السلطة السودانية الحالية قامت بالانقلاب ودافعت عن نظامها بأكثر الوسائل الدموية في كل أنحاء السودان. الشعب السوداني في كل المناطق واجه ظلمها بهبات وانتفاضات متكررة بلغت حتى ثورة ديسمبر سبع انتفاضات كلها واجهت قمعاً دموياً جلب للسلطة السودانية 62 قرار مجلس أمن تحت الفصل السابع لا سيما القرار رقم 1593 الذي أدى لاستدعاء قيادة البلاد للمحكمة الجنائية الدولية. ثورة ديسمبر الشعبية وصلت قمتها في هدير 6 أبريل الذي تجمع في اعتصام جماهيري ليس له مثيل في تاريخ السودان ولا في الدول الأخرى، هذا الاعتصام وجد نوعاً من الاستضافة من القوات المسلحة إذ تعاملت بصفتها القومية المهنية، سلوك يحمد لها فهذا مكانها في وجدان الشعب السوداني. وما دفعني لهذا المؤتمر أن مسلحين ملثمين يقومون فجر كل يوم بغارة على المعتصمين ما أدى حتى الآن لاستشهاد نحو عشرين وجرح العشرات، والاعتداء على آخرين. أنبه إلى أننا طالبنا منذ تفجر الثورة بتحقيق دولي لكشف حقيقة هذا العدوان الآثم والإسراع بتكوين المكتب التابع لمجلس حقوق الإنسان في السودان كما تقرر دولياً لمراقبة هذه التعديات، وسوف نكرر مناشدتنا للمجتمع الدولي أن يضطلع بدوره في حماية المدنيين في السودان. الاعتصام أمام القيادة العامة من تجليات العبقرية الوطنية السودانية، وظهرت فيه آيات من الإنسانيات السودانية كالتسامح والانضباط مع كثرة العدد، والنفير الذي جعل كل هذا العدد يشد إليه دعماً من المواطنين من داخل السودان ومن السودانيين بلا حدود في الخارج، فأمكن تموين هذا العدد الكبير من حيث الغذاء والماء ذاتياً، ونظم أطباء السودان خدمات صحية متاحة للجميع. كما أن هذا الجمع الكبير خلا من أية تجاوزات أخلاقية بل ظهر إبداع فنى رائع. هذا المشهد استفتاء مليوني يؤكد حرص الشعب السوداني على تنحية هذا النظام وإقامة نظام جديد. هذا الاعتصام من تجليات العبقرية السودانية، وهو مثابر بل حقق إنجازاً أبكى المشاركين فيه فرحاً وأبكانا اعتزازاً بهم. وحتى إذا فرقهم الطغيان فسوف ينتشر الاعتصام داخل البلاد وخارجها تعبيراً عن إرادة التغيير التي عمت كل المجتمع وجعلت النظام محاصراً بأربع مليونيات: مليونية النازحين، ومليونية اللاجئين، ومليونية جفاف السيولة، ومليونية الاعتصام. خماسية التغيير والحرية بصدد هيكلة نفسها في تكوين جامع يشمل مشاركة لعشرات التكوينات التي انحازت لهدف النظام الجديد. هذا الموقف تدعمه 30 عاماً من إخفاق النظام، والمليونيات الأربعة تجعل توازن القوى الفكري والسياسي لصالح التغيير، ولا تجدي معه حركات الأكروبات السياسية التي يمارسها النظام، والخيارات أمامه ثلاثة: · الاستمرار في مواجهة خاسرة تسفك مزيداً من الدماء بلا طائل. · تسليم السلطة لقيادة عسكرية مختارة مؤهلة للتفاوض مع ممثلي الشعب لبناء النظام الجديد المؤهل لتحقيق السلام والديمقراطية. · قيام الرئيس نفسه بالتفاوض مع القوى الشعبية لإقامة نظام جديد قومي وغير إقصائي. إن أشقاء السودان في العالم العربي وأفريقيا يتطلعون للسودان لتجاوز أزماته والتعاون معهم في بناء الأمن والسلام والتنمية. كذلك الأسرة الدولية تتطلع لسودان السلام والديمقراطية وتجاوز العلل الدولية. إن الحل الأمثل هو الاستجابة لمطالب الشعب بتنحي النظام ورئيسه وتحقيق المطالب التي نادت بها قوى الحرية والتغيير.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
حزب الأمة القومى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست