|
Re: اسبوع على رحيل صدام.ماذا قال الكتاب اليوم؟.صدام حسين، الذي حير الناس حيا وأسيرا، يحيرهم ميت (Re: شهاب الفاتح عثمان)
|
من وحي جثّة حازم صاغيّة الحياة - 06/01/07//
هل هي مجرّد مصادفة أن يلتقي اتّجاهان: وقوف العلاقة بين الغرب والقوى الراديكاليّة، العربيّة والمسلمة، على حافّة الانفجار، ووصول العلاقات السنيّة - الشيعيّة في المنطقة الى الحافّة نفسها؟
يُطرح السؤال وفي البال تلك الرواية الايديولوجيّة، الطفليّة، التي تفيد أن الصراع مع الولايات المتّحدة وإسرائيل (وفرنسا...) المحرّك الأبرز لأحداث الشرق الأوسط اليوم. وتبعاً للوصف هذا، يغدو اندراجنا في الصراع، وتوسيعنا له، مدخلاً الى وحدتنا، العابرة حكماً للمذاهب والطوائف، ضدّ «العدوّ».
تقابل الروايةَ المذكورة أخرى، واقعيّة وفعليّة، مؤدّاها أن النزاعات العصبيّة، الطائفيّ منها والمذهبيّ والإثنيّ، هي المحرّك الأوّل والأهمّ. وعملاً بالتقدير هذا، يصير تحاشي القضايا الصراعيّة الكبرى، وتحييد النفس عن المجاري الاستراتيجيّة العريضة، وترميم القليل المتبقّي من وحدات وطنيّة، شروطاً للبقاء على قيد الحياة السياسيّة.
إعدام صدّام حسين جاء يشهد لقوّة الرواية الثانية وصحّتها، خصوصاً وقد «ازدهت» العمليّة تلك بالهتافات لمقتدى الصدر ومحمّد باقر الصدر وآل البيت، أي بهويّة طائفيّة ناجزة لا يدانيها الشكّ.
ومصدر الإرباك الذي يحيق بالرواية الايديولوجيّة أن الخصومة بين الولايات المتّحدة وصدّام حسين التي أوصلت الى الحرب ومن بعدها الى الشنق، حقيقة مُحقّقة مثلها مثل الخصومة بين الولايات المتّحدة وإيران التي قد توصل الى حرب أخرى.
لكنّ إيران التي أفادت من سقوط صدّام وحكمه، مضت فاعتبرت إعدامه «انتصاراً للشعب العراقيّ»، فيما هبّت من طهران أصوات مؤثّرة تسبغ على الفعلة وصف «العدالة الإلهيّة». وأغلب الظنّ أن أوثق حلفائها العراقيّين، من تابعي مقتدى الصدر الأشرس في مقارعة الأميركيّين، كانت له اليد الطولى في عمليّة الإعدام. وبدوره، تصرّف «حزب الله» اللبنانيّ تصرّف المتغاضي عن عمل أتاه «الأميركيّون وعملاؤهم في العراق» الذين هم، بالمناسبة، «عملاء» إيران أيضاً. فالحزب المذكور لم يقف في صفّ حلفائه «القوميّين والإسلاميّين» السنّة ممن تقبّلوا التعازي بالرئيس العراقيّ الراحل صابّين جام غضبهم على الأميركيّين والصهاينة والإيرانيّين «الصفويّين».
فما يصحّ على «حزب الله»، الموصوف بالإيرانيّة السياسيّة، لم يصحّ في «الإخوان المسلمين» الأردنيّين السنّة، بل لم يصحّ حتّى في «حركة حماس» المتّهمة، هي الأخرى، بالإيرانيّة نفسها. فهؤلاء جميعاً، وهم حلفاء إيران ومشايعوها في معركة التخصيب، اعتبروا صدّام شهيداً كبيراً من شهداء «الأمّة»، وذهب بعضهم بعيداً في التعرّض للحكم الإيرانيّ وشتمه. ولئن دانت القوى السنيّة «المعتدلة»، من غير استثناء، عمليّة الشنق، فإن إدانات الراديكاليّين السنّة هي التي لاحت حادّة، محتقنة، تطرح العلاقة السنيّة - الشيعيّة على محكّ جذريّ.
صحيحٌ أن أحداً من السنّة الراديكاليّين لم يسحب تأييده لإيران في مواجهتها مع واشنطن، لكنّ الموقف الشيعيّ الراديكاليّ وفّر السابقة، حين بورك مقتل «بطل قوميّ» على أيدي «الأميركيّين والصفويّين». فكأنّما القضيّة التي توصف بكونها جامعةً مانعةً، تتفرّع عنها قضايا عدّة يريد أصحاب كلّ منها التصدّي للنفوذ الأميركيّ بلغة ورموز مختلفة، ولكنْ أيضاً لغايات متضاربة. وهذا كي لا نذكّر بالمساهمة السوريّة الخطيرة قبل أيّام، التي عبّر عنها موقف رسميّ أفاد بأن الولايات المتّحدة هي التي تعرقل إمكان الحوار بين دمشق وتل أبيب!
هكذا تكاشفنا جثّة صدّام بحقائق يُستحسن أن تتوقّف أمامها قوى «الممانعة» التي ينسكب نضالها ماءً في غربال. غير أّنه من صنف الماء الحارق.
فما لا يحظى بالتفات ثقافتنا السياسيّة أن للعنف ديناميّة مستقلّة بذاتها، مفتّتةً للعالم الذي يطلقها وللعالم الذي يتلقّاها. فكلّما أجّجنا العنف، تاركين جانباً إرساء التقاليد والمجتمعات السياسيّة، تكامل صراعـ»نا» ضدّ «العدوّ» وصراع واحدنا ضدّ الآخر الى أن ننتهي ذرّات متحاربة تشترك قولاً في قضيّة مجيدة!
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
اسبوع على رحيل صدام.ماذا قال الكتاب اليوم؟.صدام حسين، الذي حير الناس حيا وأسيرا، يحيرهم ميتا!, | شهاب الفاتح عثمان | 01-06-07, 12:32 PM |
Re: اسبوع على رحيل صدام.ماذا قال الكتاب اليوم؟.صدام حسين، الذي حير الناس حيا وأسيرا، يحيرهم ميت | شهاب الفاتح عثمان | 01-06-07, 12:40 PM |
Re: اسبوع على رحيل صدام.ماذا قال الكتاب اليوم؟.صدام حسين، الذي حير الناس حيا وأسيرا، يحيرهم ميت | شهاب الفاتح عثمان | 01-06-07, 12:45 PM |
Re: اسبوع على رحيل صدام.ماذا قال الكتاب اليوم؟.صدام حسين، الذي حير الناس حيا وأسيرا، يحيرهم ميت | شهاب الفاتح عثمان | 01-06-07, 12:57 PM |
Re: اسبوع على رحيل صدام.ماذا قال الكتاب اليوم؟.صدام حسين، الذي حير الناس حيا وأسيرا، يحيرهم ميت | شهاب الفاتح عثمان | 01-06-07, 01:15 PM |
Re: اسبوع على رحيل صدام.ماذا قال الكتاب اليوم؟.صدام حسين، الذي حير الناس حيا وأسيرا، يحيرهم ميت | شهاب الفاتح عثمان | 01-06-07, 01:29 PM |
Re: اسبوع على رحيل صدام.ماذا قال الكتاب اليوم؟.صدام حسين، الذي حير الناس حيا وأسيرا، يحيرهم ميت | شهاب الفاتح عثمان | 01-06-07, 02:39 PM |
Re: اسبوع على رحيل صدام.ماذا قال الكتاب اليوم؟.صدام حسين، الذي حير الناس حيا وأسيرا، يحيرهم ميت | شهاب الفاتح عثمان | 01-06-07, 08:05 PM |
Re: اسبوع على رحيل صدام.ماذا قال الكتاب اليوم؟.صدام حسين، الذي حير الناس حيا وأسيرا، يحيرهم ميت | شهاب الفاتح عثمان | 01-07-07, 03:47 AM |
Re: اسبوع على رحيل صدام.ماذا قال الكتاب اليوم؟.صدام حسين، الذي حير الناس حيا وأسيرا، يحيرهم ميت | هجو الأقرع | 01-06-07, 01:36 PM |
Re: اسبوع على رحيل صدام.ماذا قال الكتاب اليوم؟.صدام حسين، الذي حير الناس حيا وأسيرا، يحيرهم ميت | شهاب الفاتح عثمان | 01-06-07, 02:01 PM |
Re: اسبوع على رحيل صدام.ماذا قال الكتاب اليوم؟.صدام حسين، الذي حير الناس حيا وأسيرا، يحيرهم ميت | شهاب الفاتح عثمان | 01-07-07, 04:23 AM |
Re: اسبوع على رحيل صدام.ماذا قال الكتاب اليوم؟.صدام حسين، الذي حير الناس حيا وأسيرا، يحيرهم ميت | شهاب الفاتح عثمان | 01-07-07, 06:06 AM |
|
|
|