اهلا رمضان ........... رمضان كريم
الى ابنتى عزة حتى تظل تلك الفكرة راسخة ابدا كل عام والجميع بخير رمضان جانا يا لتلك الجملة الساحرة تبدا الان فى جميع البيوت الحبيبة (عملية الزريعة ) فى واحدات ما بعرفوها كنا فى زمان مضى نحمل ال(عيش المزرع )الى الطاحونة ، طاحونة محمد (اب دربين ) فى العباسية فى ذلك الزقاق ، نعود من الطاحونة حاملين دقيقا (احمرا ) واخرا (ابيضا) امى نفيسة كانت (تكوجن) الدقيق الاحمر وتضعه فى الزير القناوى الابيض المحفوظ فى المخزن لتلك الاغراض حيث يتم تصنيع (الشربوت ) فى مناسبات اخرى فى نفس الزير كنت اقول ان امى نفيسة (تكوجن العجين ) فى ذلك الزير وتنتظر عدة ايام ربما يومين على ابعد الاحتمالات حتى يتخمر العجين ، ثم تبدا فى اضافة الدقيق الابيض له ليبدا يوم جديد يوم له مذاق الطفولة فى الحلق وما يزال تتوافد فى ذلك اليوم الجارات كل تحمل على عاتقها العواسة التى هى (دين ) متبادل وسوف ترده امى نفيسة او فى مرحلة اخرى امى سكينة حين انتقلنا الى الابيض كانت نفس الزريعة تحل قبل رمضان بعدد من الاسابيع (نفس الطقس ) البرش المفروش فى وسط الحوش ومغطى بالملاءات حتى لا يلتهم الطير ما زرعته امى ، كل صباح كنت تراها تحمل (كوزا) مليئا بالماء وترشرش به الذرة المفروشة كبساط جميل الى ذلك البرش هنا فى مدينة الابيض كان اخوتى يحملون الدقيق الى طاحونة قريبة من سوق ابجهل ثم يعودون بدقيق واحد احمروهو دقيق الفتريته والاخر ابيض هو دقيق ذرة (مايو ) كما كانت امى تسميه من جانبنا نحن البنات كنا نجئ بالزير القناوى منظفين له غاسلينه باطنا وظاهرا وحين انكسر ذلك الزير غدت امى تكوجن العجين فى (الحلة القوز )وهى حلة كبيرة لا تخرج الا فى المناسبات الكبيرة الكوجان وهى مرحلة يتم فيها خلط الدقيقين معا وعمل عجينة بين اللين والقوة لا تصل حد ان تكون سائلة ، تضاف اليها البهارات (الكركدى والقرفة والقرنجال والزنجبيل والكمون المسحون ) وننتظر بصبر نافذ ان يهل يوم العواسة ذلك يوم تتوافد فيه نساء حى السكة الحديد (خالتى سيدة التى كنا نلقبها بسيدة المحطة لانها من اضخم النساء ، وخالتى امنه زوجة الاسطى ، خديجة زوجة عم السر ،وروضة الدنقلاوية ، وخالتى مريم الشايقية ) كن صديقات امى المفضلات ، يجئن حاملات (تياب العواسة ) مطبقة او ملفوفة الى جريدة ، يخلعن عنهن تيابا جئن بها ، نحملها عنهن الى الغرفة حتى لا تحط عليها رائحة الابرى او الحلو مر كما كن يسمينه كنا نصنع الشاى والقهوة كخدمات رفيعة تليق بتلك المناسبة نقدمها طائعات لهن ونقوم بخدمتهن حتى تكتمل عملية العواسة فى نفس الوقت كنا نتبارى فى (خطف الخراته) وهى ما حملته(القرقريبة ) نضيف اليها السكر وناكلها رغم تحذيرات امى (يا اولاد ما تاكلو العجين النى بسوى وجع البطن )لكننا نفعل ونتسمتع بتلك الخطفات نحمل (الطرقات المطبقة) الى ماواها فى الغرفة نضعها على السرير المفروشة فيه ملاءة لزوم ان يجفف الابرى الاحمر نضعه كطفل نخشى عليه ان يقع من حافة السرير ونغطيه ، حتى يجف ، ثم نبدا فى تعبئته فى (الصفايح المجوز ) او الكراتين التى ستقوم امى بارسالها لاخوتها فى امدرمان يا لرمضان ، يا لنا من يتامى الان فى هذه العلب البعيدة عن فضاء البيت الرحب يوليو 2007

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]