خواطر عن السينما

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 07:53 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة صلاح شعيب(صلاح شعيب)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-15-2009, 11:36 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خواطر عن السينما


    اضعف إهتمامات الكاتب الأخرى تمثلت في فن السينما. لماذا؟ يدري بعض السبب وليس كله. فربما إنحيازه التام إلى الشعر ومحاولة تقفي آثار صائدي محاراته المنقوشة حرماه من إشراقات كثيرة للسينما العربية والهندية والغربية. ما بذله من وقت لقراءة روايات ونقد روايات وتتبع سير ذاتية لمن يصكون حروفها يفوق عدد الساعات التي متع فيها عيناه بدهشة لقطات شحيحة لأفلام لا تتجاوز العشرة. إن الحروف التي إلتهمها لثلة شعراء، بينهم تقليديين، على قدر من التقدم، وحداثيين اصلاء وآخرون في المنطقة الرمادية لا تساوي عدد الحروف التي قرأها في نقد الأفلام. وبرغم أن الكاتب نفسه ظل في المنطقة الرمادية، قاطفا من ثمار الإبداع المشاهد والمقروء دون أن يكتفي بتفاحة هذا الفن لوحده أو ذاك إلا أن المنطقة الرمادية عموما موحية بالنباهة خلافا لما يرى الناس، خصوصا في الظروف غير العادية.
    فخلال (الرمادوية) في الإهتمام تستطيع أن تقفز إلى مجهول الإهتمام بالعمل الإذاعي أو التلفزيوني وإحترافه. فكم من مسرحي قح إنتهى إلى موقفه هذا بناء على إمتهان سابق للصحافة، والعكس هو الصحيح. ودعنا نثرثر داخل النص بأن اللون الرمادي نفسه ليس قبيحا بالدرجة التي توازي قبح الرماديين المنشور، وهذا يعني أن الكاتب الرمادي هو لون في جدارية عريضة.. هي الحياة. أو هي هو. وعلى فكرة أن الملفت للنظر هو أن الناس تطالب الكاتب ألا يختفي في المنطقة الرمادية بينما هم يجلسون على أرائك السلامة التامة، والله غالب.
    لا ريب أن المشتغل في العمل الإعلامي يدرك نقاط ضعفه في إحسان الإهتمامات الثقافية الكثيرة ولكن هذه النقاط تعوض بأخرى من أجناس إبداعية يرتاح إليها بعض الناس ويهرب منها آخرون. والجنس الإبداعي للآخر رحمة، ولعل الأستاذ مصطفى سيد أحمد أول من أفادني بهذا التعبير، حين سمعته لأول مرة يقول أن الطاقة الإبداعية واحدة وذلك في معرض حوار عن جدوى تقلبه بين الرسم والتمثيل وكتابة الشعر ثم أخيرا التلحين والغناء. ما قصده الفنان الراحل أن الحس الفني الذي نماه وردي يمكن أن يصنع منه مبدعا في مجال آخر، وهو هكذا من شعراء النوبية المجيدين على حسب زعم صديقنا الصحافي محمد عثمان يوسف وردي. وإذا مددنا المثل لقلنا إنها لواحدة هي طاقة هاشم صديق في نسج الشعر العامي والفصيح، وكتابة النقد المسرحي، وتقديم البرامج التلفزيونية والإذاعية، والتدريس في أكاديمية المسرح والغناء، وكتابة المقال الصحفي.
    الكاتب، الذي يجد في صنعة الكتابة ــ أدمن التمتع بالسينما أو غرق في تفاصيل الشعر ــ إنما هو في أبسط تعريف قارئ كبير وكفى. إذن دعنا نقول إننا كلنا قراء بجدية، أو بضدها سواء أدمنا متابعة الأفلام السينمائية أو قراءة الروايات أو إحتراف متابعة ما تضخه دور النشر وحصده، كما يفعل الشاعر التيجاني سعيد الذي له من طرق للحصول على الكتب نوادر وشوارد ومكائد. ودعنا نقول إن كاتبا صحافيا مجيدا مثل الاستاذ محجوب محمد صالح، وهو تقريبا من نوارس ذاك الجيل الذي لم يتعطب دون مقارعة الدنيا، يعتبر من أكثر القراء الذين توفروا على قبسات الكتب المضيئة في شتى مجالات الحياة ثم ساعدته هذه المعارف في توظيف اللغة لحل سحر الأحداث والأفكار صحفيا.
    نعم لم تكن السينما من اسبقيات الإهتمام للكاتب بقدر ما للشعر أو الفكر أو النقد أو الرواية ، فكثيرا ما أكتفي بمعرفة (خطورة الممثلين وأفلامهم) العربية والمترجمة إليها من خلال قراءات نقدية تختصر له المشوار وإن لم تمنحه القدرة على تذوق الحبكة الدرامية أو الاسلوب الذي إنطوى عليه السيناريو عمليا، ومع ذلك يرى بعضهم أن ما يكتبه الكاتب في مجالات الإبداع هو النقد بعينه وأن هذا الزعم يجعله ناقدا.
    والحقيقة أن الكاتب لا يملك مقدرات النقاد وخيالهم الخصب ودراساتهم الجادة والعميقة في تتبع سيرة البنيوية ونقدها، أو مقدراتهم وتمترسهم في محراب البحث الدؤوب، ورصدهم المقتدر لمسار الأدب منذ حين، كما يفعل صديقنا الأستاذ عبد المنعم عجب الفيا أو بشرى الفاضل أو اسامة الخواض أو مجذوب عيدروس أو محمد عبد الرحمن "بوب" أو عيسى الحلو أو عبد اللطيف علي الفكي.
    يشك الكاتب أن الذين لا يدمنون تذوق الرواية السينمائية يمكن أن يكونوا أبدا نقادا أو ناقدين أو نقدة بمعنى الكلمة وتصريفاتها. فالأستاذ جابر عصفور يقول إن هذا (زمن الرواية)، ولقد إلتهم الكاتب كل سطور كتابه ولم يقرأ رواية واحدة للروائيات السعوديات الجدد واللائي أثرن خيال الناقد البنيوي الفذ عبد الله الغذامي وألف فيهن كتابا. فكيف إذن لمن لا يحترف متابعة الرواة من الحجازيات وتذوق الرواية السينمائية أن ينافس بنقده وسط النقاد الذين يتابعون أفلاما عربية وغربية وسط متابعة إنتاج الطاهر بن جلون ويلاحقون الآتي منه وهو لما ينضج في نار المطابع.
    بخلاف ذلك فإن تذوق الكاتب للشعر وكتابته للنفس لا للقراء لا يخلق من المرء ناقدا مثل الأستاذ عبد الهادي الصديق أو حسن موسى أو معاوية البلال أو هاشم ميرغني أو غيرهم. فناقد الشعر هو الذي يلم بتفاصيل البحور الشعرية السبعة للخليل بن أحمد الفراهيدي، كأساس، ثم يتتبع مسار القصيدة العربية من زمن القصيدة العمودية إلى التفعيلة، إلى قصيدة الحداثة، ثم قصيدة ما بعد الحداثة. ولعل هذه مهمة شاقة تتطلب تفرغا مثل الذي يبذله استاذنا عبد القدوس الخاتم وبعض ممن أمد الله سعة صبرهم على تفكيك مغاليق نصوص النابغة الذبياني والفيتوري وسليم بركات وبقية الحداثيين الجدد الذين جعلوا المرء يهرب، في خاتم المطاف، من قراءة الشعر إلى إحتراف قراءة نقده.
    (الغريبة) أن الكاتب لا يزال مؤمنا بأيدلوجيا صحفية لأستاذه الراحل قيلي أحمد عمر الذي قال له يوما إن الصحافي يأخذ من كل فن بطرف، أو على الأصح بنصيب، ولا بأس إن تعمق في علم من العلوم إذا كان محظوظا في التحصيل الأكاديمي. فما نأخذه من فنون السينما والرواية والشعر والمسرح والأدب والنقد والفكر لا بد أن يفيد في جعل مهمة الصحافي المحرر، والصحافي الكاتب سهلة وقابلة لتنوير الناس بـ"الجديد، المثير، الخطر" كما كان الاستاذ محمد محمود هساي يشير في مانشيتاته الرياضية. فالمحرر الصحفي لا بد أن يتيقن علي وعي ببعض أنواع الفنون والأفكار حتى لا يكون (محررا تكنوقراطيا) مثل بعض السفراء، حيث لا يدري بعضهم كيف يكون موقفه صحيحا من السلطة الديكتاتورية أينما وجدت!
    ولئن كان الكاتب الصحفي يستخدم لغة غير لغة النقاد المحترفين، فهو مطالب بأن يقف على الآثار الإبداعية وتنمية قدراته الفكرية والثقافية حتى يفيد الناس وواقعم ومستقبلهم. فالكاتب الصحفي هو أيضا القارئ الذي يعلم غث الحكومات وثمينها قبل أن يجلس ليقول كلمته. والأمر ينطبق على الأديب نفسه، إذ لا يمكن للقارئ النهم وهو كذلك، أن يعاني التضييق في حياته ثم ينسحب من معركة السياسة بقوله إنه لا يفهم كثيرا في قوانينها الداخلية، برغم أن ذاك الأديب أو هذا قد ضاق ما ضاق من ويلات السياسات المدمرة للـصفاء الإنساني.
    ومن هنا تظل مهمة الكاتب الصحفي هي الأشق لكونها معنية بكل جمهور القراء. ولا تظنن أن القارئ هو ليس مجموعة قراء، فبينهم المهندس والنجار والفنان والوزير والعامل والرياضي، أي يتفاوتون في التحصيل التعليمي والثقافي ويتباينون في تجويد فضيلة القراء وإستلهام فوائدها.
    الصديق صلاح عبد الرحيم كان له برنامح (سينما سينما) وكان يختصر لنا المشوار بعد عرضه للأفلام ونقدها وكان الناس يتابعونه بشراهة كما متابعتهم لبرامج متوكل كمال وحمدي بدرالدين ومحمد سليمان جراب الهاوي، ولكن للأسف توقف ذلك البرنامج ضمن توقف لازم كل البرامج الجميلة التي نشأنا عليها وزادت معرفتنا بالثقافة والبلد والفنون والرموز.
    عودا إلى بدء فإن سبب تجاهل الكاتب لفن السينما إنما يعود إلى إنحسار دورها في التثقيف، فلما كان هو من الجيل الذي تفتح ذهنه في بداية الثمانينات فإن التلفاز قد غزا كل بيت ومع مرور الأيام إنتهى تأثير السينما في الهم الثقافي لجيله. وشيئا فشيئا صارت دور السينما تشكو الإهمال المسبب وغير المسبب حتى إن خلصنا إلى مرحلة التسعينات تراجعت الأفلام لصالح المسلسلات بعد إنتشار الصحن الفضائي الذي حظر حكوميا في بادئ الأمر. ولعل بعض من هذه العوامل وأخرى أثرت على جيلنا الذي تعددت فرص وقوفه على إبداعيات أخرى، ولا شك أن هذا التراجع في السينما صاحبه، على المستوى السوداني تراجع لحركة المسرحيين والدراما الإذاعية.
    فضلا عن ذلك فإن واقع دور السينما في الاقاليم تخلص كثيرا برغم أن الجيل الذي سبقنا كان له ذكريات لا تنسى عن سينما كلوزيزم التي وجدتها في العام الماضي وقد تحولت إلى نقطة لبسط الأمن الشامل إن لم أتحر!
    الأستاذ عبد الكريم الكابلي كان بين ظهرانينا الاسبوع الماضي، وأقام ندوة ثقافية بمنتدى الجالية. فيها ذكر، في إطار تعضيد مقولاته عن إهمية درس تأثير الفنون، أن اشكال الفنون لا تتجاوز الخمسة ولكن الدكتور أحمد القرشي تداخل معه وكذا أحس الكاتب من خلال ما طرح عدم إيمانه بحصر الفنون إلى عدد يثير الجدل، وذهب الدكتور القرشي إلى القول إنه يعتبر علم الرياضيات من الفنون التي لا تخطئها عينه، وبرغم أن الكابلي حاول أن يربط حجته بتأثير هذه الفنون على الناس إلا أن الحوار كان موحيا للإختلاف وتأمل ما يرى أنها فنون.
    كنت على وشك مقارعة الفنان ــ المعهود فيه، من بين أقرانه، دربة في القراءات الجادة ــ بالقول إن هناك من يعتبر السينما فنا سابعا، دون أن أدري ما هو الفن السادس الذي فات علي أن أدركه وأثناء بحثي في الأنترنت وجدت الكاتب العربي محمد قاسم الخليل قد أغناني بقوله ( جاء في المعجم أن أول من أطلق تسمية الفن السابع على الفن السينمائي هو الناقد الفرنسي الإيطالي الأصل (ريتشيوتو كانودو) الذي ولد في إيطاليا عام 1879 وعاش في باريس منذ مطلع القرن العشرين ومات فيها عام 1923 وقد اشترك كانودو في تحرير أكثر من 15 مجلة وجريدة سينمائية وكتب أبحاثا في الموسيقا والمسرح والسينما وكتب الرواية والشعر والمسرحية وأنشأ في عام 1923 مجلة الفنون السبعة وتعد أعظم كتاباته مجموعة مقالات كتبها بين عامي 1907 و 1923 وقد جمعت بعد وفاته في كتاب بعنوان (مصنع الصور).‏ وقد أعلن كانودو عن سبب تسمية السينما بالفن السابع فقال:‏ لأن العمارة والموسيقى وهما من أعظم الفنون مع مكملاتهما من فنون الرسم والرقص والشعر والنحت قد كونت حتى الآن الكورال السداسي الإيقاع للحلم الجمالي على مر العصور.‏ ويرى كانودو أن السينما تجمع وتضم تلك الفنون الستة إنها الفن التشكيلي في حركة فيها من طبيعة الفنون التشكيلية ومن طبيعة الفنون الإيقاعية في نفس الوقت ولذلك فهي الفن السابع.‏.)
    وإنحسار دور السينما ملاحظ في مصر وسوريا والمغرب وكثير من بلدان العرب، بيد أنها في الولايات المتحدة تعايش إزدهار كبير بسبب التسويق الذي عززت نواحييه ثور الإتصالا، فمن السهل أن تعبئ شركات الإنتاج مليونا قرصا لفلم الأسبوع ليوزع في أيما بقالة أو مكان للجمهور. وبرغم هذه الحقيقة إلا أن القاسم المشترك بين دور السينما هناك وفي محيطنا الحضاري هو تراجع حضور المشاهدين في هذه الدور.
    الأسباب الأخرى التي لا يدري الكاتب عنها وهي التي مهدت له تجاهل فن السينما قد تعود إلى ظروف يسأل عنها الاستاذ صلاح عبد الرحيم المختفي في الزحام بعد أن تخصص في هذا المجال وتمدد خيره إلى المعهد العالي للموسيقى والمسرح. إنه الوحيد الذي قد يفسر لنا حالة إهمال الكاتب لفن عظيم كفن السينما. وربما تنطبق هذه الحالة مع حالات لكتاب آخرين وغير كتاب، ولكن من الذي لا يعرف بأن هناك أسبقيات ثقافية للمهتمين بالعمل الإعلامي/ الثقافي وليس من بينها السينما أو ممارسة رياضتي الأسكواتش والبولو.
    عموما وجد الكاتب أن المخرجين الأميركيين مايكل مور من خلال " Fahrenheit 9/11" وميل قبسون من خلال " The Passion of the Christ" قد كشفا جهله حين ظن أنه بالحرف وحده يتنامى ذوق الكاتب للصحافة. بل لعلهما ساعداه لإدراك حكمة أهله القائلة إن ( دنيا فرندقس ..دردقي بشيش). فمن خلال هذين العملين إتضح أن الفن السابع الذي أهمل استاذنا الكابلي تصنيفه لسبب أو لآخر ضمن الفنون يرقى لأن يعرفنا بالاسباب العميقة التي قادت الأستاذ علي المك يوما لقيادة مؤسسة الدولة للسينما وكان المك حاول بطريقة سابقة لزمانها في تحريض الناس للإهتمام بالسينما، واعيا أن هناك ضرورة ملحة لتمديد الذوق السينمائي للمثقفين وعامة الناس حتى يبنوا فوق إنتاج أول عمل سينمائي سوداني للمخرج الرشيد مهدي عام 1970. إن إهتمام علي المك الباكر بتطوير هذه المؤسسة وإصدار مجلة بإسمها حملت معارف في فن السينما كان الهدف منه تشجيع السودانيين للإلتفات لبيئتهم السينمائية وتفجير كوامنها المتعددة والتي لا بد أنها ستجلب لنا صيتا بين الورى وتحافظ من ثم على ما حققه سينمائيون عالميا بإمكانيات شحيحة.
    فصديقنا الدكتور وجدي كامل الذي تحصل على درجة الدكتوراة في السينما بموسكو قال (لـلشرق الأوسط) إن السينما السودانية زاخرة بالنجاحات الأقليمية والدولية وأبان أنه ( فاز فيلم «الجمل» للمخرج ابراهيم شداد بجائزة النقاد في مهرجان كان عام 1986 وحصل فيلم «حبل» للمخرج نفسه بذهبية مهرجان دمشق في العام التالي. كما نال فيلم «ولكن الارض تدور» لسليمان محمد ابراهيم ذهبية مهرجان موسكو عام 1979 وفاز فيلم «الضريح» للطيب مهدي بذهبية مهرجان القاهرة للافلام القصيرة في 1972..واخرج جاد الله جبارة فيلم «تاجوج» الذي نال جوائز في تسعة مهرجانات دولية واقليمية).
    إجمل ما قطع به كامل من رأي كان حين إستعاد رأيا مماثلا لعثمان سامبين المخرج السنغالي والروائي العالمي والذي قال إن (السينمائيين الأفارقة بمقدورهم ان يصنعوا سينما عظيمة عندما يكف السياسيون الافارقة عن صناعة الافلام الرديئة).


                  

03-16-2009, 01:02 AM

الرشيد ابراهيم احمد
<aالرشيد ابراهيم احمد
تاريخ التسجيل: 02-27-2009
مجموع المشاركات: 845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر عن السينما (Re: صلاح شعيب)

    الاستاذ صلاح
    سلامات
    لم افهم قصدك من تسمية الرماديه ؟؟
    اي المنطقه الرماديه؟؟
    هل وسائل الاعلام الحديثه الفضائيات والانترنت يمكن ان تعتبر الافه القارضه للسينما عالميا ؟؟
    وهل الاوضاع الاقتصاديه لها اثر كبير في تطور فن السنماء؟؟
    ومتي نري سنما سوادنيه فعاله اي اقصد انتاج سنمائي سوداني فعال؟؟
    شكرا المقال دسم وكسبت منه الكثير مما اجهله في هذه الدنيا اي عالم السنما
    احترامي
                  

03-16-2009, 08:40 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر عن السينما (Re: الرشيد ابراهيم احمد)

    الزميل الرشيد إبراهيم أحمد

    تحية طيبة وشكرا على تفضلكم بهذه الأسئلة المشجعة للحوار ولست أزعم أنني قادرا على إعطاء إجابات شافية لبعض منها، ولعلي مثلك أتمنى أن أجد مساهمة من المختصين في فن السينما، إن وجدوا داخل البورد، ليرونا الكيفية التي بها تنهض السينما السودانية، وأجتهد بقدر الأمكان للرد على سؤال الإعلام الحديث (الفضائيات والانترنت) وأقول أن الفضائيات يمكن أن تسهم في عرض الأفلام السينمائية، كما هو حادث في بعضها، وذلك ما يزيد إمكانية إنتشار الإنتاج السينمائي. شاهدت أن في الولايات المتحدة قنوات مختصة بفن السينما حيث تقوم بعرض الأفلام وإستضافة النقاد للتعليق عليها وغير ذلك من المواد التثقيفية عن فن السينما، والولايات المتحدة نفسها تعايش تطورا في فن السينما وأصبحت "الأسطوانات" تدر ربحا كبيرا للشركات، ولم تعد دور العرض هي التي تزيد ربحية الفلم كما هو حادث من قبل، فضلا عن ذلك فإن الجمهور الأمريكي دائما ما يحرص على حضور العروض الأولى للأفلام الجديدة، وأتذكر كيف أن فيلم ميل قبسون عن السيد المسيح حظى بحضور مكثف في دور العرض الامريكية، ومن ثم أصبح كل أمريكي يسعى لإقتناء نسخة من الفيلم.
    حتى الآن لا أرى أي أثر للأنترنت في سحب البساط من السينما أو التأثير عليه سلبيا في الولايات المتحدة، والحقيقة أن تأثير الانترنت على الصحافة وأجهزة الأعلام ابلغ مما نتصور، ودونك التخفضيات الهائلة لأعداد العاملين في الصحف لمقابلة تناقص فرص شراء الصحف من قبل الجمهور، أضف إلى ذلك أن الصحف وبوصفها مجالا للأعلان التجاري ما عادت هي الوحيدة التي ترضي طموحات المعلنين، فالأنترنت قرب المسافات" على وزن مسرحية "السكك الحديد قربت المسافات" للدكتور عبد الله على إبراهيم، وبهذا التصور فإني أزعم أن الفضائيات والأنترنت لن تؤثر سلبيا على السينما الغربية، ولكن على محيطنا الأقليمي بدا أن الإهتمام بهما قلص الإهتمام بمزاورة دور السينما وإنتاجها، وعلى أية حال لاندري مستقبل ثورة الأنترنت والفضائيات فربما أتاحت مجالا لهواة السينما والتمثيل إنتاج أعمال خاصة بهم وعرضها للجمهور عبر إمكانيات وتقنيات يتيحها الأنترنت بسهولة، كما أتاح لنا فرصة خلق صحافة أنترنت جديدة ومنابر رأي بعيدة عن السنسرة الحكومية وبأقل التكاليف.

    فيما يتعلق بأثر الأوضاع الإقتصادية على صناعة السينما في السودان أو في العالم، فإن الإنتاج السينمائي يعتبر من أكثر الفنون تكلفة وكذلك من أكثر الفنون التي تدر الربح السريع وأيضا من أكثر الفنون تاثيرا ونقلا لثقافات الشعوب، ولنا في الأفلام الهندية مثلا في التعريف بالثقافة الهندية. في بلداننا المدعاة بأنها عالم ثالث تبقى مسائل الإنتاج السينمائي في آخر أولويات الدولة، وحتى القطاع الخاص لا يريد الدخول في مشاريع كهذه دون أن يتأكد من سوابق ناجحة، وأتذكر أن فيلم عبد الرحمن محمد عبدالرحمن والذي أنتجه في بدايات التسعينات كلف شركة عليوة، والتي أنتجته، مالا كبيرا وكانت تجربة خاسرة ماليا برغم أنها كانت مبشرة ووجدت تقديرا من السينمائيين والمسرحيين، وأذكر أنني حاورت الراحل جادة الله جبارة عن الفيلم وأثنى عليه، وجاد الله جبارة من أكثر السينمائيين السودانيين الذين سعوا لخلق نهضة سينمائية ولكن وقفت أمامه الكثير من المعوقات الحكومية والمادية ومن أفنى لخدمة السينما مثل العم جادة الله، وهل تعرف ما الذي حدث له من ضيم وتشهير في زمن الإنقاذ؟ خلوها مستورة.
    بين الفينة والأخرى ألاحظ بعض الأفلام المنتجة سودانيا ومرات بالإشتراك مع ممثلين عرب، ولكن حتى الآن لم نر تاثيرا كبيرا لهذه الأفلام في ذهنية المتلقي السوداني ولم تحقق مستوى تنافس على المشهد العربي والافريقي والعالمي، إذن فلا معنى لأي إنتاج سينمائي إن لم يؤثر محليا ناهيك أن يجد تقديرا في المهرجانات العالمية. وفي المقابل تجد أن السودان حقق من قبل نجاحات كبيرة في العمل السينمائي (متضمنة في المقال) وللأسف توقفت تجاربنا في هذا المضمار لأسباب إقتصادية وأخرى تتعلق بتوجه البلد وأثر ذلك على المواعين الثقافية والتي لا تزدهر إلا بالحرية للجمهور والمبدع، وكذلك هناك أسباب أخرى تتعلق بالإحباطات التي واجهت المبدعين في هذا المجال، وهي من نوع الإحباطات التي ألمت بمنتجي المسرح والدراما والغناء، إلخ.
    بالنسبة لوجود إنتاج سينمائي سوداني فعال..هناك سؤال سابق وهو ما هي الارضيات الفكرية والإجتماعية والإقتصادية التي تواجه المبدعين السودانيين الحريصين على إنتاج سينمائي وغير سينمائي.؟!!!!!
    أعتقد أن المبدعين المسرحيين، على الأقل، مواجهون بحزم أسئلة حياتية ودولتية حرمتهم من إنتاج أعمال مسرحية مستمرة، برغم قلة كلفة المسرح مقارنة بكلفة السينما، ولنا أن ندرك أن مسرحيا "خطيرا" مثل هاشم صديق أنتج "نبتة حبيبتي" في النصف الأول من السبعينات ولم يستطع أن ينتج أي عمل مسرحي إلا في النصف الثاني من التسعينات" وجه الضحك المحظور" ومنذها وجد نفسها خارج المؤسسة الأكاديمية التي درس فيها لما يقارب الثلاثين عاما، وأوقف إدارة التلفزيون والإذاعة كل برامجه ويعيش هاشم الآن على ما يكتبه للصحف من قصائد وبعض مقالات وعطايا من بعض أشقاء في الخارج. وفي زيارتي الأخيرة للسودان وجدته يعاني من المرض ولم تهتم به وزارة ثقافة أو جهة خاصة، في حين أنه من أميز أساتذة المعهد العالي للموسيقى والمسرح ومن طلبته قرني وخطاب ويحيي فضل الله ومئات من المبدعين. هذا هو واقع المبدع في السودان يا رشيد، ثم ماذا عن المبدعة سلمى الشيخ سلامة وأين موقعها في العمل الدرامي والإذاعي الذي تخصصت فيه وأثبتت نجاحا..ثم ماذا عن إسهاماتها الصحفية..ثم ماذا عن مجموعاتها القصصية؟
    حين يكتب المرء أحيانا عن السينما والفنون في السودان يرى كأنه يمارس في ترف ذهني بالقياس للقضايا الأولية التي لم نحسمها بعض وتتعلق بوجود الحرية وحقوق المواطنة والشفافية في الحكم والنزاهة في الخدمة المدنية والظروف الإقتصادية، إلخ.. ألا تشكل كل هذه مناطق رمادية ما زلنا نراوح مكاننا فيها..نعم هذه هي المناطق الرمادية التي أعنيها وربما من خلالها يقدر لنا الله خروجا ملهميا منها إلى مناطق أكثر وضوحا، أي أننا مجتمعات إنتقال، فلم نستقر على مملكة راسخة أو حكم ديمقراطي يكفل لنا تحقيق نجاحات في السينما أو غيره، هذه هي رماديتنا، حيث حتى وقت قريب نعيش في منطقة بين الشمولية والديمقراطية، وكتبت مقالا واصفا لهذه الحالة بعنوان(ثمة "شموقراطية" جديدة) ولكن الرقيب حذفه، ولك أن تتصور أنني أرسلت ذات المقال بعد شهرين، حاذفا منه العنوان، ونشر في خاتم المطاف.
    أحيانا تبقى الدراسات السودانية في مسائل تطوير اسس الاقتصاد السوداني أو إحداث الثورة التعليمية أو تنمية مدخلات الإنتاج وخلافه من غير طعم إن لم تدرس القضايا الأولية التي تؤثر على هذه المسائل. فالسينما هي الحرية والرغبة في توفير الدعم لها سواء من الإقتصاد الخاص أو العام، وهي الإعتراف بالتعدد وهي وهي. ومع ذلك هناك أمل أن نعايش إشراقات سينمائية هنا وهناك برغم الأسباب العضوية التي ترحمنا من وجود تجارب متنوعة في هذا المجال او ذاك. وآمل أن يأتي أحد المتخصصين لينورنا أكثر.. يا أستاذ رشيد تدبر هذا القول أدناه وشكرا ثانية لمساهمتك القيمة في رفد البوست.



    Quote: أجمل ما قطع به وجدي كامل من رأي كان حين إستعاد رأيا مماثلا لعثمان سامبين المخرج السنغالي والروائي العالمي والذي قال إن (السينمائيين الأفارقة بمقدورهم ان يصنعوا سينما عظيمة عندما يكف السياسيون الافارقة عن صناعة الافلام الرديئة).
                  

03-17-2009, 00:58 AM

الرشيد ابراهيم احمد
<aالرشيد ابراهيم احمد
تاريخ التسجيل: 02-27-2009
مجموع المشاركات: 845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر عن السينما (Re: صلاح شعيب)

    خالص شكري وفائق احترامي استاذ صلاح
    لكن الحظ ان مرتاجي السنما في السودان هم الطبقه المسحوقه او كما يسميهم البعض الطبقه الهامشيه من المواطنين
    اكرر شكري
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de