صدر حديثاً من مكتبة جزيرة الورد بالقاهرة، كتاب : (أزْمَة الإسلام السِّياسي وضرورَة بِنَاء الدَّولة العلمَانية) للكاتب/ عادل شالوكا، ويقع الكُتيب فى (100) صفحة من الحجم المتوِّسط. والكتاب عبارة عن سِلسِلة مقالات تم تجميعها لكي تعِمُ الفائِدَة على الجميع لإرتباط قضية فصل الدِّين عن الدَّولة بجذور وطبيعة الصِّراع في السُّودان، ويهدِف صدور الكِتاب في هذا التوقيت لتنوير الشَّعب السُّوداني - بعد إنجازِه واحدة من أعظم الثورات في العصر الحديث التي قامت من أجل إحداث التغيير الجذري - بقضية فصل الدِّين عن الدَّولة وضرورَة ذلك في مشروع إعادة بناء الدَّولة السُّودانية على أُسُس جديدة بعد سنوات طويلة من الإحتراب وعدم الإستقرار السِّياسي.
ويقول المؤلف : في المُجتمعات البطرياركيَّة والمُجتمعَات ما قَبل الرأسمَالية، أو التي لم تتَطوَّر بعد إلي مُجتمعات حديثة - ومنها مُجتمعاتِنا السُّودانية - يحتل الدِّين مكانة وأهمِّيَة كبيرة لدَى الناس، ولذلك كان الدِّين عُرضَة للإستغلال السياسي بإستمرار منذ خروج المُستعمِر، أضف إلى تعرُّضِه للإلتباس والتشْويش، الأمر الذي وقف حَجر عثَرة أمام مشاريع الإصلاح والتنوير.فعلَى مَر التَّاريخ واجّه السُّودانيون مُشكِلة "الإستغلال السياسي" للدِّين الإسلامي في الدولة عبر مشروعَات آيدويولوجية (الصَّحوة الإسلامية – المشروع الحَضاري – الدَّستور الإسلامي..... إلخ)، وقد أدَّى إستغلال الدّين في السياسَة - خاصةً في عهد الجبهة الإسلامية القومية - إلى فصل جنوب السُّودان 2011، ولا زال الأمر يُهدِّد بإنشطار وتقْسيم ما تبقَّى من البِلاد بعد تنَامي الدَّعوة التي يقودها بقايا نظام الجبهة الإسلامية وتيَّارات الهوَس الدِّيني لإعَادة إنتاج الدَّولة الدِّينية وقطع الطريق أمام ثورة ديسمبر المجِيدَة 2018.
ويُناقِش هذا الكتَاب الذي يقع في أربعة فصول : أسُس ومنابع الدَّولة الدِّينية (الثيوقراطِية) ومُرتكزاتِها الأساسيَّة، ومفهوم الدَّولة عند التيَّارات الإسلامية، بالإضافة إلى أزمة الدَّولة الدِّينية وإشْكَالاتِها - خاصةً في السُّودان - ويُقدِّم الكاتِب شرحَاً مُفصَّلاً لمفهوم العلمانية، ويستعرَض أفكار بعض القَادة الإسلاميين، وبعِض النماذج لدول تُعتبَر "إسلاميَّة" وكيف طبَّقت النظام العلماني وأثر ذلك في تطوُّرها. بالإضِافة إلى موقِف الحركة الشعبية لتحرير السُّودان من علاقَة الدِّين بالدَّولة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة