يشارك السودان في المؤتمر العلمي الثالث للإعلام الذي ينظمه قسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس في الفترة من 23 وحتى 25 من مارس الحالي والذي يأتي بعنوان: الاتصال الجماهيري في البيئة الرقمية: بين ضرورات التربية الإعلامية ومتطلبات التعليم الإعلامي، بمشاركة نخبة كبيرة من المتخصصين والخبراء والباحثين في علوم الإعلام والاتصال من مختلف دول العالم، وسيقدم السودان تجربته في مجالي التربية الإعلامية والتعليم الإعلامي من خلال أوراق علمية مقدمة من عدد من المتخصصين السودانيين للمؤتمر. ويقدم الدكتور سيف الدين حسن العوض أستاذ الإعلام بكلية الإعلام بجامعة أم درمان الإسلامية والعميد الاسبق للكلية، والأستاذ الزائر حالياً بقسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس، ورقة عن التجربة السودانية في مجال تدريس علوم الإعلام والاتصال في السودان، متناولاُ من خلال أفادات بعض النخب الأكاديمية والإعلامية في السودان واقع وتحديات وآفاق مستقبل التعليم الإعلامي في السودان. ويأتي تنظيم المؤتمر العلمي الدولي الثالث للإعلام بجامعة السلطان قابوس استجابة للتحولات التي شهدها حقلا التربية الإعلامية والتعليم الإعلامي خلال السنوات الأخيرة خاصة التحول من التربية بوسائل الاعلام والاتصال إلى التربية على وسائل الإعلام والاتصال بعد أن أصبحت التربية على حسن الاستفادة من وسائل الإعلام التقليدية والجديدة تشكل محور اهتمام العديد من المؤسسات البحثية والإعلامية والتربوية والمنظمات المجتمعية الوطنية والإقليمية والدولية. ويهدف المؤتمر العلمي الدولي الثالث لقسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس إلى بلورة الرؤى الأكاديمية العديدة التي تتصل بفهم وتحليل الأثر العميق لوسائل الإعلام والاتصال في عصر الرقمية والشبكات المتعددة، بالإضافة إلى بحث قضايا ومستحدثات التعليم والتدريب الإعلامي، ومراجعة منظومة التأهيل الإعلامي بشقيها الأكاديمي والمهني من خلال أوراق العمل المقدمة من نخبة من العلماء والباحثين والخبراء في تخصصات التربية الإعلامية وعلوم الإعلام والاتصال من مختلف دول العالم. ويشارك في المؤتمر الذي سيعقد إفتراضياً لأول مرة عبر المنصات الإلكترونية بجانب السودان نخبة كبيرة من المتخصصين والخبراء والباحثين في الإعلام والتعليم والتربية من كافة الدول العربية والولايات المتحدة الامريكية وكندا واستراليا. ويتضمن المؤتمر مجموعة من المحاور التي تركز على الأطر النظرية والفلسفية في علاقة الإعلام بالتربية وإشكالات العلاقة بينهما، والتربية والتعليم الإعلامي في ظل البيئة الرقمية، والسياسات والاتجاهات العامة في التربية والتعليم الإعلامي عربيًّا وعالميًّا ومناهج التعليم والتدريب الإعلامي في العصر الرقمي عربيًّا ودوليًّا بالإضافة الى السيناريوهات المستقبلية للتربية الإعلامية والتعليم الإعلامي. مما يجدر ذكر أن جامعة السلطان قابوس تعد من أرقى المؤسسات الأكاديمية في المنطقة العربية وأرفع بيت خبرة في السلطنة، إذ تتولى هذه الجامعة العريقة منذ إنشائها إعداد القيادات المستقبلية لعمان في كافة المجالات، وتقديم الاستشارات العلمية والبحثية للمؤسسات الحكومية والخاصة، وفي رحابها تأسس قسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية في عام 1987م بهدف تكوين وتأهيل الكوادر العمانية التي تلتحق بالدراسات الإعلامية بمختلف فروعها؛ الصحافة والنشر الالكتروني، والعلاقات العامة والإعلان، والإذاعة والتلفزيون، ومنذ انشائه وحتى اليوم فقد رفد القسم المؤسسات الإعلامية في السلطنة بالصحفيين والإعلاميين ورجال العلاقات العامة والإعلان المؤهلين بالمعرفة العلمية التي تتوفر في المساقات العلمية التي تم إعدادها بعناية لتتناسب مع البيئة الوطنية، وكذلك المهارات التطبيقية التي يتم اكتسابها من العمل الميداني داخل الحرم الجامعي وخارج الجامعة. ونشير هنا إلى أن تعليم الإعلام والاتصال في دول العالم كافة والدول العربية خاصة وفي السودان على وجه الخصوص اعترضته منذ بداياته الأولى التحديات الجسام والجدل والحجاج المتصاعد بشأن مغزى وجدوى هذا النوع من التخصص، وعما إذا كان يترك للموهبة والهواية، أم تؤسس له الكليات العلمية لتحقيق الاحتراف المنشود. ورغماً عن هذا الحجاج الذي لاتزال أصداؤه – هنا وهناك – فإن هذا التخصص قد اكتسب أهمية متعاظمة ورسخت مضامينه على مر الأعوام. ويعتبر السودان من الدول العربية الرائدة في مجال تدريس الإعلام في المرحلة الجامعية، وتشير الاحصائيات إلى وجود أكثر من 22 كلية وقسماً لعلوم الإعلام والاتصال، بمختلف الجامعات السودانية، إلى جانب اكاديمية السودان لعلوم الاتصال والتدريب الإعلام، هذا بالاضافة إلى بعض مراكز التدريب المتخصصة في هذا المجال في العاصمة الخرطوم والولايات. وقد غرد التاريخ في السودان ليعلن للملأ إنشاء أول قسم لدراسة الصحافة والإعلام في جامعة أم درمان الإسلامية التليدة في عام 1965م، ومن ثم توالى بعد ربع قرن من ذلك التاريخ، انشاء أقسام وكليات الإعلام وعلوم الاتصال في الجامعات السودانية المختلفة. إلا إن ممارسة السودانيين للإعلام لاسيما المقروء منه أو المطبوع قد سبقت تأسيس علوم الإعلام والاتصال، كما هو الحال في كثير من بلدان العالم. ويعتبر (قسم الصحافة والإعلام) النواة الأولي لكلية الإعلام بجامعة أم درمان الإسلامية حالياً، هو أول قسم من نوعه في السودان وثالث قسم في البلاد العربية بعد قسم (الصحافة) بجامعة القاهرة وقسم (الصحافة) بجامعة بغداد، وإن كان للبروفسور علي محمد شمو أستاذ كرسي الإعلام بجامعة ام درمان الإسلامية، يرى أن أقسام الإعلام التي انشأت في كل مصر ثم بغداد أهتمت فقط بتدريس علوم الصحافة المقروءة ولكن القسم الذي انشئ في جامعة أم درمان الإسلامية، بفضل البروفسور كامل الباقر مؤسس الجامعة اطلق عليه مسمى قسم الصحافة والإعلام لكي يدرس فيه الطلاب كل فنون الإعلام بجانب فنون الصحافة، فتم تدريس كافة الدفعات منذ الوهلة مقررات في الراديو والتلفزيون والسينما والتصوير الفوتغرافي، بجانب مقررات الصحافة المطبوعة. ويؤكد ذلك الدكتور محمد عثمان السيد مختار أستاذ الإعلام في جامعة البحرين حالياً بقوله نقلاً عن محمد عائش (2016م): لقد أصبحت الجامعة الإسلامية بأم درمان ثالث مؤسسة للتعليم العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تقوم بإنشاء برنامج مماثل لوسائل الإعلام والصحافة، كما تأثر البرنامج السوداني بشدة بالنموذج المصري، لكن الأساتذة السودانيين الذين تخرجوا من جامعات أمريكية (وكان من أبرزهم البروفسيور علي محمد شمو) أضافوا مكونات إضافية للبرنامج بناء على النموذج المصري الأصلي، ولأول مرة في المنطقة العربية والافريقية، قاموا بتوسيع نطاق الدراسات في هذا النوع من البرامج لتشمل مقررات في علوم الاتصال الجماهيري الذي سيتم تدريسه بالتزامن مع مقررات علوم الصحافة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
اخبار سودانيزاونلاين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست