|
Re: هل يسيرالبعث العراقى على خطى البعث السودانى:-بعثيون يدعون لاختيار قيادة جديدة .. (Re: adil amin)
|
دعوة لاصلاح حزب البعث
2006/11/05 حملت انباء الصحف يوم 23 تشرين الاول (اكتوبر) الجاري نبأ منقولا عن وكالة الانباء الالمانية حول بيان صدر عن بعثيين عراقيين يتحدث عن ضرورة اعادة تقويم تجربة الحزب بقيادة صدام حسين بما يعني تأشير سلبياتها. يجدر بهذا النبأ ان يثير اهتمام كافة المهتمين بقضية التنمية الديمقراطية في الوطن العربي باعتبارها المخرج الوحيد من ازماتنا الاخذ بعضها برقاب بعض لانه يعني ان واحدا من اخر قلاع مقاومتها بدأ يالتصدع. اما بالنسبة للمنتسبين الي هذا الحزب فان الامر يهمهم اكثر من غيرهم لاسباب بديهية، لاسيما بالنسبة لمصدر هذه الملاحظات وهو احد المنتمين لحزب البعث السوداني الذي سعي منذ فترة لفتح طريق اعادة التقويم هذا. ارجو ان يكون هذا الخبر صحيحا. وعلي كل فان قناعتي انه تطور سيحدث طال الزمن ام قصر. اولا لاننا في السودان، وقد تصدرنا هذا النوع من التطورات، لسنا اكثر من غيرنا وعيا لاهمية التجديد الديمقراطي وانما هي ظروف اتاحت لنا ان نخرج بها للعلن قبل البعثيين الاخرين وسبقتنا لذلك بمراحل اقسام واسعة من الانتلجنسيا العربيه. وثانيا لان حزب بعث عراقي بهذا التوجه سيساهم في تفكيك الازمة العراقية المزمنة ويخفف من معاناة هذا الشعب الذي تحمل من المآسي ربما اكثر حتي من الفلسطينيين. فالحزب مسؤول عن هذه الازمة مسؤولية كبري بحكم هيمنته علي مصير العراق هيمنة مطلقة خلال اكثر من ثلاثين عاما، وبقدر جرأته في مواجهة ماضيه ونقده موضوعيا ستكون مساهمته في خدمة العراق وشعبه. نقد لا يتجاهل الايجابيات بمقاييس مرحلة عربية انقضت ولكنه لا يهمل السلبيات التي وصلت درجة جعلت الحديث عن ايجابيات يبدو غريبا. هذا وربما كانت اهم نقطة في الخبر من المنظور السوداني خصوصا هي انتباه المجموعة العراقية المعنية الي خطورة ما سمي بـ الحملة الايمانية التي لجأت اليها القيادة الصدامية التقليدية وذلك بحكم ما نعرفه من تجربتنا في السودان مع نظام دكتاتورية النميري. تحت ضغوط سياساته الخرقاء وتزعزع اركان السلطة الشمولية لجأ النظام الي دغدغة العواطف الدينية بما ادي الي تمكين الاسلاميين من مختلف جوانب الحياة حتي وصلوا الي السلطة نفسها في انقلاب البشير ـ الترابي. وهو عين ما يحدث في العراق الان اذ تتولي اكثر شرائح الاسلاميين تخلفا (جماعة بن لادن) تحديد مفهوم المقاومة واساليبها بالعنف فقط وتنسجم معها قيادة صدام بينما تحتل الاحزاب الدينية المنحي المسرح السياسي العلني مهددة منابع الاستنارة الوليدة ومعها التجربة الديمقراطية الهشة. ان مقاومة تصفية الاحتلال التي تستحق هذا الاسم فعلا هي التي تدرك اهمية العمل السياسي ايضا متي ما توفرت ظروفه ودخول حركة حماس العملية السياسية والانتخابات بعد ممانعة طويلة دليل هام علي ذلك. وسيكون من الدلائل القاطعة علي ايجابية التطورات البعثية التي يشير اليها مضمون الخبر اختيار المجموعة لهذا السبيل القويم مع تمسكها بمبدأ المقاومة باعتباره حقا مشروعا حتي لو اقتضت ظروف معينة العمل السلمي لممارستها لا سيما في العراق حيث الدمار الموروث كبير والساحة السياسية مفتوحة. لايزال الوقت مبكرا للحكم علي مدي صحة الخبر في تفاصيله ولكن من المهم متابعته ولعل من الجائز القول بانه يمكننا جميعا وبصرف النظر عن رأينا في البعث العراقي وغير العراقي المساعدة علي جعل الخبر حقيقة وذلك بنشر افكار التجديد الديمقراطي والدفاع عنها مما يتطلب بداهة التمسك بكافة مقتضيات الانتماء اليها وليس بعضها. واهم المداخل لذلك هو الابتعاد عن كل ماتمثله القيادات والحركات والانظمة السياسية العربية الشمولية المدعية للتقدمية والحداثة ومقاومة النفوذ الاجنبي، وعدم التأثر بمفاهيم المقاومة المطروحة من قبلها مع جماعات التطرف الديني وتخفي وراءها غالبا توجهاتها الشمولية اللاديمقراطية مما يؤدي الي اطالة امد الاحتلال ويزيد المخرب تخريبا. كامل معروف كاتب سوداني [email protected]
|
|
|
|
|
|
|
|
|