ناس الزقازيق ... أجدع ناس (6)

Quote: حلم ليلة القدر هل لها من اشارة او دلالة ؟ كنا ليلتها- فى الحلم - ومعى صلاح الامين طال بى الزمن واستطال واوغل من لقائه لم يكن صديقى حينها فى الزقازيق ولم يكن يشاركنى الاحلام والامال والدخان كنت وصلاح نحضر مؤتمرا ما عالميا عن الهويات والنزاع جمع السحنات والالوان فى قاعة باردة الحضور تفرست الجالسين وتعرفت على وجوه من بلدى تبادلت معهم الابتسام بوقار وروية وواددت صلاح الامين باكثر من الوداد القديم لم تكن برودة القاعة تناسب الموضوع فى حدته وحرارة انحائه المتشعبة لم يرق لنا نحن ابناء الوطن الواحد وكنا اربعة لم يرق لنا النقاش ولا طاب لنا الجو البارد خرجنا للفضاء المشمس وتحدثنا بل لم نتحدث وانما قمنا بتمثيل دراما الهويات فى السودان لبسنا القرون والسكسك والالوان وتوشحنا العمم والشلات وتشلخنا وارى الان شلوخك يا صلاح لا اذكرها نويرية كانت ام شايقية ولكنا تمادينا فى التعبير بالدراما عن الوطن الذى كان واحدا وفجأة نأى عنا واحد من الاربعة واخذ ينوح مع امرأة صغيرة منهوكة القوى مفجوعة واخذ هو والمرأة يرتلون صلوات الطاعة والولاء بل يسجدون لشجرة زيتون صغيرة نابتة فى اصل الوادى كانت فى عمق واد جاف لا تحيط بها الشجيرات استغربت وجودها فى بلادى لانها لاتشبه القطن ولا تميس كما تميس الحنطة السمراء وذكرت لى أنت عنها انها اصبحت تنبت على حواف ترع الجزيرة كانت النبتة صغيرة وحولها ما يشبه الاجاص وحينما انحدرنا لها من اعلى التل القريب ابتعدت المرأة ولحقها الرجل نائحا علمنا ان مفتاح سقيا النبتة قد ضاع هكذا حدثونا او فهمنا بلا حديث وكانه شئ قد يحدث للنبتات النامية وبحثنا سويا عن المفتاح وجدناه مفتاحا حقيقيا صغيرا بل وجدته انت يا صلاح كان مختبئا فى شق الاجاص فتحنا قفل السقيا للنبتة كان فى اصل ساقها الناحل بقدر المفتاح الاخضر فاورقت وازدهرت اطرافها وصحنا على المرأة المفجوعة والرجل الباكى فقدموا يزفون والبشرى تتبعهم وبعدها ذهبنا سويا فى فجاج الارض كنت تحدثنى عن الشعر والغناء كنت تتحدث عن شاعر اسمه ايميل خليل لا اعرفه الان ولكن حينما تحدثنا عنه شاركتك بعض الحديث ورددت معك ابيات من شعره انحدرنا فى طريق مرمل قاسى يشبه نفود نجد وصمانها حوله طرق معبدة سريعة وبصعوبة جاوزنا الاسفلت الواحد تلو الاخر وبعونه وذهبنا فى ازقة موحشة حتى استقبلنا احد المعارف وصرنا نذكره بأنا قد مررنا من هنا قد جئنا هذه الديار الغريبة جئناها قبل عدة سنوات ولكنا انكرناها الان كانت مرملة قاحلة كصحراء نجد مشمسة رعودها مظلمة بروقها برغم الطرق والاسفلت والاسمنت وبقسوة يا صلاح وبفجيعة اكتشفت ان هذه البلاد الغريبة هى موطنى وقريتى وبلدى فى السودان فلم يعنى البكاء ولم تتحمل طاقتى الفجيعة فاستيقظت هذا ما حدث ليلة القدر ليله 27 رمضان اليوم وقد كتبته كما وردنى فى الحلم دون بتر او اختصار تو صحوى من الحلم ومن النوم غير انى لم استطع ان انقل الكثير من الصور والاحداث بذات الوضوح وبما فيها من احساس وقد مر على دهر لا احلم وان حدث لا اتذكر التفاصيل ولكن دفعنى لان اسجل فى دفتر الرؤيا هذا الاصحاح الموحى لوضوحه وحدة دلالته ولقائى فيه بصديق قديم لم افرح ولا تضايقت ولكنى احببت ان اشرككم كثافة الرؤية ووخذ التوقع ومهارب الاحلام ان كانت ستريح مطيع الحورى من غرب كنار الجزيرة الرئيسى