|
Re: إلى السيد محمد عثمان في المكان العَالي : (Re: عبدالله الشقليني)
|
وفي فجر تلك الليلة , وهي الليلة الثالثة , وأنا في إيوان الحضرة , وإذا بأصحاب الدائرة ورجال الوقت والقطب الغوث صاحب الزمان ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ وقد حضروا وعقدوا بعد الزيارة بالأدب والخشوع والخضوع مجلسهم هناك داخل الحضرة الصيادية , وقال صاحبي الغوث الجامع ـ سلام الله عليه ـ وهو الذي رأيته بمصر في الأزهر وقد ذكرت الواقعة : قف يا بهاء الدين ـ يعني هذا العبد الضعيف ـ وراء هذا الباب , اسمع كلام أهل الديوان لتتمرن على عادتهم .
فوقفت , فبدأوا بقراءة الفاتحة , وذكروا الله تعالى , وصلوا على النبي صلى الله عليه وسلم , وقام منهم قائم ذكر سلسلة الأغواث العظام من عهد النبي ـ عليه الصـلاة والسلام ـ , إلى صاحب الوقت , وقرأوا الفاتحة .
وألقى الخطاب عليهم الغوث من مقامه , فارتعدت فرائصهم هيبة له , ثم سكن حالهم , فخاطبهم من حاله فنشطوا , ثم خاطبهم من مقاماتهم فتمكنوا , ثم خاطبهم من أحوالهم فارتاحوا , ومروا على حوادث الأكوان كليها وجزئيها , وبارك الله بوقتهم , وذكروني هناك خمسة وعشرين مرة , وذكروا هناك أيضا من ينوب عني في مرتبتي من مقام الظهور في مشهد الحكمة من مطارقات الزمان فقالوا : هذا الأشعث الأغبر , الغريب الخفي الظاهر , الواقف وراء الباب : هو صـاحب نوبة التجديد في الشـرع المحمدي والطريق الأحمدي , ولكن نبعة حـاله تتـفجر من قلبه فتظـهر على يد ولسـان نائبه محمد بن حسن بن علي بن خزام , أحد أغصان هذا البيت في خان شيخون أصل وفرع .
فحمت الله تعالى , وبعد إتمام جلستهم الشريفة في مجلسهم الأنور قاموا للصلاة فصلوا , وصليت معهم , وخلعوا علي بعد الصلاة كل واحد منهم على قدر حاله , فأخذت الحصة الكبرى من مددهم .
وقلت للغوث ـ سلام الله عليه ـ : سيدي , هل لكم وقت معين تجيئون به إلى هذه البقعة السعيدة ؟ فقال : لنا أربع ليال في السنة , نعقد بها ديوان الحضرة في هذه الحضيرة الجليلة , إعظاما لشأن ساكنها وأولاده المدفونين بهذا الرواق النير , فقبلت يده , وقاموا وانصرفوا .
محمد مهدي الرواس الرفاعي ـ بوارق الحقائق
|
|
|
|
|
|