الوعى السودانى وعى زائف: نحن شعب منافق يتفوه بخلاف ما يطن .. ويمارس ما يبطن بخلاف ما يظهر

Quote: بريمة حياك الله .. والشكر أجزله على هذه الإضافات النيرة ... صرت أشفق على بني أمتي السودانية كثيراً .... لإفراد البعض للكثير من العيوب في مجتمعاتنا ... ما بين أمراض جنسية ... وإنتهاكات جنسية للأطفال ... ثم ختان للإناث يشرع له ... فعنصرية بغيضة... إلى المسكوت عنه ... ثم دعوات قضائية لردع جريمة النت والإساءة للإناث .. ثم الغور في أسرار البعض والتطرق للكثير من القضايا الأسرية الخاصة في مجتمعاتنا ... إلى دخول بعض العادات الغريبة في مجتمعاتنا :بكايات في الخرطوم" ... إنتهاءً بزيف الوعي .... والذي أعتقد أن قمة خداع الذات ... وقمة الإنحطاط والذي لن تكون معه أي خطوة مباركة يمكن أن تدفع بشعوبنا للإمام هو أن يلبس اللاوعي ثوب الوعي، وأن يلبس الجهل الاستنارة أو التأخر ... السبق .... نعم الوقائع كثيرة واعتقد أن للتربية القهرية "بالبنية والشلوت ... وسوط العنج" هي التي شكلت إنسان مقهور ... يفتخر بما لا يملك ويمتلك ناصية هذا الوعي الزائف .... ما يؤلمني كثيراً هو أن تصدر من شخص متعلم بلغ من العلم معاليه بنيل الشهادات .... الدكتور فلان والدكتور علان ... لينفضح وعيه حينما يصرح بكلمات عنصرية نابية تعكس حقاً زيف وعيه .... بتقليل شان الآخر ... أي كانت طبيعة هذا التقليل سواء بالنظر إليه بدونية أو أنه مجرد فرد ينتمى لقبيلة في نظرته لها تتجسد الدونية ... متدثراً هو في ذات الوقت بثوب النقاء العرقي .... أو كالذي يشير من غير حكمة لإنتقاد الآخر وإنتقاصه بفكرة يدعيها هو أنه "ولد بلد" فكلاهما سيان من يحسب أنه "ود بلد" ومن يأتي لامزاً ....حكمتك يا رب ... لا أدري أين مكنونات ديننا الكريم الذي وضع أسساً عميقة جداً حيال تأدب الفرد ووعيه.... المسألة مسألة تربية .. ما لم نبدا بتصحيح هذه العيوب من داخل ديارنا وبيوتنا فلن نستطيع أن نصنع شعباً مؤتلفاً بعضه البعض .... من المشاكل الكبرى التي تعيشها مجتمعاتنا والتي تعد مصيبة من مصائبها الكبرى هي الاستسلام لهذا الوعي الزائف غير المجنى ثماره ... وممارسته بكل غبطة وسرور وعدم الاحساس بأنه خطأ. لذا فالوعي الزائف يحمى بهذه الشاكلة - بهذا الحضور الكاذب الخداع وهذه الغبطة الجاهلة البليدة والتقوقع داخل الوعي الزائف لتغلق كل الأبواب وتوصد جميع النوافذ فلا يوقظه أي صياح وبهذا التحصين يبقى الوعي الزائف كما هو .... هو ... ليستمر وتتوارثه الأجيال جيلا بعد جيل .... وما أكثر الناس اللذين ينخدعون بوعيهم السطحي التلقائي ويتصورون أنهم تحت مظلة وعي وإدراك موضوعي عميق وأنه أكثر دراية بمعرفة الحقائق وأكثر من غيرهم لمعايشة الواقع ... ولكي لا نظل نعيش في دائرة مغلقة فالنقد هو سبيلنا للخروج من هذه الدائرة السمجة العقيمة وإلا سنظل في تخلفنا كبقية الشعوب... شكرا لك .. وأدعوك لوضع رؤية منطقية للحل ... ومواصلة النقد