منيرفا.....................طرادة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 04:02 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-03-2007, 06:07 PM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الوان من الحب.. وللحب الوان..... (Re: منى أحمد)



    الى ملاذ ابنتى والى ذلك الصديق
    حب وعرفان


    العم جوى


    ايييييييييييييييييييييها.. أنظر إلي تلك الفتاة الجميلة
    نظرت إلي مصدر الصوت.. رأيت مجموعة من الرجال العجائز السود يجلسون على كنبة قرب
    باب بيتنا.. ولرعبى ودهشتى وجدت أحدهم ينظر إلي ويشير بأصابعه السبابة
    تجاهى تلفت لانظر إلي هذه الجميلة لم أجد أحد خلفى.. نظرت إليهم بين مصدقة
    ومكذبة فال لى الرجل الذى يشير إلي جهتى: نعم أنت ياجميلة.. ونظرت إليه مشدوهة لقد أتيت من ثقافة مغايرة.. لا يمارس فيها هذا الغزل المكشوف.. وضحك أحد الجالسين وقال لى : لا تهتمى يا فتاتى بما يقوله جوى العجوز فهو مثل الكلب العجوز
    ينبح ولكن لا يعض.. وتعالت الضحكات التى لم أشاركهم فيها.. أدرت وجهى ومشيت
    … وأنا أفكر هل هذا يحدث لى أنا.. كنا قد أتينا من بلادنا البعيدة.. ننشد الحياة الكريمة
    وقادتنا الأقدار إلي هذا ألحي فى شرق مدينة فلادلفيا.. الفقر معلن هناك.. البيوت آيلة إلي السقوط.. الضجيج يعلو فى المكان..ترى الفقر والقهر فى كل شئ.. ارض الأحلام أمريكا..لقد باع زوجى كل ما نملك لنحضر إلي هنا ونبدأ حياتنا..
    وعند رجوعى طاردنى ذات الرجل بنفس عبارات الإعجاب.. وصارت هذه عادته
    عندما اخرج من بيتى فى الصباح نفس الصرخة يييييييييييييها وبذات العبارة..
    وعندما أعود يستقبلنى بذات الصرخة ويلتفت كل من فى الشارع ويضحكون
    أو يؤمن البعض على قوله.. يوما عدت وجدته جالسا وحده فتقدم فى الشارع ومد يده
    لى قائلا: أننا لم نتعرف بصورة رسمية.. اسمى جوى وأنت يا جميلة؟ قلت له :: اسمى فاطمة.. وجلس واشار لى أن اجلس فجلست. أخبرته أن ما يفعله يوميا يضايقنى
    وأنني أتيت من ثقافة مغايرة..ترى مثل هذا السلوك سلوك سئ ويحط بقائله
    ضحك جوى وهو يشرب من زجاجة تلازمه وقال : لى يا جميلتى
    أنا فقط أثنى عليك فى ثقافتنا يجب عندما ترى شيئا جميلا تؤمن عليه
    ..ومن ذلك اليوم كف جوى عن معاكستى وصرت اجلس قربه فى الشمس يحكى لى عن حياته.. وعن انه شارك فى الحرب الكورية .. سألنى يوما تخيلى كم عمرى؟
    نظرت إليه: وجدت وجها مستديرا به كثير من التجاعيد .. فقلت له: فى الستينات
    فقال لى: لا أبدا أنا فى الثمانينات من عمرى. فنظرت إليه مندهشة فقال لى : ألا تريدين أن تسأليننى عن سر قوتى وشبابى؟!.. قلت له: أها ما هو سرك؟!
    ضحك ضحكته الملجلجة وامتص السائل الذى فى الزجاجة وقال لى: إذا أخبرتك على أن أقتلك.. وقهقه ضاحكا وأردف قائلا بصورة خطابية
    الخمر الجيد واللحم الملئ بالدهون و النساء الجيدات.. هذا ما حافظ على شبابى
    كل هؤلاء الخبراء ذوى الكروش الضامرة الذين يأتون فى التلفاز ويتحدثون عن
    كيف تحافظ على شبابك.. هؤلاء كلهم فى قبورهم وجوى مازال يعيش
    قويا..يشرب الخمر الجيد ويدخن السيكار.. وضحك مرة أخرى ضحكته المجلجلة
    صار جوى صديقى الوحيد فى تلك المدينة..لان زوجى كان متغيبا طوال اليوم فى العمل..
    وعندما ظهرت اعراض الحمل على.. كان جوى يساعدنى فى حمل الأغراض ويتوقف عند الباب.. ولا أنسى عندما أتت سيارة الإسعاف لأخذى لأضع طفلي كيف أن جوى هرع أمامي
    ووقف وهو يودعني متمنيا لى حظا سعيدا وأكاد لا أكذب إذا قلت أنى رأيت دموع فى عيني جوى.. وهو يقول لى:: تعالى بالسلامة يا جميلتى..
    وعندما عدت إلي البيت احمل ابنتي هرع جوى ألينا عندما توقفت عربة الأجرة
    وعندما نزلت مسح يده فى سترته وصافحنى وصافح زوجى ونظر إلي ابنتى
    فرحا مسرورا وقال: طفل جميل و بصحة جيدة شكرا للرب.
    وبعدها بعدة أيام رن جرس الباب فتح زوجى الباب رأيت جوى يلبس
    ملابس الأحد ويحمل قبعته فى يده وفى اليد الأخرى باقة ورد وفى ساعده هدية
    أتى زوجى طلب منه الدخول.. نظر جوى بحياء إلي الأرض ورفض.. أعطى زوجى الهدايا ومضى فى سبيله.. بعد فترة صرت اخرج واجلس معه وطفلتى فى عربتها نائمة وكان. يثير ضجة عالية حول طفلتى يتحدث لها بصوت محبب مبشرا إنها يوما ستكون كسارة قلوب لجمالها وبحياء يقول إنها تشبهك كثيرا.. ومرة قال لى ان لها نجوم كأعين
    أتى الشتاء وصار الطريق مليئا بالجليد..ولم اعد اخرج ولم أرى جوى لفترة طويلة
    أتى الصيف وجوى لم يظهر سألت أحد أصدقائه قال لى : جوى ذهب إلي صانعه
    وبكيت ذلك اليوم وكأني لم أبكى من قبل .. أحسست بالضياع
    صديقى الوحيد قد مات.. وتحريت وتقصيت إلي أن عرفت قبره وحملت باقة ورود
    وذهبت الى المقبرة.. وجدت قبره ... جلست قرب الشاهد .. مكتوب عليه عاش سعيدا ومات سعيدا
    جونثان ب بترسون
    مايو 1902 ديسمبر 1987
    ووضعت الورود قرب الشاهد ..
    جلست قليلا وبكيت
    وقلت له وداعا العم جوى
    ومضيت فى طريقى وبقى جوى فى ذاكرتى دائما شيئا جميلا وسط ذكريات تعيسة
    وحقا هناك أطياف من الحب والالوان


    فيلادلفيا شتاء 1987



    الى اخوانى مونج ودينق و شول واختى ماجاورى الينانا وذلك الصديق
    محبة خالدة وعرفان



    لينو


    هناك عند حافة الغياب ما بين الغياب والحضور فى حد الذاكرة يقبع ذلك الفتى الجميل لينو
    قدم الى منزلنا مع والدى يوما يحمل حقيبة صغيرة .. وابتسامة واسعة وقلبا كبيرا
    اجلسه ابى فى الصالون
    فتجمعنا حوله انا واخوتى
    وكان ينظر ألينا بود وانا وأخوتي
    ننظر إليه بكل دهشة . تكلم معنا بلغة عربية مكسرة أضحكتنا أنا و أخي الأصغر
    حاولنا أن نخبئ ضحكاتنا بوضعنا أيدينا على فمينا… واخفاء وجهينا فى ثوب امى.
    وكان يتحدث باللغة الإنجليزية الى والدى
    وكان يخاطبه يابا. جلبت أمي الغداء لهذا القادم الغريب الذي حل بيننا وأحببناه
    لدماثة خلقه وغرابته.. فيما بعد شكل لنا لينو نقطة وعينا بالجنوبى هذا الآخر المجهول ..و بقى هذا الحب ملازما لي لاهل الجنوب.. ارتبط لينو فى ذاكرتى بحلوى الكراملة التى تكون فى شكل الجواهر إذ كان يحضرها لى ولأخي كلما زارنا وكنا ننتظر زيارته لنا بفارغ الصبر
    وعلى ما اذكر كان يحضر فى نهاية الأسبوع كان يقص علينا القصص عن قريته فى الجنوب وعن الحيوانات يشكل ويلون لنا خيالنا وكان يشدنى إليه تلك النبرة التى يعكسها صوته وتشى بالحب لأهله وأرضه وحنينه لعائلته كان يخبرنا عن الصيد و عن الرعي.. ويعلمنا الرقص.. كنا نسأله عن العلامات التى فى وجهه كان يخبرنا إنها علامة القبيلة كان يقول هذه النقاط مثل الخطوط التى على خد "يمه" (يعنى أمنا التى كانت مشلخة مطارق)وكنا لا نكف عن الأسئلة وهو يوضح لنا ويشرح لنا بكل رحابة صدر وصبر . وصار لينو شغلنا الشاغل كان موهوبا فى صنع وتشكيل الحيوانات من الطين فكان يصنع لنا الحيوانات فى مهارة فائقة..وكان يرسمها على الورق بذات المهارة . أمضى عامين ثم اختفى لينو من حياتنا كما أتى وحزنا حزنا عميقا على رجوعه الى الجنوب.. تراكضنا انا وأخى خلفه و نحن نناديه ونبكى ونتوسل له و نعده اننا سنكون اطفال جيدين ولن نغضبه ابدا اذا بقى, حتى وصل الى الشارع الرئيسى ليأخذ الحافلة وقفنا قربه, اخى يمسك يد وانا امسك باليد الاخرى نتوسل اليه الا يذهب .. اتت الحافلة انحنى بقامته الطويلة على الارض واحتضننا انا واخى فى حب عميق.. ومسح دموعنا التى كانت تسيل مدرارا.. ودلف الى الحافلة جلس قرب الشباك
    ونظر الينا بعيون مليئة بالدموع ولوح لنا, وقفنا انا واخى نبكى الى ان توارت الحافلة التي حملت لينو
    الى الابد. وقفلنا راجعين بقلوب مثقلة بألم الفرقة و ثقل أن تحب اناس يرحلون عنك الى الابد.

    كنا عندما نسأل أبي عنه وعن أهله كان يقول لنا انه ابن سلاطين,أهله طيبون و مؤخرا عندما كبرنا عرفنا الدور العظيم الذي لعبه والد لينو لينقذ حياة أبي و زملائه من مجزرة التمرد الاولى
    وكذلك علمنا أن لينو قد حضر ليدرس فى معهد السنتين ليصير معلما . وذهب لينو وترك لنا هذا الحب العميق للجنوب وأهله.
    بعدها سافرنا الى لبنان وهناك أحسست بوطء أن تكون اسود اللون فى بلد عربى
    و أحسست بعطف على من يحمل عبء لونه اينما حل لا تنظر الناس الا الى جلده
    ولا تتجاوز هذا الجلد لتنظر الى هذه الدواخل الجميلة المشرقة بالحب والجمال

    قام بتحريرها احد الاصدقاء له الشكر كله



    الى أخوتى عادل وحسين وهشام ملاسى
    رفاق الدرب الاخضر.. لكل خطوة مشيناها معا
    ولكل المشاكسات القديمة
    حب وعرفان

    ولكل من شجعنى فى كتابة الوان الحب
    من رفاق البورد
    اقدم لكم جميعا
    هذه السيدة العظيمة لها الرحمة والغفران



    الحرم



    عندما ذهب ابى الى لبنان للدراسة مبتعثا رحلنا نحن الى منزل جدى فى الداخلة فى عطبرة
    فى منزل جدى كان لدينا ثلاثة جدات.. جدتى لأبى و وأخواتها… كان بيت جدى
    مزدحما دائما وهناك ضجيج دائم ومعاكسات.. ولكن احسب ان تلك الفترة هى اجمل
    الفترات فى حياتى كلها.. فى طرف الحى قرب سوق الداخلة تسكن جدتى الحرم
    كنا انا واخى نقضى غالبية وقتنا معها.. فهى امرأة بارعة الجمال على صغرنا كنا نعرف أنها
    فى غاية الجمال وكنا نكثر من النظر الى وجهها المليح.. و كانت كذلك الجدة الوحيدة التى لا تغضب منا وتجيد حكى الاحاجى و الغلوطيات ولقد شكلت لى انا واخى عوالمنا وخيالنا بقصصها التى لا تنتهى.و لا نملها… كانت تحكى وعندما تفرغ من قصتها اذا كانت جميلة وأعجبتنا نطالب بأعادتها والويل لها من أخى ذى الذاكرة القوية اذا غيرت حدث او حذفت جزء فيقاطعها بلجاجة تثير غضبى كثييرا قائلا: جدتى انك فى المرة الاولى قلتى كذا وكذا والان لم تذكرى ذلك وينفلت سير التسلسل ونفقد الامتاع .... وأثور عليه لاسكاته وتغضب هى اذ كيف للبنت ان ترفع صوتها على الولد..
    فهى كانت تكرس لعظمة الذكر مثلها مثل جيلها فكنت اضيع الوقت فى محاولة ان اثبت لها
    انه لا فرق بينى وبين اخى اذا لم اكن خيرا منه.. فكانت تغالطنى وتحاججنى فى هذا الامر
    الى ان فكرت ذات صباح ان اغير اسمى الى حسن حتى اكون مقدرة.. وبالفعل ادخلت الاسرة كلها فى تعاسة عندما صرت لا استجيب الى اسمى الاصلى ابدا فكل من يريد منى شيئا عليه بمناداتى بحسن..وبعناد شديد اصررت على الاسم الجديد.. حتى الحرم صارت تنادينى به اذا رغبت فى ان اقضى لها امرا..كما قلت فهى لا تحب ان تغضبنا.. وكانت امى الملتاعة تطلب منها عدم الاستجابة الى هذه الرغبات الغريبة وتتهمها بأننا صرنا مدللين..وخارجين عن سلطتها
    كانت جدتى الحرم تحب سعاية الحيوانات المنزلية فلها كثير من الدجاج و الاغنام كنا نقضى وقتنا فى اللعب مع السخلان ومساعدتها فى العناية بهذه الحيوانات .. واذا انتصف النهار ذهبنا الى شجرة الليمون واعملنا العيدان فى طينها بحثا عن الصارقيل استعدادا لرحلة صيد اسماك موعودة من عمى لم تقم ابدا ولم تخرج من دائرة الوعود.
    جدتى الحرم لم تنجب اطفال ابدا فى حياتها.. ولكنها كانت ذات قلب كبير مترع بالحب لنا رغم ضجتنا وجلبتنا.. ولانى كنت ابقى فى المستشفى دائما فكانت هى التى تتعهدنى بالرعاية فى المستشفى… لان امى تعنى باخوتى الصغار ولا تستطيع ان تبقى معى فى المستشفى
    اذكر فى مرة انني كنت مريضة جدا قبل العيد وقضينا ذلك العيد فى االمستشفى
    ايقظتنى جدتى الحرم والبستنى فستان العيد ولم تكن تعرف جدل الشعر على الطريقة الحديثة
    فمشطت لى شعرى مما اثار ضحك وسخرية اخوتى على.. وبكيت بكاءا شديدا.. فجلست
    طوا ل اليوم تفك جدائلى دون كلل او ملل فكانت هذه عادتها, تحاول إرضائنا بكل الطرق
    على عكس من أمى التى كانت تأمرنا فننفذ ولا وقت لها لارضائنا ولذلك كنا شبه مقيمين معها
    خاصة عندما نفعل شيئا فى البيت الكبير يوجب العقاب فتفرض علينا حماية لا يمكن اختراقها

    مرت الايام ونحنا نتقلب فى حبها ورعايتها … سافرنا لنلحق بابى .. سمعنا بخبر موت جدى ود العقيد زوجها.. وبيكينا انا واخى فقد كان عاملا فى السكة حديد وكان رجلا مرحا سهل الجانب رحمة الله عليه.. عندما عدنا وجدناها قد رحلت الى مورة وصرنا نذهب فى العطلات الصيفية, تبكى عندما نحضر وتبكى عندما نسافر ... نقضي الليل معها وهى تحكى لنا الاحاجى الى ان ننام ..
    بعدها كبرنا وصرنا لا نذهب الى مورة كثيرا فصارت تأتى من حين لاخر الى عطبرة لتقضى معنا بعض الوقت.. ثم تعود وكبرنا نحنا وشرقنا غربنا.. ولم اراها لسنوات طويلة .. ذهب اخى ليزورها راعه انها لم تتعرف عليه ولم تتذكره..فبكى اخى الرقيق حزنا عليها .. وبعدها ذهب عمى واحضرها الى الداخلة حيث ماتت بعدها بشهور قليلة رحمها الله رحمة واسعة .. لقد كانت امرأة مستقلة لاتحب ان تعتمد على احد..

    ( قام احد الاخوة بتحرير هذه القطعة فله الشكر والتقدير)




    الى محاسن وسعاد و وابتسام فسيفساء حياتى

    الى
    وليد طه و ابو الريش وصدى ومهيرة ودومة
    ضيوفى الدائمين
    وكل من شجعنى على كتابة هذه
    الالوان من اصدقاء البورد
    والى اول عريس لى
    ايمن محمد طه عبدالعزيزالصغير ابن الرابعة
    سبب موت رنجو
    لكم جميعا
    الحب والمعزة والتقدير






    هل تؤمن بالحب من اول نظرة..


    لاول مرة وقع بصرى انا وأخى على رنجو عندما كنا نتسكع فى شوارع معهد التربية شندى دون جدوى.. فراينا كلبة معها جروان يتبعانها ودون ان نشعر تبعناهم.. حتى دخلت تلك الكلبة عن طريق مجرى المطر فى بيت من بيوت احد العمال..دونما تردد طرقنا الباب اتى صاحب المنزل سالناه: يا عم هل يمكن ان تعطينا ذلك الجرو البنى.. تعرف الرجل على والدنا الذى كان معلما فى المعهد
    وقال نعم ولكن نأتى بعد شهر لانه صغير الان.. لم نخبر احد فى البيت وكان سرنا الباتع… كل يوم فى العصر نذهب لزيارة الجرو الذى اسميناه رنجو..
    ونعود عند الغروب فرحين سعداء.. انقضى الشهر وقررنا الا نستاذن
    من ابى وامى فقط نضعهم امام الامر الواقع تيمنا بما يفعله اخينا الاكبر الذى لديه ست قطط دون ان يأخذ اذن من أحد.. فى اليوم الموعود خرجنا انا وأخى
    فى العصر كالعادة.. بعد معركة حامية الوطيس مع اخى الحليف قررنا ان هذا الكلب هو كلبى انا.. وسكت اخى على مضض وساعدنى فى جلبه الى البيت
    وقفنا خارج الباب .. نتسمع وببطئ هربناه الى الداخل ووضعناه فى القراش
    جلبنا له ماء وطعام.. وعند وقت النوم بدأنا فى النوم اذا برنجو يبدا فى اخراج اصوات..لم نتحسب لذلك ابدا ابى سأل ما هذا سكتنا انا واخى.. ذهب ابى الى القراش وجد الجرو.. سال لمن هذا الجرو ؟سكت اخى وحمد الله انه لم يكن له
    فبدأت انا فى البكاء.. فنظر الى ابى وقال: اذن هذا الجرو لك يمكن ان تحتفظى به ولكن لا اريده داخل البيت.. لكم احببت ابى ذلك اليوم ووعدته بذلك وصار لى كلب.. معترفا يه فى منزلنا وبدأت الغيرة تدب فى قلب اخى .. فقال لى انه فى الغد سيأتى بالجرو الآخر وقالت اختى الصغيرة انها ايضا تريد كلبا.. فكان على ان أقنعهم بالا يفعلا ذلك لان ابى الذى يؤمن بالعدل سيقول لا
    .. وقد يطلب منى ارجاع الجرو
    فقررت النزوع للاشتراكية ومشاعية الملكية وقلت لهم سيكون كلبنا
    كلنا,و وتهللت اساريرهم فرحا.. فكانت العقبة الوحيدة حتى نطمئن ان يبقى هذا الكلب فى البيت هى اختى الكبرى التى كانت فى الداخلية وكانت متسلطة
    جدا.. ودائما فى حالة معارك مع اخى الاكبر فى قططه وكم من مرة اقنعت الوالد
    ان ترمى قطط اخى..يوم الخميس اتى وكان علينا عمل خطة.. فقالت اختى الصغيرة بصوتها الالثغ لماذا لا نقل لها اننا احضرناه لها.. عندما وقفت حافلة المدرسة تراكضنا لاستقبالها.. وبنفس واحد اخبرناها اننا جلبنا لها كلبا
    فنظرت الينا بدهشة شديدة.. وعندما وصلت البيت اخذناها الى القراش
    مباشرة فنظرت اليه وبأعجاب شديد قالت: حلاتو سميتوهو شنو؟!
    وكانت هذه هى العبارة السحرية فرحنا فرحا شديد وجازيناها بعدم عمل اى مشكلة.. فى البيت او رمى اى اوساخ.. وسمعتها تقول لآمى: الكلب دا عمل فائدة عظيمة بجلوسهم الدائم فى القراش سيكون البيت مرتب ونظيف..
    هكذا اسعد رنجو الجميع.. بدأنا فى تعليمه القفز فى طوق الهيلاهوب
    وكثير ن الحركات كان يتبعنا الى المدرسة يوميا
    رحلنا الى مدرسة شندى الثانوية.. مشينا كل المسافة من المعهد الى المدرسة نحمل شوال به القطط ويتبعنا رنجو.. بقينا فى المدرسة عاما آخرا ثم نقل والدى الى الدويم.. وبكينا بكاءا مرا فى وداع رنجو.. بقين اخواتى فى المدرسة فقالت اختى ان رنجو عندما يراهن فى المدرسة ياتى اليهن فرحا كل مرة يبكين لانن يتذكروننا به.. بعدها بعام نقل والدى الى مكتب التعلبم فى الدامر..
    ذهبت اختى الى شندى اخذت اخى معها … ذهب اخى فى البحث عن رنجو فوجده وتعرف عليه رنجو.. فقرر اخى ان يحضره الى الدامر وذهب الى (عطشقى )القطار واقنعه بانه كلب طيب وهادئ وافق الرجل وضع رنجو فى عربة الفرملة
    وفرح كل البيت حتى امى به فرحا شديدا.. بقى معنا حوالى السنة ثم أختفى
    فى ظروف غامضة.. خرجنا انا واخوتى وبحثنا عنه فى كل المدينة خاصة اخى الاصغر الذى كان يرافقنى فى البحث عنه ويقترح الاماكن التى قد يكون فيها
    ولم نراه مرة اخى وقيل ان بائع اللبن اخذه..
    مرت السنوات قبل عامين وجدت ابن جيراننا من الدامر فى سودان نت وكنا نتبادل
    الايميلات نتذكر فيها طفولتنا الى ان اتت سيرة رنجو
    وعرفت منه سر اختفاء رنجو .. اذ ان اخيه الصغير اتى الى زيارتنا وهجم رنجو عليه واحسبه كان يريد اللعب معه لانه كان كلبا طيبا
    فخاف الطفل.. وتم قتله بواسطة اخى الاكبر واخوه الاكبر وتم دفن الكلب بواسطة صاحب الايميلات ومعه ذات الاخ الذى كان يبحث معى فى كل المدينة ويقدم المقتراحات.. وبذلك تقسم دمه على كل هؤلاء..
    شكرا رنجو على كل السعادة التى منحتنى اياها..


    ولمن قتلك الرماد
    الوان من الحب وللحب الوان
                  

العنوان الكاتب Date
منيرفا.....................طرادة bayan04-03-07, 08:21 AM
  Re: منيرفا.....................طرادة تماضر الخنساء حمزه04-03-07, 08:30 AM
  Re: منيرفا.....................طرادة bayan04-03-07, 08:51 AM
    Re: منيرفا.....................طرادة bayan04-03-07, 08:58 AM
      ســــــــ عند خط الافق ـــــــــــــابي bayan04-03-07, 09:10 AM
        Re: ســــــــ عند خط الافق ـــــــــــــابي bayan04-03-07, 09:20 AM
          هذا يحدث فى الخمس الاول من القرن الواحد وعشرين...(1) bayan04-03-07, 09:24 AM
            Re: هذا يحدث فى الخمس الاول من القرن الواحد وعشرين...(1) bayan04-03-07, 09:26 AM
              Re: هذا يحدث فى الخمس الاول من القرن الواحد وعشرين...(1) bayan04-03-07, 09:28 AM
                Re: هذا يحدث فى الخمس الاول من القرن الواحد وعشرين...(1) bayan04-03-07, 09:29 AM
                  Re: هذا يحدث فى الخمس الاول من القرن الواحد وعشرين...(1) bayan04-03-07, 09:30 AM
                    فردوس ضائع.. او حب افلاطوني.. bayan04-03-07, 09:36 AM
                      وتبقى إنت الظالم .. القاسى .. النـِّسى bayan04-03-07, 09:46 AM
                        Re: وتبقى إنت الظالم .. القاسى .. النـِّسى bayan04-03-07, 09:47 AM
                          Re: وتبقى إنت الظالم .. القاسى .. النـِّسى bayan04-03-07, 09:48 AM
                            Re: وتبقى إنت الظالم .. القاسى .. النـِّسى bayan04-03-07, 09:49 AM
                              Re: وتبقى إنت الظالم .. القاسى .. النـِّسى bayan04-03-07, 09:50 AM
                                Re: وتبقى إنت الظالم .. القاسى .. النـِّسى bayan04-03-07, 09:51 AM
                                  Re: وتبقى إنت الظالم .. القاسى .. النـِّسى bayan04-03-07, 09:52 AM
                                    Re: وتبقى إنت الظالم .. القاسى .. النـِّسى bayan04-03-07, 09:52 AM
                                      Re: وتبقى إنت الظالم .. القاسى .. النـِّسى bayan04-03-07, 09:53 AM
                                        Re: وتبقى إنت الظالم .. القاسى .. النـِّسى bayan04-03-07, 09:55 AM
                                          Re: وتبقى إنت الظالم .. القاسى .. النـِّسى bayan04-03-07, 09:56 AM
  Re: منيرفا.....................طرادة abubakr04-03-07, 11:11 AM
  منيرفا.....................طرادة Ahmed Daoud04-03-07, 11:32 AM
    Re: منيرفا.....................طرادة منى أحمد04-03-07, 05:01 PM
      الوان من الحب.. وللحب الوان..... bayan04-03-07, 06:07 PM
        Re: الوان من الحب.. وللحب الوان..... bayan04-03-07, 06:10 PM
          دثروني ..........زملوني bayan04-03-07, 06:16 PM
            Re: دثروني ..........زملوني bayan04-03-07, 06:18 PM
              Re: دثروني ..........زملوني bayan04-03-07, 06:22 PM
                Re: دثروني ..........زملوني bayan04-04-07, 05:03 AM
                  Re: دثروني ..........زملوني حبيب نورة04-04-07, 06:23 PM
  Re: منيرفا.....................طرادة abubakr04-05-07, 03:58 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de