|
|
 موقف نادي الجيش لمشاركة القوات المسلحة في المباراة الختامية
|
موقف نادي الجيش لمشاركة القوات المسلحة في المباراة الختامية
في جونيه عام 1992 افرنجي عادت الكتيبة ( 242) من سلاح مشاة الغربية إلى رئاسة الفرقة السادسة بمدينة نيلا كبرى مدن إقليم دارفور . وتعد وحدة مشاة الغربية اقوى الوحدات في قوات الشعب المسلحة السودانية . كانت الكتيبة عائدة من( اويل) حيث مقر عملياتها في إقليم بحر الغزال احد الاقليم الثلاثة الكبرى في جنوب البلاد التي تعيش حربا اهلية طاحنة . بعد سبعة أعوام قضاها الجنود بعيدين عن ذويهم وأهلهم في دارفور .
في ميدان بالقرب من محطة القطار في وسط حي السكة حديد بالمدينة الريفية (زهرة المدائن نيالا البحير) اصطف ( 48 ) فردا تحت خلف المساعد حمدان شابو ، صول الكتيبة. كان الافراد الثمنية والاربعون يمثلون البقية الباقية من أصل (400) هي تعداد الكتيبة الحربية في الجيش السوداني- اكلتهم الحروب خلال أعوامهم السبع العجاف.
كانت السيارات العسكرية فقيرة وسيئة تلك التي حملتهم عبر طريق موسمي وعر و شاق من أويل عبر واو عبر برام إلى مدينة نيلا، .
كان المصطفون الثمانية والأربعون يتملكهم أحاسيس متفاوتة بين الحزن والذهول والدهشة واليأس . كما يبدو عليهم فان الحرب هي اسؤ الاشياء في دنيا البشر . تجمع النساء والرجال، الأولاد حول السيارات ، بعضهم يبحث عن قريب له أبا أو أخا أو زوجا او ابن. بعدهم في حالة فضول . بيد إن الجنود بالكاد يكنوا جميعا قرويين. .
استعيدت الكتيبة المذكورة تكريما لها لجهودها في قتال المتمردين في الشطر الجنوبي - و الإنقاذ في قمة دجله السلطوي - لتحل كتيبة مشاة غربية مثلها أخرى بدلها بوعد من النظام الجديد أن لا يمكث الجنود بعدين عن ذويهم لمدة تطول عن العام الواحد فقط. .
الكتائب التي تلت 242 وهي تعد ابرز الكتائب التي حاربت في الشطر الجنوبي . كانت معظمها من القيادة العسكرية الغربية الاولى التي مقر رئاستها مدينة ام المدائن الفاشر ابو زكريا كالكتيبة 110، 243.والتي لم يبقى منها سوى اعداد بعد الاسصابع من الجند.
بجانب ووحدات مشاة اخرى في كل من الابيض والمجلد وكادقلي.
وعلى شاكلتهما من الكتائب حاملة الارقام بقيت جميعها تصارع الحرب ومجاهيل الطبيعة في جنوب البلاد منذ ذلك إلى اللحظة . لم يعد منها سوى القليل لقد تلاشت مع الطبيعة ، توزعوا بين قتلى واسري ومنضمين إلى الصف الآخر وتلاشت عظامهم في الغابات . جثث لم تلقى الدفن . وتكرم ببكاء قريب.
في مربو ، وياي ، وكايا ، توريت كرمك ، رمبيك ... وأسماء المدن الجميلة في الجزء الجنوبي من هذا الوطن . استضافتهم للحظات ثم يعبرون الطرق غير الممهدة وسط الغابات.
الإعلام الرسمي والمؤسسات الرسمية في الخرطوم لا تملك دموعا تبكي على أي جندي يموت أو ياسر ،من وحدات الهجانة -الابيض ) او (الغربية - الفاشر ) أو وحدة مشاة الجنوبية . كأن الجندي أجيرا فقط في هيئة عبد مرتزق في تعريف المؤسسا الرسمية بالدولة . ليس له حقوق ولعائلته مثلما انه ليس جزء من الدولة. وليس له أقرباء يهتمون لأمره في القرى من الأقاليم الأخرى ما سوى الجنوب. كأنما الجنود قطيع ماشية يحملون للذبح في محارق الحرب المستعرة .
أوضح ما يؤخذ عن تلك الحالة هي النتائج التالية :
1 - خلل عظيم في التربية الوطنية للمواطنين السودانين ، إذ يتوفر قدر من الفصل التام بين معاني حراسة الوطن والدفاع عنه والحياة من اجله ومفاهيم المواطنين عجز نظام الحكم بناءه في نفس المواطن .
2- خلل منهجي في تركيبة المؤسسة العسكرية السودانية ، الجند عسكر على نهج الانكلتار عبيدا وعابدين ومجتمع فئوي طبقي . والجيش يعكس فشل عظيم للأقلية في المؤسسة الجلابية الحاكمة في ترويض جيش وطني.
معلوم انه يختصر العمالة الهامشية الشريفة في السودان للمهمشين .وارتياد صفوف العسكرية – لا المديرين فيها- منوط بالمهمشين أيضا ، ويرتاد المهمشون وأبناءهم الجيش لحوجتهم إلى المادة و الحياة إذ انعدمت الأعمال الغنية فقط الا للجلابة الشماليين والمستطنون الحلب.
حتى من قصاصات وطنية لا تخرج من الفؤاد او بطريقة سوقية - حين تطرح نظرية الدفاع عن الوطن من أي هجوم خارجي او مؤامرة فان الموروث التاريخي مرسخ في التربية السودانية من ذلك الماضي الذي حفظ السودان الحديث في ملحمة (كرري) إلى( دورتي) بالغرب يجد صداه في نفوس الغرابة الدارفوريين والمحاربين الكردافة الى الشرق . وهضبة النوبة الجبلية.
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
moniem suliman
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست