|
|
 الطيب مصطفى والـجرح النرجسى(تحليل نفسى)
|
النرجسية(NARCISSISTIC)تعرف بانها إضراب فى الشخصية وهى مرض عصابى.والإنسان المصاب بالنرجسية(المنرجس)تجده يعانى بإستمرار من تضخم فى الأنا ,ولايقف عند ذلك الحد .بل يتجاوز ذلك ليطهد الأنوات الأخرى.وهو فى لوثته تلك يفترض أن حاجاته وقناعاته وأفكاره وطرائق عيشه من اللبس حتى طريقة قضاء الحاجة,يعتبرها حالة مركزية يجب أن تعمم ولاخيار غير ذلك.
وهو بهذا لايسمح للأخر بأن يشكل قيمه وتصوراته بمعزل عما يرى هو(المنرجس نقصد).والإنسان المصاب بالنجرسية تجده بإستمرار يفترض ان كل البشر وبلا إستثناء يحتاجونه وهو بالضرورة فى غنى عنهم ولايحتاجهم.
وبعيدا عن نظريات علم النفس وقريبا جدا من أرض الواقع نجد أن مشهدنا (الإجتماسياسوى)يعج بنماذج متعددة من المثقفين والمفكريين والساسة من الذين تلتبسهم هذه الحالة المرضية.ولكن يظل المهندس الطيب مصطفى صاحب جريدة الإنتباهة والناشط فى منبر كيان الشمال,هو النموذج الأكثر زخم والمعبر الحقيقى عن هذه الحالة عيانا.والراصد لكتابات الطيب مصطفى لن يجتهد ليكتشف حجم النرجيسة التى يعانى منها والتى حفرت بعيدا فى تركيبته النفسية,وجعلته يتخبط فى كتاباته وأطروحاته.نرجسية أقام عليها كامل البناء المعمارى لأطروحته الإنفصالية التى ترى فى الأخر(الدينى /العرقى/الثقافى/الفكرى)متاريس تعوق تقدم الدولة السودانية وقاطرات تشده إلى الوراء وتحول دون رفاهيته وأمنه وسلامه.وهو يعلم يقينا ان لاشئ يحول دون تقدم السودان سوى الإستعلاء المرضى وهذاءات الخطابات الشيفونية والعنصرية البغيضة.
المهندس الطيب مصطفى أقولها بدون مواربة مصاب بجرح نرجسى أصابه بعد أن راى أبناء جنوب السودان
وهم يستعيدون حقوقهم المسلوبة وثرواتهم المنهوبة.ولان النرجسية قد تمكنت منه وسيطرت على مفاصله,كان لابد أن بأخذ لوحده موقف إطلاقى متطرف من إتفاقية السلام فى نيفاشا,والتى أعادة هيكلة الثروة والسلطة ومنحت لأول مرة حكومة لجنوب السودان وبسلطات حقيقة,وأصبح بموجبها الدكتور جون قرنق ومن بعده سلفاكير فى القصر الجمهورى وفى طاقم الرئاسة حيث صنع القرار والفعل السياسى.ولان الطيب مصطفى كغيره من المصابين بالنرجسية العرقية لايستلطفون هكذا إختراق فى بنية أبقارهم المقدسه(الثروة والسلطة)كان لابد من أن يضخ خطاب عنصرى محتواه ومضمونه أن إنفصال الجنوب عن الشمال هو الحل,وهو فى موقفه ذلك إنما يستدعى الوعى المانوى المسيطر عليه.حيث إما أن يرضى أبناء جنوب السودان بالعيش وفق النسق القديم أو فالانفصال هو الحل.هكذا هم أصحاب الفكر الثنائى الدغمائى المانوى هذا أو ذاك.
قلنا إنه جراء هيكلة الثروة والسلطة كان لابد أن يضخ الطيب مصطفى خطاب عنصرى محتواه ومضمونه ان الإنفصال هو الحل.فى موقف مدفوع بلوثة نرجسية لاتستوعب رؤية أبناء جنوب السودان(الأخر العرقى)وهم يتوهطون ويجلسون على سدت السلطة,لان ذلك ووفق مناهجه التحليلة يمثل عنده ذروة الإذلال العرقى. وذلك لا لشئ سوى أن وعيه الجمعى منمط ومبرمج على رؤية أبناء جنوب السودان وهم يخدمون فى المنازل وينظفون الطرق والشوارع ويمسحون الأحذية.ولان جرحه النرجسى لايستوعب أن يشاهد أمثال (جون قرنق/سلفاكير) وهم من صناع القرار والفعل السياسى فى دولة هو يحل بين جنباتها ويعيش فيها لان هذا يمثل عنده منتهى الإذلال الفكرى,حيث أن مخازن الوعى عنده تفترض أن الأخر الفكرى هو محض زدنيق وعلمانى متفسخ بالضرورة.
لكل هذا كان مستنتج سلفا أن يدشن الطيب مصطفى وبعض من جوقته خطاب شيفونى عنصرى يقوم على فرضية أن الجنوبيين كائنات ماقبل تأريخية يستعصى العيش والتعايش معها فى فضاء دولة واحدة إلا وفق مشروطيات برغماتية حدها الأدنى الموافقة على الإستوطان فى أسفل الترتبية الإجتماعية والسياسية.
ولأن الطيب مصطفى مصاب برهاب قد يصل لحد الفوبيا ,فوبيا التعايش مع الأخر(الدينى/العرقى/الثقافى/الفكرى)القائم على فرضية أبناء الشمال النيلى هم شعب الله المختار المنوط بهم إخراج السودانيين من الظلمات إلى النور.كان لابد من أن يدثر هذه الفوبيا بغطاء فكرى وسياسى مفاده وجوهره أن مايفرق بين الشمال والجنوب أكبر مما يجمعهم,ليصل لخلاصة أن الإنفصال هو الحل السحرى.ومع انه يعلم تمام العلم أن أطروحته تقوم على قاعدة أوهن من خيط العنكبوت,لكنه رغم ذلك لاينفك من الإصرار عليها مفترضا أو هو بالأحرى متوهما أن الإنفصال سيحقق حلم ان لايرى صورة أبناء جنوب السودان وهم يسيرون بخطى ثابتة من الاحسن إلى الأحسن,ويحققون النجاح تلو الأخر.وهو أيضا يراهن على الإنفصال بغية تحقيق حلم عدم التعايش مع الأخر العرقى إلا إذا إستكان هذا الاخر أن يكون مواطن من الدرجة الثانية فى الحقوق والواجبات.
وغير النرجسية العرقية المسيطرة عليه هو أيضا مصاب بنرجسية دينية يرى من خلالها أن الدين الإسلامى,دين(هى لله هى لله لا للسلطة ولا للجاه)قلنا يرى فى الدين الإسلامى وبحسب منظوره الظلامى حالة مركزية يجب أن تسيطر على الدولة السودانية,ويرى فى الأديان الأخرى محض نبت شيطانى يستدعى الإجتثاث,ويرى فى الأن نفسه أن التنوع الدينى فى السودان مدعاة للضجر والخجل.وهو شعور فى كل الأحوال لايمكن أن يسيطر على على الأسوياء من البشر.وكنتاج لتحليله القاصر حيال التنوع الدينى فى السودان والذى يستجلب له الضجر كما أسلفنا,نجد أن الطيب مصطفى ومن لف لفه لايتحرجون فى الدفع بفلذات أكبادهم إلى أتون الحرب فى الجنوب بعد دغدغة مشاعرهم الدينية وخداعهم بمقولات أن الدين الأسلامى فى خطر بفعل تمدد الكفرة والصليبين,ودغدغة وعيهم الجنسى بالحور العين.وكل ذلك لتحقيق النقاء الدينى المفترض ولإرضاء النرجسية الدينية التى لاترى فى الأديان الأخرى سوى سوح جرباء وبراحات للكفرة والعلمانيين.لان الدين عنده هو الإسلام ولكن أى إسلام ياترى...؟الإسلام بحسب تأويلاته وتفسيراته البراغماتية التى تبيح قتل الابرياء وإغتصاب النساء وحرق الاطفال وتدمير القرى.الإسلام الذى يبيح الرشوة والمحسوبية والتمكين والتعذيب والقتل بالعرق واللون والدين,هذا هو إسلامهم المسنود بجراحهم النرجسية.
(عدل بواسطة خالد خليل محمد بحر on 05-23-2007, 06:20 PM)
|
|
 
|
|
|
|
خالد خليل محمد بحر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست