سماح ...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 09:19 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة جلال داوؤد(ابو جهينة)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-27-2005, 05:08 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22484

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سماح ...

    والدي العزيز
    لك تحياتي و أسمى آيات تقديري و محبتي ...
    عذرا لتأخير خطابي هذا ..
    فقد إستغرق مني الحصول على سكن مناسب وقتا طويلا ..
    ثم إجراءات تسجيل الجامعة ..
    و عشرات التفاصيل الأخرى التي لا أريد أن أزحم بها رأسك ..
    والدي الحبيب .. شوقي إليك لا يوصف.
    أرجو أن تقرأني بعناية و أن تتفهم دواعي لهجتي هنا .. فالقلب مثقل.
    لم أكن متأكدة من أنك ستوافق على سفري وحدي بهذه السرعة و دون أي إعتراض .. فقد رفضتَ من قبل و بإلحاح سفر أخي غير الشقيق عندما توسل إليك هو و أخواله للسفر للدراسة بالقاهرة ..
    القاهرة التي على مرمى حجر .. أصررتَ على عدم سفره إليها ..
    لم أندهش بالطبع عندما وافقتَ على سفري وحيدة إلى هذه الأصقاع البعيدة .. فقد جاءت موافقتك سريعا و دون تردد و إختزلتْ كل التوسلات التي كنت أنتقي كلماتها أياما طويلة ..
    لم تفاجئني موافقتك السريعة ..
    و لكن ..
    موافقتك على سفري .. تعرف أسبابها .. فأنت تبعد عنك كل خيط يبعد عنك الفضيحة التي ربما تلازمك إن تم الكشف عن المستور ..
    و أرجو أن تغفر لي ما سأقوله إن كان يدخل في نطاق العقوق أو التطاول يا أبي .. فأنا أعتز بك جدا .. و تتشابى قامتي لتعانق السماء لأنك أبي .. و سأظل أعيش مفتخرة بإنتسابي إليك .. فأنا ظفر في لحم أصبعك ..
    و قبل أن ألِج هذا الأمر .. أقول لك بأنك يا والدي إرتكبت خطأ فادحا في حياتك .. و أعذرني يا أبي مرة أخرى ..
    فأنت سليل الحسب و النسب .. إبن الأسرة العريقة ..
    ورثتَ عن ابيك و أجدادك الكثير من العز و الجاه و المال .. و إسم أسرتك له وقْع الطبول.
    ثم زوجوك إحدى بنات أعرق الأسر التي توازيك نسبا و حسبا ..
    كنتما كفَرَسِىْ رهان ..
    ولِدتْ لك البنين و البنات .. يحسدك الكثيرون عليهم ..
    فهم خُلُق و خَلق ..
    أتتْك الدنيا طواعية .. و وهبك الله كل شيء ..
    فكيف أتيت بي ؟
    أقصد لم أتيت بي إلى هذه الدنيا ؟
    كان يكفيك ما أنت فيه من نعيم دانٍ و عز وافر .. و زينة الحياة الدنيا.
    هذا سؤال تعرف أنت إجابته تماما كمعرفتك راحة يدك ..
    أنا لي رأى آخر .. قد يغضبك .. و لكني لن أعيش به بقية عمري ..
    سيثقل كاهلي إن لم أبُحْ به إليك .. و أنا مصممة على أن لا أموت و هو في جوفي ينحرني ليل نهار و يذبحني من الوريد إلى الوريد.
    أنا يا أبي ثمرة طيشك و عدم مبالاتك ..
    فقد أتيت بي لهذه الدنيا بسبب نزوة من نزواتك .. و بسبب مزاجك العالي ..
    سامح الله أمي.
    أنا لا أحتقرها .. و لا ألومها ..
    فهي نسيج مختلف تماما .. دفعتها ظروفها أن تكون أحد أسباب توفير مزاجك العالي .. رحمها الله ..
    بهرْتها بجاهك .. أغدقت عليها مالك .. ملكتها بحلو لسانك ..
    فهل خدعتها يا أبي ؟ هل وعدتها بشيء ثم أخلفت وعدك ؟
    يتعبني الآن أنني لا أعرف عنها شيئا ..
    أستحلفك بالله أن تحدثني عنها و أنا الآن بعيدة عنكم و أنت في مأمن من كل ما يكشف سرك العظيم ..
    لا أعلم كيف تزوجتها سرا .. و لا أريد أن أعرف الآن ..
    و لكن الذي أعرفه يا أبي أنك تزوجتها ربما درءا للفضيحة بعد أن تكورتْ بطنها معلنة بداية الخطيئة و الخطأ .. لتضمن بذلك سكوتها الأبدي .. و درءا لإنتشار الفضيحة بين أهلك و أسرتك .. أليس كذلك ؟
    و أخذتني عندك .. و أنت تعلم مجريات الأحداث .. تعلمها يا أبي ..
    أنكرتَ أولا أبوتك لي .. و قلت لهم أنني يتيمة تود كسب الأجر و المثوبة بتربيتي .. و أنا وقتها صغيرة لا أعلم لِم أنا بعيدة عن والدتي بين أسرتك التي لم ترحب بي كثيرا ..
    ثم أفضيتَ إلى زوجتك بالسر الدفين في لحظة ندم ربما .. فتغيرتْ معاملتها لي .. تغيرتْ كليا ..
    رغم أنني لم أعلم سر التغير في معاملتها وقتها .. إلا أنني أعتقد بأن الله يحبني .. فقد ألهمني صبرا جميلا ....
    أفرغتْ زوجتك كل حقدها على ضرتها في شخصي .. و لولا لطف الله بي .. لكنت مشردة لا أعرف أسرة أو أهلا .. و لا أدري أين كان سينتهي بي المصير ..
    و تحت سمعك و بصرك جرتْ أمور ستظل محفورة في ذاكرتي أبد الدهر ..
    أمور أقل ما أصفها بها الآن أنها توصمك بالظلم الفادح .. الظلم المر .
    كأنك تجعلهم يعاقبونني على ما إقترفته يداك بسكوتك عن الظلم الذي كان يقع على..
    عاقبتَ نفسك في شخصي ..
    لا أكرهك .. لسببين .. لأنك والدي ... و لأنك يوما ما كنت ترتبط مع والدتي رحمها الله برباط مقدس .. رباط لم تعطه حقه كاملا سامحك الله ..
    كانت هناك جذوة عميقة داخل روحي تقول أنك أكثر من مُحسن و كافل يتيم.. كنت أسهر لحين عودتك و أطمأن بعد دخولك غرفتك .. كنت أغضب في دواخلي حينما تتطاول زوجتك عليك .. و أطرق مكسورة عندما أراك منهزما أمامها ..
    و لكن .. أرَقتْني كثيرا و لسنوات طوال أمور شتى ..
    فأَن أنام دون عشاء عقابا لتقصيري بسبب الإرهاق أو التعب.. فهذا لم تعرفه لأنك كنت تأتي مخدرا و مخمورا و تُساق إلى مخدع زوجتك سَوْقا ..
    أن أُعاقَب يوميا على أخطاء الآخرين .. فهذا كان يفوتك لغيابك طيلة ساعات النهار ..
    و لكن أيعطيك هذا العذر لكى لا تناديني و تمسح على رأسي و ترى إن كنت أشكو شيئا ؟ ألم تستيقظ فيك يوما عاطفة الأبوة ؟
    أيعطيك هذا عذرا حتى لا تفرق بين ما كنتُ ألبسه و ما كان تلبسه أخواتي ؟
    أيعطيك هذا عذرا حتى لا ترى أيام راحتك في المنزل إتحناءتي أقوم بكل أعمال البيت بينما إخواتي حولك في صخب طفولي كنت أرمقه من طرف خفي و بداخلي سؤال يكاد يكتم أنفاسي ؟ سؤال دافعه شعور خفي بأنني جزء منك ..
    أذكر سنوات طفولتي فأصاب بغصة تكاد تفقدني صوابي .. ستبقى تلك الأيام كالشرخ يدخل منه صقيع عطش أيامي و جوع لياليها الطوال.
    أحمد الله أن أعطاني القوة و الصبر ..
    حمدا لله كثيرا..
    لا أود تأنيبك الآن .. فلا فائدة أجنيها بتأنيبك .. يكفيك صراعك الداخلي الذي عشته و تعيشه و ستعيشه.
    كان من الأفضل أن تتركني في حضن أمي .. أو حضن مَن على شاكلتها بعد موتها .. كان أكرم لي ...
    ما معنى أن أقتات الفتات في منزل أبي ؟
    ما معنى أن ألبس أسمال إخواتي ؟
    إخواتي ؟
    يا للسخرية .. هم يعرفون فقط أنني يتيمة تعيش على إحسان الأسرة ..
    الذي أعرفه أن الأبوة لا تتجزأ ... لا تفرق بين لحم و لحم .. و ليس هناك لونين للدم الذي يجري في العروق.
    فكيف طاوعك قلبك على أن تجعلني أعيش دور المقطوعة من شجرة وسط إخوتي .. بينما زوجتك التي تعرف الحقيقة تُشْهِر لك سلاح الفضيحة كلما حَنَ قلبك أو لمتها على سوء معاملتها لي ؟
    فكيف إستطعت أن تصبر كل هذه السنوات لتخبرني بالحقيقة؟
    ليتك لم تخبرني .. ليتك تركتني أحبك فقط لأنك الذي أحسن إليّ بعد موت أمي ..
    أتدري ما الذي أحسست به عندما أخبرتني و أنت منتشي بفعل الخمر ليلتها ؟
    إمتدتْ يدي لتصفعك ..
    نعم ..
    أصدقك القول .. إمتدت يدي لتصفعك .. و لكني أحسست أنها ملتصقة بي تماما لا حراك بها .. و أحمد الله على ذلك أيضا.. فقد منع عني جريرة كبيرة.
    لم تتركني زوجتك أكمل النظر إلى تعابير وجهك و أنت تكمل إعترافك الهزيل المبتور ..
    فقد سحبتْك و كأنك طفل يجرجرونه إلى فراشه ..
    و صباح اليوم التالي .. خرجتَ لا تلوي على شيء .. لم تطق حتى النظر في وجهي و أنا أزاول عملي اليومي.
    يا لها من ليلة .. تلك الليلة ..
    لم يغمض لي جفن ..
    كانت الصدمة أكبر من عقلي و أنا في بداية مراهقتي أكابد ما أكابد ..
    فكرت في الهرب ..
    ثم أحجمتُ متعلقة بأهداب محبة قد تأتي بعد هذا ..
    و لكنني كنت واهمة ..
    أرقبك من فرجة الباب في غرفتي الكئيبة و أنت تترنح داخلا غرفتك متكئا عليها ..
    رحمك الله يا أمي ...
    لا أعرف كيف وافقتْ زوجتك أصلا على دخولي المدرسة ..
    و هذه محمدة أضعها في ميزان أعمالها الفارغ تماما.. و كرم منها رَسَمَ خُطى حياتي .. و ربما قصدتْ أن تشغلني عندما أكبر بشيء حتى لا أواجهها أو أطالب بأشياء تراها هي أنها ليس من حقي ....
    و لكنني وقتها كنت قد قررت أن أواصل حفظ سرك حتى لا تسقط من نظر أهل زوجتك و أهلك ..
    أرأيت كيف كانت معادلتي صعبة و شائكة ..
    تفوقي الدراسي منذ البداية كان سببه أن أرد لك الجميل كرجل يحسن إلى يتيمة ..
    ثم إزداد تفوقي بعد أن عرفت الحقيقة التي أخفيتها حتى عن إخوتي أنت و زوجتك ..
    حاولت كثيرا أن أجلس جلسة مصارحة مع إخوتي .. و لكنني أضعف دائما أمام توسلاتك .. فكن مطمئنا .. لن أحدثهم .. حتى و أنا بعيدة عنهم الآن لن أفشي سرك حتى لا تتغير نظرتهم إليك ..
    و لكن .. أرجو أن تسمح لي بأن أقول لك .. بأن لا نية لي في العودة ..
    لا نية لي أبدا ..
    إن كان في العمر بقية ربما أراك مرة أخرى .. أرجو أن تزورني أنت ..
    و رغم كل شيء .. قبلاتي لك و لإخوتي و أخواتي .. و لزوجتك ...
    أسامحك أبي .. أسامحك ... من كل قلبي .. و سأدعو لك ..
    أطلب الرحمة لأمي ..
    و أغفر لي تطاولي ..
    سأكتب لك دائما ..
    إبنتك ...


    (عدل بواسطة ابو جهينة on 05-27-2005, 05:37 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
سماح ... ابو جهينة05-27-05, 05:08 AM
  Re: سماح ... Habib_bldo05-27-05, 05:32 AM
    Re: سماح ... سجيمان05-27-05, 06:25 AM
      Re: سماح ... ابو جهينة05-27-05, 11:53 PM
    Re: سماح ... ابو جهينة05-27-05, 11:51 PM
  Re: سماح ... محمد أبوجودة05-27-05, 07:09 AM
    Re: سماح ... ابو جهينة05-27-05, 11:56 PM
  Re: سماح ... خضر حسين خليل05-27-05, 07:13 PM
    Re: سماح ... ابو جهينة05-27-05, 11:59 PM
  Re: سماح ... ودقاسم05-28-05, 02:36 AM
    Re: سماح ... ابو جهينة05-28-05, 03:07 AM
  Re: سماح ... حمزاوي05-28-05, 03:43 AM
    Re: سماح ... ابو جهينة05-29-05, 01:55 AM
      Re: سماح ... شتات05-29-05, 03:32 AM
        Re: سماح ... ابو جهينة05-29-05, 03:40 AM
          Re: سماح ... غادة عبدالعزيز خالد05-29-05, 08:37 AM
            Re: سماح ... ابو جهينة05-29-05, 11:55 PM
  Re: سماح ... maia05-30-05, 00:40 AM
    Re: سماح ... ابو جهينة05-30-05, 02:22 AM
  Re: سماح ... tiger1805-30-05, 03:07 AM
    Re: سماح ... ابو جهينة05-30-05, 04:02 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de