كنا قد قلنا إن اتحاد الكتاب السودانيين يسيطر عليه الشيوعيون ويسخرونه لتحقيق أجندة الحزب الشيوعي تماما كما يتعاملون مع حليفتهم الاستراتيجية الحركة الشعبية لتحرير السودان وكانت فاتحة نشاط الاتحاد في عهده الجديد تنظيم ورشة ادبية (سياسية حول الهوية الوطنية للسودان واشهد بأن اختيار المواضيع ينم عن عبقرية تنظيمية هائلة ذلك ان الحزب نجح في حشد أجندته من خلال الورشة لتقديم الحركة الشعبية او قل تقديم الجانب الفكري والثقافي للحركة واعطاءه دفعا جماهيرياً وإعلامياً ولذلك كان من بين ما شهدته الورشة ورقة حول مشروع السودان الجديد الذي تتبناه الحركة الشعبية قدمها الشيوعي الاكاديمي الواثق كمير وأخرى قدمها محمد المكي ابراهيم عما يسمى بمدرسة الغابة والصحراء والتي تمثل رؤية ادبية وفكرية للمشروع الثقافي للحركة الشعبية المعادي للعروبة لدرجة انها ترفض ان تصف أي شعر عربي لشاعر سوداني بانه عربي وكذلك تم تقديم اوراق اخرى من قبل بعض الشيوعيين وقد كتبنا عن ذلك من قبل. كذلك فقد ادهشني بحق ذلك الاهتمام الكبير الذي استقبل به الحزب الشيوعي ذكرى محمود محمد طه ولكن ما يدعو الى الاستغراب ان الاحتفال بذكرى الرجل نظمته الحركة الشعبية او بالاحرى اولاد قرنق من شيوعيي الحركة الشعبية وتحدث فيها الشيوعي الجلابي ياسر عرمان واتيم قرنق والشيوعي القديم ونصير الحركة الشعبية الاكبر بين الصحافيين الحاج وراق الذي لا يتورع في ان يصف قرنق بالشهيد والذي اتخذ من تمثال الحرية الامريكي المنصوب على مدخل مدينة نيويورك شعاراً لكتاب جمع فيه مقالاته بالرغم من علمه ان امريكا هي التي تسوم المسلمين في كل مكان الخسف ولعل قوانتنامو وابوغريب وسامي الحاج يكفون للتدليل علي مدى إنسانية امريكا التي يفتتن بها بعض المارينز في بلادنا! اعود لاهتمام الحزب الشيوعي وحليفته الحركة الشعبية بمحمود محمد طه واحياء ذكراه السنوية بالرغم من اننا لم نر الحزب الشيوعي في يوم من الأيام يحتفل بذكرى الرسول صلى الله عليه وسلم او يذكره بخير .. كيف يذكره بخير وهو الذي لا يزال يحتفل بذكرى لينين ويصر على الاستمساك بالنظرية الماركسية التي تشن الحرب على الدين وتعتبره افيوناً مخدراً للشعوب ضد الثورة بالرغم من ان ماركس نفسه لو عرف الطاقة التحريرية الهائلة للإسلام او شهد الثورة التي يشنها المجاهدون والاستشهاديون في العراق وافغانستان ضد الاحتلال الامريكي (لبلع كلامه! انهم يحتفلون بمحمود محمد طه الذي يسقط عن نفسه الصلاة والصوم والحج باعتبار انه قد (وصل الى درجة من القرب من الله لم يبلغها غيره من البشر بمن فيهم الرسول الخاتم (ص الذي كان يصلي الفريضة والنافلة حتى تتورم قدماه. الحزب الشيوعي والحركة الشعبية والمارينز يحتفلون بمحمود محمد طه الذي تتسق رؤاه حول الدين مع رؤية السودان الجديد العلمانية والتي تنادي بالقضاء علي الهوية العربية الاسلامية واخراج السودان من محيطه العربي الاسلامي. لعل أكثر ما يدهشني ان يتجرأ اتحاد الكتاب الذي يسيطر عليه الحزب الشيوعي في دورته الجديدة ويحتفل بذكرى محمود محمد طه في مكتبة عبدالكريم ميرغني التي ينشط الحزب الشيوعي مع بعض المنظمات الاجنبية الغربية في تسيير نشاطها الثقافي ولعل مصدر دهشتي ان اتحاد الكتاب استخدم بعض الأسماء غير الشيوعية مثل بروفيسور يوسف فضل ودكتور عبدالله حمدنا الله في لجنته التنفيذية واعجب ان يرضى غير الشيوعيين ان تستخدم اسماؤهم في تمرير الأجندة الشيوعية المعادية لهوية هذه البلاد وانتمائها الحضاري! أنصح قيادة الحزب الشيوعي خاصة ممن بلغوا من العمر عتيا وباتوا قاب قوسين أو ادنى من يوم الحساب بما نصحتهم به قبل أشهر ألا وهو ان يكون أهم بنود مؤتمرهم القادم الذي لا ادري متى ينعقد وقد مضى على آخر مؤتمر لهم 40 سنة رغم دعاوى التحول الديمقراطي، أقول ان يكون أهم بنوده التصالح مع الدين ذلك ان السبب الرئيسي الذي حال بين الشيوعيين وقلوب الجماهير المسلمة في السودان وفي غيره تلك العلاقة المتوترة بين الشيوعية والاسلام والتى جعلت صحيفة الأيام تدبج المقالات قبل أيام عن لينين بصورته الدميمة وهي التي لم تكتب سطراً واحداً في ذكرى مولد الرسول الخاتم (ص أو هجرته العظيمة التي غيرت مسار التاريخ البشري! الطيب مصطفى _______________
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة