اليوم الخميس 15 أبريل 2010: عيد ميـلاد الأستاذ كـمال الـجزولـي الثالث والستـين.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 09:19 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-15-2010, 04:34 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم الخميس 15 أبريل 2010: عيد ميـلاد الأستاذ كـمال الـجزولـي الثالث والستـين. (Re: بكري الصايغ)

    الأخ الـحـبيـب الـحـبـوب،
    خضر حسين خليل،
    تـحياتي ومودتي،
    وألف شكر علي زيارتك والأحتفال معنا بعيد ميلاد ( الحاج ) كمال الجزولي.

    ***- تعرف ياأخ فيصل، رغم انو كمال مش من ( اندينا)..ولامن حلفا..ولا من (دبيـرة دبيـرة ولاالريفيـرا).. ولكنه قلبآ وقالبآ وبالروح والدم من (اندينا)..وهاك الدليل:


    كَجْبَارْ: إِرْكُونِي جَنَّةْ لِنَا!
    ------------------------
    (سيناريو وثائقي إلى روح حسين شريف)

    كمال الجزولي
    [email protected]
    --------------------------

    "مِن أجلِكُمْ ،
    يا إخوَتِي ،
    طِرنا على المَدَى ..
    مِن أجلِكُمْ ، هَلْ تَسمَعونَ ذلكَ الصَّدَى"؟!

    (جيلي عبد الرحمن).

    13 يونيو2007م:
    ----------------
    ***- الولاية الشماليَّة. أرض (المحس). قرى (سبو) و(جدي) و(فريق). قبالة الشلال الثالث (شلالات كجبار) ، حيث تعتزم إدارة (وحدة السدود) إنشاء سدٍّ لا يهمها من أمره سوى أنه سينتج من 750 إلى 1000 ميغاواط من الطاقة الكهربائيَّة!
    ............................
    ............................
    ***- صباح اليوم خرج الأهالي ، على بكرة أبيهم ، من 26 مشيخة مرشحة للتأثر ، سلباً ، بقيام السَّدِّ ، في مظاهرة سلميَّة دعت إليها اللجنة الشعبيَّة العليا لمناهضته ، مسنودين ، أو هكذا (توهَّموا!) ، بالمواد/27/3 ، 39 ، 40 من الدستور الانتقالي لسنة 2005م ، لا لإسقاط الحكومة في الخرطوم ، ولا حتى في الولاية ، بل لمجرَّد الاعتراض على إصرار إدارة الوحدة على الاستمرار في إنزال آليَّاتها لتجريف أراضيهم الزراعيَّة ، وبالأخص السواقي (2 ، 3 ، 4) ، إستئنافاً للعمل في مشروع يرون أن من شأنه (إغراق) منطقتهم ، و(تهجيرهم) للمرَّة الخامسة! لذا فهو مرفوض بالمرَّة ، ولا سبيل ، البتة ، للمساومة فيه ولو بقبول مجرَّد الاستمرار في الدراسات والمسوحات التي يقول البعض إنها لن تضرَّ أحداً! وقد كانت توقفت عملياً ، بسبب هذه المعارضة ذاتها ، مرَّات عديدة ، ربما كانت أولاها في العام 1999م ، وربما لم تكن أخراها قبل أقلِّ من شهرين ، حين تعهَّد ، في 24/4/2007م ، كلٌّ من عصام الدين ميرغني ، معتمد (وادي حلفا) ، وأحمد محمد صادق الكاروري ، ممثل الوحدة ، أمام جماهير المنطقة ، بإيقاف العمل ، نهائيَّاً ، دراسة وتنفيذاً ، وبسحب جميع الآليات والمعدات فوراً!

    ***- المظاهرة تطوف بلدة (جدي) وتتجه صوب بلدة (سبو). مجرَّد مسيرة سلميَّة ترفع لافتات وتردِّد شعارات. والزوارق ، في عرض النهر ، تنقل السَّاعين للحاق بها من الضفة الأخرى. لكن ، ما أن دخل الجمع في المنطقة الضيِّقة المحصورة بين النهر والتل ، على بعد أكثر من خمسة كيلومترات من موقع آليات إدارة السَّد ، حتى هبَّت قوَّات الشرطة من مكمنها فوق المرتفع ، تحاصر المحصورين ، أصلاً ، في المضيق!

    ***- في البدء طقطقت القنابل المسيلة للدموع. فقعت رائحة الغاز الزنخة تدهم مراكز الاحساس المستوفزة في الأمخاخ. زوبع الدخان الحرَّاق يلهب الوجوه ، يكتسح العيون ، يسحقها ، وينشع في الرئات. ثمَّ فجأة .. لعلع الرصاص! إندفعت الجموع تتلاطم ، عمياء ، في المضيق. بعضها يتخبط في الصخر ، وبعضها ينقذف ، بغريزة حبِّ البقاء ، في النهر! لسعت النار الأحشاء. نشب البارود في الجماجم. سال الدَّم الساخن من الآذان والأنوف وأطراف الأفواه الفاغرة. تداعت الأجساد المثقوبة ، راعشة ، تنزف على الندى. وحلقت الأبصار الواجفة ، منتشية ، تعانق الحقول والمصاطب ، الجروف والدهاليز ، السنط والاهرامات ، المدافن والمنضرات ، الحيشان والزونيا ، الكافور والدواوين ، الرُّمان والعنب ، سبائط النخيل وأصُص الفسائل ، بتِلات الورد الملوَّنة ، وسِبلات الياسمين الخضراء ، وعلى الشفاه أجمعها ترفرف أهزوجة ليت السلطة ما أصمَّت آذانها عنها:

    ـ "لأجلكم ، لأجل ألا يعود يتراءى شبح الهجرات ، ولا يغرق شبر آخر من أرض النوب ، حتى لو وعدونا بالجنة ، حتى لو أغدقوا علينا من خزائن قارون ، فما سنفقده ، وما سنحرم منه أحفادنا إلى الأبد .. لا يُقدَّر بثمن"!
    ............................
    ............................
    ***- فارق الحياة ، في التو ، عبد المعز محمد عبد الرحيم (طالب ـ 25 عاماً) ، ومحمد فقير محمد سيد احمد (20 عاماً) ، وشيخ الدين حاج احمد (30 عاماً) ، وصادق سالم (40 عاماً). معظم إصابات القتلى في الرأس مباشرة. بعض إصابات الجرحى ، ما بين 9 ـ 20 ، وصفها تقرير الطبيب محمد يوسف بـ (الخطيرة) ، وفيهم الشيخ عبد الملك علي داؤد ، مؤذن مسجد كجبار الكبير. آخرون باتوا في عداد المفقودين.

    ***- تدفق الأهالي صوب مستشفى (فريق). إحتشدوا أمام البوَّابة. تعلقوا بالأسوار. تزاحموا في العنابر. تراكضوا في الباحات والممرَّات. الاجساد تنضح عرقاً. الهواء الزئبقيُّ مشبَّع بالفورملين الفاقع. أجساد الأحبَّاء مُسَجُّاة على نقالات غارقة في الدم. بياض الاغطية والشاش والقطن الطبيِّ استحال إلى احمرار! لا توجد مشرحة ، فأين ، إذن ، وكيف تحفظ الجثث؟! لا وقت للسؤال. لا وقت للتفكير. هُرع عشرات الشبان ، من فورهم ، إلى (كرمة) ، على بعد حوالي 200 كيلو من (سبو) ، يحضرون الثلج يغمُرون فيه الجثامين ، بينما ألسنة اللهب الهائلة تندلع في هامات النخيل الشامخة ، بفعل إطلاق النار الكثيف ، و .. لا غرو ، فإن للموت قداسة مخصوصة في الثقافة النوبيَّة!

    ***- كلُّ ذلك ولم يحضر ، بعدُ ، أو حتى يتصل أيُّ مسئول ، لا من الخرطوم ولا حتى من الولاية!

    ***- تمَّ نقل المصابين إلى مستشفى (دنقلا) ، بعد أن حرَّر الطبيب محمد يوسف شهادات الوفاة لأغراض الدفن ، وأرانيك (8) لأغراض البلاغات ، و ..

    ـ " الجثث للأسف ما بنقدر نسلما إلا بإذن من قاضي محليَّة (دلقو) .. وده ما بيحصل إلا بعد ما تكتمل الاجراءات"!

    ***- لكن ، مرَّت الساعات ثقيلة دون أن تكتمل (الاجراءات) .. لم يتسنَّ أخذ إفادة مسئولي الحكومة وإدارة السَّد!
    ............................
    ............................

    06-20-2007, 09:36 PM
    ------------------------
    ***- الأهالي الذين رفضوا دفن شهدائهم ، ما لم يصلهم وفد اتحاديٌّ وولائيٌّ ، يأخذون على الحكومة أنها تعمَّدت خداعهم! فها هي ، بعد أن أبدت تراجعاً عن المضي في تنفيذ المشروع ، بإزاء معارضتهم الصارمة له ، تعود تستأنف الحفر ، تارة بذريعة إنشاء (فندق عالميٍّ!) في الموقع ، وتارة بذريعة أن وحدة السدود لم تتلق (إفادة رسميَّة!) من حكومة الولاية الشماليَّة بأن الأهالي يرفضون إقامة السدِّ في منطقتهم ، أو كما قال ممثلها أحمد صادق الكاروري! فلكأن هذه الوحدة لم يكفها كلُّ ما ظلَّ هؤلاء الأهالي يبدون من مناهضة ، أمام ناظريها ، على مدى أكثر من عشر سنوات ، أو كأنها تريد من أحد ما أن يعيد لها (اكتشاف العجلة)!

    ***- ساعة الحقيقة كان طبيعيَّاً أن تثور الثائرة ، وأن ينفجر الغضب! مع ذلك ، لم تزد ردَّة الفعل عن مسيرات سلميَّة ، وعرائض احتجاج سلمتها لجنة الأهالي الشعبيَّة ، قبل مظاهرة اليوم ، إلى رئيس الجمهوريَّة ، والبرلمان ، والقوى السياسيَّة كافة ، سواء المشاركة في الحكومة أو المُعارضة لها ، فضلاً عن منظمات المجتمع المدني. وقد سبق لحسن دفع الله ، الاداريِّ الذي عمل في مناطق النوبيين لست سنوات ، ثمَّ أشرف على تهجيرهم إلى (خشم القربة) أوائل السِّتينات ، أن سجَّل في يوميَّاته ، التي صدرت ، لاحقاً ، في كتاب بعنوان (هجرة النوبيين) ، بعض الملاحظات حول شغف النوبيين ، عموماً ، بالمقاضاة ، ومخاطبة المسئولين ، وكتابة العرائض والشكاوي ، بل واستقطاب المساندة في ذلك من أبنائهم بالخارج الذين يسارعون إلى إرسال برقيات مطوَّلة لا حصر لها! ويردُّ دفع الله ذلك إلى طبيعتهم المسالمة وعدم ميلهم إلى العنف و(المقالعة) وأخذ الحقوق بالأيدي!

    ***- كلتا حكومة الولاية التي تحاول التنصُّل ، الآن ، عن مسئوليَّتها ، ووحدة السدود التي تحاول إلقاء اللائمة على حكومة الولاية ، كانتا تعاونتا ، يداً بيد ، في استدعاء الوجود الشرطيِّ والأمنيِّ الكثيف بالمنطقة ، وتعزيزه ، إثر تزايد المسيرات المندِّدة بوجود الآليَّات وبتجاهل مطالب الأهالي. بالنتيجة ، أفضى ذلك الشحن والتأجيج إلى مسارعة الشرطة ، خلال مسيرة سلميَّة سابقة جرت في مايو الماضي أيضاً ، إلى مجابهة الأهالي بالرصاص ، مِمَّا أسفر عن سقوط 4 جرحى ، فضلاً عن مفاقمة الوضع ، ليبيت ، برمته ، على كفِّ عفريت!

    ***- كان ذلك وحده كافياً لدقِّ جرس الإنذار لكلِّ مَن ألقى السمع وهو شهيد ، لولا أن في الآذان وقرٌ مُزمِن ، ولولا أن المسئولين زادوا عليه أن سَدُّوا هذه بطينة وتلك بعجينة ، فكان لا بُدَّ من وقوع الصِّدام المأساويِّ غير المتكافئ ، في نهاية المطاف ، وما نجم عنه من قتل فادح ، وإصابات بليغة ، وحاجز نفسيٍّ كثيف بين الأهالي والسلطة .. الله وحده يعلم متى ينزاح!

    ***- غير أن للشرطة روايتها بالمقابل. قالت إنها لم تطلق الرصاص إلا في (الهواء!) ، وإلا (دفاعاً!) عن النفس ، وإلا في مواجهة بعض المتظاهرين الذين بدأوا بـ (استفزازها!) و(سبِّها!) ، وللحيلولة دون وصولهم إلى موقع (الآليَّات!) وتخريبها!

    ***- لكنَّ جملة من الأسئلة ما تنفكُّ تتناسل ، بإلحاف ، من بين ثنيَّات بيان الشرطة نفسه: كيف يمكن لإطلاق الرصاص في (الهواء!) ، بمعرفة شرطيين محترفين ، أن يفضي إلى (قتل!) الناس على الأرض؟! و .. ألم يكن ثمَّة سبيل ، يا ترى ، للحيلولة دون وصول بضع مئات من المدنيين العُزَّل إلى أيِّ مكان إلا .. بـ (قتلهم)؟! وهَبْ ، جدلاً ، أنهم استهدفوا (سلامة الآليَّات!) ، فما تكون هذه الآليَّات يا أخي .. وما قيمتها لتساوي (أرواح) البشر؟! وأيُّ قياس فاسد هذا الذي يتكافأ فيه (الرصاص!) ، بحُجَّة (الدفاع!) عن النفس ، مع (الكلمات) حتى لو استخدمت بغرض (الاستفزاز!) أو (السَّب!)؟! ثمَّ .. أكلما (استفزَّ) الناس الشرطة ، أو حتى (سبُّوها) ، ضربتهم بالرصاص؟!

    من 14 إلى 17 يونيو2007م:
    ------------------------
    ***- حشود غير مسبوقة ، تجاوزت الخمسة آلاف مواطن ، خرجت ، صباح اليوم التالي ، يكاد يعصف بها الحزن والغضب ، من كلِّ فجٍّ عميق في (كجبار) و(مشكيلة) و(فريق) و(نوري) والقرى المجاورة ، لتشيِّع شهداءها الأربعة إلى مقبرتين بوسط البلد ، في غياب كامل للمسئولين في كلِّ المستويات الاتحاديَّة والولائيَّة!

    ***- وفي الواقع لا شئ ، البتة ، حتى الآن ، من قِبَل السلطة ، في فضاء الحدث الفاجع ، سوى بضعة تصريحات وإجراءات قد لا يصعب كثيراً الاتفاق على تقدير فحواها ومغزاها!

    ***- فرئيس اللجنة التي شكلها وزير العدل الاتحادي للتحقيق في الحادث صرَّح بأنهم سيجرون "تحريات أوليَّة" لتحديد "ما إن كانت هناك جريمة أم لا"!

    ***- والحزب الاتحادي (جناح الأمانة العامة) ، المشارك في الحكومة ، شكل لجنة برئاسة مساعد أمينه العام ".. لمتابعة ما يدور في منطقة كجبار"!

    ***- وحكومة الولاية التي لم تمتلك ، ابتداءً ، من الحساسيَّة ما يجعلها تستشعر اقتراب الأوضاع من الخطوط الحمراء ، لتتخذ من التدابير ما يكفل ، على الأقل ، حقن الدماء ، عَمَدَت إلى التلكؤ حتى وقعت الكارثة ، لتنقلب تصدر ، الآن ، بياناً تتهمُّ فيه (أيادٍ آثمة!) ، لم تسمِّها ، بإثارة (الفتنة!) لأغراض سياسيَّة (رخيصة!) ، ولتلغو ، فوق ذلك ، بعبارات مغرقة في الضبابيَّة والالتباس ، عن "عدم تهاونها في ملاحقة ومحاسبة (المتلاعبين!) بـ (مصالح المواطنين!) و(أمنهم!) .. وأن دماء الضحايا لن تذهب هدراً .. الخ" ، مؤكدة ، في الوقت ذاته ، وهنا مربط الفرس ، "عزمها الاستمرار في إكمال الدراسات والمسوحات المتعلقة بالمشروع"!

    06-20-2007
    -----------------------
    ***- الأهالي الذين رفضوا دفن شهدائهم ، ما لم يصلهم وفد اتحاديٌّ وولائيٌّ ، يأخذون على الحكومة أنها تعمَّدت خداعهم! فها هي ، بعد أن أبدت تراجعاً عن المضي في تنفيذ المشروع ، بإزاء معارضتهم الصارمة له ، تعود تستأنف الحفر ، تارة بذريعة إنشاء (فندق عالميٍّ!) في الموقع ، وتارة بذريعة أن وحدة السدود لم تتلق (إفادة رسميَّة!) من حكومة الولاية الشماليَّة بأن الأهالي يرفضون إقامة السدِّ في منطقتهم ، أو كما قال ممثلها أحمد صادق الكاروري! فلكأن هذه الوحدة لم يكفها كلُّ ما ظلَّ هؤلاء الأهالي يبدون من مناهضة ، أمام ناظريها ، على مدى أكثر من عشر سنوات ، أو كأنها تريد من أحد ما أن يعيد لها (اكتشاف العجلة)!

    ***- ساعة الحقيقة كان طبيعيَّاً أن تثور الثائرة ، وأن ينفجر الغضب! مع ذلك ، لم تزد ردَّة الفعل عن مسيرات سلميَّة ، وعرائض احتجاج سلمتها لجنة الأهالي الشعبيَّة ، قبل مظاهرة اليوم ، إلى رئيس الجمهوريَّة ، والبرلمان ، والقوى السياسيَّة كافة ، سواء المشاركة في الحكومة أو المُعارضة لها ، فضلاً عن منظمات المجتمع المدني. وقد سبق لحسن دفع الله ، الاداريِّ الذي عمل في مناطق النوبيين لست سنوات ، ثمَّ أشرف على تهجيرهم إلى (خشم القربة) أوائل السِّتينات ، أن سجَّل في يوميَّاته ، التي صدرت ، لاحقاً ، في كتاب بعنوان (هجرة النوبيين) ، بعض الملاحظات حول شغف النوبيين ، عموماً ، بالمقاضاة ، ومخاطبة المسئولين ، وكتابة العرائض والشكاوي ، بل واستقطاب المساندة في ذلك من أبنائهم بالخارج الذين يسارعون إلى إرسال برقيات مطوَّلة لا حصر لها! ويردُّ دفع الله ذلك إلى طبيعتهم المسالمة وعدم ميلهم إلى العنف و(المقالعة) وأخذ الحقوق بالأيدي!

    ***- كلتا حكومة الولاية التي تحاول التنصُّل ، الآن ، عن مسئوليَّتها ، ووحدة السدود التي تحاول إلقاء اللائمة على حكومة الولاية ، كانتا تعاونتا ، يداً بيد ، في استدعاء الوجود الشرطيِّ والأمنيِّ الكثيف بالمنطقة ، وتعزيزه ، إثر تزايد المسيرات المندِّدة بوجود الآليَّات وبتجاهل مطالب الأهالي. بالنتيجة ، أفضى ذلك الشحن والتأجيج إلى مسارعة الشرطة ، خلال مسيرة سلميَّة سابقة جرت في مايو الماضي أيضاً ، إلى مجابهة الأهالي بالرصاص ، مِمَّا أسفر عن سقوط 4 جرحى ، فضلاً عن مفاقمة الوضع ، ليبيت ، برمته ، على كفِّ عفريت!

    ***- كان ذلك وحده كافياً لدقِّ جرس الإنذار لكلِّ مَن ألقى السمع وهو شهيد ، لولا أن في الآذان وقرٌ مُزمِن ، ولولا أن المسئولين زادوا عليه أن سَدُّوا هذه بطينة وتلك بعجينة ، فكان لا بُدَّ من وقوع الصِّدام المأساويِّ غير المتكافئ ، في نهاية المطاف ، وما نجم عنه من قتل فادح ، وإصابات بليغة ، وحاجز نفسيٍّ كثيف بين الأهالي والسلطة .. الله وحده يعلم متى ينزاح!

    ***- غير أن للشرطة روايتها بالمقابل. قالت إنها لم تطلق الرصاص إلا في (الهواء!) ، وإلا (دفاعاً!) عن النفس ، وإلا في مواجهة بعض المتظاهرين الذين بدأوا بـ (استفزازها!) و(سبِّها!) ، وللحيلولة دون وصولهم إلى موقع (الآليَّات!) وتخريبها!

    ***- لكنَّ جملة من الأسئلة ما تنفكُّ تتناسل ، بإلحاف ، من بين ثنيَّات بيان الشرطة نفسه: كيف يمكن لإطلاق الرصاص في (الهواء!) ، بمعرفة شرطيين محترفين ، أن يفضي إلى (قتل!) الناس على الأرض؟! و .. ألم يكن ثمَّة سبيل ، يا ترى ، للحيلولة دون وصول بضع مئات من المدنيين العُزَّل إلى أيِّ مكان إلا .. بـ (قتلهم)؟! وهَبْ ، جدلاً ، أنهم استهدفوا (سلامة الآليَّات!) ، فما تكون هذه الآليَّات يا أخي .. وما قيمتها لتساوي (أرواح) البشر؟! وأيُّ قياس فاسد هذا الذي يتكافأ فيه (الرصاص!) ، بحُجَّة (الدفاع!) عن النفس ، مع (الكلمات) حتى لو استخدمت بغرض (الاستفزاز!) أو (السَّب!)؟! ثمَّ .. أكلما (استفزَّ) الناس الشرطة ، أو حتى (سبُّوها) ، ضربتهم بالرصاص؟!

    من 14 إلى 17 يونيو2007م:
    ------------------------
    ***- حشود غير مسبوقة ، تجاوزت الخمسة آلاف مواطن ، خرجت ، صباح اليوم التالي ، يكاد يعصف بها الحزن والغضب ، من كلِّ فجٍّ عميق في (كجبار) و(مشكيلة) و(فريق) و(نوري) والقرى المجاورة ، لتشيِّع شهداءها الأربعة إلى مقبرتين بوسط البلد ، في غياب كامل للمسئولين في كلِّ المستويات الاتحاديَّة والولائيَّة!

    ***- وفي الواقع لا شئ ، البتة ، حتى الآن ، من قِبَل السلطة ، في فضاء الحدث الفاجع ، سوى بضعة تصريحات وإجراءات قد لا يصعب كثيراً الاتفاق على تقدير فحواها ومغزاها!

    ***- فرئيس اللجنة التي شكلها وزير العدل الاتحادي للتحقيق في الحادث صرَّح بأنهم سيجرون "تحريات أوليَّة" لتحديد "ما إن كانت هناك جريمة أم لا"!

    ***- والحزب الاتحادي (جناح الأمانة العامة) ، المشارك في الحكومة ، شكل لجنة برئاسة مساعد أمينه العام ".. لمتابعة ما يدور في منطقة كجبار"!

    ***- وحكومة الولاية التي لم تمتلك ، ابتداءً ، من الحساسيَّة ما يجعلها تستشعر اقتراب الأوضاع من الخطوط الحمراء ، لتتخذ من التدابير ما يكفل ، على الأقل ، حقن الدماء ، عَمَدَت إلى التلكؤ حتى وقعت الكارثة ، لتنقلب تصدر ، الآن ، بياناً تتهمُّ فيه (أيادٍ آثمة!) ، لم تسمِّها ، بإثارة (الفتنة!) لأغراض سياسيَّة (رخيصة!) ، ولتلغو ، فوق ذلك ، بعبارات مغرقة في الضبابيَّة والالتباس ، عن "عدم تهاونها في ملاحقة ومحاسبة (المتلاعبين!) بـ (مصالح المواطنين!) و(أمنهم!) .. وأن دماء الضحايا لن تذهب هدراً .. الخ" ، مؤكدة ، في الوقت ذاته ، وهنا مربط الفرس ، "عزمها الاستمرار في إكمال الدراسات والمسوحات المتعلقة بالمشروع"!
    تابع

    06-20-2007,
    ------------
    ***- إن كانت ثمَّة أهميَّة ، بأيِّ قدر ، لهذا البيان ، فقد فضح الخلاف الناشب داخل حكومة الولاية نفسها ، إذ ألغي ، عملياً ، القرار الآخر ، المتناقض مع هذا البيان طرداً ، والذي كان عبد الرحمن فقيري ، نائب الوالي ، قد اتخذه ، في اليوم السابق مباشرة ، وباسم نفس الحكومة ، في غياب الوالي ميرغني صالح بالخرطوم ، ومعتمد حلفا عصام ميرغني بأسوان ، معلناً فيه عن سحب جميع الآليَّات من موقع السَّد ، وسحب القوات المتمركزة بالمنطقة ، والوقوف إلى جانب الأهالي! ولكي تكتمل هذه التراجوكوميديا ، سارع الوالي ، فور سماع هذا القرار ، بالعودة من الخرطوم ، لإرغام نائبه على أن (يلعقه!) ، عنوة واقتداراً ، وعلى رءوس الأشهاد ، وعبر كلِّ أجهزة الإعلام ، وأن يعلن ، بدلاً منه ، وبعظمة لسانه ، أن "أيادٍ خفيَّة تسبَّبت في تأزيم الأوضاع" ، وأن "الدراسات والمسوحات ستستمر"!

    ***- بعد أن خضع لقرار رئيسه ، ونفذ تعليماته حرفيَّاً ، (أحسَّ!) نائب الوالي ، في ما يبدو ، والله أعلم ، بأن المسألة فاقت حدَّ (الإهانة!) ، فسارع إلى تقديم استقالته بسبب "عدم مراعاة الحكومة للحكمة ومصالح المواطنين" ، أو كما قال ، ليلحق بزميله معتمد (وادي حلفا) الذي كان استقال في اليوم السابق ، على خلفيَّة ما رَشَحَ من عدم رضائه عن معالجة حكومة الولاية للمشكلة ، رغم أنه كان من المروِّجين للسَّد. وقد قبل الوالي الاستقالتين فوراً!

    ***- المجلس التشريعي بالولاية ، وبعد أن دعا إلى عدم إقامة مشاريع التنمية على الظلم ، إلتوى بخطابه ، ليقتفي أثر الالتباسات التى انتهجتها الحكومة ، مطالباً إياها ".. بألا تسمح لأيِّ (مغرض!) أو صاحب (أجندة خفيَّة!) أن يعطل مشروعاً فيه الخير والنَّماء"! ولم ينس أن يشجب ما أسماه "الأقلام (المأجورة!) وصاحبة (الغرض!) التي .. (تشوِّه!) الحقائق و(تضخِّم!) الأحداث"!

    ***- من جهتها اعتقلت السلطات الأمنيِّة في (وادي حلفا) يونس محمد عبد المجيد دون إبداء أسباب ، مبلغة الأهالي بأن اعتقاله جرى بتوجيه من السلطات الاتحاديَّة! وإلى ذلك شنَّت سلطات الأمن بمدينة (دنقلا) حملة اعتقالات طالت أعضاء لجنة مناهضة السَّد: عماد ميرغني وعبد العزيز محمد وعبد الله عبد القيوم وآخر. كما اعتقلت الصحفيين: الفاتح عبد الله وقذافي عبد المطلب وأبو عبيدة عوض وأبو القاسم فرحنا الذين وصلوا المدينة من الخرطوم في طريقهم إلى (كجبار)! وبعد إطلاق سراحهم لدقائق ، أعيد اعتقالهم مجدَّداً ، حيث أجبروا على (إغلاق!) هواتفهم النقالة ، فانقطع الاتصال بهم ، وانبهمت مصائرهم! وفي الأثناء فرض حظر التجوال بعد السادسة مساء في المنطقة. وتصاعدت الحملة حتى بلغ عدد المعتقلين قرابة العشرين ، معظمهم من أعضاء اللجنة الشعبيَّة ، بتهمة تحريض الأهالي وتنظيم المسيرات الاحتجاجيَّة ضد إنشاء السَّد! ويلفت النظر بشدة أن الأهالي رفضوا تسليم عثمان ابراهيم ، سكرتير اللجنة الصادر بحقه أمر اعتقال! وفي الخرطوم طالت الاعتقالات عدداً من أبناء المنطقة: أحمد رمرم ، شهاب شمَّت ، عبد المتعال عبد الرحمن ، أبو عبيدة محمد ، خليل عبد الرحمن ، وآخرين.

    ***- أما وزير الداخليَّة فقد اجترح ، في ما يليه ، عجباً! قال إنه شكل لجنتين ، لا واحدة ، للتحقيق: إحداهما "جنائيَّة حول ملابسات سقوط الضحايا" ، والأخرى "إداريَّة حول حيثيَّات إطلاق النار على المتظاهرين" ، و .. أشكُّ إن كان ثمَّة من فهم شيئاً! حيث (ملابسات سقوط الضحايا) هي نفسها (حيثيَّات إطلاق النار) .. أمثولة (أحمد) و(حاج احمد) بذاتها! لكن ، ربما يكشف حرص الوزير على الاشارة المخصوصة ، في طوايا تصريحه ، إلى أن وزارته سبق أن أصدرت لائحة ".. تخوِّل للشرطة استخدام القوَّة لحماية المواطنين والممتلكات" ، وأن ".. الشرطة ، كوكالة لإنفاذ القانون ، تعمل وفقاً للنظم المتبعة" ، عمَّا يمكن أن تنتهي إليه تحقيقات اللجنتين! وحتى ذلك الحين ، فإن للناس أن يتساءلوا: (حماية الممتلكات) وعرفناها ، فكيف تكون (حماية المواطنين) بـ (قتلهم)؟! اللهمَّ إلا إذا كان وزير الداخليَّة يتأسَّى بمنهج الرئيس الأمريكيِّ الأسبق ، المرحوم ليندون جونسون ، الذي صرَّح ، يوماً ، في معرض تبريره لحرب أمريكا العدوانيَّة على الفيتناميين ، بأن الهدف منها (تحريرهم!) ، مطلقاً قولته المشهورة: "سنحرِّرهم .. نعم سنحرِّرهم حتى لو اضطررنا إلى قتلهم جميعاً"!
    ............................
    ............................
    ***- صعَّدت المعارضة السياسيَّة من حملتها الرافضة لإجراءات الحكومة ضد الأهالي ، وطالبت بلجنة قوميَّة للكشف عن الحقيقة والمساءلة والتعويض ، وفق ما أعلن الصادق المهدي في اللقاء الجماهيريِّ الحاشد بنادي المحس بالخرطوم مساء 15/6/07. وأعلن المهدي ، أيضاً ، عن إدانة حزبه للحادث ، واعتزامه ابتعاث وفد للتعزية وتفقد الأحوال وعقد ندوة شعبيَّة للتضامن بداره في 20/6/07 ، إضافة لعقد ورشة لتدارس مسألة السدود. وكشف نائب رئيس الحزب الاتحادي الديموقراطي ، على محمود حسنين ، عن اتجاههم لرفع دعوى دستوريَّة لإيقاف ما وصفه بـ (العبث) ، مشدِّداً على أن الدستور لا يجيز الاعتداء على الأراضي ومصادرتها. وطالب ممثل الحركة الشعبيَّة لتحرير السودان وسكرتير شئونها السياسيَّة ، ياسر جعفر ، بمحاكمة المتسبِّبين في الاحداث ، وإيقاف العمل في المشروع ، والسَّحب الفوري للآليَّات ، وتعويض ذوي الشهداء والمصابين ، والتفاوض مع اللجنة المنتخبة من الأهالي ، واصفاً السودان ، في الوقت الراهن ، بأنه "يجلس على برميل بارود"! وكانت الحركة قد دعت ، قبل ذلك ، وعلى لسان مسئولها للولايات ، أقوك ماكور ، الشرطة "للالتزام بالقانون في تعاملها مع المواطنين". وقال ممثل الحزب الشيوعي ، فاروق كدودة ، إن ما جرى يمثل آخر حلقة لإغراق المنطقة وثقافتها وحضارتها ، وإن حزبه لا يُعتبر متضامناً ، بل هو جزء من القضيَّة ، وزاد: "لماذا نطلب من الحكومة سحب الآليَّات؟! فلنزلها نحن"! وأدان ممثل المؤتمر الشعبي ، الحاج آدم يوسف ، الأحداث ورأى "أنها جزء من أزمة السودان ، وأن الحلَّ الوحيد هو قيام انتفاضة شعبيَّة". ودعا ممثل حزب البعث ، كمال بولاد ، إلى اجتماع عاجل للقوى السياسيَّة "لاتخاذ موقف".

    ***- من جهتها أعلنت اللجنة الشعبيَّة لمناهضة السَّدِّ رفضها التعامل مع فريق التحقيق التابع لوزارة الداخليَّة ، مطالبة بتشكيل لجنة محايدة تطال تحقيقاتها والي الشماليَّة ومدير وحدة السدود. واتهم رئيس اللجنة ، عبد الفتاح زيدان ، عناصر حزب المؤتمر الوطني بالولاية بتحريض السلطات على ضرب المواطنين ، محذراً من أن تؤدِّي التوترات إلى كارثة ، وطالب بسحب الآليات والقوات! كما اتهم سكرتير اللجنة ، عثمان ابراهيم ، هذه القوات بتعمُّد استفزاز الأهالي ، مشيراً إلى اعتزامهم تقديم مذكرة حول سلوكها للجهات المختصَّة.

    ***- كذلك حَمَل فتحي شيلا ، الأمين العام للحزب الاتحادي بالانابة ، والوسيط بين الأهالي والحكومة ، على الأخيرة ، قائلاً إنها "ما زالت تتعامل بعقليَّتها القمعيَّة" ، وكاشفاً عن (أنهم) وجَّهوا نائب الوالي ، الذي وصفه بـ (ممثل التجمُّع الوطني الديموقراطي)** في حكومة الولاية ، "لاتخاذ التدابير اللازمة لحماية المواطنين" ، كما ناشد ".. الشعب النوبي بمناصرة أهله في كجبار". وبعد استقالة نائب الوالي عاد شيلا ليرحِّب بالخطوة واصفاً إياها بأنها "متسقة مع مبادئ الحزب ومتطلبات الوضع". ومن جهته أشار فوزي عبد الرحيم محمود ، عضو البرلمان الاتحادي ، إلى أنه كان يتوقع الحادث لعدم تجاوب الحكومة مع البرلمان ، مذكراً بأنه سبق أن تقدَّم ، في 16/5/07 ، بطلب إحاطة حول الأمر لوزير شئون الرئاسة الذي لم يرُد حتى الآن! وحذر من أن تتحوَّل الشماليَّة إلى دارفور أخرى ، داعياً إلى إيقاف دراسات المشروع حتى لا يتفاقم الوضع. ووصف أمير ضرار ، عضو المجلس التشريعي بالولاية عن الحركة الشعبيَّة ، الأحداث بأنها "عمل غير أخلاقي" ، معلناً عن تقديمه مسألة مستعجلة في المجلس لاستجواب الوالي ، ومنتقداً رئيس المجلس على تجاهله مطالبة الأعضاء بإدانة الأحداث!

    ***- وانتقدت شبكة (صحفيون بلا حدود ـ جهر) و(تضامن الصحفيين السودانيين) إعتقال الصحفيين الأربعة "في إطار غير شرعيٍّ" ، كعمل إرهابيٍّ يتنافى مع الدستور ، ووصفه نائب رئيس البرلمان الاتحادي ، أتيم قرنق ، بـ "محاولة طمس الحقائق" ، ساخراً من والي الشماليَّة الذي "لم تصله نسخة من اتفاقيَّة السلام"! كما وصف نقيب الصحفيين هذا الاعتقال بأنه "اختطاف"!

    ***- وفي الخرطوم سيَّر النوبيُّون مظاهرة مسائيَّة سلميَّة ، عقب ندوة بالنادي النوبي بالديوم ، إلى حديقة القرشي ، مندِّدين بالحادث ، قبل أن يفرِّقهم الغاز المسيل للدموع! وحذر اتحاد أبناء حلفا والمحس والسكوت من أن تفضي المواجهات إلى فتنة ودمار شامل بالولاية. وعلى لسان رئيسها نور الدين منان بواشنطون ، ندَّدت حركة كوش بـ "المجزرة" ، معلنة عن مسيرة تعتزم تنظيمها أمام السِّفارة يوم 20/6/07 ، بمشاركة أعضاء في الكونغرس وناشطين في حقوق الانسان. وانتقد على خليفة عسكوري ، رئيس حركة إنصاف المُهجَّرين ، المقيم بلندن ، المنهج الحكومي في التعامل مع قضايا التنمية ، إذ "يجب تراضي جميع الأطراف على أيِّ مشروع". وأصدر (كيان الشمال) بياناً أدان فيه ما اعتبره "قتلاً غير مشروع" ، محمِّلاً المسئوليَّة للحكومة ، ومطالباً بلجنة تحقيق مستقلة ، ورافضاً تنفيذ المشاريع على رقاب المواطنين!

    أواخر ديسمبر عام 1995م:
    -------------------------
    ***- تحت شمس ذلك الصباح الشتائيِّ كانت الكلمات تتوهَّج ، عذبة كزهرة ، قاطعة كنصل ، بصليلها النوبيِّ الصادح ، وحروفها العربيَّة الساطعة: "إِركونِي جَنَّة لِنَا" ، وترجمتها "وطننا جَنَّة" ، تخفق بها اللافتة المرفوعة فوق سواعد الرجال والنساء والأطفال ، عالياً عالياً ، بحيث يستحيل أن تخطئها عيون المسئول الكبير والوفد المرافق له ، لدى زيارتهم لقرية (فريق) بأرض (المحس).

    ***- كان هدف الزيارة تسويق مشروع السَّدِّ الذي كانت المسيرات المناهضة له قد انتظمت المنطقة منذ عام 1994م ، واستعرت ، بوجه مخصوص ، منذ أغسطس عام 1995م. وكانت اللافتة ، ضمن لافتات أخريات كثر: "مأساة عبود لن تعود" ، "نخيلنا اقتصادنا" ، "أرضنا تاريخنا" ، "لا للخزان .. لا للغرق" ، تهدف للتعبير عن تمسُّك الأهالي النوبيين بأرضهم ، ونخيلهم ، وتاريخهم ، وتراثهم ، ولإبداء معارضتهم ، بالتالي ، للمشروع الذي من شأنه أن يطمر ذلك كله. ولا غرو ، فشفرة النوبيين الأزليَّة: (الأرض) التي هي حاضنة حياتهم ، و(اللغة) التي هي وعاء ثقافتهم!

    ***- وبالحق ، فإن (التنمية!) التي تنكفئ ، فحسب ، على الحساب الماديِّ (للربح) و(الخسارة) ، وعلى الأرقام ما تنفكُّ تصنِّفها ، وتسلسلها ، وتجدولها ، دون أن تقيم أدنى وزن لـ (الانسان) ، أو مثقال ذرَّة من الاعتبار لـ (حياته) ، أو (ثقافته) ، أحرى بها أن تسمَّى ، حتى في أقصى حالات فلاحها ، (نموَّاً) لا (تنمية)!

    ***- غير أن المسئول الكبير استشاط غضباً حتى من تلك التعبيرات المسالمة المتحضِّرة ، على وضوحها ومباشرتها ، والتي لا يملك النوبيون ، في الواقع ، غيرها ، فما كان منه إلا أن زجرهم من فوق منصَّته:

    ـ "الحكومة الما خوَّفتا أمريكا ذاتا ما رايح تخاف ليكم من شويَّة هتافات وشعارات .. والخزان ده حيقوم حيقوم .. كان رضيتو وكان ابيتو"!

    ***- محطة التلفزة الاقليميَّة التي لم تكن لتتوقع ، بالطبع ، أن تبلغ الأمور ذلك الحد ، تكفلت ، بحسن نيَّة تام ، بنقل الحدث ، من أوَّله إلى آخره ، على الهواء مباشرة! وبالنتيجة ، عندما واصل الوفد رحلته شمالاً إلى (عبري) بأرض (السَّكُّوت) ، استعصم الأهالي ببيوتهم ، من باب التضامن النبيل ، إذ ليست منطقتهم من المناطق التي يمكن أن تتأثر بالسَّدِّ مباشرة! لم يستطع متعهدو الاستقبالات أن يُخرجوا سوى تلاميذ المدارس ، يتقدَّمهم مدرِّسوهم الذين كان مبلغ همِّهم تسليم المسئول الكبير مذكرة احتجاج على تأخير صرف مرتباتهم! أما في ما عدا ذلك فقد دُهش المسئول من احجام حتى أولئك اليافعين الاغرار عن ترديد الهتاف خلفه ، فحاول أن يسألهم ملاطفاً:

    ـ "إنتو زعلانين مننا ولا شنو"؟!

    حينها انطلقت الحناجر الغضَّة تصيح بصوت واحد:

    ـ "أيييييوه"!

    1902م ـ 2007م:
    ---------------
    ***- روى مصطفى محمد طاهر في كتابه (السَّد العالي ومأساة النوبيين ـ قصَّة تهجير أهالي حلفا) أن جبهة للمقاومة الشعبيَّة تكوَّنت عام 1961م ، وأهمَّ أهدافها: توحيد الأهالي حول رفض الهجرة ـ مقاطعة أعمال التوطين وفضح العناصر المتعاونة مع الحكومة ـ العمل مع قوى المعارضة لإسقاط الحكومة!

    ***- ومنذ بواكير فكرة مشروعه ، ورغم كلِّ ما أحاطوه به من شعارات (التنمية!) وديباجات (الصالح العام!) ، إلا أن (سدِّ كجبار) ، في البادي بجلاء ، لم يسعد أحداً من النوبة ، مطلقاً ، سوى القلة من الموالين للسلطة! وهؤلاء لم يعُد ثمَّة شك في أن ضررهم ، حتى للحكومة نفسها ، أبلغ من نفعهم ، إذ هم ما ينفكون (يؤسطرون) لها (الواقع) ، ويحرفون كِلا بصرها وبصيرتها عن (الحقيقة) إلى (الوهم) ، حتى إذا وقعت (الواقعة) التي ليست (لوقعتها) كاذبة ، خافضة رافعة ، إنفضُّوا عن سامرها إلى سامر آخر! ولقد اطلعت ، مؤخراًً ، على رأي أذاعه محمد حسن طنون ، أحد (علماء) السودان ، مفاده ، أفاده الله ، أن ".. ثمَّة منظمات يهوديَّة ماسونيَّة عالميَّة مشبوهة تتحرك في شمال السودان وجنوب مصر لتحقيق مخططات اليهود الرامية للسيطرة على العالم بعد تحقيق حلم الصهيونيَّة العالميَّة المتحالفة مع الصليبيَّة العالميَّة في إقامة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات ، وأنهم (كعلماء) قد لمسوا تحرُّك هذه المنظمات المشبوهة ، في الفترة الأخيرة ، ضد (سد كجبار) ، حتى وصل الأمر ، وفق المخطط المُعَد ، إلى الصدام الذي ، لولا حكمة من بيدهم الأمر ، لتحوَّل إلى مجزرة يسعى لوقوعها قادة المنظمات المشبوهة ، ويكون وقودها أبناء شعبنا المغرَّر بهم" .. الخ!

    ***- الشاهد ، أن للنوبيين من التجارب المريرة ، أصلاً ، مع الدولة ، استعماريَّة كانت أم وطنيَّة ، ما يكفي لتبرير استرابتهم في مثل هذه المشاريع ، دونما أدنى حاجة إلى صهيونيَّة عالميَّة ، أو صليبيَّة عالميَّة ، أو ماسونيَّة عالميَّة ، كون مناطقهم ظلت وحدها المستهدفة ، تاريخياً ، بـ (الاغراق) ، مثلما ظلوا هم المجموعة الاثنيَّة الوحيدة المستهدفة ، في كلِّ مرة ، بـ (التهجير)! ولقد تعرَّضوا ، خلال ما لا يربو كثيراً على نصف قرن ، لأربع من هذه الخبرات الأليمة ، ابتداءً من إنشاء (خزان أسوان) عام 1902م ، وتعليته مرَّتين خلال عام 1932م ، وحتى قيام (السدِّ العالي) عام 1963/1964م. في كلِّ تلك (الاغراقات) كان النوبيون يُقهرون على مقايضة بيوتهم وزروعهم وتاريخهم ، بل ومُجمَل حضارتهم الموغلة في العراقة لأكثر من سبعة آلاف سنة ، بمحض (أكاذيب التعويضات) و(ترهات التنمية)! لكن ، لا الأولى أجزت ، ولا الأخرى أنجزت ، بينما هم ، بين هذه وتلك ، إمَّا مُهجَّرين إلى بلاد طيرها أعجميٌّ ، ينشجون كمداً ، طوال أجيال بأكملها ، على الطار والطنبور والصفارة ، وإمَّا مُجبَرين على حمل أطفالهم وشيوخهم وعجزتهم ، فضلاً عمَّا خفَّ من أثاث متواضع ومتاع شحيح ، والصعود إلى ما يتيسَّر بلوغه من مرتفعات قريبة تعصمهم من دمدمة اليمِّ الزاحف ، وإرزام مَوْجِه الهدَّار!

    ***- ويقول حسن دفع الله ، في مقدِّمة مؤلفه القيِّم المار ذكره ، إن مصر ، عندما قرَّرت إقامة السَّد العالي ، ".. لفتت أنظار العالم بهذا المشروع المدهش تصميماً وحجماً وتكلفة وفائدة ، لكن آثاره الضَّارة على أرض النوبة لم تسترع انتباه أحد! فالبحيرة التي خلقها الخزان ، كانت ذات أثر مدمِّر على كلِّ النوبة المصريَّة ، وامتد أثرها 150 كيلومتراً داخل السودان. وفي السودان ، وحده ، ابتلعت مياه البحيرة 27 قرية ، بالاضافة إلى مدينة (وادي حلفا). وفقد 50 ألف نوبيٍّ سودانيٍّ مأواهم وكلَّ أراضيهم ومساكنهم ونخيلهم ومقوِّمات حياتهم"! وفي تقديمه للكتاب يصف إيان كنيسون وصفاً شفيفاً تلك المشاهد الانسانيَّة الموحية التي استوقفته في مذكرات ذلك الاداريِّ الذي اقتضى عمله الرَّسميُّ أن يقوم بإجلاء آلاف الناس ، بالبواخر والقطارات ، من موطن يمتدُّ تاريخه لآلاف السنوات ، ليعاد غرسهم ، من جديد ، في وطن ملفق ، وأرض غريبة! واللافت ، حقاً ، في الكتاب وفي تقديم كنيسون له ، أن ذلك الموظف الذي ينفذ التعليمات بكلِّ هِمَّة ، هو نفسه ذلك الذي لا تفتقر إنسانيَّته لما يدفعه لأن ".. يدسَّ قطعة كفن في يد الموظف المسئول عن حركة القطارات تحسُّباً لموت أحد في الطريق .. والذي لا يصيبه الضَّجر إذا ما توقف القرويُّون ساعات لوداع أسلافهم الغابرين قبل أن يغادر القطار .. والذي يقتطع من زمنه ليتأمل ما يكون عليه حال قرية حين تخلو من الناس .. والذي يسجِّل بآلة تصويره انهيار المنازل في غمرة المياه المتدفقة .. والذي تتوجَّه عاطفته الصادقة إلى أولئك الذين كتبت عليهم مأساة الهجرة من ديار أجدادهم". ويمضي كنيسون يتحسَّر على تلك القرى التي كانت مأهولة دائماً ، ولقرون خلت ، بأجداد السكان الحاليين الذين يتوجَّب عليهم الآن أن يودِّعوها ، مرَّة وللأبد! ويعكس ما بلغه من انطباعات كتاب دفع الله القويَّة عن صدمة التهجير العظيمة على أولائك النوبيين الذين عاشوا حياة متميِّزة ، في وطن متفرِّد ، قبل أن يُرغموا على الرحيل إلى ديار نمطيَّة عاديَّة ، حيث ".. لا وجود لنهر النيل .. لا غابات نخيل توفر الجهد .. ولا آثار أجداد تحرس أعتاب الأبواب"!

    ***- إشارات دفع الله وكنيسون التي تمسُّ شغاف القلوب هي ما عبَّرت عنه سعاد ابراهيم احمد ، على نحو ما ، في محاضرتها حول (تهجير النوبيين وثقافتهم) ، بالمركز الثقافي الفرنسي ، أمسية 15/1/1996م ، حيث انطلقت من تعريف (الثقافة) بأنها نتاج علاقة الانسان بـ (لغته) ، من ناحية ، وبـ (أرضه) ، من ناحية أخرى ، لتنفذ ، في ما يتعلق بعنصر (الأرض) ، إلى أن موقع النوبيين الجغرافي المشرف على النيل ، والمحاط بالجبال والصحراء من جهتين ، هو الذي صاغ حياتهم بأكملها على حضارة متأثرة بهذه الحقيقة الموضوعيَّة ، سواء من حيث استغلال الأرض على ثلاثة مواسم: الصيف والشتاء والدميرة ، أو من حيث إجادة حرفة البناء وتشكيل الحجر ، أو من حيث احترام المرأة ، أو من حيث الشغف بالتعليم ، أو خلافه.

    ***- مع ذلك ، وبرغم كفايتها لبلورة الموقف النقيض بمعايير الخبرة الانسانيَّة وموازين جدواها ، فليست وحدها طيوف (الغرق) و(التهجير) المخيفة التي تتهدَّد (الثقافة) ، في معنى (الوجود) ذاته ، هي كلُّ ما حدا بالنوبيين لمناهضة قيام (سدِّ كجبار) في منطقتهم ، وبالأخصِّ ما حلَّ بهم من (تهجير) قسريٍّ من (وادي حلفا) بأقصى الشمال إلى (خشم القربة) بشرقي البلاد ، إثر قيام (السَّدِّ العالي) خلال النصف الأول من ستينات القرن المنصرم ، علاوة على ما ظلَّ ، وما يزال ، يقاسي مواطنو أمري والحماداب من فظاظة نفس التجاهل لمطالبهم ، واستهانة ذات (الأكاذيب) و(الترهات) بأقدارهم.

    ***- وإذن ، فإن لدى النوبيين أسباباً أخرى لرفضهم جملة وتفصيلاً ، ومن الناحية المبدئيَّة ، قيام (سد كجبار) ، على بعد ستين كيلومتراً شمال (كرمة) ، في قلب ما تبقى من أرض النوبة ، وذلك منذ أن صدر المرسوم الجمهوري بإنشاء (مؤسَّسته العامَّة) في يونيو عام 1995م. من أبرز تلك الأسباب ما يتصل بـ (البدائل). فمن أهمِّ المآخذ ، التي لخصتها سعاد في محاضرتها المار ذكرها ، على المشروع ، أن ما سُمِّي بدراسة جدواه الاقتصاديَّة لم تأخذ في اعتبارها ، بتفصيل وتعمُّق ، الخصائص الهيدرولوجيَّة لمجرى النهر ، والتربة ، والمناخ ، والطوبوغرافيا ، جنباً إلى جنب مع الآثار البيئيَّة والسكانيَّة ، وذلك في مقابل البدائل الممكنة ، فزمن المشروعات الضَّارة بالسكان والبيئة قد ولي ، وقد ألغى البنك الدولي تمويل خزان شبيه في الهند بسبب ما سيترتب عليه من (تهجير) جماعي وآثار بيئيَّة سالبة ، دَعْ عنك أن ما سيترتب على (سدِّ كجبار) أوخم من هذا بما لا يُقاس: ضياع الموروث الثقافي ، ووقوع الأذى النفسي ، وهي أشياء لا يمكن أن تتجاهلها أيَّة (دراسة جدوى) ، لأنها ببساطة .. لا تقدَّر بثمن! وتورد المحاضرة القيِّمة نقداً ثاقباً عكف عليه خبراء متخصِّصون للأرقام التي قامت عليها دراسة الجدوى في ما يتصل بالمنطقة. فمثلاً: محافظة (وادي حلفا) كلها كانت تحتاج ، في وقت دراسة الجدوى ، إلى حوالي 6.3 ميغاواط كان المتاح منها 1.2 ميغاواط. وبافتراض أن تلك الأرقام ما تزال على حالها حتى الآن ، فإن هذا يعني ، وببساطة ، أن كلَّ العائد للمنطقة من تضحياتها الجسيمة لا يزيد عن 4.8 ميغاواط ، تقلُّ ، عند تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع ، إلى 3.9 ، وذلك بعد أن يكون الآلاف قد (هُجِّروا) ، و35 قرية قد (أغرقت) ، علاوة على كلِّ الجزر والأراضي المتاخمة للنهر ، بكلِّ نخيلها وزروعها ونباتاتها البريَّة الأخرى ، ناهيك عن اندثار كلِّ معالم الحضارة والثقافة والآثار والتراث!

    ***- وتبلغ الحيرة منتهاها حين نعلم ، من دراسات علميَّة أخرى ، بوجود بدائل أخرى لكلِّ هذا الخراب والدَّمار ، ولكنها ، لسبب ما ، غير مرغوب فيها من (سدنة السَّد)! من هذه البدائل التي تعتبر صديقة للبيئة ، وتستحق بذل المال والجهد والوقت في وضع دراسات جدوى مرموقة حولها: الرياح والطاقة الشمسيَّة. كما وأن ثمَّة بديل (مائيٍّ) آخر لطالما نوَّه إلى جدواه الخبراء ، ويتمثل في إمكانيَّة استنباط وتوزيع أضعاف القدر من الكهرباء الذي تحتاجه الزراعة في المنطقة ، إن كانت الأولويَّة لها بالحق ، مقابل تكلفة أقل بما لا يقاس ، دون تعريض شبر واحد من أرض النوبة لـ (الغرق) ، أو تعريضهم هم أنفسهم لـ (التهجير) ، وذلك بالعودة إلى المشروع القديم لتوليد الكهرباء من (شلالات كجبار) عن طريق التوربينات عند مساقط المياه ، فهذا ، على الأقل ، أفضل من توليد المزيد من المشكلات لبلادنا التي فيها ما يكفيها .. وزيادة!
    ******
    الإشارات والمراجع:
    -------------------
    ** عقب (اتفاق القاهرة) بين التجمُّع الوطني الديموقراطي وحكومة السودان في 2005م ، تمَّ الاتفاق على تمثيل (التجمُّع) في البرلمان الانتقالي والبرلمانات الولائيَّة الانتقاليَّة ، برغم ضآلة النسب المئويَّة من المقاعد التي خصِّصت له! أما في ما عدا ذلك فقد وقع الخلاف داخل (التجمُّع) حول المشاركة في الجهاز التنفيذي. ولمَّا لم يتم التوصُّل إلى إجماع ، وقرارات التجمُّع تتخذ بالاجماع ، اتفق على ترك الخيار لكلٍّ طرف فيه ، حزباً كان أم تنظيماً أم شخصيَّة وطنيَّة ، أن يقرِّر موقفه منفرداً. على أن بعض قادة الحزب الاتحادي الديموقراطي ، الذي اختار المشاركة في الجهاز التنفيذي ، درجوا على وصف من التحقوا منهم بالوزارة بـ (ممثلي التجمُّع) ، في حين تقتضي الدقة والأمانة أن يُنسب كلٌّ منهم للحزب أو التنظيم الذي يمثله ، أو لصفته الشخصيَّة.

    (1) مصطفى محمد طاهر ؛ السَّد العالي ومأساة النوبيين ـ قصَّة تهجير أهالي حلفا ، دار البلد ، الخرطوم 1999م.

    (2) حسن دفع الله ؛ هجرة النوبيين ـ قصة تهجير أهالي حلفا ، ط 3 ، دار مصحف أفريقيا ، الخرطوم 2003م.

    (3) نبوكين ـ نشرة غير دوريَّة يصدرها التجمُّع النوبي ، ع/3 ، فبراير 1996م.

    (4) الرأي العام ـ السوداني ـ الأيام ـ الصحافة ، 14/6/2007م.

    (5) الرأي العام ـ السوداني ـ الصحافة ، 15/6/2007م.

    (6) الرأي العام ـ السوداني ـ الأيام ـ الصحافة ، 16/6/2007م.

    (7) الرأي العام ـ السوداني ـ الصحافة ، 17/6/2007م.

    (8) الرأي العام ـ السوداني ـ الأيام ـ الصحافة ، 18/6/2007م.

    (9) Nubian-forum.com

    ----------------------------------

    ***- لك مودتي اخـي خضر.
                  

العنوان الكاتب Date
اليوم الخميس 15 أبريل 2010: عيد ميـلاد الأستاذ كـمال الـجزولـي الثالث والستـين. بكري الصايغ04-14-10, 08:05 PM
  Re: اليوم الخميس 15 أبريل 2010: عيد ميـلاد الأستاذ كـمال الـجزولـي الثالث والستـين. بكري الصايغ04-14-10, 08:32 PM
  Re: اليوم الخميس 15 أبريل 2010: عيد ميـلاد الأستاذ كـمال الـجزولـي الثالث والستـين. بكري الصايغ04-14-10, 09:25 PM
    Re: اليوم الخميس 15 أبريل 2010: عيد ميـلاد الأستاذ كـمال الـجزولـي الثالث والستـين. خضر حسين خليل04-14-10, 09:44 PM
      Re: اليوم الخميس 15 أبريل 2010: عيد ميـلاد الأستاذ كـمال الـجزولـي الثالث والستـين. ياسر إدريس حسن04-14-10, 10:44 PM
  Re: اليوم الخميس 15 أبريل 2010: عيد ميـلاد الأستاذ كـمال الـجزولـي الثالث والستـين. بكري الصايغ04-15-10, 04:34 PM
  Re: اليوم الخميس 15 أبريل 2010: عيد ميـلاد الأستاذ كـمال الـجزولـي الثالث والستـين. بكري الصايغ04-15-10, 04:34 PM
  Re: اليوم الخميس 15 أبريل 2010: عيد ميـلاد الأستاذ كـمال الـجزولـي الثالث والستـين. بكري الصايغ04-15-10, 09:53 PM
    Re: اليوم الخميس 15 أبريل 2010: عيد ميـلاد الأستاذ كـمال الـجزولـي الثالث والستـين. mustafa mudathir04-16-10, 02:12 AM
      Re: اليوم الخميس 15 أبريل 2010: عيد ميـلاد الأستاذ كـمال الـجزولـي الثالث والستـين. طلال عفيفي04-16-10, 02:35 AM
  Re: اليوم الخميس 15 أبريل 2010: عيد ميـلاد الأستاذ كـمال الـجزولـي الثالث والستـين. بكري الصايغ04-17-10, 01:19 AM
    Re: اليوم الخميس 15 أبريل 2010: عيد ميـلاد الأستاذ كـمال الـجزولـي الثالث والستـين. mohmmed said ahmed04-17-10, 04:59 AM
  Re: اليوم الخميس 15 أبريل 2010: عيد ميـلاد الأستاذ كـمال الـجزولـي الثالث والستـين. بكري الصايغ04-17-10, 03:55 PM
  Re: اليوم الخميس 15 أبريل 2010: عيد ميـلاد الأستاذ كـمال الـجزولـي الثالث والستـين. بكري الصايغ04-17-10, 04:09 PM
  Re: اليوم الخميس 15 أبريل 2010: عيد ميـلاد الأستاذ كـمال الـجزولـي الثالث والستـين. بكري الصايغ04-18-10, 00:00 AM
  Re: اليوم الخميس 15 أبريل 2010: عيد ميـلاد الأستاذ كـمال الـجزولـي الثالث والستـين. بكري الصايغ04-20-10, 01:51 PM
  Re: اليوم الخميس 15 أبريل 2010: عيد ميـلاد الأستاذ كـمال الـجزولـي الثالث والستـين. بكري الصايغ04-21-10, 00:33 AM
    Re: اليوم الخميس 15 أبريل 2010: عيد ميـلاد الأستاذ كـمال الـجزولـي الثالث والستـين. محمد صلاح04-21-10, 07:00 AM
  Re: اليوم الخميس 15 أبريل 2010: عيد ميـلاد الأستاذ كـمال الـجزولـي الثالث والستـين. بكري الصايغ04-21-10, 03:56 PM
    Re: اليوم الخميس 15 أبريل 2010: عيد ميـلاد الأستاذ كـمال الـجزولـي الثالث والستـين. Asaad Alabbasi04-21-10, 04:41 PM
      Re: اليوم الخميس 15 أبريل 2010: عيد ميـلاد الأستاذ كـمال الـجزولـي الثالث والستـين. بكري الصايغ04-21-10, 08:31 PM
  Re: اليوم الخميس 15 أبريل 2010: عيد ميـلاد الأستاذ كـمال الـجزولـي الثالث والستـين. بكري الصايغ04-29-10, 06:16 PM
  Re: اليوم الخميس 15 أبريل 2010: عيد ميـلاد الأستاذ كـمال الـجزولـي الثالث والستـين. بكري الصايغ05-04-10, 03:30 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de