الدكان ...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 10:42 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة جلال داوؤد(ابو جهينة)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-06-2005, 05:41 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الدكان ...

    ينقطع التيار الكهربائي ما أن تَنْقر قطراتُ المطر الأولى النوافذ و الأسـقف ، و تَقْرَعُ حباته بإلحاح ( الطشـت المعدني ) المتكيء على الجدار مُحْدِثةً إيقاعاً مُتسارِع الوتيرة ..
    السماء تتمسك بالغمام في عنادٍ فيزداد تراكمه في زحْفٍ حثيث ليكتسي لوناً رمادياً داكناً كلما مالت الشمس نحو المغيب....
    الشمس تغيب برهةً خلف غمامةٍ مُنْفَردة .. لتُطل من بين فرجات سُحُبٍ مسرعة ، ثم تختبيء مُجَدَّداً بينما ينبثق شـعاعها في كل الإتجاهات من أطرافِ رُكَام الغمام كأذْرُعٍ مُمتدة في ضراعةٍ و توسُّل.
    البرق يُزَيِّن صفحةَ السماء بلوحاتٍ ذات وميض يجهر العيون.. تَنْفَلِت خطوطها طولاً و عرضاً .
    نسمات باردة تَهُبُّ على دفعات تلطف الجو فتَلْفَح الوجوه التي قاستْ القَيْظ طوال النهار ..
    تلوذ دجاجات بالأركان تتحاشى البلل ، مُتَمَلْمِلةً تبحث عن الدفء تحت أجنحة بعضها البعض..
    صوت خروفٍ متروك في الحوش يأتي بلا إنقطاع و كأنه يلفت الإنتباه ليجدوا له ملاذاً من هذا المنهمر ..

    الدكان الوحيد القابع على الناصية يتراقص بداخله ضوءُ ( لمبة جاز ) .. يضيع سناه الباهت عند لمعان البرق فيتوارى وَهَجُه الأحمر وسط ضجيج الإبهار السماوي للحظات .. ثم يتجلَّى فتيل اللمبة متمايلاً مُلْقِياً بظلاله المتراقصة على (تربيزة) الدكان دون أثرٍ يُذْكر على ظـلام الشـارع المُقْفِر الخالي من المارَّة ..
    (الجَرْدَل) وسـط الدكان يســتقبل قطرات المطر النازلة من الســقف المعروش بجذوع الدوم و البروش... السقف مُنْبَعج عند منتصف الدكان.. فيتدلَّى جزء منتفخ بالمياه و الأوساخ منذراً بسقوطٍ قريب.
    قطرات الماء تتســاقط في أوقاتٍ متباعدة و بأحجام مختلفة على الجردل فيتصاعد إيقاع متنوع و مُنَغَّم يتابعه ( حمد ) و هو يراجع دفتر ( الجَرُوُرة ) .. و تارةً يرفع بصره للسقف يراقب إنبعاجه بقلق مَشُوب باللامبالاة.
    شخشخة الراديو لا تنقطع ..رغم ضربات (حمد) المتكررة عليه دون جدوى ، تزداد الشخشخة متزامنةً مع لمعان البرق.
    يقطع وحدته صوت طفل : الفول نِجِضْ يا عم حمد ؟
    يرمق (حمد) القِدْر الضخم القابع على ( الكانون) الذي إنطفأتْ فحماتُه بفعل المطر الذي لا يُمْهِله حتى يسحبه إلى الداخل فتَتَبلل الجمرات بفعل الماء السائل من على جوانب (القِدْر) إلى أسفله لتخبو ألسنة اللهب في وشوشةٍ متلاحقة يعلو على إثْرِها الدخان و الرماد و يتلاشى عند فوهة (القِدْر).
    ( فول الليلة مافي يا جنا ) ..
    الرغيف القابع في الصندوق الخشبي الكبير يشكو البوار و رطوبة الجو ..
    إنقطعتْ لَمَّة الناس من أمام الدكان و زحمة (العزابة) على صحون ( الفول المصلح ).
    ينطلق الطفل متحاشياً رذاذ المطر بقطعةٍ من الكرتون على رأسه .. و سرعان ما يعود تصحبه أخته الصغيرة مبهورةً بكل ما حولها من ظلامٍ يُشَتِّتْ جحافله البرق ، و رذاذٍ ناعم يداعب وجنتيها فيغريها بالوقوف قليلاً تحته رافعةً رأسها للأعلى بعينين مغمضتين و يذكِّرُها الرمل المبلل تحت قدميها باللهو العابث الذي ينتظرها نهار الغد في ماء المطر الآسِن الذي سيسكن الشارع لفترة طويلة :
    ( أمي قالت ليك أدينا جِبْنة .. و كان مافي أدينا علبتين سردين ) ..
    يسجل قيمة الطلبات في الدفتر قبل أن يعطيه المطلوب.
    يقوم متكاسلاً .. واضعاً القلم خلف أذُنِه.
    تحاول الطفلة أن تجعله يراها فتتراجع قليلاً إلى الخلف واقفةً على أطراف أصابعها مُلَوِّحَةً بيدها الصغيرة:
    ( عمي حمد .. عمي حمد ... و قالت ليك تديني حلاوة مصاصة و لبان ) ..
    يتجاهلها .. فتكرر طلبها بإلحاح و بصوتٍ أعلى : عمي حمد ..
    فيقاطعها : ( يا ولد أمك قالت يدوها ؟ ) ..

    ينطلق صوت راديو بأغنية حقيبة ، يحمله الهواء بعيداً فيضيع في الفضاء ثم يعود ممزوجاً بصوت الرعد المُكَرْكِر و أصوات مبهمة بعيدة تتنادى ....
    تتوقف الزخات قليلاً ..
    تلفظ ( السباليق ) ما بجوف الأسقف زخاتاً من ماءٍ داكن يتبعها خليط من الأوساخ إلى الشارع عبر (الحيشان).
    تنتشر رائحة ( الدعاش ) مختلطة بروائح ( الزرائب ) و أقفاص الدواجن و رائحة الطين الذائب المنزلق من على جدران ( الجالوص ) ..
    وسط ميدان الحي .. تكونت بركة ماء تداعب سطحها قطرات من المطر تحملها الرياح من بعيد من حين لآخر .. فتنتفخ فقاعات غبشاء تنطلق في فوضى يُمْنة و يُسرة لتنتحر عند الأطراف في أحضان الزبد.
    يجلس لفيف من الشباب على تلّةٍ وسط الميدان لا تَطَالها مياه الأمطار.. ضحكاتهم يتردد صداها بين جنبات الميدان فتختلط مع نقيق الضفادع ..
    تتوهج عدة لفائف من الدخان تتناقلها أياديهم ... ثم تخبو .. لتعاود التوهج ..
    يبيع لهم ( حمد ) ورق ( البافرة ) .. لكنه لا يدري سـبب شراءهم كمية كبيرة من ( حلاوة طحنية ) ..

    تقبع ( قطع من الحجارة ) بجانب الميزان بأحجام مختلفة جنباً إلى جنب مع كُتَل الموازين المتنوعة الأخرى.
    ( البِنِيَّة مما عرسوها يا حمد يا خوى.. زوجها ما دفع معانا قرش أحمر في مصاريف البيت .. الشكية لي أب إيدن قوية )
    سِرٌّ من أسرار الحى يضيفه (حمد) إلى قائمة الأسرار الكثيرة التي تَعُج بها ذاكرته منذ أن وطئتْ قدماه هذا الحى ..
    تَبُثٌه النساء أسرارهن المرتبطة بديونهن القابعة في دفتره..
    كل تأخير في السداد تتبعه عشرات القصص و الأعذار ..
    ( حرَم يا حمد لو عندي قروش علا أعرسا )..
    ( يا راجل خاف ربك .. تعرس فوق مرتك سعدية ؟ ياخي هي ال عاملة ليك قيمة و الله .. ).

    تنتفخ ذاكرته أسراراً لا يبوح بها .. و يتضخم دفتره ( ديوناً ) لا يتم سدادها إلا فيما ندر..
    عندما دَلَفَ إلى الحى أول ما دَلَف .. يحمل ( بُقْجَة ملابسه ) ، تردّدَ أهل الحىْ كثيراً قبل أن يوافقوا على تأجيره هذا الدكان في منزل الأرملة ( سِتَّنا ) الواقع على ناصية الشارع..
    إستضافوه طويلاً بين ظهرانيهم حتى يختبروا طينته قبل أن يؤجروه المحل و يسمحوا له بالمبيت في ( البرندة ) المفتوحة الجوانب ..
    بدأ تجارته ببضعة (صفائح) من زيت السمسم ..
    و صفيحتين من جبنة الدويم ..
    و بضع كراتين من صابون الغسيل ..
    و جَوَّالَيْن من التمر الجاف ..
    ثم ملأ الفـراغ في الأرفـف الخشـبية ببضاعةٍ نافس بـها ( الجَمَّالي ) .. حِزَم من الحـرجل و المحريب و الحزا .. و كُتَل من العطرون الزغاوي .. و جوالات عتيقة ممزقة الجوانب تكشف ما بداخلها من ( قرض ) نَخَرَه السوس و ( عرديب ) باهت اللون و ( قنقليز ).

    لا يفارق ذاكرته ذاك اليوم الذي شَكَتْهُ فيه ( سكينة ) لأهل الحى و أتهمته بأنه راودها عن نفسها في الدكان .. و رغم أنهم أشـبعوه ضرباً حتى أُغمي عليه و راح بين الموت و الحياة .. إلا أنهم و بعد أن عرفوا أن ( سكينة ) تكذب و أنها إفترتْ عليه زوراً و بهتاناً لأنه رفض أن يقرضها مبلغاً من المال .. قاموا بزيارته في المستشفى ،، و الندم على إستعجال عقابه يتقدمهم ..
    طيبوا خاطره .. و إنحنى الشيخ ( عبدالتواب ) و قبل جبينه معتذراً :
    ( البنية دَقِّيناها و الله و أدَبْناها.. و تـاني جنب الدكـان دة ما بتجي.. يـاكا إنت برضو ولدنا.. و إبليس شاطر يا حمد ) ..
    نزلتْ دمعاته تبلل وجهه المتورم و هو يتأمل أهل الحى شيباً و شباباً يقفون أمامه معتذرين في خجلٍ بَيِّن ..
    ( أنا صحيح بيناتكم زى المقطوع من شجرة .. و البنية ظلمتني الله يسامحها دنيا و آخرة .. علا الليلة عرفت إنو عندي أهل ..)
    ثم إنفجر في بكاءٍ مكتوم دافناً وجهه بين راحتيه.
    ( ها يا زول قول بسم الله .. دحين لو واحد من وليداتنا ديل إشتكتو البينة دي زيك .. برضو كنا بنوريهو ياهو يا حمد و الله ) ..
    هدأ قليلاً ثم واصل حمد : ما يخون العيش و الملح علا ود الحرام ..؟ أنا خشيت بيوتكم بيت بيت .. أنتو ياكم أهلي و ناسي. كيفن تصدقوا حكاية متل دي ؟؟

    و تتمدد مساحة ثقة الناس به .. لتَشْمَلَ حتى أخْذ رأيه في الرجل منهم يتقدم لفتاة من بنات الحى ، فهو الأدرى بحالته المادية ، و هو المستودع الآمن لأسرار الجميع.
    يتحاشى المديونون المرور بشارع الدكان إلى حين.. حتى و إن مروا يتظاهرون بالإنشغال عنه دون إلقاء التحية عليه.
    تسديد جزء من الدَيْن يعني (الجرورة ) في ذلك اليوم بما يعادل المدفوع ..
    يتعايش مع هذا الواقع الذي أصبح جزءاً من حياته.
    يسكن الدكان كل مساحات و زوايا أهل الحى.
    حمد يعني الدكان .. و الدكان يعني حمد ..
    لم يتغير لون بابه الحديدي منذ أن بدأ تجارته .. و هو لم تتغير طباعه.
    نفس الأقفال الضخمة .. و ذات المزلاج الطويل .. و حمد يغلق صدره على أسرار الحى بِرِتاجٍ من الكتمان.
    ينهمك في عمله بنفس ( العَرَّاقي ) الذي إكتسى لون الفحم و تَعَطَن بالزيت و إختلط بعَرَقِه و غبار الطريق..
    تتغير فقط حبال ( كَرَاب ) العنقريب تحت برندة الدكان كلما تراختْ تحت وطأة جسمه المكتنز ..
    يفك ( الدوبارة ) من على جوال السكر الذي يرقد في إنتظار كروت التموين.
    تنتصب ( ثلاجة ) كبيرة في ركن الدكان .. فتزداد نوعية زبائنه بالأطفال طوال اليوم بعد أن أضاف أكياس ( الدندرمة الملونة ) إلى قائمة بضاعته .. ليَتْبعها بكاسات ( الآيسكريم ) ..
    يمتليء الدفتر ديوناً .. و ذاكرته أسراراً ..
    يستهلكه العمل المتواصل .. و يختلط كيانه بوتيرة الحى و رتابة أيامه ..
    و ينهك تفكيره كثيراً أن أحداً من أهل الحى لم يبادر يوماً بسؤاله إنت يا حمد ما بتفكر في العِرِس ؟).
    يتمنى لو يسألونه هذا السؤال ... فالإجابة عليه ترقد على طرف لسانه.

    (عدل بواسطة ابو جهينة on 11-08-2005, 07:10 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
الدكان ... ابو جهينة11-06-05, 05:41 AM
  Re: الدكان ... عبدالناصر معتصم11-06-05, 02:05 PM
    Re: الدكان ... ابو جهينة11-07-05, 07:33 AM
  الدكان ... Ahmed Daoud11-07-05, 00:42 AM
    Re: الدكان ... عبد الحميد البرنس11-07-05, 01:00 AM
      Re: الدكان ... ابو جهينة11-07-05, 02:16 PM
    Re: الدكان ... ابو جهينة11-07-05, 01:30 PM
  Re: الدكان ... Ahmed Mohammed Osman11-07-05, 01:43 AM
    Re: الدكان ... soma11-07-05, 03:18 AM
      Re: الدكان ... ابو جهينة11-08-05, 06:15 AM
    Re: الدكان ... ابو جهينة11-07-05, 03:09 PM
  Re: الدكان ... نادر11-07-05, 07:30 AM
    Re: الدكان ... ابو جهينة11-09-05, 00:36 AM
  Re: الدكان ... اشرف السر11-07-05, 01:58 PM
    Re: الدكان ... ابو جهينة11-09-05, 06:42 AM
  Re: الدكان ... لؤى11-08-05, 03:01 AM
    Re: الدكان ... ابو جهينة11-09-05, 11:35 PM
  Re: الدكان ... Ishraga Haimoura11-08-05, 03:39 AM
  Re: الدكان ... بدرالدين شنا11-08-05, 04:38 AM
    Re: الدكان ... عبد الحميد البرنس11-08-05, 07:05 AM
      Re: الدكان ... عبد الحميد البرنس11-08-05, 08:57 AM
        Re: الدكان ... ابوحراز11-09-05, 02:46 AM
          Re: الدكان ... layon11-09-05, 03:01 AM
            Re: الدكان ... ابو جهينة11-12-05, 00:21 AM
          Re: الدكان ... ابو جهينة11-11-05, 05:30 AM
  Re: الدكان ... serenader11-09-05, 04:20 AM
    Re: الدكان ... ابو جهينة11-12-05, 04:20 AM
  Re: الدكان ... ودقاسم11-09-05, 07:10 AM
    Re: الدكان ... ابو جهينة11-13-05, 01:34 AM
  Re: الدكان ... ShiningStar11-09-05, 08:48 AM
    Re: الدكان ... munswor almophtah11-10-05, 00:21 AM
      Re: الدكان ... ابو جهينة11-14-05, 02:51 AM
    Re: الدكان ... ابو جهينة11-13-05, 02:07 PM
  الدكان ... Ahmed Daoud11-10-05, 01:22 AM
    Re: الدكان ... ابو جهينة11-10-05, 03:07 AM
      Re: الدكان ... ابو جهينة11-10-05, 12:36 PM
        Re: الدكان ... showgi idriss11-10-05, 02:00 PM
          Re: الدكان ... اساسي11-14-05, 04:37 AM
          Re: الدكان ... ابو جهينة11-15-05, 00:19 AM
    Re: الدكان ... ابو جهينة11-14-05, 06:58 AM
      Re: الدكان ... ابو جهينة11-15-05, 07:12 AM
  Re: الدكان ... توما11-15-05, 02:56 PM
    Re: الدكان ... ابو جهينة11-16-05, 06:43 AM
  Re: الدكان ... قرشـــو11-15-05, 06:53 PM
    Re: الدكان ... ابو جهينة11-15-05, 11:54 PM
    Re: الدكان ... ابو جهينة11-17-05, 01:54 AM
  Re: الدكان ... Emad Abdulla11-17-05, 06:55 AM
    Re: الدكان ... ابو جهينة11-19-05, 00:46 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de