أضبط .... من كتاباتهم تعرفوهم ( شكراً للحزب الشيوعي وهو يقلق منامهم )

Quote: صديقي وعزيزي خضر .. مشكلة هذا المنبر إنه أصبح صورة واقعية لمجتمع مشوه ، ولا أقصد بمشوه هنا إنه مجتمع كعب والعياذ بالله ، طبعاً لأ .. لكن برمي إلى أنه الأشياء أصبحت فيه في غير مواقعها الحقيقية ؛ كمان الحزب الشيوعي ده هو زي أي تجمع أو وعاء أو مجتمع (وما إليه )، فيه الصالح والطالح ، والمفيد والمؤذي من الناس (أو قول الكادر) ، يعني أخواننا الشيوعيين ديل لم يُدخلهم حزبنا (الذي وُلد عملاقاً) في مسبك زي مسابك العملة ، عشان نقول كلهم واحد .. فيهم برضو ناس مشوهين ، وإنت عارف وانا عارف والله عارف .. إن كان الحزب الشيوعي بيقلق منام البشرية دي بشوية الناس التمام التمام الفيهو ، وبشبابه العرف يتثقف ويستنير رغم الدنيا والأيام ، فإننا ( ومن هذا المنبر ) نطمح لأن تشمل ثقافة الإستنارة والحوار كل أعضاء ومحبي وأصدقاء الحزب الشيوعي وتتعمق فيهم وتكون جزءاً من سلوكهم اليومي .. والله يا خضر ، الحوار ده عنت أشد من ضروب أخرى من الكفاح كثيرة ، لكني شايف إننا قصيري النفس ، وفي حاجات كتيره ما بنعرف نفصلا ونشرحا ، حاجات عننا وعن برامجنا وطموحاتنا ، وكده ؛ ربما لأننا كمان بنتخيل (شوف الكمين !) إنو ما نعتقده بديهي وعادي ومفروض أي زول يكون كده ، في حين إنو الآخر برضو (!!) يعتقد عن نفسه إنه هو الطبيعي والمفروض (والذي يجب أن يشايعه الناس) .. أناشيدنا وأغانينا وأشعارنا دي جميله ، وأعتقد كمان إنو أجمل منها مافي (ومافي زول طالبني حليفة) ، وأعتقد إنو سيرة ناسنا من أبناء هذا السودان الكبير سيرة قوية ومشرفة ، وعندك شهداء واحد وسبعين عبدالخالق وجوزيف والشفيع ورد جناين حكاياتنا .. وعندك إنسان زي عمك علي الماحي السخي ، الذي تلمع إبتسامته الطيبة في ذاكرة كل من رآه .. وعندك الطلبة الشيوعيين ، وسطوعهم على المحك ، وفي المجتمع ( مش في سودانيز أون لاين ) تجد السيرة الأكثر حقيقة لهؤلاء الناس : الشيوعيين .. إحنا (إنت وأنا ، ومن لف لفنا ) مقتنعين بده ، لكن البيقنع الديك منو ؟ وهل الديك لازم يقتنع ؟؟ يعني ما ينفع إحنا والديك نقعد في حته وحده .. خليهو يا اخي ، مش ديك ؟ إحنا بقى .. واجب علينا الكتير ، وعندنا هوم ويرك على رأي الخواجه ، لازم نقعد ونشوف ماذا نحن فاعلين (بالجد جد ) وكيف سنخرج بانفسنا وبحزبنا وبلادنا من قد الإرة هذا ، وبعد ما نطلع من قد الإبره العمل شنو .. حاجات برضو من قبيل تجذير الثقافة الديمقراطية فينا ومن حولنا ، والبحث ما أمكن في بناء أسس تنظيمية جديدة تساعد على الحركة والتلقي والمراجعة والبناء .. إن ما يحدث هنا (أكثره) صب الزيت على النار ، وهي نار تأكل ولا تنتج .. بتخيل ، كنت ، إنو مكان زي ده ، في ظروف زي دي ، يكون منطقة للتبادل البناء والأخذ والعطاء ، خصوصاً إننا وإسم النبي حارسنا في أسوأ ما يكون من حال .. وما فينا من أحد إلا وفيه طعنة رمح أو ضربة سيف من هذا الواقع السوداني المرير ، مرض ، فقر ، جوع ، حزن ، جهل ، تعذيب ، قهر و إغتراب . كان ممكن نأتي إلا هنا أكثر إخلاصاً لأنفسنا ، وبأصوات أهدأ ترجو خلاصاً صادقاً من هذا الشيء الذي لا يُسمى .. لكننا يا خضر ، جينا نجرجر مذاهبنا وعاهاتنا وجنوننا العالي ونزقنا الطفولي المنسي ، وبعض رجالنا جاؤوا بمراهقاتهم وتغولهم الكئيب على آنساتنا وسيداتنا .. وهكذا تحولت الحياة هنا لجحيم جديد ، نضيفه إلى جحائمنا العديدة .. جحيم من الأحادية والإنغلاق والشتائم والكره والمقت وعمى البصيرة .. طيب يا خضر ، say إنو الحزب الشيوعي أقلق منامهم .. أها وأنا ، من أقلق منامي ؟ هنا في المنبر الأمور شويه جايطه ، فيها نزعات شخصية صميمة ، وفيها عدم موضوع بالعربي كده ، ولا يعول على المقاسات هنا طوال الوقت .. عارف يا خضر ، أيام التعليم المدرسي (الله لا عاده ) كنت معجب جداً برسالة عجيبة الشكل كان بعثها واحد من المكوك أو الملوك في بلادنا القديمة تقول في بعضها " لا يغرنك إنتصارك على الجعليين والشايقية فنحن الملوك وهم الرعية ، إلخ " وكنت أتكيف لهذه الخطبة لجرسها الموسيقي زائداً عليه خيالي الذي رمى بي إلى رؤية الرجل الملك هذا قاعد على كرسي عالي منجد تنجيد كويس ولابس سروال أخضر فاخر .. بعد ذلك رأيت أن في هذه الرسالة التلغرافية من صاحبنا تحتوي على درس مهم فحواه ألا تركن إلا إنتصاراتك الماضية طالما أن في العمر بقية !! وأعتقد أن الرجل معه حق .. ولا شنو ؟ دي حاجه .. الحاجه التانيه ، إني مشتاق ليك جداً ، واتمنى قريب كده نقعد ونتكلم في الحاجات دي شفوي ، حاكم أنا كمان بحب المشافهه لأنها بتفتح لي أفق وبتخليني في نفس الوقت مستمتع .. شكراً يا خضر على هذه السانحة ، وحبي الشديد ..