نحن سودانيون ولسنا عرب أنقياء!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 03:38 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.سعاد ابراهيم احمد(Suad I. Ahmed)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-14-2003, 12:52 PM

ود شاموق
<aود شاموق
تاريخ التسجيل: 11-17-2002
مجموع المشاركات: 3605

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نحن سودانيون ولسنا عرب أنقياء!! (Re: Kabar)



    أكيد يا دكتورة

    أراهن على أنه لا توجد أمة جاهلة بحقيقة هويتها مثل الأمة السودانية، فما من أمة على وجه الأرض إلا وتعلم حقيقة إلى أي معسكر هي تنتمي، وما من شعب في هذه الدنيا إلا ويعلم من أي أمة هو، إلا نحن. فنحن غرس غريب بأرض غريبة، كان نتاجه هذه الأمة، شعوب وأعراق وأديان اجتمعت من أقاصي الأرض، وانصهرت في بوتقة واحدة، لتكون هذا السودان، وتنتج عبر ملحمة رائعة أمة، فريدة من نوعها، قل نظيرها بين أهل المعمورة.
    قدم الأفارقة لهذا المُركب نسباً حضارياً يعتز به، وأعطاه العرب نسباً اجتماعياً يتمسك به، فكان نتاج هذه المصاهرة شعب (عربي - أفريقي) الجذور، سوداني الهوية، ينتمي إلى نفسه قبل انتمائه إلى أي شيء، وإن حاول المنظرون والمؤرخون أن يعطوا هذا الواقع أبعاداً أخرى فكانت أبحاثهم ودراساتهم حبراً على ورق، لم تقدم ولم تؤخر شيئاً في واقع الحياة، وظل السوداني هو السوداني ابناً باراً لجميع الحضارات التي أنجبته، ومزيجاً من صحاري الشمال وغابات الجنوب.
    ربما يدعي مدعٍ أن أبناء الشمال عرب وأبناء الجنوب أفارقة، وأن السودان هو شمال وجنوب، كما هو الرأي الراجح والمستقر في أذهان الناس، في السودان وفي أنحاء كثيرة من العالم، وحقيقة هذا القول مردود على صاحبه، فلا ابن الشمال بقي عربياً ولا ابن الجنوب سيظل أفريقياً، فالعرب الذين نزحوا للسودان منذ مئات السنين، امتزجوا جميعاً عن بكرة أبيهم بالأفارقة سكان البلاد الأصليين، وأصبحوا سودانيين قلباً وقالباً لا يمت هؤلاء بصلة إلى جذورهم العربية، ولا أولئك لأصولهم الأفريقية، إلا القليل جداً من الجيوب هنا وهناك، والأفارقة ذوي الأصول والحضور الأفريقي في السودان لا محالة سيمتزجون، إن لم يكن اليوم فغداً، ببقية السودان أو تمتزج بقية السودان بهم.
    هناك في التاريخ أمثلة كثيرة على انصهار الحضارات وذوبان الأعراق في بعضها البعض، وهناك أمم كثيرة فقدت الارتباط بأصولها التي جاءت منها، فعلى سبيل المثال قبائل الهون الوثنية قبل مئات السنين هاجرت من أواسط آسيا حتى وصلت عبر رحلة طويلة إلى بلاد المجر في أوروبا، وامتزجت على مر القرون بسكان البلاد، وأعطت وأخذت منهم، حتى فقد الجميع أصولهم وأصبحوا جميعاً مجريين، ليس فيهم آسيوي ولا أوروبي، وجاء الدين فوحد ما تبقى من فوارق بينهم، ولم يبق من ذكر الهون إلا اسم البلاد "هنغاريا" الذي كاد أن يصبح نسياً منسياً، هذا مثال واحد والأمثلة كثيرة والتاريخ زاخر بآلاف القصص التي تروى.
    قد يظن البعض أن المستقبل ينبئ بصراع وشيك للحضارات في السودان، وأن الحرب في الجنوب إنما هي المقدمة لهذا الصراع، ومثلما يظن صامويل هانتيغتون، في كتاب صراع الحضارات، بأن صراع أو صدام الحضارات هي النهاية الحتمية وخاتمة المطاف لكل دورة حضارية، فإننا في السودان نعطي نموذجاً لتعايش الحضارات، نؤمن بذوبان الحضارات لا صراعها، ليس ذوبان واحدة في أخرى، بل ذوبان الجميع في حضارة جديدة ترث ما قبلها، فالحضارة جسد حي يمكن أن يتصاهر ويتناسل لينتج أجساداً حية أخرى، كما يمكنه أن يصطدم ويتصارع مع أجساد أخرى، ولكن الصراع نتاجه الهدم لا البناء، فكما أن البقاء للأقوى، فإن هذا الأقوى لا يمكن أن يخلد دون أن ينتج عنه جسدٌ جديد يكون وارثاً لحاله و إلا فإنه لا محالة يبلى، وحضارات السودان جميعها قوية، ونتج عن انصهارها وذوبانها حضارة جديدة، لا بد أن تنصهر وتذوب هي الأخرى مع غيرها لتنجب لنا الحضارة القادمة.
    أما صراع الجنوب، فهو صراع ليس بين حضارتين، بل هو آخر الرمق لعملية المخاض العسير الذي أنجب لنا السودان، وهو آخر جيوب المقاومة لهذا المد الحضاري الكاسح الذي أذاب ما قبله من حضارات في بعضها البعض، فمثلما قاوم رماة الحدق فرسان العرب، جاء يومٌ صارت يد رماة الحدق والعرب يداً واحدة حاربوا بها الغزاة الأتراك، ومثلما حارب البجاة بقيادة كنون بن عبد العزيز الحامية الإسلامية بأرض المعادن، وطاردوها حتى تخوم مصر، وقاتلوا جيش المسلمين، اتحد المسلمون بجاة وعرباً تحت راية المهدي محمد أحمد ليقاتلوا جيش الإنجليز، وكما قاتل جيش عبد الله القرين أهل سوبا من النوبة، وخربها خراباً سار بذكره الركبان، جاء بعد ذلك أبناؤه وعمروها، مثلما حدث هذا ومثلما ظن أسلافنا ألن يكون هناك سلام بين البجاة والنوبة والعرب، جاء ذاك اليوم، وجاء السلام والانصهار والوحدة، فليس جنوب بلادنا خارج هذه المعادلة أو فوق ناموس الكون، الوحدة قادمة شئنا أم أبينا، لا نعني وحدة الأرض فالأرض واحدة، ولكنها وحدة الشعوب تلك التي نعني.
    في أحايين كثيرة ينظر إلى السودان على أنه ضحية لتسلط وغزو الثقافة العربية وطغيانها على الثقافات المحلية، وحقيقة هذه النظرة لا يمكن ترجمتها أو رؤيتها على أرض الواقع، فصحيح أن اللغة العربية هي اللغة الرئيسية في السودان، ولكن هذا لا يعني أن الثقافة العربية هي الثقافة الطاغية على باقي الثقافات، فهي لغة اعتنى بها أهلها كثيراً حتى قبل وصولها للسودان، فجاءت قوية مكتملة، وحملت معها مقومات البقاء. أما من ناحية الثقافة فأبناء الأصول العربية لونتهم الثقافات المحلية بألوانها، ونسجتهم نسجاً محكماً في ثقافتها، فنجدهم في قد تطبعوا بعادات سكان البلاد الأصليين في معظم أحوالهم، بحسب المناطق التي سكنوا بها، وتخلوا طوعاً عن نسبة كبيرة جداً من طباعهم ومورثاتهم الثقافية، حتى لم يبق لديهم إلا القليل منها، ومن بينها هذه اللغة العربية، والتي لولا حوجتهم لها لإتمام شعائر دينهم فظني أنهم لم يكونوا يبالون كثيراً إن هم تركوها أيضاً، فاللغات كثيرة وكلها توصل المعاني.
    وبالنسبة للدين، فالشروط التي وضعها العرب الفاتحون عند فتحهم لبلدان العالم ثلاثة شروط، إما الإسلام وشهادة أن لا اله إلا الله، وإما الحرب أو الجزية، جميع الدول حاربت ورفضت هذه الشروط، إلا الصين والسودان فدفعتا الجزية، وربما يفسر هذا بعض الشيء، وإن كان بصورة تجريدية، لماذا هذا التقارب بين الدولتين في محافل الدول، أما بالنسبة لموضوعنا، فعلى الرغم من إتفاقية البقط، فإن الإسلام تسلل إلى قلب السودان كأنسام الصباح، حمله معهم العرب المهاجرون من شمال أفريقيا والأندلس ومنطقة الهلال الخصيب، ولم يفتح السودان عنوة بالسيف، وإن كانت الخلافات التي نشأت وسط السودان بين العرب المسلمين، الذين مضى على استقرارهم بالسودان في ذلك الوقت ما يقارب الأربعمائة عام، وجيرانهم النوبة المسيحيين كانت أطماعاً سياسية، فترجمت هذه الأطماع إلى معاني دينية لتأخذ طابع القداسة ولتقنع قاعدة الجيش المحارب، فكان نتاج ذلك حرب ضروس انتهت بانهيار المملكة المسيحية الأخيرة بالسودان، إلا أننا لا نستطيع أن نصفها بأنها غزو خارجي أو حرب دينية ومحاولة لفرض مذهب بقوة السلاح، إنما هي انقلاب داخلي أو حرب أهلية انتهت بانتصار مليشيا مسلمة على مليشيا مسيحية، وباعتبار أن كلا الدينين كانا وافدين من خارج الحدود، وكلا المتحاربين كانوا من السودانيين، فليس هناك غالب ليفرض ثقافته على المغلوب، وليس هناك انتصار لثقافة وافدة على أخرى محلية.
    ودين السودانيين عموماً دين بسيط وسهل، طبعوا دينهم بطبعهم فلم تنتشر بينهم حنبلية ولا عصبية دينية، وإنما أخذوا من الدين البساطة لتزيدهم بساطة على بساطتهم، وتعاملوا مع الدين تعاملاً ليناً فلم يحملوه فوق طاقته، فكان نتاج ذلك هذا التسامح الديني الذي نشاهده اليوم، والذي قل شبيهه حتى بين أكثر دول العالم تطوراً ورقياً، حتى الخلافات الدينية لم نعرفها إلا حينما أتى الوافدون الغرباء عن ديارنا، من مسيحيين ومسلمين، يحملون أفكارهم وطباعهم الحادة التي تخالف طباعنا وأفكارنا، ويبشرون بمذاهب لا تنتمي إلى واقع هذه البلاد، فصاروا ينشرون أفكارهم بيننا دون أي وعي منا، فتمسك كل أهل ملة بملتهم، وناصبوا العداء لكل من خالفهم، وكان نتاج ذلك خلل في تناغم هذا المزيج، وتعكير لصفو الحياة البسيطة التي يعيشها أهل السودان.
    هذا التركيب الذي يعجز حتى السودانيون عن فهمه، يظن كثير من الناس في العالم أنهم يفهمونه تمام الفهم، وبكل بساطة (بجرة قلم) يقسمون السودان فسطاطين أحدهما شمال عربي مسلم لا هم له إلا استرقاق واستعباد أهل الفسطاط الآخر الأفارقة المسيحيين المستضعفين في الجنوب، على الرغم من أن السودان هو عبارة عن لوحة كبيرة ملونة بكل ألوان الطيف، بها خلافات نعم، تناقضات نعم، حروب نعم، أما أن تكون مشكلة غير قابلة للحل فلا، فهذه البوتقة صهرت الملايين من قبل على مر الأزمان، فلن تعجز عن صهر البقية الباقية منهم اليوم، ربما ليس تحديداً اليوم حتى بمعناه الواسع، شهر، سنة، عشرة، مئة، ولكن سيأتي يوم نكون فيه أمة واحدة، لا ندري أقريب ما نوعد أم يجعل له ربي أمداً، وحتماً سيأتي ذلك اليوم الذي تسير في الظعين من حلفا إلى نمولي لا تخشى إلا الله.

    علاء

                  

العنوان الكاتب Date
نحن سودانيون ولسنا عرب أنقياء!! Suad I. Ahmed02-13-03, 02:33 PM
  Re: نحن سودانيون ولسنا عرب أنقياء!! Almokashfi02-13-03, 02:46 PM
  Re: نحن سودانيون ولسنا عرب أنقياء!! willeim andrea02-13-03, 02:48 PM
    Re: نحن سودانيون ولسنا عرب أنقياء!! Arbab02-13-03, 03:33 PM
  Re: نحن سودانيون ولسنا عرب أنقياء!! Kabar02-13-03, 04:25 PM
    Re: نحن سودانيون ولسنا عرب أنقياء!! ود شاموق02-14-03, 12:52 PM
  Re: نحن سودانيون ولسنا عرب أنقياء!! adil amin02-14-03, 02:19 PM
    Re: نحن سودانيون ولسنا عرب أنقياء!! Abdel Aati02-14-03, 05:48 PM
      Re: نحن سودانيون ولسنا عرب أنقياء!! مارد02-14-03, 06:38 PM
        Re: نحن سودانيون ولسنا عرب أنقياء!! بكرى ابوبكر02-15-03, 03:04 AM
          Re: نحن سودانيون ولسنا عرب أنقياء!! بكرى ابوبكر02-17-03, 08:33 PM
        Re: نحن سودانيون ولسنا عرب أنقياء!! Elmosley02-18-03, 02:02 PM
          Re: نحن سودانيون ولسنا عرب أنقياء!! bushramk02-18-03, 02:56 PM
            Re: نحن سودانيون ولسنا عرب أنقياء!! garjah02-19-03, 06:39 AM
  Re: نحن سودانيون ولسنا عرب أنقياء!! alsngaq02-19-03, 08:12 AM
    Re: نحن سودانيون ولسنا عرب أنقياء!! يحي ابن عوف02-19-03, 09:49 AM
  Re: نحن سودانيون ولسنا عرب أنقياء!! maia02-22-03, 08:06 PM
  Re: نحن سودانيون ولسنا عرب أنقياء!! Ahmed satoor02-23-03, 08:15 AM
    Re: نحن سودانيون ولسنا عرب أنقياء!! حسن الملك12-28-03, 10:57 AM
      Re: نحن سودانيون ولسنا عرب أنقياء!! bunbun12-28-03, 06:08 PM
  Re: نحن سودانيون ولسنا عرب أنقياء!! الطيب بشير12-29-03, 09:00 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de