إمرأة ترتكب فعل الابداع...أو ... ناتاشا عبد الرحمن احمد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 02:04 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبد المنعم الجزولى (Gazaloat)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-18-2004, 09:19 PM

Gazaloat
<aGazaloat
تاريخ التسجيل: 05-14-2003
مجموع المشاركات: 891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إمرأة ترتكب فعل الابداع...أو ... ناتاشا عبد الرحمن احمد

    القيت القبض عليها فى حالة تلبس واضح، وهى فى الاصل هجين بين ثقافتين، سودانية/ روسية.. تصر على ان هذه ليست قصصا قصيرة، وانما مجرد خواطر، تعثرت بها حالة كونها تحاول التنفس، فاخرجتها الى قارعة الطريق. فقلت ان هذا ايضا بداعة.

    اعجبتنى طريقتها فى تأمل التفاصيل، والبحث عن الشوارد المختبئة خلف الظلال، تتصيدها شاردة شاردة.

    قلت لعلكم ان قرأتموها ان تستمتعوا بها قدر متعتى.
    منعم الجزولى


    (1)
    الأبجور في الغرفة المظلمة يرسم دائرة ضوئية على الطاولة، لونها أصفر. ويثبت ذلك ما يقولونه من أن النور أصفر. أصفر لأن الشمس صفراء. هل هنالك من يمكنه مغالطة ذلك؟
    لا، لا… فالشمس بالتأكيد لونها أصفر، وضوءها أصفر مائل للبياض. ولكنها تكون أحياناً خضراء خضاراً شديداً، لا يشبه الأخضر الذي يكون بصفق الشجر ولا أي أخضر آخر. أنه الأخضر الذي في عينيها. أخضر كالأخضر. لا أكثر ولا أقل.
    ومن قال أن البحر أزرق؟ ليس بأزرق بل أيضاً أخضر من ذلك اللون العجيب الذي يحدث من مزج قطعة من الشمس الخضراء مع جزء من نور التاكسي (الفاضى)*، مع قليل من الخبز البرتقالي وفاكهة غريبة لونها بنفسجي.
    ذلك البحر الذي عرفته منذ لحظة رؤيته لأول مرة. من قال إنني لم أره من قبل؟ بل أعرفه جيداً. عندما كنت صغيرة كنت أضع رأسي على مخدة بحرية. وكانت ناعمة وهادئة. ذاك البحر الذي كنت أضع جزء منه في الدولاب. أغلقه من الخارج وأمثل أنني نسيته ثم أجئ بعد فترة لأفتح باب الدولاب سريعاً، فيأتيني قافزاً، مالئاً كل ما حولي، ويحدثني بلطف ومحبة.
    في لحظة من لحظات عمري الطويل، نسيت كل هذا. ولكنني تذكرت… عندما اشتممت رائحته الظريفة – رائحة البطيخ المالح.

    ---
    (* التاكسي غير المشغول، فى مدينة موسكو، يضىء لمبة خضراء )

    (2)
    البلاط كله مربعات. مربعات كبيرة. ورغم أنها من المفترض أن تكون متشابهة تماماً، إلا أنه من الصعب وجود اثنتين طبق الأصل. كما يصعب وجود ذلك التشابه في الناس.
    خطوة، خطوة… أحاول آلا تقف رجلي علي الخطوط التي تحدد نهاية كل مربع.
    واحد، أثنين، ثلاث…
    أضبط نفسي، وقد خطوت على الخط، ناسية مبدئى هذا. وسرحت في التفكير. أراجع نفسي لأتذكر عما كنت أفكر، ولكني أنسى ذلك أيضاً، فأتلفت حولي وأتعجب لحلاوة الجو.
    يدهشني لون صفق الشجر الجديد، ورائحة الربيع المنعشة. هذا التعجب يأتي بعده تفكير عن مشاكلي الحياتية. ولكن هذه الأفكار تجلب معها إحساس بالضئاله لا يتناسب مع هذا اليوم المشرق.
    أرجع للبلاط.
    خطوة، خطوة… وبعدها مرة ثانية خطوة أخرى… إلى مالا نهاية.

    (3)
    الظلام والهدوء يعمان المـكان، والصـوت الوحيد المسموع جيداً هو صوت الساعة، تحسب دقائق وثواني العمر بلا رحمة.
    تعتلي الشمعة الطاولة بشيء من التكبر الصامت. ربما لأنها تتحسس فرديتها في هذا المكان، فهي أولاً شمعة، والشمعة في هذه المدينة الضخمة، المليئة بالنور، المغطاة ببشرة من الخرسانة والحديد، والمزدحمة بالآلات والسيارات المتنوعة، لا تعني ما قد تعنيه في مدينة أخرى أقل كهرباءً وحديداً وسيارات. فهي لا تكون كادحة تؤدى واجبها لتقديم القليل من النور اللابد منه، ولكنها تمثل دور الرومانسية والإلهام.
    وتقف متكبرة أيضاً، لأنها ليست شمعة فحسب، بل إنها شمعة رائعة، شابة: مفتوح أمامها طريق الحياة، جميلة: من اللون البرتقالي/الطوبي اللطيف، وتشكيلة فريدة. ثم أنها طويلة : تتعالى تقريباً على جميع الأشياء الأخرى الموجودة بجانبها على الطاولة.
    كان لهب الشمعة يعكس طبعها، فكان بارداً من اللون الأصفر المائل للبياض. ودليلاً على ثقته في نفسه كان ساكناً : لا يهتز ولا يرتعش . ولكنه فجاءة اضطرب، فقد أتته رياح الموت الباردة بحق، فتغير لونه، وأصبح أزرقاً جميلاً ينعكس فيه دفء الحياة بوضوح، وبدأ يرتجف ويتراقص في نضاله من أجل البقاء.
    أليست عجيبة هذه الدنيا؟ لا يحس أحدهم فيها بالحياة، وبطعمها الجميل، إلا وهو على وشك فقدانها ! ويمكنه أن يعيش كل حياته غير مدرك لمعناها الأصلى حتى تأتيه تلك الحقيقة المؤلمة في لحظة يستحيل بعدها تغيير أي شئ.
    والشمعة؟
    آه الشمعة! فقد هدأ تيار الموت، وفي اللحظات الأولى لم تصدق، فظل لهبها صغيراً منكمشاً ، استقام بعد قليل، و ظل حذراً يتلفت على جانبيه ، ينحني هنا وهناك متردداً وبريئاً، ولكنه بدأ يزداد ثقةً لحظة بعد أخرى حتى أصبح كما كان سابقاً بارداً، متكبراً وواثقاً من نفسه.
    وكان من المستحيل التحديد - في تلك اللحظة – هل رجعت الشمعة كما كانت أم أن هذا التكبر ليس إلا حيلة تخفي به كل ما بداخلها من خوف وتشتت، بعد تلك التجربة القاسية.
    تحديد هذا مستحيل، ثم من يكون ذلك الشجاع الذي يأخذ على نفسه مهمة تحديد موقف تلك الشمعة في ذلك الليل الهادئ، في تلك المدينة الضخمة؟
    يا ترى من يكون؟
    شخص ما بالتأكيد...
    ولكنه لست أنا.
                  

العنوان الكاتب Date
إمرأة ترتكب فعل الابداع...أو ... ناتاشا عبد الرحمن احمد Gazaloat04-18-04, 09:19 PM
  Re: إمرأة ترتكب فعل الابداع...أو ... ناتاشا عبد الرحمن احمد طيفور04-18-04, 09:51 PM
  Re: إمرأة ترتكب فعل الابداع...أو ... ناتاشا عبد الرحمن احمد mustafa mudathir04-18-04, 09:57 PM
    Re: إمرأة ترتكب فعل الابداع...أو ... ناتاشا عبد الرحمن احمد Gazaloat04-19-04, 01:54 AM
  Re: إمرأة ترتكب فعل الابداع...أو ... ناتاشا عبد الرحمن احمد الجندرية04-20-04, 04:30 PM
  Re: إمرأة ترتكب فعل الابداع...أو ... ناتاشا عبد الرحمن احمد Nagat Mohamed Ali04-20-04, 04:48 PM
  Re: إمرأة ترتكب فعل الابداع...أو ... ناتاشا عبد الرحمن احمد Nagat Mohamed Ali04-20-04, 04:51 PM
    Re: إمرأة ترتكب فعل الابداع...أو ... ناتاشا عبد الرحمن احمد Gazaloat04-21-04, 02:37 AM
      Re: إمرأة ترتكب فعل الابداع...أو ... ناتاشا عبد الرحمن احمد مريم الطيب04-21-04, 02:57 AM
  Re: إمرأة ترتكب فعل الابداع...أو ... ناتاشا عبد الرحمن احمد الجندرية04-21-04, 11:48 AM
    Re: إمرأة ترتكب فعل الابداع...أو ... ناتاشا عبد الرحمن احمد فضيلي جماع04-21-04, 04:59 PM
  Re: إمرأة ترتكب فعل الابداع...أو ... ناتاشا عبد الرحمن احمد mustadam04-21-04, 09:13 PM
    Re: إمرأة ترتكب فعل الابداع...أو ... ناتاشا عبد الرحمن احمد Gazaloat04-23-04, 02:56 AM
      Re: إمرأة ترتكب فعل الابداع...أو ... ناتاشا عبد الرحمن احمد Gazaloat04-23-04, 05:53 PM
        Re: إمرأة ترتكب فعل الابداع...أو ... ناتاشا عبد الرحمن احمد طيفور04-23-04, 09:14 PM
      Re: إمرأة ترتكب فعل الابداع...أو ... ناتاشا عبد الرحمن احمد فضيلي جماع04-23-04, 09:18 PM
        Re: إمرأة ترتكب فعل الابداع...أو ... ناتاشا عبد الرحمن احمد عشة بت فاطنة04-23-04, 10:08 PM
  Re: إمرأة ترتكب فعل الابداع...أو ... ناتاشا عبد الرحمن احمد Nada Amin04-23-04, 11:08 PM
    Re: إمرأة ترتكب فعل الابداع...أو ... ناتاشا عبد الرحمن احمد Sidgi Kaballo04-23-04, 11:34 PM
      Re: إمرأة ترتكب فعل الابداع...أو ... ناتاشا عبد الرحمن احمد Gazaloat04-25-04, 06:34 PM
        Re: إمرأة ترتكب فعل الابداع...أو ... ناتاشا عبد الرحمن احمد عشة بت فاطنة04-25-04, 09:10 PM
          Re: إمرأة ترتكب فعل الابداع...أو ... ناتاشا عبد الرحمن احمد طيفور05-06-04, 01:51 AM
            Re: إمرأة ترتكب فعل الابداع...أو ... ناتاشا عبد الرحمن احمد Gazaloat05-08-04, 06:53 PM
  Re: إمرأة ترتكب فعل الابداع...أو ... ناتاشا عبد الرحمن احمد Ehab Eltayeb05-09-04, 08:14 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de