحفيين والاطباء المعتقلين، هذا اضافة لممارسة الاعتقال التحفظي الذي يتعارض مع الدستور الانتقالي كما في حالة معتقلي المؤتمر الشعبي( د. الترابي ورفاقه)، ومعتقلي الاطباء الذي مارسوا حق الاضراب وهو حق كفله لهم قانون النقابات لعام 2009م، وبدلا من الجلوس للتفاوض معهم للوصول لحل وتسوية يتم الاعتقال والقمع والتهديد بالفصل والتعذيب


    وهذا ما جاءت به نيفاشا حول المصير:

    janoobisudan2sudan.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    ولذا أسميْنا ما أتى به الحزبُ الشيوعي ـ فتوى..، فالنص القانوني ل"حق تقرير المصير" لا علاقة له بالمعنى الذي اجتهد "الحزب" في إخراجه منه. فتأويل الحزب لذلك النص (حتى لا نقل: فهمه المُخطئ له) إنما يستندُ على خطّهِ السياسي النابع من "نظريّته العلمية" ـ الماركسية اللينينية، في ثوبها السوداني.
    فالنصوص القانونية المُتعارف عليها دوليا، التي كُتِبتْ بها هذه الاتفاقية، واضحة وصريحة ولا لبْسَ فيها.. إلا إذا استخدِمتْ سياسياً لغرض آيدلوجي، وهذا، بالطبع، لا علاقة له بلغة القانون التي تصاغ بها الاتفاقات والمُعاهدات والأحلاف الدولية ـ على سبيل المثال.
    فهذا التأويل المأخوذ مِن أيدلوجيا/السياسة الحزبية هو الذي أوقع الحزب في اتخاذ موقفٍ خطأ، في لحظة تاريخية توْعِد بالثبور وعظائم الأمور، مليئة بالألغام، مما كان يستدعي التعامل معها بالحساسية التي تستحقها، وبالرويّة والحكمة، بدَل تقديم "الهدايا" والهِداية التي تبهج السلطان، وتعادي الحليف!

    والأنكى مِن كلّ ذلك، أن الحُجة المُستخدمة (الأجواء الديمقراطية) التي بسببها يُطالب الحزبُ بتأجيل الاستفتاء مِن أجلها، وبغرض جعل خيار الوحدة هو الجاذب ـ لا تصلح هنا، بأيّ حال من الأحوال:

    فمَن الذي قال أن الجَوْ ـ الطقس ـ المناخ الديمقراطي (واختصاراً ـ الخضرة والوجه الحسن)، وحده، سيكفل لنا رضاء "الجنوبيين" ويميلُ بهواهم نحو الشمال؟!
    ومَن الذي قال، أو سيقول، بأننا لو أضفنا لكلّ ذلك دستوراً علمانياً خلَعَ العمائمَ والتمائم عن السياسة، وعادَ السودان إلى "حليمة القديمة" وسيرتنا قبل شريعة 83 النميرية/الترابية/البدرية، سيوصلنا إلى مشارف ما نصبو إليه؟!!

    ولنفترض، جدلاً أو كَسِرْ رَقبَة، أننا حققنا ذلك (أحلام زلوط) قبل أن تنقضي شهور العِدّة/ السِتة، وصرنا ننافس "اسبانيا" و"الدنمارك" و"كندا" في مراتب العلمانية والديمقراطيّة ـ مَن سيضمن لنا أنّ "الجنوبيين" سوف لن يسلكوا طريق "الكيبكيين" و"الباسكيين" و"الدنماركيين"/الإنفصاليين؟!

    *

    فلماذا يُفسّر قادة الحزب الشيوعي اتفاقيّة نيفاشا حسب هواهم الأيدلوجي، ومِن ثمّ يطالبون بإنفاذ بنودها قبل الاستفتاء.. وهم، بموجب اتفاقيّتهم القاهريّة ـ تركوا الكفاح المسلح مع مَن تركْ، ودخلوا البرلمان مع من دخل، وأضفوا الشرعية على مسخرة الانتخابات حين سجّلوا ورشّحوا وتركوا ضمن مَن فعل هذا وذاك ـ دون أن يُنفِذ عمر البشير أيّ بند مِن بنود "الكلام" الذي باعه ل"التجمّع"، وقبَض الثمن:

    اللعلعة في كهف البرلمان المَكندشْ ما خمج، الما بتصل إذاعة أو صحيفة مضمونة الطباعة،
    والقدْلة في أروقة القصر مَزهوووووويينَ بالمناصب والألقاب الفرعونيّة ـ العارية، بقِلّة عقلها،
    المُخجلة.. الما بتودّي الشوارع والأرصفة،
    ـ وسيبك مِن زقلونا وجبرونا وطردونا وشارع المَكْ نِمِر ـ
    وما بتودّي بيت الجيران، لا بالنفاج، ولا بى نَط الحيشانْ !

    (عدل بواسطة عادل عبدالرحمن on 07-01-2010, 06:01 AM)

                  

07-01-2010, 01:39 PM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: عادل عبدالرحمن)

    رؤوف جميل:
    Quote: عادل غير مهموم بما تفعله الانقاذ فى السودانين ولكن محلل

    كسول لذهنية نقد وعبدالخالق والقيل والقال فى احداث وحالات

    يسلخها سلخ من سياقها التاريخى ومفاهيمها الوطنية حينها

    فهو بنسى ان كلمات مثل الانفصال والفدرالية والكنفدرالية

    وتقرير المصير فى دول استقلت من الاستعمار حديثا مثلا

    كانت كلمات يتحسس منها الجمبع بما فيهم اغلبية المثقفين الجنوبين

    وقد ظهرت نعرات الانفصال واشتدت عندما اخذت الحروب الاهلية طابع الشدة


    ودعاوى الهوية والجهويةوالدين والجنة والنار

    وقد كانت النتيجة بزوغ شمس مايسمى بتقرير المصير ولم تكن القومية مبرر المطالبة به

    ونما مبرره ان لا نكون اسرى ثقافة واحدة

    وهذا امر طبيعى ومفهوم وله حلول


    فأيّده ـ عبد اللطيف حسن علي:

    Quote: وكاذكر رؤوف جميل

    فإن الانفصال لم يكن مطروحا من قبل الا بعد سياسة الاستعلاء الاسلامي

    العروبي ، والحرب الدينية الجهادية واصرار المؤتمر الوطني

    علي هذه الهوية الاستعلائية ..اليس هذا هو مبرر الانفصال الاساسي

    لماذا لا نناقش ونقاوم طرح الدولة الدينية الهادف للانفصال

    مع علمنا انه شعار زائف يسعي لتطويل عمر النظام باستغلال عواطف

    البسطاء ، بدلا من الجدل المثففاتي المأزوم حول اطروحات لا تؤكد

    سوي عزلة المتعلمين وابتعادهم يوما بعد يوم عن قضايا الناس

    الملحة في الشمال والجنوب ومستقبل الاجيال..


    إذا كنّا، يا رؤوف، مِن أصحاب الكسل الذهني، فلمَ لمْ تقم بجُهد قليل، ولو بأكسل منّا، كي ترأف علينا بمناقشة ما أتينا به مِن تخرصات وأباطيل.. وتنوّرنا والقراء بالطريقة التي قمنا بها لسلخ الأقاويل والأحداث والحالات من سياقها التاريخي ومفاهيمها الوطنية؟!

    إنّ أسلوب الفتاوي التي تدمغ بها الناس (عدَم الهَمْ والغم بأمور الوطن، كسل الذهن) دون مناقشة ومساءلة ما قالو به ـ لا يختلفُ عن أساليب التكفير التي يقوم بها مَن يدّعون امتلاك المعرفة وأسرار نوايا الله في خلق العباد وتزيين السماوات بالفوانيس..
    فأتيتنا بمعارفك في "الانفصال والفدرالية والكنفدرالية وتقرير المصير" ولمَ وأين وكيف ومتى بزغت شمسها!

    ولقد كنتَ على خطأ، وعدم معرفةٍ ودراية بتلك المصطلحات وتأريخ ظهورها واستعمالها في السودان، ومن قبله في العالم أجمع..
    ولنترك عدم درايتكَ بمتى، وكيف "بزغت شمسها"، لأن ذلك سيقودنا إلى مبادئ "الثورة الفرنسية"، ويذهب بنا إلى ردّة الفعل لدى الشعوب الأروبية في القرون الوسطى ضدّ مفهوم "العناية الإلهية" التي هيَ بيدِ الحاكم المالك للأرض ولكلّ ما يَدُبّ فيها، ويغور بنا إلى تخوم تاريخ العبودية وممالك "أثينا" و"روما" وبلاد "واق الواق".. فلذا قدّرنا بعدم تحميل كاهلك بعبئ التاريخ ذاك، واقتصرنا على لفت نظرك إلى تاريخ وطنك ـ محصورا بمنشأ التمرّد الجنوبي و"أنانيّاته" الأولى والثانية، فقط!

    وإذا كنتَ لم تصبر على القراءة بتؤدّة ورويّة لما كتبناه ـ أفلمْ تصبر على قراءة وثائق حزبك التي أتينا بها، والتي قال فيها الشهيد/ عبد الخالق (مخاطباً مندوبي الأحزاب الجنوبية في مؤتمر المستديرة):

    { انكم تتقدمون لاجراء استفتاء حول نقاط ثلاث
    فدريشن - وحدة – انفصال }

    أفلا يعني لكَ ذلك بأن مَن دخلو الغابة قبل ذلك بأنّ ذلك "الإنفصال" كان من ضمن أجندتهم التي دخلو الدُواسَ مَن أجلها؟
    ولئن فهمتَ بعض ذلك ـ
    هل ستصرّ على اتهامنا بعدم معرفة ـ البغلة من الإبريق؟!

    وتصمتو، أنتَ وأخيك الكاشف، عن تكرار القول بأن "الإنفصال" لم يُطرح إلا بعد أن تفرعنَ البشير واستعلى، وأن تنوّرونا بزينة عِلمكم:
    بماذا كان يستعلي الحُكّامْ القدام (دساتر وعساكر) على الكجوريين وعبَدّة الأوثان!

    *

    ولذا،
    يعصرني الأسى،
    كلما أضطرِرتُ على نقض ما يغزله قادة الحزب مِن طواقي وعمائم ولفائح..
    وما باليدّ حيلة!
                  

07-05-2010, 02:49 PM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: عادل عبدالرحمن)

    وفي الحقيقةِ، أنّ شرط “الديمقراطية” هو ما سيكونُ أحدَ خيارين (مع خيار الدولة العلمانية) الذي سيشكل نوع الوحدة التي يمكن إنشاؤها، إذا ما رغب الطرفان في الخوض فيها، بعد انفصال الجنوب!

    فإذا ما قامَ نظامٌ ديمقراطي غير علماني (كما في: إيران، باكستان، لبنان..) في الشمال، فمن الممكن إنشاء دولة فيدرالية (إتحادية) بشكلٍ ما. وأما، إن كنا مُتفائلين جدّاً، فنجحت القوى السياسية في الشمال، إلى جانب الإرادة الشعبية ـ في إقامة دولة ديمقراطية/علمانية، فعندها يُمكن الحديث عن وحدة بلا حدود!

    فالتغوّل على العلمانية باسم الديمقراطية بدعوى أحقيّة الأكثرية الدينية في الحُكم؛ أو عكسها، وأد الديمقراطية بحُجّة العدالة والمساواة الإجتماعية والإقتصادية أو أيّ أيدلوجيا ما ـ ما هو إلا شكل من أشكال ديكتاتورية النظم الحاكمة: ذات الحزب الواحد، أو الدين الواحد، أو الحاكم الأحد، أو البزّة العسكرية التي تحكم المدنيين قبل أن تقود العسكريين.

    إنّ منظومة دول المعسكر الإشتراكي بقيادة الإتحاد السوفياتي، التي انهارت دعائمها بعد سبعين عام من “البناء والتشييد” لمْ يُزلزل كيانها سوى غياب الديمقراطية والشفافية ـ داخل الحزب، أوّلا، وفي ربوع الإمبراطورية تالياً. وليس معنى ذلك أن “النظرية الماركسية ـ اللينينية” على صوابٍ وعلى الدوام، ولم يكن ينقصها سوى دُعاشٍ ديمقراطي؛ وأن الذي أهدر تجربتها سوء التطبيق أو خلافه.. بل لأن الديمقراطية/الحزبية (فقط) كان باستطاعتها أن تمدّ من عمر النظام، بتجديد “النظرية”، التي قال عنها ماركس: “ ستظلّ غبراءَ ، بَيْدَ أنّ الواقع سيظلّ أخضر على الدوام”، وبإحلال زاعامات جديدة، وتطابيق جديدة لتحلّ بديلا لتلك التي أثبتت فشلها. ناهيك عن أن نقول بأن المناخ الديمقراطي، إن عمّ البلاد والبلدان، كان سيتيح للنظريات والعلوم الإنسانية ـ الإجتماعية والإقتصادية الأخرى بأن تتلاقح وتنمو، لتزدهر بها بُقعة الأرض الإشتراكية ـ حُلم الكادحين والمحرومين والمعوزين في أن يعيشوا حياةً أفضل!
    وما أسطع “مثال الرأسمالية” مِن دليل على نفع، ومنافع العلمانية والديمقراطية:
    فرغماً عن فجاجتها وحِسّها غير الإنساني في مُجابهةِ العَوز والفاقة والمرض والحروب التي تفتك بالشعوب والبلدان ـ تلك السياسات التي صبّت عليها معارضة مواطنيها ولعنة الشعوب الأخرى، وبالرغم من أزماتها البنوية الإقتصادية والإجتماعية، ومن ظهور منافس خطير لها (المعسكر إيّاه) إلا أنها استطاعت أن تتجاوز محنها، وانتصرت على خصمها اللدود وتسبّبت في انهياره وغيابه عن الساحة الدولية.. وكل ذلك قد تمّ بفضل تمسكها بالعلمانية والديمقراطية. واللتان ستمدان من عمرها، طويلا أو قصيرا، بحسب قدرتها على المُراوغة وابتداع أحابيل الجذب لخيارها، ولمسكها بزمام انطلاق العلم والعلوم بسرعةٍ دوّخت البشرية ـ ما دام الناسُ يشاركون في اختيار شكل الحكم، والحاكم؛ ويعتنقون ما شاءوا من دين، ويعيشون ما رغبوا مِن حياة.

    وليحفظ التاريخُ لنا نبوءات الفقيه “سمير أمين”؛
    الذي قال لنا منذ أربعين عام، بأن الإشتراكية السوفيتية ومثيلاتها ليست سواء “رأسمالية دولة” يعود ريعها لقيادات الحزب الذي يحكم البلاد بالأصفاد..، وليست لقواعده العريضة وشعوب البلاد..، وأن كل ذلك آيلٌ للسقوط بعد حين ليس بالبعيد..
    وأن الصين الماوية ستصبح قوّة اقتصادية عظمى.. وبأنّ أوروبا ليس لها مِن بديل سوى توحّدها واتحادها لمجابهة سيطرة الأمريكان، وبزوغ اتحادات لكيانات جديدة في الشرق الأقصى والأدنى..
    وبأنّ أمريكا ستخوض حروبا في نهاية القرن (الذي مضى) في منابع نفط الخليج، والسيطرة على دروب آسيا الوسطى والصغرى والكبرى!

    ( يُتبع )

    (عدل بواسطة عادل عبدالرحمن on 07-05-2010, 04:00 PM)

                  

07-05-2010, 10:41 PM

عبد الله حسين

تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 3827

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: عادل عبدالرحمن)

    Quote: بل لأن الديمقراطية/الحزبية (فقط) كان باستطاعتها أن تمدّ من عمر النظام، بتجديد “النظرية”، التي قال عنها ماركس: “ ستظلّ غبراءَ ، بَيْدَ أنّ الواقع سيظلّ أخضر على الدوام”




    "Grau, teurer Freund, ist alle Theorie, und grün des Lebens goldner Baum"


    " النظرية رمادية يا صديقي العزيز، وشجرة الحياة الذهبية خضراء "


    الشاعر الألماني الكبير يوهان فولفقانق فون جوته

    على لسان مفستوفيلس ـ مسرحية فاوست
                  

07-06-2010, 03:26 AM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: عبد الله حسين)

    نعم،
    يا عبد الله حسين ـ
    أصلُ المقولة ل"جوته" العظيم.. وفات عليّ القول بأنّ ماركس ردّدها عنه،
    مثلما استشهدا بها، هوَ وأنجلز، وكرّراها أكثر مِن مرّة..

    وشكراً لك ،
    إذ جعلتنا نبحث ونستوثق ونستبين!
                  

07-06-2010, 05:19 AM

تبارك شيخ الدين جبريل
<aتبارك شيخ الدين جبريل
تاريخ التسجيل: 12-04-2006
مجموع المشاركات: 13936

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: عادل عبدالرحمن)

    ما هاين على اقطع تسلسل كلام عادل عبدالرحمن ...

    لاكين يا خالد العبيد:

    Quote: بالله يا تبارك لمن تدمروا
    دمروا تدمير شامل .. زلزلة ..
    يعني الحركات الكان نميري بيعمل فيها ويصرح :
    دمرناهم .. واصبحو شظايا وبقايا ... انساها
    وما تنسى تشد ليه سلك قول ليه :
    آليت على نفسي ودمرناهم .. قضي الامر .. يا آيل للسقوط !!!


    فى المدّة دى ... لمن تقلب السودان دولة اشتراكية ... شدّ لى سلك وقول لى:
    دمّرناه ... أصبح خلايا وولايا... أنساه ...





    ... المهم ....
                  

07-07-2010, 06:34 AM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: تبارك شيخ الدين جبريل)

    أخ عادل في إنحيازك لمشروع خلاص ووحدة علماني ديمقراطي أجد نفسي متفقاً تماماً مع ذلك ولكن... لماذا تستنكف التناقضات هنا وتجوزها هناك ... أقصد تستنكف عن ديمقراطية بلا علمانية ولا تستنكف عن ديمقراطية بلا عدالة إجتماعية أو علي الأقل لا تثلث شروطك السياسية بها .... انت تصف الديمقراطية المتوخاة بالديمقراطية النقيض للمركزية الحزبية أو الدكتاتورية المحمولة علي شعارات العدالة الإجتماعية والإقتصادية ولكن لا تشترط ضمن دويتو الديمقراطية العلمانية عناصر إجتماعية....أي كأنما تكتفي بديمقراطية معيارها نزاهة صناديق الإقتراع ولكنها تبقي غير كافية بدون العلمانية كأني بك تتقدم خطوة للأمام مناقضاً وحدانية صناديق الإقتراع كمعيار داخل العبارة نفسها عندما تعلن عن العلمانية كنصاب لهذه الديمقراطية...كأنك تنقض نصاب صناديق الإقتراع كمعيار وحيد... لأنها قد تأتي بخيار المشاريع الدينية بل تستطيع أكثر من ذلك مع حصول الأغلبية الدينية علي أغلبية برلمانية أن تحول الدستور ذاته إلي دستور لا علماني وهنا ما العمل هل هو محاربة (علي وزن مفاعلة) هذه الديمقراطية الثيوقراطية أم التنازل إما عن الديمقراطية أو العلمانية لصالح الأخري ....طيب لماذا لا تضيف إلي شرطيك السياسيين شرط العدالة الإجتماعية... وتتحول الدعوي إلي ترويكا دولة عدالة إجتماعية علمانية ديمقراطية... وتبقي أي دولة لا تحقق الثلاث شروط معاً لا ترضي الطموحات... وتستاهل نضالنا الساعي لتطويرها أو تغييرها ...أي كما نرفض أن تؤول السلطة والسيادة في الأرض إلي السماء... يجب أن نستوثق من أنها في الأرض سيادة حقيقية للشعب وليست لحزب أو طائفة أو أفراداً أبان مصاريناً بيض...وأنا عندما أنوه إلي ضرورة التفكير في ديمقراطية تختلف عن النموذج الليبرالي أنطلق من موقع ناقد لثمار هذه العملية... فحتي لو إقتصرنا علي تأمل تاريخها السياسي في السودان (فقط) ...كقطر ينوء بالأمية.. ولم تكتمل فيه بعد عملية الإنتقال من الطائفية إلي الدولة ...وانت تعلم يا صديق أن الدولة التي شكلنا عليها الإستعمار دون ذنب جنيناه أصبحت ذات نفسها إحدي خوازيقنا الكبيرة... فتاريخها ترجمة لعملية سياسية تتم فيها تغيرات شكلية وتداولات فوقية للسلطة دون أن يصحبها تحولات اجتماعية وإقتصادية حقيقية علي الارض ...دعك عن الثقافية... ديمقراطية تجسد تمثيل حقيقي لمصالح الناخب الأمي المقهور.... الذي منح بتصويته ما ينوبه من سلطة ومصالح في بلده ومعاشه.... لآخر غني قد يتبع هو نفسه لوجهاء أعلي في تراتبية طائفية ودينية مغيتة... وزعامات تختزل كل مصالح البلد في مصالحهم.... بل تختزل حتي الحزب فيهم فيصبحوا هم الحزب والبلد وكل شيئ ... ومصالحهم للأسف مصالح طفيلية ليتس مصالح الكادحين من عباد الله الحفاة العراة الجياع ...الذين هم مهمين مرة واحدة فقط وهي زمان الإنتخابات التصويت لأنها الفترة الوحيدة التي يستدعون فيها للمشاركة السياسية ومكن بعد ذلك وإلي نداء آخر تبقي مشاركتهم صفر.. بعد ذلك لا مكان لهم إلا داخل ثورات الجياع أو ثورات الطلاب ...فلا يعرف الزعماء طريقاً ولا يرون أهمية لعدالة إجتماعية أوامشاركة شعبية حقيقية في السلطة وتنزيل السلطات من المركز إلي أدني أنظمة المجتمع لتباشر صنع قرارات مصالحها وحياتها.... لا أظنك تختلف معي بأن الديمقراطية لا يجب أن تقف كسيحة علي تخوم صناديق الإقتراع... بل تتعداها لديمقراطية المعاش والتوزيع العادل للفرص في التوظيف والخدمات والثقافة والإبداع مع أولوية إقتصادية للكتلة العارمة من الفقراء في الريف والحضر الذين لا تفيدهم التعددية السياسية في الخرطوم والمحافظات والمحليات أكثر من سماد وحصاد مزارعهم وتعليم مجاني لأطفالهم و دكتور متوفر مع بنسلين وكلوروكين مجاني لأطفالهم.
    هل تري بعد ذلك ستتوفر لأي حزب القدرة علي السطو علي السلطة بأي مسوغ أم سيحرس السلطة شعبها ؟؟؟وماذا يريد الماركسيون أكثر من ذلك ؟؟ عندها سيضطر حتماًالماركسيون لتطوير نظرياتهم السياسية بحيث تتواءم مع الواقع ....وتبني برامج من شاكلة الثورة الوطنية الديمقراطية أو تجربة شيلي والبرتغال وإيطاليا... وسأعود مرة أخري لقضايا الماركسية والديمقراطية...لنري هل سقطت تجربة أم فلسفة ونظرية... وسنشرح أن النظرية منذ البدء تأسست علي عوامل تحرر من الإغتراب.. الإغتراب داخل علاقات إقتصادية وإجتماعية ظالمة ....وتأسست الفلسفة علي عوامل إنسانية قبل أن تتأسس علي الصراع الطبقي .. ثم تطورت بتطور التجديدات المستمرة عليها ... فبعد أن نظر ماركس للقرن التاسع عشر ولينين للقرن العشرين إنبسطت الإجتهادات وتعلم كيف خرج لينين بإجتهاداته عن نصوص ماركس في الدعوة لثورة إشتراكية في وقت لم تنجز فيه الثورة البرجوازية برأي من لينين أن الثورة الإشتراكية ستنجز الصناعة في وقت إنحازت فيه الأممية الثانية وعلي رأسها بليخانوف وروزا لكسمبورج وكاوتسكي عبرتحالف الشيوعيين مع الاحزاب الديمقراطية الاخري إلي التطور الديمقراطي الطبيعي واستمرت الإجتهادات والتجديدات للماركسية بحسبانها منهج في التفكير وليست كتلة نصوص جامدة تنزل بحذافيرها علي كل واقع فكانت هنالك الستالينية وعلي خلاف معها التروتسكية والماوية وكانت هنالك إجتهادات جماعة فرانكفورت النقدية خاصة لوكاش وبلوخ وماركوزا واستمرت الإجتهادات مع انطونيوغرامشي والتوسير وفي مقال لنبيل عودة(عضو الحزب الوطني المصري ) يورد قولا لبوبر يعبر فيه كارل بوبر المنسوب من البعض كأحد أهم أعلام الوضعية المنطقية عن رويت للماركسية فيقول :
    (أعتبر نفسي حتى اليوم من المدرسة الماركسية ، ولكني لم أعد ذلك الماركسي المنغلق على فكر فلسفي جاء اقرب للدين من العلم . واعني الماركسية كما درسناها حسب الطريقة السوفياتية. وربما هذه مشكلتها الكبيرة التي لم ينجح العديد من المنظرين الماركسيين من دفع الماركسية خارجها ، ليس لعجزهم ، انما نتيجة سيطرة المدرسة الماركسية السوفياتية ، ودور الكومنترن والاتحاد السوفييتي وقيادات مختلف الأحزاب في الحفاظ على نهج منغلق ، من الصعب القول انه ماركسي ، بل هو أقرب للتقوقع الستاليني الكنسي) ..وكذلك رائد التفكيكية دريدا في سفره أشباح ماركس قائلا: ( ان ماركس الستاليني الذي تطور الي نموذج سوفيتي بيروقراطي هو الذي توفي وانتهي، اما ماركس الفيلسوف والمفكر فمايزال حيا بيننا) ويمضي الركب الوفي لصلاح الماركسية كمنهج في الجدل ومنهج في الحرية سأفصل ذلك في المداخلة التالية.

    (عدل بواسطة Sinnary on 07-07-2010, 07:27 AM)

                  

07-07-2010, 08:27 AM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: تبارك شيخ الدين جبريل)

    بعض مُداخلات ـ
    من بوست (أوكازيون) الذي كان أيام الترشيحات والإنسحابات:


    Quote:
    من حوار مع بروفيسور/ عدلان الحاردلو (أجراه: عبد الوهاب همّت)

    * هل كانت هناك اي مشاركة واضحة للدكتور الجزولي دفع الله في الاجتماع ؟
    ـ لا الدكتور الجزولي دفع الله كان موجوداً لكنه رفض ان يشارك بالحديث،ولاول مرة كنا قد نادينا باسقاط النظام علناً, واذكر انه في اليوم الثاني من ذلك الاجتماع اتصل بي بعض الاصدقاء والذين كانوا يرون بأننا قد استعجلنا في أمر اسقاط النظام المايوي, وقد كان ردي باننا لم نستعجل وبأن الجماهير مستعدة ويمكنها القيام بعمل كبير



    *عدم اتصالكم بالاحزاب هل كان ذلك خوفاً من تكويشها على العمل أم لحسابات اخرى؟
    ـ في الاساس لعدم الثقة في الاحزاب وانهم يمكن ان يلخبطوا عملنا وفعلاً بعد أن شاركوا حدث ما توقعناه(ونفسوا) عملنا حيث كنا قد اقترحنا فترة انتقالية مدتها 3 سنوات قانت الاحزاب بتقليصها الى سنه واحدة واقترحنا شكل أن يقوم الجهاز التشريعي بقيادة الدولة وكيف يمكن قيام الحكومة وفعلاً اثروا تاثيراً شديداً في عملنا بعد مشاركتهم.


    * هل كان الاتصال من باب الحرص على سلامتكم ام أن ذلك باعتبار أن حساباتكم لم تكن دقيقة كما كانوا يعتقدون؟
    ـ كانوا يعتقدون بان الاستعدادات غير كافية ولا بد ما التاني وكانوا يرون بأن العجلة في اعلان اسقاط النظام لم تكن مبررة بهذه السرعة.

    * هل كانت هذه الاتصالات من قبل اصدقائكم أم من قبل بعض السياسيين ؟
    ـ كانت من قبل سياسيين يساريين
    .
    * من هم هؤلاء هل يمكن ان تذكر لنا بعضالاسماء؟
    ـ لا لا داعي لذكر الاسماء.


    * هل يمكن ان نقول بان هناك حزب بعينه ضغط لتقليص الفترة من 3 سنوات الى سنة واحدة؟
    ـ جميع الاحزاب وعلى رأسهم حزب الامة بواسطة المرحوم عمر نور الدائم وهناك اخرين اتبعوا حزب الامة مثل الحزب الاتحادي الديمقراطي وقد حاولنا ان نستفيد من تجاربهم في محاولة اسقاط النظام وكنا ننوي الاتصال بهم بعد ان نعد العدة لكل شئ.

    * في حال عدم تدخل الاحزاب وقيام ونجاح الانتفاضة هل كان لديكم تصوراً محدداً في التجمع النقابي لحكم البلاد لفترة ومن ثم اشراك الاحزاب في مرحلة لاحقة.؟
    ـ التجمع النقابي كان لديه تصوراً حول رئاسة الدولة وان (البندقية) الاساسية للقوات المسلحة وقوات الحركة الشعبية لتحرير السودان على ان يتم اختيار احد العمال ليترأسوا الدولة والاحزاب تشكل الحكومة والتجمع النقابي يصبح مجلس للتشريع المؤقت هذه كانت الفكرة.

    * من هو صاحب هذه الفكرة؟
    ـ صاحب هذه الفكرة هو الاستاذ محمد الامين التوم ونحن وافقنا عليها لكنها في الاخير (طرشقت) }  


    http://www.sudaneseonline.com/ar1/publish/article_7622.shtml[/QUOTE]



    الاستفتاءُ الذي نَسَخَ آيات الجهاد،
    والعضَّ عليهِ بالنواجذ!


    عدم الثقة في الأحزاب؛
    إجابة بسيطة وواضحة وصارمة، وبدون فَرِز.
    فالأحزاب التي تتشدّق بدورها وريادتها للانتفاضة، والتي تشعلقتْ إلى كراسي الحكم والبرلمان، كانت فاقدةً للثقة والمصداقية من قِبَل الفصيل صاحب القدح المُعلّى في إشعال الانتفاضة وقيادتها: النقابات.
    وعدم الثقة هذا، هو الذي أثبَت "جدارته" حين دخلنا في نفق عمر/الترابي؛ بتخاذل الأحزاب وخيانتها ل"مشروع الانتفاضة"؛ لعجز البعض أو تآمرهم، لغفلة البعض أو قصر نظرهم؛ مثلما كانوا يظنون عشيّة الانتفاضة ب"أنّ أوانها لمْ يحِن بعد" ومافي داعي للعجلة!
    وقِصر النظر هذا، أساسه أن قيادة هذه الأحزاب كانت تفصلها عن قواعدها فراسخٌ وآماد. وفي نومتهم الكهفية لم يحسّوا بنبض الشارع (كما يقولون) لينتبهوا وينهضوا وينتفضوا. ومن بعد كل هذا كانوا يجأرون بالشكوى بأن "الحركة الشعبية" لم تنحاز إلى انتفاضة الشعب؛ ولم يُصدّقوا (أو كانوا يعلمون) قيادة الحركة حين وصَفتْ "المجلس العسكري الانتقالي" ومجلسَ وزرائه ب: مايو 2 .
    ومن بعدها، حين دخَلتْ (حرّرت؟!) الحركة بجيشها الشعبي الكرمك، وباعتبار أنها "عُضواً" من الشمال، أصيبوا بالسَهَر والحُمّى ـ مثل الجسد الواحد، والتئموا من أقصى اليمين/ الطائفي إلى أقصاه اليسار/ الشيوعي، فجمعوا المال وأعلنوا الجهادَ في سبيل الوطن!
    واليوم يطلبون من الحركة أن تثق فيهم وتتضامن وتتحالف وتدعم .. وشنو كده ما عارف ـ عشان الانتخابات! فلو كانت النقابات، التي هي من جلدهم الذي لا يَجرّون فيه الشوك، لا تثق فيهم؛ فما بالكم والحركة الشعبية التي تكأكأتم عليها ذات يومٍ..، ليس بالبعيد؟!!

    ونحن هنا لا نودّ أن نختصر، أو أن نفسّر أداء الحركة ومواقفها بأنها فعلت "ما فعلت" نكايةً وكيْداً، أو ردّ الصاعَ بالصاع أو الصاعيْن. ولكن، لا تُكلّف نفسٌ إلا وسعها. والحرَكة أبعَدَ ما تكون عن اتهامها بالبيع والشراء. فشعب الجنوب وشعوبه لم يحاربوا جيوش الحكومات المؤتلفة أو الزائفة من أجل أن يموتوا شهداءَ ليدخلوا الجنّة ونعيمها. ولئن كان هناك من ثمن، فالثمن دفعه الجنوبيّون مُقدمّاً، وهو ليس بالبخسْ: إنه خمسون عام من الحرب المقيتة، إنه أرواح ملايين وجوع ملايين، وتشرّدهم.
    وأهوال الحرب وبشاعتها لا يعرفها ويُقدّر فداحتها سوى من خاضوا غمارها وقتَلوا أو قتِلوا. ولنسأل العديد من جُند الجيوش السودانية وضبّاطها الصادقين، والذين ليسوا من "جنرالات الحروب" أو تجّارها، لنسألهم قبل أن نسأل المقاتِلين من الجنوبيين وشعب الجنوب، لنتيّقن من هول ما فعلوه هناك!
    وبالرغم من أن العديد من قادة الأحزاب الآن، الذين كانوا رؤساء حكومات ووزراء حرب ومسئولين عن أمن الناس وراحة بالِهم، إلا أنهم كانوا وِبالاً على إنسان الجنوب ساعة الحروب، فبالرغم من كل ذلك جلست قيادة الحركة معهم في التجمع ليتفقوا على العمل سويّاً من أجل أن يُصبح كل ذلك بعضاً من التاريخ، وعظة وعِبْرة.
    وهذه هي مسؤولية الحركة التاريخية أمام مَن دفعوا الثمن (شعب الجنوب): أن تجنبّهم مزيداً من مآسي الحروب ومساخرها، وعلى أن يُجازوا بالعدل على الثمن الذي دفعوه مِن أجل حريّتهم وكرامتهم وأمنهم.
    ومن أجل ذلك، هُمْ وشعبهم، لن يهابوا من خوض المعارك ثانية، لأجل سودان موحّد يسع الجميع، أو لأجل انفصال ووطن مُستقل.

    ومن السُخرية بمكان، أن "يطلب" أو يرجوا أحدٌ من الساسة المُعارضين أو المُوالين، من نظام البشير أن يعملَ لأجل "الوحدة الجاذبة"! فالعطايا التي دفعها النظام مقدّماً، من تنازلات في اتفاقية السلام ـ بالرضا عن الاستفتاء الذي نسخَ آيات الجهاد، ومن بنود تتراوح بين العلمانية والهرطقة والتناقض، قبض "ثمنها" مرّتين، وبدّدهم في التوّ والحين:
    مرّة حين "أخرج" "الحركة الشعبية" من بين أطراف التجمّع، وحيّدَ سلاحها إلى حين. ومرّة حين يقبض دولارات البترول، التي سوف تزول بعد حين.
    فوقعَ في شرّ أعماله. فلا المالُ ولا راحة البال بباقِيَيْن..
    فلِلاستفتاء جُندٌ تحرسه، ولن تغمض لها عيْن: جيشُ الحركة، فأمريكا والأمم المتحدة ودول الجوار العدوّة والصديقة والشقيقة شهداءُ على ما اقترفت يداهُ، حين بَصَمْ
    وحين نقول "جيش الحركة الشعبية"، فنحن نعني ما نقول.. وأكّده "عقار" في النيل الأزرق: فللتزوير حدود، جغرافية وإثنيّة ـ حقّتنا .. حقتنا، بالتصويت، أو بالكبريت.


    ***



    تحليلَ الحرام
    ، أو ،
    "الذين استنكفوا" !


    كُنا سنبتلع مسألةَ أن يتحالف الحزب الشيوعي أو ينسق أو يتفق مع الشيطان نفسه، من أجل "هدف نبيل"، إلا مع الترابي! وكنا سنمتعض ونشجب فقط، لو أنهما التقيا ضمن اجتماع لأطرافٍ وأحزاب أخرى من "القوى الوطنية"؛ فأما أن يلتقيا رأساً لرأس وفي أسمرا الشجيّة، فهذا مما يستجوب الحيرة والدهشة.
    وعندما ارتفعت أصوات الاستنكار من هنا وهناك، هبّت التبريرات، من هنا وهناك أيضا، زاعمة أن هذا اللقاء لم يكن بالأهمية التي يوليها الناس له؛ أو أنه لا زعل في السياسة أو حَرَدان..! وبالطبع، ليس في السياسة حلال وحرام، إلا التمسّك بالمبادئ، و إلا أن التقت المصالح والأهداف!

    فمنذ أن هَجَسَ الحزبُ بشعار "جبهة عريضة لإنقاذ الوطن" بديلا عن "الجبهة الوطنية الديمقراطية" بقيادة الحزب الطليعي، وهو ما انفكّ يلعب دور "وزير الخارجية" أو "الداخلية" لمصالح الوطن العليا . وتحوّل من منادٍ بمحاربة الأفكار الرجعية، وبالتغيير والتحرّر والرقيّ، إلى مُصلح اجتماعي يهادن بين الطبقات والأحزاب والعادات البالية. وصار مثل شقيّ منبوذ يحاول أن يثبت براءته، وجدارته لمن يستهين به.
    ف"الشيوعي" الذي ينادي بفصل السياسة عن الدين، بدل الاتجّار به، صارَ يفرّق بين دين وآخر، يُبرز، بداعٍ وغير داع، تعبّده وتقواه بدين الإسلام وتقديس نبيه. وفوق ذلك يدعو الناس بالعمل "الصالح" لدخول الجنّتين: جنة الشيوعية الأرضية وجنة السماوات الأزلية... وينسى أن مَن يحاول دخول جنتين، وقّاع!
    فلا غُروَ إن قلنا: أن مَن لا يستطيع فصل الدين عن ممارسته السياسية داخل حزبه أو خارجه، لن يستطع فعل ذلك في الوطنِ الفسيح.

    والأحزاب الدينية والطائفية لا تخفي ما يجمعها أو يفرّقها. فهي تلعبُ على المكشوف:
    فالأحزاب الدينية الثلاثة "الكبار" لا يتورّعون عن التنافس فيما بينهم، والاحتراب وتحقيق النصر بأيّ ثمن كان؛ فهم يُشكّكون في ضمائر بعضهم بعضا، ويغتابون بعضهم بعضا، ويحيكون المكائد والدسائس لبعضهم بعضا. سوى أن لذلك خطوط حمراء تعاهدوا، سراً أو علنا، بأن لا يقطعوها.. فمن الإسلام استخرجوا الأحكام الحديّة التي تدين الفردَ دون الجماعة، فالويل والثبور لشارب الخمر والسارق والزاني والمارق على دين مُحمد، وأسموها شرعة الله الذي سيخسف بالأرض على مَن عصيها. أما مَن يسرق أموال اليتامى والمعوزين والعاجزين عن العمل، فلا تطبّق عليه الحدود ـ لأن في المال العام شُبهة!
    ولكأنما خلق الله الأرضَ والسماء والكون ودرب التبانة والزمانَ والمكانْ كيْ لا يجرع أحدٌ كأس خمر، وخَلق الله النساءَ لأجل أن يفرّقون فِروجهنّ على المُتقين ـ مثنى وثلاث ورباع.. وبما أنّ نساء الأرض فانيات زائلاتْ فإن فاطر السماوات والأرض سيعوّضهم عنهنّ بحور الجنان الخالدات.
    فكَرْتُ الشريعة هو "آسَهُمْ" و"جوكرهم" على مائدة قمار الدين السياسي التي عليها يلعبون. فلا بأس ولا غضاضة على مَن يختار شريكاً له ليتغلّبا على الطرف الثالث.. كلما في الأمر أن يتبادلا المقاعد، مثلما فعلوا بعد الانتفاضة المغدورة، فالحُكم له ما يكفي من دواوين الوزارة، وفي حوش البرلمان متسع لهذا وذاك.
    أما مَن غضب، وأراد قلب الطاولة على المُتطاولين، فعليه الذهاب وإبرام ما شاء من العقود مع "الحركة الشعبية" (هُوْ التعاهُد والتراضي والكلام الحِلوْ كمان بقروش)؟!

    وبما أن الحزب الشيوعي يعلم بما في قلوب وأفئدة "هؤلاء"، ومَكرهم ومكيدتهم، فهو لا يتفق معهم إلا على الخطوط العريضة، ومشاريع الحدود الدنيا وسقفها.. وما يحيّرنا، حقيقة، هو خُلو الساحة السياسية، وميادين الصراعات العسكرية على بوابات الوطن الشرقية والغربية والجنوبية ـ خُلوَها من أيّ طرَف يصلح لمشاركة "الشيوعيين" لعِبهم في مواجهة خصومهم الكبار!
    ونحن نعلمُ علم اليقين، بأن هذه الأحزاب الثلاثة، لن تتورّع عن الائتلاف سويّا بينها، أو بين بعض أطرافها وسدنتها، كيْ يزيحوا هذا "الحزب"، أو يمحوه من على وجه هذه الأرض، متى ما وجدوا سانحة أو فرصة..

    فهل يا ترى، لأن الحزب يعلم ذلك علم اليقين، لذا يتورّع ويتحسّب على تفويت الفرصَة عليهم؟
    أم هل يا ترى، أنّ الحزب لم يجد في برامج الآخرين، شرقاً وغربا وجنوبا، ما يجمعه بهم، ويصلح لمشاركتهم على برنامج حدّ أدنى أو أعلى؟؟
    فلا اشتراكية "الحركة" نفعتْ من قبل، ولا مطالبها بالدولة العلمانية نفعت من قبل أو من بعد، ولا حلم الشعوب في تقرير مصيرها، أو مطلبها في مُشاركة الحُكم.. يشفعُ لها!

    فمِن الحلال الذي لا تشوبه شائبة:
    كان على الحزب أن يتحالف مع الحركة الشعبية، وأن يُعلن انحيازه لكل مَن رفعَ السلاح في الشرق والغرب من أجل مطالبه العادلة.. عليه أن يكفّ عن دور الجوديّة، عن أن تكون كوادره وقياداته شهداء في ساحات وبراكين الانتفاضات والثورات والهبّات.. دون مقابل!
    وبالقول والفعل، فالأعمال ليستْ بالنيّات، فقط..
    فهو لم يجد من أحزاب الحكومات التي تعقب الصَوْلات والجولات العسكرية ـ سوى جزاء سنمار.

    ولربما في بواطن الأمور ما غابَ عنا.. وانْغَمَضْ
    فلننظر..
    ونشوف.


    ***


    السهلُ المُمْتنع


    إنّ النزاهة والاستقامة وعِفّة اليدِ واللسان التي يتمتع بها الشيوعيّون في أوساط المجتمع، يعرفها ويُقدّرها كل سوداني ـ عاشرهم وساكنهم وعمل معهم. وأن تفانيهم في القيام بواجبات عملهم في كل الميادين التي يمتهنونها، جعلتهم، ولعقودٍ طِوال، يتصدّرون قيادة تلك النقابات العديدة.. فما هو شائع بين العمال والمزارعين والمهنيين والطلبة: "مافي زول بيعرِف يجيب حقّنا أحسن من الشيوعيين".
    ولكن المفارقة تكمن في العمل السياسي؛ فالعديد ممن يساند ويُرشح ويقترع للشيوعيين في نقابته، ينأى بصوته الحزبيّ عنهم.. وعلى قاعدة هذه المفارقة وجذورها تمَوْضعتْ تركيبة الحزب وهيكليّته:
    فالحزب الشيوعي، كأي حزب ماركسي لينيني على الطريقة السوفييتية، ينشأ على فكرة التحالف بين العمال والمزارعين كقاعدة عريضة، التي يتحالف معهم فيها المثقفون الثوريّون والبرجوازيّون الصغار والرأسمالية الوطنية، وكل مَن أدخلتهم "سودنة الحزب الشيوعي"...إلخ. ولكن..، قاعدة هذا الهرم/المثال صارت مقلوبة رأساً على عقب ـ فالتمثيل النسبي لهذه القواعد في مؤسسات الحزب وقيادته تأتي الغلبة فيه للمثقفين الثوريين، ثم و.. و.. ومنبع هذا واضح ولا يحتاج إلى دراسةِ أنثروبولوجي وسيسيولوجي أو سايكولوجي! فالمادية الجدلية والتاريخية اللتان يشكلان فلسفة وفكر الحزب عصيّتان، على الفهم والتقبّل، حتى على المتعلمين الجامعيين وطلاب الدراسات العليا، ناهيك عن صغار المزارعين والعمال السودانيين الذين يرزحون تحت كوابل الأميّة والانتماء الطائفي والقبلي والعشائري.
    ولكن، أيضا، وبرغم أن الحزب سجّل اختراقات عديدة لهذه المعوقات والمصدّات، وكسب بعض المناصرين من تلك الفئات الاجتماعية، إلا أنه وقف عاجزاً أمام "الأحْجيَة" والفخ الذي نصبته له الزعامات الطائفية و"الأخوان المسلمون"، بدعاوى الإلحاد وعدم تقبّل الشريعة الإسلامية.
    فبدل النأيْ بحزبٍ لا ديني عن مغالطات كافر/مسلم، شرعَ الشيوعيّون سلاح إسلامهم الصدئ. وبدل أن يخوضوا معرَكتهم على أساس فكري، في بلد متعدّد الديانات والثقافات، راحوا يجاهرون بإيمانهم وتقواهم وصيامهم وصلاتهم؛ بدل الدفاع عن حزبهم وخطهم السياسي والفكري الذي لا يتدخّل في معتقدات عضويّته أو بينهم وربّهم وما يعبدون.
    ووقعوا في تناقضات ذميمة:
    فالمسلون في السودان، كما غيرهم في أطراف المعمورة، شِيَعاً وأحزابا وطوائف، صار عليهم أن يبيّنوا إلى أيّ فِرقةٍ ينتمون! فبجانب عجزهم عن قراءة الدين الإسلامي قراءة جديدة منحازة إلى قضاياهم التي ينافحون من أجلها ـ شرعوا يردّدون آيات أبا ذر الغفاري التي حاربَ بها عثمان بن عفان الذي كنَزَ الذهبَ والفضّة، ويستشهدون بتعطيل عمر ابن الخطاب لحدّ قطع يد السارق في زمن المجاعات، ويتغنّون بعدْل عمر بن عبد العزيز الذي وزّع المال على الفقراء.. ونسوا أن كل ذلك لا يُكفّر حاكما ظالما، أو يُمهّد الطريق إلى رحاب الاشتراكية والعدل بين الطبقات ومساواة المرأة بالرجل! فالشريعة الإسلامية السمحاء لمْ تضع سقفا للغناء الفاحش أو أمراً بالتنازل عن غنائم التجارة أو عددا محدودا من الإماء وملك اليمين.. وشرَعَتْ للمؤمنين المُتقين ما طاب لهم من النساء مثنى وثلاث ورباع.
    ولو أن الشيوعيين المسلمين سنّوا لهم طريقة إسلامية وفِرقة، مسنودة بالمُنزل والمُحكم من آيات الذكر الحكيم، لسَقطت عنهم دعاواهم وحُججهم ضد المتاجرين بالدين. وألّبت عليهم كلّ من لا يدين بدين الإسلام في السودان، وفوق ذلك كلّ مُلحدٍ زنيم.
    فظلّت الشِيم والأخلاق التي ذكرناها في مُفتتح هذه الأسطر، لا تصلح سوى لنقابيّ شيوعي لا يستطيع المحاربة بها خارج حوش عمله ومهنته، ذلك المسيّج بأحابيل الساسة ودهاقنتهم، وجهل الناس وأميّتهم، والموصد بابه بزبانية السلطان وجنده.
    ولذا، أصبح الجدل في الفكر والفلسفة، يتعاطاه المثقفون الثوريّون بداخل بيوتهم أو دُورهم الحزبية، ودون عضويّة الحزب من الكادحين وأنصاف المتعلمين.. فأصبحوا غرباء عن طبقاتهم التي يسعون لفكّ أسْرها.


    ***


    عُقدة أوديب

    لا أحد يُنكر لكثير من الشيوعيين السودانيين إسلامهم، كما ونحن لا نريد أن نفعل. لكننا لا نتشكك في أن الكثيرين منهم تتنازعهم الهواجس والبلبلة، والوقوف برْجل هنا، والأخرى هناك.. بين مفاهيم الدين الإسلامي (الذي لا يختلف في جوهره عن الأديان السماوية في مسألة خلق الكون والإنسان ـ كمثال) والمادية الجدلية/التاريخية كنظريّةٍ علميّة.
    فعلى عاتق الشيوعي من أصحاب تلك الثقافة، مسلماً كان أم ماديّاً جدليّا، أن يتبنّى، أو يوفّق بين الإيمان الديني وقناعاته الفلسفية والفكرية. وفي ممارسته السياسية والحوار مع الآخرين، عليه أن يتوخى المحاذير، فتعاليم الحزب لا تسمح لأحد من أعضائه أن يجادل الآخرين في تاريخية الأديان وماهيّتها ـ إذا ما كان القرآن مخلوقاً أمْ أزلي!
    إن الدين الإسلامي، كغيره من الأديان، لا "يسمح" لأحد بأن يُفسّره مِن خارج مؤسساته الدينية. والدولة، أو مَن بيدهِ السلطة، لا يرحم أحداً يخرج عن سُنن ومفاهيم إسلامه التي يرسمها كي يمشي عليها الناس، فتاريخ الدول الإسلامية مليء بالبطش والإرهاب باسم الدين وشرعته أو الخروج عن هَدْي تعاليم السلطان. ونحن في سِنا عُمْرنا القليلة شهدنا اغتيال الأستاذ الشهيد/ محمود، وقبلها علمنا بما فعلته "المهديّة" في العباد. فمَن يُكفّر بعض المسلمين بزعم خروجهم عن مِلّة مُحمد، سيأتي عاجلا أو آجلا، من يكفره؛ ولسوف لن ينفعه الجَهْرَ بإيمانه وتقواه، أو السكوت!
    فمِن العبث، وعدم الجدوى أن يُشهر ماركسي لينيني إسلامه، أو أن يُحارب إسلامَ إبن عفان بإسلام أحد العُمَريْن؛ فمَهَمة الماركسي/العلماني في السودان ليست انحيازه لدين من الأديان أو معتقدات الخَلق، مَهمَته تكمن في محاربة كلّ مَن يزجّ "بدينهِ الإسلامي" في السياسة أو مَن يُريد أن يحكمَ به غير المؤمنين أو الخارجين عن مذهبهِ وطريقتهِ.
    وكما أن الإسلام ليسَ واحداً أحدْ، فكذلك الشيوعيين السودانيين؛

    ***


    استراتيجي أم تكتيكي

    إن المعيار الذي يحدّد طبيعة التحالف (استراتيجي، تكتيكي) بين أطراف المعارضة، في ظل نظام الإنقاذ، ليس هو إسقاط النظام في حدّ ذاته؛ وإنما شكل الدولة المُراد بناءه. كما، وأن الشعارات الحزبية و"بيانات الإجماع الوطني" المَمْهورة بأختام الزعامات، التي تصدر من الخرطوم أو جوبا أو أيّ مكان آخر في العالم، لا تصلح مقياساً للتنبؤ بخط سير كلّ حزب على حدة؛ فالمضمون الفكري والتكوين الاجتماعي والمصلحة المشتركة، داخل كل حزب مُعيّن، ومع الأحزاب الأخرى هي التي تحدّد طبيعة العلاقة، وحدودها.
    فمن السذاجة السياسية أن يظنّ "العلمانيّون" أو "الدينيّون" أن الطرف الآخر حليفاً استراتيجيّا له. ومن السذاجة، أيضا، أن يرْكِن طرفٌ للآخر:
    إن "السهولة" العجيبة التي وافقت بها الأحزاب التقليدية ـ اليمينيّة، بل ومشاركتها الفعليّة، على، وصياغة برنامج وأهداف "التجمّع الوطني الديمقراطي"، أمرٌ يدعو للريبةِ قبل الدهشة! فما الذي أسْرَى بأحزاب طائفية من "مشاريع دستور إسلامي" وعرّج بها للقبول بمشروع دولة مدنيّة/علمانيّة:
    سوى التكتيك؟!!

    فالأحزاب اليمينية التي جلست مع الحركة الشعبية، والأحزاب والقوى اليسارية الأخرى في التجمع، وتوافقت معهم على ضرورة قيام دولة مدنية علمانية حفاظاً على وحدة السودان ـ لم يكن موقفها مبدئياً. بمعنى أنها كانت تعلم، علم اليقين، بأن فصل الدين عن الدولة، والذي يعني عدم التمييز بين المواطنين باسم الدين، والتوزيع العادل للثروة، وتمكين الحكم الفيدرالي أو الكونفيدرالي للأقاليم..إلخ سيعني سلبَها أمضى أسلحتها التي تشقّ بها طريقها إلى سدّة العرش، وتحقيق مصالحها ومآربها من الحُكم. فالهدف الاستراتيجي بالنسبة لهذه القوى ليس هو بناء دولة بتلك المواصفات، بل هو إسقاط حكم النظام القائم، وبعدها لكل حادثٍ حديث..! أما القوى الأخرى، فإن الاستراتيجي بالنسبة لها، لا يقف عند حدود إسقاط النظام؛ بل يتعدّاه إلى بناء مؤسسات الدولة الحديثة، التي تقطع طريق العودة إلى أيّ نظام ديكتاتوري، مدنياً كان أمْ عسكري. وهذا هو أُس التناقض بين أطراف التجمع، والتعارك بداخله:
    فللتجمع أهداف ومبادئ مُعلنة، وأساليب وأدوات مُتفقٌ عليها لتحقيقها ـ الانتفاضة الشعبية المحميّة بالسلاح. والأدوار وُزّعت بطريقةٍ منطقية، فعلى تجمع الداخل تحريك الشارع، وعلى القيادة الشرعية العمل العسكري، وهيئة قيادة التجمع العليا عليها الدعم المادي والمعنوي والسياسي الدولي. إلا أن الأحزاب الثلاثة الكبيرة ( إتحادي، أمة وشيوعي) التي تتوزّع فيما بينها المناصب الرفيعة داخل هيئة الرئاسة، والمُعتمَدة على هذه الاستراتيجية العامة، كانت تقف عَقبة كأداءْ في طريق تنفيذها؛ وعملوا بلا كلل على تخصيب أرضية الخلافات داخل القيادة الشرعية، وبنظرة حزبية ضيّقة ـ مرّة باستمالة بعض أعضائها، ومرّة بحجب المال عنها، ومرّات بمحاولات الهيمنة عليها؛ بالتدخّل في تفاصيل عملها العسكري الذي له خصوصيّته من الناحية الاحترافية وسريّة المهام التي ستقوم بها. فظلوا لأعوام طوال يسوّفون ويماطلون، مُعتمدين على عامل الزمن، في تفاقم الخلافات داخل النظام الحاكم بين المتشددين والبراغماتيين، وتصاعد الغضب الشعبي، والعزلة العالمية كعوامل لإسقاطه. ودونما الحاجة للعمل العسكري المشترك بين أطراف التجمع، الذي سيُقوّي من شوكة اليسار والقوى الديمقراطية والتقدمية.
    وللأسف الشديد، اختلطت بعض عناصر هذه التناقضات والصراعات الحزبية، لتعمل ك"مصالح" مشتركة بين النقيضيْن التاريخيين ـ الطائفي والشيوعي: فبينما كان اليمين متخوّفا من الدَوْر المتزايد لخصومه اليساريين بداخل التجمع، وبالمزيد من طلبات قوى وأحزاب حديثة، بالانضمام إليه، ويعمل على عرقلتها.. كان الشيوعيّون يتخوّفون، أيضاً، من منافسيهم الجُددْ، واجتهدوا في إقصائهم، قدْر المُستطاع!
    ومن دهاء الساسة اليمينيين و"نجاحاتهم"، أن أوقعوا الحزب الشيوعي بالأوهام، تارة ـ حين تقليدهم بمناصب عليا داخل هيئة قيادة التجمّع، تنتهي صلاحيّتها بسقوط النظام، وتارة ـ حين أبعدوه عن إقامة تحالف استراتيجي بينه وحلفائه المُفترضين بداخل التجمع.. فالحزب الشيوعي كان، وما يزال، ينامُ على حافّةِ أدواره التاريخية الريادية السابقة، وأحلامه بقيادة القوى اليسارية الصاعدة، وبدون مُنافسْ
    وفي الحقيقة، أن قيادة الحزب تخشى من قواعدها وكوادرها، التي ما فتئت تتركه وتستنكف مواصلة المسيرة معه، وتلجأ إلى أحزاب سياسية تقدميّة وحديثة وغير أيدلوجية/ عقائديّة؛ ناهيك عن أن يتحالف ويحتك بالعمل والفعل مع "منافسيه" ـ فتزداد قوّة الجذب/ السالبة.

    إن النظام لَعِب، وما زال يلعب على تناقضات قوى المُعارضة. ولما عجز عن كسب معاركه العسكرية لإخضاع الجنوبيين، لجأ لسياسة "فَرّق تَسُد". فأمام "عَجْز التجمع" عن توحيد بندقيّة، شرَع في العمل على إخراج أكبر قوّة عسكرية منه، وتنازل عن الجهاد في سبيل الله ورسوله، وأبْرَم صُلح السلام مع الحركة الشعبية، دون أخْذَ جذيةٍ أو دخول الدين الحنيف. وعلى وتر الخلافات وشتات بقيّة القوى، جغرافياً وسياسيا، بين القاهرة وأسمرا وجدّة، خَتَمَ لهم "تأشيرة دخول" على أوراق اتفاقية القاهرة، ليعودوا للوطن من أرض الغربة، فأعلنوا التوبة عن الكفاح المسلح برمي ذخيرتهم على التراب. وبهذا الصك على بياض، جلسوا على مقاعد البرلمان والوزارات، وتناسوا "وَعْد" عمر البشير لهم، بأن "مَن له حق عندنا فعليه أن يأخذه بحد السلاح، كما فعلنا".. إلا أن "الحركة" لمْ تنسَ هذا الوعيد، واحتفظت بجيشها الشعبيّ.

    إنّ اتهامات بعض زعامات الأحزاب اليمينية "للحركة" بأنها خرَجَت عن "إجماع جوبا"، ليس هو سوى ضحك على الذقون! ففي جوبا لم تتفق الأطراف على استراتيجية مُوحّدة ولا يحزنون. والحركة، ومنذ أن انضمّت للتجمّع الوطني، لم تجد دليلاً واحدا من هذه الزعامات على أنّها تابت واستغفرت عن جرائمها السابقة في حق الجنوبيين، أو عن استعلائها وعنجهيّتها وتكبّرها.. ففي الوقت الذي كانت فيه الحركة على استعداد للزجّ بقواها العسكرية إلى أتون الحرب ضد النظام، كانت الأحزاب تقبع بقواها العسكرية الضئيلة في معسكرات بداخل الحدود الإرترية، ويتنازعون فيما بينهم، حزباً حزبا، على كَسْب ود سلطة أسمرا، كلّ دون الآخرين.. مُترفعين عن العمل العسكري تحت غطاء الجيش الشعبي، الذي له الغلبَة.
    التأفُف والاستنكاف، عن الجُندية تحت إمْرَة الدينكا والشلك والنوير، هوَ لا غيره، ما يُفسّر لنا هَدْر مثل تلك الفرصة العظيمة، وإمكانياتها الراجحة لهزيمة نظام الجبهة وتركيعه. وبالطبع، ذلك مقرونا بعدم الجديّة مِن قِبَل القوى اليمينية لإنفاذ مُقررات التجمع.
    وفترة الخمس سنوات الانتقالية، كانت هي المحك لاختبار قدرات الأحزاب، يمينها ويسارها، على مقارعة النظام والضغط عليه من أجل تنفيذ اتفاقياته ـ ذات الجنوب، وذات الشمال. فلا يُعقل أن تتنادى الزعامات وتطالب بتنفيذ بنود اتفاقيتها البايرة لأعوام خَلتْ، في غضون أشهر معدودات، وهي تحتاج إلى دهور مِن العمل المُضني لأجل أن تفكك أجهزة الدولة التي استولى عليها البشير وحزبه، ولإعادة صياغتها من جديد ـ ليصير الإعلام قومياً، والعسكر في الجيش والبوليس وخفر الحدود وطنيا، والعدلُ يمشي بين الناس على صراط الدستور القويم!
    فهل من "العدل" أن تهبّ هذه الأحزاب من غفوتها وغيلولتها، على قرع جرس الانتخابات، مستجيرة بجوبا، ولتتذكر شعبها المسكين ومُعاناته واتكاله عليها، لتسيّره أعزلاً في الشوارع والكباري المدجّجة بجند الرحمن.. وتتركه حائراً بين "المشاركة" وعدمها.. ومن بعد ذلك تلوم قيادة الحركة الحائرة بين محاسن الوحدة، وسوءات الانفصال..
    هل؟!

    ***

    إن التحالف الاستراتيجي بين القوى الديمقراطية، وتوحيد كلمتها في مواجهتها لقوى اليمين في المعارضة، هو الذي سيُجبر الأحزاب التقليدية كافّة على التنازل من بعض "حقوقها التاريخية" التي يزعمونها ويتشدّقون بها.. وللعمل على برنامج مُشترك، وأدوات تنفيذه ـ حدّه الأدنى هو الدولة المدنية التي تساوي بين الناس بدستورها الذي لا يفرّق بين دينٍ ودينْ وعرقٍ وعرقْ وغنىً وجوع.

    إنّ التحالف الاستراتيجي للقوى الديمقراطية، وبداخل جبهةٍ وطنية عريضة، ليس بالحرام أو المستحيل. فعلى قوى اليمين/المُعارض أن تختار بين مصيريْن:
    إما أن ترضى بالتوافق مع النظام والتخلي عن طموحاتها الحزبية فتخسر قواعدها الوطنية، وإما أن تقنع بنصيبها التاريخي في أن تعمل مع الآخرين من أجل وطن فيه المواطن متساوٍ في الحقوق والواجبات.

    والكلام الواضح أحسن منّو مافي:
    فلو انفصل الجنوب، فسيظلّ سنداً وعَضَدا داعماً للقوى الديمقراطية، وشعوب السودان المناضلة من أجل حقوقها وقضاياها العادلة والمشروعة..

    فَلْلا نَخَفْ!

    ***

    السودان القديم، والسودان الجديد

    تغيّر وجه السودان، مرّة وإلى الأبد. منذ أن أمسكتْ "فِرْية الإنقاذ" دفّة الحكم؛ فَبانتْ على سِحنَتهِ كلّ سوءات الأنظمة السابقة؛ إذ جرأت على فعل كل ما "عجزت" عنه الحكومات المدنية والعسكرية ـ فأدْلجَتْ مؤسسات الدولة الحيوية كافة وأخضعتها لسيطرتها.. فالاستقلال النسبي الذي كانت تتمتع به تلك المؤسسات، مثل القضاء والبوليس والخدمة المدنية، وبحسب شكل وأطر الحكم القائم، فقدته تماما منذ صبيحة الانقلاب. وأوصلت بسياساتها الراديكالية العنيفة كلّ شيء إلى مداه الأقصى:
    عَملتْ بلا هوادَة وقسوة على فصل كلّ مَن لا يتبعها أو مَن لا تثق فيه، نساءً ورجالا ، من مرافق الدولة وأسكنت الجميع بيوتهم وبيوتهنّ بلا مصدرٍ للرزق.. فأصبح السوداني والسودانية، بدَلَ أن كانوا يلعنون المالَ الذي غرّبَ أحبابهم وأعزاءهم في بلاد العرب الموسرين، يلجئون إلى أفقر دول الجوار، ويُهاجرون إلى بلاد "الواق واق" وأقاصي الدنيا طلباً للقمة العيش، ويُبّدلون دينهم ولغاتهم و"قميص الكفنْ"..
    وفتحَتْ "بيوت الأشباح" على مصراعيها وزجت فيها كلّ مَن لا يتبع، أو يعصي، سُنّة الترابي/البشير، واغتصبت الرجالَ والنساءَ، وعَذّبَ طالبُ العِلم أستاذه، والجارُ جارَه، والمُربّي تلميذه، وابنُ القبيلةِ شيخَه وبني جِلدَتهِ قبْلَ الآخرينْ
    وما كان يفعله السابقون في سدّة العرش، بالحيلةِ والمَكر والدهاء وبعض الحياءْ، جَهَرت به وأعلنت السودان دولةً للحضارة العربية وإسلامها.. وتطهير غَلَفةِ الذَكَر والأنثى، وعجمة اللسان!
    والأدهى والأنكى، أن صار أبناءُ القبائل وبناتها، يُوالون نَسْلَ ذريّتهم وجلدتهم، قبل خليفتهم ومَهَديهم.. ويفرّون من أحزابهم، يمينها ويسارها، وطوائفهم، ويتحلّقون حول أترابهمْ.. ويزعقون في زعاماتهم وكُبَرائهم بأن يَحْزموا أمرَهم، ويَلوكون صبرهم، وألا يتدافعون بالمناكب إلى كراسي الحُكمِ.. قبل يومهِ وأوانهِ.

    وتغيّر وجه السودان مذ خرجت الملايين، من جحور العاصمة المثلثة وبناياتها الشاهقة، وهُرِعوا وتَبادروا من الفيافي والأرياف، لملاقاة الشهيد/ قرنق والترحيب به.. يومها، لقفَ الرعبُ قلبَ الحزب المُعارض، قبل الحزب الحاكم..
    وبعدها، حين أخلى بغيابه حديقتهُ وشرفته، في القلوب والحناجر، فارتاحَ المُنافِسُ والمُتاجرُ والمُتخابثُ والمُداهن والمُغامر..
    بَيْدَ أنّ وصيّته لمْ تزل تعْلقُ في الأذهان والأفئدة، حيّةً وقّادة تحت الرماد.. توّاقة لمن ينفخ فيها، لتشتعل، فتخرج الجماهيرُ من جديدْ

    كلّ ما نعلمَهُ،
    أن وجه سوداننا القديم، قد غابَ واندثر.. وللأبدْ
                      

07-07-2010, 01:20 PM

عادل عبدالرحمن
<aعادل عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 08-31-2005
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: عادل عبدالرحمن)

    يا.. تبارك،
    خليك هنا،
    وأصلو أنا شغّال بنظريّة: (البيت محروس، وسِتّو تكوس)!


    أخي سناري،
    كنتُ قد وعدتكَ بالعودة إلى مداخلتك الأولى، وقبل أن ألملم شتات ذهني،
    ها أنت الذي يعود أوّلا..،
    فأرجو المعذرة..


    وبالطبع، نحنُ لسنا بمختلفان حول ضرورة العدالة الإجتماعية، وتوزيع الثروات الطبيعية بشكل مُنصف، بالنسبة لمواطني ـ الإقليم/أو/الدولة التي نسعى إليها.. والما عارفين، لى يوم الليلة، شكلها وطبيعتها حتكون كيف!

    كل ما هناك، أنني كنت أتحدّث عن إمكانيّة، ومَهام بناء دولة ـ في الأوَالْ،
    بدستور دائم (مُتفقٌ عليه) وبمؤسسات راسخة تفصل ما بين سلطاتها الثلاث: تشريعية، وتنفيذية، وقضائية.. لا تخضع لأهواء الأيدلوجيات الحزبية/ علمانيّة كانت، أم دينية.
    فعلى الأحزاب، في دولة مُتنوّعة/إثنيا وثقافيا ولغويا، أن تقوم وتبنى على أساسٍ سياسي، غير مُعْتقدي ـ يُفسّر لنا الكونَ، وبما فيه، وِفقَ دين أو فلسفة أو اعتقاد ما.. لا حدود له بين ما هو خاصّ وعام، بين ما هو دنيوي و أخرَوي أو رؤيوي، أو بين ما هو فردي وجماعي.
    وعليها أن تتقدّم ببرامجها السياسية، القابلة، أو المُستطيعة على انجازها وتحقيقها ضمن دورة/ دورات الحكم التي تنالها، في المجالات الإقتصادية، الإجتماعية، التعليمية.. إلخ.

    فهذا هو ما نحنُ بصدده الآن..،
    أن نتحاور فيما يمكن أن ننجزه سويّة، ما يُتيحُ لنا أن نتعايش معاً بتنوّعنا واختلاف سِحننا وثقافاتنا وأدياننا، ما يمكننا فعله على أرض الواقع ـ أحياءً، قبلَ المَماتْ
    بل، وأن نبقى على ظهر هذه الحياة دون إكراه، أو مِنّة من أحد!

    ودساتيرُ الدوّل الحديثة تُبنى على أساس الحقوق والواجبات العامّة ـ مثل السواسية أمام القانون دون تمييز، حُريّة العقيدة والتعبير عن الرأي، مجانيّة التعليم الأساسي (أو العالي، أيضا) الرعاية الصحيّة، التوزيع العادل للثروات الطبيعية.. وما شابه.
    أما كيفيّة تحقيق العدالة الإجتماعية/الإقتصادية، التعاون/المشاركة بين القطاع العام والخاص، أولويّة الصناعة أم الزراعة.. وكل تفاصيل التخطيط والبرامج التعليمية والتنمويّة، فهذه متروكة لسياسات وبرامج الأحزاب التي تتنافس للوصول إلى ما يُرضي الناس.
    أما إذا ما أردنا تضمين كلّ ذلك في الدستور، فسيكون مِن غير المُجدي تعدّدية الأحزاب والتنافس على كراسي البرلمان ـ فالحزب الواحد، أو الحاكم الأحد سيكون كفيلا بالتطبيق. وسنفتح بوّابة الشرعية لكل مَن يأخذ بزمام الحكم عُنوة بحجّة الأصلح، والأبطح والأنطح!

    إنّ التخطيط العلمي والتجريب في مجالات الإقتصاد والتنمية والبرامج العلمية والمهنية، أصبح لا حدود له. فالرأسمالية لمْ تعُد هي الرأسمالية الفجّة/الرعناء، في أوروبا، كما هي في الولايات المُتحدة الأمريكية.
    فمن غير المُنصف مساواة الرأسمالية/الأمريكية بالكندية أو الأوروبية. كما من غير المنصف، أيضا، وضع رأسمالية الحزب الجمهوري في نفس كفّة الميزان مع مثيلتها لدى الحزب الديمقراطي، في أمريكا.
    فعلى سبيل المثال، أن برنامج الرعاية الصحيّة الجديد ( طُرِح لأوّل مرّة منذ مائة عام) الذي صادق عليه الكونجرس ومجلس الشيوخ، والرقابة على البنوك والمؤسسات النقدية والمالية، ونظام الضرائب الذي أعفى محدودي الدخل وصغار رؤوس الأموال، وشراء الحكومة الفيدرالية لبعض أسهم البنوك والشركات المُتعسّرة.. وغير ذلك، مِن السياسات التي يُحاول بها “أوباما” اللحاق بركب “الرأسمالية الناعمة” في دول مثل كندا وغرب أوروبا ـ جعلت “الجمهوريين” يرفعون راية محاربة الشيوعية والإشتراكية التي “يؤمن” بها، ويُطبقها الرئيس/الأسود!
    إنّ “أوباما” لم يكن يحلم بالوصول إلى البيت الأبيض، لولا الوعي السياسي والإجتماعي المُتنامي وسط الأجيال الشابّة الأمريكية، التي لم تكن تكترث بأمور السياسة والحكم، أو بسياسة البيت الأبيض الخارجية، فصارت تقف ضدّ جنرالات الحرب، والتزمّت والعنجهية والتعالي على دول العالم الصغرى والكبرى.

    وإذا ما نظرنا، كمثال مقابل، إلى تجربة الصين و”النمور الآسيوية”، والمُناداة الأروبية ب”دولة الرفاهية” وانتصار الأحزاب الإشتراكية في الكثير من دولها، وتنظيرات “بيل كلينتون” وتابعه، الذي انحرف لسكّة بوش، “توني بلير” لإمكانيّة شقّ “الطريق الثالث” بين الإشتراكية والرأسمالية ـ لرأينا إلى أيّ مدىً يُمكن للدول الإمبريالية أن “تنحرف” وتتبدّل!

    لمْ أنحرف للخوض في تجارب الإشتراكية والإشتراكيين، ليس مِن باب إحباطاتها أو انجازاتها، بل لأضرب المثل بنقيضها الذي يسعى للتشبّه بها، في أهدافها ومراميها..

    وأيضاً،
    لأني ما أردتُ الخوضَ، أو الترويج لخطي السياسي/الحزبي، أو نهجي الإجتماعي/الإقتصادي والفكري..، بل كل ما سعيتُ، وأسعى إليه هو الحُلمُ، وإمكانيّة البحث عن وطنٍ، حُلوٍ وجميلٍ.. يسعُ الجميع.
                  

07-07-2010, 06:47 PM

تبارك شيخ الدين جبريل
<aتبارك شيخ الدين جبريل
تاريخ التسجيل: 12-04-2006
مجموع المشاركات: 13936

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتوى الحزب الشيوعي حول الاستفتاء.. الذي حيّر العلماء (Re: عادل عبدالرحمن)

    انا البطاقة البتدينى حق الدفاع عن العدالة الإجتماعية راحت منى ...
    قدّمت تانى (لإله العدالة الإجتماعية فى الأرض) ورفضوا لىّ ... قالو لى انت كوز ..

    تفك لى البوست دا ما بجوا اسياد الشى ظاطا بيقلعوهوا ... بعد داك اقول يا منو؟

    (بالجنبة كدا، انت فتوى دى بالسين؟)








    ... المهم ....
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de